بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد ، فإنَّ ما بذلته الجامعة الإسلامية من تحقيق وإخراج كتاب إتحاف المهرة عمل عظيم تشكر عليه ، لكن حصل في تحقيق نص الكتاب هفوات ليست بالقليلة سجلت بعضها في هذا البحث ، متمنياً من الجامعة الإسلامية الإفادة منها عند إعادة طبع الكتاب ، وأحتم عليهم إعادة مقابلة نص الكتاب على النسخ الخطية في الطبعة الثانية ، فما سجلته قليل من كثير ، ولو أردت متابعة جميع أسانيد الكتاب لتضاعف العدد أضعافاً ، وإنما هي مقابلة كتاب واحد من أحد عشر كتاباً من موارد الاتحاف على الاتحاف .
وها هي الأخطاء :
أولاً : أخبرنا أبو طاهر قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال : أخبرنا ابن وهب : أن مالكاً حدثه ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ : (( إذا توضَّأ العبدُ المسلمُ أو المؤمنُ فغسلَ وجهَهُ خرجتْ مِنْ وجْهِهِ كلُّ خطيئةٍ نظرَ إليها بعينيهِ مَعَ الماءِ أو مَعَ آخرِ قطرِ الماءِ ، فإذا غَسَلَ يديْهِ خَرَجَ مِنْ يديْهِ كلُّ خطيئةٍ كَانَ بطشتْها يداهُ مَعَ الماءِ أو مَعَ آخرِ قطرِ الماءِ ، فإذا غَسَلَ رجلَيْهِ خرجتْ كلُّ خطيئةٍ مشتْهَا رجلاهُ مَعَ الماءِ أو مَعَ آخرِ قطرِ الماءِ حتَّى يخرجَ نقيِّاً مِنَ الذُّنوبِ )) .
مختصر المختصر رقم ( 4 )
انظر : إتحاف المهرة 14/486 ( 18060 )
وقع في المطبوع من " إتحاف المهرة " : (( عن يونس عن عبد الأعلى )) وهو خطأ .
ثانياً : أخبرنا أبو طاهر ، قَالَ : حدّثنا أبو بكر ، قَالَ : حدّثنا يونس بن
عبد الأعلى الصدفي ، قالَ : أخبرنا ابن وهب : أن مالكاً حدثه ، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمان أخبره : أنَّهُ سألَ عائشةَ كيفَ كانتْ صلاةُ
رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ : ما كَانَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزيدُ في رَمَضَانَ ولا في غَيرهِ على إِحدَى عَشرَةَ ركعة ، يُصَلِّي أربعاً فلا تَسأَلْ عن حُسنِهِنَّ وطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلَّيَ أَربعاً فلا تسأَل عن حُسنِهِنَّ وطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّيَ ثلاثاً . قالتْ ( 10/أ ) ، عائشةُ : فقلتُ يا رسول اللهِ ، أتنامُ قبلَ أَنْ تُوتِرَ ؟ فقالَ : (( يا عائشةُ إِنَّ عَينَيَّ تنامَانِ ولاَ يَنَامُ قَلبِي )) .
مختصر المختصر ( 49 ) .
ذكره ابن حجر في إتحاف المهرة 17/635 ( 22929 ) ولم يذكر طريق ابن خزيمة ، ولم يستدركه عليه المحققون .
ثالثاً : أخبرنا أبو طاهر ، قَالَ : حدّثنا أبو بكر ، قَالَ : حدّثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ، قَالَ : حدّثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن حذيفة ، قال :
لقد رأَيتنِي أَتمشَّى معَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فانتهَى إِلى سُبَاطةِ قومٍ ، فقامَ يبولُ كَما يبولُ أَحدُكُمْ ، فذهبْتُ أَتنحَّى منهُ ، فقالَ : (( ادنْه )) . فَدَنَوتُ منهُ حتَّى قمتُ عقبهُ حتَّى فرغَ .
مختصر المختصر ( 52 )
في الإتحاف : (( عن جرير بن منصور )) وهو خطأ .
انظر : إتحاف المهرة 4/221 ( 4155 ) .
رابعاً : أخبرنا أبو طاهر ، قالَ : حدثنا أبو بكر ، قالَ : حدثنا محمد بن
عبد الله بن المبارك المخرمي وموسى بن عبد الرحمان المسروقي وأبو الأزهر حَوْثرة بن محمد البصري . قالوا : حدّثنا أبو أسامة ، قالَ : حدثنا الوليد بن كثير ، عن محمد بن جعفر بن الزبير : أن عبد الله بن عبد الله بن عمر حدثهم ، أنَّ أباه عبد الله بن عمر حدثهم : أَنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الماءِ وما ينوبُهُ مِنَ الدَّوابِّ والسِّباعِ . فقالَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( إِذَا كانَ الماءُ قلَّتينِ لم يَحمِلِ الخَبَثَ )) .
هذا حديث حوثرة .
وقال موسى بن عبد الرحمان ( 15/ب ) : عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، عن أَبيه . وقال أَيضاً : ((لم ينجسه شيءٌ )) .
وأَما المخرمي فإِنه حدّثنا به مختصراً ، وقالَ : قالَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( إِذَا كانَ الماءُ قُلَّتَينِ لم يَحملِ الخَبَثَ )) . ولم يذكر مسأَلة النبي صلى الله عليه وسلم عن الماءِ ، وما ينوبه من السباع والدواب .
مختصر المختصر ( 92)
في طبعة الأعظمي : (( عبيد الله )) وهو تصحيف .
وقد وقع محقق الإتحاف في خطأ كبير بعد أن اعتمد على المطبوع واستدرك على الحافظ ابن حجر -رحمه الله - قائلاً : (( جمع المصنف حديث ابن خزيمة عن شيوخه الثلاثة ، وجعل روايتهم عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، وواقع الأمر أن ابن خزيمة جمع روايتهم عن عبيد الله ابن عبد الله بن عمر ، وليس عن عبد الله ، ثم قال عقبها : هذا حديث حوثرة ، وقال موسى ابن عبد الرحمان : عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه . وبذلك تكون طريق موسى بن عبد الرحمان فقط من بين الطرق الثلاثة : عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، وأنه يلزم وضع الطريقين الأخريين في مسند عبيد الله بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه الآتي ، ولم يذكرها الحافظ هناك وقد استدركناها عليه )) وهذا الاستدراك مجانب للصواب إذ إن ابن خزيمة إنما أراد بقوله : (( وقال موسى بن عبد الرحمان : عن عبد الله )) هو اختلاف صيغة السماع عن حديث حوثرة ، والله أعلم .
خامساً : أخبرنا أبو طاهر ، قالَ :حدثنا أبو بكر ، قالَ :حدثنا أبو زهير
عبد المجيد بن إبراهيم المصري ، قالَ : حدثنا المقريء ، قالَ : حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، عن أبي الأسود - وهو محمد بن عبد الرحمان مولى آل نوفل يتيم عروة بن الزبير- ، عن عباد بن تميم ، عن أبيه قالَ : رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يتوضأُ ويمسحُ الماءَ عَلى رجليهِ .
قالَ أبو بكر : خبر نافع عن ابن عمر من هذا الباب .
مختصر المختصر ( 201 )
انظر : إتحاف المهرة 6/643 ( 7140 ) ، وقد أخطأ الحافظ ابن حجر إذ وضعه في مسند عبد الله بن زيد ، ولم يتنبه المحقق . وانظر : جامع المسانيد والسنن 2/395 .
سادساً : أخبرنا أبو طاهر ، قالَ : حدثنا أبو بكر ، قالَ : حدثنا محمد بن
ميمون ، قالَ : أخبرنا يحيى ، قالَ : حدثنا سفيان ، عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يطوفُ عَلى نسائهِ في غُسلٍ واحدٍ .
قالَ أبو بكر : هذا خبر غريب ، والمشهور عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس .
مختصر المختصر ( 229 )
عبارة : (( أخبرنا يحيى )) سقطت من إتحاف المهرة 1/559 ( 730 ) .
سابعاً : أخبرنا أبو طاهر ، قالَ : حدثنا أبو بكر ، قالَ : حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن الحسين بن عباد ، قالا : حدثنا الحسن بن بشر ، قالَ : حدثنا زهير ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أَنْ يدخلَ الماءَ إِلا بِمِئزْرٍ .
مختصر المختصر ( 249 )
في إتحاف المهرة 3 / 388 ( 3282 ) : (( بشير )) وهو تصحيف . انظر ترجمة : (( الحسن بن بشر )) في تهذيب الكمال 2/105 ( 1188 ) .
ثامناً : أخبرنا أبو طاهر ، قالَ : حدثنا أبو بكر ، قالَ :حدثنا مُحَمَّد بن بشار في عقبه ، قالَ : حدثنا أبو داود ، قالَ : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد اللهِ بن عمرو . قالَ شعبة : رفعه مرة . وقالَ بُنْدار بمثل حديث الأول ….الخ .
مختصر المختصر ( 355 )
في الإتحاف : (( أحمد بن أبي داود )) وهو خطأ ؛ وهو أبو داود الطيالسي روى عنه بندار ، وروى عن شعبة ، والله أعلم . انظر : تهذيب الكمال3/272 ( 2491 ) .
تاسعاً : أخبرنا أبو طاهر ، قالَ : حدثنا أبو بكر ، قالَ :حدثنا بندار عن مُحَمَّد وعبد الرحمان ، عن شعبة ، عن موسى بن أبي عُثمان ، قالَ : سمعت أبا يحيى يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( المؤذنُ يغفرُ لَهُ مدى صوتهِ ، ويشهدُ لَهُ كلُّ رطبٍ ويابسٍ . وشاهدُ الصلاةِ يكتبُ لَهُ خمسٌ وعشرونَ حسنةً ويكفرُ عَنهُ ما بينهما )) .
مختصر المختصر ( 390 ) .
في المخطوط : (( حدثنا بندار ، عن محمد ، حدثنا عبد الرحمان )) وهو غلط بلا ريب فبندار روى هذا الحديث عن محمد بن جعفر وعبد الرحمان يؤيد ذلك أن الحافظ ابن حجر كتب في إتحاف المهرة 16/281(20785) : (( حدثنا بندار ، حدثنا محمد وعبد الرحمان )) وما ذكره ابن حجر صواب يشهد له أن الإمام المبجل أحمد بن حنبل رواه عن محمد بن جعفر في 2/458 ورواه عن عبد الرحمان 2/461 فعلى هذا يكون قد أخذ الحديث عن شعبة عبد الرحمان ومحمد بن جعفر ورواية بندار عنهما كليهما ، وقد أخطأ الأعظمي حيث جعله : (( حدثنا بندار محمد ، حدثنا عبد الرحمان )) وازدوج الخطأ عند محقق إتحاف المهرة وهو الدكتور يوسف عبد الرحمان المرعشلي فترك ما عنده من صواب في الأصل وقلد المطبوع ، فقال : (( تصحف الإسناد في الأصل و( ه* ) هكذا : (( حدثنا بندار ، ثنا محمد وعبد الرحمان )) ، والتصويب من المطبوعة )) .
عاشراً : أخبرنا أبو طاهر ، قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا محمد بن يَحْيَى ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قَالَ : أخبرنا ابن جريج ، قَالَ : أخبرني أبو الزبير : أَنَّهُ سَمِعَ طاووساً ، يقول : قُلنَا لابن عَبَّاسٍ في الإقعَاء على القدمَينِ ؟ فقالَ: هيَ السُّنةُ . فَقُلنَا : إِنَّا لنراهُ جفاءً بالرَّجلِ ، فقالَ : بل هيَ سنةُ نبيِّكَ صلى الله عليه وسلم .
مختصر المختصر ( 680 ) .
تحرف في إتحاف المهرة 7/251 ( 7764 ) إلى : (( ابن الزبير )) .