طبقات فقهاء المذهب​ (الشافعى)
د. محمد بن عمر الكاف



هذا الفصل مهم جدا في معرفة الطبقات أو مراتب فقهاء المذهب من حيث الاجتهاد والتقليد ومدى اعتبار أقوالهم في المذهب .
وهذا الفصل مرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ المذهب ، ولا يمكن فهمه وتصوره إلا بعد تصور المراحل التاريخية للمذهب .
سأحاول في هذا الفصل عرض هذه الطبقات مستفيدا من كتب التراجم والفقه ومن بحثوا هذا الموضوع ، وأضيف على ما كتبوه تتمات لهذا الموضوع .
* تقسيم طبقات الفقهاء من حيث الزمن :
جرت عادة المؤلفين في تراجم الفقهاء تقسيم فقهاء الشافعية إلى طبقات بحسب الزمن مع اختلافهم في تحديد مدة كل طبقة ، فمنهم من جعل أهل كل 100 سنة طبقة كالتاج السبكي(ت771) ، ومنهم من جعل كل 20 سنة طبقة كابن قاضي شهبة (ت851هـ) ([1]) ، ومنهم من جعل كل 50 سنة طبقة كابن كثير(ت774هـ) ([2]) وابن هداية الله الحسيني(ت1014هـ)([3]) .
* تقسيم طبقات الفقهاء من حيث المرتبة العلمية :
والتقسيم الذي يقتضيه البحث هو تقسيمهم باعتبار مراتبهم العلمية من حيث الاجتهاد والتقليد ومدى اعتبار قولهم في المذهب .
فأوَّل مَنْ قسَّمهم الرافعي(ت623هـ) حيث جعلهم ثلاث مراتب ، العوام المقلدون ، والمجتهدون المطلقون المنتسبون للمذهب ، والمجتهدون المقيدون ، وذلك في قوله :
(واعلم أن الذين يقال لهم أصحاب الشافعي ثلاثة أصناف :
1-العوام ، وتقليدهم إياهم مفرع على جواز تقليد الميت .
2-والبالغون درجة الاجتهاد ، وقد ذكرنا أن المجتهد لا يقلد المجتهد . وإنما ينسب هؤلاء إلى الشافعي لأنهم يجرون على طريقته في الاجتهاد ، ويوافق اجتهادهم اجتهاد ممهدي تلك الطرق . وإذا خالف أحيانا لم يبالوا بالمخالفة .
3-والصنف الثالث : المتوسطون بين الصنفين الأولين ، وهم الذين لم يبلغوا رتبة الاجتهاد في أصل الشرع ولكنهم وقفوا على أصول الإمام الذي ينتسبون إليه في الأبواب ، وتمكنوا من قياس ما لم يجدوه على ما وجد ، وهؤلاء مقلدون له تفريعا على تقليد الميت ) ([4]).
وكذلك ابن الملقن(ت804هـ) ([5]) في طبقاته «العقد المذهب في طبقات حملة المذهب »([6]) الذي قسم فقهاء الشافعية من عصر الشافعي إلى زمنه إلى طبقتين ، أصحاب الوجوه ، ومن دونهم ، وهناك حاجة إلى دراسة كتابه لمعرفة المعايير التي اعتمد عليها في هذا التقسيم([7]) .
ثم جاء ابن الصلاح (ت643هـ) ([8]) وقسمهم إلى خمسة طبقات ، وهو التقسيم المشهور الذي حذا حذوَهُ أكثرُ من كتب في هذا الموضوع([9]) .
وقد اعتمدت هذا التقسيم مع زيادة طبقة أضافها بعض المتأخرين ليستقر تقسيم الفقهاء إلى ستة طبقات ([10]) وهي :
الطبقة الأولى: مرتبة المجتهد المستقل :
مثل الأئمة الأربعة وأمثالهم ، ممن له مذهب مستقل في أصول الفقه وقواعده وفروعه لا يقلد في جملة ذلك أحدا ، أي : الإمام الذي أسس قواعد أصولية خاصة به ، وهو ما سُمِّي بالمجتهد المطلق .
قال ابن الصلاح (ت643هـ): (ومن دهر طويل عدم المفتي المستقل وصارت الفتوى إلى المنتسبين إلى أئمة المذاهب المتبوعة) ([11]) .
قال ابن حجر الهيتمي (ت974هـ) : (أَمَّا حَقِيقَتُهُ بِالْفِعْلِ فِي سَائِرِ الْأَبْوَابِ فَلَمْ يُحْفَظْ ذَلِكَ مِنْ قَرِيبِ عَصرِ الشَّافِعِيِّ إلَى الْآنَ ، كَيْفَ وَهُوَ مُتَوَقِّفٌ عَلَى تَأْسِيسِ قَوَاعِدَ أُصُولِيَّةٍ وَحَدِيثِيَّةٍ وَغَيْرِهِمَا يُخَرِّجُ عَلَيْهَا اسْتِنْبَاطَاته وَتَفْرِيعَاته ، وَهَذَا التَّأْسِيسُ هُوَ الَّذِي أَعْجَزَ النَّاسَ عَنْ بُلُوغِ حَقِيقَةِ مَرْتَبَةِ الِاجْتِهَادِ الْمُطْلَقِ ، وَلَا يُغْنِي عَنْهُ بُلُوغُ الدَّرَجَةِ الْوُسْطَى فِيمَا سَبَقَ ، فَإِنَّ أَدْوَنَ أَصْحَابِنَا وَمَنْ بَعْدَهُمْ بَلَغَ ذَلِكَ وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ مَرْتَبَةُ الِاجْتِهَادِ الْمَذْهَبِيِّ فَضْلًا عَنْ الِاجْتِهَادِ النِّسْبِيِّ فَضْلًا عَنْ الِاجْتِهَادِ الْمُطْلَقِ )([12]).
الطبقة الثانية: مرتبة المجتهد المنتسب.
وهذه المرتبة طبقة الفقهاء الذين بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق ولكنهم لم يؤسسوا قواعد أصولية خاصة بهم ، ولكن انتسبوا لمذهب من المذاهب الأربعة ومشوا على قواعدها وأصولها ، ومن الذين انتسبوا للمذهب الشافعي أبو ثور الكلبي (ت240هـ) ([13]) والمزني(ت264هـ) ([14]) ، ومحمد بن نصر المروزي (ت294هـ) ، وابن خزيمة (ت311هـ) ([15]) ، وابن المنذر(ت319هـ ) ([16]) وابن جريرالطبري (ت319هـ) ([17]) ، فإنهم من الشافعية ووصفوا بالاجتهاد المطلق مع انتسابهم للشافعي، ومشيهم على أصوله وقواعده.
وهذا لا يكون مقلدا لإمامه لا في المذهب ولا في دليله ولكنه يسلك طريقة إمامه في الاجتهاد ، وقد يوافق إمامه فيكون من قبيل اتفاق الآراء ، وقد يخالف إمامه وهو كثير .
والفرق بينهم وبين المجتهد المطلق ، أنهم لم يؤسِّسوا قواعد أصولية خاصة بهم .
قال ابن الصلاح(ت643هـ) : (الصحيح الذي ذهب إليه المحققون ما ذهب إليه أصحابنا وهو أنهم صاروا إلى مذهب الشافعي رحمه الله لا على جهة التقليد له ولكن لما وجدوا طريقه في الاجتهاد والفتاوى أسد الطرق وأولاها ولم يكن لهم بُدٌّ من الاجتهاد سلكوا طريقه في الاجتهاد وطلبوا معرفة الأحكام بالطريق الذي طلبها الشافعي به)([18])
واختلف الفقهاء في عد أقوالهم التي خالفوا فيها الإمام وجوهاً في المذهب ، وبعضهم اعتبر أنَّ من كثر مخالفته للإمام لا تعد أقواله وجوها ، ومن قلت مخالفته للإمام تعد أقواله وجوها كالمزني(ت246هـ) ([19]).
الطبقة الثالثة: مرتبة المجتهد المقيد ، أو (أصحاب الوجوه).

وهو من لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق ، بل يجتهد اجتهادا مقيدا بنصوص الإمام وقواعده وأصوله ، وله أهلية النظر في الوقائع وتخريجها على أصول الإمام ، بأن يقيس ما سكت عنه الإمام على ما نص عليه ، أو يدخله في عمومه ، أو يدرجه تحت قاعدة من قواعده ، أو ينقل أقوال الإمام من مسألة إلى أخرى تشبهها على خلافها ، فيصبح في كل المسألتين قولان : منصوص ومخرج ([20]).
قال عنه ابن الصلاح (ت643هـ)(أن يكون مجتهدا مقيدا في مذهب إمامه مستقلا بتقرير أصوله - أصول الاستدلال - بالدليل غير أنه لا يتجاوز في أدلته أصولَ إمامه وقواعده) ([21]).
وتسمى أقوال هذه الطبقة (الوجوه في المذهب) ، ويعبر عنهم (بأصحاب الوجوه) ([22]) .
وللمجتهد المقيد الاستنباط من نصوص الشرع مباشرة ، لكن يتقيَّد في استنباطه منها بالجري على طريقة إمامه في الاستدلال ومراعاة قواعده وشروطه فيه، وبهذا يفارق المجتهد المطلق، فإنه لا يتقيد بطريق غيره، ولا بمراعاة قواعده وشروطه .
قال ابن حجرالهيتمي (ت974هـ) : (وَالْقَفَّالُ نَفْسُهُ كَانَ يَقُولَ لِسَائِلِهِ فِي مَسَائِلِ الصُّبْرَةِ : تَسْأَلنِي عَنْ مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَمْ عَمَّا عِنْدِي ؟ وَقَالَ هُوَ وَآخَرُونَ مِنْهُمْ تِلْمِيذُهُ الْقَاضِي حُسَيْنٌ : لَسْنَا مُقَلِّدِينَ لِلشَّافِعِيِّ بَلْ وَافَقَ رَأْيُنَا رَأْيَهُ)([23]) .
وهذا النقل يدل على أنهم مجتهدون لا مقلدون ، ولكن وافقوا الإمام في القواعد والأصول .
* تحديد أصحاب الوجوه :
حاول الفقهاء تحديد أصحاب الوجوه وحصرهم في كتب التراجم ، والنووي هو الأكثر عناية بهذا الشأن من غيره في كتابه «تهذيب الأسماء واللغات» ، ولكنه لم يستوعب جميعهم ، كما يشير د. عبدالعظيم الديب بأن الاتفاق على حصرهم غير ممكن ([24]) .
وبعض الفقهاء حددوا أصحاب الوجوه بالزمن ، واختلفوا :
فالمشهور أنهم إلى المائة الرابعة ، أي القرن الخامس الهجري .

قال العلامة باسودان (ت1281هـ) ([25]) نقلاً عن ابن أبي الدم (ت642هـ) ([26])(وبموت القفال وبموت أصحاب أبي حامد انقطع الاجتهاد وتخريج الوجوه في مذهب الشافعي وإنما هم نقلة وحفظة)([27]) والقفال الصغير شيخ الخراسانيين توفي سنة (417هـ) .
وهو رأي الشيخ ابن حجرالهيتمي (ت974هـ) حيث يقول :
(والمتبحر في الفقه هو الذي أحاط بأصول إمامه في كل باب من أبواب الفقه بحيث يمكنه أن يقيس ما لم ينص إمامه عليه على ما نص عليه ، وهذه مرتبة جليلة لا توجد الآن ، لأنها مرتبة أصحاب الوجوه ، وقد انقطعت من أربعمائة سنة) ([28])
ومن الفقهاء من لا يمانع في وجود أصحاب الوجوه بعد القرن الخامس([29]) .

* من أصحاب الوجوه :
1- أحمد بن سيار بن أيوب ، أبو الحسن المروزي (ت286هـ) ، من تلاميذ أصحاب الإمام الشافعي ([30]) .
2- محمد بن نصر المروزي (249هـ) : أحد الأئمة الأعلام، تفقه على أصحاب الشافعي بمصر ، وله تصانيف . ([31])
3- أبو الطيب بن سلمة (ت308هـ) : محمد بن المفضل بن سلمة بن عاصم أبو الطيب بن سلمة الضبي البغدادي، تفقه على ابن سريج .([32]).
4- أبو عبد الله الزبيري البصري(ت317هـ) : الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي، ، وكان أعمى، وله مصنفات كثيرة ، منها «الكافي» ([33]) .
5-ابن حربويه (ت319هـ): علي بن الحسين بن حرب بن عيسى البغدادي القاضي أبو عبيد بن حربويه، تولى القضاء بمصر فترة طويلة ([34]).
6-أبو علي بن خيران (ت320هـ) : الحسين بن صالح بن خيران ، أبوعلي البغدادي، عرض عليه تولي قضاء بغداد فامتنع ([35]) .
7-أبو بكر النيسابوري (ت324هـ) : أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد ، أبو بكر النيسابوري المعروف بالصَّبغي، رحل وسمع الكثير، له كتب مطولة ([36]).

8-أبو سعيد الإصطخري (328هـ): الحسن بن أحمد بن يزيد بن عيسى ، أبو سعيد الإصطخري، شيخ الشافعية ببغداد ومحتسبها، له مصنفات مفيدة ([37]) .
9-أبو بكر الصيرفي (ت330هـ) : محمد بن عبد الله ، أبو بكر الصيرفي الفقيه الأصولي، أحد أصحاب الوجوه في الفروع والمقالات في الأصول، تفقه على ابن سريج ([38]) .
10-ابن القاص(ت335هـ) : أحمد بن أبي أحمد الطبري أبو العباس ابن القاص، أخذ الفقه عن ابن سريج، وتفقه عليه أهل طبرستان ، له التصنيف المشهور «التلخيص» ([39]) .
11-أبو إسحق المروزي(ت340هـ) : إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق المروزي، أخذ عن ابن سريج والإصطخري وانتهت إليه رئاسة المذهب في زمانه ، شرح المختصر، وصنف الأصول، وأخذ عنه الأئمة وانتشر الفقه عن أصحابه في البلاد، وخرج إلى مصر ومات بها ([40]) .
12-أبو علي بن أبي هريرة (ت345هـ): الحسن بن الحسين القاضي أبو علي بن أبي هريرة البغدادي، تفقه على ابن سريج وأبي إسحاق المروزي، ودرس ببغداد ، وصنف «التعليق الكبير» على مختصر المزني ([41]) .
13-ابن الحداد (ت345هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو بكر ابن الحداد الكناني المصري، شيخ الشافعية بالديار المصرية ([42]) .
14-ابن القطان (ت359هـ): أحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسين ابن القطان البغدادي، آخر أصحاب ابن سريج وفاة ، وله مصنفات في أصول الفقه وفروعه ([43]) .
15-القفال الشاشي (365هـ) : محمد بن علي بن إسماعيل أبو بكر الشاشي القفال الكبير ، وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء، وله شرح «الرسالة» في أصول الفقه، و«التقريب» ، وعنه انتشر فقه الشافعي في ما وراء النهر ([44])
16-ابن العفريس (ت362هـ) : أحمد بن محمد بن محمد الزوزني ، أبو سهل، صاحب «جمع الجوامع» وهو كتاب موسوعي في تتبع نصوص الشافعي ([45]) .
17-أبو زيد المروزي (371هـ) : محمد بن أحمد بن عبد الله المروزي، أخذ عن أبي إسحاق المروزي، وجاور بمكة سبع سنين ([46])
18-الخضري (ت380هـ) : محمد بن أحمد أبو عبد الله الخضري المروزي، كان هو وأبو زيد المروزي شيخي عصرهما بمرو ، أقام بمرو ناشراً لفقه الشافعي ([47]) .
19-الماسرجسي (ت384هـ) : محمد بن علي بن سهل بن مصلح ، الفقيه أبو الحسن الماسرجسي النيسابوري، شيخ الشافعية وأحد أصحاب الوجوه([48]) .
20- أبو القاسم الصيمري(ت386هـ) : عبد الواحد بن الحسين أبو القاسم الصيمري البصري، ومن تصانيفه: «الإيضاح» في نحو خمس مجلدات و«الكفاية» وهو مختصر و«الإرشاد شرح الكفاية» ([49]) .
21-ابن لال (398هـ): أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد ابن لال الهمداني ، أخذ الفقه عن أبي إسحاق، وأبي علي بن أبي هريرة ([50]) .
22-أبو الحسن الجوري (ت بعد 300هـ) ، علي بن الحسين القاضي أبو الحسين الجوري ، صنف «المرشد» في عشرة أجزاء ([51]).
23-ابن سهل الصعلوكي(ت404هـ) : سهل بن محمد بن سليمان بن محمد الإمام شمس الإسلام أبو الطيب ، ابن الإمام أبي سهل العجلي الحنفي الصعلوكي النيسابوري ، أحد أئمة الشافعية ومفتي نيسابور، تفقه على أبيه ([52]).
24-أبو حامد الإِسفرايِيِنيّ (ت406هـ)شيخُ طريقة العراقيين([53]) .
25-أبو طاهر الزيادي (ت410هـ): محمد بن محمد بن مَحْمِش بن علي بن داود بن أيوب ، الأستاذ أبو طاهر الزيادي، كان إمام أصحاب الحديث وفقيههم ومفتيهم بنيسابور بلا مدافعة ([54]) .
26-المحاملي (415هـ) : أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي ، أبو الحسن المحاملي البغدادي ، وهو من أبرز العراقيين من تلاميذ أبي حامد ، له كتب مشهورة كـ«المجموع» و«المقنع» و«اللباب» ([55]).
27- القفال المروزي (417هـ) : أو القفال الصغير شيخ طريقة الخراسانيين([56]) .
28-أبو إسحق الإسفراييني (ت418هـ) إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران ، ركن الدين أبو إسحاق الإسفراييني ، المتكلم الأصولي الفقيه ، يقال: إنه بلغ رتبة الاجتهاد، وله مصنفات كثيرة ([57])وهو من أبرز العراقيين .
29-أبو بكر البرقاني (ت425هـ): أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب ، أبو بكر البرقاني الخوارزمي نزيل بغداد، رحل وطوف وسمع ببلاد شتى، صنف في الفقه ثم اشتغل بعلم الحديث فصار فيه إماماً ([58])وهو من أبرز العراقيين .
30-أبو علي السنجي (ت427هـ) : الحسين بن شعيب بن محمد بن الحسين أبو علي السنجي المروزي، عالم تلك البلاد في زمانه، وهو من أبرز العراقيين ، تفقه بالقفال وبالشيخ أبي حامد الإسفراييني ببغداد ، وله تعليقة جمع فيها مذهبي العراقيين والخراسانيين، وهو أول من جمع بين الطريقتين في التصنيف([59]) .
31-الجويني ، والد إمام الحرمين (ت438هـ) ([60])من أبرز الخراسانيين .
32-أبو حاتم القزويني (ت440هـ): محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسين بن محمد بن عكرمة الأنصاري ، أبو حاتم القزويني ، قدم بغداد وأخذ عن الشيخ أبي حامد الإسفراييني حتى صار من أبرز العراقيين ، ثم رجع إلى وطنه وصار شيخ تلك البلاد في العلم والفقه، له مصنفات ([61]) .
33-القاضي أبو الطيِّب طاهر بن عبدالله الطَّبَرِيّ (ت450هـ) ([62]) الذي لازم الشيخ أبا حامد الإسفراييني حتى صار من أبرز فقهاء العراقيين ، وله «التعليقة» شرح مختصر المزني .
34-أبو الحسن الماوردي (ت450هـ) ([63]) من أبرز العراقيين .
35-أبو عاصم العبادي (ت458هـ): محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عباد القاضي أبو عاصم العبادي الهروي، صنف كتاب «المبسوط»، وكتاب «الهادي» ، وكتاب «طبقات الفقهاء» وغيرها ([64]) .
36- الفوراني (ت461هـ) : عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فوران ، وهو من أبرز الخراسانيين ، وكان مقدم الشافعية بمرو ، صنف «الإبانة» و«العمد» ([65]).
37-القاضي حسين (ت462هـ) من أبرز الخراسانيين([66]) .
38-أبو خلف الطبري (470هـ) : محمد بن عبد الملك بن خلف ، أبو خلف السلمي الطبري، من أبرز الخراسانيين ، أخذ عن القفال وغيره ، له تصانيف ([67]) .
39-القاضي أبو علي البندنيجي (ت495هـ) ([68]): الحسن بن عبيد الله بن يحيى الشيخ أبو علي البندنيجي، وهو من أبرز العراقيين ، درس الفقه ببغداد على الشيخ أبي حامد الإسفراييني، وأخذ عنه تعليقته ، وله مصنفات .
وهؤلاء الأئمة الأجلاء ، لم يكتفوا بنقل أقوال الإمام فقط ، بل عملوا على تنمية المذهب وتوسيعه باجتهاداتهم وتخريجاتهم ، بل ربما اجتهد الواحد منهم في بعض الفروع وخالف اجتهاد إمامه([69])
وقسمهم الدكتور محمد حسن هيتو إلى قسمين : مُقلِّين ، ومُكثِرِين ، بناء على الوجوه المنقولة عنهم في كتب المذهب ([70]).

الطبقة الرابعة: مرتبة مجتهد الفتوى .
وسماه ابن الصلاح (ت643هـ): مجتهد في المذهب ، ولكن لا يبلغ رتبة أصحاب الوجوه ، وهم الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تحرير المذهب والترجيح بين الأقوال والوجوه فيه ، حتى تُوِّجَتْ بمرحلة التحرير على يد الشيخين .
ويصفه بأنه: (فقيه النفس حافظٌ مذهب إمامه عارف بأدلته قائم بتقريرها يصور ويحرر ويقرر ويمهد ويزيف ويرجح لكنه قصر عن أولئك (أصحاب الوجوه) لقصوره عنهم في حفظ المذهب أو الارتياض في الاستنباط أو معرفة الأصول ونحوها من أدواتهم)([71]).
ويحددهم زمنياً بقوله (وهذه صفة كثير من المتأخرين إلى أواخر المائة الرابعة المصنفين الذين رتبوا المذهب وحرروه وصنفوا فيه تصانيف فيها معظم اشتغال الناس اليوم ولم يلحقوا الذين قبلهم في التخريج) ([72]) .
ومنهم : الشيرازي (ت476هـ) ([73]) ، وابن الصباغ (476هـ) ، وإمام الحرمين (ت478هـ) ([74]) ، والمتولي (ت478هـ) ، والروياني (ت502هـ) ، والغزالي (ت505هـ) ([75]) ، والقفال الشاشي (ت505هـ) ، والبغوي (ت516هـ) ([76]) ، والعمراني (ت578هـ) ([77]) ، وابن أبي عصرون (ت585هـ) ([78]) ، وابن الصلاح (ت643هـ) والرافعي(ت 623هـ)، والنووي (ت676هـ) .
وبعضهم عَدَّ الغزالي وإمام الحرمين والشيرازي من أصحاب الوجوه ، قال ابن حجر الهيتمي (ت974هـ) : (وَقَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ : إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَالْغَزَالِيُّ وَالشِّيرَازِيّ ُ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمُجْتَهِدِين َ فِي الْمَذْهَبِ . وَوَافَقَهُ الشَّيْخَانِ فَأَقَامَا كَالْغَزَالِيِّ احْتِمَالَاتِ الْإِمَامِ وُجُوهًا . وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ ابْنُ الرِّفْعَةِ فَقَالَ فِي مَوْضِعٍ مِنْ «الْمَطْلَبِ» : احْتِمَالَاتُ الْإِمَامِ لَا تُعَدُّ وُجُوهًا ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْهُ : الْغَزَالِيُّ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِ الْوُجُوهِ ، بَلْ وَلَا إمَامُهُ ) ([79])
واخترت عدَّهم من مجتهدي الفتوى ، خلافا لمن جعلهم من أصحاب الوجوه([80]) ، لأن أقوالهم عمليا لا تعد من الوجوه في المذهب كما يظهر من تتبع النقل عنهم في الكتب الفقهية ، وهو ما أيَّده الدكتور حسن هيتو([81]) .
الطبقة الخامسة: مرتبة النُظَّار في ترجيح ما اختلف فيه الشيخان النووي والرافعي([82]).
هذه المرتبة هي مرتبة الفقهاء في المرحلة بعد مرحلة تحرير المذهب ، حيث أصبح الفقهاء في هذه المرحلة متمحورين حول ترجيحات الشيخين قبولا ومقارنة واستدلالا وتفريعاً .
مع أن لهم اختياراتهم الخاصة التي يخالفون فيها الشيخين ، وهي سمة بارزة لدى فقهاء هذا العصر ، حتى أطلق عليهم مصطلح (المختارِين) ([83]) .
من أبرز هؤلاء العلماء :
1- ابن الرفعة (ت710هـ) ([84]) .
2- القمولي (ت727هـ) ([85]) .
3- آل السُّبكي : وفي مقدمتهم الشيخ تقي الدين علي بن عبدالكافي السُّبكي (ت756هـ) ([86])وابنه تاج الدين السبكي(ت771هـ).
4- جمال الدين الإسنوي(ت772هـ) ([87]).
5- شهاب الدين الأذْرِعِيُّ(ت783 هـ)([88])
6- بدر الدين الزَّرْكَشِيّ(ت7 94هـ) ([89])
7- ابن الملقن (ت804هـ)
8- سراج الدين البُلْقِينِيّ(ت8 05هـ)([90])
9- ولي الدين العراقي (ت826هـ) ([91]) .
10- جلال الدين المَحَلِّي(ت864هـ ) ([92])
11- جلال الدين السيوطي (ت911هـ) ([93])
12- شيخ الإسلام زكريا الأنصاري (ت923هـ) ([94]).
13- شهاب الدين الرملي (ت957هـ) ([95]) .
14- الخطيب الشربيني (977هـ) ([96]) .
15- الشيخ ابن حجر الهيتمي (974هـ) ([97]) .
16- شمس الدين الرملي (ت1004هـ) ([98])
الطبقة السادسة: مرتبة الحافظ للمذهب المفتي به
قال ابن الصلاح (ت643هـ) عن هذه الطبقة : (أن يقوم بحفظ المذهب ونقله وفهمه في الواضحات والمشكلات ولكن عنده ضعف في تقرير أدلته وتحرير أقيسته .. هذا يعتمد نقله وفتواه فما يحكيه من مسطورات مذهبه من منصوص إمامه وتفريع المجتهدين في مذهبه، وما لا يجده منقولاً إن وجد في المنقول معناه بحيث يدرك بغير كبير فكر أنه لا فرق بينهما جاز إلحاقه به والفتوى به وكذا ما يعلم اندراجه تحت ضابط ممهد في المذهب) ([99]) .
وهذه الطبقة تشمل جميع الفقهاء المصنفين في المذهب بعد المُحَقِّقَينِ ابن حجر الهيتمي والشمس الرملي ، وهم مرحلة أصحاب الحواشي ، التي أفردت لتراجمهم وجهودهم الفقهية مبحثا مستقلا ، وهم ليسوا في مرتبة واحدة ، بل على مراتب مختلفة في العلم والإحاطة بنصوص المذهب .
وهؤلاء عدَّهم الفقهاء مجرد نقلة للمذهب ، لا مفتين في الحقيقة ، لأنهم لم يبلغوا أي مرتبة من مراتب الاجتهاد ، فلهم النقل من كتب المذهب أو من غيره من المذاهب بشرط التثبت من صحة النقل .
يقول ابن حجر الهيتمي (ت974هـ) : (لأن الإفتاء في العصر المتأخرة إنما سبيله النقل والرواية لانقطاع الاجتهاد بسائر مراتبه منذ أزمنة كما صرح به غير واحد ، وإذا كان هذا هو سبيل المفتين اليوم ، فلا فرق بين أن ينقل الحكم عن إمامه أو غيره ) ([100]) .
وهؤلاء وإن كانوا حفظة ونقلة للمذهب ، لم يبلغوا أي مرتبة من مراتب الاجتهاد ، لكن لهم بعض الاختيارات التي يرجحون فيه خلاف معتمد المذهب ، بناء على جواز تجزؤ الاجتهاد ، وسيأتي في آخر الرسالة نماذج من ذلك عند فقهاء هذه المرتبة .
قال العلامة البَنَّاني (ت1198هـ) ([101]): (أنَّ مجتهد الفتيا قد يستنبط من نصوص الإمام، بل ومن الأدلة على قواعد الإمام كما هو معلوم من تَتَبُّعِ أحوال مَنْ عدُّوهم من مجتهدي الفتيا كالنووي، بل قد يقع ذلك لمن هو دون مجتهد الفتيا كما يعلم من أحوال المتأخرين) ([102]).
وهؤلاء الفقهاء أصحاب الطبقة الرابعة والخامسة والسادسة ، فهم وإن لم يقوموا بدور اجتهادي في المذهب ، لكن لهم الفضل في جمعه وترتيبه وتحريره وتنقيحه ، والاستدراك عليه.
* معنى مصطلح (المتقدمين) و(المتأخرين)([103]) :
هما مصطلحان نِسْبِيان يختلفان باختلاف زمن إطلاقهما .
فإذا أطلق مصطلح (المتأخرين) في كلام الشيخين (الرافعي والنووي) : فهم من بعد الأربعمائة ، أي القرن الخامس الهجري ، وتشمل هذه الفترة بعضا من أصحاب الوجوه وهم الطبقة الرابعة من طبقات فقهاء المذهب ، وأما المتقدمون فهم من قبل (400هـ) وتشمل أيضاً بعضا من أصحاب الوجوه (الطبقة الثالثة) .
أما عند الشيخ ابن حجر الهيتمي (ت974هـ) : فالمتأخرون هم من بعد الشيخين ، أي الطبقة الخامسة من طبقات فقهاء المذهب ، والمتقدمون هم الطبقات قبلها([104]).
وفي كتابات من بعد ابن حجر الهيتمي من الشافعية ، يقصد بالمتأخرين : أصحاب مرحلة (الحواشي) ، والمتقدمون ما عداهم من الطبقات .

============================== =============================

([1]) أبو بكر بن أحمد الأسدي، الشهبي، الدمشقي، الشافعي، ويعرف بابن قاضي شهبة ، فقيه مؤرخ، مفسر ، ناب في القضاء بدمشق، وتوفي بها ، له : طبقات الشافعية ، وشرح للمنهاج وتفسير ، وطبقات النحاة واللغويين . (الزركلي ، الأعلام 3/57).

([2])إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصروي ثم الدمشقي، أبو الفداء، عماد الدين: حافظ مؤرخ فقيه. ولد في قرية من أعمال بصرى الشام ، ثم انتقل إلى دمشق ، له تصانيف كثيرة تناقلها الناس في حياته منها : البداية والنهاية ، وطبقات الفقهاء الشافعيين انظر : (ابن العماد ، شذرات الذهب 5/ 19 الزركلي ، الأعلام 1/320) .

([3])أبو بكر بن هداية الله المريواني، الكوراني، الكردي، الحسيني، الملقب بالمصنف ، مؤرخ أقام مدة بالمدينة ، من آثاره: طبقات الشافعية في الفقه، وشرح المحرر في ثلاث مجلدات. (الزركلي ، الأعلام 2/71)

([4]) الرافعي ، العزيز شرح الوجيز ، تحقيق : علي معوض ، وعادل عبدالموجود (بيروت ، دار الكتب العلمية ، ط1 ، 1997م) 12/422.

([5])عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي، سراج الدين، أبو حفص ابن النحوي، المعروف بابن الملقن: من أكابر العلماء بالحديث والفقه وتاريخ الرجال. أصله من وادي آش (بالاندلس) ومولده ووفاته في القاهرة. له مصنفات كثيرة وصلت إلى 300 مصنف . انظر : الإسنوي ، طبقات الشافعية 138 /2 ، ابن خلكان ، وفيات الأعيان 1/393 .

([6])ابن الملقن ، العقد المذهب ، تحقيق أيمن نصر وسيد مهنا ، (دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ، 1417هـ) .

([7])عبدالعظيم الديب ، مقدمة تحقيق نهاية المطلب (1/ 121).

([8]) عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي: الشهرزوري، الموصلي، الشرخاني ، المعروف بابن الصلاح، محدث، مفسر، فقيه، أصولي، نحوي، عارف بالرجال، مشارك في علوم عديدة. وله تصانيف كثيرة قيمة ، توفي بدمشق . (الإسنوي: طبقات الشافعية 2/138 ، الذهبي ، سير أعلام النبلاء 13/ 253 – 255).

([9]) ومن أفضل من كتب في هذا الموضوع د. محمد حسن هيتو في كتابه (الاجتهاد وطبقات مجتهدي الشافعية).

([10])ابن الصلاح ، أدب المفتي والمستفتي ، تحقيق : د. عبدالمعطي قلعجي (دار المعرفة ،بيروت ، ط1 ، 1986م)(1/29-37) ، ومحمد بن عبدالله باسودان (المقاصد السنية إلى الموارد الهنية في جمع الفوائد الفقهية) ، مخطوط ، نسخة مكتبة الأحقاف بتريم (134) ص12 ، نقلا عن الشيخ علي بن عبدالرحيم باكثير (ت1145هـ) في كتابه (القول الأجمل في العمل بشهادة الأمثل فالأمثل) ، مخطوط مفقود .

([11])ابن الصلاح ، أدب المفتي والمستفتي (1/29-37) .

([12]) ابن حجر الهيتمي ، التحفة ، ( 10/ 109) .

([13]) تقدمت ترجمته .

([14]) تقدمت ترجمته .

([15])محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي، أبو بكر: إمام نيسابور في عصره. كان فقيها مجتهدا، عالما بالحديث. مولده ووفاته بنيسابور ، له مصنفات كثيرة تزيد على 140 مصنفا (التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى2/ 130 ، الذهبي تذكرة الحفاظ 2/ 168) .

([16])محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، أبو بكر: فقيه مجتهد، من الحفاظ. كان شيخ الحرم بمكة ، وتوفي بها ، له مصنفات عديدة مهمة . ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/ 126) الذهبي ، تذكرة الحفاظ (3/4) .

([17])محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر: المؤرخ المفسر الامام. ولد في آمل طبرستان، واستوطن بغداد وتوفي بها. وعرض عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى. وهو عمدة المؤرخين ، له تصانيف عديدة قيمة ، التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى2/ 135 – 140 و الذهبي ، تذكرة الحفاظ 2/ 351 .

([18])ابن الصلاح ، أدب المفتي والمستفتي (1/29-37) .

([19]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى (2/103) .

([20])وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في موضوع (الحكم في تعارض القولين المنصوص والمخرج) ص142.

([21]) ابن الصلاح ، أدب المفتي والمستفتي (1/31) .

([22]) وسيأتي مزيد إيضاح لمعنى الوجه في المذهب في موضوع (تعارض وجوه الأصحاب في المسألة) 137.

([23])ابن حجر الهيتمي ، التحفة ، 10: 109 .

([24]) عبدالعظيم الديب ، مقدمة تحقيق نهاية المطلب ، ص123 .

([25]) الشيخ محمد بن عبدالله باسودان ، فقيه ولد بالخريبة من وادي دوعن بحضرموت ، وأخذ عن والده الشيخ العلامة عبدالله بن أحمد باسودان ، وتولى القضاء والإفتاء فيها نيابة عن والده ، له عدة رسائل فقهية . انظر : عبدالله السقاف ، تاريخ الشعراء الحضرميين . (مكتبة المعارف ، الطائف ، ط3 ، 1418هـ) . ( 3/196) . ومحمد أبوبكر باذيب ، مقدمة تحقيق (الأنوار اللامعة شرح الرسالة الجامعة) (دار المنهاج ، جدة ،ط1 ، 2004) .

([26]) إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم الهمداني الحموي، شهاب الدين، أبو إسحاق، المعروف بابن أبي الدم: مؤرخ بحاث، من علماء الشافعية. مولده ووفاته بحماة (في سورية). تفقه ببغداد، وسمع بالقاهرة، وحدث بها وبكثير من بلاد الشام. له تصانيف ، انظر : ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (5/ 47) ابن العماد ، شذرات الذهب (5/213).

([27]) محمد بن عبدالله باسودان ، المقاصد السنية إلى الموارد الهنية في جمع الفوائد الفقهية ، ص 5.

([28]) ابن حجر ، الفتاوى الفقهية الكبرى (دار الفكر) 4/296.

([29]) أحمد بن أبي بكر بن سميط ، الإبهاج في بيان اصطلاح المنهاج ، (دار المنهاج ، جدة ، 1426 ، ط1 ).

([30]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى (2/183) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية ، (2/75).

([31]) ابن الصلاح ، طبقات الشافعية ، (1/278) ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/85) .

([32]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء ، (198) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/102) .

([33]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى (3/295) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/94).

([34]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء ، (119) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/97).

([35]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى (3/271) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/93).

([36]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى (3/9) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/122).

([37]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى (3/320) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/109).

([38]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص120) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/116).

([39]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص120) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/106) ، وللدكتور محمد مزياني رسالة دكتوراة في (المسائل الفقهية المخرجة عند ابن القاص الشافعي) مقدمة للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، 1426هـ .

([40]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص203) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/105) ، وللباحث محمد إبراهيم الفغاني رسالة ماجستير في (آراء أبي إسحاق المروزي في العبادات ، جمعا ودراسة) مقدمة للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، 1422هـ .

([41])الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص121) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/126).

([42])التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى (3/79) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/130).

([43]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص209) ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/124).

([44]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(2/152) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/148).

([45]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(3/301) ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/139).

([46]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص211) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/144).

([47]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص216) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/146).

([48]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص124) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/166).

([49]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص132) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/184).

([50]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص126) .

([51]) ابن الصلاح ، طبقات الشافعية ، (2/614) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/129).

([52]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص222) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية ( 2/181) .

([53]) تقدمت ترجمته ، وللدكتور فاروق سعدالدين عبدالرشيد رسالة دكتوراة بعنوان (الشيخ أبو حامد الإسفراييني وآراؤه الفقهية في العبادات ، جمع ودراسة) مقدمة للجامعة الإسلامية ، 1423هـ .

([54]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص223) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/196).

([55]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص136) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/147).

([56]) تقدمت ترجمته . وللطالب عبدالقادر يوسف رسالة ماجستير بعنوان (الإمام القفال المروزي وفقهه في العبادات والمعاملات) مقدمة للجامعة الإسلامية 1423هـ .

([57]) ابن الصلاح ، طبقات الشافعية (1/312) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/170).

([58]) ابن الصلاح ، طبقات الشافعية (1/362) ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية 2/204).

([59]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(4/344)، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/207).

([60]) تقدمت ترجمته .

([61]) التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(5/312) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/218).

([62]) تقدمت ترجمته .

([63]) تقدمت ترجمته .

([64]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص233) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/232).

([65])الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص234) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/248).

([66]) تقدمت ترجمته .

([67]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص236) ، ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/258).

([68]) الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص226) ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/206).

([69]) أحمد بك الحسيني ، دفع الخيالات ، ص4.

([70]) هيتو ، الاجتهاد وطبقات مجتهدي الشافعية ، ص47 .

([71])ابن الصلاح ، أدب المفتي والمستفتي (1/32) .

([72])ابن الصلاح ، أدب المفتي والمستفتي (1/32) .

([73]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص155 .

([74]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص156.

([75]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص158.

([76]) الحسين بن مسعود بن محمد، الفراء، أبو محمد، ويلقب بمحيي السنة، البغوي: فقيه، محدث، مفسر.نسبته إلى (بغا) من قرى خراسان، له عدة تصانيف من أشهرها : (التهذيب) اختصر به الحاوي للماوردي. انظر : الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص252) ، ابن خلكان ، وفيات الأعيان 1/ 145 .

([77])طاهر بن يحيى بن أبي الخير سالم، أبو الطيب العمراني: فقيه شافعي يماني. خلف أباه في العلم والقضاء. وجاور بمكة ، ثم عاد إلى وطنه ، وهو صاحب الكتاب الشهير (البيان) شرح المهذب . انظر : الشيرازي ، طبقات الفقهاء (ص257) ، التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى (7/336) .

([78])عبد الله بن محمد بن هبة الله التميمي، شرف الدين أبو سعد، ابن أبي عصرون ، من فقهاء الشافعية ، ولدبالموصل ، وانتقل إلى بغداد ، واستقر في دمشق ، فتولى بها القضاء وإليه تنسب المدرسة (العصرونية) في دمشق ، له عدة تصانيف فقهية مهمة . (التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 237. وابن خلكان ، وفيات الأعيان 1: 255).

([79]) ابن حجر ، تحفة المحتاج ، (10/108).

([80]) مثل الدكتور مرتضى المحمدي في رسالته للدكتوراة (المدخل إلى أصول الإمام الشافعي) (دار السلام ، داغستان ، ط1 ، 1428هـ) (1/217).

([81]) هيتو ، الاجتهاد وطبقات مجتهدي الشافعية ، ص49 .

([82]) هذه المرتبة زادها الشيخ علي باكثير على المراتب التي ذكرها ابن الصلاح ، وهي مرتبة مهمة جدا ، تحدد مراتب الفقهاء المتأخرين بشكل أدق ـ وتجمع بين الأقوال المختلفة في مرتبة الشيخين ابن حجر والرملي ، حيث عدهما البعض من مرتبة مجتهدي الفتوى ، والبعض عدهما مجرد حفظة للمذهب . انظر : د. أمجد رشيد ، إتحاف ذوي النظر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر وما له في المذهب من أثر ، رسالة ماجستير ، الجامعة الأردنية 2000 م ، ص143.

([83]) شطا ، إعانة الطالبين (2/105) .

([84]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص229.

([85])أحمد بن محمد بن أبي الحرم القرشي المخزومي، نجم الدين القمولي: فقيه شافعي مصري، من أهل (قمولة) بصعيد مصر. تعلم بقوص ثم بالقاهرة. وولي نيابة الأحكام والتدريس في مدن عدة، والحكم والحسبة بالقاهرة، وتوفي بها. له (البحر المحيط شرح الوسيط) و(جواهر البحر) .انظر: ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية 2/254 وابن كثير ، البداية والنهاية 14/ 131.

([86]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص231 .

([87])سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص233 .

([88]) هو شهاب الدين أبو العباس ، أحمد بن حمدان بن عبدالواحد بن عبدالغني بن محمد الأذرعي ، ولد في أذرعات الشام (درعا) ولها ينتسب ، رحل إلى القاهرة لطلب العلم حتى صار من أعلام الشافعية ، تولى قضاء حلب ثم تفرغ للتدريس والتصنيف ، توفي بحلب . انظر : الحسيني ، طبقات الشافعية ، تحقيق : عادل نويهض ، (دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، ط2 ) (ص237) ، ابن العماد ، شذرات الذهب (7/18) .

([89]) هو بدرالدين أبو عبدالله محمد بن بهادر بن عبدالله الزركشي ، ولد بالقاهرة وهو من أصل تركي ، وتعلم صنعة الزركشة في صغره فنسب إليها ، أخذ عن الإسنوي بمصر ، ثم رحل إلى الشام فأخذ عن الأذرعي ، حتى أتقن المذهب أصولا وفروعا ، له الموسوعة الأصولية (البحر المحيط) وغيرها من المصنفات في الفقه وأصوله ، توفي بالقاهرة. انظر : الحسيني ، طبقات الشافعية (ص241) . ابن العماد ، شذرات الذهب (7/85) .

([90]) هو سراج الدين أبو حفص ، عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني ، ولد في بُلقينة وتقع في محافظة الغربية بمصر ، رحل إلى القاهرة لطلب العلم ، ثم إلى الشام حيث عين فيها قاضيا ، ثم عاد إلى القاهرة يفتي ويدرس ويصنف ، أصبح من أعلام الشافعية ذلك العصر حتى لقب بشيخ الإسلام وحتى عده بعضهم مجدد المائة التاسعة ، له مصنفات كثيرة في الفقه والحديث ، توفي بالقاهرة . ابن العماد ، شذرات الذهب (7/177) ، كحالة ، معجم المؤلفين ، المكتبة العربية ، دمشق ، ط1 ، 1381هـ ) (2/558) .

([91])أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين الكردي الرازياني ثم المصري، أبو زرعة ولي الدين، ابن العراقي: قاضي الديار المصرية.مولده ووفاته بالقاهرة.رحل به أبوه (الحافظ العراقي) إلى دمشق فقرأ فيها، وعاد إلى مصر فارتفعت مكانته إلى أن ولي القضاء ، بعد الجلال البلقيني، وحمدت سيرته. له مصنفات عديدة في فنون شتى . انظر : السخاوي ، الضوء اللامع 1/ 336 – 344 ، الشوكاني ، البدر الطالع ، دار المعرفة ، بيروت (1/72).

([92]) هو جلال الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن إبراهيم المحلي المصري ، نسبة إلى المحلة الكبرى من محافظة الغربية بمصر ، ولد بالقاهرة ، كان مفرط الذكاء غلب عليه الفهم على الحفظ ، رفض تولي القضاء وعاش متقشفا ، له (البدر الطالع في حل جمع الجوامع) في الأصول ، و(شرح الورقات) في الأصول ، وله التفسير المشهور الذي أكمله السيوطي (تفسير الجلالين) ، انظر : ابن العماد ، شذرات الذهب (7/442) ، كحالة ، معجم المؤلفين (3/93) .

([93])عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين: إمام حافظ مؤرخ أديب. له نحو 600 مصنف، منها الكتاب الكبير، والرسالة الصغيرة. نشأ في القاهرة يتيما (مات والده وعمره خمس سنوات) ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزويا عن أصحابه جميعا، كأنه لا يعرف أحدا منهم، فألف أكثر كتبه ، انظر : ابن العماد ، شذرات الذهب (8/51) . الغزي ، الكواكب السائرة ( دار البشائر ، بيروت ، 1417هـ ) (1/226) .

([94]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص246 .

([95]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص254 .

([96]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص255.

([97]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص256.

([98]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ، ص267 .

([99]) ابن الصلاح ، أدب المفتي والمستفتي(1/34) .

([100]) ابن حجر ، الفتاوى الفقهية (4/315).

([101]) هو العلامة الفقيه الأصولي عبد الرّحمن بن جادَ الله البَنَّاني المغربي ، قدم مصر وجاور بالأزهر. له: الحاشية المذكورة في أصول الفقه تقع في جزأين. والبناني: نسبةً إلى بنانة من قرى منسيتر بإفريقيّة.انظر : الزركلي ، الأعلام (3/302).

([102]) البناني ، حاشية على شرح جمع الجوامع (البابي الحلبي ، القاهرة ، ط2 ، 1356هـ) (2/386).

([103]) باسودان ، محمد بن عبدالله ، المقاصد السنية إلى الموارد الهنية في جمع الفوائد الفقهية ، ص 12. والسقاف ، الفوائد المكية ، تحقيق حميد الحالمي (مركز النور للدراسات والأبحاث ، تريم ، ط1 ، 1424هـ) (ص145).

([104]) ابن حجر الهيتمي ، التحفة (6/391) .