أبــا الهـيـثـَـم اشــتـَـقــْنـَ ـا...
تـَمـُــرُّ شـَـديـداتُ الأســى لا تـُـقـــاربُ
و عـَـيـني بِعينـَيـهـَا و قـلـبـي يـُراقــِـبُ
و حـُـزني على ما فـات بالصـدر واجـمٌ
سـِنـيــنـَـاً إذا مـا فـارق القـلـب صاحبُ
و عـهــدُ أحبــَّائـي بقلـبـي حـَفـظــتــُـــ ه
و صــدقٌ اذا ما خـالـف العـهـد كــَــاذبُ
فـيــُبـْحِــرُ أحبـابـي و قـلـبــي وراءهـَـم
يـَخـوضُ عـُباب البحر و الموج صاخبُ
فـيـَحـمـلــُـه مـــوجٌ و مــوجٌ يــضـُـمــُّه
بجـوفٍ فــلا تـَــدنـُـوا الـيــه المـَـراكـبُ
و بحرٌ يصـبُّ الدمع مــلـحــاً و قـلــبـُـــهُ
يفيـــضُ إذا مـــا ودَّع الأهــــل ذاهــــبُ
جهـاد السـنـيـن الخمـس و فــَّـيـتَ حـقـَّـه
و أنـــت لـه عـنــد الـمُـلـمـَّــا ت واهــِـــبُ
و أنـــت لــه فــي السـوح قــولٌ مســــددٌ
يـُـبـِيــْنُ اذا مــسَّ العبـَـارات شـــَــائــبُ
تـلــوحُ شمـوسُ النـصـر من كل مفــرقٍ
و بــدرٌ جَريـحٌ في المسـاءات غــائــــبُ
كــأنــي بــه و البحــر ثـوبٌ يــلـــفــُّـــ ـه
يـُلـحـِّفــُه شـوقـاً و شــــوقـاً يــــُجــاذبُ
فــأســأل مــوج البحـــر عمـَّا يضــُـمـُّـه
و ما خـبـَّـأت مــِـن درِّهــِـنَّ الغـَيـَـاهـِـب ُ
أبــا الهـيـثـَـم اشــتـَـقــْنـَ ـا اليكـُم و إنـَّـنـا
ليـَفـضـَحــُنـ ـَا دمـعٌ مـن العـيــنِ سَاكـــبُ
و نـعـــلـــــمُ أن الله أجــــرى قـَـضــَــاءه
فـــراقــــاً .. و لا يــَغــلِــب اللهَ غـَــالــبُ
نعـــزي بكـم أهــلاً و مـن كـَان مثـلـَـكـُم
يـُعـــزَّى بــه فـي النـائـبــات الأقــــاربُ
و أمـَّتــُكــم ثــَكــلـَى بأهـــل تــفــرقـــوا
تـَســُـومُ بــهــا أعـداؤهـا و المَصَـائـِـبُ
و ردَّت إلـَيـْهـَا فـي التـَّلاقـي سـِهـَامـُـهـا
و ثــَارت علـيــهـا أهـلـُهَــا و الأجـَـانـب
و يـُفـتـي لها سـاسـات قــوم تـَخَـلــَّفــُ ـوا
و يـُفتـي لهـم في الحـرب حبرٌ و راهــبُ
نـبـيــتُ على ذكـر الخِـلافــات بَـيــنـَـنــَا
فـَتـبــدوا أقـاويـْـلٌ و تـَـعـلـُوا مـَـذاهــِـبُ
و تـَهــوي لأهـل الشـَّـأن فيـنــا منــَــازلٌ
و تسمـوا لأهـل السـُّــوء فـَيـنـَا مراتــِبُ
لمــاذا تـَنـَـاحَــرنـ َـا عـلـى جمع رايــَــةٍ
و كـــنـَّـا علـى ظِـلٍ لســيـفٍ نــُحـــاربُ
و كـانت رماحُ القــوم تزهوا ببعضـِهــا
و تزهـُـوا بها عـنـد التـلاقي المـنـَاكـِـبُ
و يَكـتـُب تـاريـخُ البطــولات أهــلــُهـَـا
و تعـرُكـُـهـُم فـــي النـَّازلاتِ التجـاربُ
أتـُبـصِـرُ عيـنـي نعـيـَـهُ و هـو غـائــبٌ
فيـُغـمـِضـُها من شـدة الحـُزن حـَاجـِـبُ
و يَهـمـلُ دمـعٌ مـن مـَـزاريـبِ حَســــرة
فـيـَـســلـُكُ وديـَـانـاً و تـَجـري قــواربُ
و أنـت بِعـَرضِ البَحرِ و القـَـبــرُ واسـعٌ
مَـشـَارقـُــه لا تـَنـْـتــَهـي و المـَغــَـاربُ
أرانـي إذا أرثـُـوكَ اُبـْـدي صَـبـَـابـَـتـَ ـي
و إنـي إذا أبـْكـيْــك تـَـبــدوا المَـنـَـاقــِب ُ
فــأســأل رب الـعــرش داراً فــسـيـحــةً
و تعـلـوا لـكـم يوم الـتـلاقــي المــراتـب
وصلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم..