اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الاله المسعودي مشاهدة المشاركة
أخي الأديب اللّوذعي؛ أبو المظفّر السّناري: لي تعقيب لطيف على ما حَـمَّرْتُهُ من كتابك وهو:
قول ابن عجيبة: (وصاحب الغيرة معذور في كل ما يصدر منه) يقصد به غيرة نسائه (الضرائر) ؛ يعني أن زوجه تغار عليه لأنه متزوج بغيرها =فهي تغار عليه وتغار من ضرتها -وكذلك تفعل النساء- ..فتراها لا ترضى منه إحسانه و ملاطفته لها فتعجن الجبنتين الطريتين اللتين قدّمهما لها و ترمي بهما في وجهه..
فهو يعذرها؛ لأن تصرفها صدر من غيرتها عليه ..فهي لا تصبر أن تراه داخلا عليها و قد علمتْ أنه كان بين أحضان امرأة أخرى (=زوجه) يلاعبها و تلاعبه..
ثم بالغ في عذرها (أو إعذارها) بضرب ذلك المثال وهو قوله:( أرأيت لو رأيت امرأتك تذهب إلى غيرك يلعب بها !!؟ هل كنت تصبر ؟ فالأمر واحد ) يريد أن يقول للقارئ : ضع نفسك مكانها ..أتصبر أن ترى امرأتك تذهب إلى رجل آخر..
فهو قاس :(غيرة المرأة على الرجل من أن يشاركها فيه غيرها) على :(غيرة الرجل على المرأة من أن يشاركه فيها غيره) بجامع: (الغيرة الآدمية) أي أن كل منهما آدمي، رُكّب في طبعه عدم الرضا بالمشارك في الاستمتاع..
هذا الذي عناه هذا الرجل العجيب "ابن عجيبة" وإن قصرت به عبارته في بيانه لأنه كان يكتب بلغة قريبة من العامية (العامية المغربية) ..
فقياسه هنا حَسَنٌ على أصول المنطق وهو قياس عقلي صحيح ..
لكنه في الشّرع: هو قياس مع الفارق لأنه لم يلحظ الفرق بين المرأة و الرجل في الخِلقة البيولوجية و النّفسية .. و هو أيضا قياس في مقابلة النص ؛"فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباعا..) الآية
فإن فهم أخونا الأديبُ المشرقيُّ أبو المظفّر السّناري،من كلامه ما فهمتُه أنا هنا؛ فقوله:( هكذا يقول هذا الإنسان !! وحتى القياس تراه لا يحسنه !! ) حسنٌ باعتبار أنه قياس فاسد ..
أما إن فهم من كلامه فهماً آخرَ، غير الذي تبادر لفهمي؛ فقوله السّابق: غير حسن ،باعتبار أنه قياس منطقي صحيح . لكنه كما أسلفنا يرده الشرع و كما قيل:" لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخفين أولى بالمسح من أعلاهما"
لا عليك يا أبا عبد الإله، والله يغفر لنا ولكل عبدٍ خَطَّاءٍ تَيَّاه.
وبالمناسبة: ليس أخوك أديبًا ولا نصف أديب. إنما هو رجل مسكين وحسب.