وابن مسعود رضي الله عنه يقول: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم، وأوّله وأُسّه ورأسه، شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها وأحبوها، وأحبوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم، ولو كانوا بعيدين منكم نسباً واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوهم، وأبغضوا من أحبهم. أو جادل عنهم أو لم يكفرهم، أو قال ما عليّ منهم، أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى إثماً مبيناً، فقد كلّف الله كل مسلم ببغض الكفار، وافترض عليه عداوتهم، وتكفيرهم والبراءة منهم، ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم، فالله الله تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً" أهـ. من مجموعة التوحيد
قال ابن القيم رحمه الله: (وأيّ خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تُضَاع ودينه يُتْرَك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرْغَبُ عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس! كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق.وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مُبَالاة بما جرى على الدين؟!وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نُوزِعَ في بعض ما فيه غَضَاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذَّل وجَدَّ واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وُسْعِهِ.
وهؤلاء - مع سقوطهم من عينِ الله ومَقْتِ الله لهم - قد بُلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرو
ن) [إعلام الموقعين].
قال ابن سحمان رحمه الله معلقاً على هذه الآية: (الفتنة هي الكفر فلو اقتتلت الحاضرة والبادية حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتاً يحكم بخلاف شريعة الله).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (فمن ترك القتال الذي أمر الله به لئلا تكون فتنة فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ريب قلبه ومرض فؤاده، وتركه ما أمر الله به من الجهاد) [مجموعة الفتاوى (14/361)]
قال ابن النحاس رحمه الله : (أطلق نفسك من أسرها قبل أن يعسر الفكاك وانهض على قدم التوفيق والسعادة عسى الله أن يرزقك من فضله الشهادة، ولا يقعدك عن هذا الثواب سبب من الأسباب، فذو الحزم السديد من جرّد العزم الشديد، وذو الرأي المصيب من كان له في الجهاد نصيب، ومن أخلد إلى الكسل وغرّه الأمل زلت منه القدم، وندم حيث لا ينفع الندم، وقرع السن على ما فرط وفات، إذا شاهد الشهداء في أعلى الغرفات {والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} [الأحزاب: 4]، و {حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173]،) [مشارع الأشواق 1/132].