تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 61

الموضوع: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    ما ذكرته عن شن و طبقة قد لا يدخل تحت شرطك شيخنا الكريم في ايراد النوادر اذ أنه التفسير المشهور الذي يعرفه الناس أكثر من التفسيرات الأخرى و لطالما حكته للناس و نشرته بينهم :المجلات و الصحف الشعبية و برامج الأدب و الترفيه التلفزيونية و حتى برامج الأطفال

  2. #42

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    [ طريفة رقم 2 ] ( تَحَايُلُ الحافظ ابن حجر على التَّسَرِّي بجارية امرأته دون عِلْمِها !! واكتشافُ الحِيلة !! )
    قال الشمس السخاوي في كتابه النفيس : الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر [ 3 / 1218 / طبعة دار ابن حزم ] : ( إن صاحب الترجمة – يعني ابن حجر - لما رأى كثرة ما تلده أم أولاده من الإناث ، وأحب أن يكون له ولد ذكر، ولم يمكنه التزويج مراعاة لخاطرها – يعني زوجته - اختار التسرِّي ، وكانت لزوجته جارية جميلة يقال إنها : ططرية – لعله يعني من التتر !! - اسمها : خاص تُرك ، فوقع في خاطره الميل إليها ، فاقتضى رأيه الشريف – يعني رأي ابن حجر - : أن أظهر تغيُّظا منها بسبب تقصيرها في بعض الخدمة !! وحلف أنها لا تقيم بمنزله ! فبادرت زوجته لبيعها بعد أن أمرها أن تأمر القاصد – يعني الموكل ببيعها - بعدم التوقف في بيعها بأي ثمن كان ؟! قال – يعني الحافظ - : وكل ما رُمْتِيه - يعني زوجته - من الزيادة على ذلك – يعني على ثمن الجارية - : أقوم لك به ، ففعلتْ ... وأرسل هو الشيخ شمس الدين ابن الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالة ، وأقامت ببعض الأماكن حتى استبرأها – يعني من الحيض - ثم وطأها ، فحملت بولده القاضي بدر الدين أبي المعالي محمد ، وكان مولده في ثامن عشر صفر سنة (815 هـ) واستدعى صاحب الترجمة - يعني ابن حجر - بالطلبة – يعني تلاميذه - ونحوهم يوم السابع – يعني من ولادة ابنه البدر - إلى منزل أم أولاده وعمل لهم شواء ، فكانت العقيقة عندها وهي لا تشعر!! وأقام عند أمه وشيخنا يتردد إليها ، حتى بلغ الخبر أم أولاده قبل انفصال الولد عن الرضاع ، فركبت هي وأمها من فورها إلى المكان الذي كانا به – يعني الجارية وابنها - وأحضرتهما معها إلى منزلها ، فتركتهما ببعض المعازل إلى أن حضر شيخنا – يعني ابن حجر - من الركوب – يعني المركوب - وليس عنده شعور بما وقع ، فاستْخبرتْه عن ذلك فما اعترف ولا أنكر !! بل ورَّى بما يُفهم منه الإنكار !! فقامت وأخرجت الولد وأمه ، فسُقط في يده – يعني كُشِفتْ حيلته !! - وبادر فاختطف الولد وذهب به إلى بعض من يثق به من النسوة بمصر، ثم توجهت إليه أمه بعد ذلك .......... ) ...
    قلتُ : وكان الحافظ شديد المحبة لولده هذا جدا !! بحيثُ اضطرته تلك المحبة المفرطة إلى ما يُرغب به عنه ؟ بل تكلَّم فيه بعضهم لأجلها !!
    ومع كل هذا : فلم يُزرق الحظوة فيه ! وما تمَّ ما كان يُؤمِّله له من العلم والرياسة !
    وكأنَّ الحافظ كان قد شعر بهذا ! فكان يقول : ( قلَّ أن يجتمع الحظ لامرئ في نسْله وتصانيفه معا ! ) كما حكاه عنه السخاوي في : ( الجواهر والدرر ) ...
    وما أصدق ما قال ...

  3. #43

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    [ غريبة رقم 4] ( الإمام الحافظ أبو محمد المِسْكِي لِفَقْرِه وحاجته يُباع كتابه : " تاريخ مصر " للعطَّارين ! يجعلونه قراطيس يبيعون فيها التوابل والأعشاب للناس !! )
    قال أبو الدُّرِّ ياقوت الحموي في معجم البلدان [5 / 128 / طبعة دار الفكر ] في نهاية ترجمته للإمام الحافظ أبي محمد عبد الله بن خلف بن رافع القاهري المصري المعروف : ( بابن بُصَيْلَة ) قال : ( جمع تاريخا لمصر أجاد فيه ، ومات وهو في مُسوداته قد عجز أن يُبَيضَها لفقره !! فَبِيْعَ على العطَّارين لصَرِّ الحوائج ؟!! كأنْ لم يكن بمصر مَنْ يُعينه على تبييضه !! ولا ذو همةٍ يشتريه فَيُبَيضَه ؟!! والله المستعان ... )
    قلتُ : وهنا تُسْكبُ العبرات ، وتتابع الحسرات ، وتتزاحم الزفرات ، وتكثر الأنّات والآهات !!
    وقد عُلِمَ : أن فن التاريخ قائم على نقل الأخبار من هنا وهناك ، مع الترتيب والتهذيب ، وهذا أشق على النفس من إنشاء الكلام وتوليده وارتجاله !! وقد قال ابن عبد ربه في ديباجة العقد الفريد : ( اختيار الكلام أصعب مِنْ تأليفه !! )
    ولكن : ما حِيلة أبي محمد المِسْكِي الإمام الحافظ وهو يشكو الفقر في كل ساعة ؟! ويُعاني مرير العيش والمجاعة ، وكأنِّي به وقد رقد الجوع بين صدره وضلوعه ، وحال دون نومه وهجوعه ، وانقطع به السبيل عن وجْدَانِ مَنْ يسدُّ له حاجته ، ويُرَقِّعُ برحمته له أثمال خرقته ! فلم يجد لِمَا ألمَّ به مُخْرجا ، ولا لِمَا حلَّ بساحته مُعينا أو مُنْقذا ! حتى مات وجاء اليوم الذي بِيع فيه فلذة كبده ، ودُرَّة عمره ؟ أعني : ( تاريخه ) الذي ضاعت في تسطيره شريف أنفاسه ، وغابت فيه طيبات وقته بين دواته وقِرْطاسِه ، فكأنما انتدب الأصحاب والأقران لإخراجه فما استطاع !! وذهب ما كان يُؤمِّله من نشْره بين الناس وضاع !! حتى ساقتْه بواعث الأقدار ، إلى بيع ثمرة فؤاده إلى كل عطَّار ، كيما يجعله قراطيس يحشد فيها عطارته ، ويجمع بداخلها توابله وأعشابه ! وهكذا يضيع هذا الكنز الثمين في مُخلَّفات حوائج الناس ! ويذهب كلُّ عناء كان في تحصيله كما تذهب حرارة الأنفاس !!
    وكأني بأبي علي الفالي – بالفاء- وقد كان يملك نسخة من كتاب " الجمهرة " لابن دريد في غاية الجودة ، فدعتْه الحاجة إلى بيعها !! فباعها إلى بعضهم وكتب على ظهرها :
    أنِستُ بها عشرين حولاً وبعتُها ... لقد طال وجْدِي بعدها وحنيني
    وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلَّدتْنِي في السجون ديوني
    ولكنْ لضعفٍ وافتقارٍ وصِبْيَةٍ ... صغارٍ عليهم تستهلُّ شؤوني
    فقلت ولم أملك سوابق عَبْرةٍ ... مقالة مَكْويِّ الفؤاد حزين
    وقد تُخْرِجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالك ... كرائمَ من ربٍ بهن ضنينُ
    والخبر : في وفيات الأعيان [ 3 / 316 ] وغيره ...
    وهذا المسكي والفالي : كلاهما وجد التفريج عن حاجته ، ولو ببيْع شريف مُهْجته !
    فَمَنْ لبائس فقير : قد عمل فيه مِبْضَعُ الحاجات كلَّ عمل ، واحْتَوَشَتْه وأهلَه غارباتُ الهموم فأصبح منها على وجل ! وضرب في دروب الأزقة يلتمس من يشتري منه نفائس كتبه ، ويتطلبُ الوقوف على من يبغي نفعه بالمقايضة على حصيلة عمره ، من تلك الكتب والأسفار ، التي تفرَّقَ شملُه في جمْعها ليل نهار ! وكابد في تحصيلها الشدائد والأهوال ، وخاض - دون بغيتها - ما عزَّ الخوض فيه على أماثل الرجال ! فلم يجد لندائه مجيبا ، وما سمع لطرْق باب طالبه صريرا ، فصار يتقلب من هم إلى غم ، ومن وصب إلى نصب ! فلو نطقت الحروف بكل معنى مسطور ، لكان كله طرفا مما تكتظُ بمرارته الصدور !! بل لو عَرضَ هذا البائس نفسه في أسواق البيع والشراء ، لانْزَوَى عنه الراغبون كما انْزَوتْ الأرضُ عن أعمدة السماء !! ولو ربح بيعه لكان بِفِلْس ،لا يخرج من جيْب صاحبه إلا كما تخرج الروح والنَّفْس !! وقد صدق من قال :
    فصاحةُ حسَّانٍ وخطُّ ابنُ مُقْلة *** وحكمةُ لقمانٍ وزهدُ ابنُ أدهمِ
    إذا اجتمعتْ في المرء والمرءُ مُفْلسٌ *** ونُودِيْ عليه لا يُباع بدرهم !!
    والحمد لله على كل حال ... ونعوذ بالله من حال أهل النار ... والله المستعان لا رب سواه ...

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    المملكة المغربيّة
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    للرفع
    فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم



  5. #45

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    وَيا لَكِ أَياماً أَرَتنا صُروفَها *********** عَجائب لَم يَطرُقنَ في الحلم مَضجَعـا
    وَلَم يَبقَ إِلّا أَن نَرى الشَمسَ أَشرَقَت*********** مِنَ الغَرب حَتّى تَجعلَ الغَرب مَطلَعا
    فَيا دَهرُ جَدٌّ ذاكَ أَم أَنتَ هازِلٌ ******* وَكَيفَ بِمَن لَم يَدرِ لِلهَزَلِ مَنزَعا
    أحبابنا كلّ عضوٍ في محبَّتكِم *** كليمُ وجدٍ فهل للوصلِ ميقات
    يا حبَّذا في الصَّبا عن حيّكم خبرٌ ***وفي بروقِ الغضَا منكم إشارات

  6. #46

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    وَمَن عاشَ في الدُنيا فَلا بُدَّ أَن يَرى **** عَجائِبَ شَتّى وَالزَمانُ أَعاجِيبُ
    --------------------------------
    لَنَا وَلَهَا فِي كلِّ يَوْمٍ عَجَائِبٌ ** يَحَارُ لَهَا لُبُّ اللَّبِيبِ وَيَذْهَلُ
    يَطُولُ مَدَى الأَفْكَارِ في كُنْهِ أَمْرِها ** فَيَنْكُصُ عَنْ غَايَاتِه الْمُتَوَغِّلُ
    أحبابنا كلّ عضوٍ في محبَّتكِم *** كليمُ وجدٍ فهل للوصلِ ميقات
    يا حبَّذا في الصَّبا عن حيّكم خبرٌ ***وفي بروقِ الغضَا منكم إشارات

  7. #47

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    العجيبة [ رقم 4] :
    ( كلب للأكل بخمسة دنانىر!! )

    قال العلامة المقرىزى فى حوادث (سنة 461 هـ )من كتابه : اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطمىىن الخلفاء [1 / 200] : (وفىها عظم الغلاء بمصر، واشتد جوع الناس؛ لقلة الأقوات فى الأعمال وكثرة الفساد !! وأكل الناس الجىفة والمىتات!! ووقفوا فى الطرقات فقتلوا من ظفروا به!! وبِىعتْ البىضة من بىض الدجاج بعشرة قرارىط !! وبلغت راوىة الماء دىنارًا !! وبىع دار ثمنها تسعمائة دىنارًا بدينارٍ!! وعمَّ مع الغلاء وباء شدىد، وشمل الخوف من العسكرىة وفساد العبىد، وانقطعت الطرقات برًا وبحرًا، وبىع رغىف الخبز زنته رطل فى زقاق القنادىل كما تباع التُّحف والطُّرف !! فبلغ أربعة عشر دىنارًا !! وبىع أردبُّ قمح بثمانىن دىنارًا !! ثم عدم ذلك كله !! وأُكِلتْ الكلاب والقطط!! فبىعَ الكلب للأكل بخمسة دنانىر !! وأبىعت حارة بمصر بطبق خبز!! وأكل الناس نحاتة النخل، ثم تزاىد الحال حتى أكل الناس بعضهم بعضًا !! وكان بمصر طوائف من أهل الفساد قد سكنوا بىوتًا قصىرة السقوف قرىبة ممن ىسعى فى الطرقات، فأعدوا سلبًا وخطاطىف، فإذا مر بهم أحد شالوه فى أقرب وقت، ثم ضربوه بالأخشاب وشرَّحوا لحمه وأكلوه !!
    قال الشرىف أبو عبد الله محمد الجوانى فى كتاب النقط: حدثنى بعض نساءنا الصالحات قالت:كانت لنا من الجارات امرأة تُرىنا أفخاذها وفىها كالحُفَر!! فتقول: أنا ممن خطفنى أكلة الناس فى الشدة !! فأخذنى إنسان، وكنت ذات جسم وسِمَن، فأدخلنى بىتًا فىه سكاكىن وآثار الدماء وزفرة القتىل!! فأضجعنى على وجهى وربط فى ىدى ورجلى سلبًا إلى أوتادٍ حدىد عرىانة!! ثم شرَّح أفخاذى وأنا أستغىث ولا أحد ىجىبنى !! ثم أضرم الفحم، وأشوى من لحمى !! وأكل أكلًا كثىرًا!! ثم سكر حتى وقع على جنبىه لا ىعرف أىن هو؟! فأخذت فى الحركة إلى أن تخلَّى أحد الأوتار، وأعان الله على الخلاص وخلصت، وحللت الرباط، وأخذت خروقًا من داره ولففت بها أفخاذى، وزحفت إلى باب الدار، وخرجت أزحف إلى أن وقعت إلى الناس، فحملت إلى بىتى، وعرفتهم بموضعه، فمضوا إلى الوالى فكبس علىه وضرب عنقه، و أقامت الدماء فى أفخاذى سنة إلى أن ختم الجرح، وبقى هكذا حُفَرًا) !
    قلتُ: ونحو تلك المجاعات تجدها : في البداىة والنهاىة [7 / 32] حوادث سنة 13 هـ، و [7 / 63] حوادث سنة 15 هـ و [11 / 205] حوادث سنة 331هـ و[11 / 213] حوادث سنة 334هـ و [12 / 71] حوادث سنة 409 هـ و [12 / 99] حوادث سنة 462 هـ و[13 / 26] حوادث سنة 597هـ و[13 / 108] حوادث سنة 622هـ و [13 / 167] حوادث سنة 643 هـ و [13 / 343] حوادث سنة 695هـ وغىر ذلك من سنى الزمان.
    ولو ذهبنا نذكر لك تلك المجاعات الواقعة فى غابر الأزمان، والتى سجَّلها مؤرخو الإسلام لطال الكلام جدًا !! على أنا لا ننكر ما كان ىجرى فىها مما ىحكى بعضه المقرىزى وغىره ، بل نصدق بذلك على سبىل الإجمال، أما تفاصىل ذلك فالله أعلم بالحال .
    لا تخلو تلك الأخبار من مبالغة لتهوىل الخطب. وإلا فقد شاهدنا من ىأكل لحم إنسان بعد أن شواه!! ورأىنا من ىتلذذ بمضغه والنهش منه!! وهذا بشع جدًا!! حتى كدنا أن نصاب بالغثىان!! فاللهم غفرًا.

  8. #48

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    أحسن الله إليكم يا شيخنا الفاضل سعيد السناري.

  9. #49

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    الغريبة [رقم/ 1] : ( حكاية الأعور ذي العين الواحدة ! )


    أخبرنا الشيخ الصالح أبو أنس أسامة بن السيد بن عبيد الأثري
    الحنفي المصري- إجازة بالمشافهة - والشيخ أبو معاذ صلاح بن محمد عويضة – إجازة بالمشافهة – وغيرهما عن عبد العزيز بن الصديق الغماري عن محمد عبد الحي الكتاني عن شيخه عبد الله بن درويش السكري الحنفي عن شيخه عبد الرحمن بن محمد الكزبري عن شيخه عمر بن عقيل المكي عن شيخه محمد مرتضى الزبيدي عن شيخه حسن بن عليّ العجيمي عن شيخه البرهان إبراهيم الميموني عن شيخه الشمس الرملي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر عن أبي هريرة ابن الذهبي عن أبي نصر محمد بن أبي نصر بن الشيرازي عن جده عن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر أنه قال في تاريخه [67/46-47/طبعة دار الفكر] : « أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبانا أبو الحسن بن الحنائي أنبانا أبو بكر محمد بن علي الحداد أنبأنا أبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن السمسار قالا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أخبرنا أبو عبد الله وكان رجلا صالحا من أهل الغوطة من برزة، وكان يصوم الاثنين والخميس، وكان أعور، وكان قد بلغ سنة ثمانين سنة أو جاوزها، فقلت: يا أبا عبد الله أيش كان سبب ذهاب عينك؟ فقال أمر عجيب معجز! فقلت حدثني به، فامتنع علي في ذلك شهورا كثيرة، وأنا أسأله! إلى أن حدثني فقال لي: كنت وأنا شاب أسكن بَرْزة، فجاءني إلى بيتي رجلان من الـحُوَاة، فنزلا عليَّ، ودفعا إليَّ ثمن غِرارة قمح، وقالا لي: اشْتَرِ لنا غرارة قمح، فاشتريت لهما، فقالا: اطْحنها،؟ ودفعا إليَّ أجرة الطحين، فطحنتها، فقالا لي: أعجن لنا كل يوم ربع دقيق، وأنفق علينا خمسة دراهم في لحم وشئ حُلو، ودفعا إليَّ خمسين درهما، وأقاما عندي جمعة، ثم قالا لي: في قرية بَرْزة وادٍ ؟ فقلت: نعم، فأريتهما إيَّاه بالنهار، فوقفا عليه، ثم خرجا إليه في نصف الليل، وأخذاني معهما، ونزلا فيه إلى قعره، ومشيا فيه نحو نصفه، وكانت معهما دابة محمَّلة، فحطَّا عنها، وأخرجا خَـمْسَ مجامر، وأوقدا فيها نارًا، وجعلا في الخمس مجامر بخورا كثيرا حتى عجْعج الوادي بالدخان، وأقبلا يُعزِّمان، والحيات تقبل إليهما من كل مكان فلا يعرضوا لحيَّة منها! إلى أن جاءت إليهم حيَّة نحو ذراعٍ أو أطول قليلا، وعيناها توقدان مثل الدينار، فلما رأياها فَرِحا واستبشرا وسُرَّا سرورا عظيما، وقالا: من أجل هذه الحية جئنا من بلد خراسان نسير نحوًا من سنة! فالحمد لله الذي لم يخيِّب سفرنا وعظيم نفقتنا، ثم قبضا على الحية وأطفآ النار، وكسرا المجامر، ثم أخذا ميلا فأدخلاه في عين الحية واكتحلا به! فلما رأيتهما فعلا ذلك قلت لهما: اكْحلاني كما اكتحلتما، فقالا لي: ما يصلح لك ! قلت: لا بد لي من ذلك، قالا: يا هذا ما لك فائدة فيه، قلت: والله لا زايلْتُكما أو تكحلاني منها! فقالا لي: يا هذا إنا قد مالحناك، ووجب حقك علينا، وقد برناك بخمسين درهما، وأنفقنا في منزلك نحو مائة درهم، وما نشتهي أن يقع بيننا وبينك شرٌّ وخصومة فيما لا إرب لك فيه ولا فائدة، فقلت: والله الذي لا إله إلا هو لئن لم تكحلاني لأصرخن بالوالى حتى يخرج فيأخذكما وما معكما وينهبكما! فلما لم يريا لهما مني مخلصا قالا لي: فنكحل عينك الواحدة، فرضيت بذلك، فكحلا عيني اليُمْنى ،فحين وقع ذلك في عيني نظرت إلى الأرض تحتي مثل المرآة أنظر ما تحتها كما [تُرَى] المرآة ! ثم قالا لي وحمَلا دابتهما: سِرْ معنا قليلا، فسرت معهما وهما يتحدثان، حتى إذا بعدنا عن القرية علَّقاني وكتَّفاني، ثم أدخل أحدهما يده في عيني فقلعها ورمي بها! وتركاني مكتَّفًا ومَضَيا، فكان آخر العهد بهما، ولم أزل مكتَّفًا إلى الصبح حتى جاءني نفر من الناس فحلَّني، فهذا ما كان من خبر عيني .)



    قلتُ : وهذه قصة صحيحة الإسناد إلى هذا الرجل الأعور ! والعهدة عليه فيما قال وحَكَى ! وإن كنتُ أرى أن ما قصَّه ليس بعيدًا في عالم الإمكان . والله المستعان.

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النوراني مشاهدة المشاركة
    الغريبة [رقم/ 1] : ( حكاية الأعور ذي العين الواحدة ! )

    فحين وقع ذلك في عيني نظرت إلى الأرض تحتي مثل المرآة أنظر ما تحتها كما [تُرَى] المرآة !

    جوزيتَ خيرًا أيها الفاضل النوراني على ما تتحفنا به من غرائب وعجائب..
    ألا ترى -والقصة كلها تتعلق بالنظر وفضوله- أنّ قوله "أنظر ما تحتها" فيه نظر؟ ألم يكن من المناسب أن يقول: "ما فوقها"، لأنّ المرآة تعكس ما يقابلها، ولا تشفّ عمّا وراءها؟
    ثم أرنا -نوَّر الله بصيرتك- سرّ قولك "الأعور ذي العين الواحدة"، فإنّه قد يثير بعض الالتباس...
    بوركت، وسلّمك الله لأهلك وأهل الألوكة...

  11. #51

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.


    جوزيتَ خيرًا أيها الفاضل النوراني على ما تتحفنا به من غرائب وعجائب..
    ألا ترى -والقصة كلها تتعلق بالنظر وفضوله- أنّ قوله "أنظر ما تحتها" فيه نظر؟ ألم يكن من المناسب أن يقول: "ما فوقها"، لأنّ المرآة تعكس ما يقابلها، ولا تشفّ عمّا وراءها؟
    ثم أرنا -نوَّر الله بصيرتك- سرّ قولك "الأعور ذي العين الواحدة"، فإنّه قد يثير بعض الالتباس...
    بوركت، وسلّمك الله لأهلك وأهل الألوكة...
    مرحبًا بالفاضل الناقد ، والأديب الأريب الأخ الواحدي الذي كلما شممتُ أريج مجيئه تنسَّمتُ قول شيخ المعرّة :
    وأرى التوحدَ في حياتِكَ نعمةً ... فإِنِ استطعْتَ بلوغَهُ فتوحدِ
    والذي ظهر لي من قول ذلك العور : ( نظرت إلى الأرض تحتي مثل المرآة أنظر ما تحتها ...) أنه لم يقصد حقيقية المرآة ! إنما قصد ما فيها من الصفاء ونقاء جوهرها، وشفوف صفحتها .... ولو أنه عبَّر بـ : ( الزجاج ) لكان أوفى لمقصده ، وأتمَّ لبغيته ، وأصلح لاستقامة كلامه .
    وأما قولنا : (الأعور ذي العين الواحدة !) فذا من باب الإشباع في الإيضاح ! وإن شئتَ قلتَ : هو احتراز عما خلق الله فيه أكثر من عينين ؟
    وعلى كل حال : أدامكم الله لغرائبنا ناقدين ، وأقامكم لعجائبنا غامزين ! وجزاكم خير ما جزى به عباده الصابرين .

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    حفظك الله، وفتح لك أبواب كل خير.
    وتوجيه عنوان قصتك التي أتحفتنا بها: أنَّ كلّ ذا عين واحدة أعور، وليس كلّ أعور ذا عين واحدة. و"بطل" القصة قد اقتلِعت عينه...
    فالدجَّال -أعاذنا الله من شر فتنته- أعور، لكن له عينان: إحداهما سليمة يبصر بها، والأخرى معطوبة "طافية" أو "طافئة"...
    أمَّا توجيه ذِكرِه للمرآة، فهو الرعب الذي سكنه منذ وقوع الحادثة، حتى صار يرى الأشياء مقلوبة، ويعبِّر عنها بشكل مقلوب...
    وما ذكره عن رؤية ما تحت الأرض يوافق مذهب أبي منصور البغدادي القائل "بوقوف الأرض" وأنها تشبه القبّة...
    ويشفع له عصره الذي صنّف فيه كتابه (أصول الدين). لكن جاءت زمر الأحباش، فاتخذوا كلامه هذا دينًا يُتَعبَّد به، وعقيدة يُتمَسَّك بها!! وأولادهم في المدارس لا يجيبون عن بعض مسائل الجغرافيا والفيزياء لهذا السبب!
    أمّا "البطل" أبو عبد الله، فأمره عجيب غريب! وضلوعه في مساعدة السحرة وممارسة طقوس السحر، يكفي لإسقاط روايته..
    ولعلّك تفيدنا بحكم التائب، هل يفتح له أهل الجرح والتعديل سجِلاًّ جديدًأ؟ أم تظل ورقته ملطخة بما اقترفه، ولو تاب واحتسب؟
    والله ولِيُّ التوفيق.

    (وفي "أصول الدين"، ص61-62، كلام لأرسطو وابن الراوندي وغيرهما، عندما تتأمَّلُه، تتساءل بحق: ما هو الجديد الذي أتى به نيوتن؟)

  13. #53

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    حفظك الله، وفتح لك أبواب كل خير.
    وتوجيه عنوان قصتك التي أتحفتنا بها: أنَّ كلّ ذا عين واحدة أعور، وليس كلّ أعور ذا عين واحدة. و"بطل" القصة قد اقتلِعت عينه...
    فالدجَّال -أعاذنا الله من شر فتنته- أعور، لكن له عينان: إحداهما سليمة يبصر بها، والأخرى معطوبة "طافية" أو "طافئة"...
    أمَّا توجيه ذِكرِه للمرآة، فهو الرعب الذي سكنه منذ وقوع الحادثة، حتى صار يرى الأشياء مقلوبة، ويعبِّر عنها بشكل مقلوب...
    وما ذكره عن رؤية ما تحت الأرض يوافق مذهب أبي منصور البغدادي القائل "بوقوف الأرض" وأنها تشبه القبّة...
    ويشفع له عصره الذي صنّف فيه كتابه (أصول الدين). لكن جاءت زمر الأحباش، فاتخذوا كلامه هذا دينًا يُتَعبَّد به، وعقيدة يُتمَسَّك بها!! وأولادهم في المدارس لا يجيبون عن بعض مسائل الجغرافيا والفيزياء لهذا السبب!
    أمّا "البطل" أبو عبد الله، فأمره عجيب غريب! وضلوعه في مساعدة السحرة وممارسة طقوس السحر، يكفي لإسقاط روايته..
    ولعلّك تفيدنا بحكم التائب، هل يفتح له أهل الجرح والتعديل سجِلاًّ جديدًأ؟ أم تظل ورقته ملطخة بما اقترفه، ولو تاب واحتسب؟
    والله ولِيُّ التوفيق.

    (وفي "أصول الدين"، ص61-62، كلام لأرسطو وابن الراوندي وغيرهما، عندما تتأمَّلُه، تتساءل بحق: ما هو الجديد الذي أتى به نيوتن؟)

    جزاك الله خيرًا على تلك الفوائد العوائد.

  14. #54

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    الغريبة [رقم/2] ( علي بن الرفاعي انقلب إلى: عَلْيَا بنت الرفاعي ! ) .
    حكى العلامة محمد بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم أكمل الدين الراميني في ( مجاميعه ): قصة غريبة وقعت بدمشق فى سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، فقال: ( كان بمحلة القيمرية شاب أمرد أسمر اللون يُسمَّى على بن الرفاعى، وكان يجلِّد الكتب، ويهواه شخص يسمى عبد الرحمن بن الظنى، فوقع له معه واقعة أفضى أمرها للوقوف بين يدى القاضى كمال الدين العدوى الشافعى البقاعى الحاكم خلافة بمحكمة الميدان، فترجح عنده أن عليًّا المذكور خنثى ! وأنه للإنوثة أميل ! فأمر الاطباء بالكشف عليه فوجدوا له فرجا له حلمة صغيرة فوقها ثلاثة أبخاش صغار ! فأزالوا ذلك بالقطْع، فظهر تحت المحل المذكور: فرْجُ أنثى ! فعند ذلك حكم الحاكم الشافعى بأنوثته، وسموه: عَلْيَا وزوَّجوها بعاشقها عبد الرحمن المذكور، فدخل عليها فوجدها بِكْرًا ! وأزال بكارتها، وحملتْ منه، ووضعتْ أولادًا متعددة ! شاهد ذلك وتحقَّقه غالب أهل دمشق.). نقله عنه المحبي في خلاصة الأثر [3/316/طبعة دار صادر].
    قلتُ: وليست تلكم الحكاية - إنْ صحَّتْ - ببعيدة عن التصديق !

  15. #55

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    الغريبة [رقم/2] ( علي بن الرفاعي انقلب إلى: عَلْيَا بنت الرفاعي ! ) .


    حكى العلامة محمد بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم أكمل الدين الراميني في ( مجاميعه ): قصة غريبة وقعت بدمشق فى سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، فقال: ( كان بمحلة القيمرية شاب أمرد أسمر اللون يُسمَّى على بن الرفاعى، وكان يجلِّد الكتب، ويهواه شخص يسمى عبد الرحمن بن الظنى، فوقع له معه واقعة أفضى أمرها للوقوف بين يدى القاضى كمال الدين العدوى الشافعى البقاعى الحاكم خلافة بمحكمة الميدان، فترجح عنده أن عليًّا المذكور خنثى ! وأنه للإنوثة أميل ! فأمر الاطباء بالكشف عليه فوجدوا له فرجا له حلمة صغيرة فوقها ثلاثة أبخاش صغار ! فأزالوا ذلك بالقطْع، فظهر تحت المحل المذكور: فرْجُ أنثى ! فعند ذلك حكم الحاكم الشافعى بأنوثته، وسموه: عَلْيَا وزوَّجوها بعاشقها عبد الرحمن المذكور، فدخل عليها فوجدها بِكْرًا ! وأزال بكارتها، وحملتْ منه، ووضعتْ أولادًا متعددة ! شاهد ذلك وتحقَّقه غالب أهل دمشق.). نقله عنه المحبي في خلاصة الأثر [3/316/طبعة دار صادر].

    قلتُ: وليست تلكم الحكاية - إنْ صحَّتْ - ببعيدة عن التصديق !
    ولعل ما فعلوه مع الأخ علي الرفاعي - عفوا: الأخت عَلْيا - هو من أوائل العمليات الجراحية التي يتم فيها تحويل الخُنثى إلى أنثى! وكم في شباب الأمة اليوم من بحاجة إلى مثل تلك العمليات كيما يريحون أرواحهم من عناء التخنُّث في الأقوال والأفعال! ويقفون على حقيقة أنفسهم إن حاولوا التشبُّه يومًا بالرجال! فما رضوا بأصل خلقتهم التي فطرهم الله عليها، حتى انتكسوا إلى مضاهاة غيرها مما أقام الله أسورًا بين المحاكين لها والمقبلين إليها!
    وهكذا سقطوا من حيث قاموا، وهاموا في بحار انحرافهم حتى عاموا! إلى أنْ صدَّق الشيطان عليهم بظنِّه، وأجلب عليهم بخيله ورجْلِه، بتزيينه لهم كل فعل مشين، وتجميله كل خبيث عفين!! حتى هبطوا فى مستنقعات الغفلة والغفْوة، واستحكم عليهم الهوى وحب الشهوة، إلى أن تفاقم الخطب ببعضهم حتى جرفه تيار الفساد، وأقْصتْه داعيةُ البوار عن تذكُّر يوم المعاد، فلم يَعدْ لديه همّ فى هذه الحياة- الكئيبة - إلاَّ أن يتخنَّث فى مظهره، وأن يتخلَّع فى مشيته، باحثًا عن فتاة ساقطة، أو امرأة فى بحور السفور غارقة هابطة، ليذبح رجوليته تحت قدميها، ويتودَّد بمعصية ربه إليها، بل إن شاءت دار فى فلكها، وإن أشارت سبَّح بحمدها!!
    وهذا الطراز المحزن من الشباب: هم من انهزموا فى شخصياتهم وإرادتهم قبل أن ينهزموا فى ميادين الكفاح والعمل!! ظانين أن آية التمدُّن: هو التخلِّى عن مبادئ الإسلام!! وعلامة التقدُّم: هو التحلِّى بصفات أهل البوار!! غافلين عما أنزله الله إليهم، متعامين عمَّا قامت به الحجة عليهم!! فياويلهم إن صبَّحهم الله بعذابه، ويا حسرتهم حينما يُبصروا أليم عقابه.
    هدانا الله إلى ما يحبه ويرضى، وأخذ بأيدينا إلى البر والتقوى، وهيأ للأمة من يأخذ بيدها من عثرتها، ويجمع شملها حتى تستردَّ نهضتها.
    فإنه بكل جميل كفيل. وهو حسبنا ونعم الوكيل.


  16. #56

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )


    الغريبة [رقم/3] ( يا بَهِيَّة خَبِّرِيني يا عيني عَلِّي قتل ياسين؟)
    قال المؤرخ جمال بدوي في كتابه ( نافذة على تاريخ مصر ) [ص/190-192]:
    ( انتشرت في أرجاء مصر في أوائل القرن العشرين، أسطورة "ياسين وبَهيِّة"
    وشاعت على ألسنة الجماهير- يعن في مصر - أغنية "يا بهية خبريني.. عللي قتل ياسين..!" حتى باتت جزء من التراث الشعبي كسيرة أبي زيد الهلالي وحسن ونعيمة وأدهم الشرقاوي..
    يتغنى بها شاعر الربابة في المقاهي الشعبية، وفي حلقات السمر التي يقيمها الفلاحون في جرن القرية خلال أمسيات الصيف الندية، وتتملكهم النشوة وهم يتابعون بطولات ياسين وأعماله الخارقة من أجل مقاومة الظلم ونصرة البؤساء، ثم يخيم عليهم الحزن حين يفجعون بمصرعه على أيدي "السُّودانية من فوق ظهر الهجين".
    وظلت أسطورة ياسين وبهية مجالاً خصباً لخيال المؤلفين عبر الأجيال..
    كل جيل يضيف إليها ما يوافق ظروفه السياسية والاجتماعية، ويحقق حلم الشعب في ظهور البطل حتى لو كانت القصة الأصلية خالية من كل عناصر البطولة والشرف..
    وقد يدهش أصدقاء ياسين، إذا عرفوا أن بطلهم الأسطوري لم يكن سوى مجرم سفاح يحترف مهنة القتل بالأجر، ويتعيش من دماء الضحايا والأبرياء..
    وسوف تزداد دهشتهم، إذا عرفوا أن قاتل ياسين هو المجاهد الإسلامي المعروف اللواء محمد صالح حرب باشا وزير الحربية ورئيس جمعية الشبان المسلمين......
    وقد وقعت أحداث قصة مقتله حين كان صالح حرب في بداية حياته العملية بالجيش، وذهب إلى وادي حلفا ضمن بعثة عسكرية لشراء سرب من الجمال للخدمة في سلاح الهجانة، وفي أثناء عودة الضابط الشاب على رأس قطيع الجمال سمع عن قصة ياسين؟ أعنف شقي وأجرأ مجرم مشى على أرض مصر في زمنه، فقد اتخذ القتل حرفة، وإزهاق الأرواح تسلية..
    وكان يطرب كل الطرب عندما يسمع اسمه يردده الناس في خوف وفزع وهلع ويتمنى أن يكون مثل أبي زيد الهلالي.
    وامتد نشاطه الإجرامي على طول مديريتي قنا وأسوان.. وفشلت جميع الحملات التي أوفدتها الحكومة للقبض على ياسين حياً أو ميتاً.
    وبينما كان الضابط الشاب صالح حرب يستريح مع قطيعه من الجمال في بعض الأودية المتاخمة لجبال أسوان أبلغه أحد أتباعه أنه رأى بدوياً نائماً على بطنه عند إحدى المغارات وفي يده بندقية،
    فلما ذهب يستطلع الخبر فوجئ بوابل من الرصاص ينهمر من ناحية المغارة، فأدرك على الفور أن القدر وضعه وجهاً لوجه أمام ياسين، وأنه لن يخرج من المنطقة كما دخلها.. فإما قاتلاً أو قتيلاً..
    وخطرت للضابط الشاب فكرة جريئة، فاستدار نحو قمة التل الذي يعلو فتحة المغارة وأسقط حبلاً تتدلى منه حزمة من البوص المشتعل، وحملت الريح الدخان إلى فوهة المغارة وشعر ياسين بالاختناق، فاضطر إلى الخروج منها، ودارت معركة حامية الوطيس، -وكان سلاح الهجانة في ذلك
    الوقت سلاحاً بارعاً في التنشين الماهر وإصابة الهدف- فإذا أربع رصاصات في المليان.. وألقى الشقي بسلاحه فجرى نحوه الهجانة، فإذا به قد انتهى بعد أن استقرت إحدى الرصاصات في قلبه..
    ودخلوا المغارة المظلمة على أعواد الثقاب... ففوجئوا بامرأة تصرخ ومعها طفل يولول.. فأخرجوهما،
    واتضح أن المرأة المسكينة زوجة الشقي، والولد ولده، فلما علمت الزوجة بمقتل ياسين اندفعت تزغرد وتقول في حماس: بركة لي .. بركة لي..
    وظن الجميع أنها تتصنع الفرح خوفاً منهم . ولكنهم علموا أنها جادة لأنها كنت تعيش معه في خوف وبلاء.
    وانتهت حياة ياسين السفاح المحترف وبقيت أسطورته في وجدان الجماهير التي تبحث دائماً عن بطل يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً
    فإذا لم تجده في الحقيقة صنعته في الخيال.
    )

    قلت: وكم في الموروث الشعبي من حكايات الأبطال - في زعمهم - ما يشاكل حقيقة ياسين ذلك القاتل الأجير؟
    ويشبه هذا الياسين في إجرامه: ذلك البطل الأسطوري الآخر : ( أدهم الشرقاوي )! اللص المحترف! وسارق المواشي؟ الذي قتل صاحبه من أجل فلاحة كان يهيم بحبها! وهو بعدُ لم تبلغ سِنِي عمره التاسعة عشرة! ثم انصرف إلى الإجرام! ووضع يده في يد الشيطان! وفعل الأفاعيل بالضعفاء والناس! وسنفرد الكلام عنه في ( الغريبة [رقم/4] ). إن شاء الله
    أما ياسين صاحب بهية: فقد ذكرتْ جريدة الاهرام فى التاسع من ديسمبر عام 1905 حقيقته وخبر مقتله بما لا مزيد عليه.
    والغريب: أن البعض لا يزال مصرًا على تتويج مثل هذا القاتل بطلا! واختلاق سيرة المناضلين له لتخليدها في سجل التاريخ!
    ففي عام 1965 مـ قام الكاتب نجيب سرور - لأول مرة - بكتابة روايته الشعرية ( ياسين وبهية ).
    ثم كتبها للمسرح بعنوان "يا بهية وخبريني" عام 1967مـ . وتمَّ إخراجها في نفس العام.
    وعنه أخذ الناس في ترنيم أخبار ياسين في أهازيجهم وأغانيهم.
    وفي عام 1982 مــ تم عرض مسلسل ( ياسين وبهية ) على شاشة التلفاز المصري!
    وهكذا غيَّمتْ تلك الأكاذيب على حقيقة هذا القاتل المحترف؟ كما غيَّمَتْ من قبل على حقيقة ( أدهم الشرقاوي )!
    ولله في خلقه شئون.
    [تنبيه] قد نقل المؤرخ جمال البدوي أصل قصة ياسين عن ( ذكريات المجاهد اللواء محمد صالح حرب) الصادرة عن سلسلة ذاكرة الكتابة فى هيئة قصور الثقافة ، دراسة وتقديم أحمد حسن الكنانى وتقديم د.أحمد زكريا الشلق.
    وهي ذكريات جديرة بالقراءة والمطالعة.
    ومحمد صالح حرب: ذلك المناضل المجاهد الذي لا يعرفه أحد؟ وعنه يقول الأستاذ أحمد الخطيب في جريدة ( المصري اليوم ) ٢٥/ ٧/ ٢٠١٠ في الحلقة الأولى من مقالاته عن هذا الرجل: (اللواء محمد صالح حرب قام بأهم حدث تاريخى فى حياة مصر قبل الثورة لا يقل أهمية عن ثورة ١٩١٩ التى قام بها سعد زغلول، وهو قيام حرب فى نوفمبر ١٩١٥ بالثورة المسلحة ضد الإنجليز عندما انضم إلى القوات السنوسية ومعه القوات المصرية فى مرسى مطروح ضد القوات الإنجليزية، واستطاع أن يحشد عدداً من القبائل فى مرسى مطروح للانضمام إليه وللقوات السنوسية، وأعلن الثورة فى ٢٧/١١/١٩١٥ فى صحراء مصر الغربية، وظل حرب بقواته يحارب الإنجليز حتى سنة ١٩١٨، وتعد هذه الثورة هى أول ثورة عسكرية يقوم بها مصرى ضد الإنجليز منذ الاحتلال البريطانى لمصر عام ١٨٨٢.
    وإذا كان سعد زغلول لايزال يذكره التاريخ لقيامه بثورة سلمية ضد الإنجليز عام ١٩١٩، فكيف يكون المقام مع رجل قام بثورة مسلحة ضد الاحتلال الإنجليزى لمدة ثلاث سنوات يحارب الإنجليز فى الصحراء، كانت نتيجتها أن استولى بقواته على الواحات لمدة عامين، وأصبح قائداً للمجاهدين، وكبد القوات الإنجليزية خسائر بلغت نحو ٥٠ مليون جنيه بحساب ذلك الزمن ...
    ).
    قلت: ولعلنا نُفْرِد لهذا الرجل موضوعًا خاصا نُعرَّف الناس به، وبجهاده ونضاله في سبيل أمة الإسلام، وقد كان المرشد العام لجمعية ( الشُّبَّان المسلمين ) بعد موت مؤسسها عبد الحميد بك سعيد.
    وحسبنا الله ونعم الوكيل
    .

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    الجزائر المحروسة
    المشاركات
    1,455

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو المظَفَّر السِّنَّاري مشاهدة المشاركة
    [غريبة رقم 3 ] ( ابن عجيبة : شيخ الصوفية : تضربه إمرأته !!)
    وكان لابن عجيبة من النساء : خمس أبكار وثيِّب !! أنجب منهن : واحدا وثلاثين ولدا !
    وكان أزواجه : يعاملنه معاملة سيئة للغاية !! وكأنه كان لا يُحسن عشرتهن ! أو تربيتهن !
    وقد حكى في كتابه الفهرسة [ص : 21 / تحقيق : عبد الحميد صالح حمدان ] عن بعض مواقف نسائه معه فقال : ( كنت ذات يوم في خلوتي في موضع عال، فغضبت بعض نسائي، وحركتها الغيرة، فصعدت إلي، ولبَّبَتْني، وأنزلتني دردبة !؟ ثم أخرجتني عن باب الدار، وشدَّتْ الباب ... خلفي، فبت خارج الدار !!...
    وأتيتُ لها ذات يوم بجبنتين طريتين في وعاء، فوجدتها غضبى، فعجنتهما برجلها ثم رمتْ بهما وجهي!! وكنت جالسا فضربت رأسي في الحائط ضربا شديدا !! وأما السب والدعاء فلا يُعد ولا يُحصى !! ) ..
    قلتُ : فبالله من يكون بتلك الحال مع نسائه ! هل يُرجى منه صلاح أو إصلاح ؟!
    وهل أمثاله يصلحون لبناء المجتمعات الفاضلة وهم بعدُ لا يستطيعون كبح جماح نسائهم الجاهلات ؟!
    وهل يرضى الحرُّ لنفسه أن تضربه امرأة ؟! فكيف إذا كانت زوجته ؟ فوالله : للقبر آنذاك خير من تلك الحياة النكدة !!
    وتراه يعتذر لنسائه عما ارتكبنه في حقه من أصناف الحمق ! فيقول : (وصاحب الغيرة معذور في كل ما يصدر منه !! أرأيت لو رأيت امرأتك تذهب إلى غيرك يلعب بها !!؟ هل كنت تصبر ؟ فالأمر واحد !! )
    هكذا يقول هذا الإنسان !! وحتى القياس تراه لا يحسنه !!
    أخي الأديب اللّوذعي؛ أبو المظفّر السّناري: لي تعقيب لطيف على ما حَـمَّرْتُهُ من كتابك وهو:
    قول ابن عجيبة: (وصاحب الغيرة معذور في كل ما يصدر منه) يقصد به غيرة نسائه (الضرائر) ؛ يعني أن زوجه تغار عليه لأنه متزوج بغيرها =فهي تغار عليه وتغار من ضرتها -وكذلك تفعل النساء- ..فتراها لا ترضى منه إحسانه و ملاطفته لها فتعجن الجبنتين الطريتين اللتين قدّمهما لها و ترمي بهما في وجهه..
    فهو يعذرها؛ لأن تصرفها صدر من غيرتها عليه ..فهي لا تصبر أن تراه داخلا عليها و قد علمتْ أنه كان بين أحضان امرأة أخرى (=زوجه) يلاعبها و تلاعبه..
    ثم بالغ في عذرها (أو إعذارها) بضرب ذلك المثال وهو قوله:( أرأيت لو رأيت امرأتك تذهب إلى غيرك يلعب بها !!؟ هل كنت تصبر ؟ فالأمر واحد ) يريد أن يقول للقارئ : ضع نفسك مكانها ..أتصبر أن ترى امرأتك تذهب إلى رجل آخر..
    فهو قاس :(غيرة المرأة على الرجل من أن يشاركها فيه غيرها) على :(غيرة الرجل على المرأة من أن يشاركه فيها غيره) بجامع: (الغيرة الآدمية) أي أن كل منهما آدمي، رُكّب في طبعه عدم الرضا بالمشارك في الاستمتاع..
    هذا الذي عناه هذا الرجل العجيب "ابن عجيبة" وإن قصرت به عبارته في بيانه لأنه كان يكتب بلغة قريبة من العامية (العامية المغربية) ..
    فقياسه هنا حَسَنٌ على أصول المنطق وهو قياس عقلي صحيح ..
    لكنه في الشّرع: هو قياس مع الفارق لأنه لم يلحظ الفرق بين المرأة و الرجل في الخِلقة البيولوجية و النّفسية .. و هو أيضا قياس في مقابلة النص ؛"فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباعا..) الآية
    فإن فهم أخونا الأديبُ المشرقيُّ أبو المظفّر السّناري،من كلامه ما فهمتُه أنا هنا؛ فقوله:( هكذا يقول هذا الإنسان !! وحتى القياس تراه لا يحسنه !! ) حسنٌ باعتبار أنه قياس فاسد ..
    أما إن فهم من كلامه فهماً آخرَ، غير الذي تبادر لفهمي؛ فقوله السّابق: غير حسن ،باعتبار أنه قياس منطقي صحيح . لكنه كما أسلفنا يرده الشرع و كما قيل:" لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخفين أولى بالمسح من أعلاهما"

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    أكناف بيت المقدس
    المشاركات
    137

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    حفظك الله شيخ أبو المظفر
    و بارك الله في الإخوة الناقدين
    يا رب : إليك وإلا لا تشد الركائب وعنك وإلا فالمحدث واهم وفيك وإلا فالغرام مضيع

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    كهف مليء بالعجائب وتشكر على أنك أطلاعتنا عليها وفقك الله

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    اللهم باركـ لنا في شـامنا
    المشاركات
    792

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    والله ِ لو أقتصرُ على مقالات الشيخ / أبي المظفر الحديثية وغيرها !
    في الملكة الأدبية والكلام الفصيح الرجيح لكفى !
    يا رب !!
    اجْعلني من الرَّاسخين في العلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •