تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حكم العلاقات العاطفية في الشريعة الإسلامية ( مركز إعداد الدعاة ) .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي حكم العلاقات العاطفية في الشريعة الإسلامية ( مركز إعداد الدعاة ) .

    حكم العلاقات العاطفية في الشريعة الإسلامية
    نداء خاص للطالبات
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
    أما بعد :
    فإن الإسلام لا يطارد المحبين ، ولا يطارد بواعث الحب والغرام ، ولا يجفف منابع الود والاشتياق ، ولكنه كعادته في كل شأن من شؤون التشريع يهذب الشيء المباح حتى لا ينفلت الزمام ويقع المرء في الحرام والهلاك .
    ولقد ارتبط في أذهان الكثير من الفتيان أنْ تمارس الحب خارج البيوت ، وأن ينسجوا خيوط العشق وطرائق الغرام بعيداً عن الزواج الحلال من باب أنَّ الممنوع مرغوبٌ .
    فهل نقبل بما يسمى بحرية الحب في مجتمعنا الإسلامي ؟
    لقد تردد على ألسنة المراهقات عبارات الحب التي شوهت أفكارهن ، ومنها : ( الحب من أول نظرة ) ( الزواج بدون حب فاشل ) ، ( الحب يصنع المعجزات ) ، ( الحب عذاب ) ، ( الزواج مقبرة الحب ) و( من الحب ما قتل ) .
    نعم مشاعر الميل الجنسي لآخر في هذا السن طبيعية ، لكن هل هذا مسوغٌ ومبرر للاندفاع وراء هذه المشاعر ؟ فهل هذا مبرر لإقامة هذه العلاقات .
    إنَّ ما يسمى بالحب الذي تعيشه الفتيات اليوم فيه من الشطط والمعابة ما يجعلها لهواً ولعباً فلا ترى له هدفاً .
    ولما يسمى بالحب والعشق أعراضاً تظهر على الفتاة .

    * الأعراض :
    1- انخفاض المستوى الدراسي إنْ كانت من الدارسات .
    2- السرحان الدائم والسباحة في عالم الخيال ( أهم الأعراض ) .
    3- تبتدع الفتاة الأكاذيب الدائمة على أهلها للخروج ولقاء الحبيب .
    4- الخوف المستمر من معرفة الأهل والقلق والتوتر .
    5- تأنيب الضمير إذا خلت بنفسها .



    أما الآثار الحاصلة لتلك الفتيات الواقعات في هذا الداء .

    * الآثار :
    1- خوف الفتاة المستمر من ترك الحبيب لها أو الانحدار معه إلى الهاوية ؛ فهي علاقة مزيفةٌ ، وعالمٌ خياليٌّ ينتهي بالأخطاء والندم .
    2- وقد تقع الفتاة ضحية الابتزاز والتهديد والفضيحة وإخبار الأهل إنْ قررتْ ترك الحبيب المزعوم
    3- قد تتعرض لصدمة نفسية ومحنة كبيرة واضطرابات عصبية ونفسية .
    4- انكسار قلب الفتاة إذا لم ينته الحب بالزواج .
    5- وإذا تم الزواج فقد يحدث الطلاق بعد الزواج بسبب كثرة الشكوك بين الزوجين .
    6- المشاكل الدائمة بين الفتاة والأسرة .
    7- يترتب على هذه العلاقة انحراف وعلاقة غير شرعية قد يكون ثمرتها الحمل .
    8- فقد الفتاة سمعتها وفقدها ثقة الآخرين .
    9- فقد الفتاة لمستقبلها وقد تفقد حياتها لمثل هذه العلاقات .

    وهذه العلاقات التي تحصل للفتيات لها أسباب ودوافع .

    • أسباب ودوافع هذه العلاقات :

    1- الفراغ وتسلية الوقت ( وهو سببٌ رئيسيٌّ ) .
    2- البحث عن الحب الحقيقي على حد زعمها .
    3- الزواج .
    4- الشهوة غير المنضبطة .
    5- الفراغ العاطفي .
    6- ضعف الوازع الديني .
    7- ضعف علاقة الأم بابنتها وإهمالها لها ، وعدم الاستماع إلى مشاكلها قد يدفع الفتاة للبحث عن البديل .
    8- رفقه السوء والتأثر بتجارب الفتيات الأخريات .
    9- الانفتاح الإعلامي .

    وعلى الحصيفة الحريصة على دينها ودنياها أن تتجنب ذلك وعليها بالمحصنات ، ومن أهم المحصنات

    * المحصنات :
    1- الندم والتوبة إلى الله وقطع الاتصال والمراسلة .
    2- الصوم .
    3- غض البصر من الحرام لاسيما الدش وسماع الأغاني .
    4- الاستعفاف .
    5- الإكثار من قراءة القرآن والسيرة العطرة وسير السلف وكتب التاريخ والتراجم .
    6- مصاحبة أهل الخير من أهل العلم والدعاة والحذر من مصاحبة أهل الشر .
    7- الاجتهاد في طلب العلم الشرعي ، واجتهدي أنْ تكوني داعيةً إلى الله .
    8- تقوى الله في السر والعلن فتقوى الله أساس كل خير ومغلاقٌ لكل شر .
    9- الانشغال بما ينفع .
    10- إذا دعتكِ نفسكِ لفعل الحرام تذكري بأنَّ الله مطلعٌ عليكِ فاستحي أنْ يراكِ وأنتِ على معصية ، وقد قيل :(( لا تنظر إلى صغر المعصية ، ولكن انظر إلى من عصيت )) وقيل : (( لا تجعل الله أهون الناظرين إليك )) .
    11- عليكِ بسماع الأشرطة التي ترقق القلب وتدمع العين .
    12- عليكِ بتكوين مكتبة متواضعة عندكِ في البيت تقضين فيها أوقات فراغكِ .
    13- الاهتمام بالدراسة .
    14- اجعلي لنفسكِ هدفاً في الحياة .
    15- عليكِ بالدعاء وصدق اللجوء إلى الله أنْ يصرف عنكِ الشيطان ، وأنْ يجنبكِ الفتن ما ظهر منها وما بطن مع كثرة الاستغفار والتهليل .
    16- حلقات تحفيظ القرآن اهتمي بها إن كانت موجودة .
    17- المحافظة على الصلاة .
    18- حب الله ورسوله .

    أما من ابتليت بشيء من ذلك فماذا تصنع ؟ وبعبارة أخرى ماذا تصنع من وقعت في الحب ؟
    1- تذكُر محبة الله بمعرفة أسبابها كالتفكير في آلآئه ونعمه ، وهذا سيشغلكِ عن محبة غيره .
    2- الحرص على عدم اللقاء به والجلوس معه والنظر إليه .
    3- التخلص من التفكير فيه بإشغال النفس بالتفكير بالأمور المفيدة في الدين والدنيا .
    4- ليدخل البيت من بابه ، وليطلب الزواج إن كان صادقاً في دعواه .
    5- الدعاء .

    وأقول : لو كانت هذه الفتاة منطقية مع نفسها وطرحت هذا السؤال : ماذا يريد هذا الشاب ؟ ما الذي يدفعه لهذه العلاقة ؟ بل ما الذي يقوله هذا الشاب لزملائه حين يلتقي بهم ؟ وبأي لغة يتحدثون عني ؟
    أنا أجزم أنها حين تزيح وهم العاطفة عن تفكيرها فتقول بملء صوتها : إنَّ مراده هو الشهوة ، والشهوة الحرام ليس إلا ، إذاً ألا تخشين الغاية ؟ أترين هذا أهلاً للثقة ؟ شاب خاطر لأجل بناء علاقة محرمة ، شابٌ لا يحميه دينٌ أو خُلق أو وفاء ، شابٌ لا يدفعه إلا الشهوة أتأمنه على نفسها ، لقد خان ربه ودينه وأمته ، ولم تكن الفتاة أعز ما لديه .
    أما تلك الفتاة التي تعاكس الشباب وتتصيد بالماء العكر فأقول لها : أيتها المعاكسة صاحبة العلاقة اعلمي أنَّ قبركِ الآن ينتظركِ ، وهو إما روضةٌ من رياض الجنة ، وإما حفرةٌ من حفر النار ... فهلا جلستي فتدبرتِ أي الحفرتين مصيركِ ، أي القبرين جزاؤكِ .
    أيتها الفتاة ألا تتذكرين إحدى زميلاتكِ التي كنتِ تتبادلين معها الحديث ثم أخبرتي أنها أكملت الأيام التي قدّر الله لها أنْ تعيشها ثم هي بين اللحود الآن ؟ فما تظنين أنْ تقول لك إذا سمح لها بالعودة إلى الحياة ، وهل فكرتِ لماذا أخذها الموت ، وترككِ فإنْ كنتِ قد اغتررتِ بمغفرة الله فتذكري قوله تعالى : (( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )) .
    فإذا جمعتِ عملاً سيئاً مع الأمن من عقوبة الله فهذا غاية الخسران .
    وأنا أقول ينبغي لكل فتاة أنْ تنظر إلى وجهها في المرآة فإنْ كان جميلاً فلتكره أنْ تسيء إلى هذا الجمال بفعل قبيح ، وإنْ كان قبيحاً فلتكره أنْ تجمع بين قبيحين .


    أيتها الأخوات :
    لقد ابتذلت المرأة غاية الابتذال ، واستغلت غاية الاستغلال واستعبدت واسترقت ، وغدت أداة لهو وتسلية في يد العابثين الفجار والفسقة الأشرار ، تعمل بثدييها قبل يديها راقصةً في دور البغاء وعارضةً في دور الأزياء وغانيةً في دور الدعارة والتمثيل فأين أكذوبة تحريرها وتكريمها وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم :
    (( ما تركت بعدي فتنه أضر على الرجال منَ النساء فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإنَّ أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) .
    الاختلاط بين الرجال والنساء أصلُ كل بلية ونقيصة وأساس كل شر ورذيلة ؛ فقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( إياكم والدخول على النساء ، قيل : أرأيت الحمو قال : الحمو الموت )) .
    قال تعالى : (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ َ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )) .
    يا فتاة الإسلام : كوني كما أرادك الله وكما أرادك رسول الله لا كما يريده دعاة الفتنة ، وسعاة التبرج والاختلاط فإياك أنْ تكوني معول هدم وآلة تخريب وأداة تغيير وتغريب في بلاد الإسلام الطاهرة .
    وأقول : لتحذر المرأةُ أنْ تخضع بقولها أو تترقرق في لفظها أو تتميع في صوتها في كلامها فيطمع فيها ضعيفُ الإيمان قال تعالى : (( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً )) تأملي عند هذه الآية كثيراً حتى لا تكوني سبباً في ضياع الآخرين .
    فالمرأة العفيفة الشريفة لا تقبل أنْ تكون نبعةَ إثارة أو مثاراً للفتنة والنظرات الوقحة والنفوس السافلة الدنيئة قال تعالى : (( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )) .
    على المرأة المسلمة أنْ تحذر كل الحذر من المعصية صغيرةً كانت أو كبيرةً فمن تساهلت بالصغيرة جرتها إلى كبيرة وخشي عيها من سوء الخاتمة .
    أيها الأخوات ، من أنتن لولا الإسلام والإيمان والقرآن ؟ أنتن بالإسلام والإيمان والقرآن شيءٌ وبدونها والله لا شيء .
    إنَّ أعداء الإسلام أرادوا أنْ تكون المرأة رسولاً لمبادئهم فهذا أحدهم يقول : (( لا تستقيم حالة الشرق الإسلامي لنا حتى يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن ، وحتى تؤتى الفواحش والمنكرات )) وآخر يقول : (( لا بد أنْ نجعل المرأة رسولاً لمبادئنا ونخلصها من قيود الدين )) ويقول الآخر :
    (( كأسٌ وغانيةٌ تفعلان في الأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع فأغرقوهم في الشهوات والملذات )) .
    أختي المسلمة إنَّ آمالنا في المسلمة المتعلمة والمعلمة أنْ تكون أقوى من التحديات ، آمالنا أنْ تكون المسلمة في كل مكان تعتز بدينها تتمسك بعقيدتها ومبادئها وأخلاقها ، بل وتدعو إليها فذلك من دينها فالمرأة على ثغرة عظيمة فالله الله أنْ تؤتى البيوت من قبلكِ ، والله الله أنْ يؤتى الإسلام من قبلك ، والله الله أنْ يؤتى أبناء المسلمين من قبلك .
    أختي المسلمة ، إنَّ الأمة تنتظر الكثير والكثير منك ، واعلمي أنَّ طريق الجنة صعبٌ وأنه محفوفٌ بالمكاره ، ولكنْ آخره السعادة الدائمة . فعليك أنْ تهتمي بالدعوة إلى الله ، ولا تملي بالنصح للآخرين ولا تنظري إلى لوم لائم ، ولا إلى عتاب عاتب ولا إلى هوى نفس أو شيطان .
    صوني لسانك عما حرمه الله عليك فقولي خيراً وتكلمي خيراً أو اصمتي ؛ فكم كلمةً جرى بها اللسانُ هلك بها الإنسانُ ، وإنَّ المرء ليقول الكلمة من سخط الله يكتب الله لها بها سخطه إلى أنْ يلقاه .
    فعيك أخيتي بمداومة التوبة من الذنوب والمعاصي ؛ فإنَّ الشيطان قد قطع على نفسه عهداً فقال : وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، والله يقطع العهد على نفسه : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني . الكثير من أخواتنا ، وإنْ بعدت عن الله فإنَّ فيها خيراً كثيراً وفيها حبٌ لله ولرسوله لكنها الغفلة .
    أختي المسلمة : إنَّ لك تأثيراً كبيراً في المجتمع ، وقد يكون التأثير سلباً أو إيجاباً فإذا كنت ذا عقل ناضج كان تأثيرك البناء الفعال ، وإنْ كنت ذا عقل خفيف طائش ، أو عقل فاسد منحرف كنت بؤرة فساد وإفساد للمجتمع ، ونحن نجزم أنَّ صلاح المرأة من أهم العناصر لبناء المجتمع .
    أختي المسلمة أختم كلامي بأنْ تعلمي أنَّ الله يراك وأنَّ اللحظات معدودةٌ والأنفاسُ محسوبةٌ ، والذي يذهب لا يرجع ، ومطايا الليل والنهار بنا تسرع ؛ فماذا قدمت لحياتك ؟ اسألي نفسك ماذا قدمتي لحياتك .

    هذا وبالله التوفيق ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .

    اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة

    مركز إعداد الدعاة
    كلية العلوم الإسلامية / جامعة الأنبار

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    63

    افتراضي

    بارك الله فيك..

    ومن رأيي لو يكون هناك مقالا يسبق هذا عن : أسباب تأخير الزواج وتعسيره -وشيء قليل عن الاختلاط- يكون متكاملا ومتسلسلا..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    الشرقية - مصر
    المشاركات
    126

    افتراضي

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي

    الشيخ الفاضل / ماهر الفحل . وفقه الله وبارك فيه
    سلمت يمينك ، وزانت نفسك
    هذه أول مشاركه أراها لكم .
    وقد اثلجت صدري
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    701

    افتراضي

    أجزل الله لكم الثواب جميعاً وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى

  6. #6

    افتراضي رد: حكم العلاقات العاطفية في الشريعة الإسلامية ( مركز إعداد الدعاة ) .

    جزاكم الله خير
    اللهم اجعلنا ممن اتبع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بإحسان





الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •