تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أقوال العلماء في حكم الأناشيد

  1. #1

    افتراضي أقوال العلماء في حكم الأناشيد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا جمع يسير لكلام أهل العلم في ما يسمى بالأناشيد الإسلامية نظرا لانتشارها بين صفوف المسلمين عامة و الشباب خاصة ظنا منهم أنها من الذكر المشروع أو عوضا عن الأغاني المحرمة ، و ليتهم رجعوا إلى أهل العلم قبل ذلك ،فكلامهم في المسألة واضح جلي ،نسأل الله أن يغفر لمشايخنا و أن يجزيهم خير الجزاء ,
    فتوى محدث العصر الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني
    الأناشيد الإسلامية من خصوصيات الصوفيين
    س/ ما حكم ما يسمى بالاناشيد الإسلامية؟
    ج/ فالذي أراه بالنسبة لهذه الاناشيد الإسلامية التي تسمى بالأناشيد الدينية وكانت من قبل من خصوصيات الصوفيين، وكان كثير من الشباب المؤمن ينكر ما فيها من الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى، ثم حدثت أناشيد جديدة، في اعتقادي متطورة من تلك الأناشيد القديمة، وفيها تعديل لا بأس به، من حيث الابتعاد عن تلك الشركيات والوثنيات التي كانت في الأناشيد القديمة.
    كل باحث في كتاب الله وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ما كان عليه السلف الصالح لا يجد مطلقا هذا الذي يسمونه بالأناشيد الدينية ولو أنها عدلت عن الأناشيد القديمة التي كان فيها الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فحسبنا أن نتخذ دليلا في إنكار هذه الأناشيد التي بدأت تنتشر بين الشباب بدعوى أنها ليس فيها مخالفة للشريعة، حسبنا في الاستدلال على ذلك أمران اثنان:
    الأول: وهو أن هذه الأناشيد لم تكن من هدي سلفنا الصالح رضي الله عنهم.
    الثاني: وهو في الواقع فيما ألمس وفيما أشهد، خطير أيضا ذلك لأننا بدأنا نرى الشباب المسلم يلتهي بهذه الأناشيد الدينية، ويتغنون بها كما يقال قديما(هجيراه) دائما وأبدا، وصرفهم ذلك عن الإعتناء بتلاوة القران وذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسب ما جاء في الأحاديث الصحيحة ( تغنوا بالقران وتعاهدوه، فوالذي نفس محمد بيده أنه لأشد تفلتاً من صدور الرجال من الإبل من عقله ).
    بتصرف("البيان المفيد عن حكم التمثيل والأناشيد" تأليف/عبدالله السليماني)
    فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله
    الإنشاد الإسلامي مبتدع
    س/ هل يجوز للرجال الإنشاد الجماعي؟ و هل يجوز مع الإنشاد الضرب بالدف لهم؟ و هل الإنشاد جائز في غير الأعياد والأفراح؟
    ج/ الإنشاد الإسلامي إنشاد مبتدع، يشبه ما اتبدعته الصوفية، ولهذا ينبغي العدول إلى مواعظ الكتاب و السنة/ اللهم إلا أن يكون في مواطن الحرب ليستعان به على الإقدام، والجهاد في سبيل الله تعالى فهذا حسن. وإذا اجتمع معه الدف كان أبعد عن الصواب.
    فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين، جمع أشرف عبدالمقصود (134)
    فضيلة الشيخ العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
    الواجب الحذر من هذه الأناشيد و منع بيعها و تداولها
    قال الشيخ حفظه الله:
    ومما ينبغي التنبه عليه ما كثر تداوله بين الشباب المتدينيين من أشرطة مسجل عليها بأصوات جماعية يسمونها الأناشيد الإسلامية، وهي نوع من الاغاني وربما تكون بأصوات فاتنة وتباع في معارض التسجيلات مع أشرطة تسجيل القرآن والمحاضرات الدينية. وتسمية هذه الأناشيد بأنها (أناشيد إسلامية) تسمية خاطئة، لأن الإسلام لم يشرع لنا الأناشيد وإنما شرع لنا ذكر الله، وتلاوة القرآن والعلم النافع.
    أما الأناشيد الإسلامية فهي من دين الصوفية المبتدعة، الذين اتخذوا دينهم لهواً و لعبا، واتخاذ الاناشيد من الدين فيه تشبه بالنصارى، الذين جعلوا دينهم بالترانيم الجماعية والنغمات المطربة. فالواجب الحذر من من هذه الأناشيد، ومنع بيعها وتداولها، علاوة على ما قد تشتمل عليه هذه الأناشيد من تهييج الفتنة بالحماس المتهور، والتحريش بين المسلمين.
    و قد يستدل من يروج هذه الاناشيد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كانت تنشد عنده الأشعار وكان يستمع إليها ويقرها، والجواب على ذلك:
    أن الأشعار التي تنشد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغاني، ولا تسمى اناشيد إسلامية وإنما هي أشعار عربية، تشتمل على الحكم والأمثال، ووصف الشجاعة والكرم. و كان الصحابة رضوان الله عليهم ينشدونها أفرادا لأجل ما فيها من هذه المعاني، و ينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء، والسير في الليل في السفر، فيدل هذا على إباحة هذا النوع من الإنشاد في مثل هذه الحالات الخاصة، لا أن يتخذ فناً من فنون التربية والدعوة كما هو الواقع الآن، حيث يلقن الطلاب هذه الاناشيد، ويقال عنها (أناشيد إسلامية) أو (أناشيد دينية)، وهذا ابتداع في الدين، وهو من دين الصوفية المبتدعة، فهم الذين عرف عنهم اتخاذ الأناشيد ديناً.
    فالواجب التنبه لهذه الدسائس، ومنع بيع هذه الأشرطة، لأن الشر يبدأ يسيراً ثم يتطور و يكثر إذا لم يبادر بإزالته عند حدوثه.
    الخطب المنبرية (3/184-185) طـ1411
    ليس هناك ما يسمى بالأناشيد الإسلامية في كتب السلف
    س/ فضيلة الشيخ كثر الحديث عن الأناشيد الإسلامية، وهناك من أفتى بجوازها وهناك من قال إنها بديل للأشرطة الغنائية، فما رأي فضيلتكم؟
    ج/ هذه التسمية غير صحيحة وهي تسمية حادثة فليس هناك ما يسمى بالأناشيد الإسلامية في كتب السلف ومن يعتقد بقولهم من أهل العلم، والمعروف أن الصوفية هم الذين يتخذون الأناشيد ديناً لهم، وهو ما يسمونه السماع.
    وفي وقتنا لما كثرت الأحزاب والجماعات صار لكل حزب أو جماعة أناشيد حماسية، قد يسمونا بالأناشيد الإسلامية، وهذه التسمية لا صحة لها، وعليه فلا يجوز اتخاذ هذه الأناشيد ولا ترويجها بين الناس، و بالله التوفيق.
    مجلة الدعوة/ عدد 1632/ ص58
    فتوى سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
    الأناشيد الإسلامية غير مشروعة
    س/ ما حكم التصفيق للنساء في الأعراس عندما يصاحبها إنشاد الأناشيد الإسلامية؟
    ج/ أولاً ما يسمى بالأناشيد الإسلامية واستعماله في حفلات الزواج هذا غير مشروع، فإن الإسلام دين جد و عمل، و ما يسمى بالاناشيد الإسلامية هذا استعمال للأذكار في غير محلها، ولا ينبغي للناس أن يستعملوا ما يسمى بالأناشيد لأن فيها أشياء من ذكر الله في هذا الحفل أو ما يصاحبها من تصفيق ونحو ذلك، فإن هذه الأناشيد والتصفيق وما يصاحبها من أخلاق الصوفية، والله جل وعلا قد قال عن المشركين ( وما كان صلاتهم عند المسجد الحرام إلا مكاء و تصدية).
    فالتصفيق مع هذه الأناشيد الإسلامية غير مشروعة لأنها عبارة عن غناء لكن منسوبة إلى الإسلام، ولا يصح هذا.
    مجلة الدعوة : عدد 1706
    الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله
    الأناشيد الإسلامية ليست من أمور الإسلام
    قال رحمه الله في كتابه "إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل":
    "إن بعض الأناشيد التي يفعلها كثير من الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية ويسمونها الأناشيد الإسلامية، ليست من أمور الإسلام لأنها مزجت بالتغني والتلحين والتطريب الذي يستفز المنشدين والسامعين ويدعوهم للطرب ويصدهم عن ذكر الله وتلاوة القرآن وتدبر آياته والتذكر بما جاء فيه من الوعد والوعيد وأخبار الانبياء وأممهم، وغير ذلك من الأمور النافعة لمن تدبرها حق التدبر وعمل بما جاء فيها من الأمور، واجتنب ما فيها من المنهيات، وأراد بعلمه وأعماله وجه الله عز وجل" ص6
    وقال أيضاً - رحمه الله - :
    "من قاس الأناشيد الملحنة بألحان الغناء على رجز الصحابة رضي الله عنهم حين كانوا يبنون المسجد النبوي، وحين كانوا يحفرون الخندق، أو قاسها على الحداء الذي كان الصحابة رضي الله عنهم يستحثون به على الإبل في السفر فقياسه فاسد، لأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يتغنون بالأشعار ويستعملون فيها الألحان المطربة التي تستفز المنشدين والسامعين كما يفعل ذلك الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية، وإنما كان الصحابة رضي الله عنهم يقتصرون على مجرد الإنشاد للشعر مع رفع الصوت بذلك، ولم يذكر عنهم أنهم يجتمعون على الإنشاد بصوت واحد كما يفعله الطلاب في زماننا.
    والخير كل الخير في اتباع ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، والشر كل الشر في مخالفتهم، والأخذ بالمحدثات التي ليست من هديهم ولم تكن معروفة في زمانهم، وإنما هي البدع الصوفية الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعبا، فقد ذكر عنهم أنهم كانوا يجتمعون على إنشاد الشعر الملحن بألحان الغناء في الغلو والإطراء للنبي صلى الله عليه وسلم، و يجتمعون على مثل ذلك فيما يسمونه بالأذكار، وهو في الحقيقة استهزاء بالله وذكره.
    و من كانت الصوفية الضالة سلفاً لهم وقدوة فبئس ما اختاروا لأنفسهم " ص7/8
    وقال رحمه الله:
    "إن تسمية الأناشيد الملحنة بألحان الغناء باسم الأناشيد الإسلامية يلزم عنه لوازم سيئة جداً و خطيرة.
    منها: جعل هذه البدعة من أمور الإسلام ومكملاته، وهذا يتضمن الإستدراك على الشريعة الإسلامية، ويتضمن القول بأنها لم تكن كامله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
    ومنها: معارضة قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) ففي هذه الآية الكريمة النص على كمال الدين لهذه الامة، والقول بأن الأناشيد الملحنة أناشيد إسلامية يتضمن معارضة هذا النص بإضافة الأناشيد التي ليست من دين الإسلام إلى دين الإسلام وجعلها جزءاً منه.
    ومنها: نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التقصير في التبليغ و البيان لأمته حيث لم يأمرهم بالأناشيد الجماعية الملحنة و يخبرهم أنها أناشيد إسلامية.
    ومنها: نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم إلى إهمال أمر من أمور الإسلام و ترك العمل به.
    ومنها: استحسان بدعة الإناشيد الملحنة بـألحان الغناء، وإدخالها في أمور الإسلام. وقد ذكر الشاطبي في كتاب الاعتصام ما رواه ابن حبيب عن ابن الماجشون قال: سمعت مالكاً يقول ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة، لأن الله يقول (اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً)" ص11
    الأناشيد بدعة
    قال حفظه الله في كتابه" المورد العذب الزلال"
    الملاحظة التاسعة عشر: الإكثار من الأناشيد ليل نهار، وتنغيمهم لها، أي تلحينهم لها، وأنا لا أحرم سماع الشعر، فقد سمعه النبي صلى الله عليه وسلم، و لكن هؤلاء ينهجون في هذه الاناشيد مذهب الصوفية في غنائهم الذي يثير الوجد كما يزعمون، وقد ذكر ابن الجوزي في كتابه (نقد العلم والعلماء) عن الشافعي أنه قال: خلّفت بالعراق شيئاً أحدثته الزنادقة، يشغلون الناس به عن القرآن، يسمونه التغبير. قال المصنف رحمه الله -ابن الجوزي- : و ذكر أبو منصور الأزهري (المغبرة) قوم يغبرون بذكر الله بدعاء وتضرع و قد سموا ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله تغبيراً، كأنهم إذا شاهدوهم بالألحان طربوا ورقصوا فسموا مغبرة بهذا المعنى.
    و قال الزجاج: سموا مغبرين لتزهيدهم الناس في الفاني من الدنيا وترغيبهم في الآخرة.
    قلت : عجيب أمر الصوفية يزعمون أنهم يزهدون الناس في الدنيا بالغناء، ويرغبونهم في الآخرة بالغناء، فهل الغناء يكون سبباً في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، أم العكس هو الحقيقة؟
    أنا لا أشك ولا يشك أحد عقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الغناء لا يكون إلا مرغباً في الدنيا مزهداً في الآخرة ومفسداً للأخلاق، مع العلم أنهم إذا قصدوا به الترغيب في الآخرة فهو عبادة، والعبادة إن لم يشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي بدعة محدثة، و لهذا نقول: إن الاناشيد بدعة."
    ----

  2. #2

    افتراضي رد: أقوال العلماء في حكم الانشيد

    معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
    الأناشيد الإسلامية

    س/ في هذا العصر كثرت وسائل الدعوة إلى الله و في بعضها شبهة عندي مثل التمثيل و الأناشيد، فهل هي جائزة أم لا؟
    ج/ الأناشيد فيما أعلم من كلام علمائنا الذين يصار إلى كلامهم في الفتوى، أنهم على عدم جوازها، والأناشيد كانت ممارسة بالطرق الصوفية كنوع من التأثير على المريدين، فدخلت كوسيلة من الوسائل، وبحكم التجارب أو بحكم نقل الوسائل، دخلت هاهنا في البلاد ومورست في عدد من الأنشطة، أفتى أهل العلم لما ظهرت هذه الظاهرة بأنها لاتجوز، وقال الإمام أحمد في التغبير الذي أحدثته الصوفية، وهو شبيه بالأناشيد الموجودة حالياً، قالوا: إنه محدث وبدعة، و إنما يراد منه الصد عن القرآن. وهذا كلام الإمام أحمد، وكانوا يسمونه بالسماع المحمود وهو ليس بسماع محمود بل مذموم هذا بالنسبة للأناشيد، أما التمثيل ..... ).



    من فتوى مطولة في شريط بعنوان "فتاوى العلماء في ما يسمى بالأناشيد الإسلامية"



    فتوى الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله



    لا ينبغي الاشتغال بالأناشيد ولا ينبغي الاهتمام بها


    قال حفظه الله في جوابه عن سؤال عن حكم الأناشيد الإسلامية:
    (الإنسان عليه أن يشغل وقته فيما يعود عليه بالخير والنفع في الدنيا والآخرة، فيشتغله بذكر الله وقراءة القرآن وقراءة الكتب النافعة، وكذلك يطلع على الشعر الطيب الذي يدل على مكارم الأخلاق وعلى الآداب الطيبة، وأما هذه الاناشيد التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي يجتمع مجموعة وينشدون بصوت واحد وبترنم، ويسجل ذلك ثم ينشر، ويشتغل به كثير من الناس، فإن هذا لا ينبغي الاشتغال به ولا ينبغي الاهتمام به، لأن المهم هو المعاني الطيبة، وسماع الأمور الطيبة، أما عشق الأصوات، والحرص على الاستمتاع بالأصوات فإن هذا لا يليق ولا ينبغي).



    القول المفيد في حكم الأناشيد، تأليف عصام المري








    العلاّمة الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله



    النشيد الجماعي من طرق الصوفية



    قال حفظه الله جواباً على هذا السؤال: ما حكم الاستماع للأناشيد المصحوبة بالآهات والتميعات ؟
    ج: ما ينبغي هذا غلط، الأناشيد الجماعية؟! ما ينبغي هذا، وأصل الأناشيد من الصوفية، والأناشيد الجماعية ما يستفاد منها، ولا سيما إذا كان فيها آهات وفيها .. وهذه الأناشيد التي ينشدها بعض الشبان، يلحنوها تلحين الغناء، وإذا كان في آهات، آهات؛ تكون أشد، ولو كان ما فيها تلحين الغناء ما يحصل فائدة؛ لأن المستمع إنما يستمع للنغمات فقط، ينصت يستمع متى يرفع الصوت، ومتى ينزل الصوت.
    لكن القصيدة إذا كانت مفيدة، واحد ينشدها والباقي يستمعون، أما يكون جماعة ينشدون! هذا.. هذه طريقة الصوفية، وإذا كان في يلحنه تلحين الغناء، أو في آهات كان أشد وأشد، لكن استحوذ الشيطان على بعض الشباب عجز عنهم الإتيان بالغناء، وصار يأتون بالغناء نفس الغناء نفس الغناء الذي تسمعه في الإذاعات، تسمعه في بعض أناشيد بعض الشباب نفس الصوت ونفس التلحين ونفس التأوهات، نسأل الله العافية.
    نعم. الآن -عفا الله عنك- أصبحت حتى في طريقة النشيد أصبحت تشابه طريقة المغنيين بالضبط ما تختلف عنها تسمعها ما تفرق بينها، نعم. هذا واضح، الآن بعض الأشرطة هذا غناء، كأنه منقول من الإذاعات وغيرها وشباب يتأوه، يتأوه ويلحن، نسأل الله العافية، ويصير فيها يتلذذ، اللي يسمع يتلذذ بالصوت ما يستفيد، ويزعمون أنها أناشيد إسلامية، وأنها كذا، حتى ولو كانت أناشيد … الغناء، فات المعنى صار صارت طربا، حتى بعضهم والعياذ بالله، يغني القرآن يغني نسمع بعضهم يغني قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يغنيها الغناء، نسأل الله العافية، نعم. نعوذ بالله، نعم.


    الشيخ فلاح بن إسماعيل بن أحمد مندكارحفظه الله


    لاشك أنها من الغناء المحر م



    السؤال: ما هو حكم سماع الأناشيد الدينية ؟
    الجواب: إذا أنت تنشد بينك وبين نفسك بعض المتون والأشعار لحفظها كما هو معروف مثل ما يسمى الحداء ليعين الإنسان نفسه على الأعمال الشاقة والسفر ويكون أحيانا ولا يتخذ ديدنا فهذا جائز ، أما إذا قصدت ما اشتهر في هذه الأيام من الإيقاعات وفي بعض الأحيان يكون معها استعمال الآلات الموسيقية ، وكما يحصل الآن من المسابقات الدولية في الإنشاد ، حتى أنهم لا يختلف لحنهم وإنشادهم بين الوعد والوعيد ، فهذه لاشك أنها من الغناء المحر م ، ولا ينبغي أبدا أن يضاف إلى الدين ، فلا يقال أناشيد إسلامية ولا يقال أناشيد دينية ، وهذا التغبير أو الإنشاد قديم حيث حذر منه الإمام الشافعي المتوفى سنة 204 ه ، حيث رأى هذا الشيء حيث يجتمع الناس ويذكرون الله تبارك وتعالى بألحان واحدة وجماعية ، فكانوا ينشدون ثم يزعمون أن هذا يعينهم على الاستمرار والمداومة أكثر على ذكر الله وطاعته ، ومعروف ما قال فيهم الشافعي ، فعندما ذهب إلى مصر وسأله أهلها عن بغداد ، فقال مما ذكر أنه رأى فيها أناس يفعلون شيئا يقال له التغبير ، ثم قال هؤلاء هم الزنادقة ، فلا شك أن ما يسمى الإنشاد يفتح باب شر عظيم ، وهذا كله من الإحداث في دين الله عز وجل ، وتركها هو الأصل ، نسأل الله أن يعافينا وإياكم .
    ----

  3. #3

    افتراضي رد: أقوال العلماء في حكم الأناشيد

    الأخ الكريم عندنا فتاوى أخرى تقول بجواز الأناشيد بضوابط و شروط و إليك شيئا منها

    -اللجنة الدائمة
    ( يجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية ، فيها من الحِكَم و المواعظ و العِبَر ما يثير الحماس و الغيرة على الدين ، و يهُزُّ العواطف الإسلامية ، و ينفر من الشر و دواعيه ، لتَبعَثَ نفسَ من يُنشِدُها ومن يسمعُها إلى طاعة الله ، و تُنَفِّر من معصيته تعالى ، و تَعَدِّي حدوده ، إلى الاحتماءِ بحِمَى شَرعِهِ ، و الجهادِ في سبيله . لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمُه ، و عادةً يستمر عليها ، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة ، عند و جود مناسباتٍ و دواعيَ تدعو إليه ، كالأعراس و الأسفار للجهاد و نحوه ، و عند فتور الهمم ، لإثارة النفس و النهوض بها إلى فعل الخير ، و عند نزوع النفس إلى الشر و جموحها ، لردعها عنه وتـنفيرها منه . و خيرٌ من ذلك أن يتخذ لنفسه حزباً من القرآن يتلوه ، و وِرداً من الأذكار النبوية الثابتة ، فإن ذلك أزكَى للنفس ، و أطهر ، و أقوى في شرح الصدر، و طُمأنينة القلب . قال تعالى : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [ الزمر : 23 ] ، و قال سبحانه : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) [ الرعد : 28 ، 29 ] . و قد كان دَيدَن الصحابة و شأنهم رضي الله عنهم العناية بالكتاب و السنة حفظاً و دِراسةً و عملاً ، و مع ذلك كانت لهم أناشيد و حداء يترنمون به في مثل حفرِ الخندق ، و بناء المساجد ، و في سيرهم إلى الجهاد ، و نحو ذلك من المناسبات ، دون أن يجعلوه شعارهم ، و يعيروه جلّ همهم و عنايتهم ، لكنه مما يروحون به عن أنفسهم ، و يهيجون به مشاعرهم )

    -الشيخ ابن باز
    السؤال: مِن شقَّين: - ما رأيكم في نشر وتداول وبيع الشريط الإسلامي المشتمل على محاضرات وندوات؟ - وما رأيكم كذلك في النشيد الإسلامي الذي يُتداول بين الشباب لحثهم على الفضيلة واجتذابهم إلى مكارم الأخلاق، وسامي معاليها؟

    الجواب: الشريط الإسلامي من نعم الله العظيمة الآن، الذي يحفظ للناس المحاضرات والندوات الطيبة والفوائد العظيمة، والشريط الإسلامي جدير بالعناية والحفظ والتداول. أما الأناشيد فمحلها محل تفصيل، إذا كانت أناشيد إسلامية سليمة، ومقصودها الحث على الخير، والنشاط في العلم، والتعاون مع الدولة فيما ينفع المسلمين، وحماية الأوطان، وصيانتها مما يضرها، فهذه لا بأس بها، أما إن كان فيها مما يخالف الشرع أو في غيرها من الأشرطة فلا.

    -الشيخ الألباني
    إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية ، و ليس معها شيء من المعازف و آلات الطرب كالدفوف و الطبول و نحوِها ، فهذا أمرٌ لا بأس به ، و لكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها ، وهو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية ؛ كالغلوّ ، و نَحوِه ، ثم شرط آخر ، و هو عدم اتخاذها دَيدَناً ، إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة ، و كذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع ، و الدعوة إلى الله سبحانه )

    -الشيخ محمد بن صالح العثيمين
    لسؤال: ما رأيكم في الأناشيد الإسلامية؟ الجواب: أرى الأناشيد الإسلامية تغيرت عن مجراها سابقاً، كانت بأصواتٍ غير فاتنة، لكنها صارت الآن بأصواتٍ فاتنة، وأيضاً فخمت على أنغام الأناشيد الخبيثة الفاسدة، وقالوا: إنها تصحبها الدف، وهذا كله يقتضي أن الإنسان ينبغي أن يبتعد عنها، لكن لو جاءنا إنسان ينشد أناشيد لها هدف وليس فيها شيءٌ من سفاسف الأمور وبصوته وحده بدون آلات لهو، هذا لا بأس به، وقد كان حسان بن ثابت ينشد الشعر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

    -الشيخ عبد الله بن جبرين

    ما رأي سماحتكم في الأناشيد التي نسمعها في عصرنا هذا؟
    الجواب:-
    الشعر مثل الكلام، فحسنه حسن وقبيحه قبيح، ولا شك أن حكم هذه الأناشيد حكم نظم الشعر ثم إلقائه، فإن كان محتواها مفيدا كالترغيب في الخير ، والتحذير من المعاصي، وكالمواعظ والزهديات، والحث على مكارم الأخلاق ، والنهي عن سفاسفها، وذكر العبادات والنوافل ونحوها، فإن ذلك مباح ، لكن يكون إنشادها عاديا، بدون ترنم وتمايل، ونغمات مثيرة للأشجان.
    أما إن احتوت على التشبيب، والدفع إلى الغرام، ووصف الخدود والقدود، وإثارة الغرائز، والدعاية إلى الجرائم، وذكر المحرمات، والنداء إلى اقتراف الفواحش، وما إلى ذلك فهو محرم بأي صوت أو بأي لغة، فالعبرة بالمحتوى، ومعنى ذلك الشعر، وكذا بحال الإلقاء من الترنم والتغنج ونحوه .


    -الشيخ خالد عبد الله المصلح

    السؤال:

    أرجو من فضيلتكم إفتائي في هذه المسألة التي اختلف العلماء فيها وهي سماع الأناشيد علما بأن هذه الأناشيد لا تحتوي على الآلات موسيقية بل تحتوي على مؤثرات صوتيه بالصوت البشري الخالص دون الآلات محرمة وجزيتم خيرا؟



    الجواب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأصل في الأناشيد الحل لكن لابد من ملاحظة الأمور التالية:

    1. ألا تشغل عن الواجبات وما ينبغي الاهتمام به من الأعمال الدينية والدنيوية.

    2. ألا يكون فيها من الكلام الذي يرمي بالفساد أو الشر.

    3. ألا تحتوي ما ينافي ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من الصبر لأقضية الله تعالى من الآهات وشبهها.

    4. أن لا تشبه أداء المغنين أو المبتدعين.

    والذي أحث نفسي وإخواني عليه أن يحفظوا أعمارهم وأيامهم من اللهو إلا ما دعت إليه الحاجة أو اقتضته المصلحة وأعمارنا قصيرة نسأل الله أن يستعملنا في البر والتقوى.



    أخوك

    خالد بن عبدالله المصلح

    17/9/1424هـ


    -الشيخ سعيد بن مسفر

    السـؤال: ما رأيكم في الأناشيد الإسلامية التي تردد، وقد سمعتها رقيقة في الأداء، والصوت يشبه صوت المغني، وبعض الإخوة الملتزمين يستمعون لها أكثر من استماعهم للأشرطة الباقية، وبعضهم ينام عليها؟

    الجـواب: يجب أن يكون عندنا اعتدال في قضية الأناشيد الإسلامية، وقد سمعت فتوى جيدة للشيخ عبد العزيز بن باز وهو أنه قال: إنها جائزة ولا بأس بها، الأناشيد الإسلامية وهي الأبيات الشعرية التي يرددها الإنسان بنغمة دون أن يرافقها طبل ولا عود ولا آلة لهو، وإنما بلسانه يرددها، مثلا:
    ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
    هذا بيت شعر ليس فيه شيء، لكن يأتينا واحد قال: لا هذه مثل الأغاني أجل ماذا تريدني أقول؟!
    ألا ليت الشباب يعود
    ماذا تريدني أن أفعل، هذه ليست أناشيد هذه (خبال) لا يجوز يا أخي النشيد، أردد الكلام بشيء مفيد، أما أن أردده بطريقة مشينة كي أبرهن أنها ليست أغاني، لا. فنقول: إذا كان النشيد أبياته وشعره طيباً، يرفع النفس، ويبارك الروح، ويبعث على الحماس، والقوة، والرجولة، وردده شباب بدون آلات لهو وكان يستعمل من قبل الشباب المؤمن على فترات بحيث لا يكون وقته كله أناشيد؛ لأن معظم الشباب ما معه في سيارته ولا عند رأسه إلا أناشيد إسلامية، عندك محاضرة؟! قال: لا. هذه لا أريدها، عندك قرآن؟! قال: لا. ماذا معك؟! قال: أناشيد!! أنعم بلحيتك! ضيعت حياتك! لا -يا أخي- يجب أن يكون عندك أناشيد ومحاضرات وقرآن، وبعد ذلك إذا سمعت القرآن ولان قلبك، وسمعت المحاضرة وعرفت طريق دينك، واحتجت إلى شيء من الترويح تسمع الأناشيد المحللة، لماذا؟! لحديث: (ساعة وساعة) والحديث في صحيح مسلم عن حنظلة بن أبي عامر الأسيدي، حنظلة بن الربيع رضي الله عنهما غسيل الملائكة، قال حنظلة بن أبي عامر الأسيدي كاتب وحي النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن لقي أبا بكر قال: (نافق حنظلة نافق حنظلة قال: وما ذاك؟! قال: يا أبا بكر إنا نكون مع النبي صلى الله عليه وسلم فيذكرنا بالجنة والنار حتى لكأننا نراها رأي العين، ثم إذا خرجنا من عنده عافسنا النساء والأولاد ونسينا، قال: والله إني لأجد مثل ذلك -يقول له أبو بكر: وأنا مثلك- فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حنظلة قال: نافق حنظلة ، قال: وما ذاك؟! فأخبره، قال: يا حنظلة ! ساعة وساعة، والله لو تبقون في الشوارع كما تبقون عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات، ولكن ساعة وساعة) يعني: أن الإنسان بشر، لو أنه يقعد في كل حالاته مثل ما هو عند الرسول لكان من الملائكة، والملائكة صنف آخر ونحن بشر إذا أردنا التسلية ولكن بشرط أن تكون بالحلال، فلا يأتي شخص يغني ويقول ساعة وساعة، يشغل له أم كلثوم أو أي أغنية ويقول: ساعة وساعة، لا. تلك ساعة لله والساعة الثانية أيضاً لله لكن أقل، أما ساعة لله وساعة للشيطان، فلا. مثلما يقول بعض الناس: ساعة لربك وساعة لقلبك، لا.: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:162-163] الساعات كلها لله، والأوقات كلها لله، الليل نقضيه كله لله والنهار كله لله، حتى نَومنا لله، وأكلنا وشربنا لله، أيضاً أناشيدنا لما آتي بشريط وأسمع الأناشيد أقصد به وجه الله لماذا؟! لأني أتأمل في كلماته، أتأمل في أنه بديل صالح للأغنية الماجنة، أما أن نضيق على شبابنا ونقول لا، لا تأتوا بالأناشيد، هذا تحريج وتضييق والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الحرج على الأمة وقال في الحديث: (يسروا ولا تعسرا، وبشروا ولا تنفروا) وفي الحديث الآخر: (ما خير صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً).


    -الشيخ سعد البريك
    السؤال: إني أكثر من سماع الأغاني وأريد الطريقة السليمة للتخلص من هذا الوباء، أفيدونا أفادكم الله؟ الجواب: املأ قلبك بذكر الله عز وجل، تمتلئ شوقاً وحباً بكلام الله، ثم أيضاً في ذاك الوقت، ستمتلئ بغضاً وكراهيةً لمزمور الشيطان.
    حب الكتاب وحب ألحان الغنا في قلب عبدٍ ليس يجتمعان
    تأكد أنك إذا امتلأ قلبك بحب كلام الله عز وجل، لن تجد ألذ منه، اجعل مسجلك في السيارة، وفي بيتك، بالقرب منه كل الأشرطة النافعة، أفضل مقرئ تلذذ لتلاوته وتخشع لها ائت بأشرطته .. محاضرات .. أناشيد إسلامية .. أشياء نافعة، كل هذه الأمور ستجد أنها تصرفك عن الأغاني، أما هذه الأغاني كما قلت يا أحبابي! إنها وجع رأس، ولن تنفعك عند الله يوم القيامة، يعني: يوم القيامة لك أن تقول: يا ربِ! سمعتُ جزءاً كاملاً من كلامك، وبكيت وخشعت، وربما تكون سبباً أن تكون في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، ذكرت الله خالياً ففاضت عيناك، وربما تكون ممن يكرمهم الله فلا تمسهم النار؛ عينٌ بكت من خشية الله، سمعتَ تلاوة فدمعت عينك، فبكيت من خشية الله عز وجل، لكن هل تقول: يا ربِ! عندي ألف شريط أغاني، عندي خمسمائة، عندي كذا في الفيديو عندي .. عندي ..؟ أسألك بالله هل هذه تقربك من الله أم تباعد عنك الموت، أم تخفف عنك السكرات، أم تزيدك في الدنيا وتنفعك في الآخرة؟! الجواب: لا. فلماذا الإصرار على قتل أنفسنا؟ لماذا نصر على ملء عقولنا بالتافه؟ الآن لو يأتي أحد قال: تعال يا فلان، تعال معي لك شيء، أعطني جيبك، يوم أن فتح له جيبه، وضع فيه تراباً، تضع في جيبي تراباً؟! تضع في جيبي زبالة؟! تراني أنا سيارة بلدية؟! ما هذا الكلام أو تضع في جيبي تراباً؟ هاأنت تفتح عقلك ليوضع فيه زبالات الأغاني والمجلات والكلام الفارع والأفلام الساقطة! لو أن أحداً سكب تراباً، يعني: لو ما وجدت الماء، فضربت على التراب ضربةً واحدة ومسحت به يديك ووجهك، كانت طهارةً لك، وكان هذا تيمماً، هذا التراب لو وضع في جيبك ما قبلته، لكن أن يوضع في ذهنك مزابل وأغاني وأفلام ما عندك مانع، هات المزيد، هات المزيد، حتى إذا جاء يوم وحضرت المنية، يقولون لك: قل: لا إله إلا الله، تذهل فلا تعرف أن تقول: لا إله إلا الله، لماذا؟ لأن عقلك وقلبك وروحك وفكرك ونفسك وهجيراك ودأبك وصوتك دائماً:
    ومُتنا على سُنة المصطفى وماتوا على تنتنا تنتنا


    -الشيخ سليمان الماجد
    س : سؤالي عن الأناشيد الإسلامية واختلاف العلماء في حكمها وما هو الراجح ؟ وجزاك الله خيراً .

    ج : الأناشيد جائزة في الجملة ، ولكن نكره المبالغة في التلحين والتمطيط . والله أعلم .


    -الشيخ محمد مختار الشنقيطي{و إن كانت فتواه أضيق من فتاوى الآخرين}

    السؤال: ما حكم الأناشيد الإسلامية الجديدة التي يوجد فيها حداء يشبه ألحان الغناء وجزاكم الله خيراً؟

    الجواب: أولاً أشهد الله عز وجل على حبكم جميعاً في الله، وأسأل الله العظيم أن يجمعني وإياكم في مستقر رحمته، ثم ما أدري الأناشيد منها جديد وقديم، الله المستعان! كل يوم نأتي بجديد، حتى الأناشيد فيها موديلات جديدة، على العموم: قديمها وجديدها، بالنسبة للأناشيد أنا رأيي الاقتصار في الدعوة على الكتاب والسنة، وقد بينت ذلك أكثر من مرة في السؤال عن هذه الأناشيد، وأما بالنسبة للألحان والإتيان ببعض الأمور التي تكون سبباً للفتنة، فلا أشك في حرمة ذلك لئلا يفضي إلى الفتنة، وهذا أمر بنقل الثقات أنه قد يتسبب في الفتنة، وأيضاً فتنة لمن ينشد، إذا كان المقصود به الألحان ومحاكاة الفساق في ألحانهم، أما بالنسبة لقضية أن الإنسان ينشد عند السآمة والملل فهذا ثابت في السنة، وهو حكم على كل أحد، وقد وردت الأحاديث في الصحيحين وغيرهما، كقوله: اليوم نضربكم على تأويله ضرباً يزيل الهام عن مقيله وكذلك ما كان بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بناء المسجد، وحفر الخندق، وهم يقولون: والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا فكان عليه الصلاة والسلام يقول: (أبينا أبينا! ويرفع بها صوته)، فالسنة ثابتة، وكان يُحدى بالإبل وعليها النساء في محضر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومسمع منه، فيسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا نسلمه عند وجود السآمة والملل، لكن التوسع في ذلك والمبالغة فيه، هذا مما لا أصل له، والأولى اتقاؤه وتركه ما أمكن، والله تعالى أعلم


    -الشيخ محمد الخضيري
    السؤال
    نحن مجموعة نعمل في مجال المسرح للأطفال ونقدم برنامجاً هادفاً يحضر لدينا في المنتزه أو موقع لمسرح الأطفال مع ذويهم الأب والأم ونعمل على فصل الرجال عن النساء وتقديم الأطفال في الكراسي الأمامية ويلبس بعض الشباب ملابس تنكرية (دمى) على شكل ثعلب أو دب أو خيارة أو برتقالة- والسؤال: هل التمثيل ولبس مثل هذه الملابس جائز؟ وهل مصاحبة الدف للأناشيد جائز؟ نرجو الإجابة وفقكم الله لكل خير.

    الجواب
    إذا كان ما تقومون به في المسرح برنامجاً هادفاً يستفيد منه الأطفال، وليس في هذا المكان اختلاط بين الرجال والنساء، فليس في هذا العمل بأس، غير أن التشبه بالحيوانات لا ينبغي أن يقع من المسلم لما فيه من إهانة للنفس التي كرمها الله تعالى بالعقل، ومحاكاة البهائم والحيوانات لم ترد في القرآن والسنة إلا في مقام الذم، وإذا كانت دمى هذه الحيوانات مجسمة فإنها لا تجوز لأنها تدخل في التصوير الذي جاءت النصوص بتحريمه، وأما دمى الجمادات فلا بأس بلبسها واستخدامها، وأما مصاحبة الدف للأناشيد فلا يجوز بل يكتفي بأصوات المنشدين، ويمكن أن يضفي عليها بعض المؤثرات الصوتية من غير الموسيقى، والدف جاء جوازه في وليمة النكاح؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:"فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف في النكاح" رواه النسائي (3369) وأحمد (15451) والترمذي (1088) وحسنه فيقتصر على ما جاء به النص.

    -الشيخ أحمد القاضي
    قد كثر في الآونة الأخيرة إصدار بعض الأناشيد المسماة (أناشيد إسلامية) تؤدى بأداء يشبه أداء الأغاني المحرمة، وتكون مصحوبة ببعض المؤثرات الصوتية المشابهة للموسيقى! وتتضمن كلمات غير هادفة. فما حكم أدائها، إصدارها، وسماعها؟ وما الضوابط المعتبرة في الإنشاد؟

    الجواب
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    فإن هذا اللون من الأناشيد الموصوفة في السؤال أعلاه، لا يصح أن يسمى: (أناشيد إسلامية) بل هي أقرب إلى أن تلحق بالسماع المحرم، ومشابهة الصوفية. فلا يجوز أداؤها على النحو المذكور، ولا سماعها، ولا تداولها.
    وأما الضوابط التي تجب مراعاتها في الإنشاد المباح:
    أولاً: ألا يعتقد المنشد أن فعله هذا عبادة، فإنه لا يتعبد لله إلا بما شرع. وغاية ما يقال، إذا سلم من المحاذير، أنه مباح.
    ثانياً: أن يكون الحامل له عليه طرد السآمة والملل، واستجلاب النشاط، كما يصنع الحرفيون في البناء، والحفر، أو المسافرون لقطع مراحل الطريق، وما شابه ذلك. ولا يكون ديدناً للإنسان يهدر فيه وقته، ويدمن عليه.
    ثالثاً: ألا يكون مقصوداً لذاته؛ تنشأ له الفرق وتعقد له الاحتفالات، ويجتمع له الناس.
    رابعاً: أن يخلو من آلات الطرب الوترية، والهوائية، وما في حكمها، فإن العبرة بالمخرّجات المسموعة، بقطع النظر عن طريقة إخراجها.
    خامساً: ألا يشابه لحون الفساق، وأداء المتميعين؛ بإصدار التأوهات، والهمهمات، وما يسمونه (الموَّالات)، والأصوات الناعمة التي قد تثير الغرائز والشهوات.
    سادساً: أن يخلو من الكلمات الفارغة، والمعاني الفاسدة، والهزل المذموم، والكذب، وأن يكون مثيراً للحماس والنشاط، أو الموعظة الصالحة.
    وإني لأدعو إخواني من الشباب، وغيرهم، إلى أن يشغلوا أوقاتهم بالنافع المفيد. وأن يأخذوا أنفسهم بالجد والحزم، ولا بأس بالترويح المباح، كما أدعو أصحاب التسجيلات إلى أن يعتنوا بإخراج المواد الإعلامية، والتربوية، المثمرة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.


    -الشيخ عبد الله الجلالي

    السؤال: يستخدم بعض الدعاة طرقاً خاطئة للدعوة إلى الله، ومن ذلك ما يدعو إليه بعض الدعاة من استخدام ما يسمى بالأناشيد الإسلامية، أو اللعب بالكرة، أو المسرح، ويزعمون أن ذلك من وسائل الدعوة إلى الله، مع أنها في الواقع قد جرت كثيراً من الشباب إلى نوع انحراف وفساد وترك للقرآن وتفضيل لهذه الأمور على حفظ القرآن، بل على الصلاة، فما رأيكم؟

    الجواب: أنا أخالف هذا الرأي، وأقول: هذه وسائل وليست غايات، فإن هذه الأناشيد الإسلامية التي امتلأت بها المكتبات الصوتية -والحمد لله- أغنت كثيراً من الناس عن الأغاني، مع أنها تحمل معاني فاضلة، وتثير حماس المؤمنين لدينهم. وكذلك ما أشار إليه الأخ السائل من الكرة، فنحن نقول: الكرة ليست لذاتها وإنما لغيرها؛ لأن كثيراً من الشباب أُشرب بحب الكرة وشيء من الترفيه واللعب، وما دامت تجذب لنا عدداً من هؤلاء الشباب فإننا نقول: إنها وسيلة طيبة لا مانع من أن يستخدمها الدعاة من أجل أن يجلبوا هؤلاء الشباب من مواقع معينة يقومون فيها بممارسة هذه الألعاب إلى مواقع أخرى نضمن فيها صلاح هؤلاء الشباب. فنقول: هذه وسائل وطرق طيبة ما دامت وسائل وليست غايات، وهذه المسرحيات التي أشار إليها السائل التي يعملها هؤلاء الشباب ويقدمونها لبعضهم من أجل أن يثبتوا فكرة معينة في أذهان هؤلاء الشباب، أو من أجل أن يشغلوهم عن مسرحيات أخرى فيها ضرر كبير، أو من أجل يأخذوا هذا الشاب ويجذبونه من حيث يرغب، هذه كلها وسائل طيبة ما دام الهدف من ورائها طيباً، والله أعلم.

    -الشيخ عبد العزيز الراجحي
    السؤال: ما حكم سماع الأناشيد المفيدة التي تحمس على الجهاد وغيرها؟

    الجواب: لا بأس بها إذا كان ليس فيها محذور، وينشدها واحد وليست أناشيد جماعية.{لا أدري السبب الذي جعله يمنع الأناشيد الجماعية}.

    -الشيخ عبد الكريم الخضير

    السؤال
    ماحكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى وماهو الجائز منها؟


    الجواب
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    الأناشيد عموماً إذا كانت مادتها مباحة ولم يصحبها آلة ممنوعة استخدامها شرعاً، وأديت على طريقة العرب في لحونهم فلا بأس، كما قرر ذلك الحافظ ابن رجب وغيره، وأما إذا كانت مادتها ممنوعة كالغزل والسب والخنا والفخر وما أشبه ذلك، أو صاحبها آلة ممنوعة أو أديت بلحون الأعاجم وأهل الفسق والمجون فإنها لا تجوز، علماً بأن ما يباح منها لا ينبغي الإكثار منه والاشتغال به عن الأهم من تلاوة القرآن ودراسة العلم وغيره، والله المستعان.

    -شيخنا الشيخ عبد الرحمان السحيم
    ما هو الحكم الشرعي في الأناشيد ( الإسلامية ) ؟

    ارجوا التفصيل في المسألة ..


    الجواب/ ما يتعلق بالأناشيد الإسلامية فقد ورد فيها الخلاف بناء على طبيعة الأناشيد اليوم، والذي يترجح من خلال النظر في الأدلة أن الأناشيد إذا ضُبِطت بالضوابط التالية أنه لا حرج فيها

    والضوابط هي :
    1 – أن لا تشتمل على آلة موسيقية
    2 – أن لا تشتمل على كلماتِ فُحش ودعوة إلى سفاسف الأمور
    3 – أن لا تكون على ألحان الأغاني
    4 – أن لا تُلهي عن العلم النافع

    وقد دلّت الأدلة على جوازهـا في الأصل .

    فقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِحَادِيهِ – الذي يحدو ويُنشد بصوت حسَن - : ويحك يا أنجشة ! رويدك سوقك بالقوارير . قال أبو قلابة : فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلّم بـها بعضكم لعبتموها عليه قوله : سوقك بالقوارير .

    وفي رواية لمسلم قال أنس : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَـادٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : رويداً يا أنجشة لا تكسر القوارير . يعني ضعفة النساء

    كما كان عامر بن الأكوع ممن يُنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه سماع ذلك في السفر .

    وروى البخاري ومسلم عن سلمة بن الأكوع قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فتسيرنا ليلا ، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع : ألا تسمعنا من هنياتك ! وكان عامر رجلا شاعرا ، فنزل يحدو بالقوم يقول :

    اللهم لولا أنت ما اهتدينا == ولا تصدقنا ولا صلينا
    فاغفر فداء لك ما اقتفينا == وثبت الأقدام إن لاقينا
    وألقين سكينة علينا == إنا إذا صِيح بنا أتينا
    وبالصياح عولوا علينا

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا السائق ؟ قالوا : عامر . قال : يرحمه الله . فقال رجل من القوم : وجبت يا رسول الله ! لولا أمتعتنا به . الحديث

    وفي الصحيحين أيضا عن أنس – رضي الله عنه – قال : كانت الأنصار يوم الخندق تقول :
    نحن الذين بايعوا محمدا = على الجهاد ما حيينا أبدا

    فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
    اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة = فأكرم الأنصار والمهاجرة

    وفي رواية للبخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما رأى ما بأصحابه من النّصب والجوع قال :
    اللهم إن العيش عيش الآخرة = فاغفر للأنصار والمهاجرة
    فقالوا مجيبين له :
    نحن الذين بايعوا محمدا =على الجهاد ما بقينا أبدا

    وفي الصحيحين عن أنس – رضي الله عنه – رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول :
    لولا أنت ما اهتدينا == ولا تصدقنا ولا صلينا
    فأنزلن سكينة علينا == وثبت الأقدام إن لاقينا
    إن الأُلى قد بغوا علينا == إذا أرادوا فتنة أبينا
    ويرفـع بها صوتــه .

    فالشاهد أن الحداء بالصوت الحسن كان معروفا، ويحتاج إلى تقييده بالقيود السابقة كما تقـدّم .

    أما الميوعة في الأناشيد كإنشاد الكلمات الرخوة والآهات !! فهو يخرجها عن مقصدها إلى الغناء والتّغنّي المذموم .

    والله أعلم .

    -الشيخ المحدث مصطفى العدوي

    السؤال: هل هناك شيء يدعى بـ(الأناشيد الإسلامية) في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام؟

    الجواب: هذا الاصطلاح: أناشيد إسلامية، وغير إسلامية، اصطلاح جديد ظهر الآن؛ لكن بالنسبة للأناشيد عموماً، منها ما هو محرم، ومنها ما هو مباح، والأناشيد زمن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يوجد منها، وتقال في المناسبات، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لـعائشة يوم أن ذهبت إلى عرس للأنصار ثم رجعت: (ماذا كان معكم من اللهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو -والرسول لم يكن يحسن الشعر، كما لا يخفى عليكم- فقال لها: قولي: أتيناكم أتيناكم، فحيانا وحياكم، ولولا الحبة السوداء، ما حلت بواديكم) إلى آخر ما قال عليه الصلاة والسلام، ولم يكن صلى الله عليه وسلم بمتقن للشعر؛ لأن الله يقول: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ [يس:69]. وقد ورد أيضاً في هذا الباب أن النبي قال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فانصر الأنصار والمهاجرة). وكان في بعض الأحيان يُخَالف فيها، فيقول: (... فانصر المهاجرة والأنصار)، وهذا دليل على عدم ضبطه للشعر صلى الله عليه وسلم، وهذا من مناقبه صلى الله عليه وسلم، وذلك أن ربنا قال: وَمَا يَنْبَغِي لَهُ [يس:69]، هو نبي وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام. الشاهد من ذلك: أن مؤدى الأناشيد هذه: إن كان للخير وفي مناسبات ولم يُتَّخَد دَيدناً، فلا بأس به، وإن كان اتُّخِذ دَيدناً وعادةً، وفيه حث على الفجور وعلى الخمور وتصوير المحرمات وتصوير الفواحش فهو حرام، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة:205].
    قوام الدين بكتاب يهدي و سيف ينصر

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: أقوال العلماء في حكم الأناشيد

    تلخيصاً لكلام هؤلاء العلماء و الطلبة أن ما يسمى الأناشيد هذه الأيام انقسم ثلاثة أقسام :

    1- الحداء : و هو شعر ملحن بلحون العرب و هو جائز
    2- الغناء : و هو شعر ملحن بلحون أهل الفسق و هو حرام في العموم
    3- المعازف : و هي ما يعزف يه من الآلات مع الشعر أو دونه و هي حرام العموم

    فالجدير بالمسلمين اتباع علمائهم و إنكار المنكر و عدم التشديد في إنكار ما يباح و الله أعلم و وفق الله الجميع

  5. #5

    افتراضي رد: أقوال العلماء في حكم الأناشيد

    لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم أقول و بالله التوفيق و ماذا عساه يقول محرم التمثيل عن الحديث المتفق عليه من طريق عائشة رضي الله عنها:كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترني و أنا أنظر الى الحبشة يلعبون في المسجد أخرجه البخاري في ثلاثة أبواب و ما يقول من زعم أن الغناء الجماعي من صنع الصوفية و أنه محدث ألم يتغن الأنصار جماعيا في استقبالهم للنبي صلى الله عليه و سلم؟ألم يرتجز الصحابة أرجوزات جماعية عند بناء المسجد النبوي لتحفزهم على العمل و كذلك يوم الخندق الخ...فالفتيا بعد البحث و الجهد تختلف عن الفتيا الارتجالية و علينا أن نتثبت في ديننا و خاصة في فتاوينا حتى لا نظلم الناس و الصوفية يصلون و يحجون و يصومون أفلا نصوم و نحج و نصلي نعم هذه عبادات أمرنا الله بها و لا أستحضر أن الله أو رسوله أمرنا بالغناء الجماعي الا أنه لما كان جواز الغناء الديني محل اجماع منذ القرون المزكاة و كان الخلاف الفقهي بين المذاهب أساساحول تحريم المعازف أردت أن أنبه السادة الفضلاء من العلماء الأجلاء المعاصرين لنا أن يراجعوا المسألة بعد تقصي الأحاديث و الآثار الواردة في الباب خاصة اذا كانت ستمنع الشباب مما هو أكبر و أعظم و أشنع فعسى و عسى و الله الموفق الى الصواب

  6. #6

    افتراضي رد: أقوال العلماء في حكم الأناشيد

    لسم الله و الصلاة على رسول الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم قال تعالى:أدع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن قال الشوكاني في نيل الأوطار في كتاب الجهاد باب آلة اللهو :و أما مجرد الغناء من غير آلة فقال الأدفوي في الامتاع :ان الغزالي في بعض تآليفه الفقهية نقل الاتفاق على حله و نقل ابن طاهر اجماع الصحابة و التابعين عليه و نقل التاج الفزاري و ابن قتيبة اجماع أهل الحرمين عليه و نقل ابن طاهر و ابن قتيبة أيضا اجماع أهل المدينة عليه و قال الماوردي:لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه في أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة و الذكر قلت فجل أهل العلم رخصوا فيه كما ترى و خلافهم على مستوى استعمال آلات اللهو معه و أما غناء الفساق فلا خلاف بين أهل العلم في تحريمه و هذا التفصيل هو الذي ينبغي تبيينه للناس لكي تكون للمفتي مصداقية فهو كما قال ابن قيم :المفتي هو المخبر عن حكم الله غير منفذ و قال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى:و لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام ...الآية و يدخل في هذا كلما ابتدع بدعة ليس له فيها مستند شرعي أو حلل شيئا مما حرم الله أو حرم شيئا مما أباح الله بمجرد رأيه و تشهيه و مثله للشوكاني في فتح القدير و انظر أدب المفتي و المستفتي لابن الصلاح و المدارك لعياض و مدارج السالكين لابن قيم الخ...فهذه مسألة فيها اجماع أهل المدينة في عهد الصحابة و التابعين و هو حجة عند ابن تيمية رغم التفصيل الذي بين و السؤال الذي طرحت منذ البداية هل الأنصار لم يتلقوا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأراجيز ترحيبا و تكريما و أقرهم على ذلك و ما زال كل خلف يتغنى بطلع البدر علينا و هذا نقل الكافة عن الكافة كما أن السير تذكر لنا أراجيز الصحابة التي تغنوا بها لتكون محفزا لهم في حالات صعبة كبناء المسجد النبوي و حفر الخندق الخ...نحن تبع لخير سلف و لا نقلد عمرا و لا زيدا و انما نبحث عن الدليل بعيدا عن كل تعصب بليد أما أن الرسول صلى الله عليه و سلم أمرنا بالتغني بالقرآن فهذا الكل يعرفه لذلك لم نلتفت الى كراهة المذهب المالكي للتغني بالقرآن بل اتبعنا في ذلك الحاديث و عمل السلف الصالح من الصحابة و التابعين قلت و قد كهر الفاروق عمر بن الخطاب حسان بن ثابت لما وجده ينشد الشعر في المسجد فقال له حسان :لقد نشدته فيه و فيه من هو أفضل منك ...و قد سمع حسان شعره الذي مدح به الرسول صلى الله عليه و سلم ملحنا فعلينا قبل كل شيء أن نبحث عن جميع النصوص الواردة في المسألة قبل الفتيا كما ينبغي أن نتمثل أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم صحابته حين قال:بشروا و لا تنفروا و يسروا و لا تعسروا فالحكمة من الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة أن نمتثل قوله تعالى على لسان رسوله الكريم:قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و لن تكون لنا بصيرة ما لم نطلع على قول المخالف و دليله لذلك قال عبد الرحمن بن أبي ليلى:أدركت 120 من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا الى هذا و هذا الى هذا حتى ترجع الى الأول و قد هابها من هابها الا أن ذلك لا يمنع من تبيين الحق اذا اتضح لك و الحق في هذه المسالة اجماع منذ عهد الصحابة و التابعين و الله الموفق الى الصواب غفر الله لنا و لكم و أستغفر الله العظيم الذ ي لا يعذب المستغفرين

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    700

    افتراضي رد: أقوال العلماء في حكم الأناشيد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    صاحب الفضيلة : " فيصل بن المبارك أبو حزم " وفقه الله تعالى لكل خير .
    بارك الله فيك على ما قدمته من نصح للمسلمين .
    ومن تتبع هذه الأناشيد الجديدة ، لعلم أن المفسدة المترتبة على التوسع في هذه الأناشيد أكبر من المصلحة .
    ويكفي أن الشاب اليوم " إلا من رحم الله " يمتلىء لسانه بذكر الأناشيد ، ولا يمتلىء بذكر الله عز وجل .
    وادخل أي غرفة من غرف الدردشة " الإسلامية " " إلا من رحم الله تعالى " وقارن بين تشغيل الأناشيد وتشغيل القرآن الكريم !!! لتعلم الفتنة !!
    قال سماحة الشيخ الوالد العلامة بقية السلف الصالح " صالح بن فوزان آلفوزان " حفظه الله تعالى :
    [ ويعلم الله أن قصدنا تخليصهم من هذه الفتنة التي أوقعتهم فيها هذه التسمية الظالمة‏:‏ ‏(‏الأناشيد الإسلامية‏)‏‏. ] اهـ .
    وهذه هي تعليقات سماحة الشخ الوالد العلامة صالح الفوزان على بعض الكتاب الذين أفتوا بجواز الأناشيد .
    تنبيه حول الأناشيد
    قرأت في ‏(‏مجله الدعوة‏)‏ ‏(‏العدد 1406 - الاثنين 17 شوال 1406 هـ - ص 29‏)‏ رسالة ممن سمت نفسها تغريد العبد العزيز، وجهتها إلى مديري المراكز الصيفية والمدارس الأخرى؛ نرجوا منهم بذل المزيد من الجهود في إخراج الأناشيد الإسلامية، وتقول أنها تلهب الحماس، وتوقد في النفس جذوة الإيمان؛ كما تزعم كذلك أنها تغني الفرد عن سماع الأشرطة التافهة، والأغاني الماجنة، وعن ترديد الكلمات الهابطة، وتقول‏:‏ أن بعض الفتيات اهتدين إلى الطريق المستقيم بسبب هذه الأشرطة الطيبة‏.‏
    هذا ما تضمنته رسالة الأخت المذكورة
    - وأقول‏:‏ يا أخت ‏!‏ كان الأجدر بك أن توصي هذه الجهات بدراسة كتاب الله وسنة رسوله، والعناية بدراستها العقدية الصحيحة والأحكام الشرعية؛ كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أمته بذلك في قوله‏:‏ ‏(‏عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي‏)‏
    - وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏
    ‏(‏إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا‏:‏ كتاب الله، وسنتي‏)‏‏.‏
    - فهذا هو الذي يقوي الإيمان في النفوس وهو الذي يهدي إلى الطريق المستقيم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وإذا لآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُ مْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا‏} ‏‏.‏
    وأخبر سبحانه أن القرآن يهدي للتي هي أقوم، وأنه يهدي للحق، وإلى طريق مستقيم، أن الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ يهدي إلى ذلك‏.‏
    وأما الأناشيد؛ فإنها لا تفقه في دين الله، ولا تبصر بالعقيدة الصحيحة، ولا تقوي الإيمان في النفوس، وإنما يطرب لسماعها ويتلذذ بنغمها وترانيمها السذج‏.‏
    هذا إذا كانت خالية من الأهداف السيئة، كإثارة الفتنة، والتحريش بين الناس، والإغراء بشهوات النفس وغير ذلك من المقاصد السيئة لمروجيها‏.‏ وتسمية هذه الأناشيد بأنها إسلامية يعطيها شيئًا من المشروعية، وأنها من الدين، وهذا شيء لم يقل به إلا ضلال الصوفيه ومبتدعيهم، الذين يجعلون الأناشيد من الذكر والعبادة؛ تشبهًا بالنصارى الذين يجعلون الأهازيج والترانيم جزءًا من صلواتهم، فتسمية هذه الأناشيد بأنها إسلامية هو من باب التزييف، والترويج لها، والمجاراة لمذاهب الصوفية‏.‏
    والصواب أنها تسمى أناشيد عربية، ولا تجعل لها صبغة الديانة، ولا تجعل ضمن البرامج الدينية، بل ضمن البرامج العربية التي يقصد بها تقوية لغة الأولاد، وتعليمهم الحكم العربية؛ كما كان المسلمون في مختلف العصور يحفظون أولادهم الجيد من الشعر العربي؛ ليستفيدوا منه في لغتهم، وتنمية مداركهم، وكما هو موجود في محفوظات المدارس‏.‏
    وكان المسلمون ينشدون الشعر لأجل روايته وحفظه، أو لإزاله السأم والفتور عند مزاولة بعض الأعمال، أو لحداء الإبل في السفر، وقد حصل شيء من هذا بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فدل على إباحته في تلك الأحوال‏.‏ وعلى هذا النمط فغاية ما يقال‏:‏ أنه يباح؛ ما كان من هذا النوع، ولا يسمى نشيدًا إسلاميًا، ولا يجعل ضمن البرامج الدينية ويسجل في الأشرطة؛ كما يسجل القرآن أو العلوم الدينية؛ لأجل تداوله، والتوسع في نشره، لأن هذا يكسبه الصبغة الشرعية، وحينئذ يروج دين الصوفية والمبتدعة، فهذا يجب التنبيه له، والتنبيه عليه‏.‏
    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل‏.‏
    وقولها عن هذه الأناشيد التي طالبت بإخراجها‏:‏ ‏"‏ أنها تغني الفرد عن سماع الأشرطة التافهة والأغاني الماجنة وعن ترديد الكلمات الهابطة ‏"‏‏.‏
    نقول‏:‏ أن هذه الأشياء لا يجوز سماعها والاشتغال بها، لكن ليس البديل منها أناشيد أخرى قد يكون سماعها أشد إثمًا إذا عددناها دينية، وسميناها إسلامية؛ لأن هذا يعد ابتداعًا وتشريعًا لم يأذن الله به‏.‏
    والبديل الصحيح هو تسجيل القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمحاضرات المفيدة في الفقه والعقيدة والمواعظ النافعة‏.‏
    هذا هو البديل الصحيح، لا أناشيد الصوفية وأشباههم‏.‏
    والله أعلم‏.‏
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‏.‏

    تعقيب حول ما نشر في ‏"‏مجلة الدعوة السعودية‏"‏ حول الأناشيد
    الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏
    وبعد‏:‏ كنت قد عقبت على ما كتبته الأخت تغريد العبد العزيز في ‏(‏مجلة الدعوة‏)‏ من الثناء على ما سمته الأناشيد الإسلامية، ومطالبتها المراكز الصيفية بالإكثار من إنتاجها، فبينت لها أن هذا الثناء في غير محله، وأن هذا الطلب غير وجيه وأن الأولى بها أن تطالب بالعناية بالكتاب والسنة، وتعليم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعية، فانبرى بعض الإخوان – وهو الأخ أحمد بن عبد العزيز الحلبي سامحه الله – ينتصر لهذه الأناشيد، ويدعي أنها شيء طيب، وعمل جميل، ويستدل لإثبات دعواه بأمور هي‏:‏
    أولًا‏:‏ إن هذه الأناشيد تلحق بالحداء الذي رخص فيه الشارع، وكذلك تلحق بالارتجاز الذي رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند مزاولة الأعمال الشاقة‏.‏
    ثانيًا‏:‏ أن العلماء، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن الجوزي، وابن حجر الهيتمي؛ نصوا على جواز الحداء، والارتجاز، وسماع الشعر الذي فيه ثناء على الله ورسوله ودينه وكتابه والرد على أعداء الله وهجائهم‏.‏ والنشيد الإسلامي –كما يسميه - لا يخرج عن هذه المعاني، فهو شعر ملتزم بالأدب الإسلامي، يرفع بصوت حسن‏.‏
    ثالثًا‏:‏ تسمية الأناشيد الإسلامية لا تعني المشروعية والابتداع في الدين، وإنما هي وصف وتوضيح وتمييز عن غيرها من الأناشيد والأهازيج المحرمة، وهو من المصطلحات الحديثة؛ مثل‏:‏ الحضارة الإسلامية، والعمارة الإسلامية‏.‏
    رابعًا‏:‏ فرق الكاتب بين هذه الأناشيد التي سماها إسلامية وبين الصوفية التي تعد من البدع في الدين من وجهتين‏:‏
    الأول‏:‏ أنهم أضفوا على أناشيدهم صفة القربة والطاعة‏.‏
    ثانيًا‏:‏ أن سماعهم لا يخلوا من الآله التي تقرن بتلحين الغناء‏.‏
    هذا حاصل ما كتبه أخونا أحمد في تسيغه ما سماه بالأناشيد الإسلامية‏.‏
    وجوابنا عنه من وجوه‏:‏
    الوجه الأول‏:‏ أن هناك فروقًا واضحة بين ما يسمونه الأناشيد الإسلامية وبين ما رخص فيه الشارع من الحداء في السفر، والارتجاز عند مزاولة الأعمال الشاقة، وإنشاد الأشعار التي فيها مدح الإسلام، وذم الكفر، وهجاء المشركين، ومع وجود هذه الفروق لا يصح لكم إلحاق هذه الأناشيد بتلك الأشياء‏.‏
    والفروق كما يلي‏:‏
    1 – أن الحداء في السفر، والارتجاز عن الضجر، وإنشاد الشعر المشتمل على مدح الإسلام وذم الكفر وهجاء الكفار لا يسمى نشيدًا إسلاميًا - كما تسمون نشيدكم بذلك -، وإنما يسمى نشيدًا عربيًا‏.‏
    إذًا؛ فبينهما فرق من جهة التسمية الحقيقة‏.‏
    2 – أن الحداء إنما يباح في السفر لأجل الحاجة إليه في السير في الليل؛ لطرد النعاس، واهتداء الإبل إلى الطريق بصوت الحادي، وكذا الارتجاز عند مزاولة الأعمال الشاقة كالبناء ونحوه، وأبيح للحاجة إليه بصفة مؤقتة، وبأصوات فردية لا أصوات جماعية‏.‏
    وما تسمونه بالأناشيد الإسلامية يختلف عن ذلك تمامًا، فهو يفعل في غير الأحوال التي يفعل فيها النوع الأول، وبنظام خاص وأصوات جماعية منغمة، وربما تكون أصواتًا فاتنة، كأصوات المردان وحدثاء الأسنان من البنين والبنات، والأصل في الغناء التحريم؛ إلا ما وردت الرخصة فيه‏.‏
    3 – أن الحداء والارتجاز وإنشاد الشعر الذي جاء الدليل عليه بالترخيص فيه بقدر معين وحالة معينة لا يأخذ كثيرًا من وقت المسلم، ولا يشغله عن ذكر الله، ولا يزاحم ما هو أهم‏.‏
    أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية؛ فقد أعطى أكثر مما يستحق من الوقت والجهد والتنظيم، حتى أصبح فنًا من الفنون يحتل مكانًا من المناهج الدراسية والنشاط المدرسي، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع، حتى ملأ غالب البيوت، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات، حتى شغل كثيرًا من وقتهم، وأصبح استمتاعه يزاحم استماع تسجيلات القرآن الكريم والسنة النبوية والمحاضرات والدروس العلمية المفيدة‏.‏
    فأين هذا من ذاك‏؟‏
    ومعلوم أن ما شغل عن الخير فهو محرم وشر‏.‏
    الوجه الثاني‏:‏ أن محاولة تسويغ تسمية هذه الأناشيد بالأناشيد الإسلامية محاولة فاشلة، لأن تسميتها بذلك يعطيها صبغة الشرعية وحينئذ نضيف إلى الإسلام ما ليس منه‏.‏
    وقول أخينا أحمد‏:‏ ‏"‏ إن هذه التسمية لأجل التميز بينها وبين الأناشيد والأهازيج المحرمة قول غير صحيح، لأنه يمكن التمييز بينهما بأن يقال‏:‏ الأناشيد المباحة بدلًا من الأناشيد الإسلامية، كغيرها من الأشياء التي يقال فيها‏:‏ هذا مباح وهذا محرم، ولا يقال هذا إسلامي، وهذا غير إسلامي، ولأن تسميتها بالأناشيد الإسلامية تسمية تلتبس على الجهال، حتى يظنوها من الدين، وأن في استماعها أجر وقربه‏.‏
    وقول الأخ أحمد‏:‏ ‏"‏ أن هذه التسمية من المصطلحات الحديثة؛ مثل الحضارة الإسلامية والعمارة الإسلامية ‏"‏‏.‏
    نقول له‏:‏ النسبة إلى الإسلام ليست من الأمور الاصطلاحية، وإنما هي من الأمور التوقيفية، التي تعتمد على النص من الشارع، ولم يأت نص من الشارع بتسمية شيء من هذه الأمور إسلامي، فيجب إبقاء الشعر على اسمه الأصلي، فيقال ‏"‏ الشعر العربي والأناشيد العربية، أما تسمية العمارة والحضارة بالإسلامية فهي تسمية الجهال، فلا عبرة بها ولا دليل فيها‏.‏
    الوجه الثالث‏:‏ أن تفريق الأخ أحمد بين ما يسمية بالأناشيد الإسلامية وبين أناشيد الصوفية تفريق لا وجه له؛ لأن بإمكان الصوفية أن يدعوا في أناشيدهم ما تدعونه في أناشيدكم من الفائدة والترغيب في الخير والتنشيط على العبادة والذكر فكما أنكم تدعون أن في أناشيدكم الحث على الجهاد، وأنها كلام طيب بصوت حسن، وفيها مدح الإسلام وذم الكفر‏.‏‏.‏‏. إلى غير ذلك؛ فيمكنهم أن يقولوا مثل ذلك في أناشيدهم‏.‏
    وقولكم‏:‏ ‏"‏ أن أناشيد الصوفية لا تخلو من الآلة التي تقرن بتلحين الغناء ‏"‏‏.‏
    هذا فارق مؤقت، فربما يأتي تطوير جديد لأناشيدكم يدخل فيه استعمال الآلة فيها وتسمى موسيقى إسلامية، أو دف إسلامي، ويزول الفارق عند ذلك؛ كما ورد أنه في آخر الزمان تغير أسماء بعد المحرمات، وتستباح، كاسم الخمر، واسم الربا‏.‏‏.‏‏. وغير ذلك ‏(2).‏
    فالواجب على المسلمين سد هذه الأبواب، والتنبية للمفاسد الراجحة والوسائل التي تفضي إلى الحرام، والتنبية كذلك لدسائس الأعداء في الأناشيد وغيرها‏.‏
    ونحن لا نحتكر إباحة إنشاد الشعر النزيه وحفظه، ولكن الذي ننكره ما يلي‏:‏
    1 – ننكر تسمية نشيدًا إسلاميًا‏.‏
    2 – ننكر التوسع فيه حتى يصل إلى مزاحمة ما هو أنفع منه‏.‏
    3 – ننكر أن يجعل ضمن البرامج الدينية، أو يكون بأصوات جماعية، أو أصوات فاتنة‏.‏
    4 – ننكر القيام بتسجيله وعرضه للبيع؛ لأن هذا وسيله لشغل الناس به، ووسيلة لدخول بدع الصوفية على المسلمين من طريقه، أو وسيلة لترويج الشعارات القومية والوطنية والحزبية عن طريقه أيضًا‏.‏
    وأخيرًا نسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين لما هو أصلح وانفع لدينهم ودنياهم، ونقول ما قاله الإمام مالك بن أنس رحمه الله‏:‏
    ‏"‏ لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح أولها ‏"‏‏.‏
    وذلك باتباع الكتاب والسنة، والاعتصام بهما، لا بالأناشيد والأهازيج والترانيم‏.‏
    والله ولي التوفيق‏.‏
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‏.‏

    تعقيب ثالث وأخير حول الأناشيد

    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏
    وبعد‏:‏
    فقد قرأت في ‏(‏مجلة الدعوة‏)‏ ‏(‏العدد 1060 - تاريخ 3/2/1407 هـ‏)‏ تعقيب فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الحليبي على ردنا عليه فيما كتبه في عدد سابق من هذه المجلة في تسويغه لما سماه بالأناشيد الإسلامية التي شغلت بال كثير من شباب المسلمين اليوم وافتتنوا بها‏.‏
    ويعلم الله أن قصدنا تخليصهم من هذه الفتنة التي أوقعتهم فيها هذه التسمية الظالمة‏:‏ ‏(‏الأناشيد الإسلامية‏)‏‏.
    والحقيقة أنني لم أجد في تعقيبه المذكور سوى ترديد لما ذكره في الأول من التماس المسوغات فهذه الأناشيد بما نقله من الترخيص بالحداء لرعاة الإبل، والارتجاز في حالة مزاولة الأعمال الشاقة، وإنشاد حسان لبعض أشعاره عند النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
    وقد بينت أن بين هذه الأنواع التي ذكرها وبين الأناشيد التي هي محل بحثنا فروقًا تجلعها منها مناط الثريا، ولا داعي لتكرار ذلك، فليراجعه من شاء في مقالنا السابق‏.‏
    وأقتصر هنا على مناقشة الشيخ أحمد في بعض النقاط الزائدة المهمة في تعقيبه فأقول‏:‏
    يا فضيلة الشيخ أحمد‏:‏
    1 – قولك عن النشيد الذي سميته إسلاميًا‏:‏
    ‏"‏ إنك لم تقف على ما سماه بالنشيد العربي، ووقفت على من ألحقه بالحداء ‏"‏‏.‏
    ثم ذكرت كلام ابن حجر في الحداء، وأنه يلحق به غناء الحجيج المشتمل على التشويق إلى الحج بذكر الكعبة وغيرها من المشاهد‏.‏
    - وأقول لك‏:‏
    ‏:‏ أولًا‏:‏ كلام ابن حجر به نظر من ناحية جواز الغناء للحجيج، هل ورد ما يدل عليه من الكتاب والسنة‏؟‏ ‏!‏
    إن الذي ورد أن الحجيج في عبادة يناسبهم الاشتغال بذكر الله والتلبية لا الغناء، ولا سيما في حالة الإحرام؛ قال تعالى‏:‏
    ‏{‏فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ‏}‏‏.‏
    وهل كان الحجيج يغنون وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقرهم على ذلك حتى يكون دليلًا‏؟‏ ‏!‏
    ثانيًا‏:‏ ابن حجر لا ينطبق كلامه على الأناشيد التي نحن بصدد الكلام عنها؛ لأنه يتكلم عن إنشاد بعض الحجاج، ويلتمس دليلًا على جوازه بإلحاقه بالحداء، وعلى تسليم صحة هذا الاستدلال له؛ إن قلت‏:‏ نحن نقيس على ذلك‏.‏ قلنا‏:‏ هذا قياس مع الفارق؛ لأن الأناشيد التي يعنيها ابن حجر ليست بأصوات جماعية، يصطف لها طوابير يؤدونها، ثم تسجل بآلاف الأشرطة للتوزيع والبيع والحفظ في المكتبات الصوتية؛ كما تعلمونه في أناشيدكم‏.‏
    وكذلك الإنشاد الذي ورد ذكره في الأحاديث على صفة حداء أو ارتجاز أو إلقاء من حسان أو غيره هل كان ذلك جماعيًا كما هو الحال في أناشيدكم‏:‏ ‏!‏
    لا بل هو كما يقول الرواة مثلًا‏:‏ أنشد حسان، أو أنشد ابن رواحة، أو أنشد بلال، أو أنشد عامر بن الأكوع، كل شخص ينشد بمفرده‏.‏
    ثم هل كانوا يسمون هذه المنشدات‏:‏ أناشيد إسلامية، كما تسمون أناشيدكم بذلك‏؟‏ ‏!‏
    وهل كانوا يملئون بها بيوتهم، ويشغلون بها شبابهم؛ كما تفعلوه‏؟‏ ‏!‏
    ثالثًا‏:‏ قولك عن أناشيدكم هذه‏:‏ ‏"‏لم أقف على ما سماها بالنشيد العربي‏"‏‏.‏
    نقول لفضيلتك‏:‏ إذا كان الأمر كذلك؛ فكيف يصح لك أن تستدل على جوازها بإنشاد النشيد العربي الذي وردت بجوازه الأحاديث وأقوال أهل العلم وهي لا تسمى نشيدًا عربيًا على حد قولك‏؟‏ ‏!‏
    وكيف جاز لك أن تسميه نشيدًا إسلاميًا، ونحن وأنت لا نجد في دواوين الإسلام ما يسمى بهذا الاسم، اللهم إلا ما عند الصوفية مما يقارب هذه التسمية مما هو من جملة شطحاتهم‏؟‏ ‏!‏
    2 – قولكم‏:‏ ‏"‏ فهذه الأدلة تدل على أن سماع النشيد كان كثيرًا، وبأصوات فردية وجماعية ‏"‏‏.‏
    - نسأل فضيلتكم أين وجهة الدلالة منها على أن ذلك كان بأصوات جماعية حتى نسلم لكم هذه الدعوى‏؟‏ وأين وجه الدلالة على هذه الكثرة التي ادعيتها‏؟‏
    3 – قول فضيلتكم‏:‏ ‏"‏ ولا مانع عندي من سماعه ‏(‏أي‏:‏ النشيد‏)‏ في المجالس والنوادي المدرسية‏,‏ للنصوص السابقة ‏"‏‏.‏
    - أقول‏:‏ هذه هو بيت القصيد لديكم‏.‏ ولكن؛ ما وجه الدلالة من النصوص السابقة على جوازه في هذه الأمكنة‏؟‏ هل كان السلف يعلمونه أولادهم في المدارس والكتاتيب والحلقات العلمية والربط المدرسية التي هي بمثابة الجامعات الحالية‏؟‏
    هل كانوا يجعلون الأناشيد الجماعية من ضمن دروسهم وأعمالهم العلمية التي يتلقونها في هذه الدور العلمية‏؟‏
    عليك أن تثبت لنا ذلك، وأين‏؟‏ ومتى‏؟‏
    4 - قول فضيلتكم‏:‏ إنك لم تقف على ما يدل على منع سماع الأصوات الفاتنة من المردان ونحوهم‏.‏
    - أقول لفضيلتكم‏:‏ نحن وجدنا هذا في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا‏}‏
    قال ابن كثير رحمه الله في ‏(‏تفسيره‏)‏ ‏(‏5/415 – طبعة دار الاندلس‏)‏ ما نصه‏:‏
    ‏"‏ قال السدي وغيره‏:‏ يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال‏.‏‏.‏‏. ‏ ‏"‏ إلى أن قال‏:‏
    ‏"‏ ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم‏.‏‏.‏‏. ‏"‏ انتهى‏.‏
    فدل هذا على أن الصوت قد يكون فيه فتنة أشد من فتنة النظر إذا كان من امرأة ومثل ذلك صوت الشاب الأمرد‏.‏
    قال الشاعر‏:‏
    يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ** والأذن تعشق قبل العين أحيانًا
    وقال العلامة ابن القيم في ‏(‏إغاثة اللهفان‏)‏ ‏(‏1/248‏)‏‏:‏
    ‏"‏ وأما سماعه ‏(‏يعني‏:‏ الغناء‏)‏ من المرأة الأجنبية أوالأمرد؛ فمن أعظم المحرمات وأشدها فسادًا للدين‏.‏‏.‏‏. ‏"‏ انتهى‏.‏
    فهذا ابن القيم يعد صوت الأمرد مثل صوت المرأة في الفتنة به‏.‏
    5 – قول فضيلتكم‏:‏ ‏"‏ إن القاعدة الأصولية أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم ‏"‏‏.‏
    - وتريدون بهذا القول أن الأصل في الغناء الاباحة، إلا ما حرمه الدليل‏.‏
    ونقول لفضيلتكم‏:‏
    أولًا‏:‏ هذه القاعدة مختلف فيها، فهناك من يرى العكس، وهو الأصل في الأشياء التحريم إلا ما دل الدليل على إباحته، فهي ليست قاعدة مسلمة‏.‏
    ثانيًا‏:‏ وعلى القول بأن الأصل في الأشياء الإباحة، فالغناء دل الدليل على تحريمه، فالأصل فيه التحريم إلا ما دل دليل على إباحته منه‏.‏
    والدليل على أن الأصل في الغناء التحريم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ‏}‏‏.‏
    ولهو الحديث المذكور في الآية هو الغناء بجميع أنواعه، فيحرم كله، إلا ما دل الدليل على إباحته منه‏.‏
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ‏(‏إغاثة اللهفان‏)‏ ‏(‏1/257‏)‏‏:‏
    ‏"‏ قال الواحدي وغيره‏:‏ المراد به ‏{‏لَهْوَ الْحَدِيثِ‏}‏‏ :‏ الغناء‏.‏ قاله ابن عباس وقاله ابن مسعود‏.‏‏.‏‏. ‏"‏‏.‏
    إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ أكثر ما جاء في التفسير أن ‏{‏لَهْوَ الْحَدِيثِ‏}‏ ها هنا هو الغناء؛ لأنه يلهي عن ذكر الله تعالى‏.‏‏.‏‏. ‏"‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏
    ‏"‏ وقد جاء في تفسير لهو الحديث الغناء مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
    وذكر الأحاديث الواردة في ذلك ثم قال‏:‏‏"‏ إذا عرف هذا، فأهل الغناء ومستمعوه لهم نصيب من هذا الذم بحسب اشتغالهم بالغناء عن القرآن، وإن لم ينالوا جميعه‏.‏‏.‏‏. ‏"‏ انتهى‏.‏
    وإذا كان الأصل في الغناء التحريم؛ فإنه لا يحل منه إلا ما دل الدليل على جوازه، من حداء الإبل، والارتجاز عند مزاولة العمل المتعب، وما شابه ذلك مما وردت به الأدلة الصحيحة فيقتصر فيه على ما ورد قدرًا وكيفية؛ كما مر بيانه، لأن الرخصة تقتصر على ما رخص فيه، ولا يسمى ما رخص به نشيدًا إسلاميًا وإنما يسمى نشيدًا عربيًا، ولاينشر في المدارس والبيوت ويباع في محلات التسجيل، لأن هذا تجاوز للرخصة‏.‏
    6 - ثم إننا نسألكم يا فضيلة الشيخ أحمد‏:‏ ما هدفكم من هذه الأناشيد‏؟‏
    هل هو لأجل ترويح النفوس بها والتلذذ بإنشادها‏؟‏ فيكون الهدف منها غير ديني، ولا يقتصد بها التقرب إلى الله، وإنما هو هدف ترويحي فقط، فهذا إنما يباح منه ما رخص به، وفي مثل الأحوال التي وردت فيه الرخصة، لا على الشكل الذي عليه الأناشيد لديكم، فقد أخذت أناشيدكم طابعًا غير الطابع المرخص فيه كما بيناه‏.‏
    وإن كان هدفكم منها هدفًا دينيًا – كما توحي به تسميتكم لها بالإسلامية -؛ فهذا لا يخلو من أحد أمرين‏:‏
    أما أن تكون من جنس أناشيد الصوفية التي يعدونها من دينهم ومن الأمور التي تقربهم إلى الله عز وجل، فتأخذ حكمها في الابتداع والحرمة‏.‏
    وأما أن تكون من الأمور المبتدعة التي عددتموهما من وسائل الدعوة واجتذاب الشباب إلى الخير كما يصرح بعضكم، ووسائل الدعوة لا تكون بالأغاني والأهازيج، وإنما تكون بالكتاب والسنة ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سار عليه في دعوته للناس‏.‏
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ في ‏(‏مجموع الفتاوى‏)‏ ‏(‏11/ 620 – 635‏)‏ لما سئل عمن أراد أن يجتذب العصاة، فأقام لهم سماعًا ‏(‏يعني‏:‏ نشيدًا‏)‏ يجتمعون فيه، ويكون ذلك النشيد بشعر مباح بغير ‏(‏شبابة‏)‏ كما يقول السائل، فلما فعل هذا‏:‏ تاب جماعة، وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات، ويؤدي الفرائض ويجتنب المحرمات، قال السائل‏:‏ فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ على هذا الوجه، لما يترتب عليه من المصالح، مع أنه لا يمكنه دعوتهم إلا بهذا‏؟‏‏!‏
    فأجب رحمه الله بقوله‏:‏ ‏"‏ الحمد لله رب العالمين‏.‏ أصل جواب هذه المسألة وما أشابهها أن يعلم أن الله بعث محمد بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا ‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏
    ومضى رحمه الله في بيان أن الله أكمل الدين وأمر الخلق برد ما تنازعوا فيه إلى ما بعث الله به رسوله وأخبر أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم الخبائث‏.‏‏.‏ .‏ إلى أن قال‏:‏
    ‏"‏ إذا عرف هذا؛ فمعلوم أن ما يهدي الله به الضالين ويرشد به الغاوين، ويتوب به على العاصين؛ لابد أن يكون فيما بعث الله به رسوله من الكتاب والسنة، وإلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفي ذلك؛ لكان دين الرسول ناقصًا محتاجًا تتمة‏.‏
    وينبغي أن يعلم أن الأعمال الصالحة أمر الله لها أمر إيجاب واستحباب، والأعمال الفاسدة نهى الله عنها، والعمل إذا اشتمل على مصلحة ومفسدة، فإن الشارع حكيم، فإذا غلبت المصلحة على مفسدته، شرعة، وإن غلبت مفسدتة على مصلحته؛ لم يشرعه، بل نهى عنه كما قال تعالى‏:‏
    ‏{‏كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أن تَكْرَهُواْ شيئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أن تُحِبُّواْ شيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ‏}‏ .‏
    وقال تعالى‏:‏
    ‏{‏يَسْأَلُونَ َ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا‏} ‏.‏
    ولهذا حرمهما الله بعد ذلك‏.‏
    وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقربًا إلى الله ولم يشرعه الله ولا رسوله؛ فإنه لابد أن يكون ضرره أكبر من نفعه وإلا فلو كان نفعه أعظم غالبًا على ضرره؛ لم يهمله الشارع، فإنه صلى الله عليه وسلم حكيم لا يهمل مصالح الدين ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين‏.‏
    إذا تبين هذا؛ فنقول للسائل‏:‏ أن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعين عن الكبائر، فلم يمكنه إلا بما ذكر من الطريق البدعي، وهذا يدل على أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها يتوب العصاة، أو عاجز عنها فإن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين كانوا يدعون من هم شر من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية، فلا يجوز أن يقال‏:‏ أنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنه قد علم بالضرورة والنقل المتواتر أنه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من لا يحصية إلا الله تعالى من الأمم بالطرق الشرعية التي ليس فيها ما ذكر من الاجتماع، بل السابقون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – وهم خير أولياء الله المتقين من هذه الأمة – تابوا إلى الله تعالى بالطرق الشرعية لا بهذه الطرق البدعية، وأمصار المسلمين وقرأها قديمًا وحديثًا مملوءة ممن تاب إلى الله واتقاه، وفعل ما يحبه الله ويرضاه، بالطرق الشرعية لا بهذه الطرق البدعية‏.‏
    فلا يمكن أن يقال‏:‏ أن العصاة لا يمكن توبتهم إلا بهذه الطرق البدعية، بل قد يقال‏:‏ إن من الشيوخ من يكون جاهلًا بالطرق الشرعية، عاجزًا عنها، ليس عنده علم بالكتاب والسنة وما يخاطب به الناس ويسمعهم إياه مما يتوب الله عليهم فيعدل هذا الشيخ عن الطرق الشرعية إلى الطرق البدعية، وأما مع حسن القصد إن كان له دين، وإما أن يكون غرضه الترؤس عليهم وأخذ أموالهم بالباطل‏:‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا أن كثيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏‏.‏
    فلا يعدل عن الطرق الشرعية إلى البدعة؛ إلا لجهل أو عجز أو غرض فاسد، وإلا فمن المعلوم أن سماع القرآن هو سماع النبيين والعارفين والمؤمنين‏.‏
    قال تعالى في النبيين‏:‏ ‏{‏أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدم وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إبراهيم وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إذا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا‏}‏‏ .‏
    وقال تعالى في أهل المعرفة‏:‏ ‏{‏وإذا سَمِعُواْ مَا أنزل إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ‏}‏
    وقال تعالى في حق أهل العلم‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إذا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا‏}‏‏.‏
    وقال في المؤمنين‏:‏
    ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا‏}‏‏.‏‏. ‏‏.‏ ‏"‏‏.‏
    إلى أن قال رحمه الله‏:‏ ‏"‏ إذا عرف هذا؛ فحقيقة السؤال‏:‏ هل للشيخ أن يجعل هذه الأمور التي هي إما محرمة أو مكروهة أو مباحة قربة وعبادة وطاعة وطريقة إلى الله، يدعو بها إلى الله ويتوب العاصين، ويرشد به الغاوين، ويهدي به الضالين‏؟‏
    ومن المعلوم أن الدين له أصلان، فلا دين إلا ما شرعه الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله، والله تعالى عاب على المشركين أنهم حرموا ما لم يحرم الله، وشرعوا دينًا لم يأذن به الله‏.‏
    ولو سئل العالم عمن يعدو بين جبلين هل يباح له ذلك‏؟‏ قال نعم‏؟‏ فإذا قيل‏:‏ إنه على وجه العبادة كما يسعى بين الصفا والمروة؛ قال‏:‏ أن فعله على هذا الوجه حرام منكر؛ يستتاب فاعله؛ فإن تاب، وإلا قتل‏"‏‏؟‏
    وذكر رحمه الله أمثله من هذا النوع‏.‏‏.‏‏. ثم قال‏:‏
    ‏"‏ والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن العاصي يعلم أنه عاص فيتوب والمبتدع يحسب أن الذي يفعله طاعة فلا يتوب، ولهذا من حضر السماع للهو واللعب لا يعده من صالح عمله فلا يرجوا به الثواب، وأما من فعله على أنه طريق إلى الله تعالى؛ فإنه يتخذه دينًا، وإذا نهي عنه كان كمن نهي عن دينه ورأى أنه قد انقطع عن الله، وحرم نصيبه من الله إذا تركه، فهؤلاء ضلال باتفاق علماء المسلمين، ولا يقول أحد من أئمة المسلمين أن اتخاذها دينًا وطريقًا إلى الله تعالى أمر مباح، بل من جعل هذا دينًا وطريقًا إلى الله تعالى؛ فهو ضال مفتر مخالف لإجماع المسلمين ‏"‏ انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله‏.‏
    وقال الشاطبي رحمه الله في كتاب ‏(‏الاعتصام‏)‏ ‏(‏1/270 – 273‏)‏ في رده على بعض المبتدعة ما ملخصه‏:‏
    ‏"‏ وأما ما ذكره من الإنشادات الشعرية؛ فجائز للإنسان أن ينشد الشعر الذي لا رفث فيه، ولا يذكر بمعصية، وأن يسمعه من غيره إذا أنشد على الحدّ الذي كان ينشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أو عمل به الصحابة والتابعون ومن يقتدى به من العلماء، وذلك أنه كان ينشد ويسمع لفوائد؛ منها‏:‏ المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام وأهله، ولذلك كان حسان بن ثابت رضي الله عنه قد نصب له منبر في المسجد ينشد عليه إذا وفدت الوفود، حتى يقولوا‏:‏ خطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، ويقول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(اهجهم، وجبريل معك‏)‏
    وهذا من باب الجهاد في سبيل الله‏.‏
    ومنها أنهم كانوا يتعرضون لحاجاتهم، ويستشفعون بتقديم الأبيات بين يدي طلباتهم كما فعل ابن زهير رضي الله عنه، وأخت النضر بن الحارث، مثل ما يفعل الشعراء مع الكبراء، هذا ما لا حرج فيه ما لم يكن في الشعر ذكر ما لا يجوز‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏
    إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ ومنها أنهم ربما أنشدوا الشعر في الأسفار الجهادية تنشيطًا لكلال النفوس، وتنبيها للرواحل أن تنهض في أثقالها، وهذا حسن‏.‏
    لكن العرب لم يكن لها من تحسين النغمات ما يجري مجرى ما الناس عليه اليوم، بل كانوا ينشدون الشعر مطلقًا من غير أن يتعلموا هذه الترجيعات التي حدثت بعدهم، بل كانوا يرققون الصوت ويمطونه على وجه يليق بأمية العرب الذين لم يعرفوا الموسيقى، فلم يكن فيه إلذاذ ولا طرب يلهي، وإنما كان لهم شيء من النشاط، كما كان الحبشة وعبد الله بن رواحة يحدوان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
    ومنها أن يتمثل الرجل بالبيت أو الأبيات من الحكمة من نفسه ليعظ نفسه أو ينشطها أو يحركها لمقتضى معنى الشعر ‏"‏‏.‏
    ثم ذكر الشاطبي عن القرافي أنه قال‏:‏
    ‏"‏ في الماضيين من الصدر الأول حجة على من بعدهم، ولم يكونوا يلحنون الأشطار ولا ينغمونها بأحسن ما يكون من النغم إلا من وجه إرسال الشعر واتصال القوافي فإن كان صوت أحدهم أشجن من صاحبه كان ذلك مردودًا إلى أصل الخلقة لا يتصنعون ولا يتكلفون ‏"‏ انتهى‏.‏
    وقد تبين لنا من كلام هذين الإمامين الجليلين أن من اتخذ هذه الأناشيد وسيله من وسائل التعبد والدعوة إلى الله وقال‏:‏ إنه لا يمكنه جمع الشباب واستقطابهم إلا بهذه الأناشيد، فهو ضال مبتدع، كما ذكره الشيخ تقي الدين في أمثاله ممن زعم أنه يستجلب توبة العصاة بما يقيم لهم من السماع الذي هو النشيد وقد أنكر الشيخ فعله هذا وعده من البدع المنكرة لأن طريق الدعوة هو ما شرعه الله ورسوله، لا ما نهى الله عنه ورسوله، والله ورسوله لم يشرعا الغناء والأناشيد طريقًا للدعوة‏.‏
    فالواجب على من يفعل ذلك أن يتوب إلى الله، ويرجع إلى الصواب والحق، فإن الرجوع للحق فضيلة، ولا يغتر بمن يفعل ذلك، فإنهم إما جهال أو أصحاب أهداف مغرضة وشعارات مضللة‏.‏
    7 – وقولكم يا شيخ أحمد‏:‏ ‏"‏ إن تسمية الأناشيد بالإسلامية لا تعني الابتداع والمشروعية، لا غضاضة في إطلاقها على المباح، لأن المباح من الشرع‏.‏‏.‏‏. ‏.‏ ‏"‏‏.‏
    - نقول ‏"‏ أولًا‏:‏ لا نسلم أن أناشيدكم من المباح‏.‏
    وثانيًا‏:‏ هذا فيه إجمال وخلط، لأنه إذا كان القصد اتخاذ الأناشيد أسلوبًا من أساليب الدعوة وتتويب العصاة، فهذا بدعة وضلال، كما بينه شيخ الإسلام فيما نقلنا عنه وحينئذ لا يجوز أن يقال عن هذه الأناشيد‏:‏ أنها إسلامية بل يقال أناشيد بدعية‏.‏
    وإن كان القصد من اتخاذ الأناشيد الترويح عن النفوس، فهذا إنما يباح منه ما وافق المرخص فيه الغناء، كما سبق، وحينئذ لا يسمى إسلاميًا أيضًا لأن المباح لا يقال له إسلامي، وإنما يقال‏:‏ مباح فقط، فلا يقال الطعام والشراب الإسلامي ولا السيارة الإسلامية واللحم الإسلامي ولا غير ذلك من سائر المباحات‏.‏
    وابن قدامة المقدسي الذي نقلت عنه قوله ‏"‏ أن المباح من الشرع ‏"‏ لم يسم المباح إسلاميًا حتى يتم لك الاستشهاد بقوله ومعنى قوله ‏"‏ وهو من الشرع ‏"‏ يوضحه في أول كلامه في حد المباح بأن ما أذن الله في فعله وتركه غير مقترن بذم فاعله ولا مدحه، إذ ليس معنى كونه من الشرع أن الشرع أمر به أمر إيجاب أو استحباب وإنما معناه أن الشارع أذن فيه والمأذون به من غير أمر بفعله لا يسمى إسلاميًا وإنما يسمى بذلك المأمور به أمر إيجاب أو استحباب‏.‏
    ثم إنهم يعنون بهذه العبارة قسمًا من المباح يرى المعتزلة أن إباحته ثبتت بالفعل فأرادوا الرد عليهم بذلك، ولا يعنون أن المباح مشروع شرعية إيجاب أو استحباب، أو إنه إسلامي‏.‏
    وقولك‏:‏ فيصح التسمية بالأناشيد المباحة أو الشرعية أو الإسلامية ‏"‏‏.‏
    هذا الكلام فيه تسوية بين أمور مختلفة، وهو أخطر مما قبله لأنك أجزت أن يقول‏:‏ الأناشيد الشرعية، والشرعية تعني‏:‏ الواجب والمستحب فعلى هذا تكون الأناشيد واجبة ومستحبة، وهذا شرع دين جديد من جنس دين الصوفية الذين يتقربون إلى الله بالأناشيد أو من جنس عمل الذي يجعل الأناشيد من طرق الدعوة إلى الله وقد رد عليه شيخ الإسلام فيما نقلنا عنه ولا يكون مشروعًا إلا ما أمر الله به رسوله فما هذه المغالطة المكشوفة يا شيخ أحمد هداك الله‏؟‏‏.‏
    ثم إنك تناقضت مع نفسك فقد قلت فيما سبق‏:‏ ‏"‏ إن التسمية الإسلامية بالإسلامية لا تعني الشرعية ‏"‏ ثم تقول ‏"‏ تجوز تسميتها شرعيه ‏"‏‏.‏
    8– قولكم‏:‏ ‏"‏ إن النساء يباح لهن استخدام الدف مع الأناشيد ‏"‏
    – هل ترون يا فضيلة الشيخ أحمد أن النساء يباح لهن ذلك مطلقًا كما هو ظاهر عبارتكم إن رأيتم ذلك فقد أخطأتم خطأ كبيرًا لأن النساء لا يجوز لهن ذلك إلا في مناسبات محدودة بينها الشارع كإعلان النكاح وبشرط خلوهن من الرجال مع عدم رفع أصواتهن بحيث يسمعن الرجال نص على ذلك الفقهاء وأظنك غير بعيد عن العهد بالفقه، ولا يخفى عليك ذلك إن شاء الله‏.‏
    قال في ‏(‏الزاد‏)‏ وشرحه ‏(‏3/124‏)‏ بحاشيه النقري‏:‏
    ‏"‏ ‏(‏ويُسن الدف‏)‏ أي‏:‏ الضرب به إذا كان لا حلق به ولا صنوج فيه، أي في النكاح للنساء وكذا ختان قدوم غائب وولادة، وإملاك‏.‏‏.‏‏. ‏ ‏"‏
    هذا وأسال الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، فإن هذا هو المهم‏.‏
    كما أسأله أن يرزقنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح‏.‏‏.‏‏. ‏
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله صحبه‏.‏

    تكملة‏:‏
    قد اطلعت على مقال في كتاب ‏"‏ حوار مع الأفكار ‏"‏، يدافع فيه المؤلف عما يسمى بالأناشيد الإسلامية، وهذه المقالة لا تزيد عما قاله الأستاذ أحمد الحليبي؛ إلا أنها تمتاز عنه بالغموض وركاكة الأسلوب والإغراب في الاستدلال، حيث استدل على إباحة هذه الأناشيد بأنها نوع من الشعر، والنبي صلى الله عليه وسلم ردد الشعر وأعجب به، وإن من الأناشيد ما يفقه في الدين، ومثّل لذلك ب- ‏"‏ المنظومة الرحبية في الفرائض ‏"‏، و‏"‏ نونية ابن القيم ‏"‏، و‏"‏ الألفية في النحو ‏"‏‏.‏
    والجواب عن ذلك‏:‏
    أولًا‏:‏ كون الأناشيد نوعًا من الشعر لا يكفي في إباحتها؛ إلا إن كان يكفي الاستدلال لحل الخمر بكون أصلها من التمر أو الزبيب‏.‏
    وثانيًا‏:‏ لا أعلم أحدًا صار فقيهًا بسبب الأناشيد، بل الأقرب أنه يصير مطربًا‏.‏ ولا أعلم أحدًا من الأمة سمّى الرحبية أو النونية أو الألفية أناشيد إسلامية، فلم يقولوا الأنشودة الرحبية أو الأنشودة النونية، وإنما يقولون ‏"‏ المنظومة الرحبية ‏"‏، و‏"‏ القصيدة النونية ‏"‏، ولم يكونوا ينشدونها إنشادًا جماعيًا بقصد التطريب، بل كانوا يحفظونها ويقرؤونها في حلقات التدريس‏.‏ ثمّ إن الأستاذ عليًا في ختام مقاله الطويل طول الليل الدامس قال‏:‏
    ‏"‏ لا يطالب مؤيد وجودها - أي‏:‏ الأناشيد - بأدلة شرعية ‏"‏‏.‏
    وكأنه قال ذلك حينما أحس بعجزه عن إقامة الدليل، وكفى بهذا اعترافًا منه بعدم جوازها‏.‏ والله أعلم‏.‏

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •