43 ـ دعاء عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ : « بِسْمِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ ، وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ ، وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ ، وَاتِّبَاعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ
».
قالَ المُؤلفُ ( البهوتيّ ) لحديثِ عبد اللَّـهِ بن السَّائب أن النَّبيَّ كان يقول ذلك عِنْدَ اسْتِلَامِه.
وحديثُ عبدِ اللَّـهِ بنِ السَّائب لا أعرفه ،والمُؤلفُ قد نقله عن غَيْرِهِ ولا أظن له أصلًا.
وقد جاء عن عليٍّ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ ـ نحو هذا الدُّعاء ،رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ.
وجاءَ من حديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا ـ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،والطَّبَرَانِي ُّ فِي الدُّعَاءِ.
وَجَاءَ مِن حديثِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا ـ ، أي الدُّعاء ، [ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْأَوْسَطِ ] ،وَالْعُقَيْلِي ُّ فِي الضُّعَفَاءِ ،ولَا يصحّ مِن ذلكَ شيء ،غير أنَّهُ ثبتَ فِي مَسَائلِ أبي دَاوُدَ للإمامِ أحْمَدَ من طَرِيقِ أَيوبَ عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا ـ :
« أَنَّهُ كانَ يأتي البيت فيستلم الحجر ،ويقولُ : بِسْمِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ أَكْبَرُ ».
وهَذا إسنادٌ صحيحٌ إلى عبدِ اللَّـهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا ـ ،وقد رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،والطَّبَرَانِي ُّ فِي الدُّعَاءِ ،وَالْبَيْهقِيّ ُ فِي السُّنَنِ ،وظاهره أن التَّسمية في بداية الطَّواف.
ولم يثبت شيء من هذا عن غيرِ عبدِ اللَّـهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمَا ـ،والوارد عن النَّبِيِّ

التَّكبير ،وأمَّا الدُّعاء والوقوف للدُّعاءِ :
« اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ ، وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ » ،فهذا لم يثبت فيه شيء ،ولا يشرع الدُّعاءُ بذلك.
ولأن كلّ من وصف عُمَرَ النَّبيِّ

أو حجته لم يذكر شيئًا من ذلك ،فلو كان هذا مشروعًا أو مسنونًا لتوافرات الهمم والدّواعي على نقل مثل هذا ،فإنهم يقتصرون على ذكر الاستلام أو تقبيل أوالإشارة دون أن يشيروا إلى الدُّعاءِ مع أن الوقوف للدُّعاء يحتاج إلى فترة ، فهو محل نقل لو كان مفعولًا ،فعلم أن هذا غير مشروع ،وكذلك التكبير أكثر من واحدة غير مشروع ،فيكبر مرة واحدة ثم يمضي أو يشير بيده اليمنى ،والصَّحيح أنَّه يقتصر على اليمنى دون اليدَيْن معًا.
[ شَرْح الشَّيْخِ لِكِتَابِ الْمَنَاسِكِ مِن الرَّوْضِ المُرْبِعِ ، الشَّرِيْط السَّادِس عَشَر.]