بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد :.
الفقيه العالم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ وهو ابن حزم الأندلسي رحمه الله تعالى
وهو عالم وفقيه لا ينكر أحد من من له حظ من الأنصاف هذا الأمر ولكنه رحمه الله تعالى بشر من البشر يصيب ويخطأ وهذا أمر لا أختلاف فيه ومما شُد على ابن حزم رحمه الله تعالى رأيه في حديثين في الصحيحين - صحيح الامام البخاري والامام مسلم -
حيث قال الحميدي وهو أحد تلامذة ابن حزم رحمهم الله تعالى :
سمعت الفقيه أبا محمد علي ابن أحمد بن سعيد الحافظ وهو ابن حزم الأندلسي
( وقد جرى ذكر الصحيحين فعظم منهما ورفع من شأنهما , وحكى أن سعيد بن السكن اجتمع إليه يوماً قوم من أصحاب الحديث فقالوا له : إن الكتب من الحديث قد كثرت علينا فلو دلنا الشيخ على شيئ نقتصر عليه منها ؟.
فسكت عنهم ودخل إلى بيته فأخرج أربع رزم ووضع بعضها على بعض وقال : هذه قواعد الإسلام كتاب مسلم , وكتاب البخاري , وكتاب أبي داوود , وكتاب النسائي , ثم جرى الكلام .
فقال لنا أبو محمد : " وما وجدنا للبخاري ومسلم - رحمهما الله - في كتابهما شيئاً لا يحتمل مخرجاً إلا حديثين لكل واحد منهما حديث .
فأما الذي في كتاب مسلم فأخرجه عن عباس بن عبد العظيم , وأحمد بن جعفر المعقري : عن النضر بن محمد اليماني : عن عكرمة - هو ابن عمار - : عن أبي زميل وهو سماك الحنفي : عن ابن عباس
قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه . فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يانبي الله ثلاث أعطنيهن .
قال : نعم
قال : عندي أحسن نساء العرب و أجملهن أم حبيبة بينت أبي سفيان أزوجكها .
قال : نعم .
قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك .
قال : نعم .
قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال : نعم
قال أبو زميل : ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك , لأنه لم يسأل شيئاً إلا قال نعم .
قال لنا ابن حزم : وهذا حديث موضوع لاشك في وضعه , والآفة فيه من عكرمة بن عمار , ولا يختلف اثنان من أهل المعرفة بالأخبار في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج أم حبيبة إلا قبل الفتح بدهر وهي بأرض الحبشة وأبوها أبو سفيان كافر هذا ما لا شك فيه .
وأما الذي في كتاب البخاري وقد تابعه مسلم عليه فهو قبل تمام الكتاب بأوراق في باب ترجمة ( وكلم الله موسى تكليما ) - سورة النساء - ذكره عن عبد العزيز بن عبد الله : عن سليمان هو ابن بلال : عن شريك بن عبد الله قال : سمعت أنس بن مالك يقول :
" ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه .
هكذا قال , ثم مضى في الحديث وفيه : حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله فيما أوحى إليه خمسين صلاة "
قال ابن حزم : فهذه ألفاظ معجمة منكرة والآفة من شريك في ذلك .
أولها : قوله : قبل أن يوحى إليه وأنه حينئذ فرضت عليه الخمسون صلاة .
وهذا بلا خلاف من أحد من أهل العلم : إنما كان قبل الهجرة بسنة بعد أن أوحي إليه بنحو اثنتي عشرة سنة .
فكيف يكون ذلك قبل أن يوحى إليه )
هذا مما أُخذ على ابن حزم رحمه الله تعالى وقد رد أهل العلم على هذا الكلام وسوف نلحق لكم بإذن الله عدداً من الردود ونرجوا المشاركه من الأخوه في ذلك
وبارك الله فيكم
أخوكم
أبو خالد
وليد الدلبحي
المصدر / نوادر ابن حزم - بتصرف -