بسم الله الرحمن الرحيم ،
لا أريد الخوض في حوار في هذا الموضوع ، ولكنني فقط أتساءل :
هل ورد عن الأئمة الأعلام تكفير من أعذر المشركين ، المنتسبين إلى الإسلام ، بالجهل ؟ .. أم أنهم اعتبروها بدعة ؟
فقد قرأت لبعض من يرى عدم إعذار المشركين أن هذا القول بدعة .. ولم يقل كفر ..
وهل هذه الدعوى (دعوى تكفير من أعذر المشركين بالجهل) محدثة ، لم تقع إلا في العصور المتأخرة ؟
وأرجو من الإخوة ألا يأتونا بإطلاقات .. مثل (من لم يكفر المشركين فهو كافر) .. فنحن نعلم هذا كحكم شرعي .. ولكن نتكلم في خصوص هذه المسألة ، وهي : من أعذر المشركين بالجهل ، وهو يرى فعلهم شركاً .
وجدت كلاماً للشيخ أبابطين - رحمه الله - يقول فيه :
الشيخ - رحمه الله - لم يقل إن هذه الدعوى بنفسها كفر .. بل إن لوازمها هو ما ذكر .. وكما هو معلوم أن لازم المذهب ليس بمذهب ، إلا أن يلتزمه صاحبه .. فالذين يقولون بالعذر بالجهل لا يلتزمون بهذه اللوازم التي ذكرها الشيخ .. مع أن لهم في كلامه مقالاً ..فإن كان مُرتكب الشرك الأكبر معذوراً لجهله ، فمن الذي لا يُعذر ؟! ولازم هذه الدعوى : أنه ليس لله حجة على أحد إلاَّ المعاند ، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله ، بل لا بُد أن يتناقض ، فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، أو شك في البعث ، أو غير ذلك من أصول الدين ، والشاك جاهل . والفقهاء يذكرون في كتب الفقه حكم المرتد : أنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه ، نطقاً ، أو فعلاً ، أو شكاً ، أو اعتقاداً ، وسبب الشك الجهل . ولازم هذا : أنّا لا نُكفر جهلة اليهود والنصارى ، والذين يسجدون للشمس والقمر والأصنام لجهلهم ، ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنار ، لأنّا نقطع أنهم جُهال ، وقد أجمع المسلمون على كفر من لم يُكفر اليهود والنصارى أو شك في كُفرهم ، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال .
أفيدونا جزاكم الله خيراً .