أخي المبارك بارك الله فيك .. ألا ترى أن هذا الأمر هو من فضول فضول العلم ولا عمل ينبني عليه؟ ماذا يعنينا هل هبط هؤلاء القوم على القمر حقا كما يدعون أم لم يتمكنوا من ذلك؟؟؟ ما العمل الذي ينبني عليه عندنا؟؟
- لو كانوا لم يهبطوا حقا، فهم قوم كفر أصلا وكذبهم على شعوبهم وعلى أهل الأرض قاطبة لا يستغرب عليهم!
- ولو كانوا قد هبطوا حقا، فهم قوم سفهاء، رموا ملايين الدولارات في لعبة لا غاية منها الا الدعاية وقذف الذعر في قلوب منافسيهم الروس فضلا عن باقي دول العالم، والا فلا فائدة رجعت على البشر حقيقة الى يوم الناس هذا من تلك "الخطوة العظيمة للبشرية" التي خطاها ذلك الأرمسترونج هناك كما يدعون!
فان كانت الغاية من النزول هناك بناء مستعمرة بشرية على القمر فالأرض دونكم بوديانها وقفارها وسهولها فعمروها أولا واملأوها عن آخرها ان كنتم تستطيعون!! فان ضاقت عليكم بعد ذلك فلننظر حينئذ ماذا نحن فاعلون! ولن تضيق أبدا لأن الله قال: ((مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)) [طه : 55] وهذه آية يخاطَب بها سائر البشر الى يوم الدين .. فلن يموت انسان ويدفن ويبعث على القمر أو المريخ أو غيرهما!!!
وقال تعالى: ((وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ)) [الأعراف : 10]
فلو كانت للناس معايش تكون في المستقبل في غير الأرض كما في الأرض لما قصر الامتنان على الناس في هذه الآية الكريمة على ذكر الأرض وحدها.. والا فمنة تمكين الناس من العيش على غير الأرض بالاضافة اليها هي منة أكبر من تمكين الناس من العيش على الأرض وحدها ولا شك، فتعين ذكرها أو على الأقل عدم القصر على الأرض وحدها هنا في معرض الامتنان!!
وقال تعالى: ((أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) [الروم : 9]
فالذين سبقوا وأهلكهم الله من الأمم الأولى كانوا أكثر اعمارا للأرض بالنسل والانتشار فيها منا، وكانوا أشد منا قوة (ومن ذلك قوة العلم والاختراع ولا شك) واثارة للأرض ولما فيها.. وهذا يظل مطردا الى قيام الساعة، فمهما علا أهل زماننا ومن بعدهم فهم مسبوقون بمن كانوا أعلى منهم وأقوى وأهلكهم الله على علوهم... فليتنا نحسن تدبر كلام ربنا، حتى يزول الافتتان من قلوبنا ونحسن تةجيه مقاصدنا العلمية الفرعية في البحث العلمي وفي الطموح الى التطور التقني... نريد من تقنية الفضاء ما به ننافس أقمارهم الصناعية ونشوشها، وما به نهزم منظومة سلاحهم وحربهم، لا ما به نخدر الشعوب في وهم الجبروت التقني اللامتناهي وفي حلم غزو الفضاء وأفلام حرب النجوم!!!
فالمتدبر للقرءان بروية يخرج بحول الله بعشرات من النصوص الدالة على بطلان هذا الحلم.. أعني حلم وأسطورة غزو الفضاء الأمريكية!!!
ولا حاجة بنا معاشر بني آدم في أن نتخذ لأنفسنا بيوتا على القمر أصلا، وفي الأرض تكليفنا ومعاشنا وصلاتنا وحجنا ولا تزال الأرض ملآنة بما لم يخرجه الناس من الخيرات وما لم يعمروه من الأراضي، ولن تزال كذلك الى أن يخرج الرب الموتى من بطنها لا من غيرها!!!
وان كانت الغاية من ذلك الصعود على القمر وغيره من أجرام السماء: جلب مواد خام من معادن ونحوه فهل نفدت خيرات الأرض التي تحت أقدامكم حتى تبحثوا في القمر وأجرام السماء؟؟؟ أم أنه التجبر البشري والتأله في الكون وأحلام السوبر مان؟؟؟
الله المستعان!
ولعل قارئا من المفتونين يمر على هذا الكلام الآن فيقول: "هكذا هو التخلف بعينه! لا يريدون للبشر أن ينطلقوا في السماء بحثا عما ينفعهم!.. فلعلهم أن يجدوا مواد جديدة وأفكار جديدة وعلاجات جديدة تنفع البشر فلماذا تمنعونهم وتسفهون سعيهم؟؟؟" فنقول لهذا المسكين: حدد مطلبك العلمي أولا بوضوح، ثم قرر أيها هو أسهل وأيسر السبل الى تحقيقه وأرجى المواقع لايجاده حتى تبحث فيها، فان عدمت ذلك في الأسهل فالأصعب والأصعب وهكذا .. فاختيار أيسر الطرق قبل أعسرها هو سبيل الحكماء والعقلاء .. أما الجري وراء الأحلام الأمريكية والخيال الهوليودي فما أورثنا الوهن والخوار في ديننا الا هذا، ولا حول ولا قوة الا بالله!!