بالنسبة كلام شيخ الاسلام المذكور فى مجموع الرسائل والمسائل :
أقول :كان شيخ الاسلام يتحدث بأن النصوص انما أوجبت عدم المؤاخذة بالخطأ لهذه الأمة وكان كلامه تحت عنوان "التكقير بالخطأ فى الاعتقاديات والاجتهاد فى العمليات"
قلت قسم العلماء الخطأ الى قسمين
الأول: الخطأ فى الفعل كأن ترمى زيدا فتصيب عمرا
والثانى: الخطأ فى القصد كأن ترمى من تظنه كافرا فتجده مسلما كما حدث لإسامة ابن زيد فإن خطأه كان فى قصده لما قتل الرجل الذى نطق بالشهادة ظنا منه أنه قالها تعوذا
وهذا القسم الثانى من أنواع الخطأ (الخطأفى القصد) هو الجهل
قال الطبرى عند تفسير قوله تعالى { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }
القول في تأويل قوله تعالى : { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }
قال أبو جعفر: وهذا تعليم من الله عز وجل عباده المؤمنين دعاءه كيف يدعونه، وما يقولونه في دعائهم إياه. ومعناه: قولوا:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا" شيئا فرضت علينا عمله فلم نعمله=،"أو أخطأنا" في فعل شيء نهيتنا عن فعله ففعلناه، على غير قصد منا إلى معصيتك، ولكن على جهالة منا به وخطأ، كما:-
6509 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"، إن نسينا شيئا مما افترضته علينا، أو أخطأنا، [فأصبنا] شيئا مما حرمته علينا. (1)
6510 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل تجاوز لهذه الأمة عن نسيانها وما حدثت به أنفسها. (2)
6511 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط قال، زعم السدي أن هذه الآية حين نزلت:"ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"، قال له جبريل صلى الله عليه وسلم: فقل ذلك يا محمد.
.............................
الى أن قال :
وكذلك "الخطأ" وجهان:
= أحدهما: من وجه ما نهي عنه العبد فيأتيه بقصد منه وإرادة، فذلك خطأ منه، وهو به مأخوذ. يقال منه:"خطئ فلان وأخطأ" فيما أتى من الفعل، و"أثم"، إذا أتى ما يأثم فيه وركبه، (1) ومنه قول الشاعر: (2)
الناس يلحون الأمير إذا هم... خطئوا الصواب ولا يلام المرشد (3)
يعني: أخطأوا الصواب = وهذا الوجه الذي يرغب العبد إلى ربه في صفح ما كان منه من إثم عنه، (4) إلا ما كان من ذلك كفرا.
= والآخر منهما: ما كان عنه على وجه الجهل به، والظن منه بأن له فعله، كالذي يأكل في شهر رمضان ليلا وهو يحسب أن الفجر لم يطلع = أو يؤخر صلاة في يوم غيم وهو ينتظر بتأخيره إياها دخول وقتها، فيخرج وقتها وهو يرى أن وقتها لم يدخل. فإن ذلك من الخطأ الموضوع عن العبد، الذي وضع الله عز وجل عن عباده الإثم فيه، فلا وجه لمسألة العبد ربه أن لا يؤاخذه به.أهـ
قلت : وهذا ما أراده شيخ الاسلام فى حق هذا الرجل الذى أصى أهله أن يحرقوه حتى يضل الله أى يعجزه سبحانه وتعالى عن اعادته مرة اخرى وهذا عن خطأ فى قصده (أى جهل) وبهذا تعلم أن شيخ الاسلام لم يختلف قوله فى المسئلة والله اعلم