تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 70

الموضوع: ماهي الفطرة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي ماهي الفطرة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخوتي الكرام جاء في السنة ( كل مولود يولد على الفطرة )
    وفسر العلماء الفطرة بأنها الإسلام ، ولكن الإسلام فيه عقائد وأحكام ووو... فأيها هو الفطرة .
    ( لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة )
    ولكم مني خالص الدعاء .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    ملاحظة : قال شيخ الإسلام ابن تيمية هي العلم بالصانع و العمل له و هذا هو معنى لا إله إلا الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    ( لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة )
    لم هذا القيد حفظك الله و المطولات زاد الباحث؟!
    و على العموم العلماء اختلفوا في المقصود بالفطرة على نحو من عشرة أقوال أحدها هذا الذي ذكرت وأرجحها أنه معرفة الصانع..
    أما العمل له فهذا محل خلاف أيضا و المسألة تحتاج لبسط ما أرى صاحب الموضوع يريده.
    والله المستعان.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من صاحب النقب مشاهدة المشاركة
    ملاحظة : قال شيخ الإسلام ابن تيمية هي العلم بالصانع و العمل له و هذا هو معنى لا إله إلا الله
    تقصد أن الفطرة علم وعمل أي كل مولود يولد وهو عالم عامل !!!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأثري مشاهدة المشاركة
    لم هذا القيد حفظك الله و المطولات زاد الباحث؟!
    و على العموم العلماء اختلفوا في المقصود بالفطرة على نحو من عشرة أقوال أحدها هذا الذي ذكرت وأرجحها أنه معرفة الصانع..
    أما العمل له فهذا محل خلاف أيضا و المسألة تحتاج لبسط ما أرى صاحب الموضوع يريده.
    والله المستعان.
    أخي الكريم تجول في المنتدى وستعرف سبب هذا القيد ،

    أنا لدي كتب في المسألة ولكن لم أجد فيها الجواب الشافي ،

    وما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه ، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينافلا أظنك ترضى به .

    أما ترجيحك لكونها معرفة الصانع ، فاليهود والنصارى يعرفون الصانع ، والرسول يقول ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) أي يغيرا فطرته ، فإن كانت الفطرة معرفة الصانع فهم على الفطرة إذن ؟؟؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا مشاهدة المشاركة
    تقصد أن الفطرة علم وعمل أي كل مولود يولد وهو عالم عامل !!!
    ملاحظة : الذي يقع مع الولادة كما بين شيخ الإسلام ليس العلم و العمل لقوله تعالى : " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا" و إنما أن يكون قابلاً لذلك عند اكتمال عقله

    و العمل له أي : أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك

    بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله

  7. #7

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أخي الكريم الفطرة هي ما فطر الله الناس عليها من الايمان به و قد عبر عنها الميثاق الذي أخذه الله علينا و نحن لا نزال في عالم الذر حيث قال جل و علا:و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟قالوا:بلى شهدنا ..هذه هي الفطرة لذلك حذرنا أن نعتذر له يوم القيامة بشرك من أشرك أو ببدعة من ابتدع قال تعالى:أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غفلين أو تقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون .. و هذا الميثاق أخذه علينا يوم عرفة عند نعمان لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم :أفضل الدعاء يوم عرفة و أفضل ما قلته أنا و النبيئون من قبلي:لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي ( من صاحب النقب ) جزيت خيراً
    تقول : ( الذي يقع مع الولادة ... ليس العلم و العمل ) إلى هنا مفهوم

    ثم تقول ( وإنما أن يكون قابلاً لذلك ـ أي للعلم والعمل ـ عند اكتمال عقله ) لم أفهم ، أرجوك اشرح لي وخصوصاً ( عند اكتمال عقله )

    ثم تقول ( والعمل له أي : أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك ) هل تقصد أن المولود يولد وهو عازم ( على العمل لله ) ؟؟؟

    قولك : ( بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله ) نسأل الله الهداية للأشاعرة ولكني لم أفهم علاقتهم بموضوع الفطرة ؟؟؟

    ولك دعائي الصادق

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي مصطفى جزيت خيراً
    تخلط كثيراً بين المسائل فتتحدث عن مسائل ليس هنا مكانها ، أما في مسألتنا هذه فاشرح لي ما يلي :

    قولك ( الفطرة هي ما فطر الله الناس عليها ... ) الضمير في عليها يعود إلى ماذا ؟؟؟ ثم إن سؤالي ما هي الفطرة ؟ أي : ما هو الشيء الذي فطر الله الناس عليه ؟
    وإن كنت تقصد أن الفطرة هي الإيمان به ، فاليهود والنصارى يؤمنون به إذن فهم على الفطرة !!! وهذا بخلاف ما جاء في الحديث .

    أما الميثاق ففي الربوبية فقط ، وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة !!!

    أخي في مشاركات منفصلة من فضلك بين لنا :
    ـ قولك ( لسم الله ) هل هو خطأ متكرر في جميع مشاركاتك أم أنك تقصده .
    ـ دليلك على أن الميثاق كان ( يوم عرفة عند نعمان ) .

    ولك دعائي الصادق

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي ( من صاحب النقب ) جزيت خيراً
    تقول : ( الذي يقع مع الولادة ... ليس العلم و العمل ) إلى هنا مفهوم
    ثم تقول ( وإنما أن يكون قابلاً لذلك ـ أي للعلم والعمل ـ عند اكتمال عقله ) لم أفهم ، أرجوك اشرح لي وخصوصاً ( عند اكتمال عقله )
    ثم تقول ( والعمل له أي : أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك ) هل تقصد أن المولود يولد وهو عازم ( على العمل لله ) ؟؟؟
    قولك : ( بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله ) نسأل الله الهداية للأشاعرة ولكني لم أفهم علاقتهم بموضوع الفطرة ؟؟؟
    ولك دعائي الصادق
    راجع مجموع الفتاوى أول توحيد الربوبية و ستجد هذه المسائل إن شاء الله أذكر أني قرأتها في

    رسالة في أصل العلم الإلهي

    مجموع الفتاوى ج 2 ص 1
    رسالة في الفرق بين المنهاج النبوي والمنهاج الفلسفي

    مجموع الفتاوى ج 2 ص 15
    رسالة في طرق العلم الإلهي

    مجموع الفتاوى ج 2 ص 54

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي ( من صاحب النقب ) ذكرت في مشاركة سابقة أن لدي كتب في المسألة ، ولكني لم أجد الجواب الشافي ، فهل أجده عندك ؟

    ولك خالص دعائي .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    سبتة
    المشاركات
    142

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الفطرة في الاصل تعني ما يميل الانسان اليه بطبعه وذوقه السليم
    والاسلام كله يكون بهذا دين الفطرة وتعاليمه كلها هي سنن الفطرة.
    احببت ان اتدخل في الموضوع
    ارجو ان اجد من يصحح كلامي او يؤكده

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم تجول في المنتدى وستعرف سبب هذا القيد ،
    أنا لدي كتب في المسألة ولكن لم أجد فيها الجواب الشافي ،
    وما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه ، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينافلا أظنك ترضى به .
    أما ترجيحك لكونها معرفة الصانع ، فاليهود والنصارى يعرفون الصانع ، والرسول يقول ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) أي يغيرا فطرته ، فإن كانت الفطرة معرفة الصانع فهم على الفطرة إذن ؟؟؟
    أخي الكريم ما فهمت سبب إصرارك على ان لك كتبا في المسألة وما أدري ما هي هذه الكتب التي ما فتئت تشير إليها.
    وما أدري كذلك هل سؤالك سؤال مسترشد ام أنك تريد مدارسة الأمر فأرجو منك توضيح ذلك لأنه يهمني أنا على الأقل.
    واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا
    وكن اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع ، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار ولا تعارض بين هذا وذاك إنما يقع التناقض و التعارض عند من ظن أن الفطرة هي الإسلام.
    وإليك التفصيل الذي أجدني مضطرا إليه مخالفا شرطك في الاختصار و إن كنت سأحرص عليه ما استطعت.
    آية الميثاق:
    هذه الآية كما قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى آية مشكلة، وهذا الإشكال بينه الحافظ ابن كثير و غيره وهو : هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟
    ونحن نرى من أنفسنا أننا لا نتذكر هذا الميثاق أبدا بل و لا نعرف أن هناك ميثاقا أصلا إلا بعد قراءة القرآن.
    وليس بمجرد قراءة القرآن يدرك هذا الأمر، بل لا يدرك هذا الأمر إلا حين يوقف الإنسان على هذه الآية فيفهم معناها و يعلم أن الله عز و جل أخذ عليه الميثاق.
    وكون الإنسان يكلف بشيء لا يذكره هذا من التكليف المحال.
    وأهل السنة لم يجوزوا هذا الأمر من جهة العقل ، وتابعهم في هذا المعتزلة وفريق من الأشاعرة.
    أما جمهور الأشعرية فذهب إلى أنه يجوز أن يكلف الله بالمحال عقلا.
    وقالوا أن الحكمة منه أن يضمر الإنسان أن لو استطاع لفعل.
    لكن اتفق الأشعرية مع المعتزلة مع أهل السنة على أن هذا لم يقع من جهة الشرع، بل ورد في الشرع ما يدل على خلافه وهو قوله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها . وقوله جل و علا: لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
    ولم يخالف في ذلك إلا الرازي حيث قال هو جائز في العقل واقع في الشرع.
    وأسوأ منه التكليف المحال لأنه لا يتصور في العقل ولا حكمة فيه أبدا ، كأن تقول للمجنون : اعقل ، ومثله تكليف الغافل و النائم والناسي والسكران سكرا بينا و الذي لم يصله الخطاب من الله عز و جل.
    فهذا هو الإشكال الذي أورده الحافظ ابن كثير على آية الميثاق:
    كيف يكون هذا الميثاق وهذا الإشهاد حجة علينا ونحن لا نذكره أصلا؟
    فهذا يكون من قبيل التكليف المحال الذي هو غير جائز عقلا و غير واقع شرعا.
    وهذا الإشكال حله العلماء بطريقتين:
    1- فريق من العلماء قالوا : إننا و إن كنا لا نذكر هذا الميثاق فإن الرسل قد جاؤوا فذكرونا به.
    ← فعلى هذا القول، هذا الميثاق أصبح حجة بعد مجيء الرسل.
    2- الفريق الثاني كالحافظ ابن كثير و طائفة قالوا أن آية الميثاق هذه : " وأشهدهم على أنفسهم " ، هذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
    واختلف العلماء في تحديد الفطرة ماهي؟
    ولهم فيها أقوال ساقها ابن عبد البر في كتابه التمهيد، حيث نقل نقلا شافيا و بحث المسألة بحثا مطولا، استوعب فيه تقريبا كل الأقوال.
    وأورد هذا البحث بطوله ابن القيم في شفاء العليل.
    وقد رجح كبار الأئمة أن الفطرة هي معرفة الصانع.
    والمسألة إخوتي الكرام المستند فيها إلى ألفاظ الآية حيث هي دالة على ان الفطرة معناها الإقرار بالصانع.
    وهذا أمر نجده في أنفسنا و يعرف ببديهة العقل، حيث أننا نشاهد الطفل لو ضُرب على رأسه من الخلف التفت ليعرف من الذي أثر هذا التأثير، فهو يلتفت ليعرف صاحب التأثير.فحينئذ نقول أن الإنسان منذ أن يولد ويتولد لديه الفهم و الإدراك يدرك أن كل فعل لا بد له من فاعل بدليل : ( من أخذ لعبتي، من الذي أكل طعامي ... )
    وبهذا المنطق نفسه توصل الأعرابي إلى أن لهذا الكون ربا موجِدا : ( البعرة تدل على البعير وأثر السير يدل على المسير ... )
    وبهذه الحجة ناقش أبو حنيفة الدهرية الجاحدين للصانع.
    فهذه هي الفطرة المرادة بالميثاق.
    والصواب الجمع بين القولين غير المتنافيين في الحقيقة فنقول : الرسل ذكروا الخلق بهذا الميثاق الذي أخذ عليهم وآثار هذا الميثاق هي الفطرة الموجودة فيهم.
    قال ابن الأنباري رحمه الله تعالى : مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وصلب أولاده وهم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون فاعترفوا بذلك و قبلوا . اهـ الروح ( 210 ) الصحيحة ( 4/161).
    وقال ابن عبد البر في التمهيد ( 18/89) : ومعنى الآية والحديث أنه أخرج ذرية آدم من ظهره كيف شاء ذلك وألهمهم أنه ربهم فقالوا بلى لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ثم تابعهم بحجة العقل عند التمييز وبالرسل بعد ذلك استظهارا بما في عقولهم من المنازعة إلى خالق مدبر حكيم يدبرهم بما لا يتهيأ لهم ولا يمكنهم جحده وهذا إجماع أهل السنة والحمد لله وإنما اختلفوا فيمن مات وهو طفل لم يدرك من أولاد المؤمنين والكافرين على ما نوضح بعد الفراغ من القول في الفطرة التي يولد المولود عليها واختلاف أهل العلم في معناها إن شاء الله. اهـ
    وقال شيخ الإسلام : الوجه الثالث : أن الإقرار بالله قسمان فطري و إيماني، فالفطري: وهو الاعتراف بوجود الصانع ثابت في الفطرة كما قرره الله في كتابه في مواضع، وقد بسطت القول فيه في غير هذا الموضع فلا يحتاج إلى دليل بل هو أرسخ المعارف وأثبت العلوم وأصل الأصول.
    وأما االإقرار بالرسول فبأدنى نظر فيما جاء به أو في حاله أو في آياته أو نحو ذلك من شؤونه يحصل العلم بالنبوة أقوى بكثير مما يحصل بالمطالب القياسية والوجدية في الأمور الإلهية. اهـ (2/72)
    وأما كون اليهود و النصارى يولدون على الفطرة
    فأقول نعم وهو منطوق الحديث : كل مولود يولد على الفطرة.
    وهذا الحديث جاء بروايات منها طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عند الترمذي : كل مولود يولد على الملة.
    وقال البيهقي في القضاء و القدر ( 2/62 الشاملة) : قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه في قوله : « على هذه الملة : لفظة فيها نظر لأن أصحاب الأعمش اختلفوا فقال : شعبة وجرير ، عن الأعمش كل مولود يولد على الفطرة : وقال حفص بن غياث ، وأبو بكر بن عياش ، عن الأعمش : كل مولود يولد على الإسلام وقال وكيع وأبو معاوية ، عن الأعمش : كل مولود يولد على الملة فدل أن الأعمش كان يروي الحديث على المعنى عنده لا على اللفظ المروي »اهـ
    ومن فهم من لفظ : (يولد على الملة) دين الإسلام ، فيمكنه ان يراجع مبحث الفطرة الذي عقده أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى في كتاب التمهيد، أو لينظره في كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء و القدر و الحكمة والتعليل لابن القيم رحمه الله.
    وقد صدر ابن القيم رحمة الله تعالى عليه بحثه بأنه لا يجوز أن يقال أن الملة هنا هي الإسلام، لأن الطفل إذا كان يولد على الإسلام بمعنى الدين فإن الإيمان عند أهل السنة قول باللسان و تصديق بالجنان و عمل بالأركان وهذا منفي عن الطفل.
    ومن حمل الحديث على ان معناه هو الإسلام بمعنى الدين فسيقع في إشكال عظيم.
    ولذلك فإن محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة لما حمل الحديث على ظاهره وقع في الإشكال.
    والإشكال أنه لو كان على الملة بمعنى الإسلام فإنه حين يكبر يكون مرتدا ولا يجوز استرقاقه، فذهب إلى أن هذا الحديث منسوخ بآيات الجهاد.
    وقد اضطر إلى القول بالنسخ لئلا يقع في التناقض.
    وليس الأمر كذلك مطلقا كما بينه أهل العلم، حتى ان ابن عبد البر حمل على محمد بن الحسن حملا شديدا وقال أنه لم يستطع ان يتعامل مع هذا الحديث وادعى أنه منسوخ إما لجهله وإما لكذا ... فالمهم أنه قال فيه كلاما شديدا.
    ومعلوم أن الحديث من الأخبار وهذه لا يدخلها النسخ.
    وقال ابن عبد البر في التمهيد : يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل والفطرة لها معان ووجوه في كلام العرب وإنما أجزأ الطفل المرضع عند من أجاز عتقه في الرقاب الواجبة لأن حكمه حكم أبويه وخالفهم آخرون فقالوا لا يجزئ في الرقاب الواجبة إلا من صام وصلى وقد مضى في هذا الباب من هذا المعنى ما يكفي والحمد لله.اهـ (18/77)
    هذا ما قدرت عليه من الاختصار حتى لا أخل فإن رأيت استطرادا أو إطنابا أو تطويلا وهو شر الثلاثة فاعف واصفح فإنما البيان أردت وما توفيقي إلا بالله.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  14. #14

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    مهلا أبو هلاء اذا كنت لا تعرف أن النصارى و اليهود و الشيوعيون و الوثنيون و غيرهم من الكفار يولدون على ملة الاسلام حتى يعرب عنهم ألسنتهم ذلك يجعلنا نطالبك بتصحيح اعتقادك و مراجعة الفاظ الحديث الذي محل الاستشكال ففي رواية مالك و البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:ما من مولود الا و يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء،ثم قرأ ابو هريرة:فطرت الله التي فطر الناس عليها الا أن مالك قال:كل مولود بدل :ما من مولود، لكن يا أبا هلا جاء في رواية أخرى عند الترمذي:كل مولود يولد على الملة فابواه يهودانه او ينصرانه أو يشركانه،قيل:و من مات قبل ذلك؟قال:الله اعلم بما كانوا صانعين و في رواية للأربعة و الطبراني من رواية الأسود بن سويع :كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فابواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .نعم يا أبا هلا هذه الأحاديث جاءت تبيينا للميثاق الذي أخذع الله علينا و نحن ما زلنا في عالم الذر يوم عرفة عند نعمان حيث قال جل و علا :و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتاتهم و أشهدهم على أنفسهم :ألست بربكم؟قالوا:بلى شهدنا ...نعم يا أبا هلا كل من ولد و مات و كل من هو موجود الآن و كل من سيولد من بعد _قلنا جميعا_:بلى شهدنا ،فحذرنا الله أن نعتذر له يوم القيامة بالغفلة عن هذا الميثاق أو بشرك أو بدع الآباء حيث قال:أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون...نعم قبل أن تتهمني بأنني أخلط ارجع الى كتب التفسير المعتبرة و خاصة أهل السنة منهم كابن كثير و الشوكاني و ستعرف أنك أنت الذي تحتاج الى مراجعة عقيدتك فكان كل الرسل انما يأتون مذكرين بهذا الميثاق و محذرين من غفلة كل من غفل عنه أو ابتدع قال تعالى:رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل و قال تعالى:و ما أرسلنا من رسول الا يوحى اليه أنه لا اله الا أنا فاعبدون..و الآيات في الباب كثيرة و لذلك قلت لك يا أبا هلا و لغيرك أن فحوى جميع الرسالات السماوية لخصها دعاء عرفة تبيينا لهذا الميثاق لأن الميثاق أخذ يوم عرفة قال الرسول صلى الله عليه و سلم:أفضل الدعاء يوم عرفة و أفضل ما قلته أنا و النبيئون من قبلي:لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير أخرجه مسلم و غيره فاتق الله و هناك حديث آخر في صحيح مسلم :خلقت عبادي حنفاء ...الحديث

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيراً

    أخي هناك فرق بين ( لدي كتب ) وبين ( لي كتب ) أظنك تعرفه ، وسبب إصراري بأن ( لدي كتب ) هو أني لا أريد من المشاركين نقل تلك الكتب إلى هذه الصفحة دون حاجة ، وأكرر ما قلته لك من قبل ( ما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه ، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينا فلا أظنك ترضى به )

    أما سؤالي فهو سؤال مسترشد باحث عن الحق ، لذا فهو يدارس كل من يشارك في الإشكالات الموجودة في مشاركته ، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظنك ترضى به .

    تقول : ( واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا ) صدقت

    ثم تقول ( وكون اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع ، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار ) عجباً ، انظر ما تقول ( اليهود والنصارى على الفطرة ) إذن لماذا قال في الحديث ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه )

    ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو : ( هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟ ) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك : ( واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟ )

    خلاصة ما رجحته هو : الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع ( الخالق ) ، إذن الفطرة هي معرفة الخالق . وتنـزلا معك سأقر بما قلت ، فأجبني عن :

    ـ آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة .

    ـ ما نوع هذه المعرفة هل هي قول باللسان أم اعتقاد بالقلب أم عمل بالجوارح ؟ وأذكرك بقول ابن عبد البر الذي نقلته : ( يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي  كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) .

    ولك دعائي الصادق

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي مصطفى غفر الله لي ولك
    لن أستمر في الرد على مشاركاتك حتى تعود وتجيب عن أسئلتي الموجهة إليك ، وكذلك حتى تبتعد عن أسلوبك حين تقول ( نطالبك بتصحيح اعتقادك ) و قولك ( ستعرف أنك أنت الذي تحتاج إلى مراجعة عقيدتك ) فهذا الأسلوب ليس هذا موطنه .

    ولك دعائي الصادق

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أما سؤالي فهو سؤال مسترشد باحث عن الحق ، لذا فهو يدارس كل من يشارك في الإشكالات الموجودة في مشاركته ، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظنك ترضى به .
    تقول : ( واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا ) صدقت
    ثم تقول ( وكون اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع ، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار ) عجباً ، انظر ما تقول ( اليهود والنصارى على الفطرة ) إذن لماذا قال في الحديث ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه )
    ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو : ( هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟ ) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك : ( واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟ )
    خلاصة ما رجحته هو : الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع ( الخالق ) ، إذن الفطرة هي معرفة الخالق . وتنـزلا معك سأقر بما قلت ، فأجبني عن :
    ـ آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة .
    ـ ما نوع هذه المعرفة هل هي قول باللسان أم اعتقاد بالقلب أم عمل بالجوارح ؟ وأذكرك بقول ابن عبد البر الذي نقلته : ( يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي  كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) .
    ولك دعائي الصادق
    أبا هلا وفقك الله تعالى
    قد ألزمتك بتقديمي اعتذاري على عتبك وكفيتك ما سطرته هنا :
    ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو : ( هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟ ) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك : ( واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟ )
    مع ما أراه من تلازم ووثيق صلة بين ما أشرت إلى كونه استطرادا وموضوعنا المطروق.
    ولو التزم الناس دعوتك إلى ترك النقول لأنها بين أيدينا لبطلت التصانيف فتأمل هذه.
    ثم قلت - حفظك الله و رعاك - :
    خلاصة ما رجحته هو : الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع ( الخالق ) ، إذن الفطرة هي معرفة الخالق . وتنـزلا معك سأقر بما قلت ، فأجبني عن :
    هل انتبهت لما سقته لك من نقل عن الأنباري وكونه جعل هذا مذهب اهل الحديث وكبراء أهل العلم؟
    ثم قلت :
    آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة .
    إي نعم هم على الفطرة التي هي الإقرار بالصانع وسأعود لهذه ببيان فهي مشكلة عندك فيما يبدو
    ثم قلت :
    [QUOTEما نوع هذه المعرفة هل هي قول باللسان أم اعتقاد بالقلب أم عمل بالجوارح ؟ وأذكرك بقول ابن عبد البر الذي نقلته : ( يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي  كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) .
    ][/QUOTE]
    ما الداعي لتذكيري كلامَ ابن عبد البر وأنا الذي سقته آنفا؟! أم هو استطراد لا حاجة له ( ابتسامة)
    ولعلك لو تنتبه تجد أن هذا النقل عن ابن عبد البر و غيره مما سقتُ لك قد نقض ما صدرت به سؤالك في أول الموضوع لأنك جعلت الفطرة الإسلام وبنيت عليه سؤالك و استشكالك.
    ثم جوابا: هي معرفة قلبية فقط .. والإنسان مفطور على أن الصانع موجود فعلا، هذه فطرة خلق عليها (واليهود والنصارى و المجوس و و و... داخلون هنا) لكن لم يأته خطاب يقول له أنك لو جحدت الصانع فأنت مجرم وتستحق العقاب في النار.
    وهذا ما نقله ابن السمعاني عن الأئمة الأكبار فارجع إليه فهو بين يديك (ابتسامة).
    فحينئذ كل ما في االأمر أن الله تعالى هيأه كجهاز استقبال لا يحتاج إلى مجهود.
    فطالما لا بعثة ولا رسول فمن جهة العقل لا يعرف هذا الإنسان أنه سيبعث وأنه سيحاسب و ينعم في الجنة إن أقر بهذه الحقيقة أو يعذب في النار إن جحدها حتى يأتيه الرسول فيخبره أنه مبعوث من الصانع الذي خلقه وآيات خلقه واضحة تؤيد ما أُعد وجُهز له و فُطر عليه من قبل هذا الصانع العظيم جل و علا.
    فالرسول يخبره أن هذا الصانع أوجده أساسا من أجل عبادته.
    وهنا لا بد من أمرين:
    1- أن يصدق الرسول في دعواه أنه مرسل من عند الصانع الخالق ومن ثم أرسلهم الله تعالى مؤيدين بالمعجزات و البراهين الدالة على صدق دعواهم.
    2- أن يتبع هذا الرسول بعد ثبوت رسالته عنده في كل ما يخبر به و يأمر به و ينهى عنه.
    قال ابن القيم في كتاب الروح (215) : " ولما كانت آية الأعراف في سورة مكية ذكر فيها الميثاق والإشهاد العام لجميع المكلفين ممن أقر بربوبيته ووحدانيته وبطلان الشرك وهو ميثاق وإشهاد تقوم عليهم به الحجة وينقطع به العذر وتحل به العقوبة و يستحق بمخالفته الإهلاك ، فلا بد أن يكونوا ذاكرين له عارفين به وذلك ما فطرهم عليه من الإقرار بربوبيته، وأنه ربهم و فاطرهم وأنهم مخلوقون مربوبون ثم أرسل إليهم رسله يذكرونهم بما في فطرهم وعقولهم ويعرفونهم حقه عليهم وأمره و نهيه ووعده ووعيده. ونظم الآية إنما يدل على هذا من وجوه متعددة" اهـ
    وما أرجو أن يحل لك الإشكال في استفضاعك لكون اليهود و النصارى على الفطرة التي هي إقرار بالصانع ، أسوق لك كلام ابن القيم في شفاء العليل ص 288:
    " ومما ينبغي أن يعلم أنه إذا قيل أنه ولد على الفطرة أو على الإسلام أو على هذه الملة أو خلق حنيفا فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده فإنه الله يقول والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ولكن فطرته موجبة مقتضية لدين الإسلام لقروبه ومحبته فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له وموجبات الفطرة ومقتضياتها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت من المعارض وليس المراد ايضا مجرد قبول الفطرة لذلك فإن هذا القبول تغير بتهويد الأبوين وتنصيرهما بحيث يخرجان الفطرة عن قبولها وإن سعيا بين بينهما ودعائهما في امتناع حصول المقبول ايضا ليس هو الإسلام وليس هو هذه الملة وليس هو الحنيفية وأيضا فإنه شبه تغيير الفطرة بجدع البهيمة الجمعاء ومعلوم أنهم لم يغيروا قبوله ولو تغير القبول وزال لم تقم عليه الحجة بإرسال الرسل وإنزال الكتب بل المراد أن كل مولود فإنه يولد على محبته لفاطره وإقراره له بربوبيته وادعائه له بالعبودية فلو خلي وعدم المعارض لم يعدل عن ذلك إلى غيره كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة فيشتهي اللبن الذي يناسبه ويغذيه وهذا من قوله تعالى ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى وقوله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى" اهـ
    وبنحو هذا الكلام قال القرطبي وابن عبد البر و غيرهما.
    فهذا نحوٌ من كلامي السابق في مشاركتي السابقة، ولعلك الآن تنظر في اعتذاري عن ما قررتَ أنه إسهاب في سياقي لمسألة حجية الميثاق -الذي أرى أنه الفطرة تبعا لجمع من الأئمة الكبار- و عتبك بأنه خارج عن الموضوع المطروح.
    فمتى تجاذبنا أهدابهما و تنازعنا أسبابهما كان لنا مجال ومقال لتصرف التأويل بين دعواي و بينتك، و اعتراض الاحتمال عن شبهتي و حجتك نفع الله بك وأحسن إليك.
    وإنما أمد أحيانا جناح التقرير لما أرى من الحاجة إليه في بيان ما أراه لمن إن كان أكثر أدبا مني فإنه يوفيني حقي ثم يأخذ بيدي متفضلا علي إن أسأت.
    وأما من لم يخفض للاعتذار جناح المعذرة فكيف يستتر من عتبه من لا يستطيع لذنبه سترا، والله الهادي.
    وإن رأيت أبا هلا تشوشا أو سخف عبارة فإني تعبر بي برهة كلها وأنا بين شواغل لا يشغلها عني شاغل وبلابل قد اختلط حابلها بالنابل، فأنا أنازعها هذه النهزة اليسيرة أجدد فيها التذكرة مع الإخوان من رواد هذا المجلس المبارك إلى أن يجود الله تعالى و يمن بتيسير ما هو معسور.
    فأعني على جعل التذكرة متعة والمدارسة حبلى بفوائد وآداب..
    وأستغفر الله لي و لك.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    255

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيرا

    أخي قبل أن أناقش كلامك الطويل السابق تكرم علي بالإجابة عن سؤالين في مشاركتي السابقة لم تجب عنهما حتى الآن :

    ـ لماذا قال الرسول  ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) إذا كان اليهود والنصارى على الفطرة أصلاً .

    ـ تقول في مشاركتك الأخيرة إن الفطرة معرفة قلبية ، وقد ذكرتك من قبل لو قبلت تذكيري بقول ابن عبد البر عن الاعتقاد القلبي بأنه ( معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) ، ولكنك تصر أن لدى الطفل اعتقاد وهذا من أعجب العجب ، فأخبرنا عن هذا الاعتقاد لدى الطفل كيف علمت به ؟

    وسؤال ثالث جديد من فضلك لا تتركه : ما تقول في الملحدين المنكرين للصانع أصلا هل هم على الفطرة .

    واخيراً تحياتي لابن السمعاني .

    ولك مني دعائي الصادق

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيرا
    أخي قبل أن أناقش كلامك الطويل السابق تكرم علي بالإجابة عن سؤالين في مشاركتي السابقة لم تجب عنهما حتى الآن :
    ـ لماذا قال الرسول  ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) إذا كان اليهود والنصارى على الفطرة أصلاً .
    ـ تقول في مشاركتك الأخيرة إن الفطرة معرفة قلبية ، وقد ذكرتك من قبل لو قبلت تذكيري بقول ابن عبد البر عن الاعتقاد القلبي بأنه ( معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) ، ولكنك تصر أن لدى الطفل اعتقاد وهذا من أعجب العجب ، فأخبرنا عن هذا الاعتقاد لدى الطفل كيف علمت به ؟
    وسؤال ثالث جديد من فضلك لا تتركه : ما تقول في الملحدين المنكرين للصانع أصلا هل هم على الفطرة .
    واخيراً تحياتي لابن السمعاني .
    ولك مني دعائي الصادق
    1- يهودانه أو ينصرانه بمعنى يعترضان موجبات الفطرة ومقتضياتها التي هي الإسلام بمعنى الدين.. و ليس معناه أنهما ينقضان الفطرة وإلا صار بنقضها غير محجوج بإرسال الرسل لأن الرسل إنما هم مذكرون بالميثاق الذي هو الفطرة.
    2- لم يقل ابن عبد البر أن الاعتقاد معدوم من الطفل..ولم أقل أنا أن الطفل يعتقد أن لهذا الكون صانعا حكيما قادرا .. وإنما كل ما في الأمر أنه يعلم جبلة أن لكل موجود موجدا (بكسر الجيم الأخيرة). والدليل على هذا الحس وقد ضربت لك على هذا مثلا فلا تحوجنا إلى التكرار وأنت تطلب الاختصار.
    3 - الملحدون كذلك على الفطرة نعم، وإنكارهم لوجود الصانع إنما هو للعوارض التي عرضت لهم فجعلتهم يعدلون عن هذه الفطرة لما أعربت عنهم ألسنتهم.
    ولعلك _كما هو المفترض- ترى الفاصل بين ولادتهم على الفطرة وما يعرب عنه لسانهم حينه.
    وتحياتك لابن السمعاني لا دخل لها بالموضوع فما وجه إيرادها؟!
    وكل هذا مكرر كنت قد أجبت عنه .. بل يغني عنه كله نقلي الذي نقلت عن ابن القيم لمن تدبر .. و القراء شهود.
    دمت موفقا.
    لا يكذب المرء إلا من مهانـته *** أو عادة السوء أو من قلة الأدب
    لجيفة الكلب عندي خير رائحة *** من كذبة المرء في جد وفي لعب

  20. #20

    افتراضي رد: ماهي الفطرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوهلا مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخوتي الكرام جاء في السنة ( كل مولود يولد على الفطرة )
    وفسر العلماء الفطرة بأنها الإسلام ، ولكن الإسلام فيه عقائد وأحكام ووو... فأيها هو الفطرة .
    ( لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة )
    ولكم مني خالص الدعاء .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

    الفطرة هاهنا معناها الحنيفية,
    والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل, كما عرفها الإمام ابن عثيمين.
    قال الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
    فتبين من خلال كلام الله تعالى أن الحنيفية هي الفطرة التي فطر الناس عليها.
    والله تعالى خلق الناس على هذه الفطرة, مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
    أما قول من قال بأن الفطرة معناها معرفة الصانع فتعريف ناقص والله أعلم, لأن اليهود والنصارى بل والمشركين أيضا يعرفون الصانع ويقرون بربوبية الله تعالى,
    مصداقا لقول الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
    فإذا عرفنا الفطرة بهذا التعريف ناقضنا الحديث النبوي المذكور أعلاه.
    واليهودوالنصارى ليسوا حنفاء مصداقا لقول الله تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) .
    وبالتالي تبين أن الفطرة معناها الحنيفية.

    والله تعالى أعلم.
    وإن أردت بسط الكلام أكثر فأنا مستعد وإنما منعني شرطك.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •