كلام موفق ، بارك الله في علمكم ونفع بكم وزادكم من فضله .ربما يقتني أحدنا كتاباً يقع في مجلدات ، وتأخذ عليه مساحة كبيرة في مكتبته ، ولايجد وقتاً كافياً ليقرأها قراءة متمعنة. ثم تقع عينه - بتوفيق من الرحمن - على كتاب يقع في "مجلد واحد" ، في نفس التخصص أو المجال ، فيجد كتاباً بحق "عظيم الفائدة" ، قد حوى نفائس ذلك العلم ، وتضمن أصوله المهمة ، وقواعده الجوهرية ، في عبارة رشيقة مفهومة ، فهو بحق كتاب "متين المادة" ، "جليل القدر" ، "عظيم النفع" رغم صغرحجمه وقلة مادته. هذه النوعية من الكتب مهمة وثمينة لعدة اعتبارات : أنها تختصر الوقت وتوقفك على ما تحتاج إليه ، أنها تحتصر المساحة في مكتبتك ، أنها تستعصي على النسيان وترسخ في الذاكرة ، أنها سهلة المراجعة جهداً ووقتاً ، يمكن حملها بسهولة وقراءتها في الحل والترحال ، وغير ذلك من الإيجابيات.
لذلك ، أود مشاركة الإخوة في ذكر أمثلة لهذا النوع من الكتب ، كتاب صفته أنه مجلد واحد ولكن عظيم الفائدة [1] ، ففي ذكر هذا نشر للخير ومساعدة من لم يعرفها ليعرفها ويطلع عليها ، فهي كتب - وهو أمر مجرّب - توفر الجهد ، والمال ، والمساحة ، فتوصل طالب العلم إلى عدة مقاصد من أقصر الطرق.
أبدأ بذكر ما وقفت عليه بنفسي واستفدت منه فوائد جمة. أكتفي بثلاثة أمثلة:
#############
- كتاب "الفوائـد" لابن القيم ، طبعة عالم الفوائد.
- كتاب "مقدمة ابن الصلاح" ، تحقيق ماهر الفحل والهميم.
- كتاب "التعريفات" للجرجاني ، تحقيق الأشقر.
والآن جاء دوركم.
= = = = = = = = = = = =
[1] أعلم أن هناك كتب محققة ، لولا التحقيق والحواشي المفرطة في الطول ، لكان مجلداً واحداً ، بدلاً من عدة مجلدات ، كما أعلم أن اختلاف الطبعات قد يؤدي إلى اختلاف عدد المجلدات...ولكن سددوا وقاربوا.