كل الناس –إلا ما رحم ربي-إنما يعتني بمحط أنظار الناس..في غالب شأنه
وبعضهم-وقليل ماهم- لا يكاد يهتم إلا بمحط نظر الرب جل وعز
ولو حلّت هذه العُقدة لتغير وجه الأرض في التو..وانفتحت صفحة قشيبة
من صفحات تاريخ العز..موصولة بتلك التي كان أجدادنا يرفلون فيها بثياب الفخار والمنعة والتمكين
إي والله..ولست من أرباب المبالغات
وحيث كان تعلق الناس جل الناس هو العناية البالغة في إبراز مكنونات ما حوته جلدة الرأس ..إبرازها للناس ..سواء كانت هذه المكنونات كامنة حقا هناك..أو كان صاحبها دعيّا ..وكان محط نظر الله جل وعلا هو إلى المضغة الصغيرة..التي إن صلحت صلح الجسد كله(هكذا!) وإذا فسدت....
لما كان ذلك كذلك..قال تعالى"لهم قلوب لا يعقلون بها"!
قال لي بعض الأغبياء من المعجبين بكانت وأبيقور وديكارت وأضرابهم:كيف يصف الله-سبحانه وتعالى"والتسبيح مني!"- القلوب بالعقلانية..وهي كتلة من العواطف الساذجة التي لا معنى لها في عالم البرهان والمنطق؟!
قلت : قد تكفل الله بإجابة أمثالك "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
فإذا عميت القلوب..حجبت العقول عن التفكير..

تأملت فينا معشر طلبة العلم فوجدتنا نتفنن في إظهار قدراتنا الإبداعية..لا لشيء سوى أن يقول قائل أصلُه نطفة:ماشاء الله..وبوركت..وعظ يم..وما أحسن هذا.."ولقد خلقنا الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين"
وإن العجب ليأخذ بتلابيبي كيف يغفل أحدنا عن مراقبة قلبه وهو محط نظر ربه خالق هذا الكون الواسع الممتد إلى مالا يعلمه إلا هذا الخالق نفسه!..ولا يغفل هو عينه عن مراقبة قلمه الرشيق الأنيق الذي يغرف مداده من تجاعيد دماغه المهتريء..بشيء من المعلومات جمعها من هنا وهناك.."وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
ومن يتصور هذا المعنى..يدرك بحق "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي"..
فإذا قرأت ما تقدم..تدبر "وما قدروا الله حق قدره"..وافزع أن تكون من أهلها..لا سيما وأنت تحمل وظيفة وراثة النبوة..والتوقيع عن رب العالمين..فإن أبيت فدع عنك العلم ومؤنته..فإنك لن تزداد به حينئذ إلا جهلا