2738 - " ألا أعلمك كلمات علمني الروح الأمين ؟ قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا
يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر فتن
الليل و النهار و من كل طارق إلا طارق يطرق بخير ، يا رحمن ! " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 534 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 31 / 5547 ) بإسناد الذي قبله عن المغيرة
بن مسلم عن هشام بن حسان عن جبير عن خالد بن الوليد قال : كنت أفزع بالليل
، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : إني أفزع بالليل فآخذ سيفي فلا ألقى
شيئا إلا ضربته بسيفي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال :
" لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا المغيرة بن مسلم ، تفرد به شبابة " .
قلت : و هو ثقة حافظ محتج به في " الصحيحين " ، و كذا من فوقه ، فإنهم ثقات من
رجال " التهذيب " إن كان شيخ هشام بن حسان ( جبيرا ) فإن اسمه غير واضح في
النسخة المصورة ، و يمكن أن يقرأ ( حميد ) ، و لكل من الاحتمالين ما يرجحه ، فـ
( جبير ) - و هو ابن نفير - له رواية عن خالد بن الوليد عند أبي داود ، و (
حميد ) - و هو ابن هلال - روى عنه هشام بن حسان عند مسلم و أبي داود كما في "
تهذيب المزي " ، و سواء كان هذا أو ذاك فهو ثقة ، لكن يحتمل أن ( حطم ) ، و هو
" شيخ " كما في " ثقات ابن حبان " ( 4 / 193 ) و لعله أراده الهيثمي بقوله ( 10
/ 126 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير
المدائني ، و لم أعرفه ، و بقية رجاله ثقات " . قلت : قد عرفه الخطيب حين ترجمه
برواية جمع من الحفاظ عنه كما تقدم بيانه في الحديث الذي قبله ، فالسند حسن على
الاحتمال المذكور ، لاسيما و له طريق أخرى من رواية المسيب بن واضح : حدثنا
معتمر بن سليمان : حدثنا حميد الطويل عن بكر ابن عبد الله المزني عن أبي
العالية عن خالد بن الوليد : أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
إني أجد فزعا بالليل ، فقال : ألا أعلمك .. الحديث بتمامه ، و زاد : " و من شر
ما ذرأ في الأرض و ما يخرج منها ، و من شر فتن الليل .. " إلخ . أخرجه الطبراني
في " الكبير " ( 4 / 135 / 3838 ) : و في " الدعاء " ( 2 / 1307 / 1083 ) عن
شيخين له ثقتين قالا : حدثنا المسيب بن واضح .. قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات
غير المسيب هذا ، فهو ضعيف ، لكن ضعفه من قبل حفظه ، فيمكن الاستشهاد به ، و
بخاصة أنه قد توبع ، فرواه البيهقي في " الدلائل " ( 7 / 96 ) من طريق حفصة بنت
سيرين عن أبي العالية به . و رجاله ثقات غير شيخه و شيخ شيخه " أبو حامد أحمد
بن أبي العباس الزوزني : حدثنا أبو بكر محمد بن خنب ( ! ) " فإني لم أعرفهما .
و لبعضه شاهد يرويه أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان : أن خالد بن الوليد
رضي الله عنه كان يورق ، أو أصابه أرق ، فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه ، و من شر عباده ، و من
همزات الشياطين و أن يحضرون . أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم
746 ) . و رواه أحمد ( 4 / 57 ) و البيهقي في " الأسماء " ( ص 185 ) و كذا ابن
أبي شيبة في " المصنف " ( 10 / 362 - 363 ) ، و ابن عبد البر في " التمهيد " (
24 / 109 ) من طريق يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان به ، إلا أنه قال :
عن الوليد ابن الوليد أنه قال : يا رسول الله ! إني أجد وحشة . قال : إذا أخذت
مضجعك فقل : فذكره . و زاد في آخره : " فإنه لا يضر ، و بالحري أن لا يقربك " .
فهذا خلاف رواية أيوب بن موسى لأنه قال : " الوليد بن الوليد " ، و هو أصح ، و
هو أخو خالد بن الوليد . و رجال إسناده ثقات رجال الشيخين ، لكنه منقطع ، قال
المنذري في " الترغيب " ( 2 / 263 ) : " و محمد لم يسمع من الوليد " . و كذا
قال الحافظ في " الإصابة " ، و لفظه : " و هو منقطع ، لأن محمد بن يحيى لم
يدركه " . و هذا معنى قول البيهقي عقبه : " هذا مرسل " . ( تنبيه ) : ثم قال
الحافظ عقب قوله المتقدم : " و قد أخرجه أبو داود من رواية ابن إسحاق عن عمرو
بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان الوليد بن الوليد يفزع في منامه ، فذكر ذلك
للنبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث " . كذا قال ! و الحديث عند أبي داود
في " كتاب الطب " ( 3893 ) من الوجه المذكور بلفظ : " أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات .. " فذكرها ، ليس للوليد بن الوليد فيه
ذكر ، و كذلك أخرجه الترمذي ( 3519 ) و حسنه ، و النسائي في " عمل اليوم و
الليلة " ( رقم 765 ) ، و الحاكم ( 1 / 548 ) و البيهقي ( ص 185 - 186 ) ، و "
الآداب " ( 993 ) له و ابن السني ( 744 ) و أحمد ( 2 / 181 ) و ابن أبي شيبة (
10 / 364 ) كلهم عن ابن إسحاق به معنعنا . نعم علقه البخاري في " أفعال العباد
" ( ص 88 - هندية ) على شيخه أحمد بن خالد - و هو الكندي أبو سعيد - : حدثنا
محمد بن إسحاق به ، و لفظه : " كان الوليد بن الوليد رجلا يفزع في منامه .. "
إلخ . و هو رواية للنسائي و ابن عبد البر . فلعل عزوه لأبي داود سبق قلم ، و
الله أعلم . ثم وجدت لحديث الترجمة شاهدا مرسلا من رواية مصعب بن شيبة عن يحيى
بن جعدة قال : " كان خالد بن الوليد يفزع من الليل حتى يخرج و معه سيفه .. "
الحديث نحوه ، و زاد في آخره : " فقالهن خالد ، فذهب ذلك عنه " . أخرجه ابن أبي
شيبة ( 8 / 60 و 10 / 363 ) . قلت : و مصعب هذا لين الحديث كما في " التقريب "
. و رواه مالك في " الموطأ " ( 3 / 125 - 126 ) عن يحيى بن سعيد قال : بلغني أن
خالد بن الوليد قال : فذكره مختصرا . و قال ابن عبد البر في " التمهيد " عقبه :
" و هذا حديث مشهور مسندا و غير مسند " . ثم رواه من بعض الطرق المتقدمة ، ثم
قال : " و في هذا الحديث دليل على أن كلام الله عز وجل غير مخلوق ، لأنه لا
يستعاذ بمخلوق " . ثم ذكر أن معنى قوله في بعض الطرق المتقدمة : " و أن يحضرون
" : " و أن يصيبوني بسوء ، كما في قوله تعالى : *( و قل رب أعوذ بك من همزات
الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون )* " . ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث أبي رافع
أن خالد بن الوليد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه وحشة يجدها ،
فقال له : فذكره بنحوه . أخرجه عبد الرزاق ( 11 / 35 / 19831 ) و من طريقه
البيهقي في " شعب الإيمان " ( 4 / 175 / 4710 ) . و رجاله ثقات غير ( إسحاق بن
إبراهيم ) و هو الدبري ، و فيه كلام معروف . و قد جاءت هذه الاستعاذة في قصة
تحدر الشياطين على النبي صلى الله عليه وسلم ، و محاولة أحدهم حرقة بشعلة من
نار ، فأمره جبريل بها فطفئت نارهم و هزمهم الله تعالى ، أخرجه أحمد و غيره ، و
قد خرجته في هذا المجلد برقم ( 2995 ) ، و مختصرا في المجلد الثاني ( 840 ) .