تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: (5) الزاد والراحلة (مشروع60 يوما الى الحج)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    8

    افتراضي (5) الزاد والراحلة (مشروع60 يوما الى الحج)

    (5) الزاد والراحلة


    [SIZE="4"]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .

    أما بعد..أحبتي في الله ..
    نبدأ من اليوم التعايش الوجداني مع رحلة وفد الله ، مؤملين أن ننال ثوابهم وإن لم نفز بمكانهم ، نريد أن نعد العدة فإذا كان شرط الحج الاستطاعة ( القدرة على تكاليف السفر ) ( الزاد والراحلة ) .

    (1) فدعونا نبدأ اليوم بالزاد فقد قال الله تعالى : " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ " [ البقرة :197 ]
    فزادنا أن نتقي الله ، ونراقب بصره فينا ، فهو يسمع كلامنا ، ويرى مكاننا ، ويعلم سرنا وعلانيتنا ،
    فإلى متى يكون الله أهون الناظرين عليك ؟

    تخيل لو كان المشهد هكذا ماذا أنت صانع ؟؟؟

    إذا خلوت بالله تبارك وتعالى يوم القيامة ليس بينك وبينه حجاب ، فماذا لو قال الله لك : عبدي عملت كذا وكذا في يوم كذا ، أما علمت أني مطلع عليك يا عبدي ، أفجعلتني أهون الناظرين إليك !!أما استحييت مني !!! أما استحيت من ملائكتي !!! أما خفت من عقابي !!! أبعد كل ما أنعمت عليك تعصيني ؟ أسقيتك وأطعمتك وقويت جسمك ووسعت عليك من سعة رزقي فعصيتني !! .
    أرى أننا – ورب الكعبة – سنذوب حياء من الله ، وسيغمرنا العرق حتى يكاد الواحد أن يموت من فرط حيائه . أما يكون هذا المشهد باعثًا لحيائك ، ويكون الحياء باعثًا لتقواك.
    فعليك لتتزود أن تحصل أعظم أسباب التقوى :

    (1) بأن تسمع قلبك شيئا من مواعظ القرآن . قال تعالى : " وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون " [ الأنعام : 51 ]
    وقال تعالى : " وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا " [ طه :113 ]

    واجبنا العملي اليوم :

    (1)اكتب آية تعظ بها نفسك ، ويتحرك لها قلبك ، ورددها ، وقم بها هذه الليلة ، وسل نفسك : هل رق قلبك ؟ هل تستشعر معنى الخشية الآن ؟ هل تحس بالوجل ؟ هل بعد أن دخلت هذه الآية قلبك : قررت شيئا جديدا في حياتك ؟ هل ستراقب نظر الله؟ هل ستسعى في طاعته ومرضاته رجاء ثوابه ، وتترك كذا وكذا مما تعصيه به هيبة له وتعظيما .

    (2)اجمعوا أكبر كم من الآيات المؤثرة وضعوها هاهنا ، ثم ننشرها في كل مكان ، عبر المنتديات والمواقع ، ونجعلها على هواتفنا المحمولة نرقق بها قلوبنا .

    وأنا أول البادئين ، فهذه قراءة للشيخ / صلاح البدير على هذا الرابط :
    http://www.manhag.net/audio-tracks/a...tape_salah.mp3
    http://www.manhag.net/audio-tracks/a...tape_salah.amr

    ومن لم يستمع لهذه المحاضرة فأرجو أن يستمعها بنية تليين قلبه :
    http://www.manhag.net/ola/details.php?file=238

    وأرجو من الجميع أن يعينوني في جمع مكتبة كبيرة من التلاوات المؤثرة ، وهذا أول الزاد ، وأخيرا هذه هديتك اليوم ( مناجاة ) لإصلاح القلوب .

    http://www.manhag.net/audio-tracks/a...ns/monagah.mp3
    http://www.manhag.net/audio-tracks/a...ns/monagah.amr

    فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة ، واجعلنا من عبادك المتقين .
    [/
    SIZE]


    الشيخ هانى حلمى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    8

    افتراضي رد: (5) الزاد والراحلة (مشروع60 يوما الى الحج)

    إحرام قلب(6)

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
    أما بعد ...فأحبتي في الله ...
    كيف كان الزاد ؟؟؟ وهل ارتحلتم إلى البيت العتيق بقلوبكم ؟؟ إن الذي لا يفد عليه محروم ، وإن الذي لا يذوق حلاوة القرب إلى الله تعالى لمقطوع ، ولن نرضى لا بالحرمان ولا بالقطع .
    تعالوا نبدأ الرحلة بعد كل هذه التجهيزات التي طالت ، وأردت أن نتهيأ لهذه المراحل القادمة ، وأنا أعرف أن إقبالكم ليس كما كان في موسم الاستعداد لرمضان والإبحار عبر سفينة رمضان ، وما ذلك إلا لعدم احتسابكم الأجر ، ولعدم تعظيم الأمة بالشكل المناسب لأيام العشر الأول من ذي الحجة كما هو الحال في رمضان ، لكن - والله – لو احتسبتم لبلغتم – ربما – ما هو أعلى رصيدًا من قربات رمضان ، فكيف لا تقبلون والجائزة ( الجنة ) و( غفران الذنوب ) و( التخلص من التبعات التي هي المظالم التي يقتص فيها عند القنطرة ) ؟؟
    أعيدوا استحضار النية وراجعوا رسالة ( لماذا مشروع 60 يوم إلى الحج ؟ ) مرة أخرى ، ومازلت أرى أنكم بعيدون هذه المرة تماما وأراكم فترتم ، ومنكم من انتكس ، ومنكم من أدبر ، ومنكم من شغل ، ومنكم من لا يدري ، فيا عباد الله ... اقبضوا على الجمر فوالله إنه أهون من أن نقذف في نار الفتن ووحل المعاصي من جديد.
    اليوم سيمضي معي من صدق فشمَّر عن ساعد الجد ، " ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا "
    وأول النسك : ( الإحرام ) وفي الإحرام يحظر على الإنسان أشياء ، غالبها يعود على أمور الدنيا والترفه ، فيلبس الواحد أكفانه في هيئة الإزار والرداء ، وينقي جسده ، ويعطره كما هي السنة عند تهيئة الميت في الغسل والتكفين ، وكأن هذا حال كل من يدخل على الله ، يحتاج لطهارة بدنه ، ومن أولى طهارة قلبه ، ويحتاج أن يهتف بالتلبية ( لبيك اللهم ) بقلبه قبل أن ينطق بها لسانه .
    ولابد من ( ميقات ) لا يجوز له أن يتعداه حتى يدخل على الملك وهو متهيئ ، ( والميقات ) منزل مؤقت كشأن الدنيا تكون قنطرة إلى دار لا محظور فيها ( ألا وهي الجنة )
    وأنت ( أحرم ) من اليوم بقلبك فعليك بأن :
    (1) تُحرِّم على قلبك كل ضغينة وبغضاء تجاه أي أحد فإنها تحلق الدين كما يحلق الموس الشعر .
    (2) تُحرِّم على قلبك التعلق بالدنيا ، فازهد فيها ، فوالله إنها إلى زوال ، فأعرض عنها ، وأكثر من القراءة أو السماع عن الآخرة ، حتى تكون في قلبك ويصرف عنك حب الدنيا ، وعليك بدعاء مكثف أن يطهر الله قلبك منها .
    (3) حرِّم على قلبك أي حب لا يكون في الله ( اللهم لا تجعل في قلوبنا حبًا إلا لك ولا تعلقًا إلا بك ) .
    (4) وبيض قلبك كما بيضت ثيابك ، فربَّ مبيض لثيابه مدنس لدينه ، وعليك من الآن بصفاء الباطن " اللهم نقني من خطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس "
    (5) أقبل على ربك ، فناجه وادعه ، وتقرب له " وجاء بقلب منيب " " وقربناه نجيًا " .
    (6) تواضع فأنت من الآن تلبس الأكفان ، ولا فضل لأحد إلا بالتقوى للرحمن .


    هيا من الآن اسمع ربك من دبيب قلبك ( لبيك ربي ) ( لبيك اللهم لبيك ) ، هيا فإنه باسط يده إليك لتتوب له فهل ترد يده ؟؟؟؟ ماذا ستحرمون على قلوبكم أيها الحجاج بقلوبكم ؟ أريد أن أسمع منكم ، والله لأحرمن على نفسي كذا وكذا من اليوم فلا عرف قلبي من الآن طعم ( كذا وكذا ) مما كان يلهيه عن رب العالمين فمن يتقدم الخطوة الأولى ويجتازها بنجاح ؟؟؟؟
    تذكروا : البداية المحرقة تؤدي إلى النهاية المشرقة . والله الموفق

    الشيخ هانى حلمى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    8

    افتراضي رد: (5) الزاد والراحلة (مشروع60 يوما الى الحج)

    (7) طاف قلبي حول العرش

    الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاما على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى
    أما بعد ...
    هل أحرمت ؟؟؟ هل استشعرت نعيم تخلية القلب ؟؟ هل تغيرت ؟؟؟ آه لو أنَّ قلبك توجه تلقاء البيت ، ولبست الأكفان ، ولبيت تلبية المحب المشتاق ، تلبية الفار إلى ربه ، تلبية الشاكر لأنعمه الذي يشعر باصطفاء ربه " إنَّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك "ـ



    تعال نخطو الخظوات كما صنعت تلك المرأة التي ظلت تسأل وفد الحجيج : أين بيت ربي ؟؟ أين بيت ربي ؟؟ حتى بلغته فلما رأته سقطت ميتة ، " ماتت المشتاقة " ونحن : متى نشتاق ؟؟؟



    فتعال نطير بقلوبنا لتنزل في بيت الله الحرام ، أراك الآن لربك منكسرا ، ومن هيبته خاشعا ، هيا ادخله وأنت متذلل لله ، أدخله بالسكينة والوقار فهكذا دخله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، مطئطئا رأسه ذلة لله ، فهنا لا ترفع الرؤوس خشية لله ، هنا أظهر لربك فقرك وحاجتك .

    ولنبدأ في " الطواف " فطف طواف وكأنك حول العرش .

    قال بعض السلف : إنَّ هذه القلوب جوالة ، فمنها ما يجول حول العرش ، ومنها ما يجول حول الحش . [ أي القاذورات ] يعني حطام الدنيا الفاني .فلا عبرة لطواف دون ذلك



    وانظر لهذه الكلمات المهمة لابن القيم في " الفوائد " يقول : فترى الرجل روحه في الرفيق الأعلى وبدنه عندك ، فيكون نائما على فراشه وروحه عند سدرة المنتهى تجول حول العرش .
    وآخر واقف في الخدمة ببدنه وروحه في السفل تجول حول السفليات ، فإذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الأعلى أو الأدنى ، فعند الرفيق الأعلى كل قرة عين ، وكل نعيم وسرور ، وبهجة ولذة وحياة طيبة ، وعند الرفيق الأسفل كل هم وغم وضيق وحزن وحياة نكدة ومعيشة ضنك قال تعالى :ـ
    " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "



    وكي يطوف قلبك فاصنع هذه الوظائف :

    (1) " وربَّك فكبر " فعظمه واستشعر وكأنك مثل الملائكة تحوم حول العرش لا تكل ولا تمل ، بل تقول : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .

    (2) اشغل قلبك بما تراه الآن ، وتعلم كيف تحرس خاطرك من أن يسرح ويشرد حيث هموم الدنيا ، فألقها بكلمة " أليس الله بكاف عبده " فسيكفيكها الله .

    (3) اغرس في قلبك معاني هذا الدعاء بكثرة اللهج به : " أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك "

    (4) الطواف يبدأ بالرمل ، وهكذا اصنع في طريقك لربك ، الآن هيا تقدم وتحرك فقد اقترب زمان العشر ، تقدم بمضاعفة وردك اليومي لاسيما من الذكر فهذا أوان اليقظة .

    (5) والطواف فيه الاضطباع لتظهر لله قوتك ، فأر الله قوتك في طاعته ، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله ، فلا تكن ضعيفا ، واستقو بالله ، وتذكر أنه " لا حول ولا قوة إلا بالله " .

    (6) وأنت تطوف لا تضع قدما و لا ترفع أخرى إلا حط الله عنك بها خطيئة و كتب لك بها حسنة [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] ، وقد تمسح الركن والحجر فتحط الخطايا حطًا كما أخبر صلى الله عليه وسلم [رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ] فتذكر أسباب المغفرة فهيا أسمع ربك أنين استغفارك .

    (7) وثمرة الطواف كما قال صلى الله عليه وسلم " كان كعتق رقبة " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] فتذكر عتق الرقاب الذي كان ثمرة رمضان ، فاحتسب لعلك تُعتق .



    فمن من الآن يعيش هذه المشاعر الإيمانية ؟؟

    ومن منا يصلح لهذه المقامات العلية ، اللهم اجعل قلوبنا تطوف حول العرش ، ولا تحرمنا من طواف أبداننا حول الكعبة .



    اللهم يسر وأعن ، ولا تحرمنا الحج عامنا هذا بفضلك ومنك وكرمك وجودك يا أكرم من سئل وأفضل من أجاب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •