بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
أما بعد
يقول الحق - تبارك وتعالى - { ولاتقف ماليس لك به علم } و قال { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد } .
قيل أن هذه الآية نزلت في النظر بن الحرث ، وكان جدلا يقول عن الملائكة بنات الله و القرآن أساطير الأولين ، و الذي عليه أكثر المفسرين أنها عامة في الناس الذين تاعطوا الجدال في الله وفي رسول الله وفي الشريعة كلها أصولا وفروعا بالباطل .
قال العلامة الشوكاني { ومعنى اللفظ : ومن الناس : فريق يجادل في الله فيدخل في ذلك كل مجادل في ذات الله ، أو صفاته أو شرائعه الواضحة } فتح القدير 3/439.
كما هي عامة فيمن لايرجع إلى علم بين من كتاب الله وسنة رسول الله ، ولايعض فيه بضرس قاطع ، فهو يخبط خبط عشواء من غير فرق بين الحق و الباطل ، وبين الهدى و النور .
ومن أكثر الناس دخولا في عموم هذه الآية دخولا كليا أوليا الجهال الذين لايفهمون فحوى الكلام و ارباب البدع و الاهواء ، بل هذا الصنف أشد من الشيطان الرجيم ، و أقطعهم لطريق الحق ، حيث دونوا الضلال في أوراقهم ، ونشروا الشقاق في العالم ، ولقنوا أشياعهم الزور تلقينا ، وكأنهم ساطوه بلحومهم ودمائهم .
فإلى الله المشكى كله .
هذه خاطرة قدحت في ذهني هذه الليلة و انا اقرأ في أحد كتب التفسير ، وقفت على هذه الآية الكريمة { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم } وطابقتها بما نحن بصدده من النقاش ، فهناك بعض الناس من يخرج بتهوره الكلام عن مقصده ، فيهلك النقاش ويصيره عبارة عن ردود أفعال بين المتناقشين .