تفاجأت بهذا عندما سمعت بعض الأفاضل يقرره في شرح سلم الأخضري في المنطق وقد راجعه بعض طلبته فقال نتوقف فيه فلا نسبه لاحتمال أنه كان من أتباع موسى عليه الصلاة و السلام
فهل هذا الكلام صحيح ؟
تفاجأت بهذا عندما سمعت بعض الأفاضل يقرره في شرح سلم الأخضري في المنطق وقد راجعه بعض طلبته فقال نتوقف فيه فلا نسبه لاحتمال أنه كان من أتباع موسى عليه الصلاة و السلام
فهل هذا الكلام صحيح ؟
ليس بصحيح والله أعلم
وذلك أن المعروف عند أهل المقالات أن أساطين الفلاسة كانوا على عقائد الرسل من التوحيد وإثبات الصفات والأفعال والقول بحدوث العالم
ومنهم سقراط وتلميذه أفلاطون
ثم نشأ فيهم أرسطو تلميذ أفلاطون فخالف معلمه وقال بقدم العالم وهو أول من نشر هذه المقالة في دين اليونان
وكان أرسطو كافرا بالله وملائكته ورسله
راجع كلام ابن القيم في أواخر إغاثة اللهفان والله أعلم
وكان وثنيا مشركا , انظر النبوات لابن تيمية .
سقراط المعروف عنه التوحيد و على انكار عبادة الآلهة الوسائط مات أما أفلاطون فان صح ما نقل عنه في المحاورات و مذاهب تلامذته فهو غنوصي و فلسفته أصل الشرك و ما فعل أرسطو الا ان وسع نظريته من الجانب العرفاني الى الجانب العقلي ان صح عنه أيضا كل ما ينسب اليه من الموسوعات..أما أنه اول من أحدث القول بقدم العالم فباطل بل قبله أساطين قالوا بأشد من قوله انطلاقا من اختلافهم في الفرق و الجمع و أصول طبائع الأشياء في أوائل نشاة الفلسفة اليونانية في الأناضول في مملكة الأيونيين ...
لو أفدتنا أكثر يا شيخنا الفاضل
فإن ما نقلته أعلاه هو خلاصة كلام ابن القيم في الإغاثة
وهذا نصه في عقيدة أفلاطون:
"وكذلك أفلاطون كان معروفا بالتوحيد وإنكار عبادة الأصنام وإثبات حدوث العالم وكان تلميذ سقراط ولما هلك سقراط قام مقامه وجلس على كرسيه
وكان يقول : إن للعالم صانعا محدثا مبدعا أزليا واجبا بذاته عالما بجميع المعلومات
قال : وليس في الوجود رسم ولا طلل إلا ومثاله عند الباري تعالى يشير إلى وجود صور المعلومات في علمه
فهو مثبت للصفات وحدوث العالم ومنكر لعبادة الأصنام ولكن لم يواجه قومه بالرد عليهم وعيب آلهتهم فسكتوا عنه وكانوا يعرفون له فضله وعمله وصرح أفلاطون بحدوث العالم كما كان عليه الأساطين وحكى ذلك عنه تلميذه أرسطو وخالفه فيه فزعم أنه قديم وتبعه على ذلك ملاحدة الفلاسفة من المنتسبين إلى الملل وغيرهم"
وقال بالنسبة لأول من قال بقدم الأفلاك:
"وهؤلاء فرقة شاذة من فرق الفلاسفة ومقالتهم واحدة من مقالات القوم حتى قيل إنه ليس فيهم من يقول بقدم الأفلاك غير إرسطو وشيعته فهو أول من عرف أنه قال بقدم هذا العالم والأساطين قبله كانوا يقولون بحدوثه وإثبات الصانع ومباينته للعالم وأنه فوق العالم وفوق السموات بذاته كما حكاه عنهم أعلم الناس في زمانه بمقالاتهم أبو الوليد بن رشد في كتابه مناهج الأدلة
فقال فيه القول في الجهة
وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله إلى أن قال والشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين وأن من السموات نزلت الكتب وإليها كان الإسراء بالنبي صلى الله عليه و سلم حتى قرب من سدرة المنتهى وجميع الحكماء اتفقوا على أن الله والملائكة في السماء كما اتفقت جميع الشرائع على ذلك ثم ذكر تقرير ذلك بالمعقول وبين بطلان الشبهة التي لأجلها نفتها الجهمية ومن وافقهم إلى أن قال : فقد ظهر لك من هذا أن إثبات الجهة واجب بالشرع والعقل وأنه الذي جاء به الشرع وانبنى عليه وأن إبطال هذه القاعدةإبطال للشرائع
فقد حكى لك هذا المطلع على مقالات القوم الذي هو أعرف بالفلسفة من ابن سينا وأضرابه : إجماع الحكماء على أن الله سبحانه في السماء فوق العالم
والمتطفلون في حكايات مقالات الناس لا يحكون ذلك أما جهلا وإما عمدا وأكثر من رأيناه يحكي مذاهبهم ومقالات الناس متطفل
وكذلك الأساطين منهم متفقون على إثبات الصفات والأفعال وحدوث العالم وقيام الأفعال الاختيارية بذاته سبحانه كما ذكره فيلسوف الإسلام في وقته أبو البركات البغدادي وقرره غاية التقرير وقال : لا يستقيم كون الرب سبحانه رب العالمين إلا بذلك وأن نفي هذه المسألة ينفي ربوبيته قال : والإجلال من هذا الإجلال والتنزيه من هذا التنزيه أولى
فصل وكذلك كان أساطينهم ومتقدموهم العارفون فيهم معظمين للرسل
والشرائع موجبين لاتباعهم خاضعين لأقوالهم معترفين بأن ما جاءوا به طور آخر وراء طور العقل وأن عقول الرسل وحكمتهم فوق عقول العالمين وحكمتهم وكانوا لا يتكلمون في الإلهيات ويسلمون باب الكلام فيها إلى الرسل ويقولون : علومنا إنما هي الرياضيات والطبيعيات وتوابعها وكانوا يقرون بحدوث العالم وقد حكى أرباب المقالات أن أول من عرف عنه القول بقدم هذا العالم أرسطو وكان مشركا......الخ كلامه رحمه الله
فهذا قول مطلع على مقالات القوم محرر لها ينقل عمن وصف بأعلم القوم بمقالات أهل الحكمة
اعلم رحمني الله وإياك إن سقراط أستاذ أفلاطون أستاذ أرسطو ما كان على ملة أهل الإسلام
وكان وجهه يشبه البصله كأنه ناقوس كنيسة كما قال ماكس ايستمان وكان من أهل التسكع والتعسف في الطرق والدروب خشية زوجته وقد كان يقول : من تزوج فرزق بامرأة طيبة كان من أهل السعادة ، ومن تزوج فرزق بامرأة خبيثة كان من أهل الفلسفة وكان من أهل الإقناع حتى أنه كان يمر بالرهط من الناس فيتحدث إليهم حتى يكون الحديث له ، ثم يوجه الإسئلة عما قال ؛ وهكذا دواليك فأحبه الشباب كل الحب وتأثروا به وبأفكاره حتى وشي به إلى الإمبراطور فحكم عليه بالإعدام وجعل يشرب من الكأس ويتجه شمالاً وجنوباً حتى سرى السم في جسده ومات وذكر ذلك أفلاطون المحب في كتبه وقد كان يذكر المعلم فهو المعلم الأول ويحزن لأجله كثيراً ،
ثم أتى من بعده أفلاطون الذي قال عنه ماكس ايستمان إذا نظرت إليه كأنما تنظر إلى وجه قديس ـ على حد تعبيره ـ ثم أردف عنه مسائل وتقريرات وقال بأنه ظل من أهل السعادة حتى عند وفاته فذكر أنه كان في عرس وكان يلهو يرقص وهو يحتسي قدح الخمر ، حتى هوى فهوى ، وقد كان أستاذ أرسطو المذكور فإذا كان الأستاذ هكذا فما بالك بالتلميذ !!!!!!!!!!
ثم إنه كان من أهل العقول والذكاء حيث أنه امر الإسكندر بن فيليبس المقدوني أو المكدوني بعد أن انتصر على دولة بني أشور أن يقتل دارا بن دارا ، وأن يفرق أهل هاتيك الأمصار بأن يولي على كل كورة نائب أو والي وهكذا حتى تفرقوا شذر مذر وتفرقوا أيادى سبا لذلكم النبا الذي فرقهم أربعة قرون ، ذلك مثال على حذاقته أم هل هو من أهل الإسلام فما وجدنا من أحد قد قال بإسلامه حتى إن الإسكندر بن فيليبس تلميذه كان من أهل الوثنية وليس هو المنعوت في القرآن بذي القرنين وإن رأى ذلك الرازي والقاسمي ، فقد نطقت عليه الآثار بأنه عظم إله الشمس أو إله شيء آخر على زعمهم ، وأقره أهل مصر حينئذٍ ورضوا عنه لأنه خنع للآلهة المصرية ،
فإذا كان التلميذ هكذا والأستاذ فيكف الحال بصاحبنا .
بارك الله فيك يا شيخ أمجد،
عمدة ابن القيم وشيخه عليهما رحمة الله فيما ينقلانه عن الأوائل ما ذكره أصحاب المقالات كالشهرستاني.ويذ ر شيخ الاسلام في كتبه أبا البركات صاحب المعتبر لكن قد يطرأ الخطأ على هذين الشيخين في معرفة مذهب قدماء الفلاسفة بدقة.
ألا ترى إلى شيخ الاسلام رحمه الله كيف وهم في تحديد بطليموس صاحب المجسطي وهو يوناني فظنه بطليموس المصري؟ وهذا متقدم عن الأول.
وعندنا اليوم كتب القوم: الطبيعة لأرسطوطاليس يذكر فيه المحرك الأول وأنه ليس فاعلاً للعالم بل العالم يتحرك بحركته. وكتاب طيماوس لأفلاطون يذكر فيه ديمرغوس ومنه انبثق العالم لكن ليس على طريقة أهل التوحيد كما ذكر بعض الإخوة أعلاه.
وهذا ليس إنقاصاً من شأنهما وإنما أردت أن يرجع كل فن إلى المختص به.. وأما مقالات الإسلاميين فشيخ الاسلام من أعلم خلق الله بها
والله أعلم.
بارك اللهم فيكم
ولدي إضافة إلى هذا الكلام قاله القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه تثبيت دلائل النبوة ، الجزء الأول ، الصفحة 192 ـ 193، بتحقيق عبد الكريم عثمان ، دار النهضة العربية ـ بيروت .
يقول فيها القاضي عبد الجبار بعد أن ذكر ضلال النصارى في استعانتهم بأرسطو في تعضيد بعض مذاهبهم : " وأرسطاطاليس لا يؤمن بكتاب ولا نبي ولا شريعة ، وينكر فلق البحار، وانقلاب العصا حيّة، ويرى أن التصديق بذلك جهل وحمق وقلة عقل . فانظر من أولى بقلة العقل، هو أو من يجعله حجة لدينه ويأخذ عنه، فما بعد هذا في فضيحتهم شيء " .
قرأت كتاب النفس لأفلاطون
لقد أثبت عقليا خلود النفس و قيام الساعة للوثنيين
و كان يقدم القرابين لزيوس
هل يعنى هذا أنه كان مسلما ؟
كلام فارغ
إن اليهود أنفسهم بعد موسى لم يعودوا مسلمون بل بدلوا و غيروا
إنما أرى أن مذهب أفلاطون و أرسطوا ما إشتهر إلا لمصادمة مذهب السيد المسيحو الذى كان معاصرا له
فإن غير اليهود من أعداء المسيحلابد لهم من منهج مغاير ما رفضوا منهج الرسالة
كذا البوذيه و الهندوكيه و الكنفوشية
هى مذاهب بديلة للدين الغير موجود أصلا
مثل هذا الكلام نسمعه من البعض ربما يكون مقصده التشكيك في بعض مباحث ومناقشات شيخ الإسلام لأقوال الفلاسفة وأهل الكلام
وربما يكون مقصده علمي تحقيقي
لكن المقصد الأخير لم نجد له دليلا سوى احتمالات لاوزن علمي وتحقيقي يرقى لكي نقول بخطأ شيخ الإسلام فيما ينقل
طبعا شيخ الإسلام وتلميذه ليسوا معصومين ولا احد يقول ذلك من اتباعهم
لكن ميزتهم انهم جاؤوا بعد كثير من النظار وأهل الكلام فاطلعوا على مالم يطلع عليه السابقين من اهل الكلام وغيرهم واتضحت لهم صور كثيرة من المسائل فهم يعرفون من اين ياخذون المصادر.
بل الشيخ يخطيء في النقل أحياناً إلا أن اعتماده على أبي البركات وابن رشد قلل هذا الخطأ كثيراً ولو قورنت أخطائه بأخطاء الشهرستاني مثلاً = لما عدت شيئاً إلى جوار أخطاء الشهرستاني الشنيعة..
وما ذكر هنا عن أن سقراط موحد هو كلام ضعيف جداً ومبني على تصور خاطيء لمعنى إبطال الآلهة عند سقراط..وهو لا يبطلها مطلقا بل يثبتها كآلهة ولكن يقول إنها منبثقة عن إله أعلى..
أرسطو توفي قبل ميلاد المسيح بحوالي ثلاثمائة عام..إنما أرى أن مذهب أفلاطون و أرسطوا ما إشتهر إلا لمصادمة مذهب السيد المسيحو الذى كان معاصرا له
كل ما نقل عن سقراط ضعيف لا تقوم به الحجة في كثير مما نقل...و معنى الوسائط المبثقة من الفيض لا يخرج عن هذا الضعف الشديد.. و لا يكاد يمكن الجزم بنقل رأي من آرائه مباشر عنه او عن تلامذته ...فكل يؤولها بحسب ما يوافق أصوله...و من هذا نظرية الفيض و الانبثاق المستحرجة أساسا مما أثر عن تلميذه أفلاطون...وما ذكر هنا عن أن سقراط موحد هو كلام ضعيف جداً ومبني على تصور خاطيء لمعنى إبطال الآلهة عند سقراط..وهو لا يبطلها مطلقا بل يثبتها كآلهة ولكن يقول إنها منبثقة عن إله أعلى..
هنا موضوع قديم في الملتقى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40942
فقلت له : فما رايك فيمن يقول سقراط لعنه الله ؟ فقال : لا, لا يجوز لعنه لأنه موحد ويحارب الشركليس لهذا الكلام أساس علمي يمكن أن يُقام عليه،وفيما يُستقبل بعض البيان..وما دفع الشيخ -حفظه الله- به النبوة هو بعض ما يدفع به هذا التوحيد المزعوم ..
كل ما نقل عن سقراط ضعيف لا تقوم به الحجة في كثير مما نقل...و معنى الوسائط المبثقة من الفيض لا يخرج عن هذا الضعف الشديد.. و لا يكاد يمكن الجزم بنقل رأي من آرائه مباشر عنه او عن تلامذته ...فكل يؤولها بحسب ما يوافق أصوله...و من هذا نظرية الفيض و الانبثاق المستحرجة أساسا مما أثر عن تلميذه أفلاطون...بارك الله فيك..
قال سقراط : ((وواضح أني نجحت في إقناعكم وأجبرتكم بتوسلاتي على الإخلال بقسمكم أمام الآلهة أن تحكموا بالعدل،لكنت بهذا أعلمكم عدم الاعتقاد في وجود الآلهة !
وما أبعد هذا عني !
لأني أعتقد فيهم أكثر من أي واحد من متهمي،وأضع نفسي بين أيديكم وبين يدي الإله للفصل فيما يجب أن يكون أفضل لي ولكم)) [محاورة الدفاع /30].
ونظائر هذه العبارة التي ينفي فيها عن نفسه إنكار الآلهة في الدفاع كثيرة ولا يقال هذه تقية رجل يريد أن ينجو بنفسه ؛لأن سقراط لم يكن كذاباً وقد رفض الفرار من القتل لما عُرض عليه ؛كي لا يُخالف القوانين ويكون مثالاً أخلاقياً فاسداً..
تبقى مشكلة المحاورات الأفلاطونية واستخراج أقوال سقراط منها ،والصواب أن هذه المشكلة لا تعيق قولنا بأن سقراط كان يثبت الآلهة المتعددة ؛لأن هذا القول ووصفه في محاورة الدفاع قد ثبت من غير طريق أفلاطون ومن المتفق عليه هو اعتماد ما يتفق عليه أفلاطون وكسينوفون في مذكراته وإخراج ما اتفقا عليه من أن تصدق عليه المشكلة الأفلاطونية السقراطية ؛لأن اتفاقهما يدل على أن ما اتفقا عليه قد نجا فلم تدخله عاطفة زينوفون المشبوبة ولا تزيدات أفلاطون المكذوبة..
وقد ساق كسينوفون في مذكراته مناقشة سقراط لأريسوديموس ومحاولة سقراط إقناعه بخطأ اعتقاده في عدم وجود الآلهة..
وهذا الاتفاق كاف في إثبات القول بتعدد الآلهة لسقراط خاصة إذا أضفت إليه أن محاورة الدفاع هي من المحاورات السقراطية التي ذهب جمهور المؤرخين لأنها أقرب المحاورات صدقاً فيما نسبته لسقراط وأنها أشبه بروحه والتدخل الأفلاطوني فيها قليل..
يبقى تصور العلاقة بين الآلهة والإله الأعظم الأعلى عند سقراط وهذا قد يرد فيه قولك ولكن ما سبق يكفي في إثبات قوله بالتعدد وأما خصوص هذه المسألة فيمكن أن يقال :
ولكن شيئاً نقل من طريق أفلاطون لا يعرف أهو له أولشيخه لهو أوثق من دعوى التوحيد الصحيح التي هي شيء نقل من لاشيء وبني على جرف هار لايدرى أصله ولا يُعرف له أساس علمي، والتفاوت بين الضعيفين ظاهر..
بارك الله فيك
قد مثل لها الأخ الذي رددتَ عليه من قبل..
ومثله : جعل الشيخ برقلس من أتباع أرسطو بينما هو يمثل ذروة الأفلاطونية المحدثة..
ومثله : الآراء الإلهية التي نسبها الشيخ للفلاسفة الطبيعيين وظاهر أنها من كذب فلاسفة العصور الوسطى على الفلاسفة الطبيعيين..
خطأ الشيخ تبعاً لفلاسفة العصور الوسطى في إثباتهم الملائكة كجنس تثبته اليونان ..
وتعرف هذه الأخطاء بالمقارنة مع المصادر الأصلية والتي طبعت بعد ذلك..
ومتى كانت الوسامة و الدمامة معيارا للرجال
الرجال بما نشروه من قيم وقاموا به من أعمال
فليكن وجهه كالبصل أو الثوم حتى
ألا ترى أن جليبيا رضى الله عنه كانت به دمامة ؟
هل نقص ذلك من قدره رضى الله عنه
أما بخصوص زوجته التي ابتلى بها فمن أنبياء الله من ابتلى كذلك في زوجته كنوح ولوط عليهما السلام
ثم إن سبب سخط زوجته عليه هو أنه كان فقيراً زاهداً في الدنيا لا يهتم بأمر غده
ومع ذلك أحبته زوجته حتى أنها لم تطق رؤيته وهو يتجرع السم
وأما أسئلته التي كان يطرحها على سبيل السخرية والتهكم فمن أجل اخماد غرور السفسطائيين وإظهار جهلهم وهم الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد
فما العيب فيما ذكرتَ ؟
أرجو أن يتسع صدركم لمشاركتي بارك الله فيكم
شيخنا الكريم
أليس من الصعوبة بمكان اثبات أن مثل هذه العبارة قالها سقراط بهذا اللفظ دون تصرف من أفلاطون أو اكسينوفون ؟ هذا إن كان قد قالها سقراط بالفعل
فبالنسبة لاكسينوفون - والذي أظهر سقراط كمثبت لآلهة متعددين مميزاً بينها وبين والخالق الوحيد للكون - فلم يكن من أخصاء سقراط كما يقول يوسف كرم فقد حكم عليه بالنفي ثلاثين عاما قبل إعدام سقراط بسنتين أو ثلاث
ويصفه محمد عبد الرحمن مرحبا بأنه (كان كاتبا سطحيا تافها لم يستطيع فهم استاذه إذ لم تكن له عقلية فلسفية ممتازة ترقى إلى مستواه لاسيما وأنه كان صغير السن حينما كان سقراط شيخا كبيرا طاعنا في السن )
فهو إذا لم يعرف سقراط إلا فترة قصيرة جدا من الزمن
ولذا يعتبر جون برنت مذكرات اكسينوفون مجرد ذكريات مؤرخ لا ترقى لأن تكون مصدرا موثوقا به
أما أفلاطون فمعضلة
فهو فليسوف لا مؤرخ وهدفه من المحاورات فلسفي ولذا فقد يفسر فلسفة سقراط تفسيرا شخصيا ويضحي بالتاريخ
بل يرى الدكتور عزت قرني أنه تعدى ذلك بأن سيس سقراط وجعله يدافع عن مواقف أفلاطون نفسه السياسية وهو ابن الطبقة الأرستقراطية على حين كان سقراط من الشعب
وكما يقول يوسف كرم (كتب أفلاطون محاورات يتوارى فيها وراء شخص سقراط يستخدمه لأغراضه وينطقة بأفكاره على ما يفعل مؤلف القصص التمثيلي )
كما إنه – أي أفلاطون - يتعارض أحيانا مع نفسه فيما ينسبه إلى سقراط مثلا ينسب له القول بخلود النفس في فيدون بينما يظهره في الدفاع غير متأكد من أمره والفرق الزمني بين اللحظتين لا يزيد عن بضعة أسابيع !
أما قولكم - بارك الله فيكم - بخصوص الاتفاق بأخذ ما اتفقا عليه كل من أفلاطون واكسينوفون
ففيه نظر والله أعلم
يقول د عزت قرني (ليس من الضروري لكي تثق في اكسينوفون أن يكون على اتفاق مع أفلاطون فليس هذا الأخير بالمعيار الأكيد كذلك فإن اتفاق الشهادات أمر مستحيل عمليا ولو كان هناك تطابق بينهما كلها لكان هذا هو ما يبعث على الشك أي على الشك في أن تكون كلها موضوعة من مصدر واحد )
ثم لو افترضنا صحة مثل هذه النصوص ألا يمكننا عدّها من جنس قول القائل في كتاب النصارى المقدس ( الله قائم في مجمع الله في وسط الآلهة يقضي حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الأشرار)
بمعنى أن سقراط وصف أبطال اليونان بأنهم آلهة تشريفا لهم وأنكر عليهم ما نسجوه حولهم من أساطير وأباطيل
ألم يكن من عادة الرومان تسمية من يفعل شيئا فيه نفع للشعب إلها – (أعلم أن عهد الإغريق سابق على عهد الرومان ) –
الشاهد
أليس من الأولى أن نتوقف في أمره
فلا نحكم له بإسلام ولا كفر ونرجئ أمره لله تعالى ؟
بارك الله فيك..
لا محل للتوقف مع دلائل الإثبات وهي هنا مركبة من :
1- إثبات زينوفون.
2- إثبات أفلاطون.
3- كون إثبات أفلاطون جاء في محاورة من المحاورات السقراطية والتي أثبت النقد التاريخي والفيللوجي أنها أصح المحاورات في النسبة لسقراط..
فمشاكل زينوفون تزول بمتابعة أفلاطون ومشاكل أفلاطون تزول بمتابعة زينوفون وقوة سند أفلاطون نفسها والمتمثلة في كون المحاورة سقراطية= لا تحوجه للمتابعة.
ولا مجال للحديث عن الوضع فمحاورة الدفاع ثابتة باتفاق المؤرخين كما نص مترجمها عزت قرني نفسه..
ومنافحة سقراط عن نفسه ضد تهمة نفيه للآلهة تدل على إرادته الآلهة الوثنية نفسها وأنهم مربوبون لها..
ولا مجال للحديث عن تناقضات أفلاطون؛لأنه هنا لم يتناقض..
فثبوت وثنية سقراط تعاضدت عليها الأدلة ولا يوجد شبهة نقل أو شبهة دليل على أنه كان موحداً،وإنما هو ولع فلاسفة العصور الوسطى بنسبة التوحيد للفلاسفة اليونانيين كمفرد من مفردات منهجهم الذي يروم الجمع بين الفلسفة والدين..
فالأصل في اليونان أنهم وثنيون ونفي ذلك عن واحد منهم ليس ممتنعاً ولكنه مفتقر للحجة،ولم يأت مدعيه بحجة،فكيف والحجة تدل على خلافه؟!