الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
.
.
وفقنا الله وإياكم إلى كل خير ورشاد ، وألهمنا بفضله ومنه الصواب والحق والرشاد ، ومن ثَم فإنه ومن خلال ما طرحت من استفسار عن معنى بيت :
وبالفوارس مِن ورقاء قد عَلِموا أحْلاس خيلٍ على جردٍ أبابيل
والذي تذكر أن بعض المفسرين سردوه تفسيرا لمعنى كلمة ( أبابيل ) الواردة في سورة الفيل .
.
.
.
أولا : أرجو المعذرة ، والتكرّم بذكر مَن مِن المفسرين ذكره ، حيث لم أجده في كتب التفسير المعتبرة ، والتي منها :
1. ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن ) للطبري - رحمه الله - .
2. ( تفسير القرآن العظيم ) لابن كثير - رحمه الله - .
3. ( الجامع لأحكام القرآن ) للقرطبي .
4. ( فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ) للشوكاني - رحمه الله - .
5. ( معالم التنزيل ) للبغوي - رحمه الله - .
6. ( تفسير البيضاوي ) للبيضاوي - رحمه الله - .
7. ( تفسير الجلالين ) لجلال الدين المحلي ، وجلال الدين السيوطي - رحمهما الله - .
8. ( الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) للواحدي - رحمه الله - .
9. ( إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ) لأبي السعود العمادي - رحمه الله - .
10. ( الدر المنثور ) للسيوطي - رحمه الله - .
11. ( تفسير النسفي ) للنسفي - رحمه الله - .
12. ( روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ) للألوسي - رحمه الله - .
13. ( زاد المسير في علم التفسير ) لابن الجوزي - رحمه الله - .
14. ( الجواهر الحسان في تفسير القرآن ) لابن مخلوف الثعالبي .
وإنما وجدته في كتاب ( الإتقان في علوم القرآن ) للسيوطي - رحمه الله تعالى - ، وهو لم يذكره في تفسيره ( الدر المنثور ) ، وقال في كتابه ( الإتقان ) بأسلوب التضعيف ، ( قد روينا عن ابن عباس كثيرا من ذلك وأوعب ما رويناه عنه مسائل نافع بن الأزرق وقد أخرج بعضها ابن الأنباري في كتاب الوقف والطبراني في معجمه الكبير ) ، وبحثت في المعجم الكبير للطبراني - رحمه الله - فلم أجد هذا القول عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، ولم أتمكن من البحث في كتاب ( إيضاح الوقف والابتداء ) لابن الأنباري - رحمه الله تعالى - .
فهلا تكرمت ( فضلا منك ) ، أن تذكر لنا المصادر التي سرد أصحابها هذا القول .
.
.
.
ثانيا : سواء ثبت القول أم لم يثبت ، فإن البيت لزهير بن أبي سُلمى ، من قصيدته التي مطلعها ( أبْلِغْ لدَيْكَ بَني الصّيداءِ كُلّهُمُ ) ، وهي في صفحة رقم ( 224 ) من ديوانه الذي شرحه أبو العباس ثعلب ، وهذا رابط الكتاب :
http://www.wadod.net/books/10/1015.rar
.
ولكن البيت ورد بلفظ مختلف قليلا ، والمعنى واحد ، واللفظ هو :
( وبالفوارسِ ، من ورقاءَ ، قد علموا . . . . . إخوان صِدْقٍ ، على جُرْدٍ ، أبابِيلِ )
وكان شرح ( ثعلب ) له كالتالي : ( أي عُلِموا بالبأس ، جرد : خيل . أبابيل : متفرقة تأتي من كل وجهه . . .
ولعل المعنى الآن اتضح ، ولعل هذا القول يوضحه أكثر :
(( أسر الحارث بن ورقاء الصيداوي راعي غنم لزهير اسمه ( يسار ) ، فقال في ذلك زهير قصيدة يطالب برد راعيه الأسير ، فعندما رد الحارث بن ورقاء الأسير قال زهير هذه القصيدة ( أبْلِغْ لدَيْكَ بَني الصّيداءِ كُلّهُمُ ) يمدحهم ، وهو هنا يقول عنهم بأنهم فرسان ، شجعان ، صدق في اللقاء ، يجيدون ركوب الخيل الجرد ، وهي ذات الشعر القصير ، التي تأتي من كل وجهة عند القتال ، السريعة ، التي تحسن الكر والفر )) .
فمعنى البيت باختصار ( أنهم فوارس شجعان يحسنون ركوب الخيل الجرد المدرّبة التي تحسن الكر والفر ) .
ومعنى ( أحلاس خيل ) أنهم ملازمون لركوب الخيل فهم فرسان يحسنون ركوب الخيل .
.
.
.
.
.
.
.
وفق الله الجميع لكل خير ، وصلى الله وسلم على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .