تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: دخل رجل الجنة في ذباب ودخل النار رجل في ذباب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي دخل رجل الجنة في ذباب ودخل النار رجل في ذباب

    5829 - ( دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل النار رجل في ذباب . قالوا : وكيف ذلك ؛ قال : مر رجلان [ مسلمان ] [ ممن كان قبلكم ] على قوم لهم صنم ( وفي رواية : يعكفون على صنم لهم ) لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا ، فقالوا لأحدهما : قرب [ شيئا ] ، قال : ليس عندي شيء . فقالوا له : قرب ولو ذبابا . فقرب ذبابا . فخلوا سبيله . قال : فدخل النار . وقالوا للآخر : قرب ولو ذبابا . قال : ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل . قال فضربوا عنقه ، قال : فدخل الجنة )
    موقوف . أخرجه أحمد في " الزهد " ( ص 15 - 16 ) : حدثنا أبو معاوية : حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : . . . فذكره موقوفا عليه . وقال ابنه عبد الله في كتاب " العلل " ( 1 / 240 ) لأبيه :
    " سمعته يقول في حديث أبي معاوية عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة
    عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : " دخل رجل الجنة في ذباب . . . " ؛ قال الأعمش : " ذباب " ؛ يعني : أن سلمان كان في لسانه عجمة " .
    قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير سليمان بن ميسرة ؛ قال ابن معين :
    " ثقة " . كما في " الجرح والتعديل " ( 2 / 1 / 143 - 144 ) ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 310 ) وقال :
    " يروي عن طارق بن شهاب الأحمسي ، وله صحبة ، وعنه الأعمش " .
    وروى عنه حبيب بن أبي ثابت أيضا ، ووثقه آخرون . انظر " التعجيل " ( ص 168 / 423 ) ، فالإسناد صحيح .

    وقد تابع أبا معاوية : جرير - وهو ابن عبد الحميد الضبي - : عند أبي نعيم في
    " الحلية " ( 1 / 203 ) ؛ قرنه بأبي معاوية ، وقال عقبه :
    " رواه شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق مثله . ورواه جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو عن حبان بن مرثد عن سلمان نحوه " .
    والزيادة الثانية لأبي نعيم .
    وللأعمش فيه شيخ آخر ؛ فقال ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 177 / 1 ) : نا عباس : نا محاضر بن المورع : نا الأعمش عن الحارث بن شبيل عن طارق بن شهاب قال : قال سلمان : . . . فذكره موقوفا أيضا . وفيه الزيادة الأولى .
    قلت : وهذا إسناد صحيح أيضا . رجاله ثقات رجال مسلم ؛ غير عباس - وهو
    ابن محمد الدوري - ، وهو ثقة حافظ .
    وقد توبع هذان الشيخان من قيس بن مسلم ؛ كما تقدم عن أبي نعيم معلقا . وتابعهم أيضا مخارق بن خليفة ؛ فقال ابن أبي شيبة في " مصنفه " ( 12 / 358 ) : حدثنا وكيع قال : ثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : . . . فذكره موقوفا أيضا .
    وهذا صحيح أيضا . رجاله رجال الشيخين ؛ غير مخارق هذا ، وهو ثقة من رجال البخاري . وفيه الزيادة الثالثة ، والرواية الثانية . وهذه عند ابن الأعرابي أيضا .
    وبالجملة ؛ فالحديث صحيح موقوفا على سلمان الفارسي رضي الله عنه ؛ إلا
    أنه يظهر لي أنه من الإسرائيليات التي كان تلقاها عن أسياده حينما كان نصرانيا .
    ولقد كان الداعي إلى تخريجه هنا وبيان كونه موقوفا : أنه كثر السؤال عنه في كثير من البلاد الإسلامية ، وشاع تداوله ؛ وذلك لأنه ذكره الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه النافع " التوحيد " مرفوعا معزوا
    لأحمد ! فقال :
    " وعن طارق بن شهاب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال . . . ( فذكره ) . رواه أحمد " .
    وقال شارحه الشيخ سليمان : حفيد محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تبارك وتعالى في " التيسير " ( ص 160 ) :
    " هذا الحديث ذكره المصنف معزوا لأحمد ، وأظنه تبع ابن القيم في عزوه لأحمد ؛ قال ابن القيم : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية . . . عن طارق بن شهاب يرفعه . . . وقد طالعت " المسند " فما رأيته فيه ، فلعل الإمام رواه في " كتاب الزهد " أو غيره " .
    قلت : وفي هذا العزو أمور :
    أولا : قوله : " يرفعه " خطأ واضح كما يتبين من تخريجنا هذا .
    ثانيا : إطلاق العزو لأحمد فيه نظر ! لأنه يوهم بإطلاقه أنه في " مسنده " ،
    وليس فيه كما قال الشيخ سليمان رحمه الله تعالى ، ولو كان فيه ؛ لأورده الهيثمي
    في " مجمع الزوائد " ، وليس فيه أيصآ ، وإنما هو في " الزهد " له كما تقدم . ثالثا : لم يتعد في إسناده طارق بن شهاب ، فأوهم أنه من مسنده ! وإنما هو من
    روايته عن سلمان موقوفا ؛ كما رأيت عند مخرجيه ومن جميع طرقه .
    هذا ؛ وإني لأستنكر من هذا الحديث : دخول الرجل النار في ذباب ؛ لأن ظاهر سياقه أنه إنما فعل ذلك خوفا من القتل الذي وقع لصاحبه ، كما أنني استنكرت قول الإمام محمد بن عبد الوهاب في المسألة : " الحادية عشر : أن الذي دخل النار مسلم ؛ لأنه لو كان كافرا ؛ لم يقل : " دخل النار في ذباب " " !
    فأقول : وجه الاستنكار أن هذا الرجل لا يخلو حاله من أمرين :
    الأول : أنه لما قدم الذباب للصنم ، إنما قدمه عبادة له وتعظيما ، فهو في هذه الحالة لا يكون مسلما ؛ بل هو مشرك ، وهو ظاهر كلام الشارح الشيخ سليمان رحمه الله ( ص 161 ) :
    " في هذا بيان عظمة الشرك ولو في شيء قليل وأنه يوجب النار ، ألا ترى إلى هذا لما قرب لهذا الصنم أرذل الحيوان وأخسه وهو الذباب كان جزاؤه النار ؛ لإشراكه في عبادة الله " إذ الذبح على سبيل القربة والتعظيم عبادة ، وهذا مطابق لقوله تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ) " .
    والآخر : أنه فعل ذلك خوفا من القتل كما تقدم مني ، وهو في هذه الحالة لا تجب له النار ، فالحكم عليه بأنه مسلم دخل النار في ذباب يأباه قوله تعالى : ( من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان . . . ) الآية ، وقد نزلت في عمار بن ياسر حين عذبه المشركون حتى يكفر به صلى الله عليه وسلم ، فوافقهم على ذلك مكرها ، وجاء معتذرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ كما في " تفسير ابن كثير " وغيره ، وأخرجها في " الدر " ( 4 / 132 ) من طرق .
    فإن قيل : إنما أراد الإمام أنه كان مسلما ثم كفر بتقديمه الذباب كما تقدم في الأمر الأول ؛ وحينئذ يرد عليه ما ذكرته في الأمر الآخر ، وقصة عمار . ويشبهها ما روى ابن أبي شيبة ( 12 / 357 - 358 ) بسند صحيح عن الحسن - وهو البصري - :
    أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما ، فقال لأحدهما : أتشهد أن محمدا رسول الله ؛ قال : نعم . فقال : أتشهد أن محمدا رسول الله ؛ قال : نعم . قال : أتشهد أني رسول الله ؛ قال : فأهوى إلى أذنيه فقال : إني أصم ! قال : ما لك إذا قلت لك : تشهد أني رسول الله قلت : إني أصم ؟ ! فأمر به فقتل . وقال للآخر : أتشهد أن محمدا رسول الله ؛ قال : نعم . فقال : أتشهد أني رسول الله ؛ قال : نعم . فأرسله . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! هلكت . قال :
    " وما شأنك " ؛ فأخبروه بقصته وقصة صاحبه ، فقال :
    " أما صاحبك ؛ فمضى على إيمانه ، وأما أنت ؛ فأخذت بالرخصة " .
    قلت : وهذه قصة جيدة ، لولا أنها من مراسيل الحسن البصري ؛ لكن الآية السابقة وسبب نزولها يشهدان لصحتها . والله أعلم . وقد روى الشطر الأول منها ابن إسحاق في " السيرة " ( 2 / 74 - 75 ) بسند حسن عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة مرسلا أيضا ، وسمى صاحبها حبيب بن زيد ؛ أي : ابن عاصم الأنصاري المازني شهد العقبة ، وقد ذكرها ابن كثير في تفسير الآية ، وابن حجر في ترجمة حبيب من " الإصابة " جازمين بها . والله سبحانه وتعالى أعلم .

    الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
    المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: دخل رجل الجنة في ذباب ودخل النار رجل في ذباب

    الحكم على حديث دخل النار رجل في ذباب

    السؤال:حديث دخل النار رجل في ذباب هل هذا صحيح أم لا؟


    الجواب:لا بأس به، رواه أحمد بإسناد جيد، ومعناه أنه تقرب بالذباب للصنم؛ فدخل به النار -نعوذ بالله- فإذا تقرب بالذباب، أو بالدجاجة، أو بالذبيحة، أو بالدراهم إلى الأصنام، أو إلى غيرها من المعبودات من دون الله؛ صار شركًا بالله ، فهذا فيه الحذر من الشرك، وضرب به النبي ﷺ المثل ليحذر من الشرك.الله -جل وعلا- قال: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لَا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:162، 163]. فمن قرب لغير الله وإن كان شيئًا حقيرًا؛ يكون شركًا بالله ، فيجب على المؤمن أن يطهر نفسه وعقيدته من سائر أنواع الشرك، ومنها الذبح لغير الله، وفي الحديث لعن الله من ذبح لغير الله.



    https://binbaz.org.sa/fatwas/30204/%...A8%D8%A7%D8%A8

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: دخل رجل الجنة في ذباب ودخل النار رجل في ذباب


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •