سؤال عن صحة حديث أم الأيتام ومعناه.
قرأت هذا الحديث ، ولا أعرف درجة صحته ، وهو يهمني كثيرا أتمنى أن أجد الجواب الشافي ..
حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا أول من يفتح باب الجنة، فأرى امرأة تبادرني -أي تسرع خلفي لتدخل معي إلى الجنة- فأقول لها: مالكِ؟ من أنتِ؟ فتقول المرأة: أنا امرأة قعدت على أيتام لي) .
هذا الموضوع يهمني كثيراً ، أتمنى أن أجد رداً شافياً من طلبة العلم ، ومن أساتذتي الكرام في هذا المنتدى المبارك ..
ويهمني أيضا - جزاكم الله خيراَ- توضيح المراد من قوله (ص) -قعدت-
هل المقصود هو انقطاعها عن الزواج ؟
وهل من أحاديث أخرى تحفز على القعود عن الزواج بعد الترمل ؟
وهل هناك فضل خاص للأرملة في تربيتها لأطفالها..
جزاكم الله خيرا
رد: سؤال عن صحة حديث أم الأيتام ومعناه.
5374 - ( أنا أول من يفتح باب الجنة ؛ إلا أني تأتي امرأة تبادرني ، فأقول لها : ما لك ، ومن أنت ؟! فتقول : أنا امرأة قعدت على أيتام لي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 624 :
ضعيف
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 1569-1570) عن عبدالسلام بن عجلان الهجيمي : أخبرنا أبو عثمان النهدي عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير عبدالسلام هذا ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
"قال أبو حاتم : يكتب حديثه . وتوقف غيره في الاحتجاج به" .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! ولكنه قال :
"يخطىء ويخالف" .
قلت : ومن كان كذلك ؛ فحري أن لا يحتج به ، ولا سيما ولم يوثقه أحد غيره ، فقول المنذري (3/ 231) :
"رواه أبو يعلى ، وإسناده حسن" !
غير حسن .
ومن طريقه عبدالسلام المذكور : أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 71) ؛ لكن وقع فيه : "عن أبي يزيد المدني" مكان : "أخبرنا أبو عثمان النهدي" ! ولعله من سوء حفظ عبدالسلام نفسه . والله أعلم .
وأما قول الهيثمي في "المجمع" (8/ 162) :
"رواه أبو يعلى ، وفيه عبدالسلام بن عجلان ، وثقه أبو حاتم (كذا) ، وابن حبان ، وقال : يخطىء ويخالف . وبقية رجاله ثقات" !!
قلت : فقوله : "وثقه أبو حاتم" خطأ ؛ لأن أبا حاتم إنما قال فيه :
"شيخ يكتب حديثه" .
وهذا ليس يعني أنه ثقة عنده ، بل هو دونه ؛ كما في "درجات رواة الحديث" عنده (1/ 37) ، أي : في المرتبة الثالثة ؛ قال :
"وإذا قيل : "شيخ" ؛ فهو بالمنزلة الثالثة ، يكتب حديثه وينظر فيه ؛ إلا أنه دون الثانية" .
ولذلك ؛ قال الذهبي في "الميزان" (2/ 385) :
"قوله : "هو شيخ" ؛ ليس هو عبارة جرح ، ولكنها أيضاً ما هي عبارة توثيق ، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة . ومن ذلك قوله : "يكتب حديثه" ؛ أي : ليس هو بحجة" .
ولذلك ؛ رأيت الحافظ لما ترجم في "التهذيب" لـ (العباس بن الفضل المدني) بسماع أبي حاتم منه وقوله : "شيخ" ، وبذكر ابن حبان إياه في "الثقات" [8/ 511] ؛ لم يوثقه في "التقريب" ، بل قال فيه :
"مقبول" . فخذها فائدة قد لا تراها في مكان آخر .
وإن مما يدل على ضعف عبدالسلام هذا ، وأنه لا يحتج به : اضطرابه في إسناده ومتنه :
أما الإسناد ؛ فقد جعل (أبا يزيد المدني) مكان (أبي عثمان النهدي) عند الخرائطي ، كما تقدم .
وأما المتن ؛ فلفظه عنده :
"حرم الله على كل آدمي الجنة يدخلها قبلي ؛ غير أني أنظر عن يميني ؛ فإذا امرأة تبادرني إلى باب الجنة ، فأقول : ما لهذه تبادرني ؟ فيقال لي : يا محمد ! هذه امرأة كانت حسناء جملاء ، وكان عليها يتامى لها ، فصبرت عليهن حتى بلغ أمرهن الذي بلغ ، فشكر الله لها ذلك" . (2/ 646 - "المكارم" - الطبعة الجديدة) .
إذا عرفت هذا ؛ فمن الخطأ - الناشىء من قلة التحقيق - قول المعلق على "مسند أبي يعلى" (12/ 7) :
"إسناده جيد" !
لا سيما وقد نقل عن البوصيري أنه ضعف إسناده بـ (عبدالسلام) هذا في "إتحاف الخيرة" (2/ 139) !
وما نقله من توثيق ابن شاهين إياه ؛ ففيه نظر ؛ لمخالفته لقول أبي حاتم ، ونسبة ابن حبان - على تساهله - إياه إلى الخطأ والمخالفة .
يضاف إلى ذلك أننا قد لمسنا في توثيقات ابن شاهين من التساهل ما عرف به غيره ، وإذا رجعت إلى ترجمته في "التذكرة" و "السير" ؛ رأيت فيه كلاماً كم حيث معرفته بالرجال ، فراجع لكي تتحقق مما نقول ، ولا تكن ممن يعرف الحق بالرجال