تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 61

الموضوع: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

  1. #1

    افتراضي كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا موضوع أكتبه على فترات متقاربة ، لأسجِّل فيه كل شاردة وواردة ، مما وقع لي قديما وحديثا أثناء المطالعة ، وما اقتنصتْه شباك أفكاري من أودية فنون تلك المعارف الساطعة ، وجعلته على غرار ( بدائع الفوائد ) للشمس ابن القيم ، و( الفنون ) لابن عقيل الحنبلي ، و( الكشول ) و( المخلاة ) كلاهما للبهاء العاملي ، و( جؤنة العطار ) لأبي الفيض الغماري ، وما جرى مجرى هاتيك المؤلفات ، وكان على طراز تلكم المصنفات ، وقد قسَّمته أقساما ، وجعلتُ لرءوس مواضيعه أعلاما ، ومداخل يتطرَّق بها المتصفِّح إلى المجمل من أطرافه والمفصَّل ، وسبيلا يهتدي به الطالب لأبوابه ويتوصَّل ...
    وهي ذي : [ ( غريبة ) و ( عجيبة ) ( نادرة ) و ( لطيفة ) و ( فائدة ) و( عبرة ) و ( داهية ) و ( عاصمة ) و ( قاصمة ) و ( طريفة ) و ( مُضْحِكة ) و ( مُبْكِتة ) و ( موعظة ) .... ...... ]
    ولستُ في هذا الموضوع بحمالة حطب !! ولاخائضا- فيما أُورد- بحور الجزاف والعطب !! بل ننقد ما ننقل ، ونتثبَّت فيما نعمل ، وننْسبُ كل قول إلى قائله ، ونعزو كل حرف إلى لافظه ، مع التحري في كل ذلك ، و النَّصَفَة بين الغرماء فيما هنالك ....
    وقد عزمتُ على كل من يريد أن يغترف من سواقي تلك الأنهار ، أو يحصِّل ما شاء من بديعات ما أسطره من أخبار : أن يشُيد بالمصدر الذي نهل منه ، ويرفع رأسا لهذا النهر الذي صدر عنه ، إنْ هو احتاج إلى هذا في بعض الأوقات ، أو اضطر للنقل منه مرة أو مرات ، فيقول مثلا : ( نقلتُ كذا بواسطة كذا ؟ ) فإن من بركة العلم أن يُنسب إلى أهله ، وعدم شكرانه التفريط فيه والقعود عن دَرَكه !!
    ونسأل الله الثبات حتى الممات ، ومزيدا من الأعمال الباقيات الصالحات ، فإنه بكل جميل كفيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ..... وهذا آوان الشروع في المراد ......

  2. #2

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    [ العجيبة رقم (1) ] ( مُحدِّث له وجه حمار !! )
    نقل صاحب القول المبين في أخطاء المصلين [ ص 252 / طبعة ابن عفان ] عن صاحب فتح الملهم شرح صحيح مسلم [ 2 / 64 ] أنه قال - وهو بصدد شرح حديث: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يُحوِّلَ اللهُ رأسَه رأسَ حمار )
    قال : ( قال ابن حجر عن بعض المحدّثين : أنه رحل إلى دمشق لأخذ الحديث عن شيخٍ مشهورٍ بها ، فقرأ عليه جملة ، لكنه كان يجعل بينه و بينه حجاباً ، ولم ير وجهه ، فلما طالت ملازمتُه له ، ورأى حرصه على الحديث ، كشف له الستر ، فرأى وجهه : وجه حمار ، فقال له : احذر يا بُنيَّ أن تسبق الإمام ، فإني لما مرّ بي في الحديث استبعدتُ وقوعه ، فسبقتُ الإمام ، فصار وجهي كما ترى !! )
    قلتُ : هذه حكاية منقطعة عمن لا يُدْرى مَنْ هو ؟!! وقد طال تتبعي لها في كتب ابن حجر المطبوعة فلم أقف لها على أثر ؟!! إلا أن عدم صحتها – عندنا – لا يدل على عدم صحتها في نفس الأمر !!
    وقد صح عند الجماعة من حديث أبي هريرة مرفوعا: ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار ) وقد اختلف العلماء حول هذا التحويل : هل هو حقيقي أو معنوي ؟!! فنقل الحافظ في ( الفتح ) عن ابن بزيزة أنه قال : ( يحتمل أن يراد بالتحويل المسخ أو تحويل الهيئة الحسية أو المعنوية أو هما معا )
    قال الحافظ :( وحمله آخرون على ظاهره إذ لا مانع من جواز وقوع ذلك وسيأتي في كتاب الأشربة الدليل على جواز وقوع المسخ في هذه الأمة وهو حديث أبي مالك الأشعري في المغازي فإن فيه ذكر الخسف وفي آخره ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة .....)
    قلتُ : وظاهر الحديث هو الظاهر في تلك المسألة ، ويؤيده حديث أبي مالك الأشعري الذي أشار إليه الحافظ آنفا ، من وقوع المسخ في هذه الأمة قبل قيام الساعة .....

    فالحاصل : أن جواز أن يوجد رجل ممسوخ ، أو امرأة ممسوخة ، بين الناس في الغابر والحاضر : هو أمر غير منكر ولا مستبعد !! إلا أن أكثر الحكايات في هذا مما لا تقوم على ساق !! ولا تثبت من وجه مبين على تباينها واشتهار بعضها بين الناس !!
    بل في تلك الأعصار : شُوهدت صور ومرئيات فيها شيئ من هذا القبيل ، وقد وقفتُ على طائفة منها ، فإذا هي من ألاعيب بعض المُهرِّجين !! تبدو عليها أمارات الخُدعة لمن تأمَّلها من حُذَّاق العالمين ....

  3. #3

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وأين البقية من العجائب أخي الكريم
    أستميحك العذر ،لو تناقشنا قليلا بالاسم لما كتبت عنوانه،فلعلنا نسدد لشئ من الرأي فيه،هل ممكن
    تحياتي

  4. #4

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأنصاري المديني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وأين البقية من العجائب أخي الكريم
    أستميحك العذر ،لو تناقشنا قليلا بالاسم لما كتبت عنوانه،فلعلنا نسدد لشئ من الرأي فيه،هل ممكن
    تحياتي
    وعليك السلام يا أخي : وأخبرك أن الجعبة مليئة بالعجائب !! وأن الحقيبة محشوة بالغرائب !! وأنا أُخرج منها ما يسركم تباعا إن شاء الله ... ولكن ؟
    أخبرني : ما الذي لا يرضيك من عنوان موضوعي أيها الفاضل ؟!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    مرحبًا يا شيخ سعيد ، موضوع طريف أعانك الله ونفع بك.
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  6. #6

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    [ العجيبة رقم 2 ] ( نساء ظللن عشرات الأعوام لا يأكلن ولا يشربن !! )

    قلتُ : وقع ذلك في حكايات ثابتة بنقل الثقات الأمناء عن طائفة من النساء والرجال معا !! إلا أن ذلك في النساء أشهر منه في غيرهن !! ومن هاتيك النسوة :

    1- رحمة بنت إبراهيم الخوارزمية !!
    فقال الذهبي في ترجمة (عيسى بن محمد الطهماني المروزي، الكاتب ) من سير النبلاء [ 13 / 572 ]
    (قال الحاكم: حدثنا أبي، سمع الطهماني يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب، ولا تروث.
    وقال يحيى العنبري: سمعت الطهماني يحكي شأن التي لا تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيفا وعشرين سنة، وأنه عاين ذلك !! )
    قال الذهبي : ( قلت : سُقتُ قصتها في تاريخ الإسلام، وهي رحمة بنت إبراهيم، قُتِل زوجها، وترك ولدين، وكانت مسكينة، فنامت فرأت زوجها مع الشهداء، يأكل على موائد، وكانت صائمة، قالت : فاستأذنهم، وناولني كسرة، أكلتها، فوجدتها أطيب من كل شيء . فاستيقظت شبعانة واستمرّت .
    وهذه حكاية صحيحة، فسبحان القادر على كل شيء )
    وترجم لها القزويني في آثار البلاد ( ص234/ شاملة ) فقال (: رحمة بنت إبراهيم الهزارسية المشهورة بأنها ما تناولت ثلاثين سنة طعاماً . وحكى أبو العباس عيسى المروزي أنها إذا شمّت رائحة الطعام تأذّت، وذكرت أن بطنها لاصق بظهرها، فأخذت كيساً فيه حب القطن وشدّته على بطنها لئلاّ يقصف ظهرها، وبقيت إلى سنة ثمان وستين ومئتين )
    قلتُ : قد ساق الذهبي قصة تلك المرأة مطولة في عدة ورقات من تاريخه الكبير [ 22 / 218 – 221 / طبعة دار الكتاب العربي ] وكذا ساقها التاج ابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى [ 8 / 8 – 15 / طبعة عيسى الحلبي ] وكلاهما نقلاها من ( تاريخ نيسابور ) لأبي عبد الله الحاكم صاحب ( المستدرك ) ..
    وأنا أسوقها بطولها – لما فيها من العبرة – والسياق لابن السبكي نقلا عن ( تاريخ نيسابور )
    ( قال الحاكم : سمعت أبا زكرياء يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أبا العباس عيسى بن محمد بن عيسى الطهماني المروزي يقول إن الله سبحانه وتعالى يظهر إذا شاء ما شاء من الآيات والعبر في بريته فيزيد الإسلام بها عزا وقوة ويؤيد ما أنزل من الهدى والبينات وينشر أعلام النبوة ويوضح دلائل الرسالة ويوثق عرى الإسلام ويثبت حقائق الإيمان منا منه على أوليائه وزيادة في البرهان بهم وإن مما أدركناه عيانا وشاهدناه في زماننا وأحطنا علما به فزادنا يقينا في ديننا وتصديقا لما جاء به نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ودعا إليه من الحق فرغب فيه من الجهاد من فضيلة الشهداء وبلغ عن الله عز وجل فيهم إذ يقول جل ثناؤه ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين ) أني وردت في سنة ثمان وثلاثين ومائتين مدينة من مدائن خوارزم تدعى هزاراسب وهي في غربي وادي جيحون ومنها إلى المدينة العظمى مسافة نصف يوم فخبرت أن بها امرأة من نساء الشهداء رأت رؤيا كأنها أطعمت في منامها شيئا فهي لا تأكل شيئا ولا تشرب شيئا منذ عهد أبي العباس بن طاهر والي خراسان وكان توفي قبل ذلك بثمان سنين رضي الله عنه ثم مررت بتلك المدينة سنة اثنتين وأربعين ومائتين فرأيتها وحدثتني بحديثها فلم أستقص عليها لحداثة سني ثم إني عدت إلى خوارزم في آخر سنة اثنتين وخمسين ومائتين فرأيتها باقية ووجدت حديثها شائعا مستفيضا وهذه المدينة على مدرجة القوافل وكان الكثير ممن نزلها إذا بلغهم قصتها أحبوا أن ينظروا إليها فلا يسألون عنها رجلا ولا امرأة ولا غلاما إلا عرفها ودل عليها فلما وافيت الناحية طلبتها فوجدتها غائبة على عدة فراسخ فمضيت في أثرها من قرية إلى قرية فأدركتها بين قريتين تمشي مشية قوية وإذا هي امرأة نصف جيدة القامة حسنة البدن ظاهرة الدم متوردة الخدين ذكية الفؤاد فسايرتني وأنا راكب فعرضت عليها مركبا فلم تركبه وأقبلت تمشي معي بقوة وحضر مجلسي قوم من التجار والدهاقين وفيهم فقيه يسمى محمد بن حمدويه الحارثي وقد كتب عنه موسى بن هارون البزار بمكة وكمل له عبادة ورواية للحديث وشاب حسن يسمى عبد الله بن عبد الرحمن وكان يخلف أصحاب المظالم بناحيته فسألتهم عنها فأحسنوا الثناء عليها وقالوا عنها خيرا وقالوا إن أمرها ظاهر عندنا فليس فيها من يختلف فيها
    قال المسمى عبد الله بن عبد الرحمن أنا أسمع حديثها منذ أيام الحداثة ونشأت والناس يتفاوضون في خبرها وقد فرغت بالي لها وشغلت نفسي للاستقصاء عليها فلم أر إلا سترا وعفافا ولم أعثر منها على كذب في دعواها ولا حيلة في التلبيس وذكر أن من كان يلي خوارزم من العمال كانوا فيما خلا يستخصونها ويحضرونها الشهر والشهرين والأكثر في بيت يغلقونه عليها ويوكلون بها من يراعيها فلا يرونها تأكل ولا تشرب ولا يجدون لها أثر بول ولا غائط فيبرونها ويكسونها ويخلون سبيلها
    فلما تواطأ أهل الناحية على تصديقها استقصصتها عن حديثها وسألتها عن اسمها وشأنها كله فذكرت أن اسمها رحمة بنت إبراهيم وأنه كان لها زوج نجار فقير معيشته من عمل يده يأتيه رزقه يوما ويوما لا فضل في كسبه عن قوت أهله وأنها ولدت منه عدة أولاد وجاء الأقطع ملك الترك إلى القرية فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس وأهل خوارزم يدعونه كسرة ... وقال أبو العباس والأقطع هذا فإنه كان كافرا عاتيا شديد العداوة للمسلمين قد أثر على أهل الثغور والح على أهل خوارزم بالسبي والقتل والغارات وكانت ولاة خراسان يتألفونه وأنسابه من عظماء الأعاجم ليكفوا غارتهم عن الرعية ويحقنوا دماء المسلمين فيبعثون إلى كل واحد منهم بأموال وألطاف كثيرة وأنواع من فاخر الثياب وأن هذا الكافر انساب في بعض السنين على السلطان ولا أدري لم ذاك أستبطأ المبار عن وقتها أم استقل ما بعث إليه في جنب ما بعث إلى نظرائه من ملوك الجريجية والثغرغدية
    فأقبل في جنوده وتورد الثغر واستعرض الطرق فعاث وأفسد وقتل ومثل فعجزت عنه خيول خوارزم وبلغ خبره أبا العباس عبد الله بن طاهر رحمه الله فأنهض إليهم أربعة من القواد طاهر بن إبراهيم بن مدرك ويعقوب بن منصور بن طلحة وميكال مولى طاهر وهارون القباض وشحن البلد بالعساكر والأسلحة ورتبهم في أرباع البلد كل في ربع فحموا الحريم بإذن الله تعالى
    ثم إن وادي جيحون وهو الذي في نهر بلخ جمد لما اشتد البرد وهو واد عظيم شديد الطغيان كثير الآفات وإذا امتد كان عرضه نحوا من فرسخ وإذا جمد انطبق فلم يوصل منه إلى شيء حتى يحفر فيه كما تحفر الآبار في الصخور وقد رأيت كثيف الجمد عشرة أشبار وأخبرت أنه كان فيما مضى يزيد على عشرين شبرا وإذا هو انطبق صار الجمد جسرا لأهل البلد تسير عليه العساكر والعجل والقوافل فينطم ما بين الشاطئين وربما دام الجمد مائة وعشرين يوما وإذا قل البرد في عام بقي سبعين يوما إلى نحو ثلاثة أشهر ... قالت المرأة فعبر الكافر في خيله إلى باب الحصن وقد تحصن الناس وضموا أمتعتهم فضجوا بالمسلمين وخربوهم فحصر من ذلك أهل الناحية وأرادوا الخروج فمنعهم العامل دون أن تتوافى عساكر السلطان وتتلاحق المطوعة فشد طائفة من شبان الناس وأحداثهم فتقاربوا من السور بما أطاقوا حمله من السلاح وحملوا على الكفرة فتهارج الكفرة واستجروهم من بين الأبنية والحيطان فلما أصحروا كر الترك عليهم وصار المسلمون في مثل الحرجة فتخلصوا واتخذوا دارة يحاربون من ورائها وانقطع ما بينهم وبين الخصم وبعدت المؤنة عنهم فحاربوا كأشد حرب وثبتوا حتى تقطعت الأوتار والقسي وأدركهم التعب ومسهم الجوع والعطش وقتل عامتهم وأثخن الباقون بالجراحات ولما جن عليهم الليل تحاجز الفريقان
    قالت المرأة ورفعت النار على المناظر ساعة عبور الكافر فاتصلت بالجرجانية وهي مدينة عظيمة في قاصية خوارزم وكان ميكال مولى طاهر من أبياتها في عسكر فحث في الطلب هيبة للأمير أبي العباس عبد الله بن طاهر رحمه الله وركض إلى هزاراسب في يوم وليلة أربعين فرسخا بفراسخ خوارزم وفيها فضل كثير على فراسخ خراسان وعد الترك الفراغ من أمر أولئك النفر فبينما هم كذلك إذ ارتفعت لهم الأعلام السود وسمعوا أصوات الطبول فأفرجوا عن القوم ووافى ميكال موضع المعركة فوارى القتلى وحمل الجرحى ... قالت المرأة وأدخل الحصن علينا عشية ذلك أربعمائة جنازة فلم تبق دار إلا حمل إليها قتيل وعمت المصيبة وارتجت الناحية بالبكاء
    قالت ووضع زوجي بين يدي قتيلا فأدركني من الجزع والهلع علية ما يدرك المرأة الشابة على زوج أبي الأولاد وكانت لنا عيال
    قالت فاجتمع النساء من قراباتي والجيران يسعدنني على البكاء وجاء الصبيان وهم أطفال لا يعقلون من الأمر شيئا يطلبون الخبز وليس عندي ما أعطيهم فضقت صدرا بأمري ثم إني سمعت أذان المغرب ففزعت إلى الصلاة فصليت ما قضى لي ربي ثم سجدت أدعو وأتضرع إلى الله وأسأله الصبر بأن يجبر يتم صبياني
    قالت فذهب بي النوم في سجودي فرأيت في منامي كأني في أرض حسناء ذات حجارة وأنا أطلب زوجي فناداني رجل إلى أين أيتها الحرة قلت أطلب زوجي فقال خذي ذات اليمين قالت فأخذت ذات اليمين فرفع لي أرض سهلة طيبة الري ظاهرة العشب وإذا قصور وأبنية لا أحفظ أن أصفها أو لم أر مثلها وإذا أنهار تجري على وجه الأرض عبر أخاديد ليست لها حافات فانتهيت إلى قوم جلوس حلقا حلقا عليهم ثياب خضر قد علاهم النور فإذا هم الذين قتلوا في المعركة يأكلون على موائد بين أيديهم فجعلت أتخللهم وأتصفح وجوههم أبغي زوجي لكي ينظرني فناداني يا رحمة يا رحمة فيممت الصوت فإذا أنا به في مثل حال من رأيت من الشهداء وجهه مثل القمر ليلة البدر وهو يأكل مع رفقة له قتلوا يومئذ معه فقال لأصحابه إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم أفتأذنون لي أن أناولها شيئا تأكله فأذنوا له فناولني كسرة خبز قالت وأنا أعلم حينئذ أنه خبز ولكن لا أدري كيف يخبز هو أشد بياضا من الثلج واللبن وأحلى من العسل والسكر وألين من الزبد والسمن فأكلته فلما استقر في جوفي قال اذهبي كفاك الله مؤنة الطعام والشراب ما حييت الدنيا فانتبهت من نومي شبعى ريا لا أحتاج إلى طعام ولا شراب وما ذقتهما منذ ذلك اليوم إلى يومي هذا ولا شيئا يأكله الناس
    قال أبو العباس وكانت تحضرنا وكنا نأكل فتتنحى وتأخذ على أنفها تزعم أنها تتأذى من رائحة الطعام فسألتها هل تتغذى بشيء أو تشرب شيئا غير الماء فقالت لا
    فسألتها هل يخرج منها ريح أو أذى كما يخرج من الناس فقالت لا عهد لي بالأذى منذ ذلك الزمان
    قلت والحيض و أظنها قالت انقطع بانقطاع الطعم
    قلت فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال قالت أما تستحيي مني تسألني عن مثل هذا قلت إني لعلي أحدث الناس عنك ولا بد أن استقصي قالت لا أحتاج
    قلت فتنامين قالت نعم أطيب نوم
    قلت فما ترين في منامك قالت مثل ما ترون
    قلت فتجدين لفقد الطعام وهنا في نفسك قالت ما أحسست بجوع منذ طعمت ذلك الطعام
    وكانت تقبل الصدقة فقلت لها ما تصنعين بها قالت أكتسي وأكسو ولدي
    قلت فهل تجدين البرد وتتأذين بالحر قالت نعم
    قلت فهل تدرين كلل اللغوب والإعياء إذا مشيت قالت نعم ألست من البشر
    قلت فتتوضئين للصلاة قالت نعم قلت لم قالت أمرني بذلك الفقهاء فقلت إنهم أفتوها على حديث لا وضوء إلا من حدث أو نوم !! وذكرت لي أن بطنها لاصق بظهرها فأمرت امرأة من نسائنا فنظرت فإذا بطنها كما وصفت وإذا قد اتخذت كيسا فضمت القطن وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت
    ثم لم أزل أختلف إلى هزاراسب بين السنتين والثلاث فتحضرني فأعيد مسألتها فلا تزيد ولا تنقص وعرضت كلامها على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه فقال أنا أسمع هذا الكلام منذ نشأت فلا أجد من يدفعه أو يزعم أنه سمع أنها تأكل أو تشرب أو تتغوط !! ) انتهى ...
    قلتُ : وهذه قصة صحيحة ليس فيه خدشة !! اللهم إلا أن تكون تلك المرأة من الدجاجلة الذين يحتالون لترويج بهرجهم !! ويتلوَّنون لنشر عقاربهم !! والأصل في المسلمين خلاف هذا الظن الكاذب !! لا سيما وقد أثنى عليها غير واحد من أُمناء مدينتها ، كما سبق في أول حكايتها ...
    ثم ما جرى لها : قد جرى لغيرها كما يأتيك نبأه الآن !! وكرامات الأولياء والصالحين ، من المؤمنات والمؤمنين ، فيها أعظم من حكاية تلك المرأة ومثيلاتها !! بل وأجلَّ من ذلك وأكثر خطرا !! كما سوف نأتيك بجُمَلِها تباعا بعون الله وتوفيقه ....
    2-ومن تلك النسوة أيضا : عائشة بنت عبد الله بن عاصم الأندلسية :
    ( قال الذهبى أقامت عشرين سنة وأزيد لا تأكل شيئا البتة وأمرها فى ذلك شائع لا ريب فيه حدثنا به أبو عبد الله بن ربيع المحدث ومحمد بن سعد العاشق وغيرهما .. وهى خالة العابد أبى إسحاق بن بلال وكانت مقيمة بغرفة لها بأعلى الجامع المعلق بالجزيرة الخضراء بالأندلس ماتت سنة 705 وذكر الشيخ عز الدين الفاروثى أن امرأة كانت بناحية واسط أقامت مدة مثل هذه لا تأكل شيئا وذلك بعد الستمائة وأخرى كانت فى دولة المعتضد بخوارزم وقصتها صحيحة ذكرها الحاكم فى تاريخ نيسابور... ) نقله عنه الحافظ في ترجمة تلك المرأة من الدرر الكامنة [ 3 / 3 – 4 / طبعة دائرة المعارف العثمانية ] ..
    وترجمها العلامة الصفدي في الوافي بالوفيات [ 16 / 348 / طبعة دار إحياء التراث ] فقال ( عائشة بنت أبي عاصم وخالة القائد الأجل أبي إسحاق ابن بلال، وهي أندلسية تعرف بالصائمة؛ بقيت أزيد من عشرين سنة لا تأكل شيئاً قط؛ قال الشيخ شمس الدين – هو الحافظ الذهبي - : حدثني بقصتها غير واحد ممن أدركها، وكانت بغرفة لها على الجامع المعلق بمدينة الجزيرة الخضراء، وتركها الأكل أمر شائع لا ريب فيه، حدثني بذلك أبو عبد الله ابن ربيع المحدث ومحمد بن سعد العاشق، وتوفيت بعد عام سبعمائة بنحو خمس سنين؛ ولها نظيرة كانت بناحية واسطة بعد الستمائة ذكر شأنها شيخنا الفاروثي، وكذا المرأة الخوارزمية التي كانت أيام المعتضد بخوارزم، بقيت بضعاً وعشرين سنة لا تأكل ولا تشرب، علقت ذلك بأصح إسناد .. )
    3-ومنهن تلك المرأة الواسطية : التي أشار إليها الذهبي في كلامه الماضي ...
    4-ومنهن تلك المرأة التي يحكي صاحب نفح الطيب [ 5 / 305 / طبعة دار صادر ] خبرها فيقول (وردت على تلمسان في العشرة الخامسة من المائة الثامنة امرأة من رندة لا تأكل ولا تشرب ولا تبول ولا تتغوط وتحيض فلما اشتهر هذا من أمرها أنكره الفقيه أبو موسى ابن الإمام وتلا ( كانا يأكلان الطعام ) المائدة [75] فأخذ الناس يبثون ثقات نسائهم ودهاتهن إليها فكشفن عنها بكل وجه يمكنهن فلم يقفن على غير ما ذكر وسئلت هل تشتهين الطعام فقالت هل تشتهون التبن بين يدي الدواب!! وسئلت هل يأتيها شيء فأخبرت أنها صامت ذات يوم فأدركها الجوع والعطش فنامت فأتاها آت في النوم بطعام وشراب فأكلت وشربت فلما أفاقت وجدت نفسها قد استغنت فهي على تلك الحال تؤتى في المنام بالطعام والشراب إلى الآن ولقد جعلها السلطان في موضع بقصره وحفظها بالعدول ومن يكشف عما عسى تجيء أمها به إذا أتت إليها أربعين يوما فلم يوقف لها على أمر بيد أني أردت أن يزاد في عدد العدول ويجمع إليهم الأطباء ومن يخوض في المعقولات من علماء الملل المسلمين وغيرهم ويوكل من نساء الفرق من يبالغ في كشف من يدخل إليها ولا يترك أحد يخلو بها .... )
    ثم قال : (ذُكِرَ أن امرأة أخرى كانت معها على تلك الحالة، وحدّثني غير واحد من الثقات ممّن أدرك عائشة الجزيرية أنها كانت كذلك، وأن عائشة بنت أبي يحيى اختبرتها أربعين يوماً أيضاً .... )
    5-ومنهن امرأة بصرية أيضا :
    فقال صاحب تاريخ إربل [ ص 408- 409 / طبعة وزارة الثقافة والإعلام العراقية ] في ترجمة شيخه عبد الله بن أبي الفضل ( 589 - 643 هـ )
    قال ( وحدثنا من لفظه ، حديث المرأة التي بالبصرة المشهور ذكرها . وكنا نسمع بحديثها منذ سنين عدة ، وهي التي لا تأكل ولا تشرب ولا تغوط ، إنما تتغذى بالذكر . قال : وكنت أسمع عنها ذلك ولا أصدقه ، حتى سمعت بحالها من الأمير باتكين والي البصرة ، وقال لي : لا يجوز أن يشك في حديثها ! فإنه صحيح ، شاهدتها وعرفته . قال : ولها كرامات كثيرة لا تعرفها هي ، حدث ببعضها . قال : وسمع بها ابن أمسينا فأحضرها وأغلق عليها بابا نحوا من ثلاثة أشهر ، فما أكلت ولا شربت ولا غاطت ولا أراقت الماء . وحدثتْ أن سبب ذلك أن أباها صودر ولها ومن العمر ثلاث عشرة سنة ، فرأت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام يسقيها شرابا ' فانتبهتُ وأقمتُ أياما لا أشتهي / طعاما ولا شرابا ، ثم تمادتْ بي الحال . فلي خمس وعشرون سنة على هذه الحال .... )
    قلتُ : وفي الباب عن نسوة أخريات أضربنا عن خبرهن صفحا !!
    وكل هذا سبيله التصديق إذا ثبتت دلائله ، واستقام الطريق إلى قائله ؛ إذ ليس ثمة ما يمنع من حدوث هذا في شريعتنا أصلا !!
    ومحمل كل ذلك : على كونه آية من آيات الله ينزل بها على من يشاء ، وكرامة منه على بعض عباده يختصه بها متى شاء ...
    وهذه الأعصار التي يدور بنا رحاها : قد وجد فيها من يصبر على الطعام والشراب شهرا وشهرين و شهورا !! ومنهم من يصبر على الطعام ولا يصبر على الماء !! وهذا الصنف : منه كثيرون الآن !!
    وقد حدَّث الإمام الألباني – وهوالثقة الثبت المأمون – في سلسلته الضعيفة ( 1/ 419 ) قال : (لقد جوّعتُ نفسي في أواخر سنة 1379 هـ أربعين يوماً متتابعاً، لم أذُق في أثنائها طعاماً قطّ، ولم يدخل جوفي إلاّ الماء ! وذلك طلباً للشفاء من بعض الأدواء، فعُوفيتُ من بعضها دون بعض، وكنتُ قبل ذلك تداويتُ عند بعض الأطباء نحو عشر سنوات دون فائدة ظاهرة، وقد خرجتُ من التجويع المذكور بفائدتين ملموستين :
    الأولى : استطاعة الإنسان تحمّل الجوع تلك المدّة الطويلة، خلافاً لظنّ الكثيرين من الناس .
    والأخرى : أن الجوع يفيد في شفاء الأمراض الامتلائيّة؛ كما قال ابن القيّم رحمه الله تعالى، وقد يفيد في غيرها أيضاً كما جرّب كثيرون، ولكنه لا يفيد في جميع الأمراض على اختلاف الأجسام . )

  7. #7

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    [ غريبة رقم 1 ] ( من تهويلات ابن الجوزي !! )
    قال أبو الفرج ابن الجوزي في التلبيس [ ص : 216 / طبعة دار الفكر ] : ( أنبأنا زاهر بن طاهر قال : أنبأنا أبو عثمان الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال : أكثر ما التقيت أنا وفارس بن عيسى الصوفي في دار أبي بكر الابريسمي للسماع من هزارة- رحمها الله - فإنها كانت من مستورات القوالات !! )
    قال ابن الجوزي : ( قلت : وهذا أقبح شيء من مثل الحاكم !! كيف خفي عليه أنه لا يحل له أن يسمع من امرأة ليست بمحرم !؟ ثم يذكر هذا في كتاب ( تاريخ نيسابور ) !! وهو كتاب علم من غير تحاش عن ذكر مثله !! لقد كفاه هذا قد جافى عدالته !! )
    قلت : اشتطَّ أبو الفرج كعادته !! وعدالة الحاكم ثابتة كالاسطوانة !! وغَمْزُكَ فيها من قبيل تخديش الرخام !! والحاكم ليس بالذي يفضح نفسه كيما يسجل تلك الحكاية في تاريخه !! وهزارة هذه التي كان يسمع صوتها الحاكم : كانت امرأة مستورة قوَّالة كما ذكر عنها ، والقولات : هن اللاتي يجُِدْن القول ومُسْتَحْسَنَه ، والمراد هنا : هو إجادة أداء القصائد الوعظية ، والأشعار الزهدية ... فكانت تلك المرأة المخّدَّرة تُحسن هذا الأمر بطريق غير مبتذل ، فماذا على الحاكم من ذلك إلا مطلق سماع صوت امرأة ليست بمحرم له !!؟ وهذا ليس بحرام في أصح أقوال أهل العلم ، مع الضوابط المقررة في موضعها ؟
    والذي يغلب على الظن : أن أداء تلك المرأة التي سمعها الحاكم وهي تقول مأثور الأشعار ، ورقائق الأخبار ، كان مثل أدائها قراءة القرءان من حيث الخشوع ، والستر ، واستحضار عظمة الرب ....
    وهذه الحال : أبعد ما تكون عن الفتنة بها أو بصوتها !! فأيُّ مجافاة تلك لعدالة الحاكم يا أبا الفرج !!؟ وإنما تَنْثلم العدالة : لو كان الحاكم إنما ينصت لغانية تشدو بساحر صوتها في متاهات لوعة المحبوب !! وتضرب بجميل عزفها على أوتار قيثارة مجروحات القلوب !! وحاشا الحاكم من هذا إن شاء الله .. وهو العالم العارف الثقة الحافظ المأمون ....
    وكم أساء أبو الفرج فهما !! واستروح إلى الغمز والطعن في فضلاء الأمة من جراء العجلة والتنكب عن التريث فيما هو بصدد الكلام فيه ؟! وهو كثيرا ما يُطربه استِْقبَابُ الحَبَّة لأمور لا تخفى على ذلك الناقد البصير ؟! وسنذكر ضروبا من تهويلاته بشأن جماعة من الكبار فيما يأتي إن شاء الله ....

  8. #8

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    [غريبة رقم 2 ] ( من تهويلات الشمس ابن القيم !)
    قال شيخ الإسلام أبو عبد الله بن أبي بكر الزرعي في زاد المعاد [4 / 257 / طبعة الرسالة ] وهو بصدد تحريمه إتيان النساء في الأدبار : ( وأما الدُّبرُ: فلم يُبَحْ قَطُّ على لسان نبىٍّ من الأنبياء !! ومَن نسب إلى بعض السَّلَف إباحة وطء الزوجة فى دُبُرها، فقد غلط عليه !! ) ...
    قلتُ : للشمس ابن القيم إطلاقات غريبة لا يتابع عليها !! وسنذكر ما ظفرنا به – هنا - تباعا إن شاء الله .
    ومنها : كلامه السابق !! فكيف صح له مثل تلك الدعوة العريضة جدا ؟!! ومعلوم أن مخلوقا من البشر - اللهم إلا أن يكون نبيا - لم يحط بشرائع الأنبياء الغابرة قبله البتة ، فمتى وقف الشمس عليها حتى يصح له : أن مطلق إتيان الأدبار: ( لم يُبَحْ قَطُّ على لسان نبىٍّ من الأنبياء !! ؟ ) ..
    وهل كل محرم في ملتنا : يلزم منه أن يكون محرما في أديان الأمم السالفة كلها ؟! ما أدري ما هذا ؟ !
    وعدم الوجود : ليس دليل العدم كما ثبت واستقر وقُعِّد !!
    والحاصل : أن مثل ذلك النفي المطلق : لا نقبله من أحد من أهل الأرض سوى المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى وحده وحسب . فدعونا من بنيات الطريق !!
    ثم قول الشمس الآخر : ( ومَن نسب إلى بعض السَّلَف إباحة وطء الزوجة فى دُبُرها، فقد غلط عليه !! )
    دعوى لا يعجز عنها أحد !! واسترسال الكلام في نظم الآثار الثابتة عن الصحابة والتابعين في هذا الصدد ، يضيق عنه هذا المقام كله !!
    ونكتفي هنا بأثرِ فردٍ عن إمام جليل من كبار أئمة السلف الصالح ، ثبت عنه تلك الإباحة الصريحة التي يأباه الشمس ويراها من غلط الغالطين عليه !!
    فنقول : قال الطبري في تفسيره [ 4/ 407 / 4332 / طبعة الرسالة ] : ( حدثني أبو مسلم – هو الكجي الإمام الحافظ - قال : حدثنا أبو عمر الضرير- هو حفص بن عمر الدوري الإمام المقرئ الصدوق المتماسك – قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم ، عن قتادة قال : سئل أبو الدرداء عن إتيان النساء في أدبارهن ، فقال : هل يفعل ذلك إلا كافر! قال روح: فشهدت ابن أبي مليكة يُسأل عن ذلك فقال: قد أردته من جارية لي البارحةَ فاعتاص عليّ، فاستعنت بدهن أو بشحم . قال : فقلت له : سبحان الله!! أخبرنا قتادة أنّ أبا الدرداء قال: هل يفعل ذلك إلا كافر! فقال: لعنك الله ولعن قتادة! فقلت: لا أحدث عنك شيئًا أبدًا ! ثم ندمت بعد ذلك.)
    قلتُ : الإسناد إلى أبي الدرداء : ضعيف ما صح !! أما الإسناد إلى ابن أبي مليكة : فحسن صالح مستقيم .
    وابن أبي مليكة : هو عبد الله بن عبيد الله القرشي المكي ، ذلك الإمام الفقيه الحجة الثقة الثبت المأمون ، شيخ الحرم المكي الشريف ، وعنه يقول ابن حبان في ترجمته من مشاهير علماء الأمصار [ ص 82 / الطبعة العلمية ] : ( رأى ثمانين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كان من الصالحين ، والفقهاء في التابعين ، والحفاظ والمتقنين ).
    قلتُ : وهذا الأثر الماضي عنه في الإباحة : صريح غاية !! ليس يحول بين وضوحه : عُجمة أو عياية !!
    وفي الباب عن خلق من السلف الصالح بأسانيد ليس فيها مغمز !! قد استوفيناها في : ( عصارة الأفكار حول إتيان النساء في الأدبار ) ..
    وقد صنَّف الحافظ في تلك القضية : ( تحفة المستريض في حكم التحميض ) أتى في بكل غريب وعجيب !! وسبقه إلى ذلك جماعة من كبار المالكية ..
    وليس الكلام هنا : يدور في فلك تحرير الحق في تلكم المسألة !! وإنما نشط القلم لدرء تلك الدعوى التي فاه بها الشمس ابن القيم .. وقد عرفتَ ما فيها ؟! والله المستعان لا رب سواه ...

  9. #9

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النوراني مشاهدة المشاركة
    وقد صنَّف الحافظ في تلك القضية : ( تحفة المستريض في حكم التحميض ) أتى في بكل غريب وعجيب !!
    أين وقفت عليه؟
    والأثر الذي أوردته عن ابن أبي مليكة ليس صريحا كما تقول في إتيان المحل المكروه، ولهذا قال ابن القيم إن من نقله عن السلف غلط عليهم، لأن توجيهه عند أهل العلم إتيان القبل من جهة الدبر أو المفاخذة، ولا أريد الاستطراد، (أخاف أنك عزوبي)!
    ثم أرجو التخفيف من (التهويلات) في العبارات عند نقدك الأئمة، حتى لو لم توافق مفاهيمك.

    ثم يا أخي نصيحة محب: لا يحبذ للطالب العناية بشواذ المسائل وغرائبها، ولا يحمد له الشغف الزائد بكثرة النقد، والأولى للطالب صرف جهده في أصول العلم ومحكماته.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    أضحك الله سنك شيخنا

  11. #11

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد زياد التكلة مشاهدة المشاركة
    والأثر الذي أوردته عن ابن أبي مليكة ليس صريحا كما تقول في إتيان المحل المكروه، ولهذا قال ابن القيم إن من نقله عن السلف غلط عليهم، لأن توجيهه عند أهل العلم إتيان القبل من جهة الدبر أو المفاخذة، ولا أريد الاستطراد، ( أخاف أنك عزوبي )!
    ثم أرجو التخفيف من (التهويلات) في العبارات عند نقدك الأئمة، حتى لو لم توافق مفاهيمك.

    ثم يا أخي نصيحة محب: لا يحبذ للطالب العناية بشواذ المسائل وغرائبها، ولا يحمد له الشغف الزائد بكثرة النقد، والأولى للطالب صرف جهده في أصول العلم ومحكماته.
    أحسن الله إليك أيها الفاضل : كلامك الأخير بشأن الخفض من ( التهويلات ) !! وتطلب عدم الاهتمام بتتبع غرائب المسائل ، وفاذ النوادر !! كلام وجيه جيد حسن بسن !! إلا أنه أجنبي غربي عن محك الموضوع هنا !! فلو طَرَفَ طَرْفُك إلى عنونة هذا الباب ، لانكشف لك دون معناه الحجاب !! فأنِّي قد وسمتُه بـ : ( كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ) وهذا لا يحتاجه بيانٌ أيها الناقد البصير !! فكيف سها سهوك عنه ؟! وماد بك مهْدُك عن التبصر فيه ؟!
    أما شطر كلامك الأول : فأْذن لي أن أغض عنه العين ، وأن أطْوي من غُلَوائه العِطفْين !! إذ ليس لي جواب عنه دون السكوت !! وكل حي سيموت !!
    ولا عليّ إن عاودتُ تسطير ما رقمتُه بشأن أثر ابن أبي مليكة المسطور سابقا حيث قلتُ : ( وهذا الأثر الماضي عنه في الإباحة : صريح غاية !! ليس يحول بين وضوحه : عُجمة أو عياية !! )
    هذا ... والرغبة : تناشد المتعقِّب بمزيد النظر في تلكم المسألة ، ومتابعة أقوال الكبار فيها موافقا ومخالفا ، قبل الاستدراك على هذا العاجز الفقير ... والله المستعان لا رب سواه ...

  12. #12

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    أخي الحبيب:
    خير الكلام ما قل ودل.
    كلامي فيه سؤال، وتعقب، ونصيحة.
    فالسؤال لم تجب عنه، أين وقفت على كتاب ابن حجر؟
    والتعقيب توجيهه أحسبه كما أخبرتك، ولا يعدم الباحث أن يجد نصا من هنا أو هناك في هذه المسألة أو غيرها، كإباحة الغناء وغيره مما الجمهور بخلافه، ويعدونه من شواذ الأقوال أو الخلاف غير المعتبر، وإلا فلا وجود لشيء اسمه مسألة شاذة أو قول شاذ، وحتى تطمئن فالمسألة سبق أن بحثتُها بحثاً حديثياً منذ سنوات في مناظرة مع بعض المخالفين لمذهب أهل السنة.
    والنصيحة وجهتها لك أخي المحب ليس لأجل هذا الموضوع وحسب، بل لغيره، وراجع نفسك، بل انظر لقائمة مواضيعك ودع غيرك يحكم، وهذه المسألة التي تعقبتك فيها أنت تعلم أن الإدارة حذفت لك موضوعا في نفس السياق (العصارة)، ولكنك عدت له ثانية ههنا.
    وأما طلبي منك التخفيف من عبارات التهويل فمثل قولك: (تلك الدعوى التي فاه بها الشمس ابن القيم)، وعبارة: (اشتطَّ أبو الفرج كعادته)، و(وهو كثيرا ما يُطربه استِْقبَابُ الحَبَّة لأمور لا تخفى على ذلك الناقد البصير ؟!)، أصلحنا الله وإياك.
    وتأكد أني أود لك الخير وأن لا تضيع طاقاتك الجبارة -التي أنعم الله بها عليك- في خلاف الأولى والأنفع لك ولغيرك، وفق الله الجميع.

  13. #13

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد زياد التكلة مشاهدة المشاركة
    وتأكد أني أود لك الخير وأن لا تضيع طاقاتك الجبارة -التي أنعم الله بها عليك- في خلاف الأولى والأنفع لك ولغيرك، وفق الله الجميع.
    أحسن الله إليك أيها الفاضل : وكلامك كله محط نظر واهتمام عندي .. وما عدمتُ منك ومن غيرك نصيحة قط ..
    أما جواب سؤالك : فسيأتي برمته وسط تلك العجائب التي أُنَمِّقُها ، وضمن تلك الغرائب التي أحبكها ، وسترى فيه ما يدهشك وغيرك !! فالصبرَ يا عبد الله ... والله المستعان ...

  14. #14

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    أخي النوراني:
    أظنك تعرف قصة ذاك الرجل الذي كان يجمع الناس و(يقص) عليهم عجائبه ويقول: لو شهدتموني في القرية الفلانية عندما قفزت قفزة ارتفاعها ثلاثة أمتار وفعلت وفعلت! ومن بين جموع المستمعين المنبهرين انبرى له واحد وقال له: لا ضرورة لنكون هناك لنشاهد قفزتك، أرنا مثل ذلك هنا، والآن!
    وأنا سألتك سؤالا لا يحتاج لوعود وتسويف للإجابة، أين اطلعت على كتاب ابن حجر تحفة المستريض الذي وصفته وصف الواقف عليه؟
    أجب على هذا ثم خذ راحتك في الموضوع مع اعتبار ما طُلب منك في ردي السابق.
    وعذرا: خذني على قدر طلبي وأجبني جوابا صريحا مختصرا، ولا تُنظرني جوابا يأتي برمته ضمن بقية العجائب والتهويلات الموعودة.

  15. #15

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد زياد التكلة مشاهدة المشاركة
    أخي النوراني:
    أظنك تعرف قصة ذاك الرجل الذي كان يجمع الناس و(يقص) عليهم عجائبه ويقول: لو شهدتموني في القرية الفلانية عندما قفزت قفزة ارتفاعها ثلاثة أمتار وفعلت وفعلت! ومن بين جموع المستمعين المنبهرين انبرى له واحد وقال له: لا ضرورة لنكون هناك لنشاهد قفزتك، أرنا مثل ذلك هنا، والآن!
    وأنا سألتك سؤالا لا يحتاج لوعود وتسويف للإجابة، أين اطلعت على كتاب ابن حجر تحفة المستريض الذي وصفته وصف الواقف عليه؟
    أجب على هذا ثم خذ راحتك في الموضوع مع اعتبار ما طُلب منك في ردي السابق.
    وعذرا: خذني على قدر طلبي وأجبني جوابا صريحا مختصرا، ولا تُنظرني جوابا يأتي برمته ضمن بقية العجائب والتهويلات الموعودة.
    عذرا : فلن أجيبك الآن على سؤالك حتى لا تفتر همتك عن متابعة هذا الموضوع !!
    وأرجو : أن لا يذهب بك الغضب - إنْ أنت غضبتَ - إلى أن يضطرك لحذف موضوعي أو إغلاقه !! ( ابتسامة )

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    المملكة المغربيّة
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لحذف موضوعي أو إغلاقه
    ما هكذا تورد الإبل يا سعد. (ابتسامة)
    موضوع بهيج و نفيس و في طياته حكايا و عبر.
    امض لما فيه أنت ماض يا شيخنا الحبيب و العزيز يا نوراني. نور على نور. حتى ولو ما عجبك كلامي.
    دمتم بودّ.

  17. #17

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    [ عجيبة رقم 3 ] ( جزاء الأمانة والتعفف مع الفقر والحاجة !! )
    نقل الحافظ الزين ابن رجب في ذيله على طبقات الحنابلة [ 1/ 443 – 445 / طبعة مكتبة العبيكان ]
    عن الشمس يوسف بن خليل الحافظ أنه قال في ( معجمه ) : (أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم عبد اللّه بن أبي الفوارس محمد بن علي بن حسن الخزاز الصوفي البغدادي ببغداد قال: سمعتُ القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز الأنصاري يقول: كنتُ مجاورًا بمكة - حرسها الله تعالى - فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع ، فوجدتُ كيسًا من إبريسم مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا ، فأَخذته وجئت به إلى بيتي، فحللته فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله، فخرجتُ فإذا الشيخ – [ قال المحقق : كذا في الأصول ، والأصوب ( فإذا شيخ ) على التنكير ؛ لأنه غير معروف .] ينادي عليه ، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول : هذا لمن يَردُّ علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت: أنا محتاج ، وأنا جائع ، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به ، وأرد عليه الكيس ، فقُلت له : تعالى إليّ، فأخذته وجئت به إلى بيتي، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة ، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه، والخيط الذي هو مَشدُود به ، فأخرجته ودَفعته إليه. فسلَّم إليّ خمسمائة دينار، فما أخذتها، وقلت : يجب عليّ أن أعيده إليك ولا آخذ له جزاء، فقال لي : لا بد أن تأخذ ... ألح عليَّ كثيرًا، فلم أقبل ذلك منه، فتركني ومضى.
    وأمَّا ما كان مني : فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر، فانكسر المركب وغرق الناس ، وهلكت أموالهم ، وسلِمتُ أنا على قطعة من المركب ، فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب ، فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم ، فقعَدتُ في بعض المساجد، فسمعوني أقرأ، فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إليّ وقال: علمني القرآن. فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال.
    قال. ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد أوراقًا من مصحف ، فأخذتها أقرأ فيها فقالوا لي : تحسن تكتب؟. فقلت: نعم ، فقالوا: علِّمنا الخط ، فجاءوا بأولادهم من الصبيان والشباب ، فكنتُ أعلمهم، فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبيَّةً يتيمة، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها ، فامتنعتُ ، فقالوا: لا بل ، وألزموني، فأجبتهم إلى ذلك.
    فلما زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها ، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها، فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه!! فقالوا: يا شيخ ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد ، ولم تنظر إليها، فقصصتُ عليهم قصة العقد ؛ فصاحوا وصرخوا بالتهليل والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلتُ : ما بكم. فقالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية ، وكان يقول : ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلا هذا الذي رد عليَّ هذا العقد ، وكان يدعو ويقول : اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي ، والآن قد حصلتْ ، فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين.
    ثم إنها ماتت فورثت العقد أنا وولداي، ثم مات الولدان فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار. وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال. .. )
    قال الزين ابن رجب : ( هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في معجمه.
    وساقها ابن النجار في تاريخه، وقال: هي حكاية عجيبة. وأظن القاضي حكاها عن غيره. )
    قلتُ : هذه حكاية صحيحة ثابتة ، ودعوى أن يكون القاضي قد حكاها عن غيره !! دعوى لا برهان عليها أصلا !! مع تصريح القاضي بكونها قد وقعت له ...
    والقاضي هذا : هو أبو بكر محمد بن عبد الباقي الإمام الحافظ الثقة المتفنن المسند المعروف ب ( قاضي المارستان ) وهو مصدَّق فيما قال وحكى ..
    وقصته هنا : ما وجدتُ ما يشبهها إلا ما قرأته في : ( قصص ألف ليلة وليلة !! )
    فانظر : إلى أمانة هذا الإمام ، وشدة تعفُّفه حتى مع مع الجوع والمخمصة !! وكيف وافاه الله الجزاء الجميل في تلك الحياة قبل الممات ... فالله المستعان ...

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    احسنتم احسن الله اليكم

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    قلتُ : هذه حكاية صحيحة ثابتة ، ودعوى أن يكون القاضي قد حكاها عن غيره !! دعوى لا برهان عليها أصلا !! مع تصريح القاضي بكونها قد وقعت له ...
    فيما أظن رويت عن غيره و اظنه الامام ابن عقيل و أظنها في سير أعلام النبلاء عن مرآة الزمان و أظن أن القول الراجح في العمل بالعموم افراغ الجهد في البحث عن المخصص و أظن...

  20. #20

    افتراضي رد: كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ !! ( مُتَجَدِّد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النوراني مشاهدة المشاركة
    عذرا : فلن أجيبك الآن على سؤالك حتى لا تفتر همتك عن متابعة هذا الموضوع !!
    وأرجو : أن لا يذهب بك الغضب - إنْ أنت غضبتَ - إلى أن يضطرك لحذف موضوعي أو إغلاقه !! ( ابتسامة )
    يهديك ربي يا أخي..
    لو كنت حاذفا أو مغلقا لكان ذلك قبل، ولم أر ما يضطر لذلك، وسبقت الإشارة لكم بإكمال الموضوع مع مراعاة ما تقدم ذكره.
    وليست وظيفة المشرف مقتصرة على الحذف والإغلاق وليستا غايته، ولكن من غاياته التقويم، وقد يكون أحدهما وسيلته.
    وأنت أظنك عرفت سبب سؤالي، فقل آمنت بالله، ثم استقم.
    وفقنا الله وإياك.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •