تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 54 من 54

الموضوع: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    لعلي أختم هذا الموضوع بهذه الأحاديث العظيمة ، التي لم ترد بمثل هذه الصراحة في شأن أسلمة الكافر ..

    فيالجرأة البعض على تكفير عباد الله !!

    قال النبي : « أيما امرئ قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ؛ إن كان كما قال ، وإلا ‏‏رجعت عليه » . [رواه مسلم].‏

    وقال : « من دعا رجلاً بالكفر ، أو قال عدو الله ، وليس كذلك ، إلا حار عليه » [رواه مسلم] . ‏

    وقال : « أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً ، فإن كان كافراً ، وإلا كان هو الكافر ‏» . [رواه أبو ‏داود بسند ‏صحيح].‏

    وقال : « ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها : إن كان كافراً ، وإلا كفر بتكفيره‏ ‏» [رواه ابن ‏حبان بسند ‏صحيح]‏

    وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله : « أخوف ما أخاف على أمتي رجل قد قرأ القرآن ، حتى إذا لم يبق عليه ألف ولا واو ، رمى جاره بالكفر ، وخرج عليه بالسيف ‏» . قال : قلت : يا رسول الله ، أيهما أولى بالكفر ؟ الرامي أو المرمي ؟ قال : « الرامي ‏» . روى نحوه البزار وابن عساكر في تبيين كذب المفترى وقال الهيتمي في مجمع الزوائد إسناده حسن .

  2. #42

    افتراضي رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم حق لا مرية فيه
    و كل منتسب للاسلام يدعي الانصاف في مسائل التكفير و غيرها
    و كل أعلم بحاله
    و من اتهم غيره بغلو أو بغيره
    فعليه الدليل
    و من افترى فالله حسيبه

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شعيب مشاهدة المشاركة
    لعلي أختم هذا الموضوع بهذه الأحاديث العظيمة ، التي لم ترد بمثل هذه الصراحة في شأن أسلمة الكافر ..
    فيالجرأة البعض على تكفير عباد الله !!
    قال النبي : « أيما امرئ قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ؛ إن كان كما قال ، وإلا ‏‏رجعت عليه » . [رواه مسلم].‏
    وقال : « من دعا رجلاً بالكفر ، أو قال عدو الله ، وليس كذلك ، إلا حار عليه » [رواه مسلم] . ‏
    وقال : « أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً ، فإن كان كافراً ، وإلا كان هو الكافر ‏» . [رواه أبو ‏داود بسند ‏صحيح].‏
    وقال : « ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها : إن كان كافراً ، وإلا كفر بتكفيره‏ ‏» [رواه ابن ‏حبان بسند ‏صحيح]‏
    وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله : « أخوف ما أخاف على أمتي رجل قد قرأ القرآن ، حتى إذا لم يبق عليه ألف ولا واو ، رمى جاره بالكفر ، وخرج عليه بالسيف ‏» . قال : قلت : يا رسول الله ، أيهما أولى بالكفر ؟ الرامي أو المرمي ؟ قال : « الرامي ‏» . روى نحوه البزار وابن عساكر في تبيين كذب المفترى وقال الهيتمي في مجمع الزوائد إسناده حسن .
    ما شاء الله تبدأ وتختم كما يروق لك
    ثق تماماٌ أن هذه الأحاديث فيمن يُكفر المسلم وليس فيمن يُكفر الكافر
    ولا أحد يخالف في هذه الأحاديث فكلها في تكفير المسلمين الذين لم يتلبسوا بشرك

    ولكن هل لك أن توضح للأعضاء في المجلس حكم من يدافع باستماتة عن المشركين ومن يواليهم ويرقع لهم شركهم ؟!!!
    ويهرب مما أثبت الدليل الشرعي ويلجأ للإستدلال بقضايا الأعيان وأقوال العلماء القابلة للتأويل ويضربها بالنصوص الشرعية ليميع مسألة الولاء والبراء ويجعلها وجهة نظر ...

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمهم الله تعالى : ( وقد رأيت سنة أربع وستين رجلين من أشباهكم المارقين بالأحساء قد اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفّرا من في تلك البلاد من المسلمين، وحجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الأحساء يجالسون ابن فيروز، ويخالطونه هو وأمثاله ممن لم يكفر بالطاغوت، ولم يصرح بتكفير جده الذي رد دعوة الشيخ محمد ولم يقبلها وعاداها. قالا: ومن لم يصرح بكفره فهو كافر بالله لم يكفر بالطاغوت ، ومن جالسه فهو مثله. ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام ، حتى تركوا رد السلام، فرفع إلي أمرهم ؛ فأحضرتهم وهددتهم، وأغلظت لهم القول. فزعموا أولاً أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن رسائله عندهم؛ فكشفت شبهتهم وأدحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس، وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب، فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها، بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين، ودعاهم مع الله، وجعلهم أندادا فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية. وهذا مجمع عليه عند أهل العلم والإيمان، وكل طائفة من أهل المذاهب المقلدة يفردون هذه المسألة بباب عظيم يذكرون فيه حكمها، وما يوجب الردة ويقتضيها، وينصون على الشرك الأكبر. وقد أفرد ابن حجر هذه المسألة بكتاب سماه (الإعلام بقواطع الإسلام). وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم، وزعما أن الحق ظهر لهما، ثم لحقا بالساحل، وعادا إلى تلك المقالة؛ وبلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين، ونعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور.
    وقد بلغنا عنكم نحو من هذا ، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب . ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب. والكلام في هذا يتوقف على معرفة ما قدمناه، ومعرفة أصول عامة كلية لا يجوز الكلام في هذا الباب وفي غيره لمن جهلها وأعرض عنها وعن تفاصيلها؛ فإن الإجمال والإطلاق، وعدم العلم بمعرفة مواقع الخطاب وتفاصيله، يحصل به من اللبس والخطأ وعدم الفقه عن الله ما يفسد الأديان، ويشتت الأذهان، ويحول بينها وبين فهم القرآن.
    وأما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها من مكفرات أهل الإسلام، فهذا مذهب الحرورية المارقين الخارجين على علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ومن معه من الصحابة ) إهـ الدررالسنية .

  5. #45

    Lightbulb رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    لم يقل أحد من المسلمين أن أصل الدين الذي يثبت به عقد الإسلام ابتداء، وهو الحد الأدنى الذي تجب معرفته لدخول الإسلام هو: معنى الشهادة المجرد وحده دون ما يتعلق به من لوازم بديهية كتكفير من لم يأت بهذا التوحيد.

    وقول المخالف أن الشرائع التفصيلية من العبادات وغيرها من أحكام المعاملات من لوازم أصل الدين، هو كلام الخوارج، لكن القائل هنا لا يعني أن اللازم لازم وإنما يعني به أنه غير لازم، واللازم هو ما لا يتم الملزوم إلا به، كما أن الشرط هو ما لا يتم المشروط إلا به.

    المحبة ليست من معنى (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) وإنما هذه الكلمة خبر، ومحبتها تترتب على المعنى لزوما، وتزيد المحبة بزيادة العبادة وتنقص بنقصانها، مع بقاء أصلها حيث أنها تنتفي إذا تحولت إلى بغض فقط، والمخالف قال مع ذلك أنه إذا اختلت جزئية منها انتفت كلها وجعلها شيئا واحدا.

    مثال الصلاة ذكرته أنا للتفريق بين الركن والشرط أو اللازم لا للتسوية بينها وبين الشهادة، فالوضوء شرط لصحة الصلاة، أما إن جهله فلا تبطل صلاته ولكن تبطل إذا تركه عمدا، أما شروط الشهادة فمن جهلها تبطل شهادته.

    ليس هناك معنى عام لأصل الدين ومعنى خاص، والتعريف لا يصح أن يؤخذ من كلام عالم ابتداء وإنما يجب أخذه من مجمل النصوص، وتحاكم إليها أقوال العلماء أنفسهم، فإن وافقنا عالما ما فنعما ذلك، وإلا أخذنا بما صح عندنا دليله، لكني لا أعتقد بأن هناك فرق بين تعريف أصل الدين وتعريف أصل الدين بمعناه العام.

    إلى هنا تبقى الخلافات كلها نظرية، والخطأ يقع عند عدم تحقيق ماهية (المعنى واللازم وأصل الدين).
    نحن نتفق في أن أصل المحبة والبغض يجب تحقيقه لثبوت الإسلام ابتداء، سواء قال أحدنا أنه من المعنى أو من اللوازم، لكننا لم نتفق على تكفير الكافر، وفي الحقيقة لم نتفق أيضا على أن الإعتقاد في كون الفعل كفرا من أصل الدين، لا من المعنى ولا من اللوازم، وإذا لم نستطع الإتفاق على معاني هذه المصطلحات فلا يصح أن نتناظر بها، لأن كل طرف يقصد بها معنى غير الذي في ذهن صاحبه.

    المخالف احتج بأن ما لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم للناس أثناء دعوتهم صراحة فإن الإسلام يصح بدونه، وهذه الحجة تتضمن كل الأمور المضمنة تحت قوله (قولوا لا إله إلا الله) ولم يذكرها تفصيلا، فذكرت له أشياء لم يذكرها لهم في كل مرة ونحن نتفق في أن الإسلام لا يثبت بدونها، ومع عدم ذكره لها صراحة فقد حققوها، ومما لم يذكره وتضمنته الشهادة تكفير قريش.

    فقلت: هذه ليست بحجة والحجة هي أن يأتينا بنص صريح على أن جاهل التكفير ليس بكافر، أو أن يذكر لنا مسلما واحدا جهل شيئا مما لم يذكره وبالتحديد تكفير الكفار ومع ذلك أقره النبي صلى الله عليه وسلم على إسلامه مع جهله ذاك، كما يفعل غالب الناس اليوم، عندها سنقر بأن الجهل بتكفير الكافر لا ينفي الإسلام.

  6. #46

    Lightbulb رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    قال: فإن كانت المسألة من أصل الدين كما يقول بعض الغلاة، فكفروا بما يقابلها كل من أخطأ في تكفير المشرك، فلماذا لا يكفّرون عندهم من أخطأ في تكفير الموحد؟ لماذا جعل العلماء بدعة الذين كفّروا المسلمين غير ناقضة لأصل الدين في نفسها؟

    أقول:
    1ـ نتفق في أن من نظر في بعض النصوص فأدّاه ذلك إلى أن يخطىء فيكفّر المسلم أنه لا يكفر، ويعذر بموانع التكفير من جهل وتأويل وخطأ، ولا نقول أنه نقض أصل دينه، لأنه ظن بعض الأمور من أصل الدين كالصلاة مثلا، فظن أن تركها كفر مخرج من الملة لا كفر أصغر، وكذلك من تأول في الإدمان على الخمر أو قتال المسلمين أو رفع السلاح عليهم أو غشهم أو غير ذلك على أنها مخرجة من الملة لظاهر بعض الأحاديث، هذا فيمن يكفّر بالمعصية.

    2ـ وأما من يكفّر بالطاعة ظنا بأنها كفر أكبر كتكفير الخوارج لعلي ومعاوية وأصحابهما لتحكيمهم الرجال مع أن الحَكَمين طُلِب منهما الحكم في إطار شرع الله لا الخروج عنه، وظن الخوارج أن هذا مخالف لقول الله تعالى: (إنِ الحكمُ إلا لله)، وكتكفير المعتزلة وغيرهم لأهل السنة في قولهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق، فظنوا أن هذا كفر، حتى أن أحد الخلفاء المعتزلة كان يفادي الأسرى عند الروم باستثناء من يقول أن القرآن كلام الله، فظنهم كفارا، هذا وأمثاله لم ينقض أصل الدين، فلو أن الله شاء أن يخلق القرآن لخلقه وجعل له أجلا، لكن لا ينسب إلى الله ما لم يفعله، فهذا قد نسب إلى الله ما لم يفعله جهلا، وأضاف إلى أصل الدين ما ليس منه وما ليس من الدين تأويلا لبعض النصوص، لكنه لم يُدخل الكفر في أصل الدين، فلم يُدخل فيه ما يناقضه ولم يهدمه حتى يقال أنه كفر.
    ففي هذين الصنفين المسألة غير متعلقة بأصل الدين.

    كما يكون تكفير المسلم كفرا مخرجا من الملة، ويتضمّن الصنفين الأوّلين اللذين سبق ذكرهما في حالة ما إذا قامت الحجة على صاحبه، فيصبح الأمر تكذيبا للنصوص، فيكفر بذلك التكذيب ثم يكفر لتكفيره المسلمين بشيء قامت الحجة عليه بأنه ليس كفرا، وهذا كذب وافتراء على الله، إذا انتفت الشبهات التي يتعلق بها ، وهذا نادر جدا لأن أصحابه يكونون عادة من أهل الإخلاص والغيرة على الدين ولكن يُؤتوْن من سوء الفهم.

    3ـ أما من يكفّر المسلم لتوحيده وما هو مقر بأنه من الإسلام، كتكفير النصارى المسلمين لعدم إيمانهم بالتثليث وتكفير أهل وحدة الوجود للمسلمين بسبب تفريقهم بين الخالق والمخلوق، فهذا التكفير كفر مخرج من الملة، حتى وإن تأولوا وجهلوا، وهذا لم يأتوه حتى كفروا باعتقاداتهم الكفرية ذاتها، لا بسبب تكفير المسلمين فقط.

    والصنف الأخير معنى قوله صريح بأن الإسلام كفر، أما الصنفان الأوّلان فبعيدان كل البعد عن هذا.

    وهذا الصنف الأخير هو الذي يقاس عليه القول بإسلام المشركين الذي يعتقده الأغلبية من الناس اليوم علماء وعوام، لكن من أين جاءهم هذا الإعتقاد؟ لقد جاء هذا من الجهل بالإسلام نفسه وعدم تحقيقه أصلا، وإلا لعلموا أن من لم يحقق أصل الدين فهو كافر، جاهلا أو عالما، فهم يعتقدون أن أصل الدين الذي يثبت به عقد الإسلام يتحقق بالتلفظ بالشهادتين والإعتقاد بوجود الله عز وجل والتصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإقرار إجمالا بالدين على الغيب دون علم بأصل الدين، وهذا كفر بذاته.

    والخطأ عندما نأمر هذا بتكفير الكافر، أو نطبق عليه قاعدة من لم يكفّر الكافر فهو كافر، فهذه القاعدة تطبق على المسلم أصلا، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكفّر أبا جهل أو غيره ثم طبق هذه القاعدة على سائر الكفّار، فالكلام عن فلان الذي يعتبر حركة حماس مسلمة بعيد عن الموضوعية، فهو يقول بإسلام الأمة بكاملها لقولها: لا إله إلا الله، ويعذر الناس بجهلهم أصل الدين، ولو حقق أصل الدين لما بقي له أي إشكال، ولعَلِم أن حماس ليست سوى جزءا من أمة، وهذه الأمة جزء من عالم يجهل دين الإسلام، كما كان عليه الحال زمن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا إذا أردنا تحقيق قواعد الإسلام العلمية كما هي، أما البناء على الواقع فصاحبه يفعل ما يشاء.

    إن الإختلافات التي وقعت بين السلف في العقائد لا تعنينا اليوم، كخلافاتهم في تكفير المسلمين تأويلا أو عصيانا أو شحناء لأنهم لم ينقضوا أصل الدين، ويوم نتفق على معنى لا إله إلا الله ولوازمها كما اتفق عليها أهل السنة والخوارج والمعتزلة وغيرهم عندها يمكننا أن نختلف فيما اختلفوا فيه، وأن نعطي أمثلة من واقعهم ونسقطها على واقعنا، أما والحال كما نرى فإن الأمر بصراحة هو أشبه بإسقاط تلك الأمثلة على اختلافات البروتستانت والكاثوليك.

    وبهذا فإن قول من قال: (الخطأ في تكفير ألف موحد لا يخرج من الإسلام) كلام صحيح، إذا كان في مثل حال الصنفين الأوّلين، وهذان الصنفان هما اللذان يحتج بهما المخالف، فالأمر هنا لا علاقة له بأصل الدين، ولذلك فلا معنى لقوله: لو كان من أصل الدين لما اختلف فيه العلماء، فهو هنا يستدل بالعام على الخاص.

    وإن كان المقصود الصنف الثالث أو التكذيب بعد الحجة فهذا القول كفر بذاته.

    وقول من قال: (الخطأ في تكفير مشرك واحد يخرج من الإسلام) صحيح أيضا، إذا كان هذا الخطأ (أي القول بإسلام المشرك) ترتب عن جهل بحقيقة أصل الدين كما هو واقع، وهو الحال التي يسقط عليها المخالف استدلالاته، لا عن جهل الحال مثلا.

  7. #47

    Lightbulb رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    قال: فالعلماء يفرقون بين الحكم الشرعي العام وبين تنزيل الأحكام (أي الحكم القضائي)، فمن خالف في الأول متعمّدا فهو كافر، ومن خالف في الثاني متعمّدا فهو فاسق.

    أقول: التفريق هنا تفريق بين النظرية والتطبيق، وهو بلا معنى ما دام ليس هناك إسلام نظري وإسلام تطبيقي، وإن كان هناك فرق فيجب التفريق بين من يقال أن لديه الأصل بأن عبادة غير الله كفر ثم إذا وصل إلى تنزيل الأحكام على الواقع لم يعتبر دعاء هذا القبر كفرا، ولا يصح القول أن هذا فاسق، كما لا يصح القول أن من لم يكفر الكافر المعين في الواقع فاسق، وإن: قيل قد تكون له موانع، نقول: كذلك من لم يعتبر الشرك كفرا قد تكون له موانع.


    نقل عن آل فراج قوله: ( التعقيب يرد أيضا على من كفّر من حكم بالإسلام على المشركين بحجة أنه سمى الشرك إسلاما، فهو إنما سمى نطق المشرك بالشهادتين والتزامه ببعض الفرائض إسلاما دون ما أحدثه من الشرك ولكن لو سمى شركه إسلاما كفر بلا ريب كما لو سمى التوحيد كفرا).

    أقول: إن سمى الناطق بالشهادتين والملتزم ببعض الفرائض مسلما مع علمه بما أحدثه من الشرك أو مع علمه بأنه من قوم يشركون بالله ويصلون ويقولون : لا إله إلا الله، فقد بنى إسلامه على خيال، وهو كفر، وهي مسألة أخرى، ليست كحال الناس الذين يدافع عنهم المخالف، والذين لا يكفّرون الكافر لجهلهم بالإسلام.


    قال: الخوارج أخرجوا من الإسلام بشبهة من دخل في الإسلام دخولا صحيحا ونزل فيه النص بأنه من أهل الجنة ولم نر أحدا من الصحابة حكم بكفرهم، ولم يقل أحد من العلماء أنهم نقضوا أصل الدين في نفس الأمر.


    أقول: إذا وُجدت الشبهة لديهم فلا معنى للكلام عن النصوص المثبتة لإسلام الصحابة ما دامت مشتبهة عليهم، كشبهة عدم الثبوت أو عدم الدلالة، ونحن نتفق أن من علم من الخوارج أن عليا من أهل الجنة وكفّره فهو كافر مارق من دين الإسلام كسائر المكذبين، أما من ظن أنه معرّض للردة كسائر المسلمين فلا يكفر، ولم نر أن عليا أقام عليهم الحجة بأنه من أهل الجنة حتى يكفّرهم.


    قال: مع التشديد على مسألة هامة وهي أن تكفير المنتسب إلى الإسلام أعظم عند الله من إبقاء حكم الإسلام على كافر منتسب إليه، ولذلك ورد الزجر عنه والتغليظ في تكفير المسلمين، ولم يرد حديث واحد مثل هذه الأحاديث في الإمتناع عن تكفير الكافرين وإنما كان هذا الحكم استنباطا شرعيا.


    أقول: الإعتقاد في إسلام الناس أو كفرهم ليس استنباطا شرعيا من الكتاب والسنة، ولو كان كذلك لعلمه طالب العلم فقط، وإنما هو من البديهيات التي يحتمها تحقيق أصل الدين، وليس هناك تناقض بين القول أن هذه المسألة من أصل الدين والقول أن الخطأ في تكفير المسلم لا يكفر صاحبه، لكنه هنا يتكلم عن أمور خارجة عن موضوع أصل الدين، ولذلك يحتج بفعل الخوارج لما كفّروا المسلمين فلم يخرجوا من الإسلام.


    قال: فالخوارج كفروا المقطوع بإسلامه وإيمانه بشبهة ظنوا بها أنهم نقضوا أصل دينهم وكفروا بالله، وأصحابنا هؤلاء أعذر من الخوارج بكثير، إذ أنهم تورعوا عن تكفير من أصل دينه الإسلام ولكنه متلبس ببعض مظاهر الشرك، وما منعهم شبهات وتصورات لها أدلتها من القرآن والسنة، ولا يعنون بإعذاره أن من عبد غير الله فهو مسلم.


    أقول: من جهل أن الشرك يخرج من الإسلام فهذا ليس بمسلم أصلا ولم يحقق أصل الدين ولا حاجة للكلام عن تكفيره للمشرك أم لا، ولا يشترط لتكفيره القول بأن المسلم كافر بسبب توحيده، فالناس اليوم لا يكفرون فاعل الشرك منهم لعدم اعتقادهم بأنه شرك، فمنهم من يقول هو شرك أصغر أو مباح، ولا يشترط أن يقول أن الكفر توحيد والتوحيد كفر والمشرك هو المسلم ليكون كافرا، ولذلك يقولون: (أصل دينهم الإسلام وإنما تلبسوا ببعض مظاهر الشرك)، وهي معادلة غير منطقية البتة، مثل: (المسلم الكافر).

    وشبهات وتصورات وقصور مثل هذا هو كفر بذاته لا يقوله مسلم، ولذلك لم يحدث يوم كان الناس يدركون معنى الإسلام، وهذا لا فرق فيه بين القول بإسلام أي فرد أو إسلام جماعة أو أمة من الناس، فالخوارج كفّروا جميع المسلمين بما لا يوجب الكفر ولم يكفروا.

    ولا يقال أن الإعتقاد النظري بأن من عبد غير الله مسلم يكفي لتحقيق أصل الدين أو أنه حد أدنى لتحقيق الإسلام، دون تطبيق ذلك ومعرفة معنى الكفر المطلوب تركه والتوحيد المطلوب اتباعه، وقد يكون في خلده معنى آخر للتوحيد والكفر كما هو عند النصارى واليهود وعبّاد القبور والمتبعين لشرائع الطاغوت، وبالتالي فالقول بأنهم يملكون ما سمي هنا بالأصل (وهو أن من عبد غير الله فهو كافر ومن عبد الله وحده فهو مؤمن) يجعل منهم جميعا مسلمين وإن أشركوا، لأن لديهم شبهات وتصورات وتأويلات حتى من الكتاب والسنة، فالتأويلات الواردة في معنى الكفر مثل التأويلات الواردة في معنى الكافر، وكلها تأويلات في تنزيل الأحكام على الواقع.

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    مصر - محافظة الشرقية - مدينة الإبراهيمية
    المشاركات
    1,463

    افتراضي رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    للمتابعة

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البيان الإسلامي
    المحبة ليست من معنى (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) وإنما هذه الكلمة خبر، ومحبتها تترتب على المعنى لزوما، وتزيد المحبة بزيادة العبادة وتنقص بنقصانها، مع بقاء أصلها حيث أنها تنتفي إذا تحولت إلى بغض فقط، والمخالف قال مع ذلك أنه إذا اختلت جزئية منها انتفت كلها وجعلها شيئا واحدا.
    ما معنى الإله ؟ .. معناه المعبود .. وما معنى المعبود ؟ .. معناه المحبوب المتذلل له (إذ أن معنى العبادة هو غاية الحب مع غاية الذل) .

    فأن تقول إن الحب ليس من معنى كلمة التوحيد ، التي تعني : لا محبوب ولا مخضوع له إلا الله .. فهذا باطل .

    لكن كما قلت .. الخلافات لا تعدو أن تكون لفظية على أي حال .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البيان الإسلامي
    فقلت: هذه ليست بحجة والحجة هي أن يأتينا بنص صريح على أن جاهل التكفير ليس بكافر، أو أن يذكر لنا مسلما واحدا جهل شيئا مما لم يذكره وبالتحديد تكفير الكفار ومع ذلك أقره النبي صلى الله عليه وسلم على إسلامه مع جهله ذاك، كما يفعل غالب الناس اليوم، عندها سنقر بأن الجهل بتكفير الكافر لا ينفي الإسلام.
    هل الدليل يكون على النفي أم على الإثبات ؟

    بل أنت من يجب أن يأتي بالدليل الصريح على أن من جهل التكفير كافر .. فأنت صاحب الدعوى .. فإن لم يكن هناك دليل ، فإن جاهل التكفير يبقى مستصحباً لأصل الدين حتى يظهر الدليل الصريح الذي يكفر به .

    ثم تقول (( أقره النبي صلى الله عليه وسلم على إسلامه مع جهله ذاك )) .. أنت تفترض أموراً ثم تريد للمخالف أن يأتيك بالدليل على هذه الافتراضات ..

    إن لم يكن يسع المسلمين الجهل بهذه الأمور ، فلماذا لم يطلب منهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك ابتداء قبل دخولهم في الإسلام ؟؟ .. نحن ننتظر منك الدليل على أن هذه من الأمور التي لا يسع المسلم جهلها ..

    لماذا طلب منهم الإقرار بوحدانية الله تعالى والشهادة له بالرسالة ، لا أكثر ؟؟ .. لماذا لم يطلب منهم معرفة أحكام التكفير (من تحقق شروط وانتفاء موانع) ؟؟

    هل تظن أن جميع الناس في عصره كانوا أذكياء نوابغ ، لا يفوتهم إلا دقائق الأمور ؟؟ .. بل إننا نجد الكثير من الأعراب الجهلة دخلوا الإسلام بمجرد نطق الشهادتين ، وهم معروفون بالجهل والعناد وقلة التفكير .. فهل تظن أنه لم تعرض لأحد منهم مثل هذه الشبهات ؟؟

    فإن كان هذا مما لا يسع المسلم الجهل بشيء منه .. فلماذا لم يأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجميع ؟؟

    إن كان بعض من دخل الإسلام دخولاً صحيحاً في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ظنّ أن من يستهزئ بالله ورسوله لعباً ولهواً لا يخرجه من الإسلام ، فاعتذروا إليه وقالوا : إنما كنا نخوض ونلعب .. وظنوا أن ذلك عذر لهم ..

    فإن كان وصل الجهل ببعضهم إلى هذا المعتقد الفاسد الذي كفروا به بعد نطقهم بالكفر .. أفلا يشتبه عليهم حال من وقع في بعض مظاهر الشرك جهلاً وهو يدّعي الانتساب إلى الإسلام ؟؟

    أم أنهم كانوا يدخلون الإسلام ولا يعلمون معنى الشهادتين ، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقرّهم مع هذا على ذلك ، ويحكم بإسلامهم ؟؟

    فأين دليلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفّر من دخل الإسلام بمثل هذه الأمور ، ولم يعتبر الجهل فيها ؟؟

    هل لك سوى دليل عقلي قياسي افتراضي ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البيان الإسلامي
    أما من يكفّر المسلم لتوحيده وما هو مقر بأنه من الإسلام، كتكفير النصارى المسلمين لعدم إيمانهم بالتثليث وتكفير أهل وحدة الوجود للمسلمين بسبب تفريقهم بين الخالق والمخلوق، فهذا التكفير كفر مخرج من الملة، حتى وإن تأولوا وجهلوا، وهذا لم يأتوه حتى كفروا باعتقاداتهم الكفرية ذاتها، لا بسبب تكفير المسلمين فقط.
    جميل جداً .. فالعلة هنا إذن هي : أن من كفّر المسلم لتوحيده وإيمانه بالله تعالى ، فهذا قد سمّى التوحيد كفراً .. لذلك يكفر .. وهذا ما أتفق معك فيه .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البيان الإسلامي
    وهذا الصنف الأخير هو الذي يقاس عليه القول بإسلام المشركين الذي يعتقده الأغلبية من الناس اليوم علماء وعوام، لكن من أين جاءهم هذا الإعتقاد؟ لقد جاء هذا من الجهل بالإسلام نفسه وعدم تحقيقه أصلا، وإلا لعلموا أن من لم يحقق أصل الدين فهو كافر، جاهلا أو عالما، فهم يعتقدون أن أصل الدين الذي يثبت به عقد الإسلام يتحقق بالتلفظ بالشهادتين والإعتقاد بوجود الله عز وجل والتصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإقرار إجمالا بالدين على الغيب دون علم بأصل الدين، وهذا كفر بذاته.
    هذا من التناقض العجيب ..

    ففي الأولى تقول : إن من كفّر المسلم لتوحيده .. فهذا هو الكافر ..
    وفي الثانية تقول : إن من أسلم المشركين لغير شركهم ، فهؤلاء كفار !!!

    فهلا عدلت وأنصفت في القياس ؟؟ .. لماذا لا تقول : من أسلم الكافر لكفره ، فهذا هو الكافر ؟؟

    كمن يقول : أنا أحكم على تارك الصلاة بالإسلام لأنني أرى ترك الصلاة إسلاماً .. أو يقول : أحكم على سابّ الله ورسوله بالإسلام لأنني أرى السبّ إسلاماً ..

    فهل هؤلاء المسلمون الذين اشتبه عليهم بعض أحكام التكفير أو جهلوها ، فأبقوا حكم الإسلام على من وقع في الشرك الأكبر .. لا لشركه ، ولا استحساناً لفعله ، ولكن لشبهات عرضت لهم .. يكفرون بهذا المعتقد ؟؟

    إن قلت لي نعم .. لأنهم جهلوا معنى التوحيد ، كما تقول .. فأقول لك .. قل نفس الأمر في الخوارج .. أنهم جهلوا معنى الشرك ..

    فإن كانت تصوّرات هؤلاء الجهلة وشبهاتهم جعلتهم يثبتون حكم الإسلام في المنتسب إليه .. مع كونهم لم يحكموا بإسلامه لشركه أو كفره .. بل هم يعتقدون - بلا شك - أن ما يفعله من شرك باطل وحرام .. بل وكفر .. ولكن قامت في عقولهم شبهات ظنوها أعذاراً شرعية .. فأبقوا وصف الإسلام على المنتسب إليه .. فقلت فيهم : جهلوا معنى التوحيد (مع أن هذا غير صحيح بما سبين لاحقاً إن شاء الله) ..

    فعليه .. قل الشيء نفسه في الخوارج (الذين هم أعظم إثماً من هؤلاء) .

    فإن تصوراتهم وشبهاتهم جعلتهم ينفون حكم الإسلام في المنتسب إليه .. مع كونهم لم يحكموا بكفره لإسلامه أو إيمانه .. بل هم يعتقدون - بلا شك - أن ما يفعله من توحيد حق وحلال .. بل وإيمان .. ولكن قامت في عقولهم شبهات ظنوها من محققات الكفر .. فنفوا حكم الإسلام عن المنتسب إليه .. فلماذا لا تقول فيهم : هؤلاء ما عرفوا معنى الكفر والشرك ؟؟

    أليس معنى التوحيد : أن تعرف الله تعالى وتعبده .. ومعنى الكفر بالطاغوت : أن تعرف الطاغوت وتكفر به ؟

    بل خذ مثالاً أوضح من ذلك كله ..

    غلاة المرجئة من الجهمية والأشاعرة والكرامية .. يقولون : إن الكفر الظاهر لا ينقض الكفر الباطن !! فمن سب الله تعالى ورسوله ، نحكم عليه بالكفر ظاهراً ، مع جواز أن يكون في باطنه مؤمناً موحداً لله ..

    هؤلاء ، لم يكفّر العلماء جهلتهم ، ولم يقولوا : إنهم نقضوا أصل الدين لأنهم لم يعلموا أن الكفر ينقض حقيقة التوحيد !!! .. هل لك أن تبيّن لنا لماذا ؟ .. أم أنك لا تعتبر بأقوال العلماء ، وما تعتبره فقط هو قياساتك وافتراضاتك وتصوراتك ؟

    لماذا لا تقول في هؤلاء إنهم لم يعلموا معنى التوحيد ؟

    ثم يُقال لك بعد هذا كله .. ما هو حدّ العلم الشرعي الذي لا يصح إسلام امرئ إلا به ؟

    ما دلّت عليه النصوص الشرعية هو أن يعلم المرء أن الله هو الإله الأوحد ، فيعبده .. ويعلم أن الطاغوت ليس حقيقاً بالألوهية ، فيجتنب عبادته .

    هذا هو أدنى العلم الشرعي الذي يحقق أصل دين الإسلام ..

    ومن زاد على ذلك ، فعليه الدليل .. ودعنا من الافتراضات والقياسات والتخمنيات التي لم تجلب لنا سوى الوبال .

    ومن حكم بالإسلام على الكافر لكفره .. فهذا لا شكّ في كفره ، لأنه جعل الشرك (عبادة الطاغوت) إسلاماً ، فلم يجتنب الطاغوت بذلك .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البيان الإسلامي
    أقول: إن سمى الناطق بالشهادتين والملتزم ببعض الفرائض مسلما مع علمه بما أحدثه من الشرك أو مع علمه بأنه من قوم يشركون بالله ويصلون ويقولون : لا إله إلا الله، فقد بنى إسلامه على خيال، وهو كفر، وهي مسألة أخرى، ليست كحال الناس الذين يدافع عنهم المخالف، والذين لا يكفّرون الكافر لجهلهم بالإسلام.
    مسألتنا المطروحة هي في تكفير من لم يكفّر المنتسب إلى الإسلام الواقع في بعض مظاهر الشرك الأكبر .

    ثم من الذي بنى إسلامه على خيال ؟؟ .. هل من حقق التوحيد وعرف الله وعبده حق عبادته ، ثم تخبّط في شروط وموانع التكفير ، فزاد في الشروط أو الموانع ، ظناً منه أن الدليل يثبتها ، فلم يحكم على المشرك بالكفر ، لا لشركه ولا لباطله ، ولكن لما استصحبه من مظاهر الإسلام ..

    كيف يكون هذا قد بنى إسلامه على خيال ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البيان الإسلامي
    أقول: إذا وُجدت الشبهة لديهم فلا معنى للكلام عن النصوص المثبتة لإسلام الصحابة ما دامت مشتبهة عليهم، كشبهة عدم الثبوت أو عدم الدلالة، ونحن نتفق أن من علم من الخوارج أن عليا من أهل الجنة وكفّره فهو كافر مارق من دين الإسلام كسائر المكذبين، أما من ظن أنه معرّض للردة كسائر المسلمين فلا يكفر، ولم نر أن عليا أقام عليهم الحجة بأنه من أهل الجنة حتى يكفّرهم.
    وإذا وجدت الشبهة عند بعض المسلمين ، فلم يُخرجوا الواقع في الشرك ممن ينتسب إلى الإسلام من الإسلام ؟ .. لماذا تعذر الخوارج ولا تعذر هؤلاء المسلمين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البيان الإسلامي
    أقول: من جهل أن الشرك يخرج من الإسلام فهذا ليس بمسلم أصلا ولم يحقق أصل الدين ولا حاجة للكلام عن تكفيره للمشرك أم لا، ولا يشترط لتكفيره القول بأن المسلم كافر بسبب توحيده، فالناس اليوم لا يكفرون فاعل الشرك منهم لعدم اعتقادهم بأنه شرك، فمنهم من يقول هو شرك أصغر أو مباح، ولا يشترط أن يقول أن الكفر توحيد والتوحيد كفر والمشرك هو المسلم ليكون كافرا، ولذلك يقولون: (أصل دينهم الإسلام وإنما تلبسوا ببعض مظاهر الشرك)، وهي معادلة غير منطقية البتة، مثل: (المسلم الكافر).
    أولاً : هؤلاء لم يجهلوا أن الشرك مخرج من الإسلام .. بل هم مقرون بذلك ، وإنما وقع خلافهم في شروط وموانع التكفير .

    وثانياً : ما الحد الأدنى من المعرفة المتعلقة بالشرك حتى يثبت للمسلم وصف الإسلام ؟؟ .. هل يجب عليه أن يعلم أن الفعل كذا وكذا يعتبر شركاً أكبر مخرجاً من الدين ؟؟ .. أم أن عليه فقط أن يعلم أنه باطل وحرام ولا يرضاه الله ؟؟

    إن قلت بالأول .. فعليك الدليل .. أما أن تأتيني بالقياسات والافتراضات والمنطقيات والعقليات ، فهذا من أعظم الشر الذي وقع فيه المبتدعة ، فكفّروا المسلمين بأدلة ظنوها من أصول الدين ..

    بل إن هذا القول هو حجة عليك .. فيلزمك أن من أدخل في معنى الشرك بعض المعاصي ، أو بعض أفعال التوحيد (كالقول بإثبات الصفات ونفي خلق القرآن) .. فهو كافر .. لأنه لم يعلم معنى الشرك .. ولم يعلم أن هذه الأمور لا تخرج من الدين ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البيان الإسلامي
    وشبهات وتصورات وقصور مثل هذا هو كفر بذاته لا يقوله مسلم، ولذلك لم يحدث يوم كان الناس يدركون معنى الإسلام، وهذا لا فرق فيه بين القول بإسلام أي فرد أو إسلام جماعة أو أمة من الناس، فالخوارج كفّروا جميع المسلمين بما لا يوجب الكفر ولم يكفروا.
    أما شبهات الخوارج والمرجئة وتصوراتهم الباطلة ، فهي ليست بكفر البتة .. عجباً لكم !!!

    تقول (( فالخوارج كفّروا جميع المسلمين بما لا يوجب الكفر ولم يكفروا )) ..

    وهؤلاء أبقوا وصف الإسلام على المنتسب إليه بما لا يوجب الإيمان ، فلماذا كفروا ؟

    مع أن القياس الصحيح على الخوارج هو أن نقيس أسلمة اليهود والنصارى على تكفير المسلمين ..

    لكن على أية حال .. حتى يكون هذا الكلام خاتماً للموضوع .. أقول :

    حال هؤلاء المسلمين الذين أثبتوا حكم الإسلام على الواقع في الشرك الأكبر هو :

    - أنهم حققوا أصل المعرفة بالتوحيد .. فعرفوا أن الله حق ، وعبادته حق .. فعبدوه . وعرفوا أن الطاغوت باطل ، وعبادته باطلة ، فاجتنبوه .

    - أنهم لم يروا الشرك توحيداً .. ولم يستحسنوه أو يقروه .. بل عرفوا أنه باطل وإثم ، فلم يُبقوا وصف الإسلام على الواقع فيه لأنهم يرونه محقاً .. بل يرونه مبطلاً .. ولكنهم تخبطوا في شروط التكفير وموانعه .. لشبهات وتصورات وتخيلات رفعت حكم الكفر عن صاحبه .

    - أنهم اختلطت عليهم هذه المسائل ببعضها .. فلم يفرّقوا بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر ، مع إقرارهم أن هذا الفعل لا يُصرف إلا لله .. واختلطت عليهم موانع التكفير ، فظنوا أن الجهل مانع في الشرك الأكبر كما هو مانع في الكفر الأكبر .. واختلطت عليهم التصورات .. فظنوا أن من حقق أصل الدين في قلبه من توحيد الله تعالى ، ونفي الإله عمّن سواه ، ولكن خالف في الفعل الظاهر التعبّدي (الذي لا يثبت إلا بالدليل الشرعي) .. فهذا لا يكفر حتى يُبيّن له أن فعله هذا عبادة (ذكرت الشيء الكثير من ذلك في موضوع تصورات العلماء العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر من المنتسبين للإسلام) .

    - أنهم اختلفوا في الذين يصحّ الخلاف فيهم .. وهم : المنتسبون إلى دين الإسلام .. حيث إن هؤلاء يُعمل فيهم بشروط التكفير وموانعه ، ولم يختلفوا في المنتسب صراحة إلى غير دين الإسلام ، ممن لا يُعمل فيه بأيّ من شروط التكفير وموانعه .. فصار الخلاف بيننا وبينهم محصوراً في شروط التكفير وموانعه ، والتي لا يجادلنا المخالف في كون العلم بها ليس من أصل الدين ..

    - أنهم لم يختلفوا في أصل القاعدة الشرعية التي تفيد : أن من عبد غير الله فهو مشرك .. بل هم يكفّرون العابد لغير الله بالعموم .. ولكن الخلاف معهم في تنزيل الأحكام الشرعية ، أي : الحكم القضائي .

    - أن ضلالتهم أقل بكثير من ضلالة الخوارج .. فحيث إن الخوارج أخرجوا المنتسب إلى الإسلام من الدين بشبهة (أي أخرجوه من الأصل) .. فهؤلاء أبقوا الأصل في المنتسب إلى الإسلام (وهو الإسلام) لشبهة .. فكانت ضلالة الخوارج أعظم ضلالة من هؤلاء (إن صح وصفنا لها بالضلالة) .

    وأخيراً ..

    من أراد تكفير هذا الصنف من المسلمين .. فعليه دليل قطعي صريح مجمع عليه .. وليس قياسات وافتراضات وتخمينات ما أنزل الله بها من سلطان ..

    فإن تكفير المسلم أمر عظيم في الدين .. وعقابه شديد عند رب العالمين ..

    وللعلم ، فإن الأحاديث الشرعية لم تتطرق إلى مسألة تكفير المشرك كما تطرقت إلى تكفير المسلم ..

    ففي حين علمنا أن تكفير المسلم كفر .. لتواتر الأدلة الشرعية الصريحة على ذلك .. ما علمنا أن أسلمة المشرك كفر إلا بالاستنباط الشرعي ، إذ لا دليل صريح عليه .

    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    أخي الكريم أبو شعيب ... جزاك الله خيراً على هذه الردود

  11. #51

    Lightbulb رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    قال: كلمة التوحيد تعني: لا محبوب ولا مخضوع له إلا الله.
    أقول: (لا إله إلا اله) لا تعني أن لا محبوب إلا الله مطلقا، ولو كانت تعني ذلك لكانت محبة غير الله شركا أكبر مطلقا، والمحبة منها الواجب كمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها المباح كمحبة الولد والبلد، ومنها المعصية كمحبة المال الحرام، ومنها الشرك كمحبة الكفر.

    المحبة كالطاعة لا إسلام بدون طاعة لله أو محبة له، وقد أمرنا الله بطاعة رسوله وولاة الأمر، كما أن طاعة من أمرنا بعصيانهم عملا لا تخرج من الإسلام، كذلك محبة بعض من أمرنا ببغضه كالمعاصي لا تخرج من الإسلام.


    قال: هل الدليل يكون على النفي أم على الإثبات؟ بل أنت من يجب أن يأتي بالدليل الصحيح على أن من جهل التكفير كافر، فأنت صاحب الدعوى، فإن لم يكن هناك دليل فإن جاهل التكفير يبقى مستصحبا لأصل الدين حتى يظهر الدليل الصريح الذي يكفر به.

    أقول: الدليل يكون على الإثبات والنفي، فهذا دين، وليست دعاوى قضائية، والمشكلة أننا لم نتفق على الأصل المستصحب هل هو الإسلام أم الكفر؟ حتى نستصحبه ويبقى كما كان، فجاهل التوحيد الأصل أنه ليس موحدا، فقيل: الأصل فيه التوحيد والجهل عذر لهّ،وفي الحقيقة الجهل مانع من التوحيد.


    قال: إن لم يكن يسع المسلمين الجهل بهذه الأمور فلماذا لم يطلب منهم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ابتداء قبل دخولهم في الإسلام.


    أقول: إذا كان هذا دليلا، فإنه دليل لكل مشرك على مر الزمان، يحق له أن يستدل به.


    قال: هل تظن أن جميع الناس في عصره كانوا أذكياء نوابغ لا يفوتهم إلا دقائق الأمور؟ إننا نجد الكثير من الأعراب الجهلة دخلوا الإسلام بمجرد نطق الشهادتين وهم معروفون بالجهل والعناد وقلة التفكر، فهل تظن أنه لم تعرض لأحدهم مثل هذه الشبهات؟


    أقول: إذا كانوا قد دخلوا في الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين وهم معروفون بالجهل، ألا يمكن أن يكونوا يشركون بالله ويجهلون ما تعنيه الشهادتان؟ وبالتالي يصبح كل ما لم يذكره لهم غير ضروري لثبوت إسلامهم باستثناء النطق بالشهادتين، فهم قد يجهلون المعنى المباشر لا التكفير فقط.
    وإن كان عدم ذكر شيء دليلا على عدم وجوده فهو دليل على كل ما لم يذكر لا التكفير فقط، والشبهات تعرض في كل شيء وهم معروفون بالجهل والعناد وقلة التفكر، هذا إذا كنا نتفق في أن الشرك لا يعذر جاهله، والواقع أن قوله هذا هو الذي يستند إلى أن كل الناس كانوا أذكياء نوابغ لعدم عثور صاحبه على حالة واحدة جُهل فيها التكفير.


    قال: إذا كان بعض من دخل الإسلام دخولا صحيحا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ظنوا أن من يستهزىء بالله ورسوله لعبا ولهوا لا يخرجه من الإسلام فاعتذروا إليه وقالوا: إنما كنا نخوض ونلعب، وظنوا أن ذلك عذر لهم، فإن كان وصل الجهل ببعضهم إلى هذا المعتقد الفاسد الذي كفروا به بعد نطقهم بالكفر أفلا يشتبه عليهم حال بعض من وقع في الشرك جهلا وهو يدعي الإنتساب إلى الإسلام؟


    أقول: هم منافقون على علم بما يفعلون متعمدون للإستهزاء وأنه نوع من العداوة والحرب للدين وأهله، ولو جهلوا بأنه كفر لاعتذروا بالجهل بحكم الإستهزاء، ولا يجهل أحد هذا.


    قال: تناقض عجيب، ففي الأولى تقول: من كفّر المسلم لتوحيده فهذا هو الكفر، وفي الثانية تقول: إن من أسلم المشركين لغير شركهم فهؤلاء كفار، هلا أنصفت، لماذا لا تقول: من أسلم الكافر لكفره فهو الكافر؟

    أقول: ليس هناك تناقض، فأنا لم أحصر كفر من لم يكفّر الكافر فيمن يرى أن كفره إسلام، وإنما هو صورة منه، وقلت بأن وجه التشابه والقياس والمقابلة بين النصارى الذين يقولون بكفر المسلمين لإسلامهم ومن قال بإسلام الكافر هو: في أنهم لم يحققوا الإسلام جميعا، ولا يرون الكفر كفرا حتى وإن لم يروه إسلاما.

    قال: كمن يقول: أنا أحكم على تارك الصلاة بالإسلام لأنني أرى ترك الصلاة إسلاما، أو يقول: أحكم على ساب الله ورسوله بالإسلام لأنني أرى السب إسلاما.

    أقول: أن يقول أحد أن سب الله إسلام هو كفر مستقل( وهو افتراض ولا عيب في الإفتراض) وهذا الإعتقاد ليس شرطا في كفر من لم يكفّر الساب، كما أن من لم يعتقد في كون السب كفرا هو كافر، ولا يشترط في كفره أن يقول أن السب إسلام، فقد يقول: هو كفر أصغر، كما يقول ذلك بعض المشركين في دعاء القبور والتحاكم إلى الطاغوت، ومن لا يكفّر النصارى لا يُشترط في كفره أن يقول أن النصرانية هي دين الله، وإن قال ذلك فهو من أهلها، وكفر بذلك لا بعدم تكفير النصارى فقط، لكن قد يقول أن النصرانية أو الهندوسية أو عبادة القبور هي خرافات وأخطاء، أو يقع في تخبطات وتصورات وشبهات كأن يعذرهم بالجهل، ولا يصح قوله أن النصارى لا ينتسبون إلى الإسلام، فهم يظنون أنهم على دين الله وينتسبون لأنبيائهم السابقين، وأيضا فصاحب هذا القول لا يرى في الحقيقة فرقا بين عدم تكفير المشركين المنتسبين إلى الإسلام وغيرهم، وإن كان يصرح بغير ذلك، مادام لم يسحب استدلاله بأن النبي لم يذكر صراحة وجوب تكفير قريش وأتباع مسيلمة الذين يعتبرهم غير منتسبين إلى الإسلام.


    يتبع إن شاء الله...

  12. #52

    Lightbulb رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    قال: فهل هؤلاء المسلمون الذين اشتبه عليهم بعض أحكام التكفير أو جهلوها فأبقوا حكم الإسلام على من وقع في الشرك الأكبر لا لشركه ولا استحسانا لفعله، ولكن لشبهات عرضت لهم يكفرون بهذا المعتقد؟ إن قلت لي: نعم لأنهم جهلوا معنى التوحيد كما تقول، أقول لك: قل نفس الأمر في الخوارج أنهم جهلوا معنى الشرك.

    أقول: عندما نتكلم عن جهل التوحيد نقصد عدم تحقيقه، ولا نقصد بجهل التوحيد والشرك أن يجهل التعريف النظري الذي يتضمن الفصل بين التوحيد والأحكام الشرعية التفصيلية الأخرى، والفصل بين الشرك والسرقة، بل نقصد التفريق بين التوحيد والشرك.

    وإن كانت هناك فئة يقولون أنهم لا يفعلونه، ولكن يعتبرون أهله مسلمين فيؤاخونهم ويعاملونهم معاملة المسلم لأخيه المسلم، فهؤلاء لا دين لهم ما داموا يعتبرون من دان بهذا الدين وغيره سواء في الحكم، وذلك لأنهم لم ينطلقوا من التوحيد وإنما من موانع التكفير اتخذوها أصلا ومنطلقا، وإلا فالمسلم ينطلق من الأصل، فلا يقول مسلم أنه كان مسلما قبل أن يسلم، ولا يحتاج الأمر إلى نبوغ وذكاء، وإنما هو أمر بسيط يفهمه كل البشر، إلا من تنطع من أهل السفسطة، وعامة البشر لا يتنطعون.

    ومادام الولاء اليوم هو على أساس الجهاد أو السنة لا التوحيد، فيفترضون في كل من وافقهم فيها الإسلام وأنه وحّد الله حق توحيده دون اطلاع على توحيده أو شركه، وبعدها يقولون هو مسلم أصلا عنده تخبّط وتصور بينما هو لم يحقق التوحيد.

    مثال بسيط: لو مثلنا التوحيد بالنقاء ومثلنا الشرك بالوسخ، الذين يكفّرون المسلم بالمعاصي نظّفوا الثوب وراحوا يمسحون الألوان التي زين بها الثوب، ظنوها وسخا، فحافظوا على نظافة الثوب ونفوا عنه الوسخ لكن أساؤوا إلى الثوب، أما الذين يدافع عنهم المخالف فتركوا الثوب وسخا خشية على الألوان أن تفسد، هؤلاء اعتبروا الوسخ لونا للثوب والخوارج اعتبروا اللون وسخا، والوسط معلوم.

    يأتي أحد ليقول: لماذا لا تقيسون من ظن الألوان وسخا على من ظن الوسخ لونا؟ نقول: من جهل فظن اللون وسخا فمحاه يكون قد نظف الثوب، ومن جهل فظن الوسخ لونا ترك الثوب وسخا، فهل هما سواء؟ عندها يظهر أن القياس والمقابلة هنا يراد بها المشابهة بين الوسخ والنقاء.


    قال: ما هو حد العلم الشرعي الذي لا يصح إسلام امرىء إلا به؟ ما دلت عليه النصوص الشرعية هو أن يعلم المرء أن الله هو الإله الأوحد فيعبده، ويعلم أن الطاغوت ليس حقيقا بالألوهية فيجتنب عبادته.


    أقول: هل يعلم هذا عموما ونظريا؟ أم يعلم معنى هذه القاعدة ويطبقها حقيقة بحيث لا ينفيها وإن كان جاهلا؟ فربما الجميع يقر بهذا التعريف المعمم النظري، لكن لا يرى الكثيرون حرجا في أنواع شتى من الكفريات.

    إن كان السؤال عن الحد الأدنى واجب المعرفة للدخول في الإسلام، نسأل أين محل بغض الكفر والكفار من تعريفه هذا،
    فإن قال: هو مضمّن فيه ولا أحد يجهله،
    نقول: أيضا تكفير الفاعل مضمّن فيه ولا أحد يجهله.

    وإن قال جهلته هذه الأمة المسلمة (وللعلم فإن له في حكم الأمة قولان) اليوم لشبهات وتصورات،
    نقول: جهلت وجوب الإعتقاد ي كفر الفعل أيضا، ولم تر بغضه ما دام ليس كفرا، فالناس يقرون بهذا التعريف نظريا ويخالفونه واقعا، ومع ذك يحكم الجميع بأن الجميع على الإسلام.

    وإن قال: لا يعقل أن يدخل أحد في هذا الدين ويعتقد بأن ما يخالفه إسلام،
    نقول: وكذلك لا يعقل أن يدخل أحد في هذا الدين ويعتقد بأن من يخالفه مسلم.

    وإن قال: لم يذكر النبي التكفير وإنما دعاهم لقول: لا إله إلا الله،
    نقول: كذلك لم يذكر الإعتقاد بكون عبادة غير الله كفرا، ولم يفصّل لهم معنى الطاغوت في كل مرة ومعنى الكفر به، وإنما كل ذلك عرفوه، ولذلك لم يحدث جهله بين الصحابة، بخلاف الحال اليوم لما اكتفى العلماء بـ(قولوا: لا إله إلا الله)، ولو جهل الناس يومئذ ما جهله قومنا لدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعنى ولم يكتف بـ (قولوا: لا إله إلا الله) فقد كان يدعو لمخالفة الكفر واقعا لا نظريا فحسب.


    يتبع إن شاء الله..

  13. #53

    Lightbulb رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟


    قال: ما الحد الأدنى من المعرفة المتعلقة بالشرك حتى يثبت للمسلم وصف الإسلام؟ هل يجب عليه أن يعلم أن الفعل كذا وكذا يعتبر شركا أكبر، أم أن عليه فقط أن يعلم أنه باطل وحرام لا يرضاه الله؟


    أقول: اتضح إذن أن المخالف يقول بإسلام من جهل أن الفعل كفرا، لا الفاعل فقط، فيختلف المسلمون في عبادة القبور هل هي شرك أم لا، وفي التحاكم إلى شرع الطاغوت وفي سب الله وهم مسلمون كلهم مع ذلك.

    ولو كان مجرد الإقرار بأنها حرام وباطل لفعلها عصاة المسلمين كما شربوا الخمر، فالمهم أن يعتقدوا بأنها حرام وباطل إلا إذا استحلوها، فتوصلنا إلى أن الكفر لا يكفر صاحبه إلا إذا فعله مستحلا، ومع ذلك قال مرة أن من لم يعتقد أن دعاء غير الله شرك أكبر بل أصغر ففعله لا يعذر بالجهل.


    قال: مع أن القياس الصحيح على الخوارج هو أن نقيس أسلمة اليهود والنصارى على تكفير المسلمين.


    أقول: من يقول بإسلام اليهود والنصارى لم يحقق الإسلام وإن احتج بجهلهم (وللعلم فللمخالف قولان في هذه القضية)، ولا يمكن أن يكون موحدا وهو يجهل تكفيرهم إن عاين كفرهم، ومن يقول بكفر المسلم لمعاصيه كما فعل الخوارج يكون قد حقق التوحيد ولم يشرك بالله، ولا يهدم توحيده الإعتقاد جهلا بأن السارق كافر.

    قال: تكفير المسلم أمر عظيم في الدين وعقابه شديد عند رب العالمين، وللعلم فإن الأحاديث الشرعية لم تتطرق إلى مسألة تكفير المشرك كما تطرقت إلى تكفير المسلمن، ففي حين علمنا أن تكفير المسلم كفر لتواتر الأدلة الشرعية الصريحة على ذلك ما علمنا أن أسلمة المشرك كفر إلا بالإستنباط الشرعي، إذ لا دليل صريح عليه.


    أقول: إذن تكفير المسلم ذنب عظيم، أما الإعتقاد بإسلام الكفار كما هو واقع اليوم فهذا لا يوجد فيه نص صريح، وإنما هو اجتهاد واستنباط لا يعلمه إلا الراسخون في العلم، ويختلف فيه المسلمون كاختلافهم في الصلاة في الطريق إلى بني قريضة أو بعد الوصول إلى ديارهم، ولا ينكر هذا على هذا فهي مسائل اجتهادية، والكتاب والسنة ليس فيهما حكم صريح في الكفار، هكذا مطلقا، يعني حتى اليهود والنصارى وكفار قريش لا نص على كفرهم.

    ويظن مع هذا أنه يمكن أن يكون الناس مسلمين ويكون لهم كيان وأمة، ويمكنهم أن يجاهدوا الكفار ويبغضوهم وبعضهم يعتقد في في كفرهم ويعاديهم وبعضهم يعتقد في إسلامهم ويواليهم، بل بعضهم يرى فعلهم معصية لا تنفي الإسلام عنهم، وبعضهم يراها كفرا.

    يبدو أن الأمور قد خرجت عن نطاقها. فنحن أمام فسيفساء من العقائد المتناقضة، لأن همه الوحيد هو الإستماتة في الدفاع عن طائفة بما أوتي من قوة وإن خرّب عقيدة الإسلام.


    قال عن الذين لا يكفّرون المشركين: أن ضلالتهم أقل بكثير من ضلالة الخوارج، فحيث إن الخوارج أخرجوا المنتسب إلى الإسلام من الدين بشبهة (أي أخرجوه من الأصل) فهؤلاء أبقوا الأصل في المنتسب إلى الإسلام( وهو الإسلام) لشبهة، فكانت ضلالة الخوارج أعظم ضلالة من هؤلاء إن صح وصفنا لها بالضلالة.


    أقول: إن الخوارج عذروا بالشبهة لأنهم لم يشكوا في كون الكفر كفرا كما يشك هؤلاء الذين يدافع عنهم ويعذرهم إن جهلوا أن الكفر كفر، وهو لا يعتبرها ضلالة ولا بدعة ولا معصية، فهي حق حسب عقيدته أو اجتهاد يؤجرون عليه، إن لم يؤجروا مرتين فمرة على الأقل، ويكفي عنده الإعتقاد عموما وإطلاقا ونظريا بكفر العابد لغير الله، مع أنه يرى أن لا دليل عليه أيضا.


    قال: هم يكفّرون العابد لغير الله بالعموم لكن الخلاف معهم في تنزيل الأحكام الشرعية أي الحكم القضائي.


    أقول: يكفي عنده الإعتقاد عموما وإطلاقا أي نظريا بكفر العابد لغير الله، ولا ادري من اين اتى بالدليل على وجوب الإعتقاد عموما بكفر الكافر مادام ليس هناك نص صريح على التكفير كما يقول، وما دام يجيز إسلامهم حتى وإن لم يعتبروا الكفر كفرا، وإنما هو حرام فقط، ولا ندري ما هي الأحكام الشرعية التي ينزّلها ما دام ليس هناك نص كما يقول، وما دام من واجبنا رد الأمر إلى القاضي الذي لا يوجد أصلا اليوم، ولا أدري لماذا لا يكون الحكم بإسلام الناس بعد الرجوع إلى القاضي.

    إن الإنطلاق من أحاديث تحريم تكفير المسلم هو الذي أدى إلى هدم التوحيد والتسوية بين المشركين ومبتدعة المسلمين، بل تفضيل المشركين عليهم، إنه عاقبة الإنطلاق من الفرع إلى الأصل، ومن الإستثناء إلى القاعدة.


    نسأل الله أن يهدينا لما فيه الخير وأن يبعدنا عن العصبية ويجمعنا على كلمة سواء بيننا وبينكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    43

    افتراضي رد: مسألة للبحث : هل أسلمة الموحدين من أركان أصل الدين أم من لوازمه ؟

    (البيان الاسلامي)

    جزاك الله خيرا"..

    المشكلة كامنة في ان القوم جاهلون بالاسلام لذلك يتخبطون ولايستطيعون تنزيل الاحكام على الواقع
    فيحصرون القضية في الأعتقاد ولا ادري اي أعتقاد يقصدون ؟
    ومن تأمل في حال المشركين في وقت البعثة ودخولهم للاسلام يعلم يقيننا" أنهم يفهمون ان (لا اله الا الله ) تعني تكفيرهم
    والبراة منهم.
    ولذلك تجد كل من ياتي الى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الاسلام يحكم بكفر نفسه أولا" وكفر من خرج من دينهم والا
    لايكون معني لدخوله الاسلام وعندماي ريد الفرد منهم الدخول في الاسلام يأتي بعد أن يتيقن من كفر نفسه والا لما أتي الى
    النبي صلى الله عليه وسلم واراد الاسلام لان من المشركين من يظن انهم على الحق (ملة ابراهيم) عليه السلام ..

    ولكن آني يفهم من لايريده ؟ بل يريد ما يؤيد مذهبه ومعتقده ..

    والله المستعان..
    والحمد لله رب العالمين..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •