السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأكارم
إن مما يحز في النفس عند مطالعة أحدنا لدليل للرسائل الجامعية أن يجد كتابا ما من الكتب المهمة في المكتبة الإسلامية قد حقق أو خرجت أحاديثه أو تمت دراسته ولكنه لايزال حبيس أرفف الأرشيف وقد تصل مدة الحبس هذه إلى أكثر من عشرين سنة!
وكذلك الحال بالنسبة للأطروحات العلمية, وقد يكون بعضها أصيلا في بابه.
وأكثر ما نجد هذه المآسي في الأعمال المشتركة والتي توزع على عدد من الطلاب ليقوموا بدراستها وخدمتها وتحقيقها وتخريجها.
وقد يُتوفى الباحث وينتقل إلى رحمة الله تبارك وتعالى ولما يرى نتيجة عمله وجهده -الذي أخذ منه سنوات من عمره – يموت ولما يره قد طبع لينتفع به المسلمون من بعده.
والسبب إما تقصير من الباحث أو تقصير من هيئة الكلية, إما للتشاغل بغيره من الأعمال, أو لعدم التفرغ واحتياج من يساعد على إخراج الكناب إلى عالم الطبع, وإما بسبب قلة ذات اليد ( التكاليف المالية).
وهنا أتحدث عن الكتب الجديرة بالنشر والخدمة, وليس كل الرسائل الجامعية كذلك .
والمصيبة أننا نجد الكتاب الفلاني قد طبع في دار تجارية تدعي العلمية وقد أساءت إلى الكتاب أيما إساءة, وشوهت حيث ادعت أنها جملت الكتاب بما زعمت أنها قد خدمته, وبالمقابل نسمع عن تحقيق علمي للكتاب في إحدى الجامعات إلا أنه غير مطبوع, فما الفائدة من هذه الجهود إذا كانت حبيسة الرفوف حتى يتقادم عليها الدهر ونسمع عن مشروع جديد لتحقيق هذا الكتاب نفسه بعد عشرين سنة أو أكثر لأنهم لم يطلعوا على التحقيق القديم – هذا إذا سمعوا به – لتبدأ مرحلة أخرى من ضياع الجهود, بل إضاعة الأوقات والأعمار فيما يفترض أن نكون قد كفيناه.
إخواني بارك الله فيكم
لقد أصبح لدينا خلال العقدين الماضيين تراث من الرسائل الجامعية المخطوطة، وهي بحاجة إلى جهود لتمييز الثري منها من السطحي , وللنظر فيما يتوجب إخراجه وطبعه وخدمته وربما استكمال النقص فيه, وهذه المهمة يجب على أساتذة الجامعات أن يقوموا بها وأن يولوها الاعتناء اللازم, حتى لو تطلب الأمر الاتفاق مع بعض دور النشر للمساهمة في ذلك, قبل أن تتراكم الرسائل وقبل أن يطالب دكاترة الكليات الجهات المعنية بتوسيع مخازن أراشيف كلياتهم لتتسع للمزيد من الرسائل!
فحبذا لو يتم تشكيل لجان من صفوة طلبة العلم والأساتذة لإعادة تقييم مايرى أن المكتبة الإسلامية بحاجة إليه للعمل على إخراجه إلى عالم الطبع والنشر
على أننا نشكر الأساتذة الدكاترة الذين كان لهم دور كبير في العمل على تشجيع وإخراج بعض الرسائل الجامعية والأطروحات العلمية
والله الموفق