تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: براءة عامَّة من الكذَّابين والوضَّاعين ( د. جمال عزون )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي براءة عامَّة من الكذَّابين والوضَّاعين ( د. جمال عزون )

    بسم الله الرحمن الرحيم


    " الفَتَّاش على القَشَّاش لجَلالِ الدِّينِ السُّيوطيِّ 911هـ وبَراءَةٌ عامَّةٌ منَ الكَذَّابِينَ والوَضَّاعِينَ "

    للشيخ د. جمال عزون - وفقه الله -

    تبقى ظاهرة وضع الأحاديث والكذب على سيِّد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - مشكلةً قائمة في الأمَّة ما دام ثمَّةَ مَن ينسب إليه - صلى الله عليه وسلم - كلاماً لم يتحقَّق من ثبوته ، وقولاً لم يستوثق من صحَّته ، وخبراً لم يُراجع فيه أهل التّخصُّص الذين يميِّزون بين الثَّابت والموضوع ، والصَّحيح والمصنوع .

    والمتصفِّح في عصرنا هذا وسائلَ الإعلام المختلِفة يسمع أحاديثَ كثيرةً على ألسنة المتكلِّمين ، ويقرأ أخباراً تُعزى إلى النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهي موضوعةٌ مكذوبة أو مُنكرة أو ضعيفة جدّاً أو لا أصلَ لها في كتب الحديث ، وكثيرٌ من أولئك المستدلِّين بتلك الأحاديث الموردينها في ثنايا كلمهم أعلامٌ يُسمع قولهم في فنِّهم ، ويُرجَع إليهم في تخصُّصهم ، وذلك كلُّه يطمئن السَّامع والقارىء فتتلقَّف ذاكرتُه تلك الأحاديثَ المكذوبة وتَجري على لسانه كما جرت على من استدلَّ بها دون تمحيص وتدقيق ، ونشرها بين الناس وهو لا يشعر بخطورة عَزو الكلام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو كذبٌ في أصله باطلٌ عند أهل التخصُّص من المحدِّثين الذين بذلوا جهوداً رائعة قديماً وحديثاً حصروا من خِلالها الأحاديثَ الموضوعة والأخبار المصنوعة ، وبيَّنوا عللَ أسانيدها ونكارةَ متونها ، وحذَّروا من أثرها السيِّئ في الأمَّة في تشويه معتقداتهم ، وإحداث أمورٍ في عباداتهم لا أصلَ لها في الكتاب والسُّنَّة .


    وإنَّما كان نشرُ الموضوعات بهذه الخطورة ؛ لأنَّ فيه نسبةَ كلامٍ إلى نبيٍّ هو المبلِّغ عن الله شرعَه ، والموضِّح للنَّاس أعظمَ كتاب وهو القرآن الكريم ، فتكون نسبةُ الأحاديث إلى مبلِّغ الشَّرع الكريم نسبةً إلى الشَّارع الحكيم ، وهو من جنس ما كان يفعلُه أحبار اليهود وقساوسةُ النّصارى من تحريفِ كتب الله المنزَّلة وعَزوِها إلى الله - تعالى - ، وقد قرَّر ربُّنا - سبحانه - هذه الحقيقةَ في كتابه الكريم : ﴿ فَوَيلٌ للَّذينَ يكتُبونَ الكِتابَ بأَيديهِم ثمَّ يَقولونَ هَذا من عِندِ اللهِ لِيَشتَروا بهِ ثَمناً قليلاً ، فَوَيلٌ لهُم مِمَّا كَتَبَت أَيديهِم ووَيلٌ لهُم ممَّا يَكسِبونَ ﴾ [البقرة : 79] ، فأيُّ فرقٍ بين من يحرِّف كلاماً ويقول : هذا كلامُ الله ، ومَن يختلق خبراً موضوعاً ويقول : هذا كلامُ رسول الله ، ولهذا أخبر النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمَّته أن الكذبَ عليه ليس كالكذب على سائر النّاس : (( إنّ كَذِباً عليَّ ليس ككَذِبٍ على أَحَد، من كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَه منَ النَّار )) [1] ، كما أنبأ الله نبيَّه محمَّداً عن أناس في آخر الزَّمان يَختلقون الأحاديثَ المكذوبة : (( يكونُ في آخرِ الزَّمان كذَّابونَ يأتونكُم من الأحاديثِ بما لم تَسمَعوا أنتُم ولا آباؤُكم فإيَّاكم وإيَّاهم، لا يضلُّونَكم ولا يفتنوكم )) [2] ، والأحاديثُ في التحذير من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرةٌ ، وهي تُرشد إلى خُطورة التساهُل في اختلاق الأحاديث ونسبتها إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وتُنبِّه كلَّ كاتبٍ في فنِّه أن يَحذرَ غايةَ الحذر من الاستدلال بحديثٍ دون التحقُّق من ثُبوته عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - .


    أمّا كتابنا (( الفتَّاش على القشَّاش )) [3] للحافظ المشهور جلال الدِّين عبد الرَّحمن بن أبي بكر السُّيوطي ( 849 - 911هـ ) فهو مقامةٌ لطيفة من مقاماته الممتعة ، شهَّر فيها بقَصَّاص يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأباطيلَ ويختلق المكذوبات ، وأعلن فيها السُّيوطي براءته إلى الله - تعالى - وإلى جميع خلقه من عمل هذا القَصَّاص .

    والفتَّاش : هو وصفُ مبالغةٍ على وزن فعَّال بمعنى شديد التّفتيش والبحث ، والمراد به الذي يُكثر تتبُّع أمور النَّاس .

    والقشَّاش : الذي يَلتقطُ أرذل الطَّعام الذي لا خيرَ فيه من المزابل ليأكُلَه ولا يَتوقَّى قَذَرَه [4] .

    والسُّيوطي يلمِّح بهذا العنوان إلى حال هذا القَصَّاص الذي يلتقط الأحاديثَ الموضوعة والأخبارَ المكذوبة وينشرها في مجالسه دون تثبُّت ، فهو أشبهُ بالقشَّاش الذي يلتقط أراذلَ الطَّعام من المزابل ليأكلَها دون توقٍّ من عُفونتها وقَذارتها .

    وقد صنَّف السُّيوطي عدَّة كتب في بيان الأحاديث الموضوعة ، أشهرها (( اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة )) ، و (( النُّكَت البديعات في التعليق على الموضوعات )) ، و (( تحذير الخواصِّ من أكاذيب القُصَّاص )) [5] الذي كتبه إثر استفتاءٍ جاءه عن هذا القاصِّ نفسه الذي كان يورد في مجالسه أحاديثَ مكذوبةً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأفتى السُّيوطي سائليه بعدم جواز هذا الصَّنيع ، وبيَّن أنَّ الواجبَ عليه أن يراجعَ أهل الحديث المختصِّين بمعرفة الصَّحيح والموضوع ، ويعرض عليهم ما جمع ليمحِّصوه ، فلمَّا علم القاصُّ بالفتوى استشاط غضباً وقام وقعد وادَّعى أن مثله لا يحتاجُ إلى مراجعة شيوخ الحديث وأنه أعلمُ أهل الأرض بهذا الفنِّ ، ولم يكتفِ بهذا الادِّعاء حتَّى أغرى العوامَّ وغَوغاء الناس فتكلَّموا في السُّيوطي وآذَوه بألسنتهم ، بل توعَّدوه بالقتل والرَّجم ، فازداد السيوطيُّ إصراراً على موقفه ، وأضاف على فَتواه الأُولى أنّ القاصَّ المذكورَ إذا لم يُراجع مشايخ الحديث لمعرفة الصحيح من الموضوع وعاد إلى روايتها بعد أن بيَّنوا له بطلانها ، واستمرَّ مُصرّاً على نقل الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسوف يُفتي بضربه سِياطاً تعزيراً له ، فازداد القاصُّ حدَّة ، « وتزايد الأمرُ من عُصبة العوامِّ شدَّة ، وثاروا ثورةً كبرى ، وجاؤوا شيئاً إمراً » .

    وألَّف السيوطي حينئذ كتابه (( تحذير الخواصّ من أكاذيب القُصّاص )) [6] ، كما انتقد القاصَّ المذكور ومن انتهج سبيله في مقامتيه (( الدَّوَران الفَلَكي )) و (( طرز العِمامَة )) ، وأطال النَّفَس في مقامة (( الفَتَّاش على القَشَّاش )) [7] موضوع مقالنا هذا .

    وقد أبهم السيوطي اسمَه في (( المقامة الفلكيَّة )) وحشَره في زمرة الذين يَروون الأكاذيبَ والأباطيل ، ويتَّخذونها سببا للشِّحاتة وقال : « قد ورد في هذا العامّ ِرجلٌ قَصَّاص يلفُّ الحِلَق ، ويُقدم على رواية الأحاديث فيكثر الزَّلل والزَّلَق ... فقلتُ : إن سكتُّ عن هذا ظنَّ النّاسُ صحَّة هذه الأخبار ، وتناقلوا بألسنتهم ما يأتي به من الكذب على الاستمرار ، وذلك لأن نقَّادَ الحديث قليل ، والطَّرْفُ من كلِّ الناس عن تمييز الصحيح من السَّقيم كليل ، فإذا رأَوا أهل الفنِّ ساكتين عن الإنكار ، سَرى ظنُّ صِحَّتها إلى الأذهان منهم والأفكار » [8] .

    ونراه في « طرز العِمامة » يذكر تخبُّط هذا القاصِّ فيما أورده من أحاديثَ باطلة وينبِّه على ضرورة التثبُّت ممَّا في الكتب : « ليس كلُّ ما في الكتب من الأحاديث بثابتٍ وَصلُهْ ، ولا بجائز نَقلُهْ ، ولا أنت من صيارفة الحديث ونقَّادِهْ ، ولا من رجاله الذينَ هم رجالُ إسنادِهْ ، وقد خبطتَ في الأحاديث الثابتة التي رويتَها ، وخلطتَ في ألفاظها وما سوَّيتَها ، فما يسعك من الله أن تنقل حرفاً من حديث أو أثرْ ، حتَّى تصحِّحَه على حافظٍ من نقَّاد الفنِّ فيرشدكَ إلى ما تأتي وتَذَرْ » [9] .

    أمّا في مقامة « الفتَّاش على القَشَّاش » فقد أطال السيوطي فيها النَّفَس ، وصرَّح فيها باسم القاصِّ المردود عليه ، واشتدَّ عليه للغاية ، وحذَّر من ظاهرة الوضع والكذب وعدم التثبُّت من الأحاديث حين نقلها والاستدلال بها ، وأعلن في المقدِّمة براءةً عامَّة من الوضَّاعين والكذَّابين :

    « براءةٌ إلى الملكِ الجليلْ ، وإلى المصطفى المختارِ للتنزيلْ ، وإلى الرُّوح الأمين جبريلْ ، وإلى كلِّ رسولٍ مرسَلْ ، وإلى كلِّ نبيٍّ عليه وحي مُنزَلْ ، وإلى كلِّ مقرَّب ومَلَكْ ، وإلى كلِّ من تضمُّه الأفلاك فَلَكًا بعد فلَكْ ، وإلى كلِّ صحابيٍّ وصديقْ ، وإلى كلِّ تابع بإحسانٍ على التحقيقْ ، وإلى السَّلَف الصالحْ ، وإلى الخَلَف الذين عقلُهم راجِحْ [10] ، وإلى الأئمَّة الأربعة أصحابِ المذاهبْ ، وإلى سائرِ المجتهدين من أربابِ المواهبْ ، وإلى كلِّ مُقرىء ذي تيسيرْ ، وإلى كلِّ قائم بالتفسيرْ ، وإلى كلِّ ذي تأويلٍ أصفى من الذَّهَب الإكسيرْ ، وإلى كلِّ حافظ للحديثْ ، ناقدٍ لزَيفه في القديم والحديثْ ، بصيرٍ بعِلَلِه خبيرْ ، مجتهدٍ في ردِّ الكذب والتزويرْ ، ساعٍ في تبييض وجهه عند الله ورسولهْ ، وداعٍ إلى الحقِّ موقن ببلوغ أربه وسُولهْ ، وإلى كلِّ أصوليٍّ وفقيهْ ، وإلى كلِّ خلافيٍّ وجَدَليٍّ نَبيهْ ، وإلى كلِّ صوفيٍّ [11] عن الأعراضِ والأغراض نزيهْ ، وإلى كلِّ فَرَضيٍّ باهرْ ، وإلى كلِّ حاسب ماهرْ ، وإلى كلِّ لغويٍّ له باعٌ مَديدْ ، وإلى كلِّ نحويٍّ ومعرب مُجيدْ ، وإلى كلِّ صَرفيٍّ يميز النّاقصَ من المزيدْ ، وإلى كلِّ مَن له قدم راسخٌ في علوم الفَصاحةِ والبلاغةِ والبراعَة ، وإلى كلِّ كاتب وناثرْ ، وإلى كلِّ عَروضيٍّ وشاعرْ ، وإلى كلِّ هندسيٍّ وطَبيبْ ، وإلى كلِّ حَليم ولبيبْ ، وإلى كلِّ قاصٍّ صَدوقْ ، مُبرَّأ من الفُجور والعُقوقْ ، مُؤَدٍّ لما يلزمه من الحقوقْ ، قاصدٍ بوَعظه وجه الله والدَّارَ الآخرَةْ ، بعيدٍ عن جمع الحُطامْ وهَذَر الكلامْ ، وعن الكذب والمكابرَةْ ، وإلى كلِّ ذي رُتبةٍ مُنيفةْ ، وإلى كلِّ إمام وخَليفَةْ ، وإلى كلِّ ملِك وسُلطان ذي إنافةٍ شَريفَةْ ، وإلى كلِّ وزير وأمير ، وإلى كلِّ مُستشار ومُشير ، وإلى كلِّ مُفتٍ ومُدرِّس وقاضْ ، وإلى كلِّ حاكم حكمهُ على الخليقَة ماضْ ، وإلى كلِّ نائبٍ في المملكة وحاجِبْ ، وإلى كلِّ والٍ فُوِّض إليه شيءٌ من المناصبْ ، وإلى كلِّ عاقد وشاهدْ ، وإلى كلِّ مَن دعي في مَشهدٍ من المشاهدْ ، وإلى كلِّ إمام بَرّْ ، وإلى كلِّ خطيبٍ على منبَرْ ، وإلى كلِّ مؤذِّن يقولُ في كلِّ وقت : الله أكبَرْ ، وإلى كلِّ مؤدِّبِ مكتَبْ ، وإلى كلِّ من أَرصَدَ لأمرٍ من الدِّين أو الدُّنيا مرتَّبْ ، وإلى كلِّ جنديٍّ عَلا في القتال أعلامُهْ ، وإلى كلِّ عامِّيٍّ عرف إيمانَه وإسلامَهْ ، وإلى كلِّ جليلٍ وحَقيرْ ، وإلى كلِّ كبيرٍ وصغيرْ ، وإلى كلِّ مَخدومٍ وخَدَمْ ، وإلى كلِّ ساعٍ بقَدَمْ ، ... » إلى آخر ما سجع ، وفرَّق فيه وجمع .

    ثمّ أعلن نصَّ البراءة قائلاً :

    « بَرئتُ إلى هؤلاء مِمَّن كذبَ على المصطفى وجِبريل وربِّ العِزَّةْ ، وأُرشِد إلى الصَّواب فأَنِفَ ولم تَهزَّه في الله هزَّةْ ، ورامَ أن يَعتزَّ على ذلك بالعوامِّ والسُّوقَة ولله العِزَّةْ ، لا لمن أَزَّهُ أَزَّهْ » .

    ثمَّ استطرد إلى موضوع حفظ السنَّة النبويَّة وأوصى باجتنباب روايةِ الموضوعات ، وأورد الأحاديثَ المحذِّرة من مَغبَّة الكذب على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وأرشد إلى هَدي الصحابة في التَّوقِّي من كثرة الرِّواية خوفاً من الوقوع في الكذب ، وأتبعَ ذلك بأقوال الأئمَّة في معاقبة الكذَّابين ، وأردفَه بخبر هذا القاصِّ الذي كتب من أجل صنيعه ما كتب ، والذي كان يَرجو توبته وتوقُّفه عن بثِّ الواهِيات في مجالسه القصصيَّة : « كنتُ مترقِّباً إذا بلغَه ذلك أن يبادرَ بالتَّوبَةْ ، والاستغفارِ من هذه الحَوبَةْ ، ويقولَ : سمعاً لأمر الشَّرع وطاعَةْ ، وامتِثالاً لقول أهل السنَّة والجَماعَةْ ، ويدعو لي مع ذلك إذ نَبَّهتُه وأرشدتُّه ونَصرتُهْ ، بمنعه من الكذبِ على الأنبياء والرُّسل وأفدتُّهْ ، ويتردَّد إلى مَشايخ الحديث خاضعا ، ويستفيدُ منهم عِلماً في الدِّين والدُّنيا نافِعا » .

    لكنَّ القاصَّ لم يقبل نصيحةَ السيوطي وفَتواه التي أيَّده فيها عددٌ من الأعلام بقصائدَ شعريَّة احتفظ لنا بها المؤلِّف في (( فتَّاشه )) [12] .

    وبعدُ: فهذه هي قصَّة مقامتنا الأدبيَّة « الفتَّاش على القشَّاش » ، التي أعلن فيها السيوطي براءةً عامَّة من ظاهرة الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأرشد إلى الاحتياط والتثبُّت من صحَّة الأحاديث النبويَّة عند الاحتجاج بها ، وهي درسٌ عامٌّ لكلِّ كاتبٍ في عصرنا الحاضر أيّاً كان تخصُّصه أن يتثبَّت فيما ينقل ، ويراجعَ أهل الاختصاص فيما يكتُب ، ويجتنب ما استطاع الاستدلالَ بالأحاديث الموضوعة والأخبار المصنوعة حتَّى لا يقعَ في وعيد الكاذب عليه - صلى الله عليه وسلم - ، والله الهادي إلى سواء السَّبيل .



    -----------------------

    الهوامش :


    [1] البخاري رقم : 1229 من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - .

    [2] مسلم رقم : 7 من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - .

    [3] ذكره عدد من الأعلام أقدمهم تلميذ السُّيوطي عبد القادر الشّاذلي في ( بهجة النّاظرين بترجمة حافظ العصر جلال الدّين ) رقم : 242 ، 246 ، وهو مضمّن في شرح مقامات السّيوطي ( 2/856 - 886 ) بتحقيق : سمير محمود الدّروبي - وفّقه الله تعالى - ضمن منشورات مؤسّسة الرّسالة .

    [4] انظر لسان العرب والمعجم الوسيط مادّة ( قشش ) .

    [5] ومع ما بذله السّيوطي - رحمه الله تعالى - من جهد في هذا المقام انتُقدَ كثيراً في رمزه لأحاديثَ كثيرة في جامعه الصّغير بالصّحة أو الحسن وهي من قبيل الموضوعات والواهيات المتروكات ، وتعقُّبات الألباني عليه في هذا الباب أشهر من أن تُذكر .

    [6] مقدّمة تحذير الخواصّ من أكاذيب القصّاص ( 1 - 6 ) .

    [7] انظر مقدّمة شرح المقامات (1/51 ) لسمير محمود الدّروبي .

    [8] شرح مقامات السّيوطي - مقامة الدّوران الفلكي ( 1/412 - 413 ) .

    [9] شرح مقامات السّيوطي - مقامة طرز العمامة ( 2/719 - 720 ) .

    [10] يعني جيّد مُحكَم، ولا يُفهم منه تفضيل عقولهم على عقول السَّلَف ؛ فالسَّلَف هم أصفى النّاس عقولاً ، وأهذبهم نفوساً .

    [11] لا يخفى أثر الصوفيَّة في نشر الموضوعات، وبثِّ الأباطيل والواهيات .

    [12] ثمّة تفاصيل كثيرة عن أحوال السّيوطي مع هذا القاصّ لا يتّسع المقام لذكرها ، والمقصود أخذ العبرة والاستفادة من هذه المقامة في تنبيه المتساهلين في نشر الأخبار الموضوعة .


    المصدر : http://www.rayatalislah.com/Lougha-w...cles/adab2.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    408

    افتراضي رد: براءة عامَّة من الكذَّابين والوضَّاعين ( د. جمال عزون )

    الأخ الكريم: "فريد المرادي" أحسن الله إليكم ، وأعجبني تمييزك باللون الأزرق حاشية برقم [5] قوله: (ومع ما بذله السّيوطي - رحمه الله تعالى - من جهد في هذا المقام انتُقدَ كثيراً في رمزه لأحاديثَ كثيرة في جامعه الصّغير بالصّحة أو الحسن وهي من قبيل الموضوعات والواهيات المتروكات ، وتعقُّبات الألباني عليه في هذا الباب أشهر من أن تُذكر ).اهـ.
    لأن بعض الإخوة من أهل السنة لا يقبلون فيه كلمة: ( في بعض كتبه موضوعات) ، شكرا لك أخي الفاضل.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    479

    افتراضي رد: براءة عامَّة من الكذَّابين والوضَّاعين ( د. جمال عزون )

    بارك الله فيك أخي عبد الحق على المرور والتعليق ،،،

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •