وقال معروف الرصافي:
تَـجَلَّد تـجلَّد يا سليم ولا تكن بما ناب من صرف الزَّمان مُبالِيَا
ولا تبتئس بالدَّهر إنَّ خطوبه سحابة صيفٍ لا تَدوم ثوانيَا
لقد عشت في الدنيا أسيفاً وليتني تَرَحّلت عنها لا عليَّ ولا ليا
ودارَيت حتى قيل لي متملِّق وما كان من داء التَمَلُّق دائبا
وحتى دعاني الحزم أن خَلِّ عنهم فإنَّ صريح الرأي أن لا تُداريا
أراد انقيادي للهوان وما درى بأنيَ حر النفس صعب قياديا
إذا ما سمائي جاد بالذُلّ غَيْثها أبَيْت عليها أن تكون سمائيا
وإنّ أحقَّ الناس بالرحمة امرؤٌ أضاع وداداً عندَ من ليس وافيا
كفى مَفخراً أن قد وفَيْت ولم يَفُوا فكنت الفتى الأعلى وكانوا الأدانيَا
لعلّ الذي أشجاك يُعقب راحة فقد يَشكر الأنسان ما كان شاكيا
ألاّ ربّ شرّ جرّ خيرا وربما يجُرُّ تجافينا الينا التصافيا
ولولا اختلاف الجذب والدفع لم تكن نجوم بأفلاك لهنّ جواريا
وما الشعر إلاّ أن يكون نصيحة تنشِّط كسلاناً وتُنهض ثاويا
فعلّمهم كيف التقدم في العلا ومن أيّ طُرْق يبتغون المعاليا