تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    Lightbulb إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .

    إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد
    للشيخ الفاضل محمد الامام حفظه الله

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله صحبه أما بعد:
    يقول الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} دلت هذه الآية على ميزة أمة الإسلام على سائر الأمم وعلى خصيصتها العظيمة بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه قوام الدين وبه صلاح الحال وحسن المآل، ألا وإن من أعظم الدلائل على حسن التعامل مع المسلمين أن يسعى العلماء والدعاة إلى الله لإرشاد الناس إلى كل خير محذرين لهم مما يعقب الضير قال الرسول r: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) رواه البخاري رقم (13) ومسلم رقم (45) عن أنس، وزاد النسائي: ((من الخير)) فالذي يحب للناس الخير يدعوهم إليه ويذكرهم به إن نسوا ويعلمهم إياه إن جهلوا ويحذرهم من مخالفته إن غفلوا، فأمة تجد في وسطها هذا الصنف أمة سائرة إلى أمان ونجاة بإذن الله قال تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره} الحج، فما أعظم ما دلت عليه هذه الآية من أن الأمة الإسلامية لا تزال بخير متى ما وجدت من يربطها بربها ومالك أمرها والمتصرف في حياتها الأولى والأخرى، ألا وإن المسلمين في الوقت الحاضر في أشد الاحتياج إلى الأخذ بأيديهم إلى بر الأمان وساحل السلامة، فهم بحاجة إلى التعرف على من يتسبب في تحقيق هذا لهم، وهاأنا أقرب لهم هذا فأقول: معشر المسلمين بينكم وبين أن تصلوا إلى ما تقيمون به دينكم وتصلحون به دنياكم أن تتحروا الحق فمن تحراه اتضح له، ومن لم يتحر الحق فليس بأهل لحمل الحق، وسأضرب مثالا لبيان الحاجة إلى تحري الحق، وذلك لو أن شخصا أحسن الظن بالتجار باعتبار أنهم مسلمون وقال: أهم شيء عندي أن يكونوا مسلمين فإذا تحقق لدي أنهم مسلمون فلا أبالي أن أشتري من أي واحد منهم بدون تحري، فدخل السوق واشترى حاجاته، فجاء إلى بيته بالسلع فنظر فإذا هي ما بين سلعة صالحة وأخرى فاسدة، فحزن حزنا شديدا وقال: خدعوني وغشوني ما عندهم أمانة، وربما تجاوز وقال في التجار: ما عندهم إسلام، ورآها آخرون فقالوا له: يا فلان اليوم أغمضت عينيك ودخلت السوق فزاد تحسره أكثر فعزم على أنه ما يشتري من هؤلاء، وعزم على أنه لا يقبل السلعة حتى يفحصها ويعرف حقيقتها. فانظر كيف اضطر إلى التحري في أمور الدنيا، فمن باب أولى أن يحتاج كل مسلم إلى التحري في أمر دينه لأن العلماء والدعاة مثل التجار، ففي العلماء من أخذ من العلم حظا وافرا ومنهم من هو عاطل من ذلك، ومنهم الصادق وغير الصادق والناصح الأمين والغاش الملبس، ولما كان في العلماء من لا ترتضى سيرته ولا يقبل علمه ولكن يلبس حتى يقبل ذلك منه حذر المصطفى r من هذا الصنف فقال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم كل منافق عليم اللسان)) رواه أحمد وغيره عن عمر، وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله r: ((أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون)) رواه أحمد 6/441
    فإذا اتضح للأخ المسلم أن العلماء والدعاة ليسوا على مرتبة واحدة في الخير والشر فالمطلوب منك يا مسلم شيء واحد - وهو سهل جدا على من سهله الله - وهو التحري فيمن يتلقى عنه الحق والتعرف على من هو أهله، وهذا التحري لا تخسر بسببه مالك ولا جاهك ولا وقتك حال سيرك عليه، لأن بين أظهرنا دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، ومن هؤلاء الدعاة من هو مشهور ومنهم من هو مغمور، ومن المشهورين في عصرنا عمرو بن خالد المصري الذي قد أضر بالمسلمين كثيرا بسبب اغترار كثير من الشباب والشابات به، فموضوعنا هذا هو بيان ما عليه عمرو بن خالد, والقصد من هذا البيان هو إثبات للمسلم ما يخفى عليه من شبه تضله وأقوال ترديه لأن مواعظ دعاة الفتن كالعسل المسموم، فمن خفي عليه السم بادر إلى شرب العسل رجاء الانتفاع، ومن علم السم في العسل سهل عليه البقاء على المرض ولا يشرب العسل المذكور، والذي جعلني أختار الكتابة في هذه الموضوع هو أني أحس وأدرك أن كثيرا من المتأثرين بعمرو بن خالد على فطرة الإسلام - وأنعم بذلك - وأنهم يحبون الإسلام وأن عندهم معرفة عامة بحملة الإسلام فهم بحاجة إلى المعرفة الخاصة والمفصلة في أمر الدين ليظهر لهم الحق بجلاء وتدفع عنهم الشبه العمياء والفتن الدهماء، وقد سميت هذه الرسالة "إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد" فالله أسأل أن يجعل هذا العمل نافعا لي وللعباد في الدنيا ويوم الحشر والمعاد.
    الفصل الأول:
    ذكر عدد من الشباب والشابات الذين
    أعربوا عن سبب إقبالهم على دعوة عمرو بن خالد

    يتساءل كثير من الناس ما الذي جعل عددا كبيرا من الناس يقبلون على محاضرات عمرو بن خالد مع ظهور عيوب فيه تخرجه من زمرة الدعاة إلى الله؟ فرأيت أن أذكر كلام عدد من المتأثرين بعمرو المقبلين على محاضراته مبينا الخطأ الذي يتضمنه كلام عمرو، ومن خلال ذكر كلامهم سيدرك القارئ سبب إقبال الشباب على دعوة عمرو بن خالد وقد أفصحت عن السبب النساء قبل الرجال.
    فهاهي أحداهن تقول معجبة بعمرو بن خالد: (هو محاولته الاسترشاد بالرسول محمد r وصحابته والاقتداء بهم بما يتلاءم مع العصر الذي نعيشه وإنه لا يحرم كل شيء فخطاب عمرو بن خالد يخلو من التشدد، ويقول: إن ممارسة الفتيات للرياضة أمر مطلوب ولكن في معزل عن الرجال، ولا يحرم دخول السينما ولكن بشرط أن تخلو شاشة العرض من المشاهد الإباحية، أما بالنسبة لعمل المرأة فلا مانع ولكن الأفضل أن تكون في بيتها). من موقع عمرو بن خالد على الإنترنت.
    فهذه المرأة صرحت بأن سبب تقبلها ما يدعو إليه عمرو بن خالد هو أنه في قضايا تتعلق بالمرأة يسير فيها بما يتلاءم مع العصر، كقوله عنه أنه قال: (إن ممارسة الفتيات للرياضة أمر مطلوب ولكن في معزل عن الرجال).
    قلت: قد يظهر لغير المتأمل أن كلام عمرو هذا وجيه وسديد ولكن هيهات أن يكون كذلك وأقول لعمرو: من الذي طلب ممارسة الفتيات للرياضة أهو الشرع المطهر أم الدول الكافرة؟ الجواب: الدول الكافرة قطعا، بل إن الدول الغربية لم تطالب بهذا إلا مؤخرا منذ قرابة خمسين سنة تقريبا، فضلا عن وجودها عند المسلمين والدعوة إليها فلم لم يوضح عمرو بن خالد الجهة التي تطالب بممارسة الفتيات الرياضة حتى لا يفهم منه أنه يعني أن الإسلام طلب ممارسة النساء الرياضة المعلومة الآن، فالمطالبة برياضة النساء مسألة دولية لا دينية، وإذا كانت المسألة دولية معنى ذلك: أنها مفروضة بمقتضى رؤية الدول لا بمقتضى حكم شرع الله، وإذا كانت الدول كافرة، فإنها لا تعمل إلا بما يمليه عليها الهوى وتحقق به سياستها الخاصة تحقيقا لمصالحها. وقد يقول قائل: إن عمرو بن خالد قد احتاط عند أن قال: (ولكن في معزل عن الرجال) أقول: هذا الاحتياط ممكن أن ينفع لو أن الذي طلب رياضة النساء هو الشرع الإسلامي لأن المسألة ستكون محكومة به ولكن قد أوضحنا أن المسألة دولية، وإذا كانت كذلك فلا عبرة أبدا بهذا الاحتياط لأنه يتنافى مع ما دعت إليه الدول الكافرة من القيام برياضة النساء دون اعتبار لشرط عمرو وأمثاله، ومن يكون عمرو في نظر هذه الدول حتى يضع عليها هذا الشرط؟ ولن تقبل هذا الضابط ممن جاء به، وعلى هذا فالاحتياط المذكور ليس إلا استدراجا للمرأة التي تحب الرياضة النسائية ولكنها لا تحب الاختلاط بالرجال، فإنها تأتي إلى تعلم الرياضة وهي مقتنعة بما قاله عمرو بن خالد ولكنها ستجد الأمر على غير ما تريد فهي بين أمرين: إما أن تقبل الرياضة على ما هي عليه وإما أن ترحل فإن قبلتها على ما هي عليه فلم تكن واقفة عند الحد الذي تظنه قريبا من شرع الله وإن غادرتها قالوا: إنها متشددة وهي لا تريد أن ترمى بالتشدد في نظرها لأنها معتدلة كما يريد الأعداء، وقد يستدل مستدل على جواز الرياضة النسائية شرعا بأن الرسول r تسابق مع عائشة رضي الله عنها أقول: نعم قد صح أن الرسول تسابق مع عائشة مرتين كما أوضحنا ذلك في رسالتنا "التعليقات الذهبية في مفاسد الرياضة النسوية" وقلنا: إن هذا الحديث يفيد أن المرأة لها أن تستعمل من الرياضة ما يتناسب معها بضوابط شرعية، وعلى هذا فالرياضة التي دل عليها الحديث تختلف تماما عن الرياضة التي تدعو إليها الدول الكافرة، فالرياضة التي تدعو إليها الدول الكافرة تقوم على الآتي:
    1-دعوة الناس إلى أن يقذفوا ببناتهم الشابات إلى أماكن الرياضة، وهذه الدعوة تنـزل عبر الصحف والتلفزيونات وغير ذلك، وهذا لا وجود له في الحديث المذكور فضلا عن أن يقبله ناهيك عما تجلبه هذه الدعوة من أصناف النساء اللاتي تنوعت انحرافاتهن ما بين متبرجات وداعيات إلى الفتن، وأيضا يحضر الرجال لتدريبهن ويحضر رجال آخرون لهم مآرب أخرى، بل بعض النساء تتخذ الدعوة إلى الرياضة فرصة للوصول إلى أمور أخرى ناهيك عن أن هناك من المدربين من يبحث عن الاستقطاب لبعض الحاضرات والخلوة بهن والتوصل إلى ما هو أبعد من ذلك، أفهذا يقبل في دين الإسلام؟!!
    2- الرياضة النسائية الدولية تقوم على الإعلان بمن حضرن والإشادة بهن وعقد المباريات لهن وتسجيل الأهداف والبطولة، وفيها انتصار وهزيمة وفوز ونجاح ورسوب وخسارة وهذا لا وجود له في الحديث. وفي هذا البند من المفاسد ما فيه.
    3- انتقال الرياضيات إلى المحافظات في نفس البلاد تارة وإلى خارج البلاد تارة بما في ذلك الدول الكافرة، ولا تسأل عن حال المسلمة المتنقلة إلى هذه الأماكن من جهة دينها وحيائها وحشمتها،بل يعتبر أي تدين منها في هذه الأماكن من التخلف والرجعية، ويعتبر حياءها وعفافها تشددا وشذوذا، وهي لا بريد أن توصف بهذه الأوصاف فما يكون منها إلا أن يهون عليها أن تضحي بدينها وعفافها وحيائها. اللهم سلم سلم.
    فكل هذه البنود التي ذكرتها لا وجود لها في الرياضة التي دل عليها الحديث بل إن الإسلام يرفض هذه البنود، وغاية ما في الحديث أن الرسول سابق عائشة فقط فللرجل أن يتريض مع زوجته وبناته في مكان خاص لغرض تنشيط الجسم.
    ففتوى عمرو بن خالد أن الرياضة التي تقودها الدول جائزة فتوى دولية لا دينية فإيهامه أنها جائزة في شرع الله من باب استخدام الأساليب الاحتيالية للتوصل إلى إعطاء الشرعية للدول فيما تفعله مما قد عرفت مخالفته للإسلام، فليعلم هذا.
    كذلك قالت هذه المرأة وهي تتحدث عن عمرو بن خالد: (ولا يحرم دخول السينما ولكن بشرط أن تخلو شاشة العرض من المشاهدات الإباحية).
    فأقول: المراد بالإباحية إظهار أفلام فواحش الزنا ولا شك أن الزنا أم الفواحش الظاهرة، وإباحة عمرو بن خالد دخول السينما بهذا الشرط لا قيمة لهذا الشرط حقيقة، ألا ترى أنه لا يقبل إذ أن أكثر المشاهدين يطالبون بالأفلام التي تدعو إلى الإباحية، بل سيقولون له: إنه ضد الحرية الشخصية والمساواة الديمقراطية، وعمرو بن خالد لا يرضى أن يقال له هذا، فالذي يأخذ بالقيد الذي جاء به عمرو بن خالد هو بين أمرين إما الاستسلام للبقاء وبالتالي يعظم الجرم عليه عياذا بالله وإما المغادرة فإن غادر السينما فهو متخلف متشدد في نظر الإباحيين، وهو لا يقبل ان يقال له متشدد لأنه من طراز المعتدلين بالمفهوم الغربي، والغالب على الصنف الذي يريد أن يساير المنحرفين أنه يستسلم لما عندهم فبان بهذا أن الشرط الذي اشترطه عمرو بن خالد على من يريد دخول السينما شرط إقحامي أقحم به المحسنين به الظن، ويسمى شرطا إغرائيا كما قال الله في إبليس في شأن خدعه لآدم وحواء عليهما السلام: {فدلاهما بغرور} الأعراف، ولو أن عمرو بن خالد أفتى بالفتوى الشرعية وهي تحريم دخول السينما لما هي مشتملة عليه من مفاسد لكان قد أصاب الحق وكفى بذلك توفيقا، وسيكون قد حافظ على المتعلقين به من الفتن والتردي ولكنه فرط فيهم وحاد عن قول الحق.
    وأما قولها عنه: (أما بالنسبة لعمل المرأة فلا مانع ولكن الأفضل أن تكون في بيتها). فأقول: الذي يفهم منه أن المراد بعمل المرأة خارج البيت مختلطة بالرجال كما هي دعوة عمرو إلى ذلك لأن عملها اللائق بها خارج البيت مع تجنب الاختلاط جائز شرعا حسب الحاجة، فالكلام هنا على اختلاط المرأة بالرجال في الدراسة والأعمال لأن المعركة قائمة بسببه، من المعلوم أن هذا الاختلاط لم يكن معروفا عند المسلمين حتى جاءت الدعوة اليهودية دعوة الحرية والمساواة من بلاد الغرب إلى بلاد المسلمين، وبذلت دول الغرب ما لم يكن في الحسبان من أجل نشر الاختلاط في بلاد المسلمين، وقد أوضحنا ما بذلته الدول الغربية من أجل نشر هذا الفساد في كتابنا "المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة" وكتابنا "مطلب الكرامة في بيان بوائق دعوة المساواة" وكان المسلمون عموما رافضين لاختلاط النساء بالرجال مصرحين بعواقبه الوخيمة فقد سئل الرجل العثماني أحمد رفيق باشا من قبل صحفي نصراني بهذا السؤال: إلى متى تبقى نساء الشرق مبتعدات عن الاختلاط بالرجال في المحافل؟ فأجابه مباشرة: إن المسلمين لا يحبون أن تلد نساؤهم من غيرهم. فكأنما أصيب النصراني بصاعقة.
    ولما وقع أول اختلاط في الجامعة المصرية سئل عميد الكلية: ماذا ترى في هذا؟ فقال: (لا بد من ضحايا) وكم الضحايا من جراء الاختلاط.
    وكان أول المستجيبين لهذا النداء هم كثير من الطلاب والطالبات الذين درسوا في بلاد الكفار الغرب والشرق ومنهم عمرو بن خالد لأنه حضر الدكتوراة في جامعة ويلز في بريطانيا في مدة أربع سنين ومن استجاب لدعوة الاختلاط المذكور من غير هؤلاء الطلاب فهو ممن اصطادته دعوة الاختلاط. ولا يزال المسلمون الغيورون على الأعراض والقيم الإسلامية يحاربون الاختلاط المذكور، وهيا بنا ننـزل إلى ساحة الاختلاط لننظر هل اختلاط النساء بالرجال خير أم شر، نافع أم ضار، به تصلح البلاد والعباد أم أنه تفسد به البلاد والعباد.
    أما الاختلاط في بلاد الغرب فقد وصلوا إلى الانحلال والفجور الذي لم يعهدوه حتى صرح بعضهم: (أنه ممكن يجد البكارة عند كلبة ولا يجدها عند شابة). وقد كثر فيهم الصراخ والعويل بسبب اغتصاب النساء العاملات حتى ألفت في ذلك الكتب التي تفضح عواقب اختلاط النساء بالرجال ككتاب "الابتزاز الجنسي" وحتى قامت شركات بصناعة أحزمة اسمها أحزمة العفاف وهي أحزمة على أقفال ومفاتيح تحتـزم المرأة هناك بهذا الحزام المصنوع خصيصا على فرج المرأة وتضع المفاتيح في بيتها وغرضها من هذا أن الرجال المغتصبين لا يقدرون على اغتصابها ناهيك عن انتشار الزنا بطريق الموافقة من الصنفين، وقد أوضحنا فتن الغرب من كثرة الفواحش وتحوله إلى مجتمع الرذائل في كتابنا "مطلب الكرامة" وساحة المسلمين التي غشاها الاختلاط ليست بعافية أيضا وهاأنا أوضح للقراء تفاقم الشر في فتنة اختلاط النساء بالرجال في المجتمع المسلم فالرجال العاملون بجانب النساء خصوصا في المكاتب وأمثالها الغالب عليهم أنهم ضعفاء في التقوى والصلاح وحتى لو كانوا صالحين فهم معرضون للافتتان بالنساء والغالب على النساء التي بجانبهم كذلك والغالب عليهن التبرج بإظهار الوجه وغيره، والغالب على النساء أيضا أنهن في سن الشباب إما حديثات عهد بالزواج وإما غير متزوجات، والرجال كذلك فهذا من أعظم دواعي قبول الفتنة، وكلا الفريقين يريد أن ينفتح للآخر نوعا ما وأن يلطف له الجو كما يقال، فمتى انزوى صنف عن الآخر صار مهزلة وأضحوكة عند الصنف الآخر في نظرهم، بل قد يسعى الصنف المنفتح خصوصا الرجال إلى التخلص من بقاء المنـزوي بجانبه فالمنـزوي إما أن يقبل الانفتاح وإما أن يضطر إلى الارتحال، والغالب على هذا الصنف مؤاثرة البقاء فصار المتحقق الانفتاح، أضف هذا إلى جانب ما سبق، ومعلوم أن دوافع الرجل إلى المرأة قوية جياشة لأن المرأة خلقت للرجل ليتمتع بكلامها وحركاتها ونظراتها وأعضائها – لكن بطريق الحلال - فإذا رآها الرجل أو سمعها تأثر بها، ولا تنس أن النفس أمارة بالسوء، والشيطان الرجيم يدعو إلى الفحشاء والمنكر فيجتمع في الشخص شهوة النفس ودعوة الشيطان إلى الفجور مع الغفلة الحاصلة في كثير من المختلطين، وأيضا دواعي أخرى تدفع إلى القرب من اشتعال النار ومن ذلك يصور الشيطان أن هذه فرصة إلى تحقيق منجزات أكثر والبدء من الكلام الذي له مغزى كما يقولون كلام رشيق وكلام شفاف وكلام يكسر الحواجز ويدعو إلى اللمس والقبلة ولو على الطريق ولو بسرعة، وأيضا الشيطان يقول للرجل: هذه المرأة أحسن من زوجتك ويقول للمرأة: هذا الرجل أحسن من زوجك، خصوصا إذا كان الرجل يجد أن المرأة التي بجانبه أجمل خصوصا الشابة وأيضا إذا كانت امرأته لا تهتم بطاعته في العشرة الزوجية فتقوى رغبة الرجل في العاملة بجانبه وتعزف نفسه شيئا فشيئا عن زوجته وأولاده، فإذا جاء البيت فهو قليل البقاء مع زوجته وأولاده وكثير الضجر عليها يكلمها تضجرا وينظر إليها شزرا ويتعامل معها احتقارا، فامرأته تحس بهذا التحول فتبدأ بالمعاناة من هذا وتعلم أن هذا بسبب القرب من النساء فماذا تعمل؟ وكيف تخلص زوجها من النساء اللاتي أفسدنه قبل أن تنهار الأسرة وقبل أن تكشف حقائق وتنشر أخبار سيئة عن زوجها؟ فإذا أخذت تذكره بالله وتريه الحال التي وصل إليها ربما قال: هذه وظيفتي رزق أولادي وقد صار راغبا في البقاء إلا أن يشاء الله فلا تزال الفتنة تعظم بينه وبين النساء المشاركات له في العمل من جهة، وتشتد النفرة بينه وبين زوجته من جهة ثانية ثم تنتشر أخبار الرجل وربما ذهبت امرأته عند أهلها، فإذا انتشرت مثل هذه الأخبار تخوف النساء على أزواجهن المختلطين بالنساء وخاف الأزواج على نسائهم المختلطات بالرجال، والشيطان شغال يقذف في قلوب الفريقين من التهم وسوء الظنون أكثر مما هو حاصل ويعطي الحلول لكل من الفريقين فيدعو الرجل إلى طلاق امرأته أو ضربها أو قتلها أو الاعتداء على الرجل الذي يعمل بجانب امرأته، وهنا تتسع دائرة الفتنة ويدعو المرأة التي زوجها قد فتن بمن بجانبه من النساء إلى أن تطالب بالطلاق أو غيره وربما تعاملت مع زوجها بأن تبحث عن الرجال كما هو مع النساء أو تتعامل معه بالسب والشتم واللعن وربما الطرد من معاشرتها، وبعضهن تغرقه بكثرة المطالب من الأمور الدنيوية وتعبث بماله وتحاول تجلب عليه كل نكد وشقاء، وإذا كانت المختلطة بالرجال شابة غير متزوجة فالنفوس إليها أشوق والمكر بها أدق والرغبة في الوصول إليها أسمق والتسابق إلى القرب منها أدفق فينتشر الخبر بذلك فيكثر الخوف عليها من قبل وليها وأمها وأخوتها فإن تأخرت قالوا: ما الذي جرى لها؟ وهذا إذا كانت الأسرة عندها بعض الحزم أما إذا كان عندها حزم كامل فلا يمكن أن توافق أو تسمح للشابة أن تختلط بالرجال فضلا عن البقاء معهم حال أداء الوظيفة، ومن حزمهم أن يراقبوها ويتتبعوا أخبارها وحركاتها، والبنت لا تعجبها هذه الحركات من أوليائها لأنها تتنافى مع حريتها في نظرها فربما دفعها الشيطان بل شياطين الجن والإنس إلى أنها لا تبالي بمحارمها بدعوى أنهم نكدوا عليها حياتها وأحرموها من شبابها فتنفتح وتقرر ما لا تحمد عقباه من سلوكها طريق العشق واللقاء السري بمن تحب وبعد ذلك تعظم الفتن وتأتي الدواهي، فإما أن تهرب مع عشيقها، وهذا التصرف كالصاعقة على أسرتها، وإما أن ينشر أنها تعشق فلانا، وهذا وراءه مصائب عظام، فتارة يضرب العاشق وتارة يقتل وتارة يسحر، وأما البنت فهي تتلقى عقوبات أكثر وتعاني أكثر، وأما إذا حصل الزنا فلا أرض تسع المرأة فنهارها ليل وليلها نار وحياتها عار، وكثيرا ما يؤول أمر المرأة هذه إما إلى قتلها من قبل أوليائها أو جنونها أو تبرؤ الأسرة منها أو تزويجها وهي حامل فالعقد باطل والنكاح زنا.
    فمن خلال بيان أضرار اختلاط النساء بالرجال تظهر الحكمة الإلهية من تحريم الاختلاط ويفهم المقصد الشرعي من منع ذلك، فالمقصد الشرعي من تحريم الاختلاط هو سلامة الناس من الفتن في أعراضهم وأموالهم وأنفسهم وقبل هذا في دينهم لأنه رأس مالهم. فمن دعا إلى اختلاط النساء بالرجال فقد عرض المسلمين إلى ما لا يطيقون لأن أعراض المسلمين أغلى من الدنيا وما فيها من ذهب وفضة وأنواع المال قال الشاعر الحصيف:
    أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال
    ومن هنا يعلم مدى حاجة المسلمين إلى التشريع الألهي في مسألة الاختلاط وغيرها حتى لا يترك المجال للمفسدين يفسدون، والأدلة على تحريم اختلاط النساء بالرجال كثيرة أذكر منها دليلا واحدا عاما قال الرسول r: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) رواه البخاري ومسلم عن أسامة فهذا الحديث كافٍ لمن ينقاد لما جاء به الرسول r فلو كان عمرو بن خالد يرحم المسلمين رحمة حقيقية شرعية لرحمهم بتحذيرهم من الاختلاط بالنساء لأنه أصل كل شر.
    وقولها عن عمرو بن خالد قوله: (ولكن الأفضل أن تكون في بيتها) كلام غير صحيح ولعب على عقول المسلمين فالذي جاءت به الشريعة الإسلامية هو أن الأصل بقاء المرأة في البيت لأن أعظم عملها وأكبر وظيفتها فيه قال تعالى: {وقرن في بيوتكن} الأحزاب وقال الرسول r: ((والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)) رواه البخاري رقم (893) ومسلم رقم (829) فسيادة المرأة وقيادتها حال كونها في بيتها بحيث تربي الأجيال وتنشئ الأطفال وتحافظ على الأموال والأحوال، فهذه وظيفة يعجز عن أن يقوم بها الرجال، والخروج من البيت المأذون به شرعا للمرأة يكون على حسب الحاجة فجعل عمرو بن خالد البقاء في البيت من باب الأفضلية دعوة وتشجيع للنساء اللاتي فتن بدعوة الحرية والمساواة الديمقراطية على إخلاء البيوت من تواجدهن إلا في النادر. فانظر كيف أصل لهن ما يتفق مع الديمقراطية ويخالف الإسلام.
    وعلى كل: واضح جدا سبب إعجاب هذه المرأة بعمرو بن خالد لأنه أفتاها بما يوافق الحرية والمساواة الديمقراطية التي ترتضيها، ومن خلال نقل كلام المرأة عن دعوة عمرو بن خالد في مسائل المرأة عرفنا طريقا يسلكه عمرو ألا وهو دفع المتأثرين به إلى الشر دفعا قويا كما في المقال المذكور آنفا ثم يضع لهم خط رجعة ضئيل بحيث من أراد الرجوع لا يجد إعانة على ذلك بل ولا يجد قوة في نفسه على ذلك إلا أن يشاء الله.
    وهذا الذي سلكه عمرو في الدعوة والترخيص في ارتكاب ما حرم الله يشبه طريقة علماء الرافضة في فتواهم في استباحة المتعة بالنساء وإعارة الفروج وغير ذلك من حيلهم. انظر كتاب "سياحة في عالم التشيع" في آخره.
    ومن الأسباب الداعية للتأثر بعمرو بن خالد والإقبال عليه ما جاء في موقعه أيضا عن المهندس نادر قوله: (عمرو بن خالد يمكن أن يكون أحد أصدقائي ملابسه تشبه ملابسنا بخلاف كثير من الشيوخ والدعاة وهو يتحدث اللغة العربية البسيطة ولا يستخدم الألفاظ الصعبة غير المفهومة كما أن طريقة شرحه البسيطة للإسلام تأخذني) فصرح هذا القائل أنه متأثر بعمرو بن خالد لأمور منها: أن عمرو بن خالد يلبس البنطال وكرفتة وحاسر الرأس فهو يطمئن إليه ولا يطمئن إلى العلماء والدعاة الذين يلبسون اللباس الإسلامي من عمامة وقميص وشال وهذه من عواقب التشبه بأعداء الإسلام ازدراء المتشبهين بما هو من دينهم كحال عمرو بن خالد وأمثاله وافتتانهم بما هو من سيما أعدائهم فأينهم من قول الرسول r: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أبو داود وغيره عن ابن عمر ولا خلاف بين العلماء أن من التشبه بالكفار التشبه بهم في الملابس.
    قوله: (وهو يتحدث اللغة العربية البسيطة) المراد هنا باللغة العربية البسيطة: اللهجة المصرية وهي عامية، فعمرو بن خالد يتكلم بها لأنه لا يجيد التكلم باللغة العربية لأنه لم يطلب العلم الشرعي الذي يؤهله لأن يكون عالما كأهل العلم يتكلم الفصحى، فمن سمع أشرطته وجده يرفع المخفوض وينصب المجرور يخبط خبط عشواء. وأيضا كثير من المثقفين في عصرنا صاروا في منـزلة العوام وإلا فالتكلم باللغة العربية الفصحى مفخرة وشرف للمتكلم والمتكلم معه. وللعلم أن التكلم والتخاطب باللغة العامية مطلب الكفار بحيث يريدون من خلال نشرها بين الناس محاربة اللغة العربية الفصحى كما أوضحنا هذا في كتابنا "مطلب الكرامة".
    قوله: (كما أن طريقة شرحه البسيطة للإسلام تأخذني) أي تجذبني، لقد سمعنا بعض أشرطة عمرو بن خالد فوجدناها خالية من الشرح المعروف عند أهل العلم وأنى له أن يشرح كلام الله وكلام رسوله على طريقة أهل العلم وهو لم يتمكن من علم العربية وعلم الحديث وعلم الأصول وغير ذلك، ولكنه يتفلسف وكأنه يتكلم عن قوانين البشر ما كأنه يتكلم عن الله وعن رسولهr.
    وأضاف المهندس نادر قائلا: (علاوة على ذلك فهو يعشق كرة القدم مثلي إنه نموذج لشخص عادي فاهم لدينه ومحب لله ويحاول أن يوزع هذا الحب بين الناس).
    أقول: قوله: (يعشق كرة القدم) هذا مما ضيع عمرا فأفلس في باب تلقي العلم الشرعي فهو عاطل من العلم الشرعي ثم هناك فرق بين لعب الكرة سابقا وبين لعب الكرة في عصرنا فلعب الكرة سابقا في وسط المسلمين كان عاديا أما في عصرنا فقد صار من جملة محاربة الإسلام، ألا ترى أن المباريات تعقد دوليا وإقليميا وفي المحافظات وفي أوقات الصلوات وكفى بهذا محاربة لأعظم عبادة وهدم لأعظم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين وهذه المباريات يدعى إليها العالم ليل نهار ففيها ضياع وقت العالم إلى جانب ضياع وقت اللاعبين بل صار اللعب في عصرنا كبديل عن الجهاد في سبيل الله ألا ترى أن المباريات تمثل بطولة العالم، أضف إلى ذلك أن كثيرا ما يكون لعبها على حساب طاعة الوالدين وضياع حقوق أخرى فأين عمرو بن خالد من بيان هذه المفاسد وأمثالها؟
    ومن الأسباب الداعية لقبول دعوة عمرو بن خالد ما ذكره الكاتب أبو عبد الرحمن مرتجى على موقع شبكة سحاب السلفية أنه شاهد حلقة من برنامج عمرو بن خالد على محطة "أرت" الفضائية وكانت الحلقة عن الأسئلة التي يجب أن يطرحها الخاطب على نفسه عندما يتقدم لخطوبة فتاة معينة... يقول المرتجي: (الموضوع كان تافها والأسئلة تافهة والإجابة أكثر تفاهة... ومع ذلك غصت القاعة ببنات محجبات وشباب ملتحون وكان اهتمامهم بالموضوع مدعاة للعجب وكأن قضية العرب والمسلمين هذه الأيام هي كيف يخطب فلان فلانة). فأقول: آسف على الشباب والشابات الذين يظهر عليهم التمسك بالإسلام أن يكونوا من جملة من نفقت عندهم انحرافات عمرو بن خالد فما رأيت رجلا يلعب بعقول هؤلاء كعمرو بن خالد. وما جلب عمرو إليه فرقا من الشباب والشابات إلا بمثل هذه الأمور.
    ويقول أحد المفتونين بعمرو وهو يتحدث عنه: (هو البساطة في كل شيء أول مرة أرى من يدعو بدون لغة عربية فصيحة ولا غيره ويكلم الله سبحانه بالعامية فيقول: ضعفنا يا رب محتاجين لك يا رب ما تسيبناش للدنيا) وهذه البساطة تدخل القلوب فورا مهما انغمس الإنسان في الدنيا واشتغل). نقلا من الإنترنت.
    ولما كانت الحصيلة العلمية الشرعية عند خريجي الثانوية والكليات ضئيلة كان هذا من دواعي إعجابهم بالمتكلم بالعامية، وإلا فالمواعظ والدروس باللغة العربية من صالح ديننا ودنيانا لأن أعداءنا قد تآمروا على القضاء على اللغة العربية لتحل محلها لغات الغرب الكافر وإذا لم يتحقق لهم هذا كله دعوا إلى العامية كما يصنع عمرو فيكفي عمرو أن يسخِّر نفسه لما فيه الإضرار بالإسلام وأهله ولما فيه تحقيق مآرب الأعداء.
    وهاهي فتاة يقال لها مها تقول: قال لنا الأستاذ عمرو: (إن مجاهدة النفس تساعدنا على التقرب من الله... الأستاذ عمرو لا ينتقدنا كشباب مثلما يفعل الكثيرون بل دائما يؤكد على ضرورة التوبة لأن الله يغفر الذنوب). نقلا من موقعه على الإنترنت.
    قلت: هذه الطريق التي يسير عليها عمرو طريق مظلم وإن كان يظن غير المتأمل أنها ليست كذلك لأن معناها أن عمرا لا يقول للحرام حرام لأنه لو قال ذلك لبادر من يريد التوبة إليها ولتحول عدد كبير ممن يحضرون محاضراته إلى ترك الحرام فهو يتشدق بالدعوة إلى التوبة ولا يبين الذنوب التي يتاب منها، أيرضى بهذا مسلم؟ إننا لنعلم أن كثيرا ممن يحضرون محاضرات عمرو يريدون الخير ولكن أنى لهم أن يتوصلوا إليه على يد رجل مشكوك في أمره إلى حد كبير.
    وقال بعض الشباب: (والله إنا لا نتابع دروسه لأجل الوعظ وإنما من أجل رؤية النساء ...). نقلا من موقع خالد الغرباني وفقه الله. فكم تسبب عمرو بن خالد في إفساد شباب وشابات بسبب اختلاط النساء بالرجال في محاضراته، ولا شك أن محاضراته الاختلاطية تعمل في المسلمين أكثر مما تعمله السيوف في الرقاب، وهذا الاختلاط أخطر علينا من صواريخ أمريكا.
    وفي الموقع أيضا يقول بعض من هؤلاء وهو يشاهد برامج عمرو بن خالد: (إن أحسن ما فيه ليس عمرو بن خالد وميوعته بل تركيز المصور على الحسناوات في القاعة إما يضحكن أو تنساب الدموع على خدودهن وهذا ما يشدني لبرنامجه).
    وذكرت مجلة "زهرة الخليج" الإماراتية في عددها (1212) عام 2002م أن طالبة يقال لها وفاء قالت: (أعجبني في عمرو بن خالد أنه شاب وسيم وجامعي ومن دون لحية ويلبس البدلة الأنيقة ويتحدث بلغة سهلة وقريبة من الشباب كما يخوض في الحديث عن علاقات الحب والزواج العرفي بين طلبة الجامعات). تأمل الأضرار المذكورة في هذا المقال اللاحقة بالشباب والشابات، ونختصر الكلام على ما أعجبت به هذه القائلة في عمرو بن خالد في هذا المقال: أما وسامته فلكثرة التمليس التي تدل على ميوعته لا على الرجولة وإن كان ذكرا. وأما أنه من دون لحية فهذا حال من تخرج على أيدي الكفار، فإنه يرى أن اللحية وحشية مع العلم أنها من خصائص الرجولة وعدم وجودها في النساء من خصائص الأنوثة وقد لعن الرسول r المتشبهين بالنساء فقال: ((لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)) رواه أحمد 1/339 والترمذي رقم (2784).
    وأما قولها ويلبس البدلة الأنيقة فهذا منه تشبه بالكفار، والتشبه بهم محرم تحريما شديدا لقول الرسول r: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أبو داود عن ابن عمر رقم (4031) فما أبعد عمرو عن التشبه برسول الله سيد الأولين والآخرين فضلا عن اتباعه.
    وأما قولها: (كما يخوض في الحديث عن علاقات الحب ...) هذا الحب من متالف الشباب والشابات ولكن لا يدرك بعضهم هذا إلا بعد الوقوع في الفجور فلو كان عمرو بن خالد يرحم المسلمين شبابهم وشاباتهم لحذرهم من الوقوع في الحب والصداقة والعشق وسعى في صرفهم عن ذلك بكل ما أوتي، ولو كان يخاف الله لذكرهم أن العشق من أعمال الجاهلية قال ربنا عن يوسف عليه السلام أنه قال: {رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين} يوسف، وقد تكلمنا عن أضرار العشق والحب في كتابنا "المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة" فارجع إليه.
    وأما الزواج العرفي فهو على صور:
    الأولى: أن يقوم العقد على السرية بين الرجل والمرأة ومن غير ولي ولا شهود. فهذا باطل باتفاق أهل العلم.
    الثانية: يعقد للرجل بالمرأة عن طريق ولي وشهود وتواصوا جميعا على كتمانه. فهذه الصورة محل خلاف بين أهل العلم فمنهم من يرى بطلانه ومنهم من يرى جوازه، والراجح صحة هذا الزواج مع وجود الشبهة، وقد تقوى الشبهة فيحرم، وقد تضعف فيكره الكتمان ولا يصل إلى حد التحريم.
    الثالثة: قيام العقد على يد ولي ولكن بدون شهود فجمهور أهل العلم يبطلون هذا النكاح.
    وعلى كل: يكثر الزواج العرفي بين طلاب الجامعة هروبا من الزنا وعلى التفاصيل السابقة يحكم عليه مع العلم أن اختيار هذا الزواج كثيرا ما تضيع فيه حقوق المرأة فتجويز هذا الزواج مطلقا فيه تعدٍّ كبير على الأحكام الشرعية في هذه المسألة.
    وقالت هند السيد: جمهور عمرو بن خالد مثلا معظمه من البنات المعجبات بشكله وبطريقة لبسه لدرجة أن بعض الفتيات يرين عمرو بن خالد في أحلامهن، فالبعض تذهب لرؤيته وليس للصلاة والهداية.
    قلت: نعم إن عمرا فتنته للشباب والشابات في مظهره وأقواله وأفعاله، وسبب افتتانهم به وجود فراغ كبير في قلوبهم وإلا لو ملئت بالإيمان والتقوى ما قبلت من هذا شيئا قال تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} الأحزاب.
    إعجاب بعض الغربيين بعمرو بن خالد
    لقد أعجب بعض الغربيين بعمرو بن خالد وأشادوا به، ومن ذلك ما نشر في صحيفة فرنسية اسمها "كلودجيال" ما نصه: (عمرو بن خالد خرج عن الشكل المعتاد للشيوخ فهو لا يرتدي الجلباب الأبيض ولا يطيل لحيته كما أنه استخدم أساليب العرض الأمريكية الجاذبة، وهذا كله أدى إلى زيادة جماهيريته) نقلا من موقعه على الإنترنت.
    وقالت جريدة فرنسية أخرى وهي "ليبراسيوت" في تقريرها الإخباري عن أسباب نجاح عمرو بن خالد: (استطاع عمرو بن خالد استخدام أساليب العرض الأمريكية الجاذبة مثل استخدام حواسه أثناء إلقاء الدروس من أجل مزيد من التأثير فهو يبكي أحيانا ويضحك أحيانا أخرى وهذا الأسلوب سبب من أسباب قربه من جمهوره).
    قلت: تكاد الأخبار تتواتر على أن عمرو بن خالد كنسخة من الغرب تشابهت أحوالهم.
    ثناء الغرب على دعوة عمرو بن خالد بعد دراستهم لها
    ومن اهتمام الغرب بعمرو بن خالد وأمثاله ما قام به دارسون فرنسيون من دراسة لدعوته والمشائخ الجدد من أمثاله وأكدوا أن (ظاهرة عمرو بن خالد والمشائخ الجدد استجابة لأفكار وقيم ليبرالية). نقلا من موقعه على الإنترنت. والعجيب أن عمرا يفتخر بهذه الدراسة في موقعه مع أنها خطيرة عليه وعلى أمثاله لأنها تدل على منافاة دعوة عمرو بن خالد لدعوة الرسول وصحابته وأهل الإسلام ولا ينفعه أن يكسوها بعبارة وأيمان وبكاء على حد زعمهم فكيف لا يعجبون بعمرو ودعوته؟ ومجمل ما يرضي الغرب من دعوة عمرو وزمرته الآتي:
    1- الدعوة إلى التبرج والسفور.
    2- اختلاط النساء بالرجال.
    3- الخاطب مع مخطوبته يعقدان علاقة قوية قبل العقد.
    4- الدعوة إلى الرياضة النسوية.
    5- الدعوة إلى دخول السينما والمسارح.
    6- الدعوة إلى ممارسة فن التصوير.
    7- الدعوة إلى ممارسة الغناء والتمثيل.
    8- الدعوة إلى حب الغرب الكافر والتقليد لهم والاتباع لهم في حلو الأمر ومره.
    9- الطعن في المتمسك بالإسلام.
    10- زحزحة جماهير الناس عن الاستفادة والرجوع إلى أهل العلم بدعوى أنهم متشددون.
    بريطانيا تعد عمرو بن خالد وأمثاله بإعطاء الأموال
    جاء في موقع عمرو بن خالد نشرت وحدة الاستماع والمتابعة لموقع إسلام لاين نت الخبر التالي عام 2004م:
    وضعت الحكومة البريطانية خطة شاملة لمواجهة ما تعتقده أن الأسباب الأساسية التي تغذي التطرف وتتضمن الاهتمام بمشاكل المسلمين الاجتماعية ودعم الأئمة المعتدلين وتجريم المتشددين، وذكرت أن الخطة تدعم في إطار رؤيتها لكيفية مكافحة الإرهاب الأئمة المعتدلين والذين نشؤوا في بريطانيا وتعتبر الأئمة المتشددين الذين لم يلتزموا بالطريقة البريطانية في الحياة خارجين عن القانون، واقترحت الخطة أسماء للأئمة المعتدلين مثل الداعية الإسلامي المصري عمرو بن خالد الذي تلقى منحة مدتها أربع سنوات لنيل درجة الدكتوراه من جامعة ويلز البريطانية في السيرة النبوية، وتدعو الخطة إلى تمويل محطات الراديو والتفلزيون والصحف الإسلامية المعتدلة... إلى قولها: إن الوعاظ المعتدلين مثل عمرو بن خالد سيتلقون أموالا من الحكومة البريطانية بموجب هذه الخطة).
    فما ذكر عن عمرو في هذه الخطة البريطانية يقوي صلته بهم وتسير دعوته على حسب ما تتحقق به مصالحهم، فلو كان عمرو يدعو إلى الإسلام الذي جاء به رسول الله r لكانت دعوته عند الغرب محاربة كما حاربوا دعوة غيره ممن دعا إلى كتاب الله وسنة رسوله على منهج السلف، فدعوة يباركها الغرب الكافر تعتبر دعوة ضد الإسلام وأهله وإن زخرفت بالقول، والله غالب على أمره.
    عمرو بن خالد ينتصر لليهود
    نشرت أكثر من صحيفة أن عمرو بن خالد المصري في 10/5/ 2002م قال: (إن من بنى المسجد الأقصى هو نبي الله داود عليه السلام، بنى المسجد الأقصى في مكان بيت رجل يهودي وأن الله سبحانه هو الذي أمره بأن يبنيه في ذلك المكان، وأن من أكمل بناء المسجد الأقصى هو نبي الله سليمان عليه السلام).
    والمغزى من إلقاء عمرو بن خالد هذا الخبر هو إثبات دعوى اليهود أنهم أحق بالمسجد الأقصى من المسلمين لأنه بني على هيكل سليمان، وقد نشرت دولة اليهود هذا الخبر مستندة إليه من باب (وشهد شاهد من أهلها) على حسب زعمهم، أضف إلى هذا أن مصادر أردنية ذكرت أن عمرو بن خالد التقى خلال زيارته الأردن بمسئول إسرائيلي تحت شعار "حوار الأديان" بل إن دعوة عمرو بن خالد إلى الأردن تمت بطلب إسرائيلي وكان الهدف هو تشجيع ما يسمى بالتيار الإسلامي المعتدل. وهذا الاعتدال الذي ينشده الأعداء لا حدود له إلا بالانسلاخ من الإسلام لأن اليهود والنصارى يتدرجون في صرف المسلمين عن دينهم شيئا فشيئا فلا يظن أن الاعتدال متوقف عند انحراف معين اللهم سلم سلم. فمن كان يتوقع أن عمرا يتجرأ إلى هذا الحد الذي لا يفعله إلا معادٍ للإسلام وأهله؟ وهذا المقال من عمرو عار وشنار على نفسه أولا وعلى من اقترب منه ثانيا. إلى جانب هذا فقد تقول على الله حينما قال: (إن الله أمر نبيه داود عليه السلام أن يبني المسجد في مكان بيت الرجل اليهودي).
    عمرو بن خالد يدعو إلى حب الغرب الكافر وعلى وجه الخصوص أمريكا
    قال عمرو بن خالد في شريط له بعنوان "الأخوة وسلامة الصدر": (إحنا يا غرب مش بنكرهكم، إحنا يا أمريكا مش بنكرهكم) ودعا في الشريط نفسه إلى الوحدة معهم وترك الصراع.
    وفي شريطه "راحة قلوب الشباب" ذكر ما سبق زاد قوله: (أنتم صعبانين علينا زاي ما احنا صعبانين عليكم). وهذا درك بعيد سقط فيه عمرو لأنه لا لقاء بين المسلمين وبين اليهود والنصارى لأن اليهود والنصارى أعداء الله ورسوله وأعداء المسلمين قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} المائدة، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} المائدة، أما يكفي عمرا ما تراه عينه وما تسمعه أذنه من فتك أمريكا ومن معها بالمسلمين دولهم وشعوبهم؟ ألا يغار عمرو على الإسلام وأهله فيزداد بغضا لهم وعداوة بسبب أفاعيلهم هذه. وكثيرا ما يكون الدعاة إلى موالاة اليهود والنصارى من أبناء المسلمين منافقين كما نطق بذلك القرآن قال تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون} البقرة، ودعوة عمرو هذه تتفق مع ما تدعو إليه الديمقراطية من المساواة بين الناس باعتبار إنسانيتهم.
    عمرو بن خالد يدعو إلى وحدة الحضارات
    قال عمرو بن خالد في شريطه "راحة قلوب الشباب" وهو يحاضر في الجامعة الأمريكية بالإمارات: (هو لازم يكون في صراع حضارات هو ما ينفعش يكون في تكامل الحضارات أمريكا) وقال: (حتى لو فضلت ديانتكم زي ما هي مش بنتكلم عن الديانة بنتكلم على روحانية السماء).
    الشاهد قوله: (هو لازم يكون في صراع حضارات هو ما ينفعش يكون في تكامل الحضارات). فعمرو يدعو إلى أن تكمل الحضارات بعضها بعضا، الإسلام يكمل النقص الذي عند الغرب، والغرب يكمل النقص الذي في الإسلام. هذا مفهوم كلامه، وأين يذهب عمرو بالأدلة الدالة على أنه لا لقاء بين الإسلام الذي هو حضارة المسلمين وبين الكفر الذي عليه الغرب؟ ألم يقل الله: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون} إلى قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}؟ وقال سبحانه: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} التوبة، وأيضا يظهر من قول عمرو: (مش بنتكلم عن الديانة بنتكلم على روحانية السماء) أنه يجوز الخروج عن شيء من شريعة الإسلام بل ولو عن أصل من أصوله بدعوى الأخذ بروحانية الإسلام لا الأخذ بالإسلام نفسه، وهذا ملتقى دعاة وحدة الأديان، وهو كلام خطير ردده قبل عمرو غير واحد من دعاة وحدة الأديان، وكيف لا يكون خطيرا وهو دعوة إلى اعتقاد أن اليهودية والنصرانية دين حق من عند الله كدين الإسلام الذي بعث به محمد r وبالتالي فليدخل فيه المسلمون ولا حاجة لليهود والنصارى أن يدخلوا في دين الإسلام الذي جاء به محمد رسول الله.
    وليعلم أن الدعوة إلى وحدة الأديان ردة عن الإسلام كما أفتى بذلك أهل العلم. وقد ذكرنا هذه المسألة بشيء من التوسع في كتابنا "تبصير الحيارى
    عمرو بن خالد يدعو أهل الإسلام إلى حب العصاة وأهل الضلال والإلحاد
    قال عمرو بن خالد في شريطه "الأخوة وسلامة الصدر": (طلع الغل من صدرك تجاه الأمة كلها، يا سلام على الأمة وهي كلها بتحب بعضها الأمل كبير قوي كلمة النهار ده والله أريد بها الخير يا جماعة والله لا أريد بها إلا الخير ومحبة تزرع في قلوب الأمة باحب الأمة قلبي مش متضايق من أي واحد في الأمة في أي مكان في الأرض لازم نحب بعض). ومع الأسف استدل بقوله عليه الصلاة والسلام: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)) واستدلاله بحديث ((أوثق عرى الإيمان)) على حب جميع الناس في غير محله لأن آخر الحديث رد عليه، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل البغض في الله كالحب فيه وإذا أحب المسلمون جميع الناس فما سيبقى من يبغض، فيكون عمرو قد ألغى الشطر الثاني من الحديث. وأقول: يا عمرو أيحب السحرة والمنجمون؟ أيحب الزنادقة المنافقون والعلمانيون؟ أيحب الرافضة وهم يسبون بل يكفرون كثيرا من صحابة رسول الله؟ أيحب الخوارج وهم يكفرون المسلمين؟ وقل هكذا في بقية فرق الضلال كالجهمية والمعتزلة والصوفية وغيرهم وأيضا أهل المعاصي أيحبون؟ كقطاع الطرق والسراق والزناة والقتلة بغير حق وأمثالهم، إذاً أين الفرق بين حب الطائع والعاصي إذا كانوا محبوبين جميعا؟ وأين عمرو من قول الله: {أم نجعل الذين أمنوا عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} ص، ويقول تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}.
    وعلى كل: عمرو بن خالد ينطلق في دعوته إلى حب كافة الفرق والأحزاب من منطلق ديمقراطي ألا وهو قانون الشرف ونحن نسميه "التلف" وهو قانون تطالب به الأحزاب المبتدعة أن تتعامل به مع العلمانيين وغيرهم باحترامهم لهم والسكوت عما يحاربون به الإسلام.
    عمرو بن خالد يستغل الأحداث والتنقلات لجمع الأموال عن طريق الشركات
    قال الشيخ فرحات المنجي: (عمرو بن خالد لا يمكن اعتباره داعية دينيا أبدا إنما هو إنسان لديه لباقة وأسلوب سهل يصل به إلى الناس بالمعلومة غير أن هذه الأشياء للأسف الشديد تستغلها بعض الجهات لتحقيق الثراء الفاحش).
    وذكر أبو عبد الرحمن مرتجي في الشبكة السلفية سحاب أن عمرو بن خالد دعا المسلمين في خضم الهجوم على العراق إلى أن يقوموا بإجراء اتصالات هاتفية عشوائية مع العراقيين للدلالة على تضامنهم مع الشعب العراقي. ثم قال أبو عبد الرحمن مرتجي: (كان من الواضح أن هذا الاقتراح الساذج والغبي تقف وراءه شركات الهاتف المحمول التي ينتفع منها عمرو بن خالد وغيره لأن مثل هذه الاتصالات ستدر ملايين الجنيهات على هذه الشركات... ولم تنجح هذه الفكرة العبقرية لسبب بسيط وهو أن شبكة الهاتف العراقية كانت منهارة تماما).
    قلت: ولما كانت بعض الشركات ترى أن الأموال تتدفق عليها عن طريق التواطؤ مع هذا الرجل صارت في سباق إلى دعوته لإلقاء محاضرات في الصالات الدولية والساحات المهيئة للقاءات والمسارح على نفقتها لتجمع أكبر مبلغ ممكن من خلال استلام مبلغ من كل داخل إلى المحاضرة، ومن خلال بث الإعلانات والدعايات التجارية أثناء الفواصل الإعلانية في المحاضرات والندوات، فلعمرو نصيب وللشركات نصيب، وقد ظهر عمرو بن خالد في دعاية زيت العافية في التلفاز شاهده معظم الناس، فأي داعية يلهث وراء المال فدعوته لا وزن لها ولا قدر لها عند الله ولا عند عباده المتقين، ولا يبقى من الدعوات إلا ما كان خالصا له سبحانه مبتغىً به و جهه. ودعوة جمع أصحابها المال فسيفرقهم المال، وهذا معلوم مشاهد فلا يغتر بمثل هذه الدعوات.
    عمرو بن خالد يفضل الغرب الكافر على المسلمين
    قال عمرو بن خالد في شريط "تنمية العقل": (يا جماعة الغرب دى الوقت عَمال بينتج وبينتج، هم بينتجوا فدايما هم بيبقوا أصحاب القيمة الكبيرة واحنا بنبقى أصحاب اليد السفلى ودايما اليد العليا خير من اليد السفلى ...).
    قلت: فضل عمرو الغرب الكافر على خير البرية وهم المسلمون باعتبار أنهم متفوقون على المسلمين في أمور دنيوية وتجاهل أن الدنيا بحذافيرها لا تساوي عند الله جناح بعوضة قال الرسول r: ((لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء)) رواه الترمذي عن سهل بن سعد.
    ولو أن عمرا يعتمد على الأدلة الشرعية في التفضيل لما صعب عليه أن ينـزع آيات من القرآن تريه الحكم الإلهي قال تعالى في سورة البينة: {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} فعمرو عظم ما حقره الله وحقر ما عظمه الله لأنه يزن بميزان القاسطين.
    يا عمرو هل تعلم أن أدنى مسلم أفضل من جميع الكافرين؟ روى البخاري من حديث سهل بن سعد قال: كنا عند رسول الله r فمر رجل فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب ألا ينكح وإن شفع ألا يشفع وإن قال ألا يستمع فقال رسول الله r: ((هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)) يا عمرو بهرتك لعاعة الدنيا كفانا الله شرها، فأقبل على الآخرة وازهد في الحطام الزائل.
    عمرو بن خالد يكمل فهم الإسلام في إنجلترا
    قال الشيخ يوسف البدري في حواره مع جريدة الراية 24/1/2004م: (تخيل معي أن عمرو بن خالد يذهب لكي يدرس الإسلام في إنجلترا، يا خيبة الأمل... بلد الأزهر عجزت عن تعليم عمرو بن خالد حتى يذهب إلى لندن ليدرس الإسلام).
    وقد نشر في جريدة الميدان بتاريخ 5/11/2002م مقال لعمرو بن خالد وفيه: (وبعد تخرجي من الجامعة... ذهبت إلى إنجلترا فاكتسبت خبرة كيف يفكر الغرب).
    قلت: تعلم الإسلام على أيدي الكفار يعني جعل فهم المتعلمين على أيديهم للإسلام ضد الإسلام الذي جاء به سيد الأنام، والأعداء يرون أن إفساد المسلمين من داخلهم على يد أبنائهم أضر عليهم وأنكى بهم وأسرع إلى تقويض دينهم ولهذا جعل الأعداء قاعدة يسيرون عليها وهي قولهم: (لا يقطع الشجرة إلا أحد أبناء البلاد) والحمد لله إن المسلمين إذا علموا أن فلانا قد تلقى الإسلام على أيدي أعدائه باسم الإسلام صاروا في غاية من الحذر مما يدعو إليه بل يتخذونه عدوا لهم ولدينهم وهو كذلك، وقد يخدع بعض المسلمين الجهال بزخرف القول من هؤلاء وتجاهلوا أن القول المزخرف هو من باب: (صليت لك لتقرب)، ومن باب قولهم: (قلبي يحب قلبك) أي يحب جعلك تحتي وأنا فوقك. فاغسلوا أيديكم يا معشر المسلمين ممن قد انكشف أمره وعظم شره وبان انحرافه وتتابعت أضراره.
    كلام العلماء في عمرو بن خالد
    العلماء الذين تكلموا على عمرو كثير وحسبي أن أذكر بعضهم:

    قال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي: (إن عمرو بن خالد ذكر عنه أن محاضراته تكون في جمع حافل يحضر النساء والرجال كاشفات وجوههن وغير ذلك مما ذكر عنه، وهذا كله يدل على أن أعماله هذه تتنافى مع الشريعة الإسلامية).
    وقد وجه سؤال إلى الشيخ عبيد الجابري عن عمرو بن خالد فقال: (هذا الرجل من دعاة الضلال وهو من أهل الفلسفة، وأتباع المدرسة العقلية الفاسدة التي من أئمتها الغزالي وغيره. وثانياً: لا يجوز سماع أشرطته ولا قراءة كتبه فالرجل عقلاني فلسفي منحرف، لا يدعو إلى السنة كما يدعو إليها أهل السنة بالكتاب والسنة، بل بالعقلية والفلسفة، فيا شباب الإسلام ويا نساء المسلمات عليكم بأهل العلم الذين يقولون لكم قال الله وقال رسوله وقال الصحابة المشهود لهم بالرسوخ في العلم وصحة المعتقد وسلامة المنهج والنصح للأمة ولا تغتروا بهذا الرجل وأمثاله من دعاة الضلال والانحراف... فلا تغتروا بأمثال هؤلاء الدعاة، فإنني والله أراهم دعاة إلى جهنم من أجابهم إلى دعوتهم قذفوه فيها).
    وقد سجل الشيخ يحيى الحجوري في عمرو بن خالد شريطين أبان فيها ضلالاته.
    وقال الشيخ صالح السحيمي في فتوى له في شريط بعنوان "اتباع سبيل المؤمنين" : (والحقيقة أنني لا أجد يعني بدا من تسمية شخص هنا فتن به الشباب والنساء وهو المسمى بعمرو بن خالد، اسمحوا لي أن أسميه وإن كنت أنا من منهجي عدم التسمية إلا للضرورة لكن هذا الرجل هذه الأيام أرى حتى الأطفال مفتونين به الأطفال الصغار رجل ممثل يعني كلامه كلام تمثيليات، صح وإلا لا؟ أنتم معي وإلا لا؟ والله كلامه كلام تمثيليات أنا اضطررت وإن كنت كما قلت لكم دائما في المحاضرات وفي الدروس أحاول أن أتجنب التسميات من أجل أن بعض الناس قد يأخذه شيء من التعصب فنسأل الله له الهداية، لكن هذا الرجل أصبح فتنة هذه الأيام وأشرطته الآن، كنت في تبوك أنا لأن عندنا دورة نقيمها في تبوك كل ما تأت مكتبة عمرو، عمرو بن خالد ومن عمرو بن خالد هذا مهرج مهرج، دجال يلخبط، أتدرون أنه في أحد أشرطته يقول: إن المقصود من العبادة هو تحسين الخلق، يعني: إذا حسنت خلقك خلاص ما... تؤدي العبادة، والله اسمحوا لي أنه دجال وقليلة هذه في حقه وليبلغ الشاهد الغائب).
    وقد سئل العلامة عبد المحسن العباد عن استضافة عمرو بن خالد فأبى.
    وقال الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون المصرية وهو يتحدث عن عمرو بن خالد: (لقد كنت الوحيد الذي واجه عمرو في أحد البرامج، وقلت له بالحرف: إنك السبب في الأمية الدينية في العالم الإسلامي لأنك تتحدث بالعامية حتى جعلت القرآن والسنة لغة غريبة على الآذان ولا تتكلم إلا في الرقائق، ولكن الناس لا تدري من أمر دينها شيئا ولو تكلمت بالفصحى ما أظن أحداً يسمعك وأرى أن عمرو بن خالد يمثل ظاهرة عابرة مثلما حدث من قبل مع عمر عبد الكافي وياسين رشدي ووجدي غنيم إنها موضة تظهر وتستمر إلى أن تظهر أخرى فتغطيها وهكذا ولكن المشكلة في عمرو بن خالد أن وراءه قوة ومالاً وإعلاماً، لذلك استمر وبقي على الساحة أكثر ممن سبقوه رغم أن أخطاءه فاقت السابقين جميعاً) "صحيفة نبأ الحقيقة" عدد (167) بتاريخ 1/4/2006م.
    وقد سئل الدكتور عبد الله النخاري الأستاذ في كلية الشريعة والقانون وعضو مجموع البحوث الإسلامية في مصر عن سر انهيار الشباب والفتيات بأقوال عمرو بن خالد فأجاب قائلا: (يأتي هذا ضمن ظاهرة التمرد الفكري والاجتماعي التي تسود المجتمعات الإسلامية ...).
    وقال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر عندما سئل عن عمرو بن خالد: (يجب أن يتوقف عن الدعوة حتى يقوم بدراسة الدين دراسة منهجية وفق خطة منظمة كما يحدث للدارسين في المعاهد والكليات الأزهرية أما من يحاول الدعوة بغير هذه الدراسة فهو دخيل ومتكلف لأن الدعوة تحتاج إلى فهم الإسلام فهماً حقيقياً، ولكن أن يحترف الدعوة رجل يقول: أنا داعية ولست مفتياً، فقد جعل الدعوة قطعاً متناثرة يأخذ منها ما يشاء أو كأن الدعوة أصبحت مجرد تمثيل).
    وقال الشيخ فرحات السعيد المبخي وكيل أول وزارة سابق بالأزهر مشرف عام على مدينة البحوث الإسلامية: (عمرو بن خالد لا يمكن اعتباره داعية دينيا أبدا إنما هو إنسان لديه لباقة وأسلوب سهل يصل به إلى الناس المعلومة). المصدر السابق.
    .
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .


    عمرو بن خالد يواصل إفساده الشباب والشابات من كل باب باسم الإسلام


    قال عمرو بن خالد في حوار نشر في موقعه بعنوان "الخطوبة وعد بالزواج": (هدف الإسلام من فترة الخطوبة هو التعارف العقلي بين الطرفين كيف يفكر كل منهما؟ ما أهدافهما في الحياة؟ ما الذي يضايقهما أو يضايقه في التصرفات؟ التركيز هنا بكل قوة يتم على ملامح الشخصية، علينا إذاً ألا نفسد الأهداف التي من أجلها شرع الله الخطوبة، وأنا أريد أن أفرق بين الخلوة وبين اللقاء في النادي لا غبار عليه بين الخطيبين لأنه يتم وسط الناس، أما لقاء السينما فأعتقد أنه خلوة تؤدي إلى إثارة الغرائز من الأشياء المرفوضة، أيضا أن يأتي العريس للزيارة فيمكن أخوها معهما هذا يمنع قدرتهما على فهم كل منهما الآخر، إنما يجب أن يجلسا وحدهما في مكان مفتوح وسط العائلة أو وسط الناس).
    وسئل عن اصطحاب الخاطب خطيبته إلى السينما فأجاب: (هي زوجته ومن حقه كل شيء في ما عدا اللقاء الأخير الذي يجمع بين كل من الزوجين حفاظا على أعراف المجتمع).
    قلت: كلامه هذا تفريغ لما تلقاه في بلاد الغرب الكافر، فإن هذا الذي دعا إليه الخطاب والمخطوبات وأوليائهن هو السائد عند الغرب استنادا منهم إلى ملتهم العصرية "الحرية والمساواة الديمقراطية"، تأمل كلامه فلا تكاد تجد فرقا بينه وبين كلام الغرب الكافر إلا أن أولئك صرحاء يتكلمون بذلك، وعمرو يروغ كما يروغ الثعلب.
    ومن جرأة عمرو أنه نسب إلى الإسلام هذه الانحرافات – وحاشا الإسلام من ذلك - فيا ويل من يتلقون عن عمرو فإنه يغرس ألغاما في اتباعه ومحبيه, وقد بينا في كتابنا "مطلب الكرامة في بيان بوائق دعوة المساواة" أن غير واحد من العلماء نقلوا الإجماع على أن الإسلام أذن للخاطب أن ينظر إلى من يريد خطبتها ولا يجوز له بعد ذلك لمسها ولا غير ذلك حتى يعقد عليها. فالله حسيب عمرو يجازيه بما يستحق، فليحذر الشباب والشابات والأولياء من قبول هذا المنكر العظيم الذي دعا إليه عمرو وأمثاله فإنه مدرجة هلاك، وليحذروا تزيينات شياطين الجن والإنس لهم، فقد كثروا لا كثر الله بهم.
    ومن إفساده أيضا: ما تناقلته صحف كثيرة أنه أقنع أحمد الفيشاوي الفنان ابن الفنان فاروق أن يعود إلى التمثيل بعد أن تركه وتاب إلى الله منه، والجدير بالذكر أن عمرو بن خالد وجد الفنان الفيشاوي في المسجد وهو على هيئة طيبة وإقبال على الله فما كان من عمرو إلا أن دعاه إلى العودة إلى الأغاني بشرط أن يمثل الأدوار الهادفة.
    قارن بين تصرفه هذا وبين دعوته إلى التوبة، لتعلم أنه محارب للتوبة والتائبين التي جاء بها الشرع المطهر وهو يدعو إلى توبة على حسب ما يرى بما لا تتحقق به التوبة فليعلم هذا.
    وها هو عمرو بن خالد يستضيف الممثلة سهير البابلي كما في شريط له بعنوان (كلام من القلب) وتظهر صورتها وصورته على غلاف الشريط فلا يسعني أن أقول لعمرو بن خالد إلا ما قاله الرسول r: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) رواه البخاري عن ابن مسعود.
    ولما تركت المغنية شادية الغناء دعاها عمرو بن خالد إلى الرجوع للغناء من أجل القدس على حد زعمه كما ذكرت هذا مجلة الأهرام العربي وغيرها، وقد جرت المفاوضة مع المغنية المذكورة في راديو وتلفزيون العرب.
    ولا عجب أن يطلب عمرو ممن أراد أن يتوب إلى الله من الفنانين والفنانات العودة إلى الفن، فعمرو بن خالد يجيد العزف بنفسه فقد وجه إليه سؤال بتاريخ 15/6/2002م في إحدى المجلات هذا نصه: (تجيد العزف على الناي والبيانو والعود والكمان فلماذا ترفض التصوير؟) الجواب: (لأنني تخصصت في علم له هيبته ووقاره فلا يجوز أن أنزل من أعين الآخرين). بل إنه يدعو إلى سماع أغاني المطربين فقد قال: (من أراد أن يستمع إلى أغاني المطربين مثل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وغيرهما فليستمع لكن حذار أن يأخذكم هذا بعيدا عن الهدف من وجودكم في الحياة وهو إصلاح أنفسكم وإصلاح مجتمعاتكم، لأن هذا هو طريق الجنة). نقلا من موقعه على الإنترنت "حوار مع مجلة المرأة".
    قلت: قوله: (لكن حذار ...) هي من جملة عادته أنه يطلق للشخص الوقوع في الشره ثم يأتي بقيد يدلس به على الناس، وأما بالنسبة للأغاني فقد وردت أدلة كثيرة في ذمه وتحريمه وقد صار السلف على تحريمها، قال ابن مسعود فيما صح عنه: (الغناء ينبت النفاق في القلوب كما تنبت الحبة في الماء) وقد صح عن الإمام مالك أنه سئل عن سماع الأغاني فقال: (لا يسمعها عندنا إلا الفساق) فما أجرأ عمرو بن خالد وأمثاله على المفسقات.
    وفي كتابه الصبر والذوق ص(7) قال عمرو: (أحياناً يأتي بعض الشباب ويقول لي إني أعاني من معصية كذا... فماذا أفعل؟ فأقول له: اصبر فلا يعجبه الكلام، ويعتقد أن ما أقوله كلام نظري. ويقول آخر: إني أحاول الاستيقاظ مبكرا لصلاة الفجر ولكني لا أستطيع فماذا أفعل؟ فأقول له: اصبر، فيكون رده...) انظر إلى هذه المعاملة مع من أحسن الظن به، مع أنهم يريدون نصيحة ليقبلوا على الله ويتوبوا إليه، ولكنه يقول لهم: اصبروا، يعني: ما قد جاءت وقت نصحكم فتأخير النصح لهم بدون ضرر يخشى أنه مكر بهم، وما أكثر مكره بالشباب والشابات.

    عمرو بن خالد يبرئ إبليس من الكفر

    لقد عثر على شريط لعمرو بن خالد في موقعه بعنوان (آدم وحواء) قال فيه: (إبليس مكفرش) ثم واصل فقال: (في هنا معنى ثاني الحقيقة جميل إن احنا نقوله خلي بالكو يا جماعه، إبليس كفر بربنا ولا مكفرش؟ لا مكفرش، إبليس مكفرش، بص إبليس بيقول إيه: (خلقتني) يبقى هو اعترف بالله إن هو خلق ولا لأ؟ مش كده؟ قال «خلقتني من نار» وإيه؟ «وخلقته من طين» فأنت خلقتني وأنت اللي خلقته، وفي آية ثانية بيقول إيه: «قال فبعزتك» يبقى مدرك عزة الله عز وجل ولا لأ؟
    وقد سئل ابن عثيمين بهذا السؤال: يا شيخ ما حكم من قال: إن إبليس ليس بكافر، وإنه أقسم بعزة الله؟
    الشيخ: وقول الله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ} الذي يقول ليس بكافر يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل لأنه كذب القرآن وإقسامه بعزة الله لأنه يعرف بأن الله عزيز فأقسم بعزة الله عز وجل، وهو أيضاً قال: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} الحشر، لكن هذا ليس خوف عباده، هذا مثل ما نخاف نحن من الذئب والسبع وما أشبه ذلك... قل لهذا الأخ الذي قال لك قل له يتوب إلى الله عز وجل، ولا يكذب كلام الله: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ}.
    قلت: الآيات الدالة على كفر إبليس كثيرة وأكثر من ذلك الآيات التي بلفظ الشيطان لأنه داخل في هذا العموم، بل هو أول من يدخل في ذلك، فعمرو بن خالد عندما نزع إلى قوله السخيف لم يأت بحجة تدل على تسويغ ما نزع إليه فضلا عن أن تدل أدلة على صحة ما قاله، وأما ما استدل به فهو في باب توحيد الربوبية، ومعلوم أن إبليس أبى أن يسجد لآدم وأبى أن يعبد الله، فهو كافر من جهة امتناعه عن الألوهية لا الربوبية ولا أعلم له مشاركاً في عدم تكفير إبليس إلا فرقة عبدة الشيطان في وادي لاصش في العراق.
    وعلى كل: أشهر كفار الأرض منذ وجد الكفر هو إبليس لأن الله يقول: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} الأعراف، فكل كافر على وجه الأرض من أتباع إبليس وكل أمة كافرة فهي من أتباع إبليس، فكيف يجهل كفر إبليس فكلام عمرو في عدم تكفير إبليس قائم إما على قوة الجهل فيه وأما على أبعاد لم نطلع عليها والله مخرج ما كانوا يكتمون.

    عمرو بن خالد يرى أن الله يصعب عليه أن يغير واقع الأمة

    قال عمرو بن خالد في شريطه "قيمة العلم": (أمة مش متعلمة ومش مهتمة بالبحث العلمي وشبابها مش مهتم أن يتعلم ويفيد الأمة لو القضية دي مش موجودة عند الأمة صعب ربنا يغير واقع الأمة).
    أقول: مفهوم كلام عمرو: أن الله لا يقدر على تغيير واقع أمة الإسلام إلا إذا تسببت في السعي في التغيير وهذا من أبطل الباطل لأن الله على كل شيء قدير وسيكون مفهوم المخالفة أن الله يقدر على تغيير حالها إن تسببت في ذلك.
    يا عمرو إن الله يقدر على تغيير ما هو أعظم من مجرد تغيير واقع الأمة، قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ } إبراهيم، فالله يأتي بأرض الحشر يوم القيامة وهي أعظم وأوسع من أرض الدنيا وكذا يأتي الله بسماوات غير السماوات، وأين عمرو من قوله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} يونس، وأين هو من التاريخ فقد كان حال الناس قبل بعثة النبي r في أسفل سافلين ثم هدى الله أمماً كثيرة على يد الرسول r وصحابته فصار حال الناس إلى الإيمان بعد الكفر والصلاح بعد الإفساد والإتباع للرسول بعد الجحود والمحاربة لما جاء به، فهذه كافية في إثبات أن الله على كل شيء قدير، ومن هنا يجب أن يعلم أن من أنكر جزء من قدرة الله فهو كافر لأن الله يقول: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران، فله سبحانه قدرة كاملة لا يعتريها ضعف ولا عجز، قال سبحانه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً} فاطر.

    عمرو بن خالد يفضل النساء على الرجال بدرجات


    قال عمرو بن خالد: (يا جماعة الستات دول عجاب قوي إزاي؟ الواحدة فيهم لما بتكون متدينة بتبقى أجدع من مائة راجل وتأثر أكثر من مائة تأثير راجل) وقال: (الستات كانوا سابقين للإسلام والستات هم اللي خلوا أجوازهم مسلمين) يعني في بداية الإسلام وقال: (والله اللي وقف جنب النبي في اشد المواقف كان ستات) وقال: (إن الله لما ضرب مثلا بامرأة فرعون لم يقل النبي فلان وإلا فلان من الرجال لأن امرأة فرعون أحسن مثل يتضرب للإيمان في الأرض ...) وقال: (رمز الإيمان في الأرض امرأة رمز الإيمان في الأرض اثنين ستات فبقى رمز الإيمان في الأرض اثنان ستات، ولو عايزين تبقوا مؤمنين يا مؤمنين رجال أو ستات قلدوا الاثنين ستات دول أنتم متخيلين بقت المرأة رمز يا جماعة احنا فاهمين غلط).
    قلت: هذا المقال تضمن تفضيل المرأة على الرجل في أكثر فقراته، انظر أول المقال: (لما تكون متدينة تبقى أجدع من مائة راجل) ومعنى (أجدع) أي: أحسن وأشرف كما أفادنا أحد إخواننا المصريين عندنا, فانظر إلى تفضيله المرأة على الرجل بمائة مرة وهذا التفضيل منه للنساء اللي حضرن عنده بدليل إشارته إليهن، ولا تفهم من كلمة (متدينة) أن المراد بها المتمسكة بالإسلام كما كانت نساء السلف ومن تبعهن بإحسان لا، لأن عمرو دائما يدعو إلى الإسلام المعتدل وقد أوضحنا ما المراد بالمعتدل وأنه مسيس بما يخدم الكفار ويرضيهم، وقد يقول قائل: المقصود من كلام عمرو بن خالد أن النساء الصالحات أفضل من الرجال الفاسدين؟ الجواب: نعم، النساء الصالحات أفضل ممن ليسوا بصالحين من الرجال، ولكن هذا التفضيل جزئي وليس بكلي كما أوضحنا هذا في كتابنا "مطلب الكرامة ..." فإطلاق عمرو تفضيل النساء على الرجال ناجم عن سيره على دعوة المساواة الديمقراطية التي تسوي بين الرجل والمرأة، وبعد أن سووا بينهما تجاوزوا إلى تفضيلها عليه، ولا يخفى على اللبيب أن مدح عمرو هذا للنساء خصوصا الحاضرات يزيدهن افتتانا بدعوته، وربما قلن إذا كنا أفضل من الرجال بهذه الدرجات فيكفي هذا، فما قد بلغ أحد ما بلغنا.
    وعلى كل: أعداء الإسلام يدعون إلى مساواة المرأة بالرجل فجاء أبناء جلدتنا هؤلاء وتجاوزوا حتى دعوا إلى تفضيل النساء على الرجال، فمصيبة المسلمين بهؤلاء من أبنائهم أعظم من مصيبتهم بالكفار، وما ذاك إلا للجهل فيهم والتهور والسعي في الوفاء لأعداء الإسلام.

    فساد عقيدة عمرو بن خالد ودعوته إلى البدع

    قال في شريط "الحياء" وهو يتحدث عن قول إبراهيم بن أدهم: (فإن أبيت إلا أن تعصي الله فاعصه في مكان لا يراك فيه): (عايز تعصا ربنا اعصاه في حتة مش شايفك فيها قال: يا إمام فأين أعصاه أروح فين وهو معنا أينما كنا؟ قال: أما تستحي منه وهو معك قريب منك في كل مكان أن تعصاه).
    قلت: لفظة (في كل مكان) يطلقها هذا الصنف ويريد بها بذاته خصوصاً أن هذا يكثر في مصر، حتى من خريجي الأزهر فالغالب عليهم أنهم يعتقدون أن الله في كل مكان.
    والقول بأن الله في كل مكان ظهر على لسان الجهمية الزنادقة أولا ثم تفشى في فرق الضلال، وهو قول باطل وعقيدة لا تساوي فلسا كيف لا وهي عقيدة مخالفة للقرآن والسنة والمعقول؟ ليس فيها تنـزيه الله رب العالمين بل فيها تنقص له سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
    والقول بأن الله في كل مكان يجلب إشكالات ومنها: أين يكون الله عند أن تبدل الأرض والسماوات؟ وأيضا أين كان الله قبل خلق السموات والأرض؟ وأيضا كونه في كل مكان ينافي عظمته وكبرياءه فهو أعظم وأكبر من جميع مخلوقاته، فهذه اللوازم تدل على شناعة القول بأن الله في كل مكان بذاته فادمغ بهذه الآية كل ضال قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} الأعلى، والعلو في ذاته أسبق إلى الفهم من العلو في صفاته لأن الصفات تابعة للذات.
    ويقول عمرو بن خالد بخلق القرآن ففي سياق كلامه في عدل الله في شريط "خواطر قرآنية من سورة يونس" قوله: (وحاشا لله أن يظلم الذي خلق السموات والحق وهذا الكتاب الحكيم). والشاهد: (وهذا الكتاب الحكيم).
    والقول بخلق القرآن من أخبث الأقوال ومعتقد ذلك من أعظم الضلال لأن القرآن كلام الله، وكلامه سبحانه صفة من صفاته منه بدأ وإليه يعود، وما ظهر القول بخلق القرآن إلا على يد الجهمية ثم أخذته الفرق بعد ذلك، ولو كان القرآن مخلوقا للزم أن يموت ويفنى كما تفنى جميع المخلوقات في الأرض واحتاج إلى ما تحتاجه المخلوقات واتصف بصفات كصفاتها وإثبات هذا دونه خرط القتاد فحذار حذار من القول بأن القرآن مخلوق.

    ومن تجاوزات عمرو بن خالد في العقيدة

    قوله: (قال العلماء: من استحى من الله بلغ مقام الأنبياء). نقلا من شريط "الحياء"
    قلت: جميع الصالحين وكل أولياء الله المقربين لا يبلغون مقام نبي واحد، قال أحمد بن فارس بن زكريا في كتابه "معجم مقاييس اللغة" (5/385): (ويقال النبي r اسمه من النبوة وهو الارتفاع، كأنه مفضل على سائر الناس برفع منـزلته).
    وقال ابن منظور في "لسان العرب" (15/302): (ومنه اشتقاق النبي لأنه أرفع خلق الله وذلك لأنه يهتدى به).
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء).
    وقال أيضا: (الأنبياء أفضل الخلق باتفاق المسلمين وبعدهم الصديقون والشهداء والصالحون).
    ومن تقعيدات عمرو بن خالد أنه قال وهو يشرح حديث: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة ...)): (يعني... الخلق الوحيد الذين كل الأنبياء اجتمعوا عليه وأجمعوا عليه ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
    قلت: دعواه أن الأنبياء لم يجتمعوا إلا على الخلق فقط غير صحيح، فإن أصول الأخلاق مثل الصدق والأمانة والعدل والعفاف جاء بها جميع الأنبياء والرسل يعرف من قصصهم في القرآن والسنة الصحيحة ثم إن الخلق يشتمل على صفات كثيرة حميدة ومنها ما ذكرنا ها هنا، فليس الخلق محصورا في صفة، بل قد يستعمل لفظ الخلق حتى يشمل أكثر من هذا، فليت عمرا تصدق على نفسه بشيء من التعلم لأولويات الإسلام حتى يسلم من هذه الأقوال مجانبة الصواب.

    ومن بدعه توسله بالمخلوق، ففي شريط "الوفاء" قوله: (يا رب يا ذا الجلال والإكرام، يا مجيب الدعاء يا رب اسمع أصواتنا يا رب اغفر لنا بأتقى واحد فينا الآن، اغفر لنا بأخلصنا لك الآن، اغفر لنا بامرأة جائر تريد أن تغفر لها وترحمها).
    فهذا التوسل المبتدع فيه جهل فوق جهل، أما الجهل الأول: فهو توسله بالمخلوق التقي وهذا لا يجوز، وأما الجهل الثاني: فهو توسله بالمرأة الجائرة تريد أن يغفر لها وكأنها عنده بمجرد أن تريد مغفرة الله تصير صالحة تقية، وما أدري لما خصص المرأة الجائرة، هل يريد دعاءها أرجى في القبول عند الله من الرجل الصالح لأنه ذكر الرجل الصالح وثنى بها بعده وهذا من جملة تفضيله المرأة على الرجل وأن المرأة الجائرة تعادل رجلا صالحاً.

    ويوصي عمرو بن خالد من يذهب الحج بأن ينوي زيارة قبر النبي r فقد قال في شريط "الحج": (أنت رايح تقابل رسول الله، على فكرة أقول حاجة لطيفة وأنت طالع من هنا خذ نية زيارة النبي أصل كل الناس تأخذ نية إيه؟ الحج أو العمرة، ماشي، صح رقم واحد الحج والعمرة، فاكرين في الدرس اللي فات لما قلنا نبقى تجار نيات، نمرة اثنين: آخذ نية إيه؟ رايح عند لقاء رسول الله r رايح أزور النبي ، تأخذ النية دين في حديث النبي: من جاءني يزورني كان حق على الله سبحانه أن أكون له شفيعاً).
    وهذا خلط من عمرو بن خالد بين المشروع وغير المشروع، فالمشروع شد الرحال للحج والعمرة، وأيضا يجوز شد الرحال لزيارة مسجد النبي r، ولا يجوز إشراك نية الزيارة لمسجده بنية الزيارة لقبره، لأن الشريعة جاءت في شد الرحال لزيارة مسجده روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن الرسول r قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى)) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا الحديث اتفق العلماء على صحته والعمل به)ا.هـ نعم إذا وصل الزائر إلى مسجد النبي جاز له أن يزور قبره، وأما الحديث الذي ذكره عمرو بن خالد وهو ((من جاءني زائرا ...)) فهو حديث منكر، قاله صاحب "الصارم المنكي في الرد على السبكي" وأيضا جميع الأحاديث التي فيها ذكر زيارة قبر النبي لا تصح. وأيضا قول عمرو: (رايح عند لقاء رسول الله) خطأ لأنه لا يوجد لقاء برسول الله عند زيارة قبره، والملاقاة للرسول إنما هي يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام: ((اصبروا حتى تلقوني على الحوض)) متفق عليه عن أنس. وأيضا في لفظ عمرو قوله: (تقابل نبيك) وهي مثل الأولى.

    ومن أخطاء عمرو أنه يعلم الناس المخدوعين به أن يخاطبوا الرسول بقولهم: (يا رسول الله أنا جاي لك من بلاد بعيدة، يا رسول الله أنا بحاول أتمسك بسنتك ...). كلام طويل من هذا الهراء الدال على جهل عمرو.
    ومن فروع فساد عقيدته قوله في شريط "الحج" وهو يعلم الزائر ما يقول ويعمل عند زيارة عمر بن الخطاب: (واخط خطوة السلام عليك يا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، هاه وافتكر عمر محتاجين لك يا عمر وقول اللي في قلبك). هذا اللفظ يتضمن عدة أخطاء ظاهرة فيه فتأملها.

    عمرو بن خالد يقرر أن الفتوى لأهل العلم لا له،ولكنه يفتي بما فيه الفساد في الأرض

    لقد أظهر عمرو بن خالد نفسه أمام الناس أنه الداعية الغيور على الإسلام المتمسك به الذي اعتدل فهمه وفتواه، وأن من يفتي على خلاف ما هو عليه خارج عن الاعتدال، ولكن أنطقه الله بالحقيقة فقال: (تبتعد رسالتي عن ثلاث نقاط:1- لا للفتوى فهي مسؤولية الفقهاء، وليس من الذكاء أن أقحم نفسي فيها، وبهذا أكون تعديت حدودي ...). نقلا من بعض المجلات الإماراتية في عددها (1245) بتاريخ 1/2/2003م
    فقول عمرو: (إن الفتوى مسؤولية الفقهاء) كلام حق قال الله: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل، فالمثقفون والكتاب والقراء ليس لهم أن يفتوا. وقول عمرو: (وليس من الذكاء أن أقحم نفسي فيها) الصواب أن يقول: وليس من الحق، ولا من الأدب والتقوى أن أقحم نفسي فيها إذ أن الإقدام على الفتوى راجع إلى التقوى وعدمه، فعمرو لما كان غير تقي ولا زكي جعل القضية راجعة إلى الذكاء فيستعمل الذكاء فيفتي تارة ويستعمل الذكاء تارة فيصرح بأنه لا يفتي، وهذا حقيقة جرأة على الإسلام وتلاعب به وبمشاعر المتأثرين به، ومما يدل على كثرة فتواه ما أجاب به حينما سأله صحفي: هل أنت على اتصال مستمر مع جمهورك؟ فقال: (نعم أنا أتواصل معهم دوما عبر الهاتف وعبر الانترنت ولك أن تعلم أن عدد الرسائل التي تصلني يوميا تصل إلى ألف رسالة). فقيل له: ومن يتولى الرد على الرسائل؟ فقال: (لدي مجموعة من خيرة الشباب الذين يساعدونني في المهمة). نقلا من مجلة سيدتي الصادرة في 18/4/2003م
    ثم لو قلنا: إن عمرو يجتنب الفتوى على حسب زعمه، أليست دعوته كثيرا ما يميل فيها إلى القضايا التي تخدم دعوة اليهود والنصارى وتحقيق مآربهم ولا شك أن الدعوة إلى ما ذكرنا أخطر وأضر على المسلمين من مجرد الفتوى، لأن الدعوة تقوم على الترغيب والترهيب وربط المصير بقبول ما يدعو إليه الداعي فليعلم هذا. فعمرو يهلك نفسه من جهتين: الأولى: الدعوة إلى الباطل وبالباطل. الثانية: تعاطيه الفتوى.
    وخلاصة القول: أن دعوة أي شخص إلى شيء من الشر أضر على المدعو مما لو أفتاه المفتي، لأن الدعوة تشتمل على الفتاوى وزيادة، فلا نقبل مغالطة عمرو بن خالد بأنه داعي وليس بمفتي بل نقول: إنه داعية ومفتي وماكر وملبس ويعمل لصالح أعداء الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    اعتماد عمرو بن خالد في دعوته وفتواه على غير المؤهلين
    سئل عمرو بن خالد بما معناه: ومن يتولى الرد على الرسائل؟ أي التي تصله من جماهيره. فقال: (لدي مجموعة من خيرة الشباب الذين يساعدونني في المهمة). مجلة سيدتي الصادرة في 18/24/2003م
    أقول: إننا لا نحتقر الشباب الصالح ولكن هؤلاء الشباب الذين يعدون لعمرو بن خالد الفتاوى والمحاضرات ويؤلفون الكتب باسمه يظهر أنهم من أضراب عمرو لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وبسبب هذا خلت محاضراته وفتاويه بل وحتى مؤلفاته من المادة العلمية القيمة النافعة. كما سيأتي الكلام على مؤلفاته قريباً.

    عمرو بن خالد لا يقول للحرام: حراماً

    من أساليب عمرو بن خالد في دعوته وفتواه أنه لا يصرح بما حرم الإسلام بأنه حرام بل يجتنب ذلك، فقد سأله أحد الصحفيين قائلا له: رأينا أنك تتناول الإشكاليات التي يطرحها الشباب والفتيات حول علامات الصداقة بين الجنسين ولا تحرم هذه العلاقات ولا تهاجمها فلماذا؟ فأجاب بقوله: (معروف أن علاقات الرجال بالنساء من وسائل الشيطان المثيرة للفتنة خاصة في مرحلة الشباب وبالتالي فإنه لابد بدلا من أن أقول لهم إن هذا حرام فإن الدور الأساسي الذي أقوم به هو أن أوضح لهم الآثار السلبية التي تعود عليهم نتيجة هذا النمط ...).
    قلت: من مقاصد الشريعة في تحليل الحلال وتحريم الحرام هو جعل المكلف متابعا لها فيحل ما أحلت ويحرم ما حرمت ولا يتقدم عليها بتحليل ولا بتحريم، ويجهل بعض المسلمين بعض المحرمات فإذا لم يبين لهم فمتى يعرفون الحرام؟
    ومن السؤالات التي وجهت لعمرو في باب الحرام ولم يجب عنها الحب والعشق ويأتي مع ذلك الاختلاط والسفر بدون محرم وغير ذلك. وهذه محرمات، فالعشق المذكور حرام للأدلة الكثيرة على ذلك ومنها: قول الرسول r: ((العينان زناهما النظر والأذنان زناهما السمع واليد زناها البطش والرجلان زناهما المشي واللسان زناه الكلام والقلب زناه التمني والفرج يصدق ذلك أو يكذبه)) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، والخلوة بالمرأة التي ليس الشخص محرما لها محرمة تحريما شديدا قال الرسول r: ((إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت)) رواه البخاري ومسلم عن عقبة. وقال الرسول r في سفر المرأة بدون محرم: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا ومعها ذو محرم)) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، فهذه الأدلة وأمثالها فيها النهي والتحذير عن المذكورات، فعمرو بن خالد لا يذكر الأدلة هذه وأمثالها ولا يذكر ما دلت عليه، وهو التحريم ولكنه يتفلسف من عنده، والسؤال هنا: لماذا يسلك عمرو مسلك عدم التصريح بما حرم الله؟
    الجواب: لو ذكر الدليل الدال على التحريم سيأخذ به المتلقون عنه ويعلمون أن كذا وكذا حرام، وعمرو يتلون كيف يشاء في أقواله وأفعاله، ففي أوقات يريد يصرح أن المحرم الفلاني في الشريعة الإسلامية ليس بحرام، وإذا صرح بذلك قام عليه من قد سمعوا منه أنه حرام فيترك ذكر الحرام ويترك ذكر الأدلة الدالة على ذلك ليبقى المتلقون عنه ما معهم شيء يتمسكون به فيلعب عليهم كيف شاء.
    ويظهر لي أن الداعي إلى إيجاب عمرو بن خالد على نفسه عدم ذكر ما حرم الله ورسوله هو محاولة الاقتراب من دعوة المساواة الديمقراطية، لأن مسائل الرجل والمرأة في عصرنا مبنية عليها.
    تغيير عمرو بن خالد الحقائق الشرعية مسايرة لدعوة الحرية والمساواة الديمقراطية
    عمرو بن خالد ساع إلى قلب حياة المسلمين رأسا على عقب وهذا مهم جدا أن يفهمه المسلمون خصوصا المتأثرون به فترى عمرا يدعو المرأة إلى الحجاب ولكن أي حجاب يقصد؟ أهو الحجاب الذي جاءت به الشريعة الإسلامية أم الذي جاء به الغرب؟ الجواب: إنه الحجاب المزيف وهو: أن تغطي المرأة شعرها بمنديل فقط وتترك شروط لباس المرأة حال كونها بين الرجال، فلهذا عمرو يرفض اللباس الإسلامي أصلا سواء كان للرجال أو للنساء فقد نشرت مجلة إماراتية في عددها (1212) مقال لعمرو بن خالد ما نصه: (حرص البعض على زي معين دون غيره أمر عجيب ليست له علاقة بالإسلام لأنه لا يوجد في الإسلام زي معين لكن توجد شروط معينة إذا توافرت يصبح الزي مثل ما يأمر به الإسلام، أما الادعاء بأن الجلباب هو الزي الإسلامي فهذا هو التصحر أو فقه التصحر، والادعاء بأن للإسلام زيا معينا أمر عجيب).
    تأمل ما في هذا المقال من هجوم عنيف على الحجاب الذي نطق به القرآن وصرحت به السنة المطهرة وصار على ذلك المسلمون من عهد الرسول r إلى عصرنا هذا ثم حصل من بعض المسلمين انحراف عنه، وانظر هل تجد فرقا بين هجوم عمرو بن خالد على الحجاب وبين كلام المستشرقين الذين ملئت قلوبهم بالحقد الدفين على الإسلام؟ وعمرو يدعي أنه لا يفتي وها هو هنا يرد ما جاء به القرآن والسنة في الحجاب ويرد على أهل العلم، ويرى أن فقههم صحراوي أفبعد هذا يجوز لمسلم أن يدافع عن انحرافات عمرو بن خالد؟ ومن تغيير عمرو بن خالد لحقائق الشرعية ما تقدم ذكره من أنه أباح للخاطب أن يتمتع بمخطوبته كيف شاء غير أنه لا يختلي بها، وهذه الإباحية مدعاة للزنا.
    والمساواة والحرية في الغرب أن يختلي الخاطب بمخطوبته ويزني بها. انظر هل تجد فرقا بين ما يدعو إليه الغرب في مسألة الخاطب والمخطوبة وبين ما يدعو إليه عمرو إلا في التصريح بالزنا وعدمه؟ فالغرب يصرح بذلك وعمرو يمجمج والملتقى واحد.
    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
    فهذان المثلان كافيان في بيان ما يسعى إ ليه عمرو بن خالد من إفساد حياة الشباب ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    كمية مخزون عمرو بن خالد من الشر

    نشر حوار بين عمرو بن خالد وجريدة الميدان بتاريخ 5/11/2002م والمنشور في موقعه، ومما جاء فيه قول عمرو: (وهناك نصيحة قالها لي عماد الدين أديب - هو منحرف كبير - منذ ثلاث سنوات أعمل بها حتى اليوم قال لي: الناس التي تمارس مهنة الحديث إلى الآخرين يقرأ الواحد منهم مائة كلمة لكي يقول ألف كلمة لو تريد الاستمرار اقرأ ألف كلمة لكي تقول للناس مائة كلمة... هذا هو المخزون الخاص بي).
    يا ترى ما هو المخزون الخاص بعمرو بن خالد؟ أتظنه يعني علما نافعا؟ فلو كان كذلك فسيشاركه فيه كثير من أبناء المسلمين، وإن كان يفهم منه الصلاح فعمرو ضد الصلاح فأنى يكون عنده مخزون منه، فما يبقى عندي إلا مخزون واحد وهو ما صرح به في الجواب بقوله: (بعد تخرجي من الجامعة... ذهبت إلى انجلترا فاكتسبت خبرة كيف يفكر الغرب... هذا صاغ شخصيتي). فعمرو يحمل ألغاما أعدت في الغرب يفجرها على عقول أبناء المسلمين ما بين الحين والآخر والملاحظ أن بوائق عمرو بن خالد المخزونة تفرغ في موقعه عن طريق الإدلاء بها لمحبيه، وسيأتي اليوم الذي تنـزل هذه المخزونات إلى ساحة المسلمين فإذا حصل ذلك استراح منه المسلمون لأنه سيفضح وستنهال عليه السهام القاتلة من حراس الإسلام وحملة الشريعة فلا تسأل عن حاله بعد ذلك فنقول لعمرو: لم تبعد في مكرك عمن قال الله فيهم: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً} النساء فلا نأمن مكر الله قال الله تعالى: {وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} البقرة، وقال تعالى: {وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} البقرة، وقال تعالى: {وَلَتَعْرِفَنّ هُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} محمد، وقال الرسول r: ((تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)) رواه البخاري ومسلم.

    عمرو بن خالد يستدل بالأدلة في غير مواضعها بما يؤدي إلى الدفاع عن المشركين والحب للكافرين:

    الذي ينظر إلى استدلالات عمرو بن خالد يجد فيها من التغيير والتبديل ما يهدم الإسلام ومن ذلك قوله وهو يذكر قصة هارون عليه السلام مع عبدة العجل: (ومشيت الأمور لغاية ما سيدنا موسى ذهب لميقات ربه أربعين يوما وبني إسرائيل عبدوا العجل زي ما القرآن بيحكي فسيدنا هارون كان قدامه مشكلة يقاومهم بالقوة حيبقوا فرقتين: فرقة مع سيدنا هارون وفرقة في اللي عبدوا العجل ويحاربوا بعض ويموتوا بعض وإلا يصبر لغاية ما سيدنا موسى يرجع لأن كلمة سيدنا موسى فيهم أقوى منه فهاه تسكت على الغلطة دين في سبيل إن الناس تبقى متوحدة).
    قلت: هارون عليه السلام لم يسكت عن عبادتهم العجل بل حذرهم من ذلك غاية التحذير ومن ذلك ما قاله ربنا: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} طه، بل جعلهم هارون أعداء، قال تعالى عنه: {قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} الأعراف، وموسى عليه السلام أخذ بلحية هارون خشية أن يكون قد قصر في نهي وزجر عبدة العجل عن ذلك. فدعوة عمرو بن خالد أن هارون سكت عن عبدة العجل دعوى مردودة بما سبق قريبا، وكأني بعمرو بن خالد ينطق بلسان المقال قائلا: فلنحرص على جمع الناس غاضين الطرف عمن هو في الشرك والكفر والإلحاد مستدلا بدعواه في موقف هارون عليه السلام مع عبدة العجل، وهذا هدم لركن عظيم ألا وهو البراء من المشركين والكافرين قال تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذا قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} الممتحنة.
    ومن استدلالاته البعيدة استدلاله بحديث ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)) على حب جميع الناس مع أن الشطر الأخير من الحديث يدعو إلى بغض من دعت الشريعة إلى بغضهم.
    عمرو بن خالد يحكم على الرسول r بأنه يهزر
    فقد قال في شريط "مكانة المرأة في الإسلام" وهو يوجه قول الرسول r للنساء: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين ...)) هو دا الحديث كان متى؟ بعد صلاة العيد عارفين أوصل لايه معقول يا جماعة بالعقل يعني كده النبي الحكيم النبي المربي وهو طالع من صلاة العيد اللي هي الأصل فيها الراحة والبهجة ينكت على الستات هو أنا باتكلم بالعقل يعني تعالوا نحسبها كده طالع من صلاة العيد وهم مش راحت عليهم نومه دهم صلوا معه العيد يقوم يقابلهم وهو طالع من صلاة العيد يا ناقصات العقل والدين روحوا، بالفعل ما تنفعش يا جماعة يبقى مش كده أمال يبقى إيه؟ يبقى الحديث اللي ضحك علينا به سنين طويلة حاجة ثانية خالص دا النبي كان بيداعب الستات، بيهزر معاهم).
    وقال هذا الكلام أيضا في شريط "رفع الظلم علن المرأة"
    ومراده بكلمة بيهزر، أي: يمزح، وليس في الحديث ما يدل على ما قال لا من قريب ولا من بعيد فكيف حكم عليه بهذا الحكم والرسول r لا يقول إلا حقا في الرضا والغضب والجد والمزاح قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو: ((اكتب فوالذي بعثني بالحق ما خرج من هذا إلا حقا)) رواه أحمد وأبو داود، والذي يظهر أن الدافع لعمرو بن خالد أن يفسر الحديث بما يفسد معناه هو الانتصار لدعوة المساواة الديمقراطية وهي دعوة أصلها الإلحاد في شواطئها الضلالة والنفاق لأن دعوة المساواة ترفض قبول هذا الحديث وأمثاله لأنه يصرح بنقصان عقل المرأة على الرجل وهذا محظور في المساواة، فانظر كيف هان على عمرو بن خالد أن يفسد معنى الحديث وأن ينسب إلى الرسول r ما لا يليق به ولا كان منه محافظة منه على المساواة ووفاء منه للدعوات المضلة. فهذه من حقائق دعوته.

    عمرو يؤصل أن الأخلاق أهم وأسمى من الصلاة والصيام والحج

    قال عمرو بن خالد: (أنت عايز تقول لي أن الأخلاق أهم من الصلاة والصوم والذكر والدعاء والحج الأخلاق أهم الهدف الأسمى لكل عبادة من العبادات أنه يبقى خلق حضرتك منضبط، يبقى خلق حضرتك سوي، ولا قيمة لعبادة من العبادات لا تؤدي لانضباط الأخلاق تبقى تمارين رياضية).
    قلت: الأخلاق ثمار العبادات العظيمة كالصلاة قال الله في الحكمة من فروض الصلاة: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} العنكبوت، فأخبر الله أن أداء الصلاة المعبر عنها في الآية بقوله: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} أكبر من اكتساب الأخلاق والانتفاع بالعبادة حاصل بأدائها من سقوط وجوبها ودخول مؤديها في زمرة المسلمين حتى إن المنافقين يحكم لهم بالإسلام لأنهم يصلون فدل هذا على أن أداء أركان الإسلام على وجهها أصل لتحقيق الأخلاق الحميدة في المسلم فإن كان في الأخلاق نقص دل هذا على وجود الخلل في الأصل وهو العبادة إذ أن العبادة كلما كانت أكمل كانت أخلاق صاحبها أكمل فعمرو بن خالد عكس الحكم حيث جعل الأخلاق أهم من العبادات وحكم على العبادات بعدم الانتفاع إذا لم يكن العابد ذو أخلاق ثم نقول: ما الداعي إلى أن يقلل عمرو من أركان الإسلام وفروض العبادة؟ الداعي إلى ذلك ليتوصل عمرو إلى الدعوة المبنية على النفاق هي روحانية الإسلام، فعمرو يريد أن يربط الناس بالروحانية المزعومة لا بالإسلام نفسه ومن بلايا عمرو أنه يجعل الأخلاق التي يدندن حولها مبهمة مجملة بحيث يتيه من يريد يتشبث بشيء منها.
    دعوى عمرو بن خالد أن الكون يتوسع مليون ترليون سنة ضوئية مكعبة كل دقيقة
    قال عمرو بن خالد في شريط "التفكر في خلق الله": (ثم وجد العلماء شيء آخر عجيب في السماوات وجدوا أن الكون ليس ثابتا إنما يتسع يتسع كل يوم المجرات بتبتعد عن بعضها والنجوم بتبتعد والكون عمال يتسع بمقدار هائل لدرجة أنني قرأت شيئا عجيباً، قالوا: إن قدروا حجم الكون أنه بيكبر مليون ترليون سنة ضوئية مكعبة كل دقيقة أنت متخيل حجم الاتساع الذي بيحصل كل دقيقة ملك هائل يخليك عقلك تذهل).
    ولعمرو بن خالد أقوال أخرى من مثل هذا القول وقد رددنا على كثير من النظريات ومنها هذه في كتابنا "الروض الداني في الرد على من زعم أن في نظريات الكفار إعجاز قرآني" عند ذكرنا لقوله تعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} الذاريات.

    عمرو بن خالد يدعو الأمة الإسلامية إلى ممارسة الفن للنهوض بها

    قال عمرو بن خالد: (الفن من معتقداتنا وعاداتنا وقيمنا مفيش نهضة من غير الفن والثقافة يا شباب الفنانين انهضوا بالأمة ولا تخافوا من الفن الصحابة كانوا متعطشين للكوميديا مفيش عندنا إبداع... عشان كده ما بنحصلش على جوائز في السينما). وقال: (الفنون والثقافة يحددان الملامح المميزة للأمة). ويخاطب الفنانين قائلا: (أرجوكم يا شباب الفنانين اللي يا اللي بتقولوا خايفين ندخل الفن لأنه حرام باقولكم أرجوكم ده انتوا اللي هترسموا ملامح الأمة احنا عايزينكم تدخلوا بس تحطوا ملامحنا الأصلية مش تستوردوا لينا ملامح من بره). وقال: (يا ترى الإسلام وضعه إيه من الفنون والثقافة وهل اعتم بهذه القضية واللاهية حرام وعيب وممنوعة على الإطلاق علشان كدة لازم نعرف ازاي الإسلام اهتم بالشعور بالجمال والمعروف إن الشعور بالجمال أساس الفن).
    قلت: المراد بالفن هنا الرسم والتمثيل والغناء، فدعوى عمرو أن من أسباب النهوض بالأمة ممارسة الفن كلام يتنـزه عنه عقلاء الناس لأنه من سفاسف الأمور ولو كان عمرو صاحب دعوى صحيحة تنهض بالأمة حقا لدعاها إلى ما دعاها إليه القرآن والسنة قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَن َّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنّ َ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنّ َهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} النور، وقال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فاطر، وقال تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} الإسراء، وقال الرسول r: ((إن الله ليرفع بهذا الكتاب قوما ويضع به آخرين)) رواه مسلم عن عمر.

    عمرو بن خالد ينسب أمورا لا تصح، تارة إلى الرسول r وتارة إلى الصحابة رضي الله عنهم

    قال عمرو كما في موقعه بعنوان "إفشاء أسرار الزوجية خيانة" لما سئل عن مظاهر الاحتفال بليلة الزفاف وطقوسها هل هي إسلامية؟
    فكان من ضمن فتواه: (كل طقوس الفرح المعاصر أقامها النبي r في فرح فاطمة ما عدا الأشياء التي فيها معصية فسأله المذيع: ماذا تقصد بالمعصية؟
    أجاب: (لا أقصد بالمعصية اختلاط الرجال بالنساء في الفرح ففي فرح فاطمة شارك الرجال والنساء معا في الاحتفال بزفاف فاطمة).
    وقال عمرو بن خالد كما في مجلة الكواكب العدد (27730) تاريخ 21/9/2004م: (الفن من معتقداتنا وعاداتنا وقيمنا ما فيش نهضة من غير الفن والثقافة يا شباب الفنانين انهضوا بالأمة ولا تخافوا من الفن الصحابة كانوا متعطشين للكوميديا مفيش عندنا إبداع... عشان كده ما بنحصلش على جوائز في السينما). ومعنى الكوميديا: هو الشخص الذي يأتي بأقاصيص وحركات مضحكة.
    أما نسبة عمرو بن خالد إلى الرسول r أنه أقام عرس فاطمة على أمور ومنها اختلاط النساء بالرجال فتقول على الرسول r، فها هي الأحاديث والآثار ناطقة بما جرى في ذلك العرس عن علي أن رسول الله r لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجدتين. أخرجه أحمد وغيره 1/104 وإسناده قوي.
    وجاء عند ابن ماجة برقم (1911) من حديث عائشة أم سلمة قالت: أمرنا رسول الله r أن نجهز فاطمة حتى ندخلها على علي فعمدنا إلى البيت ففرشناه تراباً لينا من أعراض البطحاء ثم حشونا مرفقين ليفاً فنفشناه بأيدينا ثم أطعمنا تمرا وزبيبا وسقينا ماء عذبا وعمدنا إلى عود فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب ويعلق عليه السقاء فما رأينا عرسا أحسن من عرس فاطمة. قالت أسماء بنت عميس رضي الله عنها: (كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله r فلما أصبحنا جاء النبي r على الباب فقال: ((يا أم أيمن ادعي لي أخي)) فقال: هو أخوك وتنكحه؟ قال: نعم يا أم أيمن، قالت: فجاء علي فنضح النبي r عليه من الماء ودعا له ثم قال: ادعوا لي فاطمة، قال: فجاءت تعثر من الحياء فقال لها رسول الله r: ((اسكتي فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي))، قالت: ونضح النبي r عليها من الماء ودعا لها قالت: ثم رجع رسول الله r فرأى سواداً بين يديه فقال: ((من هذا؟)) فقلت: أنا. قال: ((أسماء؟)) قلت: نعم، قال: ((أسماء بنت عميس؟)) قلت: نعم. قال: ((جئت في زفاف بنت رسول الله تكرمة له؟)) قلت: نعم. قالت: فدعا لي) أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" برقم (1342) وسنده صحيح.
    وعن بريدة قال: لما خطب علي فاطمة قال رسول الله r: ((إنه لابد للعرس من وليمة، قال: فقال سعد: على كبش وجمع له رهط من الأنصار أصعا من ذرة فلما كان ليلة البناء قال: يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني. فدعا النبي r بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي فقال: ((اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك في شبابهما)) أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" برقم (1178) وسنده صحيح.
    انظر أخي القارئ إلى هذه الآثار لا تجد فيها ما يدل على قول عمرو بن خالد: (وكل طقوس الفرح المعاصر أقامها النبي r في فرح فاطمة) بل لا مقارنة بين كثرة الأخطاء في كثير من الأفراح في عصرنا وسلامة الأفراح في عصر النبوة. فليتب إلى الله عمرو بن خالد من المؤاذاة لرسوله r بالكذب عليه.
    وقول عمرو في الصحابة إنهم كانوا متعطشين للكوميديا هذا قول من لم يعرف منـزلة الصحابة أو أنه يعرفها ولكنه يجعلهم ذريعة لتبرير أخطائه في فتواه أو فعله فما أهون الإسلام والرسول والصحابة عند من اتبع هواه وانقاد لأهواء الناس كعمرو بن خالد.

    عمرو بن خالد يستجيب للغرب الكافر فوق ما يتصور المسلمون

    لقد نشر في عام 1427هـ في الصحف سب الرسول محمد r من قبل بعض النصارى في دولة الدانمرك فطلب من الدولة النصرانية الدانمركية الاعتذار عما حصل فلم تقبل هذا فقام المسلمون جميعا بمقاطعة الاستيراد منها فأثر هذا على الدانمرك تأثيرا اقتصاديا وغير ذلك واستمرت المقاطعة بضعة أشهر ففوجئ المسلمون بأن عمرو بن خالد بادر إلى الموافقة على عقد حوار بينه وبين مسؤولي وشباب الدانمرك حول قضية سب الرسول r وقد كان الداعم لعقد هذا المؤتمر وزارة الخارجية الدانمركية، وبسبب هذه الموافقة اتهمه بعض العلماء في مصر بعدة اتهامات ومن ذلك: العمالة للغرب الكافر، ولما أخذ عمرو يدافع عن نفسه عما وقع فيه قال وهو يتحدث عن الحوار: (وقد رأينا أن يكون ذلك عن طريق حملات شعبية خاصة بين الشباب لأنهم خير سفراء للدين وخير من يوضح حقيقة الإسلام المعتدل الإسلام دين السلام والمحبة والتعاون وعليه لن يكون هناك حل للمشكلة من طرف واحد وكل طرف عليه أن يقدم جزءا من الحل).
    فقول عمرو هذا يدل على أنه ينصب نفسه متحدثا عن الإسلام تاركا وراء ظهره علماء الإسلام وليته تحدث عن الإسلام بالحق ودافع عنه بالحجة ولكنه في مقاله هنا صرح أنه يدعو إلى الإسلام المسيَّس من قبل الغرب الكافر الذي يسمونه الإسلام المعتدل، وأتوقع أن السعي الخائب من عمرو بن خالد سيؤدي إلى تنكر المسلمين له والعزوف عن دعوته لأن موقفه مع الدانمرك فيه مساس بالرسول r والأيام حبالى، فالله أعلم ماذا تلد عن عمرو بن خالد.

    من أعوان عمرو بن خالد في نشر الفساد طارق السويدان


    إن دعاة الشر والفساد كثر لا كثر الله بهم وقد شارك عمرا في الدعوة إلى ما تريده الدول الغربية بعض الدعاة ومنهم طارق السويدان وهو ينطلق من منطلق الحرية والمساواة الديمقراطية ومما يدل على هذا قوله: (ما دام القضية قضية حوار ورأي وجدل ومبادئ وقناعات كل إنسان له حريته) نقلا من "تحذير الإخوان من ضلالات طارق السويدان" ص (32) وهو يدعو أيضا إلى الحوار مع الأعداء مطلقا وهذا فتح مجال للدعوة إلى وحدة الأديان أيضا وقد ذكرنا في كتابنا "مطلب الكرامة ..." أن طارقا يفضل المرأة على الرجل من عدة وجوه كما في شريط "إعداد القادة" فهو من هذه الجهة ممن ولى وجهه نحو الغرب وهو من جهة أخرى رافضي فقد فضح من خلال أشرطته التي يدعو فيها إلى التقارب بين السنة والشيعة حيث ضبطت عليه كلمات تدل على ذلك. ومن انحرافاته نشره أشرطة له فيها قصص الأنبياء دون غربلة لما يوجد في كتب التواريخ المتعلقة بالأنبياء، ونشره أشرطة له تتحدث عما جرى بين بعض الصحابة من القتال وقد سلك فيها مسلك الرافضة في قبول الأكاذيب على الصحابة واعتمادها وأهل السنة يرون الكف عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، وبسبب هذا الانحراف في طارق السويدان في حق الصحابة تكلم عليه عدد من كبار أهل العلم، انظر كتاب "الإيضاح والبيان في أخطاء طارق السويدان" للتويجري.
    تنبيه: طارق السويدان مدير قناة الرسالة والقائمون عليها يدَّعون أنها تدعو المسلمين إلى فهم الإسلام فهما صحيحا ولكن بثوب عصري جديد، ومنهم مديرها طارق السويدان وهو الذي يدندن بهذا الفهم المذكور، وأنى يتأتى الفهم السديد للإسلام عن طريق من يفهمه بفهم زعماء الغرب السائرين على ملَّتهم الحرية والمساواة الديمقراطية كطارق السويدان وأمثاله، وهيا بنا إلى معرفة حقيقة ما تقذف به هذه القناة وما يروج فيها من الفساد:
    حصل لقاء مع الممثلين والممثلات لإبداء الرأي حول القناة وباعتبار أنهم نجوم القناة فهل يتأتى من هؤلاء فهم سديد للإسلام وأيضا هذه القناة تنشر فيها قضايا المساواة بين المرأة والرجل على طريقة الغرب الكافر من تبرج وسفور واختلاط وغناء وغير ذلك وأيضا أن يقبل منهم ما يدعون إليه، وبالمقابل تفسح المجال لدعاة الضلال ليصولوا ويجولوا.

    كتب عمرو بن خالد

    لقد كثر تعدي عمرو بن خالد وقيامه بما لا يحسنه وبما ليس أهلا له ومن ذلك قيامه بتأليف الكتب والرسائل والناظر فيها يرى أنها بنيت على غير أساس فهي قائمة على غير عقيدة صحيحة وعلى غير علم الحديث وعلم الأصول وعلم التفسير وعلم اللغة العربية فعمرو مفلس من الحصيلة العلمية الشرعية في كل المجالات والشباب الذين معه هم من هذه العجينة أيضاً، وقد ملئت كتبه بكثرة القصص التي تضيع القراء فكتبه غير صالحة للطباعة والنشر والتوزيع والهدايا والبيع والشراء.

    نصيحة للمتأثرين بعمرو بن خالد وأمثاله

    اعلموا أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وعمرو قد أدخل نفسه في طريق مظلم وسنة الله الخذلان لمن حاد عن الصراط المستقيم فأدعو المتأثرين به إلى الاستقامة على منهاج النبوة ولا يربطوا دينهم بعمرو بن خالد بحيث إذا تغير حاله إلى أسوأ كانوا معه أو مات قالوا: لا تدين بعد اليوم، وأذكرهم بقول الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران، فقد مات رسول الله سيد الأولين والآخرين ومات الخلفاء، بعد رسول الله أبو بكر وبعده عمر بن الخطاب وبعده عثمان وبعدهم علي بن أبي طالب وغيرهم من الأتقياء الأخيار والأئمة الأبرار، وأذكرهم بقوله أيضا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} المائدة، ويقول الرسول r: ((وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون)) رواه عن ابن عباس، فليكن عند هؤلاء اختيار الموت مقدما على قبول الفتنة في الدين بل عليهم أن يجعلوا ما يحصل من تقلبات الأحوال داعيا ودافعا إلى التمسك بالإسلام والاقتناع التام به والتسليم الكامل له وكما هو معلوم أن الثبات على الحق هو بتوفيقه سبحانه فلا يناله الذكي بذكائه ولا المحتال باحتياله ولا السياسي بسياسته، وأنصح لهم أن يتوبوا إلى الله من الجدال عن أهل الباطل قال تعالى: {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} النساء، فعندما يتضح لهم أخطاء الدعاة إلى الباطل فليس لهم أن يسلكوا مسلك أولئك الذين يقولون في دفاعهم عمن يدافعون عنهم هو ما قصد هذا هو ما أراد إلا كذا، إلى آخر سلسلة هؤلاء المجادلين من أجل البقاء على الباطل.
    وأدعو عمرو بن خالد ومن معه إلى التوبة إلى الله عن كل ما خالف منهاج النبوة قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} طه، فسر غير واحد قوله تعالى: {ثُمَّ اهْتَدَى} أي: رجع إلى السنة، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً}التحر م، وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} الزمر، فالإنابة عمل القلب والاستسلام عمل الجوارح، وقال بعدها: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم} ولا تتحقق له التوبة إلى بالرجوع الصادق إلى كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والسير على ما كان عليه السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وهذا كله سهل على من سهله الله ويسر على من يسره الله قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران، وإذا كان حال الثلاثة الصحابة الذين خلفوا ما ذكره الله في كتابه بقوله: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} التوبة، فكيف حال من ارتكب من الأخطاء واقترف من المخالفات وانتصر للنفس والهوى وأعان دعاة الباطل على باطلهم إن لم يتب إلى الله.
    فالله الله في الرجوع إلى ما يرضي الله ويجلب رحمة الله ويحقق الأمان من الخسران، والنجاة من النيران والوصول إلى دار أهل الإيمان والسكنى بجوار الرحمن. ولا حول ولا وقوة إلا بالله.

    خلاصة ما يقال للمتأثرين بعمرو بن خالد وأمثاله


    لقد فات المخدوعين بعمرو بن خالد وأمثاله خير كبير ووقعوا في شر كبير أما ما فاتهم من الخير فالآتي:
    1- عدم تحقيق العبودية لله رب العالمين لأنهم أعجبوا بعمرو لأنه يوافقهم على أهوائهم، ومتى كان العبد المسلم يخضع شرع الله لهواه فهو عابد لهواه بقدر ما ترك من الحق وعابد أيضا لأهواء الناس بقدر ما ترك من الحق وارتكب من المحرمات إرضاء لهم قال رسول الله r: ((ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه)) رواه الطيالسي عن ابن عمر.
    2- انصرافهم عن اتباع الكتاب الكريم والسنة المطهرة لأن عمرو ربطهم بشخصه وآرائه وقد صاغ شخصه على نمط الشخصية الغربية وسخر دعوته على منوال ما يتناسب مع مطالب الغرب وهذا صرف وأي صرف وحرمان من منهاج النبوة وأي حرمان إذ لا يمكن أن ينجو المسلمون من الشقاء والتعاسة إلا في الاتباع للقرآن والسنة قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} طه فضمانة الله لكل مسلم أن لا يشقى في الآخرة ولا يضل في الدنيا مشروطة بالاتباع الصادق ظاهرا وباطنا لما جاء به الرسول r.
    3- حرمانهم من النظر إلى من فضله الله عليهم بالخير والصلاح وانهيار في عزائمهم وبرود في هممهم وتخبطات في أقوالهم وأعمالهم وقد تقوى فيهم مادة الانحراف فيعتقدون أن الحق الذي فاتهم باطل والباطل الذي معهم حق ولو أنهم قبلوا دعوة الله إلى المسابقة لوصلوا إليه قبل كثير من الخلق قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} آل عمران، وقال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الحديد، فأي عاقل يسمع هذه الدعوة ولا يبادر إليها؟
    وأما وقوعهم في شر كبير فهو أنهم على طريقة من يجعل دينه قائما على تتبع زلات العلماء بل واتباع من ضل منهم كعمرو بن خالد والبحث عن الرخص كيفما أمكن وهذا مزلق خطير يهدم صاحبه دينه فقد صح عن عمر بن الخطاب عند الدارمي وغيره أنه قال: (ثلاث يهدمن الدين: زلة عالم، وجدال منافق، وأئمة مضلون). وقال سليمان التيمي: (لو أخذتَ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله). وقال الأوزاعي: (من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام).
    وأيضا يحصل من هؤلاء من يختار طريقا يظنه صحيحا ويحاول إرضاء الله وإرضاء الخلق فما رأى الناس لن يلوموه على فعله، وما وجد الناس يرفضونه من الحق حاول تركه وهذا السير ضياع وأي ضياع لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، بل أعظم من ذلك أن الشخص يغضب ربه عليه قال رسول الله r: ((من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)) رواه الترمذي وابن حبان وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها، والحديث قد جاء موقوفا ومرفوعا والراجح وقفه.
    وبهذا تتم الرسالة ولله الحمد أولا وآخرا ظاهرا وباطنا. سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    (غـزَّة - فلسطين).
    المشاركات
    179

    افتراضي رد: إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .

    حفظ الله الشيخ محمد الإمام ووفقه لكل خير . آمــــــــــين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الشرقية - مصر
    المشاركات
    126

    افتراضي رد: إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .

    بوركت أخي الحبيب في نقلك الموفق وبارك الله في الشيخ محمد الإمام وحفظه ونفعنا بعلمه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    846

    افتراضي رد: إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .

    الاخوة الفضلاء :
    محمود
    ابو الحسن
    شكرا لمروركم الكريم
    بارك الله فيكم
    صفحة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
    www.saaid.net/Doat/almubarak/k.htm - 24k -

  6. #6

    افتراضي رد: إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .

    جزاك الله خيرا : لكن :
    كل من تكلم في عمرو فهو عيال على الشيخ المفسِّر النابغة: عبد الله بن بدر بن عباس المصري، فهو أول من كشف خبيئة هذا المهرِّج المشار إليه، فَضَحه فضيحة!! جزاه الله عن الإسلام خيرا ...

  7. #7

    افتراضي رد: إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .

    http://www.sh-emam.com/about.php



    نبذة مختصرة عن الشيخ محمد الإمام


    البطاقة الشخصية :
    اسمه :
    هو أبو نصر محمد بن عبد الله بن حسين بن طاهر بن علي بن غازي الريمي الملقب بالإمام .
    مولده :
    ولد عام 1380هـ الموافق 1960م تقريباً في قريته المعروفة بقرية (السهل) عزلة الضبارة ناحية كسمة - ريمة . ذريته :
    تزوج فضيلة الشيخ ولا زال يدرس في (دماج) صعدة ، وقد وفقه الله بزوجة متعلمة مستفيدة من أسرة موسومة بالخير والصلاح . وقد رزقه الله منها تسعة أولاد : أربعة ذكور وخمس إناث . فأما الذكور فهم : 1. عبدالرحمن وهو الأكبر . 2. عبدالله وهو بعده . 3. نصر وهو الذي يكنى به شيخنا . 4. يوسف وهو أصغرهم .
    نشأته وطلبه للعلم :
    كان فضيلة الشيخ في قريته ولم تكن القرى في تلك الإيام مثل ما هي عليه الآن من مدارس وتعليم قرآن وما شابه ذلك ، خاصة بلاد شيخنا فإنها بلاد جبلية وعرة فنادراً ما يأتي إليها المعلم في ذلك الوقت أما في أيامنا هذه فقد تيسرت الأمور وأنتشر التعليم في معظم القرى ولله الحمد . فبدأ شيخنا بتعلم قراءة القرآن في قريته ، ثم توجه حفظه الله تعالى الى مدينة تعز وبدأ بطلب العلم في أحد المعاهد في مدينة تعز لمدة يسيرة في بداية شبابه فرأى أنها لا تشبع حاجته ولا تشفي غليله ، فتوجه الى صعدة وذلك بتوفيق الله تعالى ، فبقي يطلب العلم على يد الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله تعالى - فأتم حفظ القرآن في مدة شهرين تقريباً وأستمر في تلقي الدروس والعلم وخرج بحصيلة علمية رغم ما كان متحمل على عاتقه من مسئولية الإمامة وخدمة إخوانه في المركز حيث كان الشيخ حفظه الله قوي الذاكرة متوقد الذهن سريع الحفظ حريصاً على وقته فحفظ خلال سنتين الى جانب القرآن الكريم (بلوغ المرام) و (عمدة الأحكام) و (الصحيح المسند في أسباب النزول) لفضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، وحفظ أيضاً (ألفية بن مالك) و (ألفية العراقي) وبعضاً من (صحيحي البخاري ومسلم) كما درس كتباً عدة في الفقه والحديث والعقيدة واللغة ، فبعد أن رزق الله شيخنا العلم النافع توجه وأنتقل الى مدينة معبر التي يقيم فيها حالياً للتعليم والدعوة الى الله في مسجد النور فبدأ ولم يكن معه آنذاك سوى سبعة من طلاب العلم فبدأ يعلمهم ما يراه مفيداً لهم إلى جانب تحفيظهم القرآن الكريم . وأستمر على العلم والتعليم والدعوة الى الله ، فأنتشرت دعوته في ربوع اليمن وأشتهر في وقت قصير فتوافد إليه طلبة العلم من مشارق اليمن ومغاربها ، من كل حدب وصوب . وقد أصبح منهم الأئمة والخطباء وحفظة القرآن والمؤلفون والباحثون والقائمون على التدريس والتعليم في مختلف المناطق .
    شيوخه :
    لقد تتلمذ الشيخ حفظه الله تعالى على يد فضيلة الشيخ / أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى .
    تلاميذه :
    طلاب شيخنا حفظه الله تعالى يعدون بالآلاف فهذا يجلس سنة ثم يذهب وهذا أكثر وهذا أقل كل بقدر تفرغه ونشاطه ، ولما كان حصر هؤلاء صعباً لأنهم كما ذكرنا يعدون بدون مبالغة بالآلاف .

    http://www.sh-emam.com/

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    75

    افتراضي رد: إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد "منقول" .

    أثابك الله

    ينبغي نشره

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •