هذا جزء حديثي جمعت فيه ما وقفت عليه من مرويات لهذا الحديث وهو حديث صحيح مشهور :
1-حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- .
قال عبد بن حميد في "مسنده" :حدثنا عبدالله بن يزيد ثنا حيوة بن شريح عن مالك بن خير الزبادي أن مالك بن سعد التجيبي حدثه أنه سمع ابن عباس يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" أتاني جبريل فقال : يا محمد إن الله لعن الخمر ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وشاربها، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبائعها ، ومبتاعها ، وساقيها ، ومسقيها ".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" من طريق عبدالله بن يزيد المقرئ به ، وقال الحاكم :"هذا حديث صحيح الإسناد " ، وصحّحه أيضاً ابن حبان .

قلت : إسناده حسن ورجاله ثقات ،مالك بن الخير قال فيه الحاكم النيسابوري :"ثقة" ، وقال أحمد بن صالح :"ثقة"وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم :" شيخ لا بأس به ". (التذييل على كتب الجرح والتعديل ص255-256) ، وانظر ترجمة مالك بن سعد التجيبي في التذييل أيضاً( ص256 ) .
فائدة : قولي صحّحه ابن حبان يعني أخرجه في صحيحه .
2- حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: قال أبو القاسم الأصبهاني المعروف ب"قوام السنة" في كتاب " الترغيب والترهيب"(2\ح1235): أخبرنا أحمد بن علي بن خلف أنبأ الحاكم أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحافظ قال : أخبرني محمد بن القاسم المؤدب ببغداد ثنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي ثنا إدريس بن علي الرازي ثنا يحيى بن الضريس ثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنّ الله حرّم عليكم عبادة الأوثان وشرب الخمر ، والطعن في الأنساب ، ألا وإنّ الخمر لُعن شاربها وعاصرها وساقيها وبائعها وآكل ثمنها"، فقام إليه أعرابيّ فقال : يا رسول الله إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي فاعتقرت من بيع الخمر مالاً فهل يصعني ذلك المال إن حملت فيه بطاعة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :"إن أنفقته في حج أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة ، إنّ الله لا يقبل إلاّ الطيب"، وأنزل الله تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث " ، والخبيث : الحرام ) .
قلت: في إسناده محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي ، قال الدارقطني :"شيخ دجال كذاب يضع الحديث والقراآت والنسخ ، وضع نحواً من ستين نسخة قراآت ليس لشئ منها أصل ، ووضع من الأحاديث المسندة ما لا يُضبط ، قدِم إلى ها هنا قبل الثلثمائة فسمع منه ابن مجاهد وغيره ، ثمّ تبيّن كذِبُه فلم يحكِ عنه ابن مجاهد حرفاً " . تاريخ بغداد(3\ص397-398).
3-حديث عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه :قال الطبراني في " المعجم الكبير"(10\ح10056) :حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَفَّافُ الْمِصْرِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لُعِنَتِ الْخَمْرُ ، وَشَارِبُهَا ، وَسَاقِيهَا ، وَعَاصِرُهَا ، وَمُعْتَصِرُهَا ، وَحَامِلُهَا ، وَالْمَحْمُولَة ُ إِلَيْهِ ، وَبَائِعُهَا ، وَمُبْتَاعُهَا ، وَآكِلُ ثَمَنِهَا ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5\ص76):"في عيسى بن أبي عيسى الحناط، وهو ضعيف".
قلت: قال فيه ابن معين:"ليس حديثه بشئ" ، وقال الفلاس:"متروك الحديث جداَّ ، منكر الحديث" ، وقال النسائي :" متروك الحديث " ، وضعّفه غيرهم .
وأخرجه البزار في "مسنده المعلّل"(ح2937-كشف الأستار) قال:حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، قَالَ : نا عِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَمْرَ ، وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا ، وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا ، وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَة َ إِلَيْهِ ، وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا " .
قلت : وأفاد البزار بتفرّد عيسى بن أبي عيسى بهذا الحديث .
قال ابن أبي حاتم في كتاب العلل(2\ح1558-طبعة الدباسي):" وسألت أبي عن حديث رواه ابن أبي فديك عن عيسى بن أبي عيسى الخياط عن الشعبي عن علقمة عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنّه لعن عشرة: الخمر وعاصرها ومعتصرها .... ، قال أبي : رواه حسن بن صالح عن عيسى الحناط عن الشعبي عمّن حدّثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبي: لا أبعد عيسى أن يكون قال مرّة كذا ، ومرّة كذا ، هذا من عيسى ".
4-مرسل دويد بن نافع: قال عبدالله بن وهب المصري في كتابه الجامع(ح54): أخبرني عمر بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، أنّ أبا رافع حدّثه عن دويد مولى سعيد بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لعن في الخمر عشرة: العاصر والمعصور له والبائع والمشتري والحامل والمحمولة له والساقي والشارب والمكارم بها والمائدة تدار عليها".
قلت : هذا أثر مرسل ، بل معضل ، دويد هو : ابن نافع القرشي ، ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة (طبقة أتباع التابعين) وقال:"مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة " ، والراوي عنه أبو رافع وهو: إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري ، قال فيه ابن معين :"ليس بشئ " ، وقال أحمد بن حنبل:"ضعيف منكر الحديث" ، وقال الدارقطني :" متروك" وضعّفه غيرهم، ولم يوثّقه إلا البخاري ، وقال الذهبي في الكاشف :"ضعيف واه " ، وقال ابن حجر في التقريب :"ضعيف الحفظ " ، والقول بضعفه أقوى ، والخلاصة أنّ الأثر فيه علتين : الإعضال ، وضعف الراوي عن دويد بن نافع .
5- حديث عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- : قال عبدالله بن وهب المصري في الجامع(ح59):أخبرن شبيب بن سعد التميمي أنّ أبان بن أبي عياش حدّثهم عن شهر بن حوشب أنّ عبدالله بن عمرو بن العاص كان عندهم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنّ الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها ".
قلت: خالف معمر بن راشد شبيباً التميمي ، ورواه عن أبان بن أبي عياش موقوفاً من كلام عبدالله ابن عمرو بن العاص : قال عبدالرزاق الصنعاني في " المصنف" :عن معمر عن أبان عن شهر بن حوشب عن عبدالله بن عمرو قال:"لعنت الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه ".
قلت: الموقوف أصح ، وفي الإسناد أبان بن أبي عياش متروك الحديث بيّن الأمر في الضعف ،
وللحديث طريق آخر أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ، ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد( 4\ص90)وقال:"رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس".
قلت: لم أجد هذه الرواية في المطبوع من المعجم الكبير ، لكن ابن أبي حاتم قد ذكر هذه الطريق في كتابه"العلل" (2\ح1574-طبعة الدباسي) وقالسألت أبي عن حيث رواه معتمر بن سليمان عن فرات بن سليمان عن ليث عن طلحة عن خيثمة عن عبدالله بن عمر قال:" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمر بعينها عاصرها ومعتصرها وحاملها ومحملها وشاربها وساقيها وآكل ثمنها" ، قال أبي :روى هذا الحديث جرير فقال: عن ليث عن طلحة عن خيثمة عن عبدالله بن عمرو ابن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبي : وهذا الحديث أنّما يُروى عن ابن عمر ) .
قلت: يعني رواية الطبراني للحديث من رواية عبدالله بن عمرو بن العاص وهمٌ ، والصحيح أنه من رواية عبدالله بن عمر بن الخطاب ، وعلة الإسناد ليث بن أبي سليم وحاله مشهور بالضعف .
6-حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه-:قال ابن ماجة في السنن(2\ح3381):حدثن محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري ثنا أبو عاصم عن شبيب سمعت أنس بن مالك أو حدثني أنس قال : (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة عاصرها ومعتصرها والمعصورة له وحاملها والمحمولة له وبائعها والمبيوعة له وساقيها والمستقاة له حتى عد عشرة من هذا الضرب).
وقال الترمذي في الجامع:حدثنا عبد الله بن منير قال سمعت أبا عاصم عن شبيب بن بشر عن أنس بن مالك قال : (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له).
قال الترمذي هذا حديث غريب من حديث أنس وقد روي نحو هذا عن ابن عباس وابن مسعود وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم).

قال ابن القطان الفاسيوإنما لم يصحّحه -يعني الترمذي - ، لأن في إسناده شبيب بن بشر ولم تثبت عدالته ، وقال فيه أبو حاتم:"لين الحديث" ). قال ابن الملقّن بعدنقله كلام ابن القطان الفاسيلكن وثّقه ابن معين فينبغي إذن تصحيحه) .البدر المنير(8\ص699-700)
قلت:وقال فيه ابن حبان:"يخطئ كثيراً" ، وذكر المنذري هذا الحديث في الترغيب والترهيب وقال: "رواته ثقات".
7-حديث عثمان بن أبي العاص: قال الطبراني في "المعجم الأوسط":حَدَّثَن َا عَلِيٌّ قَالَ : نا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْخَزَّازُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ : " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَمْرَ ، وَشَارِبَهَا ، وَعَاصِرَهَا ، وَمُعْتَصِرَهَا ، وَحَامِلَهَا ، وَالْمَحْمُولَة َ إِلَيْهِ ، وَبَائِعَهَا ، وَمُشْتَرِيَهَا ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا ".
قال الطبراني:" لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يُونُسَ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى ، تَفَرَّدَ بِهِ : عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ " .
وقال الطبراني في"المعجم الكبير"(9\ح8387) وفيه قصة ، قال الطبراني: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَذُوعِيُّ الْقَاضِي ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْخَزَّازُ ، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ سَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ مَالًا يَتَّجِرُ فِيهِ وَالرِّبْحُ بَيْنَهُمَا ، فَأَعْطَاهُ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَاشْتَرَى بِهِ خَمْرًا ، ثُمَّ قَدِمَ بِهِ الْأُبُلَّةَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهَا دَنًّا وَلَا غَيْرَهُ إِلَّا كَسَرَهُ ، قَالَ عُثْمَانُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَنَ الْخَمْرَ ، وَشَارِبَهَا ، وَمُشْتَرِيَهَا ، وَبَائِعَهَا ، وَعَاصِرَهَا ، وَحَامِلَهَا ".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4\ص90):"رو ه الطبراني في الأوسط والكبير، وفيه عبدالله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف".
قلت:قال فيه النسائي:"ليس بثقة" ، وقال أبو زرعة الرازي:"منكر الحديث " ، وقال ابن عدي:"يروي عن يونس بن عبيد ، وداود بن أبي هند ما لا *يوافقه عليه الثقات ، وهو مضطرب الحديث ، وليس ممن يحتج به*".
وله طريق آخر عن عثمان بن أبي العاص ، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9\ح8370) قال:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَطَّارُ ، ثنا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ ، ثنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، قَالَ : " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَارِبَهَا وَبَائِعَهَا "- يَعْنِي الْخَمْرَ - .
قلت : فيه سالم بن نوح ، قال فيه الدارقطني:"ليس بالقوى" ، وقال أبو زرعة الرازي:"لا بأس به ، صدوق ، ثقة" ، ووثّقه غيره ، وقال أبو حاتم الرازي:"يكتب حديثه ولا يحتج به " ، وقال النسائي:"ليس بالقوي" ، فحاله والله أعلم لا يحتمل التفرّد ، والله أعلم .
8-حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: وله عن ابن عمر طرق كثيرة نبدؤها إن شاء الله تعالى :
1- سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب: قال الطبراني في "المعجم الأوسط ":حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاهِبِ قَالَ : نا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَعَنَ الْخَمْرَ لِعَيْنِهَا ، وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا ومُشْتَرِيَهَا ، وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَة َ إِلَيْهِ ، وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا ".
قال الطبراني:" لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ لَيْثٍ إِلَّا يَعْقُوبُ".
وقال أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان : حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا إبراهيم بن عامر ثنا أبي ثنا يعقوب عن ليث ابن أبي سليم عن سالم بن عبدالله عن عبدالله بن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله عز وجل لعن الخمر بعينها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وشاربها وآكل ثمنها".
قلت : في إسناده ليث بن أبي سليم ، قال ابن حجر العسقلاني في التقريب:"صدوق اختلط جدًّا ولم يتميز حديثه فترك".
2-سعيد بن جبير : قال سعيد بن منصور في سننه(4\ح815-طبعة سعد الحميّد):نا هُشَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : " لُعِنَتِ الْخَمْرُ ، وَشَارِبُهَا ، وَسَاقِيهَا ، وَبَائِعُهَا ، وَمُشْتَرِيهَا ، وَعَاصِرُهَا ، وَمُعْتَصِرُهَا ، وَحَامِلُهَا ، وَالْمَحْمُولَة ُ إِلَيْهِ ، وَآكِلُ ثَمَنِهَا " .
قلت:في إسناده ابن أبي ليلى وهو: محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ، تكلم فيه الأئمة لسوء حفظه ، قال شعبة:" ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلى" ، وفي رواية أخرى عن شعبة قال:" أفادني ابن أبي ليلى أحاديث فإذا هي مقلوبة " .
3-ضمرة بن حبيب : قال الطبراني في "مسند الشاميين": [ح 1486 ] حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية حدثني أبو بكر بن أبي مريم حدثني ضمرة بن حبيب حدثني ابن عمر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إئتني بمدية فأتيته بها فقال قم وقام معه عصابة من أصحابه فأتى السوق وفيه زقاق الخمر فأخذ المدية مني فأقبل على الزقاق فشقها بيده ثم أتى رفقة أخرى ففعل بها كذلك ثم أخرى ثم دفع المدية إلي فأمر أصحابه أن يمضوا معي ويعاونوني قال فمضيت فلم نترك في المدينة زقا من خمر إلا شققنا فلما فرغنا وانصرفنا إليه أقبل علينا ، فقال: اللهم العن الخمر وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها والحاملة والمحمولة إليه وشاربها وساقيها وآكل ثمنها." .
قلت: إسناده ضعيف ، فيه : أبو بكر بن أبي مريم ، قال النسائي والدارقطني :"ضعيف " ، وقال أبو حاتم الرازي:"ضعيف الحديث ، طرقه لصوص فأَخَذوا متاعه فاختلط" ، وقال ابن حبان:"كان ردئ الحفظ يُحدّث بالشئ فَيَهِم ويكثر ذلك فاستحق التّرك" ، وضعّفه غيرهم.
4-عمرو بن دينار : قال الطبراني في "المعجم الكبير "(12\ح13641) :حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي ثنا أبو بكر بن عياش عن عبدالعزيز بن رفيع عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال:" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر وساقيها" .
قلت : هكذا المتن مختصراً ، وإسناد الحديث منكر ، فيه أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي ،قال فيه أبو حاتم الرازي:"روى عن أبي بكر بن عياش أحاديث منكرة " ، وقال ابن عدي:"روى عن إبراهيم بن سعد المغازي وأُنكرت عليه ، وحدّث عن أبي بكر بن عياش بالمناكير " ، وقال عثمان الدارمي:"كان أحمد بن حنبل وعلي بن المديني يُحسنان القول فيه ، وسمع علي منه "المغازي"، وكان يحيى بن معين يحمل عليه ".

5-عبدالله بن عبدالله بن عمر : قال سعيد بن منصور في سننه(4\ح816-طبعة سعد الحميّد):نا فليح بن سليمان عن سعيد بن عبدالرحمن بن وائل الأنصاري عن عبدالله بن عبدالله بن عمر عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لعن الله الخمر ولعن شاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها" .
وأخرجه الطبراني في " المعجم الصغير" قال : حدثنا القاسم بن الليث أبو صالح الراسبي بمدينة تِنّيس حدثني المعافى بن سليمان حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن عبدالرحمن بن وائل عن عبدالله بن عبدالله بن عمر عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم قال :"لعن الله الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها ".
قال الطبراني:"لم يروه عن عبدالله بن عبدالله بن عمر إلا سعيد المدني ، تفرّد به فليح".
قلت: في إسناده فليح بن سليمان ، تكلّم فيه أهل العلم ، وقال ابن حجر العسقلاني في كتاب "التقريب" : "صدوق سيئ الحفظ".
6-نافع مولى ابن عمر:قال ابن بشران في "أماليه": أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْآجُرِّيُّ بِمَكَّةَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلُّوَيْهِ ، ثنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ ، ثنا كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْخَمْرَ ، وَعَاصِرَهَا ، وَالْمُعْتَصِرَ ، وَالْجَالِبَ ، وَالْمَجْلُوبَ إِلَيْهِ ، وَالْبَائِعَ ، وَالْمُشْتَرِي ، وَالسَّاقِيَ ، وَالشَّارِبَ ، وَحَرَّمَ ثَمَنَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ " .
وأخرجه ابن عدي في ترجمة "كوثر بن حكيم" من كتاب " الكامل في الضعفاء" قال:حدثنا الحسن بن علي بن سليمان ثنا أبو نصر التمار ثنا كوثر بن حكيم به .
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه: من طريق أبي نصر التمار به.
قلت: إسناده تالف ، فيه كوثر بن حكيم ،قال ابن معين":ليس بشئ" ، وقال يعقوب بن شيبة:"منكر الحديث " ، وقال أحمد بن حنبل:"أحاديثه بواطيل ، ليس بشئ " ، وضعّفه غيرهم.
وله طريق آخر عن نافع مولى ابن عمر : قال الطبراني في " المعجم الأوسط ":حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ ، ثَنَا زَكَرِيَّا ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ ، وَشَارِبَهَا ، وَسَاقِيَهَا ، وَعَاصِرَهَا ، وَمُسْتَعْصِرَه َا ، وَحَامِلَهَا ، وَالْمَحْمُولَ إِلَيْهِ ، وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا ، وَمُبْتَاعَهَا " .
قلت: إسناده حسن إن شاء الله ، شيخ الطبراني هو:"محمود بن محمد بن منويه الواسطي أبو عبدالله" ، قال فيه الدارقطني:"ثقة"-(سؤالات حمزة بن يوسف للدارقطني-رقم367-) ، وشيخه هو:زكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي ، له ترجمة في "تعجيل المنفعة" وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:"كان من المتقنين في الروايات" ، وشيخه هو :بشر بن عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز أبو سلمة ، ذكره ابن حبان في "الثقات"-(8\138 )- ،وذكره الخطيب في تاريخ بغداد-(7\ص53-54)-وقال:"بلغني عن إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:كان ها هنا ببغداد بشر بن عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز ، قد سمعت منه ليس به بأس " ، ولا يوجد هذا النص في النسخة المطبوعة من سؤالات ابن الجنيد لابن معين ، وقد أشار المحقق أحمد نور سيف إلى ذلك .
أقول: إن ثبت قول ابن معين في بشر بن عبدالله فالإسناد حسن إن شاء الله .
7- أبو توبة المصري: أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده(3\ح2069-طبعة الدكتور التركي-)، ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" قال:أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا محمد بن أبي حميد عن أبي توبة المصري قال : سمعت ابن عمر يقول : : ( نزلت في الخمر ثلاث آيات فأول شيء نزلت يسألونك عن الخمر و الميسر )الآية ، فقيل حرمت الخمر فقيل: يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله عز وجل ، فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) . فقيل: حرمت الخمر بعينها، فقالوا: يا رسول الله إنا لا نشربها قرب الصلاة ، فسكت عنهم ثم نزلت ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)الآية قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :حرمت الخمر .
قال : وقدمت لرجل رواية من الشام أو روايا فقام النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر ولا أعلم عثمان إلا معهم فانتهوا إلى الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خل عنا نشقها فقال : يا رسول الله أفلا نبيعها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله لعن الخمر ولعن غارسها ولعن شاربها ولعن عاصرها ولعن موكلها ولعن مديرها ولعن ساقيها ولعن حاملها ولعن آكل ثمنها ولعن بائعها ).
قلت: في إسناده أبو توبة المصري ، قال ابن عساكر في "تاريخه"(66\ص82) :"أبو توبة هذا لم أجد له ذكراً في كتاب من الكتب المشهورة ، ومحمد بن أبي حميد سئ الحفظ ، والله أعلم" ، قلت:محمد بن أبي حميد ضعفه أهل الحديث وهو من رجال التهذيب .
فائدة: قال ابن أبي حاتم في العلل(2\ح1583-طبعة الدباسي):"سألت أبي عن حديث رواه أبو داود قال: حدثنا محمد بن حميد عن أبي توبة المصري عن ابن عمر قال: نزلت في الخمر ثلاث آيات ، فأول شئ نزلت (يسئلونك عن الخمر والميسر....) البقرة:219، الآية .....فذكر الحديث . قال أبي: هذا خطأ ، إنما هو:أبو طعمة -قارئ مصر- عن ابن عمر . قلت:فيسمّى أبو طعمة؟ قال:لا ".
قلت: على هذا رجع الحديث إلى طريق أبي طعمة ، وسيأتي الكلام عليه بإذن الواحد الصمد.
8- ثابت بن يزيد الخولاني:قال الطحاوي في "مشكل الآثار":حَدَّثَن َا يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ الْخَوْلَانِيِّ ، أَخْبَرَهُ قَالَ : لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ ، فَقَالَ : " سَأُخْبِرُكُمْ عَنِ الْخَمْرِ ، إنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَبَيْنَا هُوَ مُحْتَبٍ حَلَّ حَبْوَتَهُ ثُمَّ قَالَ : " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرِ شَيْءٌ فَلْيُؤْذِنِّي بِهِ " . فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ : عِنْدِي رَاوِيَةٌ ، وَيَقُولُ الْآخَرُ : عِنْدِي رَاوِيَةٌ ، وَيَقُولُ الْآخَرُ : عِنْدِي زِقٌّ ، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اجْمَعُوا بِنَقِيعِ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ آذِنُونِي " ، فَفَعَلُوا ثُمَّ آذَنُوهُ ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ ، فَمَشَيْتُ عَنْ يَمِينِهِ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَيَّ ، فَلَحِقَنَا أَبُو بَكْرٍ فَأَخَّرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ أَبَا بَكْرٍ مَكَانِي ، ثُمَّ لَحِقَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَخَّرَنِي وَجَعَلَهُ عَنْ يَسَارِهِ ، فَمَشَى بَيْنَهُمَا ، حَتَّى إذَا وَقَفَ عَلَى الْخَمْرِ قَالَ لِلنَّاسِ : " أَتَعْرِفُونَ هَذِهِ ؟ " ، فَقَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذِهِ الْخَمْرُ . فَقَالَ : " صَدَقْتُمْ " ، فَقَالَ : " إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَعَنَ الْخَمْرَ ، وَعَاصِرَهَا ، وَمُعْتَصِرَهَا ، وَشَارِبَهَا ، وَسَاقِيَهَا ، وَحَامِلَهَا ، وَالْمَحْمُولَة َ إلَيْهِ ، وَبَائِعَهَا ، وَمُشْتَرِيَهَا ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا " . ثُمَّ دَعَا بِسِكِّينٍ فَقَالَ : " اشْحِذُوهَا " ، فَفَعَلُوا ، ثُمَّ أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرِقُ بِهَا الزِّقَاقَ ، فَقَالَ النَّاسُ : إنَّ فِي هَذِهِ الزِّقَاقِ مَنْفَعَةً . فَقَالَ : " أَجَلْ ، وَلَكِنِّي إنَّمَا أَفْعَلُ ذَلِكَ غَضَبًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمَا فِيهَا مِنْ سَخَطِهِ " . فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا أَكْفِيكَ ، فَقَالَ : " لَا " . وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى بَعْضٍ فِي قِصَّةِ الْحَدِيثِ .
وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين"(4\ص144-145) من هذا الوجه وقال:"هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".-في إسناد الحاكم سقط-.
قلت:لا يوجد في الإسناد من يُنظر إلى حاله من الثقة إلاّ :"ثابت بن يزيد الخولاني" ، ذكره ابن حبان في الثقات(4\ص93) ، وقال ابن حزم في المحلى:"مجهول لا يُدرى من هو" ، ولهذ الراوي ترجمة في "لسان الميزان".
فائدة:قال أبو حاتم الرازي عن (ثابت بن يزيد الخولاني):"روى عن ابن عمر ، وقال بعضهم عن ابن عمّه عن ابن عمر، وهو الصحيح ، روى عنه خالد بن يزيد". -جرح(2\ص459)- .
وأخرج البخاري ذلك في التاريخ(1\ص172)قال: "وقال سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا نافع بن يزيد ، سمع خالد بن يزيد ، سمعت ثابت بن يزيد ، عن ابن عمّه ، سمع ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-".
قال الشيخ عبدالله الجديع:"حفظ سماعه من ابن عمر لهذا الحديث:عبدالرحم بن شريح ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة جميعاً عن خالد ، ابن شريح ثقة ، والليث هو الحافظ الكبير، وابن لهيعة إذا روى عنه ابن وهب فهو ثقة ، خالفهم نافع بن يزيد (وهو ثقة أيضاً) عن خالد ، فذكر لثابت واسطة عن ابن عمر . وصحّح هذا أبو حاتم كما رأيت . والذي يظهر أنّ رواية الجماعة هي الصحيحة عن خالد ، ولو قورن نافع بالليث وحده لكان الليث فوقه بدرجات ، فكيف به مع من تابعه؟ ". انتهى بحروفه وهي من تعليق الشيخ على كتاب "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصر عالياً" لأبي نعيم الأصبهاني (ص29-30) .
9-شراحيل بن بكيل : قال ابن عبدالحكم في :فتوح مصر وأخبارها":حدثناه طلق بن السمح عن أبي شريح عبدالرحمن بن شريح عن شراحيل بن بكيل عن عبدالله بن عمر قال:كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل تحريم الخمر فأمر بآنية الخمر فجمعها في موضع واحد ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا وهو آخذ بيدي اليسرى بيده اليمنى فأقبل عمر بن الخطاب فحوّلني عن يساره وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي اليمنى بيده اليسرى وأخذ عمر بن الخطاب بيده اليمنى بيده اليسرى فسرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بيننا فأقبل أبو بكر فسرّح رسول الله صلى الله عليه وسلم يدي وأخذ بيد أبي بكر بيده اليمنى يده اليسرى فسرنا حتى أتينا الآنية التي جُمعت وفيها الخمر والزقاق، فقال:إئتوني بشفرة أو مدية ، فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراعيه وأخذ الشفرة فقال عمر وأبو بكر: يا رسول الله نحن نكفيك ،فقال:شقّوها على ما فيها من غضب الله ، الخمر حرام ، لعن الله شاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وحاملها والمحمولة إليه وعاصرها ومعتصرها والقيّم عليها وآكل ثمنها" .
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(2\ح1580-طبعة الدباسي):"سمعت أبي وذكر حديثاً رواه طلق بن السمح عن عبدالرحمن بن شريح عن شراحيل بن بكيل عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في تحريم الخمر ولعن شاربها وساقيها في كلام ذكره ..، قال أبي: طلق شيخ ، وابن شريح لا أظنه أدرك ابن بكيل ".
قلت: الأمر كما قاله أبو حاتم الرازي فبين ابن شريح وابن بكيل واسطة بيّنها الطحاوي في "مشكل الآثار" قال:حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَزْدِيُّ الْجِيزِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ السَّمْحِ اللَّخْمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ بُكَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ ، فَأَمَرَ بِآنِيَةِ الْخَمْرِ فَجَمَعَهَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ . ثُمَّ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَا وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِيَ الْيُسْرَى بِيَدِهِ الْيُمْنَى ، وَأَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَحَوَّلَنِي عَنْ يَسَارِهِ ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِيَ الْيُمْنَى بِيَدِهِ الْيُسْرَى , وَأَخَذَ عُمَرَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى يَدَهُ الْيُسْرَى , فَسِرْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَيْنَنَا ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَسَرَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدِي ، وَحَوَّلَ عُمَرَ عَنْ يَسَارِهِ ، وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ بِيَدِهِ الْيُمْنَى يَدَهُ الْيُسْرَى ، فَسِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْآنِيَةَ الَّتِي جُمِعَتْ وَفِيهَا الْخَمْرُ وَالزِّقَاقُ ، فَقَالَ : " ائْتُونِي بِشَفْرَةٍ أَوْ مُدْيَةٍ " فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَأَخَذَ الشَّفْرَةَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْنُ نَكْفِيكَ . فَقَالَ : " شُقُّوهَا عَلَى مَا فِيهَا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ ، الْخَمْرُ حَرَامٌ ، لَعَنَ اللَّهُ شَارِبَهَا ، وَبَائِعَهَا ، وَمُشْتَرِيَهَا ، وَحَامِلَهَا ، وَالْمَحْمُولَة َ إلَيْهِ ، وَعَاصِرَهَا ، وَمُعْتَصِرَهَا ، وَالْقَيِّمَ عَلَيْهَا ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا " .
قلت : الواسطة بين ابن شريح وابن بكيل هو:"خالد بن يزيد الجمحي" وهو ثقة من رجال التهذيب ، ولكن في الإسناد علّة ، طلق بن السمح قال فيه أبو حاتم الرازي :"مجهول" ، وهو من رجال التهذيب ، وشراحيل بن بكيل له ترجمة فب تعجيل المنفعة وذكر أنّ ابن حبان ذكره في الثقات ، وقال فيه ابن حزم:"مجهول" ، وهذا من الزيادات على تعجيل المنفعة في هذا الرجل.
10-أبو طعمة : قال الإمام أحمد بن حنبل في "المسند"(2\ص71):ث ا حسن ، ثنا ابن لهيعة ، ثنا أبو طعمة ـ قال ابن لهيعة : لا أعرف إيش اسمه ـ قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : : (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المربد فخرجت معه فكنت عن يمينه ، و أقبل أبو بكر فتأخرت له فكان عن يمينه ، و كنت عن يساره ، ثم أقبل عمر فتنحيت له فكان عن يساره فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المربد ، فإذا بأزقاق على المربد فيها خمر ، قال ابن عمر : فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدية قال ؛ و ما عرفت المدية إلا يومئذٍ ، فأمر بالزقاق فشقت ثم قال : لعنت الخمر ، و شاربها ، و ساقيها ، و بائعها ، و مبتاعها ، و حاملها ، و المحمولة إليه ، و عاصرها ، و معتصرها ، و آكل ثمنها .).
قلت: في إسناده ابن لهيعة ، وحاله مشهور ، وللحديث طرق أخرى عن ابن لهيعة ، منها رواية عبدالله بن وهب عنه .
وله طريق آخر عن أبي طعمة :
قال البيهقي في "السنن الكبرى"(8\ص287):أخب نا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا يزيد بن هارون أنبأ شريك عن عبد الله بن عيسى عن أبي طعمة عن ابن عمر قال : : ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لعنت الخمر و شاربها و ساقيها و عاصرها و معتصرها و حاملها و المحمولة إليه و مبتاعها و آكل ثمنها" .
قلت: في إسناده شريك القاضي في حفظه شئ .
11-عبدالرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس : قال أبو يعلى الموصلي في "مسنده":حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا عبد الله بن داود ، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن ابن عمر : (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن الخمر ، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وآكل ثمنها .).
قلت:إسناده جيد ، وسأتكلم على السند بالتفصيل بإذن الله تعالى في الكلام على إسناد من جمع فيه أبا طعمة وعبدالرحمن الغافقي ، وقد خالف سليمانُ بن حيان عبدَالله بن داود -وهو الخريبي- ، فذكر واسطة بين عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز وعبدالرحمن الغافقي،وهو:"عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي" .
قال ابن الأعرابي في "معجم شيوخه"(1\ح146):نا ابن عصمة نا سوار بن عمارة نا سليمان بن حيان عن عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز عن عمر بن عبدالعزيز عن عبدالرحمن الغافقي قال: سألت عبدالله بن عمر عن الطلاء الحلو الحلال ، فقال: اشربه واسقني ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن في الخمر عشرة : لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبايعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها".
قلت: وهذا غير محفوظ ، والصواب من غير واسطة بين عبدالعزيز بن عمر وعبدالرحمن الغافقي كذا رواه الثقات وكيع وأبو نعيم الفضل بن دكين وجعفر بن عون كما سيأتي بذكر رواياتهم ، والعلة فيما أرى هو :"سوار بن عمارة" وهو صدوق ، لكن لما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال:"ربما خالف" كما في التهذيب ، وفي مطبوع الثقات عبارة:"ربما أخطأ" ، ولا تعارض فالمخالفة وصف للخطأ ، وبإثبات الواسطة بينهما فهو:" ثقة" ، والله أعلم .
ذكرت في طرق ابن عمر الطريقين رقم 10 و11 وهما : أبو طعمة وعبدالرحمن بن عبدالله الغافقي عمر مفرداً ، وقد جاءالحديث من طرق يجمع أبا طعمة وعبدالرحمن الغافقي كلاهما عن ابن عمر وهي كالتالي :
قال ابن ماجه في "السنن": حدثنا على بن محمد ومحمد بن إسماعيل قالا حدثنا وكيع حدثنا عبدالعزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقى وأبى طعمة مولاهم أنهما سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :« لعنت الخمر على عشرة أوجه بعينها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها وشاربهاوساقيها ».
وقال أبو داود السجستاني في "السنن":حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن عبدالعزيز بن عمر عن أبي علقمة مولاهم وعبدالرحمن بن عبدالله الغافقي أنهما سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرهاوحاملها والمحمولة إليه".
فائدة: عند أبي داود قوله:"عن أبي علقمة مولاهم" ، وهذا وهمٌ ، قال المزي في تهذيب الكمال:" قاله أبو علي اللؤلؤي عن أبي داود عن عثمان بن ابي شيبة عن وكيع عن عبدالعزيز ، وقال أبو الحسن بن العبد وأبو عمرو البصري وغير واحد عن أبي داود عن عثمان عن وكيع عن عبدالعزيز عن أبي طعمة مولاهم ، وهو الصواب".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى": (أخبرنا) أبو زكريا يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى انا أبو عبد الله محمد بن يعقوب انا محمد بن عبد الوهاب انا جعفر بن عون انا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ثنا عبد الرحمن بن عبد الله ورجل من موالينا (ح وأخبرنا) أبو على الروذبارى انا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبى شيبة ثنا وكيع بن الجراح عن عبد العزيز بن عمر عن أبى علقمة مولاهم و عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي انهما: سمعا ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمول إليه"، زاد جعفر في روايته:" وآكل ثمنها" .
وقال البيهقي في "السنن الكبرى":أخبرنا أبو عبدالله الحافظ وابو سعيد بن أبي عمرو قالا:ثنا ابو العباس محمد بن يعقوبثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو نعيم ثنا عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز عن عبدالله بن عبدالرحمن الغافقي من أهل مصر ومولى لنا يقال له : أبو طعمة أنهما خرجا من مصر حاجين فجلسا إلى ابن عمر ، فذكر القصة، فقال ابن عمر : أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:"لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها ومعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها".
قلت: إسناده حسن ، رجاله ثقات ، وأبو طعمة وثّقه ابن عمّار الموصلي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وكذّبه مكحول ، قال ابن حجر العسقلاني في التقريب :"لم يثبت انّ مكحولاً رماه بالكذب"، وعبدالرحمن بن عبدالله الغافقي ذكره ابن خلفون في الثقات وقد كان أميراً على الأندلس جميل السيرة فيها ، وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير(5\ص137) وسمّاه عبدالله ، فقال:"عبدالله بن عبدالرحمن الغافقي من أهل مصر سمع ابن عمر رضي الله عنهما ، قال أبو نعيم : عن عبدالعزيز بن عمر، وقال وكيع: عبدالرحمن بن عبدالله ". وتبع ابن أبي حاتم البخاري في التسمية فقال في الجرح والتعديل( 5\ص95):"عبدالله بن عبدالرحمن الغافقي من أهل مصر روى عن ابن عمر روى عنه عبدالعزيز بن عمر سمعت أبي يقول ذلك ، نا عبدالرحمن سئل أبو زرعة عن عبدالله بن عبدالرحمن الغافقي ؟ فقال : مصري لا بأس به " ، وهذا تعديل عزيز لم يُذكر لعبدالرحمن بن عبدالله الغافقي في ترجمته في تهذيب التهذيب وغيرها ، وذلك لاختلاف الرواة في تسميته وقد أشار البخاري إلى ذلك وهو أنّ وكيعا سمّاه:" عبدالرحمن بن عبدالله الغافقي" –كما في رواية ابن ماجه- وأبا نعيم سمّاه:"عبدالله بن عبدالرحمن الغافقي " –كما في رواية البيهقي- ولعلّ جنوح البخاري منبعه مقالة أحمد بن حنبل عندما سئل فقيل له: فوكيع وأبو نعيم؟ قال:" أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم وبالرجال ، ووكيع أفقه" ، وليس هذا تهوين لوكيع فهو إمام ، ولكن محاولة تعليل لسبب ذكر البخاري هذا الراوي في باب من اسمه:"عبدالله" وليس في باب من اسمه :"عبدالرحمن" .
قال السندي في شرحه على ابن ماجه:"قوله "لعنت الخمر" : لمّا كان الشارب وغيره إنّما لُعن لأجل الخمر ، رجع اللّعن إليها بالوجوه كلها ، والفرق بين العاصر والمعتصر أنّ العاصر من عصرها مطلقاً ، والمعتصر من عصرها لنفسه".
قلت : هذا آخر ما عندي في الكلام على هذا الحديث ، والله الموفق.

تنبيه: قد جاءت رواية عن أبي نعيم من نفس الطريق عنه سمّى الغافقي :"عبدالرحمن بن عبدالله"

قال البغوي في تفسيره المسمى"معالم التنزيل":أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أحمد بن أبي أخبرنا أبو العباس الأصم أنا محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي من أهل مصر عن عبد الله بن عمر أنه قال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها" .