تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 26

الموضوع: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    قال الحافظ ابن حجر فى الفتح ج6 ص542 ما نصه " وقد نقل عن الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات ، وحصرهن ابن حزم فى ست حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم ، وأسقط القرطبى سارة وهاجر... وقال القرطبى الصحيح أن مريم نبية" وقد اسبق ابن حجر قولههذا بأن أبا عبيدة استدل بقوله تعالى عن مريم "إن الله اصطفاك" على أنهاكانت نبية"
    رجاء من الأخوة الكرام المشاركة فى ها الموضوع ، وقد تعمدت طرحه للوصل فيه إلى قول فصل ، ولكى أثبت للأخوة الكرام أن الأمر ليس قول ابن حزم الظاهرى بل سبقه إليه كل من أبى عبيدة ، والاشعرى ، والطبرى الذى ذكر فى تاريخه وهو الفذ فى النقل أن امرأة من بنى إسرائيل كانت نبية تملكتهم عشرين عاما وكانت تدعى ديبورا وقدتطرقنا لهذا بالتفصيل فى أطروحتنا للماجستير
    والله منوراء القصد
    أرجو من الإخوة المشاركة بأسلوب علمى محايد بعيدا عن الاستخفاف بالمسائل العلمية التى لا سبيل إلى حلها وحسمها وتحقيقها إلا بالعلم وحده أى بالحجج والبراهين
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يقول الطبري في تفسيره في سورة الأنبياء عند تأويل قوله تعالى "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا":فماذا أنكروا من إرسالنا لك إليهم وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إلى أممهم ؟
    فكلام الطبري في التاريخ لا يعني أن عقيدته إثبات نبوة النساء..
    لأن من منهجه الترخص في ذكر الإسرائيليات..وا لمفسرون يذكرون من هذه الإسرائيليات ما يعلمون بطلانه قطعا
    والله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    بارك الله فيك أخى أبى القاسم ، ولكن أليس من الممكن أن يكون قول أحدهماسابق على الآخر أقصد قوله فى التاريخ مثلا على قوله فى التفسير أو العكس ، او ربما أنه خصصقوله فى التفسير بما ذكره فى التاريخ ، خاصة وأنه إن كان ترخص فى ذكر الإسرائيليات فلسمن شأنه السكوت على الأمور الخطيرة ، فهو يعقب على النقل عقب نقله ليوضحلنا رأيه
    ثم ما هو قولك فيما نقل عن أبى عبيدة وعن الأشعرى قبل ابن حزم توضيحا للأخوة وإثراء للموضوع وصولا للحق ليس إلا
    على عودة للتواصل إن شاء الله
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    لي مشاركة غدا إن شاء الله ..،

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    و مال اليه من الشافعية أيضا الامام السبكي ...

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    أى من السبكيين الصغير أم الكبير أما الكبير فقد قال " لم يصح عندى فى هذه المسالة شىء"
    وقال النووى فى الأذكار أن الإمام أى إمام الحرمين الجوينى نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية"
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    النبي من أنبأه الله ، وهو ينبئ قومه بما أنبأه الله به . فهل تنبئ مريم عليها السلام قومه شيئا من وحي الله ؟

  8. #8

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    النبي عند الإمام الجليل ابن حزم هو من أعلم بشئ من الله تعالى فقط ...فكل من أعلم فقد أنبأ فهو نبي...فمريم نبية من جهة أنها قد أعلمت من عند الله تعالى ...ولا معنى لمحاكمة ابن حزم باصطلاحات غيره بعد التسليم بها وجعلها من البدهيات!!...
    قال في الفصل : ومعنى النبوة أن ينبئ الله عزوجل من يشاء من عباده بوحي يعلمه به ما يكون قبل أن يكون.
    وقول الإمام ابن حزم موافق للمعنى اللغوي...خلافا للأشاعرة ومن وافقهم...
    إذا تغلغل فكر المرء في طرف ** من مجده غرقت فيه خواطره
    رحم الله ابن حزم


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    الذي يظهر من كلام ابن حزم وعلى وجه الخصوص قوله: فإن أحداً لم يدع فيهن الرسالة وإنما، الكلام في النبوة فقط، قال: وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم، وفي قصة أم موسى، ما يدل على ثبوت ذلك لها من مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك، أنه يُثبت لهن النبوة بمجرد مخاطبة الملائكة إياهن بأمر أو نهي أو اخبار، لا أنه يقول بنبوة التشريع؛ وهو ما وضحه ابن كثير في تفسيره حيث يقول:
    يخبر تعالى أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء، وهذا قول جمهور العلماء، كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة أن الله تعالى لم يوح إِلى امرأة من بنات بني آدم وحي تشريع. وزعم بعضهم أن سارة امرأة الخليل وأم موسى ومريم بنت عمران أم عيسى نبيات، واحتجوا بأن الملائكة بشرت سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وبقوله: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰۤ أُمِّ مُوسَىٰۤ أَنْ أَرْضِعِيهِۖ} الآية، وبأن الملك جاء إلى مريم فبشرها بعيسى عليه السلام، وبقوله تعالى: {يَـٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِى لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِى وَٱرْكَعِى مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ} ، وهذا القدر حاصل لهن، ولكن لا يلزم من هذا أن يكن نبيات بذلك، فإن أراد القائل بنبوتهن هذا القدر من التشريف، فهذا لا شك فيه، ويبقى الكلام معه في أن هذا هل يكفي في الانتظام في سلك النبوة بمجرده أم لا ؟ الذي عليه أهل السنة والجماعة، وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم أنه ليس في النساء نبية، وإنما فيهن صديقات، كما قال تعالى مخبراً عن أشرفهن مريم بنت عمران حيث قال تعالى: {مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ ٱلطَّعَامَ} فوصفها في أشرف مقاماتها بالصديقية، فلو كانت نبية لذكر ذلك في مقام التشريف والإعظام، فهي صدّيقة بنص القرآن.، وقال ابن تيمية في ضمن رده على مااختاره ابن حزم من تفضيل نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- على العشرة المبشرين بالجنة :
    وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره، وما يأتي به من الفوائد العظيمة: له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتي به من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله: أن مريم نبية، وأن آسية نبية ، وأن أم موسى نبية.
    وقد ذكر القاضي أبو بكر، والقاضي أبو يعلى، وأبو المعالي، وغيرهم: الإجماع على أنه ليس في النساء نبية، والقرآن والسنّة دلا على ذلك: كما في قوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِىۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَْرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلأَْخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 109]، وقوله: {إِنَّ فِى ٱخْتِلَـٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَْرْضِ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} [المائدة: 107]، ذكر أن غاية ما انتهت إليه أمه: الصديقية، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.
    ا.هـ مجموع الفتاوى.
    فيحمل قول ابن حزم وغيره بنبوة مريم وغيرها على مجرد إعلام الملائكة لهن بشيء من الوحي، فيسلم له بصحة ذلك لمجيء الدليل به، ولا يسلم له باطراد وصف النبوة في حقهن لعدم ثبوته بدليل قاطع ولمخالفة الاجماع والله تعالى أعلم.

  10. #10

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    يبدو أن النظر إلى ما قاله الإمام الأورع أبو محمد علي بن حزم أسلم في هذا المقام ...ثمة فرق بين النبي والرسول فالنبي من أعلم بشئ من ربه تعالى فقط والرسول من أرسله الله تعالى بوحي إلى خلقه أو طائفة منهم....
    ولذلك اقول لايحسن أن نستدل بكلام الطبري في الرسل على كلام ابن حزم في النبوة!!!
    قال الإمام الأتقى العلامة الجليل فخر الأندلس والمغرب أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد : ومعنى النبوة أن ينبئ الله عزوجل من يشاء من عباده بوحي يعلمه به ما يكون قبل أن يكون وتفسير الرسالة هو أن يرسل الله من يشاء من عباده بما شاء إلى من شاء من خلقه.
    إذا تغلغل فكر المرء في طرف ** من مجده غرقت فيه خواطره
    رحم الله ابن حزم


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    الأخ (عبد الرحمان) ،

    مع احترامي لك .. لكن لا أدري ما صحة قول الرجل عن آخر (الأتقى) .. و(الأورع) .. أليس هذا من الإطراء الذي نهينا عنه ؟؟ .. فمن أين لك أن تجزم أنهم أتقياء أو ورعون فضلاً عن أن تجزم أنهم الأتقى والأورع ؟

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    يا أبا شعيب أظنك خرجت بقولك عن الموضوع يا أخى نحن أمام موضوع معين بالله عليك اجعل كلامك فى صلب الموضوع بعيدا عن الفرعيات التى لا طائل منها إلا الجدل جزاك الله خيرا
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  13. #13

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الجنوب مشاهدة المشاركة
    الذي يظهر من كلام ابن حزم وعلى وجه الخصوص قوله: فإن أحداً لم يدع فيهن الرسالة وإنما، الكلام في النبوة فقط، قال: وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم، وفي قصة أم موسى، ما يدل على ثبوت ذلك لها من مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك، أنه يُثبت لهن النبوة بمجرد مخاطبة الملائكة إياهن بأمر أو نهي أو اخبار، لا أنه يقول بنبوة التشريع؛ وهو ما وضحه ابن كثير في تفسيره حيث يقول:
    يخبر تعالى أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء، وهذا قول جمهور العلماء، كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة أن الله تعالى لم يوح إِلى امرأة من بنات بني آدم وحي تشريع. وزعم بعضهم أن سارة امرأة الخليل وأم موسى ومريم بنت عمران أم عيسى نبيات، واحتجوا بأن الملائكة بشرت سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وبقوله: {وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰۤ أُمِّ مُوسَىٰۤ أَنْ أَرْضِعِيهِۖ} الآية، وبأن الملك جاء إلى مريم فبشرها بعيسى عليه السلام، وبقوله تعالى: {يَـٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِى لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِى وَٱرْكَعِى مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ} ، وهذا القدر حاصل لهن، ولكن لا يلزم من هذا أن يكن نبيات بذلك، فإن أراد القائل بنبوتهن هذا القدر من التشريف، فهذا لا شك فيه، ويبقى الكلام معه في أن هذا هل يكفي في الانتظام في سلك النبوة بمجرده أم لا ؟ الذي عليه أهل السنة والجماعة، وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم أنه ليس في النساء نبية، وإنما فيهن صديقات، كما قال تعالى مخبراً عن أشرفهن مريم بنت عمران حيث قال تعالى: {مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ ٱلطَّعَامَ} فوصفها في أشرف مقاماتها بالصديقية، فلو كانت نبية لذكر ذلك في مقام التشريف والإعظام، فهي صدّيقة بنص القرآن.، وقال ابن تيمية في ضمن رده على مااختاره ابن حزم من تفضيل نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- على العشرة المبشرين بالجنة :
    وبالجملة فهذا قول شاذ لم يسبق إليه أحد من السلف، وأبو محمد مع كثرة علمه وتبحره، وما يأتي به من الفوائد العظيمة: له من الأقوال المنكرة الشاذة ما يعجب منه كما يعجب مما يأتي به من الأقوال الحسنة الفائقة، وهذا كقوله: أن مريم نبية، وأن آسية نبية ، وأن أم موسى نبية.
    وقد ذكر القاضي أبو بكر، والقاضي أبو يعلى، وأبو المعالي، وغيرهم: الإجماع على أنه ليس في النساء نبية، والقرآن والسنّة دلا على ذلك: كما في قوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِىۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَْرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلأَْخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 109]، وقوله: {إِنَّ فِى ٱخْتِلَـٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَْرْضِ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} [المائدة: 107]، ذكر أن غاية ما انتهت إليه أمه: الصديقية، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.
    ا.هـ مجموع الفتاوى.
    فيحمل قول ابن حزم وغيره بنبوة مريم وغيرها على مجرد إعلام الملائكة لهن بشيء من الوحي، فيسلم له بصحة ذلك لمجيء الدليل به، ولا يسلم له باطراد وصف النبوة في حقهن لعدم ثبوته بدليل قاطع ولمخالفة الاجماع والله تعالى أعلم.
    كلام جدير بالتأمل.

    بارك الله فيك.
    قوام الدين بكتاب يهدي و سيف ينصر

  14. #14

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    قال الشيخ عمر الأشقر _الرسل و الرسالات_
    ذهب بعض العلماء إلى أن الله أنعم على بعض النساء بالنبوة، فمن هؤلاء ابو الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم.
    والذين يقولون بنبوة النساء متفقون على نبوة مريم، ومنهم من ينسب النبوة إلى غيرها ويعدّون من النساء النبيات: حواء وسارة وأمّ موسى وهاجر وآسية.
    وهؤلاء عندما اعترض عليهم بالآية التي تحصر الرسالة في الرجال دون النساء، قالوا نحن لا نخالف في ذلك، فالرسالة للرجال، أمّا النبوة فلا يشملها النصُّ القرآني، وليس في نبوة النساء تلك المحذورات التي عددتموها فيما لو كان من النساء رسول، لأنّ النبوة قد تكون قاصرة على صاحبها، يعمل بها، ولا يحتاج إلى أن يبلغها إلى الآخرين.
    أدلتهم:
    وحجّة هؤلاء أن القرآن أخبر بأن الله تعالى أوحى إلى بعض النساء، فمن ذلك أنه أوحى إلى أمّ موسى: (وأحينا إلى أمِّ موسى أن أرضعِيهِ، فإذا خِفتِ عليهِ فألقيهِ في اليمِّ ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادُّوه إليك وجاعلوهُ مِنَ المرسلينَ)(سورة القصص، 7)، وأرسل جبريل إلى مريم فخاطبها (فأرسلنا إليها رُوحنا فتمثَّلَ لها بشراً سوياً، قالت إنّي أعوذُ بالرّحمن منّك إن كُنت تقياً، قال إنّما أنا رسولُ ربكِ لأهَبَ لكِ غُلاماً زكياً...)(سورة مريم/ 17_18)، وخاطبتها الملائكة قائلة: (يا مريمُ إنَّ الله اصطفاك وطهَّركَ واصطفاكِ على نساءِ العالمينَ، يا مريمُ اقتني لربِّك واسجدي واركعي معَ الرَّاكعين...)(سو ة آل عمران/ 42_43).
    فأبو الحسن الأشعري يرى أنّ كلّ من جاءه الملك عن الله _تعالى _ بحكم من أمر أو نهي أو باعلام فهو نبي، وقد تحقق في أمّ موسى ومريم شيء من هذا، وفي غيرهما أيضا، فقد تحقق في حواء وسارة وهاجر وآسية بنصّ القرآن.
    واستدلوا أيضا باصطفاء الله لمريم على العالمين (واصطفاكِ على نساءِ العالمينَ)(سورة آل عمران/ 42)، وبقوله : "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران".
    قالوا: الذي يبلغ مرتبة الكمال هم الأنبياء.
    الردّ عليهم
    وهذا الذي ذكروه لا ينهض لاثبات نبوة النساء، والردُّ عليهم من وجوه:
    الأول: أننا لا نسلّم لهم أنّ النبيّ غير مأمور بالتبليغ والتوجيه ومخالطة الناس، والذي اخترناه أن لا فرق بين النبيّ والرسول في هذا، وأنّ الفرق واقع في كون النبي مرسل بتشريع رسول سابق.
    وإذا كان الأمر كذلك فالمحذورات التي قيلت في ارسال رسول من النساء قائمة في بعث نبي من النساء، وهي محذورات كثيرة تجعل المرأة لا تستطيع القيام بحقّ النبوة.
    الثاني: قد يكون وحي الله إلى هؤلاء النسوة أم موسى وآسية.. إنّما وقع مناماً، فقد علمنا أنّ من الوحي ما يكون مناماً، وهذا يقع لغير الأنبياء.
    الثالث: لا نسلم لهم قولهم أن كل من خاطبته الملائكة فهو نبي، ففي الحديث أن الله أرسل ملكا لرجل يزور أخا له في الله في قرية أخرى، فسأله عن سبب زيارته له، فلمّا أخبره أنه يحبّه في الله، أعلمه أنّ الله قد بعثه إليه ليخبره أنه يحبّه، وقصة الأقرع والأبرص والأعمى معروفة، وقد جاء جبريل يعلم الصحابة أمر دينهم بسؤال الرسول والصحابة يشاهدونه ويسمعونه.
    الرابع: أن الرسول توقف في نبوة ذي القرنين مع اخبار القرآن بأنّ الله أوحى إليه (قُلنا ياذا القرنينِ إمّا أن تُعذّب، وإمّا أن تتّخذَ فيهم حُسنا)(سورة الكهف/ 86)".
    الخامس: لا حجة لهم في النصوص الدالة على اصطفاء الله لمريم، فالله قد صرح بأنّه اصطفى غير الأنبياء: (ثمّ أورثنا الكتابَ الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسهِ، ومنهم مقتصدٌ ومنهُم سابقٌ بالخيراتِ)(سورة فاطر/ 32)، واصطفى آل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ومن آلهما من ليس بنبيٍ جزما (إنّ الله اصطفى آدمَ ونوحاً وآل إبراهيمَ وآلَ عمرانَ على العالمينَ)(سورة آل عمران/ 33).
    السادس: لا يلزم من لفظ الكمال الوارد في الحديث الذي احتجوا به النبوة، لأنّه يطلق لتمام الشيء، وتناهيه في بابه، فالمراد بلوغ النساء الكاملات النهائية في جميع الفضائل التي للنساء، وعلى ذلك فالكمال هنا كمال غير الأنبياء.
    السابع: ورد في بعض الأحاديث النصّ على أن خديجة من الكاملات وهذا يبين أن الكمال هنا ليس كمال النبوة.
    الثامن: ورد في بعض الأحاديث أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة إلا ما كان من مريم ابنة عمران، وهذا يبطل القول بنبوة من عدا مريم كأم موسى وآسية، لأنّ فاطمة ليست بنبيّه جزما؛ وقد نصّ الحديث على أنها أفضل من غيرها، فلو كانت أم موسى وآسية نبيتان لكانتا أفضل من فاطمة.
    التاسع: وصف مريم بأنها صديقة في مقام الثناء عليها والأخبار بفضلها، قال تعالى: (ما المسيحُ بنُ مريمَ إلاّ رسولٌ قد خلت مِن قبلهِ الرُّسل، وأمُّهُ صديقةٌ كانا يأكلانِ الطّعامَ)(سورة المائدة/ 75)، فلو كان هناك وصفا أعلى من ذلك لوصفها به، ولم يأت في نصّ قرآني ولا في حديث نبويّ صحيح اخبار بنبوة واحدة من النساء.
    قوام الدين بكتاب يهدي و سيف ينصر

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    بارك الله فيك أخى أبوالبراء أجدت وأفدت وإن اختلفنا
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور عبدالباقى السيد مشاهدة المشاركة
    يا أبا شعيب أظنك خرجت بقولك عن الموضوع يا أخى نحن أمام موضوع معين بالله عليك اجعل كلامك فى صلب الموضوع بعيدا عن الفرعيات التى لا طائل منها إلا الجدل جزاك الله خيرا
    هل النصيحة في دين الله من الفرعيات والجدل الذي لا طائل من ورائه ؟

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور عبدالباقى السيد مشاهدة المشاركة
    أى من السبكيين الصغير أم الكبير أما الكبير فقد قال " لم يصح عندى فى هذه المسالة شىء"
    وقال النووى فى الأذكار أن الإمام أى إمام الحرمين الجوينى نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية"
    هو الامام تقي الدين شيخنا و قد مال الى هذا القول في فتاويه بل و نسب القول الاخر الى الجمهور ما يشي بانه لا يرى انعقاد الاجماع على المسألة

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    أخى ابن الرومية بارك الله فيك ولكن تقر الدين هو السبكى الكبير وقد نقل عنه الحافظ ابن حجر فى الفتح ما ذكرته سلفا فهل لك أن تنقل لنا عبارته من فتاواه
    جزاك الله خيرا
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    أخى أبوشعيب بارك الله فيك وجعلك من الناصحين للحق ، ولكن لما لنم تقبل كلامى على أنه نصيحة وأخذته من زاوية أخرى ، ما قصدته أننا نحدث عن موضوع بعينه وأنت تعلم مدى الحساسية إن تحدث واحد حول إمام أو فقيه أو شخص محبب لدى شخص آخر فستخرج المشاركة عم مسارها الطبيعى إلى التراشق بالألفاظ من أجل العالم أو الإمام ، فهلال أخبرت الرجل بذلك فى رسالة خاصة ولا تغضب يا أخى فكلامك محمول على النصيحة ، واقبل كلامى على النصيحة
    والله الهادى إلى سواء السبيل
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: مشاركة حول قول الأشعرى أن فى النساء عدة نبيات

    بسم الله الرحمن الرحيم :

    الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:

    هذا بحث موجز فيما يتعلق بنبوة النساء لا ادعي في الإستيعاب والإستوفاء،بل فيه من النقص ما يمكن غيري من الإستدارك علي إن شاء الله،و اول نزاع حصل حول هذه المسألة كان بين علماء القرطبة ،كما أخبر ابن حزم في (الفصل) ،وهذا لا يعني ان المسألة غير مسبوقة بالطرح.

    واما موقف الأئمة من هذه المسألة على النحو التالي:

    نفي النبوة في حق النساء مطلقا،وهو ما عليه جمهور العلماء ،كما حكاه ابن كثير في تفسيره.

    وإثبات النبوة في حق النساء ،وقد انقسموا إلى طوائف :

    وطائفة حصرت النبوة في مريم بنت عمران ،وهذا قال به بعض أئمة أهل السنة والجماعة، و هو ما انتصر له القرطبي رحمه الله في تفسيره .

    وطائفة أثبتت نبوة ستة نسوة،وهن ( حواء وهاجر وآسية وهاجر ومريم وأم موسي)، منهم الإمام أبو حسن الأشعري رحمه الله.


    وطائفة أثبت النبوة لمريم وغيرها من النساء وهن ثلاث :أم اسحاق و أم موسى وآسية امرأة فرعون ،وهذا ما جنح إليه الإمام ابن رحمه الله.

    وقد خالفه صديقه الحافظ ابن عبد البر حيث أثبت النبوة لحواء ومريم وآسية و أم موسى..، وأخذ العديد من الفقهاءكما أخبر هو.


    والموقف الأخير: وهو موقف من توقف في المسألة ،كالسبكي الكبير وغيره .


    عرض أدلة كل طائفة :

    دليل من نفى نبوة النساء قول الله تعالى في سورة الأنبياء: ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7) ).

    ورد المخالفون: على أن الآية تفيد أن الله لا يبعث بالرسالة إلا الرجال ،وهذا ليس محل نزاع بل اتفاق ،ولكن النبوة لم يشر إليها النص لا بدلالة اللزوم ولا التضمن ولا الإشارة،فلا حجة لهم فيه.

    قلت : والآية اتت في معرض بيان بشرية الرسل الذين يبعثهم الله، وليس لبيان جنسهم من بني آدم ذكورا او إناثا ،ولهذا قال الإمام الطبري عقبها : (يقول تعالـى ذكرُه لنبـيه: وما أرسلنا يا مـحمد قبلك رسولاً إلـى أمة من الأمـم التـي خـلت قبل أمتك إلا رجالاً مثلهم نوحي إلـيهم ما نريد أن نوحيه إلـيهم من أمرنا ونهينا, لا ملائكة فماذا أنكروا من إرسالنا لك إلـيهم, وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إلـى أمـمهم؟..).

    وأما من أثبت النبوة في حق النساء فهم طوائف كما مر علينا ،وسنذكر أدلتهم كل على حسبه :

    دليل من قال بنبوة مريم بنت عمران فقط :

    قول الله تعالى :(وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين(42))سورة آل عمران.

    وذكر القرطبي أن الاصطفاء الأول اصطفاء عبادة ،والثاني اصطفاء ولادة عيسى عليهما السلام.

    وذكر أن الله اصطفاها على نساء العالمين، أي على نساء زمانها ومن تأتي بعدها إلى يوم القيامة،ثم ذكر الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).

    وبين معنى الكمال قائلا :( قال علماؤنا رحمة الله عليهم: الكمال هو التناهي والتمام؛ ويقال في ماضيه "كمل" بفتح الميم وضمها، ويكمل في مضارعه بالضم، وكمال كل شيء بحسبه. والكمال المطلق إنما هو لله تعالى خاصة. ولا شك أن أكمل نوع الإنسان الأنبياء ثم يليهم الأولياء من الصديقين والشهداء والصالحين.)،ثم: (وإذا تقرر هذا فقد قيل: إن الكمال المذكور في الحديث يعني به النبوة فيلزم عليه أن تكون مريم عليها السلام وآسية نبيتين، وقد قيل بذلك. والصحيح أن مريم نبية؛ لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك كما أوحى إلى سائر النبيين حسب ما تقدم ويأتي بيانه أيضا في "مريم". وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها دلالة واضحة بل على صديقيتها وفضلها، على ما يأتي بيانه في "التحريم".)،وقد اطال القول في هذا المبحث،وقال في آخره أن أكثر العلماء ذهبوا إلى هذا .

    وقد بين الحافظ ابن حجر وجه الاستدلا ل بالحديث في (الفتح رقم الحديث 3230) ،فقال : (استدل بهذا الحصر على أنهما نبيتان لأن أكمل النوع الإنساني الأنبياء ثم الأولياء والصديقون والشهداء فلو كانتا غير نبيتين للزم ألا يكون في النساء ولية ولا صديقة ولا شهيدة والواقع أن هذه الصفات في كثير منهن موجودة فكأنه قال ولم ينبأ من النساء إلا فلانة وفلانة ولو قال لم تثبت صفة الصديقية أو الولاية أو الشهادة إلا لفلانة وفلانة لم يصح لوجود ذلك في غيرهن إلا أن يكون المراد في الحديث كمال غير الأنبياء فلا يتم الدليل على ذلك لأجل ذلك والله أعلم.)


    ثم قال القرطبي:(... الصحيح أن مريم نبيه لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها.)

    وذكر من فضائلها : (وقد خص الله مريم بما لم يؤته أحدا من النساء؛ وذلك أن روح القدس كلمها وظهر لها ونفخ في درعها ودنا منها للنفخة؛ فليس هذا لأحد من النساء. وصدقت بكلمات ربها ولم تسأل آية عندما بشرت كما سأل زكريا صلى الله عليه وسلم من الآية؛ ولذلك سماها الله في تنزيله صديقة فقال: "وأمه صديقة" [المائدة: 75]. وقال: "وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين" [التحريم: 12] فشهد لها بالصديقية وشهد لها بالتصديق لكلمات البشرى وشهد لها بالقنوت. وإنما بشر زكريا بغلام فلحظ إلى كبر سنه وعقامة رحم امرأته فقال: أنى يكون لي غلام وامرأتي عاقر؛ فسأل آية؛ وبشرت مريم بالغلام فلحظت أنها بكر ولم يمسسها بشر فقيل لها: "كذلك قال ربك" [مريم: 21] فاقتصرت على ذلك، وصدقت بكلمات ربها ولم تسأل آية ممن يعلم كنه هذا الأمر، ومن لامرأة في جميع نساء العالمين من بنات آدم ما لها من هذه المناقب. ولذلك روي أنها سبقت السابقين مع الرسل إلى الجنة؛..)

    قلت :ومن مناقبها ما رواه ابن حبان في (صحيحه) وغيره بسند صحيح في (كتاب التاريخ)، قال :(أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود يولد إلا يمسه الشيطان فيستهل صارخا إلا مريم ابنة عمران وابنها، إن شئتم اقرؤوا إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم .)رقم (6235)

    وما رواه أيضا ابن حبان بسند صحيح، فقال:(أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أنبأنا يونس عن بن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده." قال أبو هريرة: على أثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط.) رقم الحديث (6267).

    قلت :وروي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،والأصح انه من كلام أبي هريرة رضى الله عنه وهو في حكم المرفوع.





    و أثناء شرحه لقول الله تعالى في سورة المائدة:( مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75))...،قال : ( وقد استدل من قال: إن مريم عليها السلام لم تكن نبية بقوله تعالى: "وأمه صديقة".
    قلت: وفيه نظر، فإنه يجوز أن تكون صديقة مع كونها نبية كإدريس عليه السلام؛ وقد مضى في "آل عمران" ما يدل على هذا. والله أعلم. وإنما قيل لها صديقة لكثرة تصديقها بآيات ربها وتصديقها ولدها فيما أخبرها به؛ عن الحسن وغيره. والله أعلم.).


    وقال في سورة الكهف في قصة موسى مع الخضر مثبتا للكرامات:( كرامات الأولياء ثابتة، على ما دلت عليه الأخبار الثابتة، والآيات المتواترة، ولا ينكرها إلا المبتدع الجاحد، أو الفاسق الحائد؛ فالآيات ما أخبر الله تعالى في حق مريم من ظهور الفواكه الشتوية في الصيف، والصيفية في الشتاء - على ما تقدم - وما ظهر على يدها حيث أمرت النخلة وكانت يابسة فأثمرت، وهي ليست بنبية على الخلاف،..).

    قلت: لا يفهم من كلام القرطبي أن مريم ليست بنبية عنده ،بل عند المخالف فقط ،وإلا فإنه أثبت نبوة مريم عليها السلام في عدة مواضع من تفسيره.

    أدلة من حصر النبوة في ستة نسوة ،وإليه ذهب أبو حسن الأشعري رحمه الله ..،وقد تضاربت النقول عنه ،فقذ قال ابن حجر في (الفتح الباري،رقم الحديث3230) : (...،وقد نقل عن الأشعري أن من النساء من نبىء وهن ست حواء وسارة وأم موسى وهاجر وآسية ومريم والضابط عنده أن من جاءه الملك عن الله بحكم من أمر أو نهى أو بإعلام مما سيأتي فهو نبي وقد ثبت مجيء الملك لهؤلاء بأمور شتى من ذلك من عند الله عز وجل ووقع التصريح بالإيحاء لبعضهن في القرآن...)

    ولكنني وجدت عند ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (ما الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَة..( الآية...،يقول:( {وأمه صدّيقة} أي مؤمنة به مصدقة له, وهذا أعلى مقاماتها, فدل على أنها ليست بنبية كما زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق, ونبوة أم موسى, ونبوة أم عيسى, استدلالاً منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم, وبقوله {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} وهذا معنى النبوة, والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبياً إلا من الرجال, قال الله تعالى: {وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى} وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله الإجماع على ذلك.)

    وقد حاولت الجمع بين ذلك قائلا : لعل الإجماع الذي نقله أبو حسن الأشعري رحمه الله هو على نفي وجود امرأة رسولة ،وهو ما تفيده الآية التي استدل بها ابن كثير رحمه الله ، ولكن ما يجعل هذا بعيدا قول ابن كثير رحمه الله عند شرحه لقول الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى..)الآية من سورة يوسف رقم (109 ) : (.. الذي عليه أهل السنة والجماعة, وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم أنه ليس في النساء نبية,..).

    واما ما ذهب إليه ابن حزم فقد عقد له فصلا في (الفصل 3/186)،وقد بين معنى النبوة قائلا : (فوجب طلب الحق في ذلك بأن ننظر في معنى لفظة النبوة في اللغة التي خاطبنا الله بها فوجدنا هذه اللفظة مأخوذة من الإنباء وهو الإعلام ، فمن أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحى منبئا له بأمر ما فهو نبي بلا شك....)

    وبين أن هذا ليس من باب الإلهام الطبيعي أو الظن اوالكهانة او النجوم او الرؤيا التي لا يدرى أصدقت ام كذبت ؟ ،بل خارجة عن هذه الوجوه كلها ، ثم قال : (...الوحي الذي هو النبوة قصدٌ من الله تعالى إلى إعلام من يوحي إليه بما يعلمه به،......، يحدث الله عز وجل لمن أوحى به إليه حقيقة علما ضروريا...) في كلام طويل يرجع إليه من شاء.

    ثم قال : ( فإذ ذلك كذلك فقذ جاء القرآن بان الله تعالى عز وجل أرسل ملائكة إلى نساء فأخبروني بوحي حق من الله تعالى ، فبشروا ام إسحاق بإسحاق عن الله تعالى قال عز وجل : (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)).سورة هود.

    فهذا خطاب الملائكة لأم إسحاق عن الله عز وجل بالبشارة لها بإسحاق ،ثو يعقوب ،ثم بقولهم لها :أتعجبين من امر الله ..؟ولا يمكن ألبتة ان يكون هذا الخطاب من ملك لغير نبي بوجه من الوجوه ، ووجدناه تعالى قد أرسل جبريل إلى مريم ام عيسى عليهما السلام فخاطبها وقال لها:( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ) ( سورة مريم 19).

    فهذه نبوة صحيحة بوحي صحيح ورسالة من الله تعالى ،...) "الفصل 1/187".

    ثم ذكر نبوة أم موسى و أنها ألقته في اليم عن وحي ثابت من الله عز وجل ،ولو ألقته بدون وحي بل عن ظن أوتوهم لكان ذلك جنونا و حمقا ..،

    ثم قال : (ووجدنا الله تعالى قد قال وقد ذكر من الأنبياء عليهم السلام في سورة "كهعيص" ،وذكر مريم في جملتهم ثم قال عز وجل: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ..)مريم 58 .

    وهذا هو عموم لها معهم لا يجوز تخصيصها من جملتهم .)

    قلت :وفاتَ القرطبي الاحتجاج بهذه الحجة الدامغة رحمه الله .

    ثم قال :( وليس قوله عز وجل : ( وأمه صديقة ) بمانع من ان تكون نبية فقد قال تعالى :( يوسف أيها الصديق) وهو مع ذلك نبية رسول الله ،وهذا ظاهر وبالله التوفيق.)

    قلت: لقد فاته الاحتجاج بالآية التي احتج بها القرطبي وهي قوله تعالى :( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56)) وهي أقوى حجة وأصرح دليلا،رحمهما الله تعالى.


    ثم قال:( ويلحق بهن عليهن السلام في ذلك امرأة فرعون بقول رسول صلى الله عليه وسلم :" كمل نت الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون." او كما قال عليه السلام.والكمال لا يكون إلا لبعض المرسلين عليهم السلام لأن من دونهم ناقص عنهم بلاشك ، وكان تخصيصه صلى الله عليه والسلام بالكمال مريم و امرأة فرعون تفضيلا لهن على سائر من أوتيت النبوة من النساء بلاشك ، إذ من نقص عن منزلة آخر ولو بدقيقة لم يكمل ،فصح يهذا الخبر ان هاتين المرأتين كلمتا كمالا لم يلحقهما معه امرأة غيرهن أصلا، وإن كن بنصوص القرآن نبيات-قلت: أي اللواتي لم يلحقن مريم وآسية- وقد قال تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) سورة البقرة 253.

    فالكامل في نوعه هو الذي لا يلحقه احد من اهل نوعه ، فهم من الرجال رسل الذين فضلهم الله تعالى على سائر الرسل ، ومنهم نبينا محمد وإبراهيم عليهما السلام بلا شك للنصوص الواردة فيهما في فضلهما على غيرهما ، وكل من النساء من ذكر عليه الصلاة والسلام ).

    قلت : وهذه النكتة خفيت على الكثير ،وهي أن " النساء" في الحديث معناه النساء النبيات عند الإمام ابن حزم ،واكمل هؤلاء النساء النبيات مريم وآسية ،فمن ألزمه بأحاديث أفضلية فاطمة وخديجة و عائشة رضي الله عنهن فليس بلازم ،وذكرابن حزم في هذا الفصل أربع نبيات وهذا لا يدل على أنه يحصرهن في هذا العدد.


    وأما الطائفة التي توقفت في المسألة ،ومنهم بعض علماء قرطبة ،فأرى ان سبب توقفهم ،عدم ثبوت نص صريح في المسألة ، و عدم خوض ائمة الصدر الأول فيها.


    قال الحافظ في باب قوله تعالى :(وإذ قالت الملائكة يا مريم..) الآية من كتاب الأنبياء : (...واستدل بقوله تعالى ان الله اصطفاك على أنها كانت نبيه ،وليس بصريح في ذلك ،وأيد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم ،ولا يمنع وصفها بأنها صديقة فقد وصف يوسف بذلك وقد نقل عن الأشعري أن في النساء عدة نبيات وحصرهن بن حزم في ست حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم وأسقط القرطبي سارة وهاجر ونقله في التمهيد عن أكثر الفقهاء ،وقال القرطبي الصحيح أن مريم نبيه ،وقال عياض الجمهور على خلافه ،ونقل النووي في الأذكار أن الإمام نقل الإجماع على أن مريم ليست نبيه وعن الحسن ليس في النساء نبيه ولا في الجن ، وقال السبكي الكبير لم يصح عندي في هذه المسألة شيء ،ونقله السهيلي في آخر الروض عن أكثر الفقهاء.)

    قلت : المقصود بالقرطبي الأول ابن عبدالبر وهو الظاهر -لانه هو صاحب التمهيد- ،وقد نقل عن اكثر الفقهاء إسقاط نبوة سارة وهاجر،

    والقاضي عياض ينفي ذلك-أي نبوة النساء- فقد نقل عنه الإمام النووي في شرحه على مسلم : (قال القاضي: هذا الحديث –أي حديث : كمل من النساء...-يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم، والجمهور على أنهما ليستا نبيتين بل هما صديقتان ووليتان من أولياء الله تعالى، ولفظة الكمال تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه، والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى، قال القاضي: فإن قلنا هما نبيتان فلا شك أن غيرهما لا يلحق بهما، وإن قلنا وليتان لم يمتنع أن يشاركهما من هذه الأمة غيرهما، ) ثم قال النووي : (هذا كلام القاضي، وهذا الذي نقله من القول بنبوتهما غريب ضعيف، وقد نقل جماعة الإجماع على عدمها والله أعلم.) كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي اللّهُ تعالى عنها.

    يستفاد من كلام تقي الدين السبكي أنه يتوقف في المسألة ،وكذا ما نقله السهيلي عن اكثر الفقهاء في (الروض الأنف).

    وممن نقل الإجماع على نفي نبوة النساء الكرماني: ".. وقال الكرماني لا يلزم من لفظ الكمال ثبوت نبوتها لأنه يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه فالمراد بلوغها النهاية في جميع الفضائل التي للنساء قال وقد نقل الإجماع على عدم نبوة النساء،
    كذا قال..." (الفتح الباري،رقم الحديث3230 ).

    ومتى حصل الإجماع ..؟ وبمن حصل ..؟ الله أعلم.


    وقد سبق لي قديما قرأت أن شيخ الإسلام لا يثبت نبوة النساء ..،ولم أنقل كلامه هنا لأن فناويه ليس بين يدي الآن.



    هذا ما تم جمعه وضمه ، والله الموفق.


    تنيبه : اغلب الكتب التي نقلت منها إلكترونية ،فلهذا لم أشر إلى الصفحة، ولكن ذكرت عند إيرادي لقول عالم او حديث ما يساعد الباحث عند رجوعه للأصل.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •