ذكر الشيخ أبو اسحاق حفظه الله رجلا كان عالما ثم انتكس ( نسأل الله السلامة )
عند الدقيقة الـ 59 من الفيديو الموجود في هذا الرابط
http://www.way2allah.com/modules.php...iles&khid=8653
فمن يعرف من هذا الرجل ؟
ذكر الشيخ أبو اسحاق حفظه الله رجلا كان عالما ثم انتكس ( نسأل الله السلامة )
عند الدقيقة الـ 59 من الفيديو الموجود في هذا الرابط
http://www.way2allah.com/modules.php...iles&khid=8653
فمن يعرف من هذا الرجل ؟
عبد الله بن علي القصيمي
صاحب كتاب : ( الصراع بين الإسلام والوثنية )
قرظ له الشيخ عبد الظاهر أبو السمح ، إمام المسجد الحرام ، فقال :
ألا في الله ما خط اليراع ** لنصر الدين واحتدم الصراع
صراع لا يماثله صراع ** تميد به الأباطح والتلاع
صراع بين إسلام وكفر ** يقوم به القصيمي الشجاع
خبير بالبطولة عبقري ** له في العلم والبرهان باع
إلى آخر ما قال في قصيدة طويلة يثني فيها على الكتاب ومؤلفه .
وقد قال أحد علماء نجد عن هذا الكتاب - كما هو مثبت في طبعته الأخيرة - :
" إن القصيمي دفع مهر الجنة ، ولن يضره ما يعمل بعد اليوم ، ولن نجد رأساً يطاول رأسه إلا رأس ابن تيمية "
مع التحفظ على هذا الغلو .
من كلامه ف هذا الكتاب يصف الحال قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم :
" خبط الناس في ظلمات ثلاث : ظلمة العقائد ، وظلمة القانون ، وظلمة الأنفس ، أما العقائد فلا يجد المتأمل فيها بصيص نور يهتدي به إلى هداية ، أو يخلص به من ضلالة ، وأما القوانين فلا يجد المتأمل فيها ما يعين على عدالة أو يخرج من ظلامة ، وأما الأنفس فلا يجد المتأمل فيها مكاناً لعقيدة صحيحة سليمة ، ولا لقانون عادل إنساني رحيم " إلى أن قال : " وفي ذات ليلة من عام 610 ميلادية ، بينما كان السكون ساكناً صامتاً ، والأشياء راكدة مصغية متوجسة ، كأنها تتوقع حدوث أمر عظيم ، انفتحت فرجة من السماء تعلقت بها الأبصار ، انبعث منها شعاع قوي وهاج باهر ، فهبط على غار ... يقيم في ذلك الغار رجل لا كالرجال ، يحمل نفساً لا كالأنفس ، وقلباً لا كالقلوب هرب بنفسه وقلبه وفطرته من أولئك الناس ... مخلياً بين روحه وما فطرت عليه من الطهر والنبل والعظمة والتأملات السامية الحادة النافذة ، واصلاً بين نفسه وربه بصلة هذا الكون وما أودع فيه من آياته وبيناته .
فكان هذا الشعاع الهابط هو ما عرف بعد بالإسلام ، وكان هذا الغار هو ما عرف بعد بغار حراء ، وكان هذا الرجل الذي لا كالرجال هو منقذ البشرية الأكبر من كبوتها .."
ثم قيل : إنه ألحد ، وله مقولات كتبها في الإلحاد ، وكان تحوله تدريجياً ، حيث ألف ( هذه هي الأغلال ) ومن يقرأه يجده - رغم ما فيه من مآخذ أصلية - مصرحاً بوجود الرب وبالإيمان حيث قال في أول الكتاب : ( من الجائز أن أكون قد أخطأت أو بالغت في بعض المواضع ، ولكن أمرين يجب ألا يقع عندهما خلاف ولا يسوء فيهما فهم : أحدهما : أني كنت مخلصاً في جميع ما كتبت وأني ما أردت إلا خدمة الحق وخدمة أمتنا العزيزة ، وليكن هذا شفيعاً لي عند من يخالفني في بعض المسائل أو بعض الشروح والتفصيلات ، ثانيهما : أني لم أحاول إلا أن أكون مؤمناً بالله وملئكته ورسله وباليوم الآخر )
قيل فيه بسبب هذا الكتاب :
الشيخ راشد بن خنين :
هذا القصيمي في الأغلال قد كفرا ** وفاه بالإلحاد والزيغ مشتهرا
من بعد نصرته للدين في كتب ** أضحى يفنده يا بئس ما ابتكرا
واسم الكتاب دليل الخبث متضح ** ما فيه بسملة إذ خيره بترا
يا ابن القصيمي هداك الله شرعتنا ** اترك زهوك وادع الله معتذرا
الشيخ صالح بن سليمان بن سحمان :
في مصر وزغ تمادى في الضلالات ** وتاه في تيه ديجور الجهالات
أبدى مخازيه في أغلاله وهوى ** في هوة وتعامى في المقالات
ألف العلامة عبدالرحمن السعدي في الرد عليه كتاب : " تنزيه الدين ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله "
اسألوا الله الثبات ، فهذا الرجل رغم علمه ضل وما نفعه علمه ، فاللهم ثبتنا وكن معنا يا أرحم الراحمين .
أما الشيخ صالح بن حسين العلي العراقي فيقول في مقدمته لقصيدته : "أما بعد، فإني لما اطلعت على الكتاب المسمى "هذى هي الإغلال" الذي ألفه عبد الله بن علي القصيمي وجدته مملوءاً من الأفكار الفاسدة والآراء الكاسدة، منطوقها ردّ على السنة والقرآن، ومفهومها نفي للخالق المنان، ولازمها تكذيب الأنبياء والمرسلين وتصديق الإباحية والطبائعيين، ونتيجتها دعوة العباد إلى نبذ الأديان، وإنكار المعاد والاكتفاء بالعقل والطبيعة، والإيمان بالإنسانية التي في زعمه ليست مقيدة شرعاً، وليست لها حدود قدراً، إذ عنده أن الإيمان بمواهب الإنسان هو الذي يوصله إلى السعادة والكمال، والإيمان بالله والتمسك بشرعه هو الذي يوصله إلى الشقاوة والنقص وسوء الحال.
على أن في كتابه المذكور من الآراء ما هو مقبول، ولكنه قطرة من ماء طهور فرات، في بحر نجس زعاق، مملوء بالأكدار والقاذورات.
فاستخرت الله عز وجل في نظم أبيات تشتمل على إيضاح أباطيله ورد خطئه وأضاليله، وتشخيص ما به ارتد ومرق من الإسلام، نصحاً لله ولرسوله وللمسلمين، وقياماً ببعض ما يجب عليّ من نصر الدين وجهاد من خالفه من أعداء رب العالمين، لقوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم الآية، وقوله صلى الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم".
وإنما قلت ما قلت في هذه القصيدة بعد ما قرأت الكتاب المذكور من أوله إلى آخره، على شيخنا العلامة المحقق، والأستاذ الفاضل المدقق أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز، رفع الله قدره في الدارين، ورزقه الصبر واليقين، ونيل الإمامة في الدين، والقراءة المذكورة قراءة تدبر وبحث واستشكال، وذاكرته في المواضع المشكلة من كلام هذا المارق، حتى اتضح لي الصواب، وعرفت مقصود هذا الزائغ الخبيث المرتاب".
يقول العراقي في أبياته مشيرًا إلى بعض صفات القصيمي قبل ردته، وهي صفات ينبغي تأملها لمن أراد دراسة الأسباب الحقيقية وراء ردته
"قد كان من ناصري الإسلام متبعاً *** في قوله غالباً منهاج أهليه
لكنما الكذب في فعل وفي كلم *** وصف له، عَلَّه طبعٌ مؤاخيه
أضف لها الكبر بل والحرص مع حسد *** كيف النجاة لشخص هذه فيه
لا يوجد الكبر في شخص ولا حسد *** والحرص إلا وفي الخسران ترديه
إذ تلك أصل الخطايا في شريعتنا *** سل من قضاها النجادوما تواليه
فالكفر يخرج من كبر ومن حسد *** بغي وظلم ومن حرص معاصيه
والكذب أسوؤها قبحاً وحجتنا *** أنْ هذه نعته مثل تماديه
إن حب شيئاً غلا في مدحه وإذا *** قلاه تالله بالبهتِ يمانيه"
إلى أن يقول: مبيناً أن القصيمي خلط شيئاً من الحق بكثير من الباطل في كتابه "الأغلال" لكي يروج باطله :
ونحن نؤمن إيماناً بلا رِيَب *** من يضلل الله ليس الخلق يهديه
لكن علينا على قدر استطاعتنا *** ردّ القبيح وإقصاء أهاليه
إذ لو تركنا اللئيم في سفاهته *** مع طوقنا الردّ قد يهذي بمكروه
ما في كتيبّه الأغلال أجمعه *** تالله، فالسنّة الغرا تنافيه
وما به من جميل ليس مبتكراً *** وجاء به شبهة قصداً لتمويه
لكي يروج على الغوغاء باطله *** لعلها بالذكا والعقل تدعيه
حتى يقودهمو إلى هلاكهمو *** بئس الزعيم وبئس من يرجّيه"
رده على استهانته بالدعاء :
"فمن كلام الدعي في كتيّبه *** أن الدعا يجلب الضر لأهليه
فنسأل الله عفواً والثبات على *** دين الهدى في الذي نبدي ونخفيه
فالشرع أجمعه بالاتفاق دعا *** كيف المضرات تأتي من تعاطيه
ألست تدري الدعا إما لمسألة *** أو طاعة دون ريب أنت داريه
لكن جحدت على علم مكابرة *** إن لم تكن يا قصيمي بمعتوه
تدري، فمالازم القول بذا غُدَر *** معناه أنك رب الخلق تنفيه
إذ قال ربي فجل ذكره وعلا *** في محكم النص قطعاً أنت قاريه
وقال ربكم ادعوني أستجب لكمو *** عمداً تنابذ لا جهلاً تزجّيه
قولاً بلا حجة شرعاً ولا نظراً *** ولا اعتباراً ولا عقلاً تواتيه
هذا انسلاخ من العقل بلا ريب *** إذن فلا بدع فيما أنت تأتيه
نعوذ بالله من زيغ القلوب ومن *** سلب العقول وما يقضي فيجريه
لو لم يكن موجب يقضي بردته *** إلا ازدراء الدعا حقاً فيكفيه"
رده على ادعائه بأن الدين مشكلة !
"كيف وقد قال أن الدين مشكلة *** لم يُلف حل لها للآن في تيه
إذ الورى عاجزون عن تصوره *** تصوراً مبدياً للمعنى وجاليه
لأنه سبقه استعدادهم وأتى *** قبل اكتمال الحجا، من ذا ينافيه؟
وقد يجي للورى يوماً تصوره *** على الحقيقة ذا حتماً يوافيه
مهما تأخر وقت المرء يقرب من *** نضج وفهم صحيح ضد ماضيه
بل قال هذا القصيمي بلا خجل *** قولاً صريحاً فلم يصلح لتوجيه
مستقبل الوقت وأهل الوقت أفضل من *** ماضي الزمان بلا ريب وأهليه
فهذه كلها أقوال ذي فند *** صريحة وهي من أسوى صواديه
فيلزم القول أن الدين مشكلة *** أمران كل قبيح سوف يرديه
نقول ءأما النبي الحل يعلمه *** أم لا؟ فإن قلت ناء عن معانيه
جعلته جاهلاً يحكي ويفعل ما *** قد ليس يفهمه أو لست تبغيه
فللخيانة مع غش لأمته *** نسبته قولك المقبوح يقضيه
وباتفاق أولي الإسلام أحمد قد *** فاق الورى مطلقاً فضلاً قد أوتيه
في العلم أعلمهم والنصح أنصحهم *** وفي البيان فقصب السبق حاويه
معصوم من خطأ فعلا وفي كلم *** وما أقر عليه وهو داريه
وأصوب الناس رأياً بل وأرجحهم *** عقلاً وفكراً، فقد طابت مساعيه
وابن القصيمي رماه بالخيانة والجـ *** ـهل المركب بل بالعيّ يرميه
ويدعي أنه الداعي لسنته *** تناقض ليس ذو عقل يواتيه
وقال أول شيء يُؤمنن به الإ *** نسان، لا الله نطقاً غير تنبيه
فمقتضاه بأن الرب ليس له *** تصرف قصده تعطيل باريه
لأنه قال إن المرء مقتدر *** يسمو كمالاً ولا شيء يعاصيه
بل كل شيء له يسمو بقدرته *** وطبعه دون ما ربط بمنشيه
وذا صريح بأنْ ليس لخالقنا *** فعل وعلم وحكم بل وينفيه
إذ قال إن الرسول كان أول ما *** يُوحى له إنما الطبع يناجيه
لا الرب أوحى، ولا جبريل بلغه *** وذا بمعناه والمفهوم يجريه
وبالطبيعة قبل الوحي مختلياً *** طوراً يخاطبها طوراً تناجيه
حتى أتى الموت وهو في مخاطبة *** مع الطبيعة يا كثر تجنّيه
أليس ظاهره أن الرسول أتى *** بالدين منه أو الأكوان توحيه
فصار حينئذ شرع النبي حكماً *** ليست أوامر رب أو نواهيه
خذ ما ارتضاه الهوى منها ودع جملاً *** تخالف القصد والوقت وأهليه
إذ لا عقاب على نهي تقارفه *** ولا ثواب على أمر تودّيه
أو فاستقل بعقل ذا لوازم ما *** قال القصيمي وذا التالي مصافيه
أبعد هذا يكون المرء متبعاً *** شرعاً ويعتذرن عنه مؤاخيه ؟
فكل معتذر عنه ويفهم ما *** حواه أغلاله حقاً يساويه
والعقل عند القصيمي يخالف ما *** جاء الرسول به إذ قال يزريه
قوموا بنا قومنا نبني ثقافتنا *** على الجديد السعيد ذا وآتيه
إن القديم شقيّ إذ نجانبه *** وذا يعم الهدى حالا وماضيه
فقد حكمت على خير الخليقة *** والصحب الكرام بذا يا صاحب التيه
بأنهم في الشقا كانوا ذوي حمق *** أم سوء فهم بل الإلحاد تبغيه
بل وانسلاخاً من الأديان قاطبة *** هذا السعيد الذي تعني وتطريه
حق تقول ولا تدري وحق لمن *** يجفو هداه بأنّ الله يعميه
عمى بصيرة قلب طبق حكمته *** يضل من شا ومن شاء فيهديه
سبحانه جلّ رباً ليس يمنعه *** شيء إذا ما يشاء الشيء يمضيه"
رده على عدم فهمه لحقيقة التوكل :
"أما التوكل فأهل الحق قاطبة *** على خلاف الذي يا فدم تعنيه
إذ ليس ما قلته شرعاً ولا لغة *** بل افتراء على مولاك تجنيه
إذ حدّه بذل ما استطعناه من سبب *** والاعتماد على الخلاّق قاضيه
فإن ظفرنا بما نبغي فذاك، وإن *** فات اعتقدنا الحكيم ليس شائيه
لحكمة ثم لا تثنى عزائمنا *** عن غيره وهو مطلوب نواتيه
وهكذا صنعنا فيما أباح لنا *** جلبا ودفعاً وفي الحالين نرضيه
فثمّ نسمو كمالاً لا يضارعنا *** فيه سوانا، إذا هذا نوفّيه
والاعتماد بلا شك على سبب *** شرك كما تركه قدح بآبيه"
رده على سوء فهمه للزهد :
"وقال إنا مدحنا الفقر مع بله *** مع الجنون وجهل من تمنيّه
والعي والسقم والتخريب مع قذر *** وضد هذي بزعم الغمر نُزريه
لا يفتأ المرء هذا يفتري كذباً *** على التواريخ والدين وأهليه
بشطح أهل السلوك في كلامهمو *** أو أهل بدع ومن بالزيغ يحكيه
لكون كل لدين الحق منتسباً *** عمّ ذوي الحق بالذم وتسفيه
لله كم سرت الشيطان طلعته *** بل كل آن بلا شك يحييه
فالفقر قد جاءت الأخبار مادحة *** لمن دهاه إذا كانت مناشيه
أما عن الزهد في الدنيا نشا طمعاً *** في السير لله مع قصد مراضيه
فذا جميل بشرط الصبر ملتمساً *** جلب الذي عن جميع الناس يغنيه
مع القيام بحق المسلمين بلا *** تبرم أو خنوع منه مبديه
أو ناشئاً عن مصاب قد أصيب به *** وقام منه مجداً في تقصيه
مع صبره واثقاً بالله يكشفه *** لأنه يا لئيم من بلاويه
وضد هذا فمذموم بلا ريب *** كيف القبيح لنا قبحت تنميه
وأننا قد مدحناه فذا عَتَهٌ *** إذ لو حجاك لديك لست تعزيه
والزهد يا وغد في الدنيا حقارتها *** في القلب حتى ولو كانت بأيديه
مع صرفها إن أتته في مواضعها *** في الشرع لا للمعاصي أو تباهيه
إذ ليس يلزم من زهد خلوّ يد *** من كثر مال ولو بالكسب يجبيه
كلا ولا من رياسات ولو عظمت *** كالراشدين لهم في الزهد عاليه
والزهد فيها على ذا النحو مادحه *** إلهنا وأهله هم من محبيه
إمامهم سيد الكونين يا غدر *** وصحبه فهمو كيف تهاجيه
ما غادروها ولا كانت تهمهمو *** علما بأن الفنا قطعا تأتيه
مع علمهم أن دار الخلد باقية *** مع خيرها دون تنغيص ومكروه
لو كنت تؤمن بالأخرى لما قبحت *** لديك أعمالهم بل أنت مقصيه
أما الغنى إن أصار المرء منحرفا *** عن طاعة الله أو عنها فيلهيه
فذا ذميم وإن كانت مصارفه *** في طاعة الله محمود تعاطيه
أما الجمال فممدوح بلا سرف *** وصرف مال ووقت في تشهيه"
ثم رد دعوته إلى "تغريب" المرأة المسلمة (ص 35)، وتهجمه على خطبة الجمعة (ص 35-36).
ثم رد على دعوته الفاجرة إلى نبذ الإسلام لكي نتطور دنيوياً كما تطور الغرب! قائلاً :
"وقال إن الهدى الإسلام أخرنا *** عن اللحاق بذا الغربي مغريه
إذ أنه قد سما في زعمه شرفاً *** وسؤدداً ليس ما قبلٌ يضاهيه
أسبابه رفضه كل الشرائع بل *** إنكاره خالق الخلق ومنشيه
هب أن طائفة الكفار قد سبقوا *** أهل التقى بالصناعات أخا التيه
أعندهم علم تثقيف العقول وما *** يسمو به الفكر بل والقلب يحييه
ويسعد المرء في دنيا وآخرة *** وبرزخ، ذا عدت منه وتقليه
والعلم هذا الذي قد كنت مرتدياً *** أمس به غير أن اليوم عاريه
هو الهدى ديننا الإسلام يا غدر *** هو الذي ضاء للخلق تلأليه
فراح كل ملىً منذ تلألؤه *** بنوره يستضيء كيف بأهليه
بل كل شعب رقى دنيا لسؤدده *** من ديننا جاءه أصل ترقيه
إما اقتباساً حقيقياً مباشرة *** أو صدفة فالعلا جا من معاليه
شاء أولو الغرب أم لم يرتضوا حسداً *** بغياً وظلماً، كما قد رحت تزريه
واليوم لما أخلوا بالتقى قصرت *** مدارك الفكر عما الغرب ينشيه
من الصناعات حرباً أو مرافقه *** براً وبحراً ومما في مغانيه
وليس ضائرنا هذا إذا سلمت *** لنا العقائد والتوحيد نبديه
مع اعتدادٍ لهم قدر استطاعتنا *** من قوة طبق ذا الوقت وآتيه
إذ جلب ما فيه للإسلام تقوية *** ورفعة وهو مما لا ينافيه
تالله من أعظم التقوى تعلّمه *** وجلبه وبذا الإسلام نحميه
تالله لو حكم الإسلام قادتنا *** في كل شيء لسادوا الغرب ذا التيه
أو جاءهم سؤدد يفنى لهيبته *** كبر الورى مطلقاً وانقاد عاصيه
لكنهم قدموا حظ النفوس وما *** استطاعوا على الصبر كي ترقى مبانيه
قد هالهم شبح الموت لحبهمو *** هذي الحياة لذا انقادوا لشانيه
بفعل أولاء ضفت النقص من سفه *** للدين يا ناقص العقل وتقليه
وتنسبن إنحطاط المسلمين إلى *** الإسلام وهو الذي أعلت مباديه
شأن الخليقة في دنيا وفي فكر *** في ذا الزمان وقبلا عز معليه
اذكر عصور الأولى شادوا لنا شرفاً *** مجداً رفيعاً قوياً في مبانيه
عصر النبي وعصر الراشدين فيا *** للدين إذ ذاك ما أبهى مرائيه
وعصر شام وقد أعلت معالمه *** بنو أمية حتى عزّ ضاويه
لله عصر بني العباس مزدهيا *** به العراق وشام مع نواحيه
بلى الجزيرة مع مصر إلى اندلس *** يحلها من جمال الملك زاهيه
عصر سما فيه علم الدين وانتشرت *** فيه الحضارة وانجابت دياجيه
كان اقتباس العلوم من إنارته *** حتى ازدهى كل شعب من لآليه
فبالتقى يا أخا الأغلال قد نهضوا *** ووطدوا الملك حتى لان عاتيه
كم عاهل ساد في تلك العصور وقد *** دانت له الغرب والدنيا تحابيه
كانت بأيديهمو الدنيا برمتها *** لما أمدوا الهدى لأنأى مراسيه
لاسيما جهتا الشرق وغربهمو *** من صينها فإلى الغرب وقاصيه
في نحو قرن أخا الأغلال قد ملكوا *** هذا وكم راق ذاك العز رائيه
أولائك القوم فخر العُرْب ذكرهموا *** لا يستطيع الورى يوماً تناسيه
ذكر جميل لهم في الناس قاطبة *** كيف أخو العقل ينساه ويخفيه"
ثم يعرج العراقي على ما فعله الغربيون ببلاد الإسلام لما سقطت في أيديهم -إلا ما رحم الله- هل أسسوا فيها حضارة؟! أو علموا أهلها سبل التقدم الدنيوي؟! أم أن الأمر خلاف ذلك؟! :
"والغرب بالضد لما أن أتى أمماً *** شرقية بث فيها من ملاهيه
صاد السفية بغزلان تغازله *** والسينماء ويا كثر ممانيه
ضف الخمور وصندوقاً ورادية *** مع ما أتى بخرافات وتسفيه
ولى على الشعب من حاكاه معتقداً *** وهو بأن الملا لا رب راجيه
شاد المعاهد ضد الدين فامتلأت *** بالخبث يا صاح والشر نواديه
فراح كل بلاد من ممالكنا *** في البؤس والتعس والارزا تفاجيه
سوى بلاد السعود في مناعته *** قد صانه الله فضلاً من توليه"
ثم يختم العراقي قصيدته بدعوته الله عز وجل أن يحفظ بلاد الجزيرة العربية من كيد الغربيين الذين يسؤهم أن تبقى محكمة للشرع، وأن يوفق ملكها لنصرة الإسلام:
"ونسأل الله رب الخلق ينقذنا *** من فتنة الغرب بالتقوى وتفقيه
في شرعنا ثم بعد الفعل يصحبه *** هذا السلاح الذي حقاً سيرديه
وهاهو الملك ساع في إشادته *** معاهد الدين نرجو الله يجزيه
عن سعيه خير ما جازى به ملكا *** ولاه ربي على قوم مطيعيه
أعاذه الله من أمرٍ يثبطه *** عن نصرة الدين أو إن هم يثنيه
ويمنح الملك تمكيناً ونصرته *** ونهجه الشرع والقرآن هاديه
مع حسن نيته إصلاح أسرته *** ونسله بل وشعب تحت أيديه"