تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: انشراح الصدر في فضل ليلة القدر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    10

    افتراضي انشراح الصدر في فضل ليلة القدر

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين أما بعد :
    من المعلوم أن الله عز وجل جعل للمسلمين مناسبات وأوقات يضاعف الله فيها لهم من الحسنات ويتجاوز عنهم بما فعلوه من ذنوب وسيئات
    ومن هذه الليالي ليلة القدر .وهي أعظم ليلة من ليالي السنة عند المسلمين ولما كانت هذه الليلة ليلة عظيمة أحببت أن أكتب عنها كتابة مختصرة أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك فيها ويجعل فيها النفع العام .
    وأحببت أن أبدأ أولا بمقدمة ثم بشرح مختصر لسورة القدر ثم أذكر بعض الأحاديث المؤكدة على أهمية هذه الليلة .
    قال بعض المعاصرين :نحن المؤمنين مأمورون أن لا ننسى ولا نغفل هذه الذكرى؛ وقد جعل لنا نبينا صلى الله عليه وسلم سبيلاً هيناً ليناً لاستحياء هذه الذكرى في أرواحنا لتظل موصولة بها أبداً ، موصولة كذلك بالحدث الكوني الذي كان فيها . وذلك فيما حثنا عليه من قيام هذه الليلة من كل عام ، ومن تحريها والتطلع إليها في الليالي العشر الأخيرة من رمضان . . في الصحيحين : « تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان »

    المبحث الأول: شرح مختصر لسورة القدر
    : بسم الله الرحمن الرحيم
    {إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) }
    وهي مكية.

    قال محمد بن جرير الطبري كبير المفسيرين وشيخهم وعالمهم .
    قول تعالى ذكره: إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القَدْر، وهي ليلة الحُكْم التي يقضي الله فيها قضاء السنة؛ وهو مصدر من قولهم: قَدَرَ الله عليّ هذا الأمر، فهو يَقْدُر قَدْرا.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    * ذكر من قال ذلك:
    ، عن ابن عباس، قال: نزل القرآن كله مرة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئًا أنزله منه حتى جمعه.
    وقال ابن كثير أحد علماء التفسير بالمأثور .
    :يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله، عز وجل: { إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } [ الدخان: 3 ] وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان، كما قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [ البقرة: 185 ] .
    قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    ثم قال تعالى مُعَظِّما لشأن ليلة القدر، التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها، فقال: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
    قال الشيخ محمد الأمين في كتاب أضواء البيان : ووجه تسميتها ليلة القدر فيه وجهان :
    أحدهما : أن معنى القدر الشرف والرفعة ، كما تقول العرب : فلان ذو قدر ، أي رفعة وشرف .
    الوجع الثاني : أنها سميت ليلة القدر ، لأن الله تعالى يقدر فيها وقائع السنة ، ويدل لهذا التفسير الأخير قوله تعالى : { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } [ الدخان : 3-


    وقال أيضا : والواقع أن في السورة ما يدل للوجه وهو القدر والرفعة ، وهو قوله : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [ القدر : 2-3 ] .
    فالتساؤل بهذا الأسلوب للتعظيم كقوله : { القارعة مَا القارعة وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة } [ القارعة : 1-3 ] ، وقوله : { خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } ، فيه النص صراحة على علو قدرها ورفعتها ، إذ أنها تعدل في الزمن فوق ثلاث وثمانين سنة ، أي فوق متوسط أعمار هذه الأمة .
    وأيضاً كونها اختصت بإنزال القرآن فيها ، وبتنزل الملائكة والروح فيها ، وبكونها سلاماً هي حتى مطلع الفجر ، لفيه الكفاية بما لم تختص وتشاركها في ليلة القدر من ليالي السنة .
    وعليه : فلا مانع من أن تكون سميت بليلة القدر ، لكونها محلاً لتقدير الأمور في كل سنة ، وأنها بهذا وبغيره علا قدرها وعظم شأنها ، والله تعالى أعلم ، تذكير بنعمة كبرى .
    إذا كانت أعمال العبد تتضاعف في تلك الليلة ، حتى تكون خيراً من ألف شهر ، كما في هذا النص الكريم . فإذا صادفها العبد في المسجد النبوي يصلي ، وصلاة فيه بألف صلاة ، فكم تكون النعمة وعظم المنة ، من المنعم المتفضل سبحانه ، إنه لمما يعلي الهمة ويعظم الرغبة .
    وقد اقتصرت على ذكر المسجد النبوي دون المسجد الحرام ، مع زيادة المضاعفة فيه ، لأن بعض المفسرين قال بمضاعفة السيئة فيها .
    كذلك أي أن المعصية في ليلة القدر كالمعصية في ألف شهر ، والمسجد الحرام يحاسب فيه العبد على مجرد الإرادة ، فيكون الخطر أعظم ، وفي المدينة أسلم .
    ولعل مما يؤيد ذلك أن ليالي القدر كلها ، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ، وقد أثبتها أهل السنة كافة ، وادعت الشيعة نسخها ورفعها كلية ، وهذا لا يلتفت إليه لصحة النصوص وشبه المتواترة .


    لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (}3
    أشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال: عملٌ في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر. وأما الأقوال الأخر، فدعاوى معان باطلة، لا دلالة عليها من خبر ولا عقل، ولا هي موجودة في التنزيل.
    قال ابن كثير :هذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر -وليس فيها ليلة القدر-هو اختيارُ ابن جرير. وهو الصواب لا ما عداه، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: "رِباطُ ليلة في سبيل الله خَيْر من ألف ليلة فيما سواه من المنازل" . رواه أحمد (5) وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة، ونية صالحة: "أنه يُكتَبُ له عمل سنة، أجر صيامها وقيامها" إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك.

    وهي خير من ألف شهر . والعدد لا يفيد التحديد . في مثل هذه المواضع من القرآن . إنما هو يفيد التكثير . والليلة خير من آلاف الشهور في حياة البشر . فكم من آلاف السنين قد انقضت دون أن تترك في الحياة بعض ما تركته هذه الليلة المباركة السعيدة من آثار وتحولات .
    ولقد تغفل البشرية لجهالتها ونكد طالعها عن قدر ليلة القدر . وعن حقيقة ذلك الحدث ، وعظمة هذا الأمر . وهي منذ أن جهلت هذا وأغفلته فقدت أسعد وأجمل آلاء الله عليها ، وخسرت السعادة والسلام الحقيقي سلام الضمير وسلام البيت وسلام المجتمع الذي وهبها إياه الإسلام . ولم يعوضها عما فقدت ما فتح عليها من أبواب كل شيء من المادة والحضارة والعمارة . فهي شقية ، شقية على الرغم من فيض الإنتاج وتوافر وسائل المعاش!
    لقد أنطفأ النور الجميل الذي أشرق في روحها مرة ، وانطمست الفرحة الوضيئة التي رفت بها وانطلقت إلى الملأ الأعلى . وغاب السلام الذي فاض على الأرواح والقلوب . فلم يعوضها شيء عن فرحة الروح ونور السماء وطلاقة الرفرفة إلى عليين . .


    {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)}
    اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: تنزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر( بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) يعني بإذن ربهم، من كلّ أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك.
    * ذكر من قال ذلك:
    حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.
    فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كلّ أمر.
    قوله{ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
    ) سلام ليلة القدر من الشرّ كله من أوّلها إلى طلوع الفجر من ليلتها.
    انتهى من تفسير الطبري


    قال الشيخ محمد العثيمين : في هذه السورة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدر :
    * الفضيلة الأولى : أن الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة .
    * الفضيلة الثانية : ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } .
    * الفضيلة الثالثة : أنها خير من ألف شهر .
    * الفضيلة الرابعة : أن الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة .
    * الفضيلة الخامسة : أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل .
    * الفضيلة السادسة : أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تُتْلَى إلى يوم القيامة .

    الأحاديث الواردة في ليلة القدر
    في صحيح البخاري (ج2/ص710)
    بَاب تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ في الْوِتْرِ من الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فيه عن عُبَادَةَ

    1-عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْوِتْرِ من الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ
    2- عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ في رَمَضَانَ الْعَشْرَ التي في وَسَطِ الشَّهْرِ فإذا كان حين يُمْسِي من عِشْرِينَ لَيْلَةً تَمْضِي وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَجَعَ إلى مَسْكَنِهِ وَرَجَعَ من كان يُجَاوِرُ معه وَأَنَّهُ أَقَامَ في شَهْرٍ جَاوَرَ فيه اللَّيْلَةَ التي كان يَرْجِعُ فيها فَخَطَبَ الناس فَأَمَرَهُمْ ما شَاءَ الله ثُمَّ قال كنت أُجَاوِرُ هذه الْعَشْرَ ثُمَّ قد بَدَا لي أَنْ أُجَاوِرَ هذه الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَمَنْ كان اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ في مُعْتَكَفِهِ وقد أُرِيتُ هذه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا فَابْتَغُوهَا في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَابْتَغُوهَا في كل وِتْرٍ وقد رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ فَاسْتَهَلَّتْ السَّمَاءُ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَأَمْطَرَتْ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ في مُصَلَّى النبي صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فَبَصُرَتْ عَيْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَظَرْتُ إليه انْصَرَفَ من الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُمْتَلِئٌ طِينًا وَمَاءً . أخرجه البخاري
    3- عن عَائِشَةَ قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ وَيَقُولُ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ. متفق عليه
    4-عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال الْتَمِسُوهَا في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ في تَاسِعَةٍ تَبْقَى في سَابِعَةٍ تَبْقَى في خَامِسَةٍ تَبْقَى . البخاري

    5- عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه. متفقٌ عليه

    6- عن عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ قال خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ من الْمُسْلِمِينَ فقال خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ

    7- عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ. متفق عليه .

    تحديد وقت ليلة القدر .
    اختلف العلماء والفقهاء في تحديد وقت ليلة القدر إلى أكثر من عشرين قولا وذهب بعض الصحابة كأبي بن كعب إلى أن الصحيح قولا واحدا لامثنوية ولا تردد فيها هي ليلة سبع وعشرين وإلى هذا ذهب أكثر العلماء وقال بعضهم أرجاها وأقربها ليلة السابع والعشرين .

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وفي الباب عن معاوية وابن عمر وابن عباس وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلة سبع وعشرين وهو قول طائفة من السلف وهو الجادة من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو رواية عن أبي حنيفة أيضا وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن من قوله هي لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة فالله أعلم.
    قلت :نذكر هنا آثار الصحابي أبي بن كعب في تحديد ليلة القدر
    1-عن عَبْدَةُ عن زِرٍّ قال سمعت أُبَيَّ بن كَعْبٍ يقول وَقِيلَ له إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ يقول من قام السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فقال أُبَيٌّ والله الذي لَا إِلَهَ إلا هو إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي ووالله إني لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ هِيَ اللَّيْلَةُ التي أَمَرَنَا بها رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لها .أخرجه مسلم (ج1/ص525

    2- بن إدريس قال سمعت إسماعيل قال رأيت زرا في المسجد تختلج لحيته كبرا فسألته كم بلغت قال عشرين ومائة سنة وقال سمعت أبيا يقول ليلة القدر ليلة سبع وعشرين . سنن النسائي الكبرى ج2/ص274
    3- عن زر بن حبيش قال سمعت أبيا يقول إني لأعرفها هي ليلة سبع وعشرين هي الليلة التي أنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها وليلتها تطلع في صبيحتها بيضاء كأنها طست ليس لها شعاع .

    4- عن قَنَانِ بن عبد اللهِ النَّهْمِيِّ قال سَأَلْتُ زِرًّا عن لَيْلَةِ الْقَدْرِ فقال كان عُمَرُ وَحُذَيْفَةُ وَنَاسٌ من أَصْحَابِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَشُكُّونَ أنها لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ تَبْقَى ثَلَاثٌ قال زِرٌّ فَوَاصَلَهَا. مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص250
    5- حدثنا عن عبد اللهِ بن شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ قال سمعت زِرَّ بن حُبَيْشٍ يقول إذَا كانت لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فاغتسلوا فاغسلوا وَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُؤَخِّرَ فِطْرَهُ إلَى السَّحَرِ فَلْيَفْعَلْ وَلْيُفْطِرْ على ضَيَاحٍ من لَبَنٍ . مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص251
    6-عبد الملك بن أبجر، قال: سمعت زر بن حبيش، قال: " كان أبي بن كعب يحلف بالله أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين لا يستثنى، قال: قلنا له: من أين عرفت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبنا وحفظنا أنها ليلة سبع وعشرين " .


    \تراجم رواة حديث أبي بن كعب :
    عبدة بن أبي لبابة الأسدي مولاهم ويقال مولى قريش أبو القاسم البزاز الكوفي نزيل دمشق ثقة من الرابعة

    زر بكسر أوله وتشديد الراء بن حبيش بمهملة وموحدة ومعجمة مصغر بن حباشة بضم المهملة بعدها موحدة ثم غدا الأسدي الكوفي أبو مريم ثقة جليل مخضرم مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين وهو ابن مائة وسبع وعشرين ع 2014 –

    أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو المنذر سيد القراء ويكنى أبا الطفيل أيضا من فضلاء الصحابة اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا قيل سنة تسع عشرة وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك ع 284 –

    علامات ليلة القدر .

    وردت في بعض الأحاديث بعض العلامات التي تدل على ليلة القدر
    قال ابن مفلح : والمشهور من علامتها ما ذكره أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع من صبيحتها بيضاء لا شعاع لها وفي بعض الاحاديث بيضاء مثل الطست
    وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها " ليلة بلجة سمحة لا حارة ولا باردة تطلع الشمس من صبيحتها لا شعاع لها "
    ومعنى أن الشمس تطلع لاشعاع لها يفسره كلام النووي قال رحمه الله :والشعاع بضم الشين قال أهل اللغة هو ما يرى من ضوئها عند بروزها مثل الحبال والقضبان مقبلة اليك اذا نظرت اليها قال صاحب المحكم بعد أن ذكر هذا المشهور وقيل هو الذى تراه ممتدا بعد الطلوع قال وقيل هو انتشار ضوئها وجمعه أشعة وشعع بضم الشين والعين وأشعت الشمس نشرت شعاعها
    قال القاضي عياض: قيل معنى لا شعاع لها أنها علامة جعلها الله تعالى لها قال وقيل بل لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الارض وصعودها بما تنزل به سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها والله أعلم
    في لسان العرب : الشعاع ضوء الشمس الذي تراه عند ذرورها كأنه الحبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها وقيل هو الذي تراه ممتدا كالرماح بعيد الطلوع وقيل الشعاع انتشار ضوئها.

    قال المناوي:
    ليلة القدر ليلة بلجة) أي مشرقة (لا حارة ولا باردة) بل معتدلة (ولا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح) أي شديدة (ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها) وكان أبي بن كعب يحلف على ذلك :





    (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة) أي سهلة طيبة (لا حارة ولا باردة) أي معتدلة يقال يوم طلق وليلة طلق وطلقة إذا لم يكن فيها حر ولا بريؤذيان ، ذكره ابن الأثير (تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة) أي ضعيفة الضوء (حمرا) أي شديدة الحمرة ومن علاماتها أيضا أن يرى كل شئ ساجدا وأن ترى الأنوار في كمكان ساطعة حتى في المواضع المظلمة وأن يسمع كلام الملائكة وأن يستجاب فيها
    الدعاء.
    قال ابن حجر :

    وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي ، منها في صحيح مسلم عن أبي بن كعب " أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها " وفي رواية لأحمد من حديثه " مثل الطست " ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود وزاد " صافية " ومن حديث ابن عباس نحوه ، ولابن خزيمة من حديثه مرفوعا " ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة ، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة " ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا " إنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ، ساكنة صاحية لا حر فيها ولا برد ، ولا يحل لكوكب يرمى به فيها ، ومن أماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ " ولابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود أيضا " أن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان ، إلا صبيحة ليلة القدر " وله من حديث جابر ابن سمرة مرفوعا " ليلة القدر ليلة مطر وريح " ولابن خزيمة من حديث جابر مرفوعا في ليلة القدر " وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة ولا باردة ، تتضح كواكبها ولا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها " ومن طريق قتادة أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا " إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى " وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد " لا يرسل فيها شيطان ، ولا يحدث فيها داء " ومن طريق الضحاك " يقبل الله التوبة فيها من كل تائب ، وتفتح فيها أبواب السماء ، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها " وذكر الطبرى عن قوم أن الأشجار في تلك الليلة تسقط إلى الأرض ثم تعود إلى منابتها . وأن كل شيء يسجد فيها . وروى البيهقي في " فضائل الأوقات " من طريق الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة أنه سمعه يقول إن المياه المالحة تعذب تلك الليلة ، وروى ابن عبد البر من طريق زهرة بن معبد نحوه .انتهى فتح الباري .


    هل يشترط وجود تلك العلامات ؟
    لا يشترط ولا يلزم من تخلف العلامة عدمها ورب قائم فيها لم يحصل منها إلا على العبادة ولم ير شيئا من علاماتها وهو أفضل عند الله ممن رآها وأكرم.

    أقوال العلماء في تحديد ليلة القدر .
    قال أبو عمر( بن عبد البر ): قوله في هذا الحديث دعا عمر أصحاب محمد فسألهم عن ليلة القدر فاجمعوا أنها في العشر الأواخر أولى ما قيل به في هذا الباب واصحه لأن ما أجمعوا عليه سكن القلب إليه وكذلك النفس أميل إلى انها في الأغلب ليلة ثلاث وعشرين أو ليلة سبع وعشرين على ما قال ابن عباس في هذا الحديث أنها سابعة تمضي او سابعة تبقى وأكثر الآثار الثابتة الصحاح تدل على ذلك والله أعلم. التمهيد لابن عبد البر ج2/ص212
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : . ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { هي في العشر الأواخر من رمضان } . وتكون في الوتر منها . لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين . ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " { لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى } . فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع . وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى . وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح . وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر . وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي . كالتاريخ الماضي . وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " { تحروها في العشر الأواخر } وتكون في السبع الأواخر أكثر . وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين . فقيل له : بأي شيء علمت ذلك ؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله . " { أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها } . فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث وقد روي في علاماتها " { أنها ليلة بلجة منيرة } وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة . فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر . والله تعالى أعلم .

    قال ابن حزم الظاهري في كتاب المحلى : قال ابن حزم:
    مسألة - ليلة (3) القدر واحدة في العام في كل عام، في شهر رمضان خاصة، في العشر الاواخر خاصة، في ليلة واحدة بعينها لا تنتقل أبدا إلا انه لا يدرى أحد من الناس أي ليلة هي من العشر المذكور؟ إلا انها في وتر منه ولا بد، فان كان الشهر تسعا وعشرين فأول العشر الاواخر بلا شك؟ ليلة عشرين منه، فهى إما ليلة عشرين، وإما ليلة اثنين وعشرين، وإما ليلة أربع وعشرين، واما ليلة ست وعشرين، واما ليلة ثمان
    وعشرين، لان هذه هي الاوتار من العشر (الاواخر (4)، وان كان الشهر ثلاثين فأول الشعر الاواخر بلا شك ليلة احدى وعشرين، فهى إما ليلة احدى وعشرين، واما ليلة ثلاث وعشرين، واما ليلة خمس وعشرين، واما ليلة سبع وعشرين، واما ليلة تسع وعشرين، لان هذه هي أوتار العشر بلاشك * وقال بعض السلف: من يقم العام يدر كها * وبرهان قولنا: انها في رمضان خاصة دون سائر العام قول الله تعالى: (انا انزلناه في ليلة القدر)، وقال عزوجل: (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن)، فصح انه أنزل في ليلة القدر في شهر رمضان، فصح ضرورة أنها في رمضان لافى غيره، إذا لو كانت في غيره لكان كلامه تعالى ينقض بعضه بعضا بالمحال، وهذا مالا يظنه مسلم.

    قال ابن حجر :

    باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر )
    في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ثم في العشر الأخير منه ثم في أوتاره لا في ليلة منه بعينها ، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها . وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي

    قال النووي :

    ومذهب الشافعي وجمهور أصحابنا أنها منحصرة في العشر الاواخر من رمضان مبهمة علينا ولكنها في ليلة معينة في نفس الامر لا تنتقل عنها ولا تزال في تلك الليلة إلي يوم القيامة وكل ليالي العشر الاواخر محتملة لها لكن ليالي الوتر أرجاها وأرجى الوتر عند الشافعي ليلة الحادى والعشرين ومال الشافعي في موضع إلي ثلاثة وعشرين وقال البندنيجي

    مذهب الشافعي أن ارجاها عنده ليلة إحدى وعشرين وقال في القديم ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين فهما أرجي لياليها عنده وبعدهما ليلة سبع وعشرين هذا هو المشهور في المذهب أنها منحصرة في العشر الاواخر من رمضان وقال أمامان جليلان من أصحابنا وهما المزني وصاحبه أبو بكر محمد ابن اسحق بن خزيمة أنها منتقلة في ليالي العشر تنتقل في بعض السنين إلى ليلة وفى بعضها إلى غيرها جمعا بين الاحاديث وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الاحاديث الصحيحة في ذلك كما سنوضحه إن شاء الله تعالي ولا طريق إلي الجمع بين الاحاديث إلا بانتقالها


    ماذا يقول في ليلة القدر
    \

    ثبت في سنن الترمذي وغيره ما يلي :
    عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
    قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
    قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
    والحديث أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة

    قال ابن قدامة :ويستحب أن يجتهد فيها في الدعاء ويدعو فيها بما روي عن عائشة أنها قالت يا رسول الله إن وافقتها بم أدعو قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني .

    قال ابن كثير :والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم، إنك عَفُوٌّ تحب العفو، فاعف عني"؛ لما رواه الإمام أحمد:
    رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، من طريق كَهْمَس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمْتُ أي ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم، إنك عَفُو تحب العفو، فاعف عني" (1) .
    وهذا لفظ الترمذي، ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه الحاكم في مستدركه، وقال: "هذا صحيح على شرط الشيخين" (2) ورواه النسائي أيضًا من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرثَد، عن سليمان بن بُرَيدة عن عائشة قالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عَفُو تحب العفو، فاعف عني" (3) .
    5 ] .


    وفي الختام أحمد الله أن وفقني لكتابة هذه السطور المتواضعة وأسأل الله العظيم بمنه وفضله أن يوفقنا لقيام ليلة القدر. وصلى الله على محمد وآله وسلم .

    كتبه / الفقير إلى عفو ربه !
    في السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك 1429.
    المدينة المنورة.حرة واقم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: انشراح الصدر في فضل ليلة القدر

    للتذكير في فضل هذه الليلة
    كتبه الفقير إلى عفو ربه / ناجي الهجاري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •