يَجمُل بطالب العلم ويحسن أن يختار عالما:
يعتني بعلمه
وقراءة تراثه
وتحليل فكره وعقليته وأسلوبه
وبيان منهجه وأصوله
وتحقيق ما لم يطبع من تراثه بعد التنقيب عنه
يسير في ذلك كله على طريقة الاستقراء الكلي التام
ويكون ذلك في جانب مسيرته في طلبه وتحصيله للعلم
فيصاحب أنفاس هذا العلم طيلة حياته
ربع قرن فأكثر
بحيث يشهد له أهل العلم بأنه أعلم الناس بهذا العالم أو يصبح عندهم مرجعا يرجعون إليه في كل ما يخص هذا العالم
وفي ذلك فوائد جمة
منها معرفة دقيق العلم إذ هذا العمل ضرب من التخصص
كشف ما يشكل عن هذا العالم
في كلامه وعلمه
أو في ترجمته وسيرته
أو ابطال معنى اشتهر عنه أو رفع ظلم وقع عليه لتقصير في دراسة علمه وحاله أو التنبيه على منقبة له أو حق لم ينبه عليه من قبل
إلى غير ذلك
ولعظيم الفائدة المترتبة على هذا العمل العظيم قام به وسلك هذه الطريق كثير من العلماء:
كالذهلي وغيره مع الزهري
والوكيعي مع وكيع
والأعمشي مع الأعمش
وغيرهم
واشتهر ذلك في هذه العصور على الوصف الذي وصفت:
كهارون مع الجاحظ
وعُضيمة مع المبرد
وشاكر مع المتنبي
وأبو زيد مع ابن القيم
والديب مع الجويني
وغيرهم
ولا شك أن من أهل العلم من لا يستحق أن يفرد بهذا المشروع إما لقلة علمه أو ضياعه أو يكون إفراده بذلك قليل الفائدة
لذلك لا بأس من ذكر أبرز صفات هذا العالم الذي يقدم على غيره ويكون أولى منه بهذا المشروع
فيحسن أن يكون:
متفننا واسع الاطلاع تكلم في أكثر من فن كالجاحظ وابن القيم مثلا
أو مبرزا في فنه حتى عد من محققي هذا الفن كابن حجر مثلا
أو كلامه حجة لا أقصد حجة في اللغة لكن في العلم كالشافعي مثلا والخطابي في شرح الحديث فأنت ترى اعتماد جل شراح السنن على معالمه
أو مغمورا لم يعط حقه وهذه أهم الصفات المرشحة
ولم يفرد بهذا المشروع من قِبل الباحثين كما سمينا آنفا بعضهم
هذه بعض الصفات ذكرتها لتصوير المطلوب لا تحديده والله الموفق