نفسي .. أريـدُ أن أستـمع اليوم إليكِ
قالت: أتصدقيني ! قلت : نعم
قــــالت : كنتُ أود أن تسمعيني
قلت : إني الآن أصغي إليكِ حـبيبتي
قالت: أحِـنُّ إلـيـكِ ويــزداد الحَـنين
حـين تتوار ى نفـسي من نفـسي
حــين أخجلُ مــن أفــعالي
حــين آسف وأستحي مما أصبح كــان
أحِـــــنُّ إلـَيـــكِ في حــالاتي هذه حنيناً جماً
وأشتــاقُ أشتــاق ؛ فأنتِ من تربتين على كتفي
أنتِ إشارتي الجمـيلة حين أراها
وأنتِ بُـرهاني ودليلي إلى الخير والرحمة
ما مضتْ عليكِ لحظة إلا ورأيتكِ تُسَبّحِين
حين تكوني قانتة لله رب العالمين ،
حين ذلك أخجل مـنكِ
فما بالكِ من حيائي وخشيتي وخجلي
ممن جعل لي عــينان
ولسان وشــفتان وهداني النجــدين ؟
غَـــوَتْ نَـفْسِي تريد أن تفعل
!ولم تـُــرِدْ أن تســـتـَفِق
وظلـَّت حتى عَــصَـتْ!
وها أنا ذا نفسكِ ضُمّيني إليكِ ضُمّيني
كمــا تـَضُمُّ الأمُّ ولــيدَها
الخوف من الحبيب يغرقني ندماً ودموعاً
قلت لها: نفسي وحبيبتي أنت الآن جـميلة
و تلك اللحظة عـــظيمة ،
هذا باب رحمة ربك العزيز الغفار
ِإرفعي يديكِ واخفضي رأسكِ وغُضي طرفك
وناجي حبيبكِ وتضرَّعي إليه وابـكي
ِزيـــدي من بـُكائك
إنه غَـسُولُ التّوبة طِيبي وارتَدِي البَيـَاض
واسْجُدي لباسط الأرض ورافع السّموات
إنه قابل التَّـوب واسِــــع الرَّحَمات
أرق تحياتي
عفاف عبد الوهّاب صدّيق