الحد الفاصل في المعترك القائم بين السلفيين والتغريبيين


دائما يتشدق دعاة التغريب في السعودية بالاصلاح وأنهم يريدونه داخل المجتمعات الاسلامية ، وإن فتشنا أوراقهم الاصلاحية وجدناها تدعوا إلى مخالفة الاسلام الذي يتمسحون به ، وأوراقهم الاصلاحية كثيرة منها ( بطاقة للمرأة تظهر صورتها ، وقيادة المرأة للسيارة ، والسينما ، وتوسيع الاختلاط ... الخ أوراقهم التي لاتخفى ) ، ومادام أن الآراء في الاصلاح ، فالسلفيون لديهم أيضاً آراء أخرى تجاه آراء دعاة التغريب وفي نفس الوقت لهم رؤية فيمن يضبط الاصلاح إذا أتى من يحمل مشروعه ، فالذي يضبط ذلك هم العلماء الشرعيون الذين يُدركون حكم المشروع الاصلاحي المقدم من ناحية الحل والحرمة دون الخوض في القضايا المهنية للمشروع ، وهكذا تتعدد الآراء حول الاصلاح فمَن هو الذي يُحترم رأيُه ويُقدَّر ؟

إنه الذي يجعل مطالبه الاصلاحية تتوافق مع الاسلام .

سيقول دعاة التغريب : (( كلنا مسلمون ولايمكن أن نهدم الاسلام ، بل مطالبنا الاصلاحية تتفق مع الاسلام )) ، ويسوقون أدلة من القرآن والسنة تعزز مطالبهم على فهمهم .

وكذلك يقول السلفيون : ((كلنا مسلمون ولايمكن أن نهدم الاسلام ، بل مطالبنا الاصلاحية تتفق مع الاسلام )) ، ويذكرون أدلة من القرآن والسنة تعزز مطالبهم على فهمهم .

فمن ياترى سيحل هذا الصراع الفكري ؟ ونحن في البلاد الاسلامية .

لاشك بأنه لابد أن تكون هناك مرجعية متخصصة بالدين الاسلامي حتى تعرف المصيب في مطالبه من المخطئ فيها طالما أن الكل يقول عن نفسه : إنه مسلم .

وحيث إن الدين الإسلامي فيه أحكام تفصيلية وإجمالية ، لابد بأن يكون هناك متخصص لفهم هذه الأحكام ودراستها دراسة علمية تخصصية يعرف صحتَها المتخصصُ في أحكام الدين الاسلامي ، وهذا هو العالِم الشرعي ، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم الذي يقرؤه دعاة التغريب المتمسحين بالاسلام ويقرؤه السلفيون أيضا : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) سورة الزمر : 9

وقال تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) سورة المجادلة : 11

وقال تعالى : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء ) سورة فاطر : 28

فإذا كان هذا لايروق لمن يسمون أنفسهم ليبراليين فهنا يكمن الحد الفاصل ، فليكونوا ليبراليين حقيقيين ولايدلسوا ولايكذبوا ، فالليبرالية هي الحرية المطلقة ، فليتحرروا ويعلنوا براءتهم من الاسلام حتى لا يُلزموا بالمرجعية الشرعية ، وتتضح حين ذلك الصفوف ، وإنه ليس من التحرر في الفكر أن ينافقوا ويقولوا عن أنفسهم : إنهم مسلمون ، وإن مناداتهم بالاصلاح بطريقة مزدوجة انفصامية ، سيُرفض في المجتمعات الاسلامية التي تثق بعلماء الدين الاسلامي وتحترم التخصصات التي يحترمها أي رجل مثقف طبيعي ، فهناك كليات وأقسام شرعية أكاديمية في الجامعات ومتنوعة تنوعا رائعا ، فهناك أقسام متخصصة في التفسير والحديث والعقيدة والفقه وأصوله ، فهل هذا كله ليس له قيمة حينما يتطفل على هذه التخصصات من ليس متخصصا فيها ويتكلم باسم الدين وهو لايفقه حقيقته !!؟

وإن مناشدة من يسمون أنفسهم ليبراليين بالاصلاح الذي يسيء إلى الدين الاسلامي وإلى علمائه في هذه المجتمعات يُشكل ظاهرة سلبية وتمرد على القيم التي يزعمون احترامها وانتسابهم لها ، فالمجتمعات الاسلامية لاتريدهم كما حصل شاهد على ذلك في الانتخابات البلدية ، ومع ذلك يُقحمون أنفسهم بكل دناءة ووقاحة .


وعلى قول المثل ( شين وقوي عين ) .