السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأمل معي أخي يا رعاك الله .
جاء في مسلم :
حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ قَالَ أَبُو وَائِلٍ خَطَبَنَا عَمَّارٌ فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ , فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ وَإِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْرًا)
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا .
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : كُنْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَوَاتِ فَكَانَتْ صَلَاتُهُ قَصْدًا وَخُطْبَتُهُ قَصْدًا .
وفي مستدرك الحاكم قال :
حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ ، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر ، حدثني أبي ، عن واصل بن حبان ، عن أبي وائل قال : خطبنا عمار بن ياسر فأبلغ وأوجز فقلنا : يا أبا اليقظان ، لقد أبلغت وأوجزت ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن طول الصلاة ، وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل ، فأطيلوا الصلاة ، وأقصروا الخطبة » « صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة .
وفي صحيح ابن حبان :
أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر ، عن أبيه ، عن واصل بن حيان ، قال : قال أبو وائل ، خطبنا عمار بن ياسر ، فأوجز وأبلغ ، فلما نزل قلنا : يا أبا اليقظان ، لقد أبلغت وأوجزت ، فلو كنت تنفست ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقه الرجل ، فأطيلوا الصلاة ، واقصروا الخطبة ، وإن من البيان سحرا » قال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
وعند البيهقي :
أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو بكر الفحام ، نا محمد بن يحيى ، نا عبد الرزاق ، نا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شرحبيل قال : قال عبد الله بن مسعود : « إن طول الصلاة ، وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل يقول علامة »
وعند الطبراني:
َحدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بن عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ:"أَحْسِن ُوا هَذِهِ الصَّلاةَ، وَاقْصُرُوا هَذِهِ الْخُطَبَ " .
حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن كَثِيرٍ، حَدَّثَنَاسُفْي َانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بن شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:"طُولُ الصَّلاةِ، وَقِصَرُ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ"
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن النَّضْرِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بن عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بن شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:"طُولُ الصَّلاةِ، وَقِصَرُ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ" .
وقد كان رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الجمعة ، بـ سبح اسم ربك الأعلى ، و هل أتاك حديث الغاشية , كما ثبت عند مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة والبغوي وابن حبان . وربما قرأ بـ سورة الجمعة ، وإذا جاءك المنافقون .كما ثبت في الموطأ وعند مسلم أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والدارمي والبغوي وغيرهم .
وإذا كان مما لا مماراة فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفقه العلماء وأعلم الفقهاء , وكانت صلاته صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بما علمت فقد تيقنا أن هذا القدر هو المقصود بقوله (طول الصلاة) , وبالتالي فإن الفقه يقتضي أن تكون الخطبة أقل من وقت قراءة "الجمعة" و"المنافقون" , أو "سبح اسم ربك الأعلى" و "والغاشية" , وبالتالي إذا تأملت وجدت أن خطبته صلى الله عليه وسلم لم تكن تتجاوز الثلاث دقائق . وهذا والله عين الفقه , ومقتضى الأثر والنظر , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في طور تأسيس الدولة الإسلامية وتعليم الناس أمور دينهم ونقلهم من شوائب الكفر إلى نور الإيمان وكان هذا هو حال خطبته وصلاته (فهل من مدكر) , والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى من أحيا سنته ولازم هديه