إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد
للشيخ الفاضل محمد الامام حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله صحبه أما بعد:
يقول الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} دلت هذه الآية على ميزة أمة الإسلام على سائر الأمم وعلى خصيصتها العظيمة بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه قوام الدين وبه صلاح الحال وحسن المآل، ألا وإن من أعظم الدلائل على حسن التعامل مع المسلمين أن يسعى العلماء والدعاة إلى الله لإرشاد الناس إلى كل خير محذرين لهم مما يعقب الضير قال الرسول r: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) رواه البخاري رقم (13) ومسلم رقم (45) عن أنس، وزاد النسائي: ((من الخير)) فالذي يحب للناس الخير يدعوهم إليه ويذكرهم به إن نسوا ويعلمهم إياه إن جهلوا ويحذرهم من مخالفته إن غفلوا، فأمة تجد في وسطها هذا الصنف أمة سائرة إلى أمان ونجاة بإذن الله قال تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره} الحج، فما أعظم ما دلت عليه هذه الآية من أن الأمة الإسلامية لا تزال بخير متى ما وجدت من يربطها بربها ومالك أمرها والمتصرف في حياتها الأولى والأخرى، ألا وإن المسلمين في الوقت الحاضر في أشد الاحتياج إلى الأخذ بأيديهم إلى بر الأمان وساحل السلامة، فهم بحاجة إلى التعرف على من يتسبب في تحقيق هذا لهم، وهاأنا أقرب لهم هذا فأقول: معشر المسلمين بينكم وبين أن تصلوا إلى ما تقيمون به دينكم وتصلحون به دنياكم أن تتحروا الحق فمن تحراه اتضح له، ومن لم يتحر الحق فليس بأهل لحمل الحق، وسأضرب مثالا لبيان الحاجة إلى تحري الحق، وذلك لو أن شخصا أحسن الظن بالتجار باعتبار أنهم مسلمون وقال: أهم شيء عندي أن يكونوا مسلمين فإذا تحقق لدي أنهم مسلمون فلا أبالي أن أشتري من أي واحد منهم بدون تحري، فدخل السوق واشترى حاجاته، فجاء إلى بيته بالسلع فنظر فإذا هي ما بين سلعة صالحة وأخرى فاسدة، فحزن حزنا شديدا وقال: خدعوني وغشوني ما عندهم أمانة، وربما تجاوز وقال في التجار: ما عندهم إسلام، ورآها آخرون فقالوا له: يا فلان اليوم أغمضت عينيك ودخلت السوق فزاد تحسره أكثر فعزم على أنه ما يشتري من هؤلاء، وعزم على أنه لا يقبل السلعة حتى يفحصها ويعرف حقيقتها. فانظر كيف اضطر إلى التحري في أمور الدنيا، فمن باب أولى أن يحتاج كل مسلم إلى التحري في أمر دينه لأن العلماء والدعاة مثل التجار، ففي العلماء من أخذ من العلم حظا وافرا ومنهم من هو عاطل من ذلك، ومنهم الصادق وغير الصادق والناصح الأمين والغاش الملبس، ولما كان في العلماء من لا ترتضى سيرته ولا يقبل علمه ولكن يلبس حتى يقبل ذلك منه حذر المصطفى r من هذا الصنف فقال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم كل منافق عليم اللسان)) رواه أحمد وغيره عن عمر، وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله r: ((أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون)) رواه أحمد 6/441
فإذا اتضح للأخ المسلم أن العلماء والدعاة ليسوا على مرتبة واحدة في الخير والشر فالمطلوب منك يا مسلم شيء واحد - وهو سهل جدا على من سهله الله - وهو التحري فيمن يتلقى عنه الحق والتعرف على من هو أهله، وهذا التحري لا تخسر بسببه مالك ولا جاهك ولا وقتك حال سيرك عليه، لأن بين أظهرنا دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها، ومن هؤلاء الدعاة من هو مشهور ومنهم من هو مغمور، ومن المشهورين في عصرنا عمرو بن خالد المصري الذي قد أضر بالمسلمين كثيرا بسبب اغترار كثير من الشباب والشابات به، فموضوعنا هذا هو بيان ما عليه عمرو بن خالد, والقصد من هذا البيان هو إثبات للمسلم ما يخفى عليه من شبه تضله وأقوال ترديه لأن مواعظ دعاة الفتن كالعسل المسموم، فمن خفي عليه السم بادر إلى شرب العسل رجاء الانتفاع، ومن علم السم في العسل سهل عليه البقاء على المرض ولا يشرب العسل المذكور، والذي جعلني أختار الكتابة في هذه الموضوع هو أني أحس وأدرك أن كثيرا من المتأثرين بعمرو بن خالد على فطرة الإسلام - وأنعم بذلك - وأنهم يحبون الإسلام وأن عندهم معرفة عامة بحملة الإسلام فهم بحاجة إلى المعرفة الخاصة والمفصلة في أمر الدين ليظهر لهم الحق بجلاء وتدفع عنهم الشبه العمياء والفتن الدهماء، وقد سميت هذه الرسالة "إرشاد الساجد لما عليه عمرو بن خالد" فالله أسأل أن يجعل هذا العمل نافعا لي وللعباد في الدنيا ويوم الحشر والمعاد.
الفصل الأول:
ذكر عدد من الشباب والشابات الذين
أعربوا عن سبب إقبالهم على دعوة عمرو بن خالد
يتساءل كثير من الناس ما الذي جعل عددا كبيرا من الناس يقبلون على محاضرات عمرو بن خالد مع ظهور عيوب فيه تخرجه من زمرة الدعاة إلى الله؟ فرأيت أن أذكر كلام عدد من المتأثرين بعمرو المقبلين على محاضراته مبينا الخطأ الذي يتضمنه كلام عمرو، ومن خلال ذكر كلامهم سيدرك القارئ سبب إقبال الشباب على دعوة عمرو بن خالد وقد أفصحت عن السبب النساء قبل الرجال.
فهاهي أحداهن تقول معجبة بعمرو بن خالد: (هو محاولته الاسترشاد بالرسول محمد r وصحابته والاقتداء بهم بما يتلاءم مع العصر الذي نعيشه وإنه لا يحرم كل شيء فخطاب عمرو بن خالد يخلو من التشدد، ويقول: إن ممارسة الفتيات للرياضة أمر مطلوب ولكن في معزل عن الرجال، ولا يحرم دخول السينما ولكن بشرط أن تخلو شاشة العرض من المشاهد الإباحية، أما بالنسبة لعمل المرأة فلا مانع ولكن الأفضل أن تكون في بيتها). من موقع عمرو بن خالد على الإنترنت.
فهذه المرأة صرحت بأن سبب تقبلها ما يدعو إليه عمرو بن خالد هو أنه في قضايا تتعلق بالمرأة يسير فيها بما يتلاءم مع العصر، كقوله عنه أنه قال: (إن ممارسة الفتيات للرياضة أمر مطلوب ولكن في معزل عن الرجال).
قلت: قد يظهر لغير المتأمل أن كلام عمرو هذا وجيه وسديد ولكن هيهات أن يكون كذلك وأقول لعمرو: من الذي طلب ممارسة الفتيات للرياضة أهو الشرع المطهر أم الدول الكافرة؟ الجواب: الدول الكافرة قطعا، بل إن الدول الغربية لم تطالب بهذا إلا مؤخرا منذ قرابة خمسين سنة تقريبا، فضلا عن وجودها عند المسلمين والدعوة إليها فلم لم يوضح عمرو بن خالد الجهة التي تطالب بممارسة الفتيات الرياضة حتى لا يفهم منه أنه يعني أن الإسلام طلب ممارسة النساء الرياضة المعلومة الآن، فالمطالبة برياضة النساء مسألة دولية لا دينية، وإذا كانت المسألة دولية معنى ذلك: أنها مفروضة بمقتضى رؤية الدول لا بمقتضى حكم شرع الله، وإذا كانت الدول كافرة، فإنها لا تعمل إلا بما يمليه عليها الهوى وتحقق به سياستها الخاصة تحقيقا لمصالحها. وقد يقول قائل: إن عمرو بن خالد قد احتاط عند أن قال: (ولكن في معزل عن الرجال) أقول: هذا الاحتياط ممكن أن ينفع لو أن الذي طلب رياضة النساء هو الشرع الإسلامي لأن المسألة ستكون محكومة به ولكن قد أوضحنا أن المسألة دولية، وإذا كانت كذلك فلا عبرة أبدا بهذا الاحتياط لأنه يتنافى مع ما دعت إليه الدول الكافرة من القيام برياضة النساء دون اعتبار لشرط عمرو وأمثاله، ومن يكون عمرو في نظر هذه الدول حتى يضع عليها هذا الشرط؟ ولن تقبل هذا الضابط ممن جاء به، وعلى هذا فالاحتياط المذكور ليس إلا استدراجا للمرأة التي تحب الرياضة النسائية ولكنها لا تحب الاختلاط بالرجال، فإنها تأتي إلى تعلم الرياضة وهي مقتنعة بما قاله عمرو بن خالد ولكنها ستجد الأمر على غير ما تريد فهي بين أمرين: إما أن تقبل الرياضة على ما هي عليه وإما أن ترحل فإن قبلتها على ما هي عليه فلم تكن واقفة عند الحد الذي تظنه قريبا من شرع الله وإن غادرتها قالوا: إنها متشددة وهي لا تريد أن ترمى بالتشدد في نظرها لأنها معتدلة كما يريد الأعداء، وقد يستدل مستدل على جواز الرياضة النسائية شرعا بأن الرسول r تسابق مع عائشة رضي الله عنها أقول: نعم قد صح أن الرسول تسابق مع عائشة مرتين كما أوضحنا ذلك في رسالتنا "التعليقات الذهبية في مفاسد الرياضة النسوية" وقلنا: إن هذا الحديث يفيد أن المرأة لها أن تستعمل من الرياضة ما يتناسب معها بضوابط شرعية، وعلى هذا فالرياضة التي دل عليها الحديث تختلف تماما عن الرياضة التي تدعو إليها الدول الكافرة، فالرياضة التي تدعو إليها الدول الكافرة تقوم على الآتي:
1-دعوة الناس إلى أن يقذفوا ببناتهم الشابات إلى أماكن الرياضة، وهذه الدعوة تنـزل عبر الصحف والتلفزيونات وغير ذلك، وهذا لا وجود له في الحديث المذكور فضلا عن أن يقبله ناهيك عما تجلبه هذه الدعوة من أصناف النساء اللاتي تنوعت انحرافاتهن ما بين متبرجات وداعيات إلى الفتن، وأيضا يحضر الرجال لتدريبهن ويحضر رجال آخرون لهم مآرب أخرى، بل بعض النساء تتخذ الدعوة إلى الرياضة فرصة للوصول إلى أمور أخرى ناهيك عن أن هناك من المدربين من يبحث عن الاستقطاب لبعض الحاضرات والخلوة بهن والتوصل إلى ما هو أبعد من ذلك، أفهذا يقبل في دين الإسلام؟!!
2- الرياضة النسائية الدولية تقوم على الإعلان بمن حضرن والإشادة بهن وعقد المباريات لهن وتسجيل الأهداف والبطولة، وفيها انتصار وهزيمة وفوز ونجاح ورسوب وخسارة وهذا لا وجود له في الحديث. وفي هذا البند من المفاسد ما فيه.
3- انتقال الرياضيات إلى المحافظات في نفس البلاد تارة وإلى خارج البلاد تارة بما في ذلك الدول الكافرة، ولا تسأل عن حال المسلمة المتنقلة إلى هذه الأماكن من جهة دينها وحيائها وحشمتها،بل يعتبر أي تدين منها في هذه الأماكن من التخلف والرجعية، ويعتبر حياءها وعفافها تشددا وشذوذا، وهي لا بريد أن توصف بهذه الأوصاف فما يكون منها إلا أن يهون عليها أن تضحي بدينها وعفافها وحيائها. اللهم سلم سلم.
فكل هذه البنود التي ذكرتها لا وجود لها في الرياضة التي دل عليها الحديث بل إن الإسلام يرفض هذه البنود، وغاية ما في الحديث أن الرسول سابق عائشة فقط فللرجل أن يتريض مع زوجته وبناته في مكان خاص لغرض تنشيط الجسم.
ففتوى عمرو بن خالد أن الرياضة التي تقودها الدول جائزة فتوى دولية لا دينية فإيهامه أنها جائزة في شرع الله من باب استخدام الأساليب الاحتيالية للتوصل إلى إعطاء الشرعية للدول فيما تفعله مما قد عرفت مخالفته للإسلام، فليعلم هذا.
كذلك قالت هذه المرأة وهي تتحدث عن عمرو بن خالد: (ولا يحرم دخول السينما ولكن بشرط أن تخلو شاشة العرض من المشاهدات الإباحية).
فأقول: المراد بالإباحية إظهار أفلام فواحش الزنا ولا شك أن الزنا أم الفواحش الظاهرة، وإباحة عمرو بن خالد دخول السينما بهذا الشرط لا قيمة لهذا الشرط حقيقة، ألا ترى أنه لا يقبل إذ أن أكثر المشاهدين يطالبون بالأفلام التي تدعو إلى الإباحية، بل سيقولون له: إنه ضد الحرية الشخصية والمساواة الديمقراطية، وعمرو بن خالد لا يرضى أن يقال له هذا، فالذي يأخذ بالقيد الذي جاء به عمرو بن خالد هو بين أمرين إما الاستسلام للبقاء وبالتالي يعظم الجرم عليه عياذا بالله وإما المغادرة فإن غادر السينما فهو متخلف متشدد في نظر الإباحيين، وهو لا يقبل ان يقال له متشدد لأنه من طراز المعتدلين بالمفهوم الغربي، والغالب على الصنف الذي يريد أن يساير المنحرفين أنه يستسلم لما عندهم فبان بهذا أن الشرط الذي اشترطه عمرو بن خالد على من يريد دخول السينما شرط إقحامي أقحم به المحسنين به الظن، ويسمى شرطا إغرائيا كما قال الله في إبليس في شأن خدعه لآدم وحواء عليهما السلام: {فدلاهما بغرور} الأعراف، ولو أن عمرو بن خالد أفتى بالفتوى الشرعية وهي تحريم دخول السينما لما هي مشتملة عليه من مفاسد لكان قد أصاب الحق وكفى بذلك توفيقا، وسيكون قد حافظ على المتعلقين به من الفتن والتردي ولكنه فرط فيهم وحاد عن قول الحق.
وأما قولها عنه: (أما بالنسبة لعمل المرأة فلا مانع ولكن الأفضل أن تكون في بيتها). فأقول: الذي يفهم منه أن المراد بعمل المرأة خارج البيت مختلطة بالرجال كما هي دعوة عمرو إلى ذلك لأن عملها اللائق بها خارج البيت مع تجنب الاختلاط جائز شرعا حسب الحاجة، فالكلام هنا على اختلاط المرأة بالرجال في الدراسة والأعمال لأن المعركة قائمة بسببه، من المعلوم أن هذا الاختلاط لم يكن معروفا عند المسلمين حتى جاءت الدعوة اليهودية دعوة الحرية والمساواة من بلاد الغرب إلى بلاد المسلمين، وبذلت دول الغرب ما لم يكن في الحسبان من أجل نشر الاختلاط في بلاد المسلمين، وقد أوضحنا ما بذلته الدول الغربية من أجل نشر هذا الفساد في كتابنا "المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة" وكتابنا "مطلب الكرامة في بيان بوائق دعوة المساواة" وكان المسلمون عموما رافضين لاختلاط النساء بالرجال مصرحين بعواقبه الوخيمة فقد سئل الرجل العثماني أحمد رفيق باشا من قبل صحفي نصراني بهذا السؤال: إلى متى تبقى نساء الشرق مبتعدات عن الاختلاط بالرجال في المحافل؟ فأجابه مباشرة: إن المسلمين لا يحبون أن تلد نساؤهم من غيرهم. فكأنما أصيب النصراني بصاعقة.
ولما وقع أول اختلاط في الجامعة المصرية سئل عميد الكلية: ماذا ترى في هذا؟ فقال: (لا بد من ضحايا) وكم الضحايا من جراء الاختلاط.
وكان أول المستجيبين لهذا النداء هم كثير من الطلاب والطالبات الذين درسوا في بلاد الكفار الغرب والشرق ومنهم عمرو بن خالد لأنه حضر الدكتوراة في جامعة ويلز في بريطانيا في مدة أربع سنين ومن استجاب لدعوة الاختلاط المذكور من غير هؤلاء الطلاب فهو ممن اصطادته دعوة الاختلاط. ولا يزال المسلمون الغيورون على الأعراض والقيم الإسلامية يحاربون الاختلاط المذكور، وهيا بنا ننـزل إلى ساحة الاختلاط لننظر هل اختلاط النساء بالرجال خير أم شر، نافع أم ضار، به تصلح البلاد والعباد أم أنه تفسد به البلاد والعباد.
أما الاختلاط في بلاد الغرب فقد وصلوا إلى الانحلال والفجور الذي لم يعهدوه حتى صرح بعضهم: (أنه ممكن يجد البكارة عند كلبة ولا يجدها عند شابة). وقد كثر فيهم الصراخ والعويل بسبب اغتصاب النساء العاملات حتى ألفت في ذلك الكتب التي تفضح عواقب اختلاط النساء بالرجال ككتاب "الابتزاز الجنسي" وحتى قامت شركات بصناعة أحزمة اسمها أحزمة العفاف وهي أحزمة على أقفال ومفاتيح تحتـزم المرأة هناك بهذا الحزام المصنوع خصيصا على فرج المرأة وتضع المفاتيح في بيتها وغرضها من هذا أن الرجال المغتصبين لا يقدرون على اغتصابها ناهيك عن انتشار الزنا بطريق الموافقة من الصنفين، وقد أوضحنا فتن الغرب من كثرة الفواحش وتحوله إلى مجتمع الرذائل في كتابنا "مطلب الكرامة" وساحة المسلمين التي غشاها الاختلاط ليست بعافية أيضا وهاأنا أوضح للقراء تفاقم الشر في فتنة اختلاط النساء بالرجال في المجتمع المسلم فالرجال العاملون بجانب النساء خصوصا في المكاتب وأمثالها الغالب عليهم أنهم ضعفاء في التقوى والصلاح وحتى لو كانوا صالحين فهم معرضون للافتتان بالنساء والغالب على النساء التي بجانبهم كذلك والغالب عليهن التبرج بإظهار الوجه وغيره، والغالب على النساء أيضا أنهن في سن الشباب إما حديثات عهد بالزواج وإما غير متزوجات، والرجال كذلك فهذا من أعظم دواعي قبول الفتنة، وكلا الفريقين يريد أن ينفتح للآخر نوعا ما وأن يلطف له الجو كما يقال، فمتى انزوى صنف عن الآخر صار مهزلة وأضحوكة عند الصنف الآخر في نظرهم، بل قد يسعى الصنف المنفتح خصوصا الرجال إلى التخلص من بقاء المنـزوي بجانبه فالمنـزوي إما أن يقبل الانفتاح وإما أن يضطر إلى الارتحال، والغالب على هذا الصنف مؤاثرة البقاء فصار المتحقق الانفتاح، أضف هذا إلى جانب ما سبق، ومعلوم أن دوافع الرجل إلى المرأة قوية جياشة لأن المرأة خلقت للرجل ليتمتع بكلامها وحركاتها ونظراتها وأعضائها – لكن بطريق الحلال - فإذا رآها الرجل أو سمعها تأثر بها، ولا تنس أن النفس أمارة بالسوء، والشيطان الرجيم يدعو إلى الفحشاء والمنكر فيجتمع في الشخص شهوة النفس ودعوة الشيطان إلى الفجور مع الغفلة الحاصلة في كثير من المختلطين، وأيضا دواعي أخرى تدفع إلى القرب من اشتعال النار ومن ذلك يصور الشيطان أن هذه فرصة إلى تحقيق منجزات أكثر والبدء من الكلام الذي له مغزى كما يقولون كلام رشيق وكلام شفاف وكلام يكسر الحواجز ويدعو إلى اللمس والقبلة ولو على الطريق ولو بسرعة، وأيضا الشيطان يقول للرجل: هذه المرأة أحسن من زوجتك ويقول للمرأة: هذا الرجل أحسن من زوجك، خصوصا إذا كان الرجل يجد أن المرأة التي بجانبه أجمل خصوصا الشابة وأيضا إذا كانت امرأته لا تهتم بطاعته في العشرة الزوجية فتقوى رغبة الرجل في العاملة بجانبه وتعزف نفسه شيئا فشيئا عن زوجته وأولاده، فإذا جاء البيت فهو قليل البقاء مع زوجته وأولاده وكثير الضجر عليها يكلمها تضجرا وينظر إليها شزرا ويتعامل معها احتقارا، فامرأته تحس بهذا التحول فتبدأ بالمعاناة من هذا وتعلم أن هذا بسبب القرب من النساء فماذا تعمل؟ وكيف تخلص زوجها من النساء اللاتي أفسدنه قبل أن تنهار الأسرة وقبل أن تكشف حقائق وتنشر أخبار سيئة عن زوجها؟ فإذا أخذت تذكره بالله وتريه الحال التي وصل إليها ربما قال: هذه وظيفتي رزق أولادي وقد صار راغبا في البقاء إلا أن يشاء الله فلا تزال الفتنة تعظم بينه وبين النساء المشاركات له في العمل من جهة، وتشتد النفرة بينه وبين زوجته من جهة ثانية ثم تنتشر أخبار الرجل وربما ذهبت امرأته عند أهلها، فإذا انتشرت مثل هذه الأخبار تخوف النساء على أزواجهن المختلطين بالنساء وخاف الأزواج على نسائهم المختلطات بالرجال، والشيطان شغال يقذف في قلوب الفريقين من التهم وسوء الظنون أكثر مما هو حاصل ويعطي الحلول لكل من الفريقين فيدعو الرجل إلى طلاق امرأته أو ضربها أو قتلها أو الاعتداء على الرجل الذي يعمل بجانب امرأته، وهنا تتسع دائرة الفتنة ويدعو المرأة التي زوجها قد فتن بمن بجانبه من النساء إلى أن تطالب بالطلاق أو غيره وربما تعاملت مع زوجها بأن تبحث عن الرجال كما هو مع النساء أو تتعامل معه بالسب والشتم واللعن وربما الطرد من معاشرتها، وبعضهن تغرقه بكثرة المطالب من الأمور الدنيوية وتعبث بماله وتحاول تجلب عليه كل نكد وشقاء، وإذا كانت المختلطة بالرجال شابة غير متزوجة فالنفوس إليها أشوق والمكر بها أدق والرغبة في الوصول إليها أسمق والتسابق إلى القرب منها أدفق فينتشر الخبر بذلك فيكثر الخوف عليها من قبل وليها وأمها وأخوتها فإن تأخرت قالوا: ما الذي جرى لها؟ وهذا إذا كانت الأسرة عندها بعض الحزم أما إذا كان عندها حزم كامل فلا يمكن أن توافق أو تسمح للشابة أن تختلط بالرجال فضلا عن البقاء معهم حال أداء الوظيفة، ومن حزمهم أن يراقبوها ويتتبعوا أخبارها وحركاتها، والبنت لا تعجبها هذه الحركات من أوليائها لأنها تتنافى مع حريتها في نظرها فربما دفعها الشيطان بل شياطين الجن والإنس إلى أنها لا تبالي بمحارمها بدعوى أنهم نكدوا عليها حياتها وأحرموها من شبابها فتنفتح وتقرر ما لا تحمد عقباه من سلوكها طريق العشق واللقاء السري بمن تحب وبعد ذلك تعظم الفتن وتأتي الدواهي، فإما أن تهرب مع عشيقها، وهذا التصرف كالصاعقة على أسرتها، وإما أن ينشر أنها تعشق فلانا، وهذا وراءه مصائب عظام، فتارة يضرب العاشق وتارة يقتل وتارة يسحر، وأما البنت فهي تتلقى عقوبات أكثر وتعاني أكثر، وأما إذا حصل الزنا فلا أرض تسع المرأة فنهارها ليل وليلها نار وحياتها عار، وكثيرا ما يؤول أمر المرأة هذه إما إلى قتلها من قبل أوليائها أو جنونها أو تبرؤ الأسرة منها أو تزويجها وهي حامل فالعقد باطل والنكاح زنا.
فمن خلال بيان أضرار اختلاط النساء بالرجال تظهر الحكمة الإلهية من تحريم الاختلاط ويفهم المقصد الشرعي من منع ذلك، فالمقصد الشرعي من تحريم الاختلاط هو سلامة الناس من الفتن في أعراضهم وأموالهم وأنفسهم وقبل هذا في دينهم لأنه رأس مالهم. فمن دعا إلى اختلاط النساء بالرجال فقد عرض المسلمين إلى ما لا يطيقون لأن أعراض المسلمين أغلى من الدنيا وما فيها من ذهب وفضة وأنواع المال قال الشاعر الحصيف:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال
ومن هنا يعلم مدى حاجة المسلمين إلى التشريع الألهي في مسألة الاختلاط وغيرها حتى لا يترك المجال للمفسدين يفسدون، والأدلة على تحريم اختلاط النساء بالرجال كثيرة أذكر منها دليلا واحدا عاما قال الرسول r: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) رواه البخاري ومسلم عن أسامة فهذا الحديث كافٍ لمن ينقاد لما جاء به الرسول r فلو كان عمرو بن خالد يرحم المسلمين رحمة حقيقية شرعية لرحمهم بتحذيرهم من الاختلاط بالنساء لأنه أصل كل شر.
وقولها عن عمرو بن خالد قوله: (ولكن الأفضل أن تكون في بيتها) كلام غير صحيح ولعب على عقول المسلمين فالذي جاءت به الشريعة الإسلامية هو أن الأصل بقاء المرأة في البيت لأن أعظم عملها وأكبر وظيفتها فيه قال تعالى: {وقرن في بيوتكن} الأحزاب وقال الرسول r: ((والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)) رواه البخاري رقم (893) ومسلم رقم (829) فسيادة المرأة وقيادتها حال كونها في بيتها بحيث تربي الأجيال وتنشئ الأطفال وتحافظ على الأموال والأحوال، فهذه وظيفة يعجز عن أن يقوم بها الرجال، والخروج من البيت المأذون به شرعا للمرأة يكون على حسب الحاجة فجعل عمرو بن خالد البقاء في البيت من باب الأفضلية دعوة وتشجيع للنساء اللاتي فتن بدعوة الحرية والمساواة الديمقراطية على إخلاء البيوت من تواجدهن إلا في النادر. فانظر كيف أصل لهن ما يتفق مع الديمقراطية ويخالف الإسلام.
وعلى كل: واضح جدا سبب إعجاب هذه المرأة بعمرو بن خالد لأنه أفتاها بما يوافق الحرية والمساواة الديمقراطية التي ترتضيها، ومن خلال نقل كلام المرأة عن دعوة عمرو بن خالد في مسائل المرأة عرفنا طريقا يسلكه عمرو ألا وهو دفع المتأثرين به إلى الشر دفعا قويا كما في المقال المذكور آنفا ثم يضع لهم خط رجعة ضئيل بحيث من أراد الرجوع لا يجد إعانة على ذلك بل ولا يجد قوة في نفسه على ذلك إلا أن يشاء الله.
وهذا الذي سلكه عمرو في الدعوة والترخيص في ارتكاب ما حرم الله يشبه طريقة علماء الرافضة في فتواهم في استباحة المتعة بالنساء وإعارة الفروج وغير ذلك من حيلهم. انظر كتاب "سياحة في عالم التشيع" في آخره.
ومن الأسباب الداعية للتأثر بعمرو بن خالد والإقبال عليه ما جاء في موقعه أيضا عن المهندس نادر قوله: (عمرو بن خالد يمكن أن يكون أحد أصدقائي ملابسه تشبه ملابسنا بخلاف كثير من الشيوخ والدعاة وهو يتحدث اللغة العربية البسيطة ولا يستخدم الألفاظ الصعبة غير المفهومة كما أن طريقة شرحه البسيطة للإسلام تأخذني) فصرح هذا القائل أنه متأثر بعمرو بن خالد لأمور منها: أن عمرو بن خالد يلبس البنطال وكرفتة وحاسر الرأس فهو يطمئن إليه ولا يطمئن إلى العلماء والدعاة الذين يلبسون اللباس الإسلامي من عمامة وقميص وشال وهذه من عواقب التشبه بأعداء الإسلام ازدراء المتشبهين بما هو من دينهم كحال عمرو بن خالد وأمثاله وافتتانهم بما هو من سيما أعدائهم فأينهم من قول الرسول r: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أبو داود وغيره عن ابن عمر ولا خلاف بين العلماء أن من التشبه بالكفار التشبه بهم في الملابس.
قوله: (وهو يتحدث اللغة العربية البسيطة) المراد هنا باللغة العربية البسيطة: اللهجة المصرية وهي عامية، فعمرو بن خالد يتكلم بها لأنه لا يجيد التكلم باللغة العربية لأنه لم يطلب العلم الشرعي الذي يؤهله لأن يكون عالما كأهل العلم يتكلم الفصحى، فمن سمع أشرطته وجده يرفع المخفوض وينصب المجرور يخبط خبط عشواء. وأيضا كثير من المثقفين في عصرنا صاروا في منـزلة العوام وإلا فالتكلم باللغة العربية الفصحى مفخرة وشرف للمتكلم والمتكلم معه. وللعلم أن التكلم والتخاطب باللغة العامية مطلب الكفار بحيث يريدون من خلال نشرها بين الناس محاربة اللغة العربية الفصحى كما أوضحنا هذا في كتابنا "مطلب الكرامة".
قوله: (كما أن طريقة شرحه البسيطة للإسلام تأخذني) أي تجذبني، لقد سمعنا بعض أشرطة عمرو بن خالد فوجدناها خالية من الشرح المعروف عند أهل العلم وأنى له أن يشرح كلام الله وكلام رسوله على طريقة أهل العلم وهو لم يتمكن من علم العربية وعلم الحديث وعلم الأصول وغير ذلك، ولكنه يتفلسف وكأنه يتكلم عن قوانين البشر ما كأنه يتكلم عن الله وعن رسولهr.
وأضاف المهندس نادر قائلا: (علاوة على ذلك فهو يعشق كرة القدم مثلي إنه نموذج لشخص عادي فاهم لدينه ومحب لله ويحاول أن يوزع هذا الحب بين الناس).
أقول: قوله: (يعشق كرة القدم) هذا مما ضيع عمرا فأفلس في باب تلقي العلم الشرعي فهو عاطل من العلم الشرعي ثم هناك فرق بين لعب الكرة سابقا وبين لعب الكرة في عصرنا فلعب الكرة سابقا في وسط المسلمين كان عاديا أما في عصرنا فقد صار من جملة محاربة الإسلام، ألا ترى أن المباريات تعقد دوليا وإقليميا وفي المحافظات وفي أوقات الصلوات وكفى بهذا محاربة لأعظم عبادة وهدم لأعظم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين وهذه المباريات يدعى إليها العالم ليل نهار ففيها ضياع وقت العالم إلى جانب ضياع وقت اللاعبين بل صار اللعب في عصرنا كبديل عن الجهاد في سبيل الله ألا ترى أن المباريات تمثل بطولة العالم، أضف إلى ذلك أن كثيرا ما يكون لعبها على حساب طاعة الوالدين وضياع حقوق أخرى فأين عمرو بن خالد من بيان هذه المفاسد وأمثالها؟
ومن الأسباب الداعية لقبول دعوة عمرو بن خالد ما ذكره الكاتب أبو عبد الرحمن مرتجى على موقع شبكة سحاب السلفية أنه شاهد حلقة من برنامج عمرو بن خالد على محطة "أرت" الفضائية وكانت الحلقة عن الأسئلة التي يجب أن يطرحها الخاطب على نفسه عندما يتقدم لخطوبة فتاة معينة... يقول المرتجي: (الموضوع كان تافها والأسئلة تافهة والإجابة أكثر تفاهة... ومع ذلك غصت القاعة ببنات محجبات وشباب ملتحون وكان اهتمامهم بالموضوع مدعاة للعجب وكأن قضية العرب والمسلمين هذه الأيام هي كيف يخطب فلان فلانة). فأقول: آسف على الشباب والشابات الذين يظهر عليهم التمسك بالإسلام أن يكونوا من جملة من نفقت عندهم انحرافات عمرو بن خالد فما رأيت رجلا يلعب بعقول هؤلاء كعمرو بن خالد. وما جلب عمرو إليه فرقا من الشباب والشابات إلا بمثل هذه الأمور.
ويقول أحد المفتونين بعمرو وهو يتحدث عنه: (هو البساطة في كل شيء أول مرة أرى من يدعو بدون لغة عربية فصيحة ولا غيره ويكلم الله سبحانه بالعامية فيقول: ضعفنا يا رب محتاجين لك يا رب ما تسيبناش للدنيا) وهذه البساطة تدخل القلوب فورا مهما انغمس الإنسان في الدنيا واشتغل). نقلا من الإنترنت.
ولما كانت الحصيلة العلمية الشرعية عند خريجي الثانوية والكليات ضئيلة كان هذا من دواعي إعجابهم بالمتكلم بالعامية، وإلا فالمواعظ والدروس باللغة العربية من صالح ديننا ودنيانا لأن أعداءنا قد تآمروا على القضاء على اللغة العربية لتحل محلها لغات الغرب الكافر وإذا لم يتحقق لهم هذا كله دعوا إلى العامية كما يصنع عمرو فيكفي عمرو أن يسخِّر نفسه لما فيه الإضرار بالإسلام وأهله ولما فيه تحقيق مآرب الأعداء.
وهاهي فتاة يقال لها مها تقول: قال لنا الأستاذ عمرو: (إن مجاهدة النفس تساعدنا على التقرب من الله... الأستاذ عمرو لا ينتقدنا كشباب مثلما يفعل الكثيرون بل دائما يؤكد على ضرورة التوبة لأن الله يغفر الذنوب). نقلا من موقعه على الإنترنت.
قلت: هذه الطريق التي يسير عليها عمرو طريق مظلم وإن كان يظن غير المتأمل أنها ليست كذلك لأن معناها أن عمرا لا يقول للحرام حرام لأنه لو قال ذلك لبادر من يريد التوبة إليها ولتحول عدد كبير ممن يحضرون محاضراته إلى ترك الحرام فهو يتشدق بالدعوة إلى التوبة ولا يبين الذنوب التي يتاب منها، أيرضى بهذا مسلم؟ إننا لنعلم أن كثيرا ممن يحضرون محاضرات عمرو يريدون الخير ولكن أنى لهم أن يتوصلوا إليه على يد رجل مشكوك في أمره إلى حد كبير.
وقال بعض الشباب: (والله إنا لا نتابع دروسه لأجل الوعظ وإنما من أجل رؤية النساء ...). نقلا من موقع خالد الغرباني وفقه الله. فكم تسبب عمرو بن خالد في إفساد شباب وشابات بسبب اختلاط النساء بالرجال في محاضراته، ولا شك أن محاضراته الاختلاطية تعمل في المسلمين أكثر مما تعمله السيوف في الرقاب، وهذا الاختلاط أخطر علينا من صواريخ أمريكا.
وفي الموقع أيضا يقول بعض من هؤلاء وهو يشاهد برامج عمرو بن خالد: (إن أحسن ما فيه ليس عمرو بن خالد وميوعته بل تركيز المصور على الحسناوات في القاعة إما يضحكن أو تنساب الدموع على خدودهن وهذا ما يشدني لبرنامجه).
وذكرت مجلة "زهرة الخليج" الإماراتية في عددها (1212) عام 2002م أن طالبة يقال لها وفاء قالت: (أعجبني في عمرو بن خالد أنه شاب وسيم وجامعي ومن دون لحية ويلبس البدلة الأنيقة ويتحدث بلغة سهلة وقريبة من الشباب كما يخوض في الحديث عن علاقات الحب والزواج العرفي بين طلبة الجامعات). تأمل الأضرار المذكورة في هذا المقال اللاحقة بالشباب والشابات، ونختصر الكلام على ما أعجبت به هذه القائلة في عمرو بن خالد في هذا المقال: أما وسامته فلكثرة التمليس التي تدل على ميوعته لا على الرجولة وإن كان ذكرا. وأما أنه من دون لحية فهذا حال من تخرج على أيدي الكفار، فإنه يرى أن اللحية وحشية مع العلم أنها من خصائص الرجولة وعدم وجودها في النساء من خصائص الأنوثة وقد لعن الرسول r المتشبهين بالنساء فقال: ((لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)) رواه أحمد 1/339 والترمذي رقم (2784).
وأما قولها ويلبس البدلة الأنيقة فهذا منه تشبه بالكفار، والتشبه بهم محرم تحريما شديدا لقول الرسول r: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أبو داود عن ابن عمر رقم (4031) فما أبعد عمرو عن التشبه برسول الله سيد الأولين والآخرين فضلا عن اتباعه.
وأما قولها: (كما يخوض في الحديث عن علاقات الحب ...) هذا الحب من متالف الشباب والشابات ولكن لا يدرك بعضهم هذا إلا بعد الوقوع في الفجور فلو كان عمرو بن خالد يرحم المسلمين شبابهم وشاباتهم لحذرهم من الوقوع في الحب والصداقة والعشق وسعى في صرفهم عن ذلك بكل ما أوتي، ولو كان يخاف الله لذكرهم أن العشق من أعمال الجاهلية قال ربنا عن يوسف عليه السلام أنه قال: {رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين} يوسف، وقد تكلمنا عن أضرار العشق والحب في كتابنا "المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة" فارجع إليه.
وأما الزواج العرفي فهو على صور:
الأولى: أن يقوم العقد على السرية بين الرجل والمرأة ومن غير ولي ولا شهود. فهذا باطل باتفاق أهل العلم.
الثانية: يعقد للرجل بالمرأة عن طريق ولي وشهود وتواصوا جميعا على كتمانه. فهذه الصورة محل خلاف بين أهل العلم فمنهم من يرى بطلانه ومنهم من يرى جوازه، والراجح صحة هذا الزواج مع وجود الشبهة، وقد تقوى الشبهة فيحرم، وقد تضعف فيكره الكتمان ولا يصل إلى حد التحريم.
الثالثة: قيام العقد على يد ولي ولكن بدون شهود فجمهور أهل العلم يبطلون هذا النكاح.
وعلى كل: يكثر الزواج العرفي بين طلاب الجامعة هروبا من الزنا وعلى التفاصيل السابقة يحكم عليه مع العلم أن اختيار هذا الزواج كثيرا ما تضيع فيه حقوق المرأة فتجويز هذا الزواج مطلقا فيه تعدٍّ كبير على الأحكام الشرعية في هذه المسألة.
وقالت هند السيد: جمهور عمرو بن خالد مثلا معظمه من البنات المعجبات بشكله وبطريقة لبسه لدرجة أن بعض الفتيات يرين عمرو بن خالد في أحلامهن، فالبعض تذهب لرؤيته وليس للصلاة والهداية.
قلت: نعم إن عمرا فتنته للشباب والشابات في مظهره وأقواله وأفعاله، وسبب افتتانهم به وجود فراغ كبير في قلوبهم وإلا لو ملئت بالإيمان والتقوى ما قبلت من هذا شيئا قال تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} الأحزاب.
إعجاب بعض الغربيين بعمرو بن خالد
لقد أعجب بعض الغربيين بعمرو بن خالد وأشادوا به، ومن ذلك ما نشر في صحيفة فرنسية اسمها "كلودجيال" ما نصه: (عمرو بن خالد خرج عن الشكل المعتاد للشيوخ فهو لا يرتدي الجلباب الأبيض ولا يطيل لحيته كما أنه استخدم أساليب العرض الأمريكية الجاذبة، وهذا كله أدى إلى زيادة جماهيريته) نقلا من موقعه على الإنترنت.
وقالت جريدة فرنسية أخرى وهي "ليبراسيوت" في تقريرها الإخباري عن أسباب نجاح عمرو بن خالد: (استطاع عمرو بن خالد استخدام أساليب العرض الأمريكية الجاذبة مثل استخدام حواسه أثناء إلقاء الدروس من أجل مزيد من التأثير فهو يبكي أحيانا ويضحك أحيانا أخرى وهذا الأسلوب سبب من أسباب قربه من جمهوره).
قلت: تكاد الأخبار تتواتر على أن عمرو بن خالد كنسخة من الغرب تشابهت أحوالهم.
ثناء الغرب على دعوة عمرو بن خالد بعد دراستهم لها
ومن اهتمام الغرب بعمرو بن خالد وأمثاله ما قام به دارسون فرنسيون من دراسة لدعوته والمشائخ الجدد من أمثاله وأكدوا أن (ظاهرة عمرو بن خالد والمشائخ الجدد استجابة لأفكار وقيم ليبرالية). نقلا من موقعه على الإنترنت. والعجيب أن عمرا يفتخر بهذه الدراسة في موقعه مع أنها خطيرة عليه وعلى أمثاله لأنها تدل على منافاة دعوة عمرو بن خالد لدعوة الرسول وصحابته وأهل الإسلام ولا ينفعه أن يكسوها بعبارة وأيمان وبكاء على حد زعمهم فكيف لا يعجبون بعمرو ودعوته؟ ومجمل ما يرضي الغرب من دعوة عمرو وزمرته الآتي:
1- الدعوة إلى التبرج والسفور.
2- اختلاط النساء بالرجال.
3- الخاطب مع مخطوبته يعقدان علاقة قوية قبل العقد.
4- الدعوة إلى الرياضة النسوية.
5- الدعوة إلى دخول السينما والمسارح.
6- الدعوة إلى ممارسة فن التصوير.
7- الدعوة إلى ممارسة الغناء والتمثيل.
8- الدعوة إلى حب الغرب الكافر والتقليد لهم والاتباع لهم في حلو الأمر ومره.
9- الطعن في المتمسك بالإسلام.
10- زحزحة جماهير الناس عن الاستفادة والرجوع إلى أهل العلم بدعوى أنهم متشددون.
بريطانيا تعد عمرو بن خالد وأمثاله بإعطاء الأموال
جاء في موقع عمرو بن خالد نشرت وحدة الاستماع والمتابعة لموقع إسلام لاين نت الخبر التالي عام 2004م:
وضعت الحكومة البريطانية خطة شاملة لمواجهة ما تعتقده أن الأسباب الأساسية التي تغذي التطرف وتتضمن الاهتمام بمشاكل المسلمين الاجتماعية ودعم الأئمة المعتدلين وتجريم المتشددين، وذكرت أن الخطة تدعم في إطار رؤيتها لكيفية مكافحة الإرهاب الأئمة المعتدلين والذين نشؤوا في بريطانيا وتعتبر الأئمة المتشددين الذين لم يلتزموا بالطريقة البريطانية في الحياة خارجين عن القانون، واقترحت الخطة أسماء للأئمة المعتدلين مثل الداعية الإسلامي المصري عمرو بن خالد الذي تلقى منحة مدتها أربع سنوات لنيل درجة الدكتوراه من جامعة ويلز البريطانية في السيرة النبوية، وتدعو الخطة إلى تمويل محطات الراديو والتفلزيون والصحف الإسلامية المعتدلة... إلى قولها: إن الوعاظ المعتدلين مثل عمرو بن خالد سيتلقون أموالا من الحكومة البريطانية بموجب هذه الخطة).
فما ذكر عن عمرو في هذه الخطة البريطانية يقوي صلته بهم وتسير دعوته على حسب ما تتحقق به مصالحهم، فلو كان عمرو يدعو إلى الإسلام الذي جاء به رسول الله r لكانت دعوته عند الغرب محاربة كما حاربوا دعوة غيره ممن دعا إلى كتاب الله وسنة رسوله على منهج السلف، فدعوة يباركها الغرب الكافر تعتبر دعوة ضد الإسلام وأهله وإن زخرفت بالقول، والله غالب على أمره.
عمرو بن خالد ينتصر لليهود
نشرت أكثر من صحيفة أن عمرو بن خالد المصري في 10/5/ 2002م قال: (إن من بنى المسجد الأقصى هو نبي الله داود عليه السلام، بنى المسجد الأقصى في مكان بيت رجل يهودي وأن الله سبحانه هو الذي أمره بأن يبنيه في ذلك المكان، وأن من أكمل بناء المسجد الأقصى هو نبي الله سليمان عليه السلام).
والمغزى من إلقاء عمرو بن خالد هذا الخبر هو إثبات دعوى اليهود أنهم أحق بالمسجد الأقصى من المسلمين لأنه بني على هيكل سليمان، وقد نشرت دولة اليهود هذا الخبر مستندة إليه من باب (وشهد شاهد من أهلها) على حسب زعمهم، أضف إلى هذا أن مصادر أردنية ذكرت أن عمرو بن خالد التقى خلال زيارته الأردن بمسئول إسرائيلي تحت شعار "حوار الأديان" بل إن دعوة عمرو بن خالد إلى الأردن تمت بطلب إسرائيلي وكان الهدف هو تشجيع ما يسمى بالتيار الإسلامي المعتدل. وهذا الاعتدال الذي ينشده الأعداء لا حدود له إلا بالانسلاخ من الإسلام لأن اليهود والنصارى يتدرجون في صرف المسلمين عن دينهم شيئا فشيئا فلا يظن أن الاعتدال متوقف عند انحراف معين اللهم سلم سلم. فمن كان يتوقع أن عمرا يتجرأ إلى هذا الحد الذي لا يفعله إلا معادٍ للإسلام وأهله؟ وهذا المقال من عمرو عار وشنار على نفسه أولا وعلى من اقترب منه ثانيا. إلى جانب هذا فقد تقول على الله حينما قال: (إن الله أمر نبيه داود عليه السلام أن يبني المسجد في مكان بيت الرجل اليهودي).
عمرو بن خالد يدعو إلى حب الغرب الكافر وعلى وجه الخصوص أمريكا
قال عمرو بن خالد في شريط له بعنوان "الأخوة وسلامة الصدر": (إحنا يا غرب مش بنكرهكم، إحنا يا أمريكا مش بنكرهكم) ودعا في الشريط نفسه إلى الوحدة معهم وترك الصراع.
وفي شريطه "راحة قلوب الشباب" ذكر ما سبق زاد قوله: (أنتم صعبانين علينا زاي ما احنا صعبانين عليكم). وهذا درك بعيد سقط فيه عمرو لأنه لا لقاء بين المسلمين وبين اليهود والنصارى لأن اليهود والنصارى أعداء الله ورسوله وأعداء المسلمين قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} المائدة، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} المائدة، أما يكفي عمرا ما تراه عينه وما تسمعه أذنه من فتك أمريكا ومن معها بالمسلمين دولهم وشعوبهم؟ ألا يغار عمرو على الإسلام وأهله فيزداد بغضا لهم وعداوة بسبب أفاعيلهم هذه. وكثيرا ما يكون الدعاة إلى موالاة اليهود والنصارى من أبناء المسلمين منافقين كما نطق بذلك القرآن قال تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون} البقرة، ودعوة عمرو هذه تتفق مع ما تدعو إليه الديمقراطية من المساواة بين الناس باعتبار إنسانيتهم.
عمرو بن خالد يدعو إلى وحدة الحضارات
قال عمرو بن خالد في شريطه "راحة قلوب الشباب" وهو يحاضر في الجامعة الأمريكية بالإمارات: (هو لازم يكون في صراع حضارات هو ما ينفعش يكون في تكامل الحضارات أمريكا) وقال: (حتى لو فضلت ديانتكم زي ما هي مش بنتكلم عن الديانة بنتكلم على روحانية السماء).
الشاهد قوله: (هو لازم يكون في صراع حضارات هو ما ينفعش يكون في تكامل الحضارات). فعمرو يدعو إلى أن تكمل الحضارات بعضها بعضا، الإسلام يكمل النقص الذي عند الغرب، والغرب يكمل النقص الذي في الإسلام. هذا مفهوم كلامه، وأين يذهب عمرو بالأدلة الدالة على أنه لا لقاء بين الإسلام الذي هو حضارة المسلمين وبين الكفر الذي عليه الغرب؟ ألم يقل الله: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون} إلى قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}؟ وقال سبحانه: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} التوبة، وأيضا يظهر من قول عمرو: (مش بنتكلم عن الديانة بنتكلم على روحانية السماء) أنه يجوز الخروج عن شيء من شريعة الإسلام بل ولو عن أصل من أصوله بدعوى الأخذ بروحانية الإسلام لا الأخذ بالإسلام نفسه، وهذا ملتقى دعاة وحدة الأديان، وهو كلام خطير ردده قبل عمرو غير واحد من دعاة وحدة الأديان، وكيف لا يكون خطيرا وهو دعوة إلى اعتقاد أن اليهودية والنصرانية دين حق من عند الله كدين الإسلام الذي بعث به محمد r وبالتالي فليدخل فيه المسلمون ولا حاجة لليهود والنصارى أن يدخلوا في دين الإسلام الذي جاء به محمد رسول الله.
وليعلم أن الدعوة إلى وحدة الأديان ردة عن الإسلام كما أفتى بذلك أهل العلم. وقد ذكرنا هذه المسألة بشيء من التوسع في كتابنا "تبصير الحيارى
عمرو بن خالد يدعو أهل الإسلام إلى حب العصاة وأهل الضلال والإلحاد
قال عمرو بن خالد في شريطه "الأخوة وسلامة الصدر": (طلع الغل من صدرك تجاه الأمة كلها، يا سلام على الأمة وهي كلها بتحب بعضها الأمل كبير قوي كلمة النهار ده والله أريد بها الخير يا جماعة والله لا أريد بها إلا الخير ومحبة تزرع في قلوب الأمة باحب الأمة قلبي مش متضايق من أي واحد في الأمة في أي مكان في الأرض لازم نحب بعض). ومع الأسف استدل بقوله عليه الصلاة والسلام: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)) واستدلاله بحديث ((أوثق عرى الإيمان)) على حب جميع الناس في غير محله لأن آخر الحديث رد عليه، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام جعل البغض في الله كالحب فيه وإذا أحب المسلمون جميع الناس فما سيبقى من يبغض، فيكون عمرو قد ألغى الشطر الثاني من الحديث. وأقول: يا عمرو أيحب السحرة والمنجمون؟ أيحب الزنادقة المنافقون والعلمانيون؟ أيحب الرافضة وهم يسبون بل يكفرون كثيرا من صحابة رسول الله؟ أيحب الخوارج وهم يكفرون المسلمين؟ وقل هكذا في بقية فرق الضلال كالجهمية والمعتزلة والصوفية وغيرهم وأيضا أهل المعاصي أيحبون؟ كقطاع الطرق والسراق والزناة والقتلة بغير حق وأمثالهم، إذاً أين الفرق بين حب الطائع والعاصي إذا كانوا محبوبين جميعا؟ وأين عمرو من قول الله: {أم نجعل الذين أمنوا عملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} ص، ويقول تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}.
وعلى كل: عمرو بن خالد ينطلق في دعوته إلى حب كافة الفرق والأحزاب من منطلق ديمقراطي ألا وهو قانون الشرف ونحن نسميه "التلف" وهو قانون تطالب به الأحزاب المبتدعة أن تتعامل به مع العلمانيين وغيرهم باحترامهم لهم والسكوت عما يحاربون به الإسلام.
عمرو بن خالد يستغل الأحداث والتنقلات لجمع الأموال عن طريق الشركات
قال الشيخ فرحات المنجي: (عمرو بن خالد لا يمكن اعتباره داعية دينيا أبدا إنما هو إنسان لديه لباقة وأسلوب سهل يصل به إلى الناس بالمعلومة غير أن هذه الأشياء للأسف الشديد تستغلها بعض الجهات لتحقيق الثراء الفاحش).
وذكر أبو عبد الرحمن مرتجي في الشبكة السلفية سحاب أن عمرو بن خالد دعا المسلمين في خضم الهجوم على العراق إلى أن يقوموا بإجراء اتصالات هاتفية عشوائية مع العراقيين للدلالة على تضامنهم مع الشعب العراقي. ثم قال أبو عبد الرحمن مرتجي: (كان من الواضح أن هذا الاقتراح الساذج والغبي تقف وراءه شركات الهاتف المحمول التي ينتفع منها عمرو بن خالد وغيره لأن مثل هذه الاتصالات ستدر ملايين الجنيهات على هذه الشركات... ولم تنجح هذه الفكرة العبقرية لسبب بسيط وهو أن شبكة الهاتف العراقية كانت منهارة تماما).
قلت: ولما كانت بعض الشركات ترى أن الأموال تتدفق عليها عن طريق التواطؤ مع هذا الرجل صارت في سباق إلى دعوته لإلقاء محاضرات في الصالات الدولية والساحات المهيئة للقاءات والمسارح على نفقتها لتجمع أكبر مبلغ ممكن من خلال استلام مبلغ من كل داخل إلى المحاضرة، ومن خلال بث الإعلانات والدعايات التجارية أثناء الفواصل الإعلانية في المحاضرات والندوات، فلعمرو نصيب وللشركات نصيب، وقد ظهر عمرو بن خالد في دعاية زيت العافية في التلفاز شاهده معظم الناس، فأي داعية يلهث وراء المال فدعوته لا وزن لها ولا قدر لها عند الله ولا عند عباده المتقين، ولا يبقى من الدعوات إلا ما كان خالصا له سبحانه مبتغىً به و جهه. ودعوة جمع أصحابها المال فسيفرقهم المال، وهذا معلوم مشاهد فلا يغتر بمثل هذه الدعوات.
عمرو بن خالد يفضل الغرب الكافر على المسلمين
قال عمرو بن خالد في شريط "تنمية العقل": (يا جماعة الغرب دى الوقت عَمال بينتج وبينتج، هم بينتجوا فدايما هم بيبقوا أصحاب القيمة الكبيرة واحنا بنبقى أصحاب اليد السفلى ودايما اليد العليا خير من اليد السفلى ...).
قلت: فضل عمرو الغرب الكافر على خير البرية وهم المسلمون باعتبار أنهم متفوقون على المسلمين في أمور دنيوية وتجاهل أن الدنيا بحذافيرها لا تساوي عند الله جناح بعوضة قال الرسول r: ((لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء)) رواه الترمذي عن سهل بن سعد.
ولو أن عمرا يعتمد على الأدلة الشرعية في التفضيل لما صعب عليه أن ينـزع آيات من القرآن تريه الحكم الإلهي قال تعالى في سورة البينة: {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} فعمرو عظم ما حقره الله وحقر ما عظمه الله لأنه يزن بميزان القاسطين.
يا عمرو هل تعلم أن أدنى مسلم أفضل من جميع الكافرين؟ روى البخاري من حديث سهل بن سعد قال: كنا عند رسول الله r فمر رجل فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب ألا ينكح وإن شفع ألا يشفع وإن قال ألا يستمع فقال رسول الله r: ((هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)) يا عمرو بهرتك لعاعة الدنيا كفانا الله شرها، فأقبل على الآخرة وازهد في الحطام الزائل.
عمرو بن خالد يكمل فهم الإسلام في إنجلترا
قال الشيخ يوسف البدري في حواره مع جريدة الراية 24/1/2004م: (تخيل معي أن عمرو بن خالد يذهب لكي يدرس الإسلام في إنجلترا، يا خيبة الأمل... بلد الأزهر عجزت عن تعليم عمرو بن خالد حتى يذهب إلى لندن ليدرس الإسلام).
وقد نشر في جريدة الميدان بتاريخ 5/11/2002م مقال لعمرو بن خالد وفيه: (وبعد تخرجي من الجامعة... ذهبت إلى إنجلترا فاكتسبت خبرة كيف يفكر الغرب).
قلت: تعلم الإسلام على أيدي الكفار يعني جعل فهم المتعلمين على أيديهم للإسلام ضد الإسلام الذي جاء به سيد الأنام، والأعداء يرون أن إفساد المسلمين من داخلهم على يد أبنائهم أضر عليهم وأنكى بهم وأسرع إلى تقويض دينهم ولهذا جعل الأعداء قاعدة يسيرون عليها وهي قولهم: (لا يقطع الشجرة إلا أحد أبناء البلاد) والحمد لله إن المسلمين إذا علموا أن فلانا قد تلقى الإسلام على أيدي أعدائه باسم الإسلام صاروا في غاية من الحذر مما يدعو إليه بل يتخذونه عدوا لهم ولدينهم وهو كذلك، وقد يخدع بعض المسلمين الجهال بزخرف القول من هؤلاء وتجاهلوا أن القول المزخرف هو من باب: (صليت لك لتقرب)، ومن باب قولهم: (قلبي يحب قلبك) أي يحب جعلك تحتي وأنا فوقك. فاغسلوا أيديكم يا معشر المسلمين ممن قد انكشف أمره وعظم شره وبان انحرافه وتتابعت أضراره.
كلام العلماء في عمرو بن خالد
العلماء الذين تكلموا على عمرو كثير وحسبي أن أذكر بعضهم:
قال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي: (إن عمرو بن خالد ذكر عنه أن محاضراته تكون في جمع حافل يحضر النساء والرجال كاشفات وجوههن وغير ذلك مما ذكر عنه، وهذا كله يدل على أن أعماله هذه تتنافى مع الشريعة الإسلامية).
وقد وجه سؤال إلى الشيخ عبيد الجابري عن عمرو بن خالد فقال: (هذا الرجل من دعاة الضلال وهو من أهل الفلسفة، وأتباع المدرسة العقلية الفاسدة التي من أئمتها الغزالي وغيره. وثانياً: لا يجوز سماع أشرطته ولا قراءة كتبه فالرجل عقلاني فلسفي منحرف، لا يدعو إلى السنة كما يدعو إليها أهل السنة بالكتاب والسنة، بل بالعقلية والفلسفة، فيا شباب الإسلام ويا نساء المسلمات عليكم بأهل العلم الذين يقولون لكم قال الله وقال رسوله وقال الصحابة المشهود لهم بالرسوخ في العلم وصحة المعتقد وسلامة المنهج والنصح للأمة ولا تغتروا بهذا الرجل وأمثاله من دعاة الضلال والانحراف... فلا تغتروا بأمثال هؤلاء الدعاة، فإنني والله أراهم دعاة إلى جهنم من أجابهم إلى دعوتهم قذفوه فيها).
وقد سجل الشيخ يحيى الحجوري في عمرو بن خالد شريطين أبان فيها ضلالاته.
وقال الشيخ صالح السحيمي في فتوى له في شريط بعنوان "اتباع سبيل المؤمنين" : (والحقيقة أنني لا أجد يعني بدا من تسمية شخص هنا فتن به الشباب والنساء وهو المسمى بعمرو بن خالد، اسمحوا لي أن أسميه وإن كنت أنا من منهجي عدم التسمية إلا للضرورة لكن هذا الرجل هذه الأيام أرى حتى الأطفال مفتونين به الأطفال الصغار رجل ممثل يعني كلامه كلام تمثيليات، صح وإلا لا؟ أنتم معي وإلا لا؟ والله كلامه كلام تمثيليات أنا اضطررت وإن كنت كما قلت لكم دائما في المحاضرات وفي الدروس أحاول أن أتجنب التسميات من أجل أن بعض الناس قد يأخذه شيء من التعصب فنسأل الله له الهداية، لكن هذا الرجل أصبح فتنة هذه الأيام وأشرطته الآن، كنت في تبوك أنا لأن عندنا دورة نقيمها في تبوك كل ما تأت مكتبة عمرو، عمرو بن خالد ومن عمرو بن خالد هذا مهرج مهرج، دجال يلخبط، أتدرون أنه في أحد أشرطته يقول: إن المقصود من العبادة هو تحسين الخلق، يعني: إذا حسنت خلقك خلاص ما... تؤدي العبادة، والله اسمحوا لي أنه دجال وقليلة هذه في حقه وليبلغ الشاهد الغائب).
وقد سئل العلامة عبد المحسن العباد عن استضافة عمرو بن خالد فأبى.
وقال الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون المصرية وهو يتحدث عن عمرو بن خالد: (لقد كنت الوحيد الذي واجه عمرو في أحد البرامج، وقلت له بالحرف: إنك السبب في الأمية الدينية في العالم الإسلامي لأنك تتحدث بالعامية حتى جعلت القرآن والسنة لغة غريبة على الآذان ولا تتكلم إلا في الرقائق، ولكن الناس لا تدري من أمر دينها شيئا ولو تكلمت بالفصحى ما أظن أحداً يسمعك وأرى أن عمرو بن خالد يمثل ظاهرة عابرة مثلما حدث من قبل مع عمر عبد الكافي وياسين رشدي ووجدي غنيم إنها موضة تظهر وتستمر إلى أن تظهر أخرى فتغطيها وهكذا ولكن المشكلة في عمرو بن خالد أن وراءه قوة ومالاً وإعلاماً، لذلك استمر وبقي على الساحة أكثر ممن سبقوه رغم أن أخطاءه فاقت السابقين جميعاً) "صحيفة نبأ الحقيقة" عدد (167) بتاريخ 1/4/2006م.
وقد سئل الدكتور عبد الله النخاري الأستاذ في كلية الشريعة والقانون وعضو مجموع البحوث الإسلامية في مصر عن سر انهيار الشباب والفتيات بأقوال عمرو بن خالد فأجاب قائلا: (يأتي هذا ضمن ظاهرة التمرد الفكري والاجتماعي التي تسود المجتمعات الإسلامية ...).
وقال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر عندما سئل عن عمرو بن خالد: (يجب أن يتوقف عن الدعوة حتى يقوم بدراسة الدين دراسة منهجية وفق خطة منظمة كما يحدث للدارسين في المعاهد والكليات الأزهرية أما من يحاول الدعوة بغير هذه الدراسة فهو دخيل ومتكلف لأن الدعوة تحتاج إلى فهم الإسلام فهماً حقيقياً، ولكن أن يحترف الدعوة رجل يقول: أنا داعية ولست مفتياً، فقد جعل الدعوة قطعاً متناثرة يأخذ منها ما يشاء أو كأن الدعوة أصبحت مجرد تمثيل).
وقال الشيخ فرحات السعيد المبخي وكيل أول وزارة سابق بالأزهر مشرف عام على مدينة البحوث الإسلامية: (عمرو بن خالد لا يمكن اعتباره داعية دينيا أبدا إنما هو إنسان لديه لباقة وأسلوب سهل يصل به إلى الناس المعلومة). المصدر السابق.
.