موقع الجينيات اتصل بالدكتور ناصر الحنيني وسأله عن رأيه في الحوار الذي دار بين الدكتور محمد الأحمري والشيخ بندر الشويقي

فقال


الأول : أرى أن نتجه في أعمالنا الفكرية والثقافية للقضايا العملية التي نستطيع تطبيقها أو التنظير في قضايا مستقبلية ممكنة التطوير .

ثانيا : مما يؤخذ على الحوار الذي دار بين الأخوين الكريمين الدكتور محمد الأحمري والشيخ بندر الشويقي هو أن الحوار كان فيه شيء من القسوة والتعرض لشخص الكاتب دون الفكرة الأساسية أو التعرض لتيارات وبعض ما وقعت فيه من أخطاء والخروج عن الفكرة الأساسية.

ثالثا : مما يعاب على أي كاتب التعميم في إصدار الأحكام واستعداء فئات كثيرة لا تقول بهذا الرأي .. وهذا فيه من الظلم والتجني الشيء الكثير .. كأن يقول أي كاتب ( علماؤنا ، الصحوة ، السلفيون ، الملتزمون ) وهذا فيه جور وظلم ولا بد من تحديد موطن الخلل فهو العدل والإنصاف .

رابعاً : إذا أردنا أن يكون حوارنا وطرحنا الثقافي راقياً ونكون مؤثرين في كتاباتنا أن تتسع صدورنا لمن يخالفنا في القضايا الاجتهادية البحتة التي لا نص فيها فقضية بعض ممارسات وآليات الديمقراطية قضية الخلاف فيها قائم ولم يحسم حتى عند أصحابها وأربابها فيجب عدم الهجوم على من يخالفنا إذا كان مؤيداً أو رافضا.. فالرافض ليس بالضرورة أن يكون مؤيدا للظلم والاستبداد لأنه يرفض الفكرة لمخالفتها أصول الإسلام من وجهة نظره وبعضهم ممن يرفض الفكرة له جهود في مقاومة الظلم والاستبداد في بلده .. ومن يكون مؤيداً لفكرة الديمقراطية ليس بالضرورة أن يكون مناقضاً لأصول دينه فهو يرى أن في هذا الحل مع مافيه من مخالفاته إلا أن فيه تفريج عن الأمة ورفع للظلم عنها من وجهة نظره ولا بد أن ننظر لمثل هذه القضايا التي لا نص فيها صريح أنها قضايا تقبل النقاش .

خامسا : يجب أن نطالب الناس بقدر استطاعتهم وأن نلتمس العذر حتى للعالم والمثقف فضلاً عن غيرهم ولا نطالبهم بأمور نحن لم نقم بها أصلا ولكن لنا الحق في نقد واقعنا ونطالب بأن يكون للعالم دور إيجابي وأن يقاوم الظلم والقهر والاستبداد ولكن درجة هذه المقاومة ليس لكل أحداً أن يفرضها على العالم لأن الله عز وجل يقول : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) وفي حد علمي أن الكاتبين وبعض من ورد ذكرهم في بعض المقالات التي تفاعلت مع هاتين المقالتين هم ممن يكرهون الظلم والاستبداد ولهم جهود مشكورة في مقاومته .

سادساً : لا بد أن يُعلم أن هناك فروضا وواجبات أمرنا كأمة مسلمة أن نقوم بها وشعب الإيمان تتعدد وكل ميسر لم خلق له فنشر العلم الشرعي شعبة وفرضاً من فروض الإسلام وإقامة العدل ومحاربة الظلم فرضا من فروض الإسلام وشعبة من شعب الإيمان ونشر التوحيد ومحاربة الشرك والبدع والخرافة من أصول الإسلام ومن أعلى شعب الإيمان وإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرد على أعداء الملة والجهاد في النفس والمال كلها من شعب الإيمان وفروض الإسلام ولا يلزم أن يفتح الله على العالم أو المثقف أو المسلم في جميع الشعب .

ولكن الأمة تأثم إذا تركت شعبة من شعب الإيمان ولم يقم بها أحد وأيضا لا يليق بمن قام بشعبة من الشعب وفتح الله عليه فيها أن يزدري أو ينتقص القائمين بالشعب الأخرى وفروض الإسلام الأخرى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

نسأل الله أن يبصرنا بأمور ديننا وأن يجنبنا الزلل والخطأ واتباع الهوى في كل ما نأتي ونذر إنه ولي ذلك والقادر عليه

والله الموفق وصلى الله وسلم على سيدنا محمد

الدكتور ناصر الحنيني المشرف العام على مركز الفكر المعاصر .

www.honini.com

http://www.lojainiat.com/index.php?a...wMaqal&id=6464