سهلة يا مولانا لا تظن أنك أتيتَ بما يُعجز..
وكذا كل مثال يضربه مثبتة القسمة يظنون أن المتكلم واقع في أسر قسمتهم وإن نفاها..
ويزعمون عدم قدرة المفسر على تفسير كلام الله وكلام رسوله بغير قسمتهم..
وكل ذلك لم يكن..
وكل لفظ أو معنى حسبوه هم استعمال للمجاز= هو استعمال للفظ فيما يدل عليه ..
ثم قد تكون دلالة اللفظ على المعنى الذي أراده المتكلم دلالة معروفة في لسان العرب الأول..أو في لسان متأخر عنهم..أو حتى هي من انشاء هذا الذي تكلم..
مثال تطبيقي: قول القائل: المجاز حمار المبتدعة.
استعمل فيه لفظ الحمار في أحد معانيه وهو ما يوصل لغرض محدد.
الآن: إما أن تكون العرب استعملت الحمار في هذا المعنى أولا..
فإن لا...
يبحث في أي لسان نقل الحمار للدلالة على هذا المعنى
حتى نصل إلى شئ ممكن: وهو أن يكون هذا المتكلم المتأخر هو من افترع هذا النقل ..
وكل هذا لا بأس به وهذا البحث منا عن زمان النقل غرضه تحديد رتبة هذه الدلالة وهل هي عربية أم مولدة..
ولا بأس بهذا التوليد -وإن كان لزوم اللسان الأول أحسن- مع التبيين وألا يدخل بسببه الخطأ على تفسير كلام الله وكلام الرسول بضوابط وضعتُها في موضوع آخر ..
ومن هذا التوليد النافع: ما تفعله المجامع اليوم من ادخال معاني حادثة تحت ألفاظ قديمة كلفظ: السيارة.
المهم: ليس في كل هذا ولا لكل هذا حاجة ولا افتقار لقسمة المجاز ولا قوانينها الباطلة..ولا يزال الناظر في هذا التركيب وفي عباراتي التي ذكرها الشنقيطي = باحثاً عن القرائن المعينة لمراداتي بألفاظي التي استعملتها في بعض معانيها = ليهتدي للمعنى الذي أردته ..منهج أهل الحق يتبع ومنهج الدعوى والتألي يهجر..
فائدة: لم تستعمل العرب في اللسان الأول الحمار للدلالة على البليد ...واعجب كيف شئت لشيوع هذا في كتابات المجازيين..