تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ليلة القدر للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ

  1. #1

    افتراضي ليلة القدر للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ

    قال العالم الموسوعي ، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى :

    " اعلموا أن ليلة القدر في رمضان خاصة دون سائر العام ، والبرهان على ذلك برهان مركب من نصين كريمين .

    قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " ، فنزول القرآن في شهر رمضان مقدمة أولى .

    وقال تعالى : (إنّا أنزلناه في ليلة القدر " ، فهذه مقدمة ثانية : أعني نزول القرآن في ليلة القدر .

    النتيجة : أن ليلة القدر في رمضان ، لأن القرآن نزل في رمضان ، ورمضان عدة ليال ، وقد نزل في ليلة القدر .

    فصح أن ليلة القدر من ليالي رمضان ، وليلة القدر ثابتة إلى يوم القيامة ، لايخلو رمضان ما من ليلة القدر .

    والبرهان على ذلك عدة أمور :

    أولها : أن الله قال عنها ( تنزّل الملائكة والروح فيها ) ولم يقل تنزّلت .

    فصيغة المستقبل ( تنزّل ) دالة على الديمومة .

    وثانيها : إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على ذلك ، ولا معنى لأي خلاف بعدهم ، بل أجمع على ذلك المحدثون وجمهور الفقهاء .

    وثالثها : قال صلى الله عليه وسلم : " ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه " . رواه البخاري وغيره .

    فهذا خطاب عام للأمة المحمدية إلى ان تقوم الساعة وينقطع التكليف .

    وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمرنا بقيام ليلة القدر ولايكون في رمضان ليلة قدر كما زعمت الرافضة وقلة تابعتهم من أهل الرأي .

    ورابعها : أن النصوص تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتحراها في العشر الأواخر من رمضان .

    وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمرنا بتحري معدوم .

    واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر من مواسم العمر التي لا تعوض لما فيها من فيوض رحمة الله وعفوه وعونه على الاستقامة والثبات .

    وإنني لأبكي عمري في سنوات كنت فيها من الغافلين .

    والقاعدة للعبد المسلم أن أجره على قدر نصبه .

    ولهذا لم يعين الله ليلتها ليحصل الجد في تحريها ، وليظهر صدق عبودية من يلتمسها .

    ولم يغيب الله علمها بإطلاق رفقاً بعباده ورحمة . وإنما حددها في ليلة مبهمة من عشر ليال آخر الشهر ، فليس من الشاق على العبد أن يجتهد في العبادة عشر ليال ، ومضمون له أن يوافق ليلة القدر في إحداهن .

    واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن المواسم الخيرة تبهم في زمان معين كساعة الإجابة في يوم الجمعة للملمح الذي ذكرته لكم .

    واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن الخلاف في تعيين ليلة القدر بلغ أربعين قولا .

    وهكذا يكون التشتت في ابتغاء تعيين مالم يقض الله بتعيينه لخلقه .

    والذي أوصي به كل مسلم أن يعتقد جازماً بلا تردد أن لا سبيل إلى احتمال أن ليلة القدر في ليلة معينة بأي دلالة شرعية . وأنه لا مطمح للعبد في موافقة ليلة القدر بيقين لا شك فيه إلا إذا اجتهد في العبادة واعتبر كل ليلة من العشر الأواخر ليلة قدر ، فها هنا لن يخيب ، وسيكون وافق ليلة القدر حتما .

    وإنما قلت لا دلالة في نصوص الشرع البتة على أن ليلة القدر في ليلة معينة ـ وإن ورد النص بأنها في الوتر من العشر الأواخر ـ لعدة براهين ضرورية لا محيد عنها :

    أولها : أن المسلم لا يعلم بداية العشر الأواخر من رمضان حتى يطلع هلال شوال .

    فيحتمل أن يكون الشهر ثلاثين يوما فتكون ليلة واحد وعشرين أولى ليالي العشر الأواخر ، وتكون ليالي الوتر ليالي 21 ، و 23 ، و25، و27 ، و 29 .

    ويحتمل أن يكون الشهر تسعة وعشرين يوما فتكون ليلة عشرين أولى ليالي العشر الأواخر ، وتكون ليالي الوتر من ليالي العشر الأواخر ليلة 20 ، و 22 ، و 24 ، و 26 ، و 28 ، و30 .

    وكل هذا لا سبيل إلى العلم به إلّا بعد هلال شوال ، والعلم بليالي الوتر بعد ذلك لا ينفع من أضاع ليالي من العشر يحسبها غير وتر فكشف طلوع هلال شوال عن كونها وترا .

    فهذا يعني أن تحري ليلة القدر يبدأ من ليلة عشرين إلى طلوع هلال شوال ، وهذا أمر غفل عنه علماء العصر ، ولم يتعلمه عوام المسلمين الحريصون على تحري ليلة القدر .

    وثاني البراهين : أنه لم يرد في الشرع نصب علامة على ليلة القدر تكون في بدايتها ، وإنما ورد علامتان في صبيحتها :

    إحداهما : خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو رؤياه الكريمة أن يسجد في صبيحتها على ماء وطين .

    وقد صح أن المسجد وكف بالمطر في صبيحة ليلة إحدى وعشرين ، وفي ليلة ثلاث وعشرين . ولم يثبت أن المسجد لم يكف بقية العشر .

    قال أبو عبدالرحمن : ولا نستبعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ليلة القدر بتحقق رؤياه بعد ما أنسيها ، ولكنه لم يعينها لأمته فأمر بتحريها في الوتر من العشر ، وقد قلت لكم إن كل ليلة منذ ليلة العشرين يحتمل أن تكون وترا إلى أن يطلع هلال شوال .

    وأخراهما : أن شمس صبيحتها تطلع بلا شعاع .

    وما ضمن الله لنا علم ذلك ، فقد يكون ذلك أول طلوعها قبل أن تشرق علينا فنراها .

    وثالث البراهين : لو كانت ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة .

    ولو كانت ليلة سبع وعشرين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها .

    قال ذلك بمقابل أن رجالاً رأوا أنها ليلة سبع وعشرين .

    وإذن فكل ليلة من ليالي الوتر ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي تفسير للوتر وليست تعييناً لليلة .

    ألا فليعلم جميع المسلمين أن المسلم لن يضمن موافقة اجتهاده في العبادة والدعاء لليلة القدر حتى يجتهد العشر الأواخر كلها ابتداء من ليلة عشرين .

    واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر غير متنقلة بمعنى أن تكون في عام مثلاً ليلة ثلاث وعشرين ، وفي عام ليلة سبع وعشرين . بل هي ليلة واحدة ثابتة معينة فعلم الله مبهمة في علم الخلق .

    والبرهان على ذلك أن الله سبحانه قال : ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) .

    ولم يقل في ليلة قدر .

    وبرهان آخر وهو أنها لو كانت متنقلة لكانت رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم للدلالة على عام واحد ، وليس كذلك سياق الحديث ، فسياقه يدل على أنها ليلة ثابتة .

    وبرهان ثالث وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في العشر الآواخر في تسع يمضين أو في سبع يبقين .

    ولو كانت متنقلة لقال : تارة في تسع ، وتارة في سبع .

    وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي غير متلو ، وما كان ربك نسيا .

    واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر عظيمة القدر لقوله تعالى ( خير من ألف شهر ) . فهذا أحد معاني تسميتها .

    وهي أيضاً ليلة تقدير لقوله تعالى : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) وقوله تعالى : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) .

    وهذا شامل لتقدير الأقدار والأرزاق والآجال في تلك السنة.

    وتعليل التسمية بأكثر من معنى وارد ، فإننا نجد في الصلاة الشرعية جميع المعاني اللغوية لمادة الصاد واللام والحرف المعتل .

    وحري بمن تحرى ليلة القدر أن يحسن الله خاتمته وأن يحييه حياة طيبة ، لأن الله يمحو ويثبت ، وتحري ليلة القدر التجاء إلى الله واستعاذة بقدرته في وقت إجابة وتقدير وسلام إلى مطلع الفجر .

    وما أفتيتكم ـ أيها الأحباب ـ إلّا بمقتضى أصول الأخذ بالظاهر التي أرجو أن ألقى الله عليها متمثلاً لمقتضاها غير مغير ولا مبدل ولا صارف بلا برهان .

    ولقد بكرت لكم بالحديث عن ليلة القدر قبل أوقات تحريها لتعقدوا العزم في وقت مبكر ، ولتوطنوا النفس ، وليكون عندكم مهلة للمراجعة إن لم تثقوا بفتواي ، والله المستعان " .
    أبو محمد المصري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: ليلة القدر للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ

    بارك الله فيك أخى أبى محمد وفى شيخنا ابن عقيل
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    بيروت - لبنان 009613541688
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: ليلة القدر للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو ارسال جميع مشاركتكم الى عنواني ولكم الشكر

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    551

    افتراضي رد: ليلة القدر للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ

    بارك الله فيكم .
    بل ليلة القدر تتنقل على الصحيح، والأدلة في ذلك يطول ذكرها .
    وهذه السنة - والله أعلم - كانت في ليلة السابع والعشرين.لأن صبيحتها خرجت الشمس كأنها قمر ، وقد تحريت ذلك أنا وبعض الإخوة.
    والله الموفق.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: ليلة القدر للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ

    و انا كذلك تحريتها عندنا فغلب الظن انها السابع و العشرين بهده الأمارة و أمارات أخرى أمد الله في عمر الشيخ الوالد و لاحرمنا من فوائده

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •