بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
أحذركم من كتاب الأستاذ عبدالله الجديع "اللحية دراسة حديثية فقهية" خلص فيها إلى أن اللحية سنة من السنن ـ أي إعفائها ـ وأن أوامر النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث الأمر بإعفاء اللحية أوامر للندب وليست للوجوب ، ورد الإجماع بإبطال الاحتجاج به وبقول الصحابي .
قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي ـ حفظه الله ـ في تقديمه لكتاب الشيخ الفاضل عبدالوهاب بن عبدالعزيز الزيد "إقامة الحجة على تارك المحجة" : وإني لأعجب من أبي محمد عبدالله بن يوسف الجديع كيف توصل إلى هذه النتيجة مع علمه واطلاعه ، ومعرفته بالحديث ، ... وسبب ما توصل إليه عبدالله بن يوسف الجديع من النتيجة في شأن اللحية ، وهو أنه بنى كتابه على قضية منهجية كبرى ، وهي إبطال الاحتجاج بالإجماع ، إبطال الاحتجاج بقول الصحابي .إلى أن قال الشيخ الراجحي : وإنني أثني على ما ذكره أبو محمد عبدالوهاب بن عبدالعزيز الزيد وأضم صوتي إلى صوته وأنصح أبا محمد عبدالله بن يوسف الجديع بقبول هذه النصيحة وابتاع سبيل المؤمنين وعدم مخالفتهم ومشاقتهم .... .
وأخونا الشيخ الفاضل أبو محمد عبدالوهاب الزيد أيضاً ساق في مقدمة كتابه التحذير من كتابين للأستاذ الجديع وهما : الأول :"إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح" . والثاني : "الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام" . وأن منهجه في كتبه الثلاثة واحد .
وأنه قد اشتملت كتبه الثلاثة على ، المغالطات ، والتدليس ، وأخطاء علمية ، والتزوير على العلم وأهله ، وما اعتمد فيه من أصول تخالف أصول أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، مما يُعلم منه تقلد الجديع لمذهب المدرسة العقلية المعاصرة التي هي امتداد للمدرسة المعتزلية القديمة .
ونقل نقول من كتابات العلماء المؤلفين للرد على الكتابين السابقين المذكورين آنفاً "إسلام أحد الزوجين .." و "الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام" .
فانبرى للكتاب الأول الشيخ الفاضل الدكتور محمد عبدالقادر أبو فارس بكتابه المسمى "أثر إسلام أحد الزوجين في النكاح" ، فقال : طالعته وقرأته أكثر من مرة ـ يعني كتاب الجديع ـ ، وفوجئت بأقوال الكاتب وأسلوبه في عرض المعلومات !! إذ يُوهم القارئ أن أهل العلم قد ذهبوا إلى ما ذهب إليه من جواز استمرار الكافرة تحت الرجل المؤمن !! واستمرار الحياة الزوجية بين الزوجين إذا اختلفا في الدين . ثم قال : وراعني استخفافه وتشكيكه بالإجماع ، وتنكره له كمصدر من مصادر التشريع المعتبرة في هذا الدين القويم . وقال : وراعني : نفسية الكاتب المبنية على الشك والتشكيك ، وفي كثير من الأحيان على المغالطات والتدليس ، وتصويب الخطأ وتخطئة الصواب ، وإيهام القارئ أن الراجح في مذاهب أهل العلم هو ما ذهب إليه ، مع أن الذي ذهب إليه لم يقل به واحد من الفقهاء ، وأهل الحديث . إلى أن قال : وراعني : أشياء كثيرة في كتاب الكاتب هذا ، ناقشتها في هذا البحث وشفعتها بالشواهد والبراهين النقلية والعقلية ، وقد قمت بإعداد هذا البحث حسبة لله تعالى ، أدافع عن دينه وعن أئمة المسلمين العلماء والفقهاء ، وأوضح الحقيقة .. .
وانبرى للكتاب الثاني الشيخ عبدالله رمضان بن موسى بكتابه المسمى : "الرد على الجديع " فقال : بيان جهل الأستاذ الجديع بعلم أصول الفقه وقواعده وتحريفه لأقوال أهل العلم : الكلام في هذا المبحث في أربعة مطالب :
الأول : الشروط الواج توفرها فيمن يستنبط الأحكام النصوص الشرعية .
الثاني : بيان ضعف القدرات العقلية الاستنباطية للأستاذ الجديع .
الثالث : بيان جهل الأستاذ الجديع بعلم أصول الفقه وقواعده .
الرابع : بيان تحريفات الأستاذ الجديع بعلم أصول الفقه وقواعده .وذكر عبدالله رمضان المطالب الأربعة بالتفصيل والأمثلة على ذلك .
وزاد في المطلب الرابع التحذير أيضاً من كتاب الأستاذ الجديع "تيسير علم أصول الفقه" ، فكان مما قاله في المطلب الرابع : بيان تحريفات الأستاذ الجديع لأقوال أهل العلم كتاب "تيسير علم أصول الفقه" للأستاذ الجديع ؛ كان الصواب أن يكون اسمه "تحريف علم أصول الفقه" ؛ وذلك بأن الأستاذ الجديع قد ارتكب أخطاء شتى متعمدة ؛ بتحريفه لأقوال علماء أصول الفقه ، والله سائله عن ذلك يوم القيامة .
فمن طلب الاستزادة ، وأراد الحق ، فعليه بالرجوع إلى تلك الكتب ، والقيام على نشرها بين الناس للعلم والحذر .