الحمد لله الذي أنطق كل شيء!
هذا تعقيبي على تعقيبات أخي خلوصي، هداه الله وغفر له.
قلتُ أنا "كيف يتبين لك يا خلوصي أنك قد بلغت الحد الأدنى من "اليقين" والذي زالت به أمراض قلبك والذي اذا ما أصبته وتبينته من نفسك، رحت حينئذ تتحاور وتتناقش وتطلب العلوم بأدلتها وتتعلم ما يجب عليك تعلمه وأنت حينئذ في مأمن من أن "تطغى عليك نفسك"؟؟؟"
فقلتَ أنت: ؟؟ !! انظر ردك الآخر تعرف !
فأقول: أعرف ماذا؟؟؟ تأتي لتقرر أنت أن علينا ألا نحاور ولا نجادل ولا نتعلم أصلا حتى يتبين لنا أن في قلوبنا ما يحصنها من أن تطغى أمراض النفس عليها في الحوار! فأتني بكلام واحد من الأئمة فضلا عن الصحابة والسلف يدعو الناس الى أن يؤجلوا التعلم والمدارسة ونحوه من صنوف العمل بمراتبها المتدرجة، حتى "يتحققوا بحال الصحابة" أولا ويتأكدوا من أن نفوسهم قد صلحت صلاحا تاما!!!!!!! ثم تتهمني بأن ردي الثاني دليل على أني قد وقعت فيما تدعو الناس لترك العلم من أجله! ألأني أدعوك للتراجع عن تلك الدعوة المقيتة الى نبذ العلم الشرعي – سيما علم التوحيد - والذي شئت أنت أم أبيت، يجب وجوبا عينيا على كل مسلم تحصيل قدر ضروري منه؟؟؟؟ ألأني لم أزل أطالبك بالافصاح عن حقيقة ذلك الطريق الغامض الذي لا زلت تدندن حوله والذي تدعي أنه سبيل "التحقق بحال الصحابة" وتحقيق "اليقين"، والذي أفصحت بالفعل عن أن مدخله "كرامات" "أرباب اليقين"؟؟؟؟؟؟ أبهذه السهولة يكون اتهام النوايا عندك يا من تدعونا ليل نهار الى مراقبة خفايا النفس؟؟؟
الله المستعان!
وقلت أنا: "أخبرني يا خلوصي الى متى يظل هروب الواحد من أصحابك هؤلاء من تعلم منهج السلف"
فقلت أنت: مؤدّاه التحقق بحال الصحابة !
فأقول: اللهم ألهمنا الصبر من عندك يا رب العالمين!!! قلنا لك بين ما تقصد بكلمة "التحقق" – على الأقل كاصطلاح في عبارة واحدة أو عبارتين - فتركتنا غير عابئ بالحاحنا واتهمتنا بالتشويش عليك بل ولم تعبأ حتى بانذارنا اياك من الوعيد في حق كاتم العلم اذا ما سئل عنه، ولم تزل ترمينا بكلام غامض ولا تبين ما تريد!! ثم اذا ما أدى ذلك كله – ولا عجب – الى نفاد صبر اخوانك واتهامهم اياك بأقوال خرجت منك – لا بلوازم أقوالك كما تدعي -، رحت تتهمهم في دخيلة نفوسهم وكأنك فرح بأن تمكنت أخيرا من اغضابهم واستفزازهم، واظهارهم على أنهم جراحون غلاة يعادون ويرفضون أي قدر من الخير يمكن أن يكون قد خرج في كلامك!!! كأنك ما تريد الا أن تغضبهم حتى اذا ما كثر ذلك منهم رحت تتخذ من ذلك دليلا على أن في قلوبهم أمراضا لا علاج لها الا عند أصحابك "أرباب اليقين"!!!! أما علمت أنهم ما غضبوا الا لموقفك أنت من أسئلتهم والتي يعلم الله أنها ما كانت تخرج في بادئ الأمر – من جانبي أنا على الأقل – الا من منطلق حسن ظن وحرص على التعاون على البر والخير؟؟؟
فهل هذا ما تريد يا خلوصي؟؟؟؟ هل هذه غايتك؟؟؟ أن توهم الناس بأن مجادليك قوم مرضى ما وقعوا فيما بدا متزابدا في كلامهم من حدة وغلظة عليك الا لأمراض في نفوسهم لا علاج لها الا عند أصحابك المتصوفة (وأنت الى الآن لما تخبرنا بعد من أصحابك هؤلاء أصلا، وعلى أي طريقة هم، وان كنت قد أشرت اليهم كثيرا، فالى الله المشتكى) ؟؟؟؟
أخبرني يا خلوصي، عندما أصف أصحابك هؤلاء بالمتصوفة، هل تدخلني بذلك تلقائيا في جملة "المصنفين" "الجراحين" الذين يعدونكم من أهل البدع هكذا دون استفصال عن حقيقة ما تفعلون وما تدعون اليه الناس؟؟؟ فلماذا أنت هنا أصلا ان لم يكن لعرض ما عندك من بضاعة تصر على أنها طريق تحقيق اليقين وما كان عليه الصحابة؟؟؟ وهل تحسب القوم هنا عوام جهلاء سيتركونك تعرض كلاما دون أن يناقشوك فيه مناقشة علمية؟؟؟ ان كنت لا تدري ما المنتدى، وما يكون في منتديات طلبة العلم فهذا ليس ذنبنا!! بينا لك أنه لا سبيل في أمثال هذه المواقع لرجل أن يدخل ليضع المقالات الطوال ثم يطالب الناس بألا يعلقوا على موضوعه ولا يناقشوه في شيء مما يكتب وان شاءوا فليفتحوا موضوعاتهم الخاصة!!! يا أخي هذه ليست مجلة حائط!! فلماذا تصر على أننا نعتدي على حقك في صفحتك، وما زدنا على أن طالبناك ببيان ما عندك وما تدعو الناس اليه، من بعد ما تبين لنا كلام منك كرهناه وأردنا أن نبين لك سبب كراهيتنا له فما التفت ولا عبأت وأصررت على اتهامنا بالخروج عن محل البحث؟؟؟
الاخوة القراء الكرام، انني أترك لأولي الأبصار والألباب منكم الحكم بانصاف، ودونكم كل كلمة كتبتها يميني في هذا المجلس في موضوعات خلوصي، فتأملوها وراجعوها وان وجدتم فيها ما يستنكر علي، فنبهوني لذلك وأنكروا علي بالدليل والبينة، في موضوع مخصوص ان شئتم، وأنا أرجع عنه باذن الله وأبرأ الى الله واقبل رأس خلوصي اعتذارا عنه!!
وقلت أنا: "في ضبط المعتقد وتنقيح كلام الناس فيه وتصفيته من الباطل والبدعة ورد البدعة على أصحابها بالحجة والبرهان العلمي،
فقلت أنت: هذا للمتخصصين ...
أما إلزام العوام به فهو من تكليف ما لا يطاق و هو بدعة عند التحقيق ..! فانتبه أن تكون مبتدعا من حيث لا تشعر ! فضلا عن إشغال العوام عن دوران الزمان كهيئته ............... يوم انطلقوا في العالمين بعلماء التقوى لا الفتوى !! ؟؟
فأقول: أي بدعة هذه؟؟؟ ألا تدري أن هناك فرض عين في العلم وفرض كفاية؟؟ أنا ما قلت اجعلوا جميع المسلمين علماء في التوحيد متخصصين في الرد على الفلاسفة وغيرهم!!! وانما قلت وكررت مرارا – ولكنك لا تريد أن تسمع! - علموهم القدر الواجب المتعين على كل واحد منهم، وهذا يختلف زيادة ونقصانا بحسب ما هو شائع في بلد كل واحد منهم وما هو متعرض له من شبهات وخرافات وضلالات!! فهل هذا القدر تخالف انت في ضرورته وجوب تعلمه على العوام؟؟؟؟
ثم تقول دوران الزمان كهيئته! فهلا أفهمتني معناها عندك وما تقصد بها؟؟ جئت بهذه العبارة من قبل في موضوع لك سابق ولم يتبين دخلها وعلاقتها به – لي أنا على الأقل – فطلبت منك بيان مرادك منها بوضوح حتى انتفع وأستفيد بما تطرح ان كان فيه نفع أو أنبهك الى الخطأ ان كان فيه خطأ، فأهملتني ولم تبال، والآن أكرر طلبي وستهلمني مجددا كعادتك، فهل أنا مطالب بتقبيل الأيادي والرأس الشريف والتذلل والانكسار بين يدي فضيلتكم حتى تتفضل علي بتوضيح كلامك؟؟؟؟؟؟؟؟ ثم تعجب وتتهمنا بغلبة أمراض النفوس علينا ان وجدت في كلامنا حدة وغلظة معك؟؟؟؟؟؟؟ اللهم ألهمنا الصبر من عندك يا رب!!
وانظر: علماء التقوى لا الفتوى!! ولماذا لا يكون علماء التقوى هم أنفسهم علماء الفتوى؟؟؟ أنا لا أفهم هذا التمييز فتفضل علينا وأفهمنا! هل "علماء التقوى" هؤلاء هم مشايخ الطرق الصوفية؟ ان كانوا عندك كذلك، فما الاشكال في الافصاح عن ذلك؟ أتخشى أن أرميك بالبدعة بمجرد أن تجيبني بالايجاب عن هذا السؤال ونحوه؟؟ يا أخي ان كانت هذه دعواك وهي هجيراك وغايتك، أن تدعونا لقبول دعوى مشايخ الطرق، فهلا وفرت علينا كل هذا الوقت والجهد والإلغاز والإبهام والاتهام في النوايا والأفهام، وصارحتنا لنتناقش في موقع تلك الدعوة من الكتاب والسنة؟ ما يدريك يا أخي لعلنا ان أقنعتنا قبلناها منك!!!!! أنا لا أفهم سر اصرارك ودأبك على التمييز بين من هم عندك علماء في التقوى ومن هم علماء في "الفتوى" – هكذا – دون أن تبين مرادك بهذا وذاك! فهلا أفهمتني؟ ان كان ابن الرومية يفهم فانا وكثير من طلبة العلم هنا لا يفهمون! فهلا أفهمتنا؟ أم أنك تتعمد تحديث الناس بكلام لا تبلغه عقولهم حتى تفتنهم؟؟؟ ثم تتساءل ما الذي حذف بأفكارنا الى تلك الظنون بك، وتنسب ذلك الى أمراض قلوبنا؟؟ سبحان الله!
وقلت أنا: هل أجل المجاهدون من الصحابة جهادهم حتى تحقق عندهم ما به أمنوا جميعا من أمراض النفوس؟؟؟ هل أجل العلماء منهم طلب العلم ونشره حتى أمنوا جميعا من أمراض النفوس؟ يا أخي لا يزال الرجل يجاهد نفسه ويغالب أمراضها حتى يتوفاه ربه، ولا يصل أبدا الى حال يمكنه أن يأمن معها من غفلة تطغي عليه مرضا من أمراض نفسه، مهما حصل من الايمان واليقين!! فعن أي "حد أدنى تتكلم وما ضابطه وما معياره وأهم من ذلك: ما علامة تحقيقه وبلوغه؟؟
فقلت أنت: المطلوب أن لا يكلف الإنسان نفسه ما لا يطيق ..
انظر لقد طلبوا منك تدريس العلم الشرعي الذي أتقنته لخمسة أشخاص ...؟!
فبدأت ... و جرت الأمور على مقدار ما جاهدت نفسك عليه مما ينسجم مع هذا العدد ...؟!
ثم فجأة يرفع الستار و إذ بدرسك هذا يحضره الملايين على قناة فضائية مشهورة ...؟! حقق و دقق !!
وأقول: فمن الذي كلفهم بما لا يطيقون؟؟ دعنا اذا نتناقش بوضوح فيما نروم تكليفهم به، وما تريد أنت أن يتكلفوه، ونرجع ذلك كله الى الكتاب والسنة! لو راجعت مشاركاتي كلها لما وجدتها الا حثا لك والحاحا في الطلب منك أن تلتفت الي كلامي وتبين لي ما تريد!! ألأني أريد أن أصد الناس عما عندك؟؟ كلا والله حتى أعلم حقيقة هذا الذي عندك، فلعله ان يكون أولى مما أدعو انا الناس اليه، فأقر لك بذلك!!! ولكن أنت مصر على اهمال مطالبي، ثم اتهامي في سريرتي اذا ما أغلظت عليك لطريقتك قي الرد علي!!
تقول أن هناك فرقا في ضرورة مجاهدة النفس في حق من يدرس خمسة أشخاص ومن ينطلق على الفضائيات ليدرس الملايين، وأقول لك نعم ولا شك! فالفتنة على هذا أشد بكثير، نسأل الله السلامة، فهل خالفناك في هذا المعنى؟ انما نريد أن نتبين منك ما السبيل عندك الى هذا "التحقق" الذي تدعو الناس اليه! أم أنه سر وعلم باطني لا يخرجه أصحابك الا لمن سلم نفسه ورقبته لمشايخ الطريقة وهو خاضع بلا جدال ولا مناقشة؟؟؟
وقلت أنا: "هل أنتظر حتى يتدفق النور من صدري بعد قراءة فاتحة الكتاب خمسين ألف مرة، أم أجرب المشي على الماء حتى ان وجدتني قادرا عليه فقد بلغت اليقين، أم أنتظر شهادة وعهدا من شيخ طريقتي النوراني الذي رأوه يطير في الهواء ويمشي على الماء فشهدوا له باليقين، أن يشهد لي بأني قد صرت من الخواص؟ أم أنتظر حتى تحدثني الملائكة على الطريق ويأتيني الأنبياء والأولياء في المنام واليقظة يدعونني الى مأدباتهم ومحافلهم المزعومة؟؟؟
من من الصحابة وتابعيهم أرجأ من الواجبات الشرعية شيئا واحدا بحجة أنه ينتظر الى أن يتبين له بالكرامات والخوارق أنه قد "بلغ اليقين"؟؟
فقلت أنت: هذا شأنك دوما في توهماتك ... تتخيل ما تشاء من الإلزامات ثم تمضي تسوّد الصفحات الطوال ... ثم تقول أنني أنا الذي أتهرب من الجواب .... أتذكر ال 18 سؤالا ... مما لا محل له من الإعراب عند علماء الحوار !! ؟؟
فأقول: وماذا تتوقع ممن تصر على اهمال الرد على استفصاله واستفهامه، وقد وجد في كلامك ما يجعل الضرورة ماسة الى استخراج الجواب منك عنها؟؟؟؟ هذه الثمان عشرة سؤالا كلها يكفي الاجابة على رأسها وأمها فينفتح النقاش العلمي الهادئ ويتبين لنا ما تقصد رويدا رويدا! وكثرة الأسئلة المراد منها بيان شدة الابهام والغموض في كلامك، فتأمل!
ولا والله يا خلوصي ليست توهمات ولا الزامات، وانما سؤال في صلب ما أنت طارح من أطروحات، سؤال يجب أن تتوقع أن يأتيك به هؤلاء القوم في هذا المكان الذي جئت لتضعها فيه بين أيديهم! فان كان يسوؤك هذا منهم فلماذا أنت هنا؟؟؟؟
وقلت أنا: يا أخي هداك الله، مجاهدة النفس ومقاومتها ومعالجتها كان السلف رضوان الله عليهم يبذلونه طيلة أعمارهم بفقه وعلم، في خشية ووجل، جنبا الى جنب مع طلب العلم والدعوة الى الله ومحاججة المبتدعة والمخالفين ومحاورتهم، فكانت المرحمة، مع الصبر واليقين، مع المحاججة بالعلم والموعظة الحسنة، كل ذلك في قالب واحد لا يتجزأ، ولا يرجأ فيه شيء بعد الآخر!! بل علينا بالدخول في السلم كافة! لا أقول أصلح قلبي أولا ثم أعمل على اصلاح جوارحي، أو العكس، بل كل ما يأتيك خبره وتتعلمه تعمل به، اصلاحا لقلبك وجوارحك وأقوالك وكل شيء!!
فقلت أنت: إذا لم تترسخ أساسيات الإيمان و الرقابة الإلهية على النفس فسيحدث ما يشبه ردودك التي تزرع الضغينة فتحلق دينك أنت قبل غيرك ؟؟!!
أم تحسب نفسك مثل السلف الصالح الذين تطهروا في البيئات الإيمانية .... كان يحضر مجلس الإمام أحمد الآلاف ... و لا يكتب إلا 500 ؟؟! فهل جالست من العلماء الصالحين من تفعل فيك رؤيته فحسب عشر ذلك ؟؟ !!
وأقول: وهل أنا صددت الناس عما به تتأسس وتترسخ أسس الايمان والمراقبة ونحوها؟؟؟
أي ضغينة؟ هل تظن أني اذ أحتد على اخ لي في الله في مناقشتي معه فاني بذلك أبغضه وأزرع الضغينة ضده؟؟؟ أما سمعت كلام اهل العلم من أئمة السلف الذين هم خير مني ومنك ومن ألف من أمثالنا، كيف كانوا يحتد الواحد منهم على الآخر في مناقشة مسائل العلم، ثم يخرجون من ذلك اخوانا لا ضغينة ولا بغضاء في نفوسهم؟؟؟ أنا ما أريد أن أحرض الناس ضدك وما أريد الا أن تتنزل من مقامك الرفيع لتناقشنا كما نتناقش جميعا في هذا المكان!!! أفهمنا يا سيدنا ما هي البيئات الايمانية هذه التي تطهر فيها السلف الصالح والتي ترى أنها مفقودة في هذا المكان، ودلنا الى طريق تحصيلها! ألست هنا من أجل هذا؟؟؟ أليست هذه غايتك؟؟؟
وتقول: " و انظر ردك هذا لتعلم قدر التحقق بما تقول ... علما و تقيدا بالمحل و عدم هروب و تشويش بالإلزامات الصاروخية الطائرة عن المحل ... و أدبا يحفظ الأخوة ... و و و و و
و و و و و"
قلت "علما" فأما العلم، فان نسبتني الى الجهل فلن أعتبرها اهانة أو سوء خلق في الخطاب شريطة أن تأتيني بالدليل على فساد كلامي! ولك علي يا خلوصي أن أخصص موضوعا مستقلا للاعتذار لك على رؤوس الأشهاد، والاعتراف بجهلي وبفساد كلامي.. ولكن أظهر لي هذا الفساد وأقنعني به!!!
وأما "تقيدا بالمحل" فأما هذا فوالله ما أردت الا أن أتبين منك ما هو هذا المحل ابتداءا، ولم أكن وحدي في هذه الشكوى من غموض ذلك المحل، فان كنت ترى أن جميع من عتبوا عليك ابهام ذلك المحل = جهلاء، فعلمهم يا أخي!!!! بين لهم وأفهمهم بعلم وحلم واصبر على جهلهم ان كنت فاعلا!
أما "عدم الهروب" فوالله قد تعلمنا منك دروسا يا خلوصي تدرس في الجامعات في كيفية التهرب من المحاورين، على مدى شهور كاملة، فالى الله المشتكى!
وأما "التشويش بالازامات" فلا يظهر لي انك تفهم حقيقة الالزام من جهة الامصطلح عند اهل تلك الصنعة! فأنا ما ألزمتك بشيء أصلا وانما دأبت أسألك عن حقيقة ما تريد، وأستوضح منك كلاما ظهر فساده حتى لابن الرومية الذي تحبه وتحترم رأيه!! فعن أي الزامات وأي تشويش تتكلم هداك الله؟؟
أما عن "الأدب الذي يحفظ الأخوة" فأكرر التحدي لك بأن تخرج من كلامي ما فيه سوء أدب في محاورتك في أي من مداخلاتي التي كتبتها لك منذ أن عرفتك والى يومنا هذا!! فان كان ما أبرزته أنت باللون الأحمر في ردي الثاني عليك، هو مفهومك عن سوء الأدب، فعليك مراجعة ذلك حيث تعلمته لأنه يا أخي الكريم: ليس كذلك! وأنا في جميع ردودي عليك كنت ولم أزل أخاطبك بأخي وأخي الكريم وأخي خلوصي ونحوها، مؤكدا على أن مقام الأخوة محفوظ عندي ولم يزُل!! ولم أزل أنكر فيها على كل من قفز الى الهجوم عليك دون تبين من حقيقة مرادك، والمنصفون يشهدون بذلك.. فراجعها ان شئت!
ودعني أضرب مثالا على تلك العبارات في ردي الثاني والتي اتخذت منها ذريعة لاتهامي في سريرتي ولاتهامي بسوء الأدب في محاورتك، هداك الله!
وقلت لك: " ان قلت بدأ بالمعجزات والكرامات، قلت لك كذبت!"
فرأيت أنت أن كلمة "كذبت" تدل على "سوء الأدب"! فهل تعلم يا شيخنا أن كذبت هذه في لغة العرب معناها أوسع من الاتهام بقصد الباطل وارادته مع العلم ببطلانه؟ وهل تعلم أنه قد قالها من هم أعظم وأتقى لله مني ومنك لبعضهم البعض في مسائل كانوا يُستفتون فيها كما ثبت في السنة عن الصحابة في مواضع كثيرة، يوجهونها الى بعضهم البعض؟؟؟؟ فهل كان هذا سوء أدب منهم أيضا؟؟؟؟
ثم تقول " كلام طويل ممل لمن يبحث عن محل البحث ..."
قلت كثير من الاخوة لا يرونه كذلك ولله الحمد، والله أسأل أن ينفع به قارئه المنصف المخلص في ارادة الحق! والمدار في ذلك على الدليل والحجة على أي حال، لا على اصابتك أنت بالملل مما أكتب، ومن ثم اعراضك عن الرد عليه!!! ثم يا أخ خلوصي، لست – ولا غيري من القراء – مطالبين "بالبحث" عن محل بحثك!! وانما أنت المطالب ببيانه بوضوح ليفهمه الناس! وكل كاتب مطالب بأن يتأكد من وصول كلامه الى القراء على نحو صحيح، والا فليتق الله فيما يكتب ولينصرف الى ما يحسن!!
أما عن اتهامي لك بالتهوين من شأن علوم التوحيد وضرورتها للناس، ووصفي اياك في ذلك بأنك على جهل مبين، فهذه ليست من سوء الأدب في شيء! وقد ذكرت لك أني لا أمانع من أن ترميني بالجهل شريطة أن تبين لي بالدليل وتعلمني هذا الذي جهلته وتدلني على مظنة تعلمه، فما منا الا راد ومردود عليه، وما منا الا جاء الى هنا لينفع الناس وينتفع بما عندهم!! والا فصفة الجهل لا تكون نقيصة في حق صاحبها الا ان أصر عليه ونافح عنه وأبى أن يتعلم، فتأمل!!
وتأمل على أي شيء ترد بقولك : " هذا للذين لم يفهموا بعد ما هي دعوة التكبير العامة " و ربك فكبر"!!! فهل أنكرنا نحن ضرورة مخاطبة فطر الناس ومخاطبتهم على قدر عقولهم والوصول اليهم بمثل ذلك؟؟؟؟ كلا والله وقد أكدت على ذلك مرارا! فاذا بالأخ خلوصي يقول بعد هذا مباشرة:
" ألم أنبئك عن البكاء الذي أرجع 4000 شيعي سعودي إلى الحق فأغمضت عينك و سددت سمعك .... و تقول لي لا أرد عليك ...
قلت أين كان هذا يا خلوصي؟ ألا تتقي الله؟ والله ما أذكر أني قرأت منك مثل هذا الكلام من قبل أبدا، ولا قلت لك أبدا في الجواب عليه "لا أرد عليك"!!!!!! فأين وقع ذلك مني؟؟ سبحانك ربي!
ثم كيف رجع الشيعة هؤلاء الى الحق من دون أن يتبين لهم بالحجة والبينة ما هو الحق ابتداءا؟؟؟؟ جاءهم بوحي من السماء من دون تعلم ولا سماع؟؟؟ ما هو الحق هذا الذي رجعوا اليه وكيف تبينوه ليرجعوا اليه؟؟؟ البكاء قد يكون علامة صدق في ارادة الحق، ولكن من أين ياتيهم الحق نفسه ان لم يكن من أدلة الكتاب والسنة، التي لا زلت أنت تنفر الناس من الخوض فيها؟؟؟؟؟؟
ثم ترميني بهذه:
أنت و صحبك و الله واقعون في شرك النفس و لكن لا تشعرون .. أفيقوا من السكرة قبل السكرة فإني بكم شفيق ..
وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل! ما أجرأك على الله يا خلوصي! وما أجرأك على سرائر اخوانك! هذه مظلمة لي قد أحللتك منها يوم القيامة ... ولكن يا أخي أحذرك من الرجم بالغيب وأذكرك بقوله تعالى:
((ستكتب شهادتهم ويسألون))!
أما قولك: " لا و الله ما عرفتَ كيف تعلموا التوحيد .... راجع معلوماتك و كفى إشغال نفسك بالردود الفضائية المحلقة ؟!!"
فأقول قد راجعت معلوماتي وكتبي وهذا ما وجدته يا خلوصي، فهلا صوبتني وأحلتني الى ما به أصوب خطأي وفساد تصوري؟ ان كانوا قد تعلموا التوحيد من غير هذه الطريق، فهلا علمتني اذا من أي طريق غيرها تعلموا التوحيد؟
ثم تقول:" يعني توحيد الربوبية لا يزيد و لا ينقص ؟؟ !!.... حسنا أنفق نصف مالك لله و ليكن توحيد الربوبية عندك كما كان عند عمر رضي الله عنه !!!!!"
قلت سبحان الله! أين في كلامي ما يفهم منه أن توحيد الربوبية لا يزيد ولا ينقص؟ انما أريد أن أفهمك ان المشركين في قريش كانت عندهم أصول توحيد الربوبية راسخة ولكنهم اعتقدوا في أن الأصنام تقربهم الى الله زلفى لأنها ذات مكانة ومنزلة عنده! فان ناقشتهم وجدتهم ينسبون كل شيء الى الله، الخلق والرزق والنفع والضر وكل شيء، ولكنهم يوجهون التأله والعبادة الى غيره معتقدين صحة ذلك، وقبول الله ذلك منهم!! فما علاقة هذا باخلاج عمر رضي الله عنه نصف ماله لله؟ هذا العمل في أمثال عمر دليل على صحة التوحيد على كافة مستوياته، ولا شك، ولكن كيف عرفت أنا هذا؟ من مجرد أنه أخرج نصف ماله؟ كلا! والا فكم من رافضي مشرك من أئمة الرفض، بل ومن اليهود والنصارى، من يخرج أكثر من هذا وهو يحسب أنه في سبيل الله!!!
وتقول: " نعم هذا ما نريده بالسهولة و البساطة في ثلاثة أيام أو خمسة ..
و لكن العزيمة الكبرى هي عندما تمشي بذلك في الناس و البلاد فتعاني فتعرف عندئذ بقلبك من هو الله المنجي المغيث المعين ؟؟!!"
قلت مرارا أننا لا ننفي أن عند التبليغيين من العزيمة ما الله به عليم، وقلنا أن المرء اذا صح اعتقاده في ربه، فانه يرى في كل موقف من مواقف حياته آيات نصر الله ورزقه واغاثته واعانته، فما وجه هذا التعليق؟؟
وتقول " و الله العظيم كنت أستطيع الرد التفصيلي كهذا على كل لخبطاتك الحوارية ... "
قلت فهذا ما تسميه ردا تفصيليا؟؟ ما شاء الله!
وتقول " و أكرر مرة أخرى أنك و صحبك بإصراركم على طريقتكم في دخول مواضيعي و نقاشكم العقيم المعاند السبابي الشخصي ..... لستم على أمر الله !! "
وأنا أكرر مرة أخرى أني ما أتكلم الا عن نفسي ولا دخل لي بغيري، فلا تخاطبني بهذه الطريقة "أنت وصحبك" مشيرا الى كثير من اخواننا الذين جادلوك في مواضيعك!
أما النقاش فأنا لا أعاند انما أطالبك بما أنت تعاند وتصر على اهماله وتجاهله! وأما العقم في كلامي فلا يعنيني أن تراه أنت كذلك، وأنا أحتسب عند الله أن ينفع به كثيرا من المسلمين، وأسأل الله الاخلاص والسداد فيه!
أما السباب فان كان هذا الذي أبرزتَه باللون الأحمر في كلامي هو جنس ما تصفه أنت بالسباب، فلا تعجب اذا ما نسبتك الى الجهل، مع وافر الاحترام لشخصك!
أما طريقتنا في دخول مواضيعك فهي طريقة كل عضو في كل منتدى شرعي أو غير شرعي في مناقشة كل صاحب موضوع في موضوعه! فان كنت ترضى بهذا فمرحبا بك، والا فابحث لك عن مجلة تنشر فيها وتسلم فيها من مناقشة الناس ونقدهم!!! أما أمر الله فلست تملك أن تطرد مجادليك منه، الا أن يكون ذلك ببينة واضحة من الكتاب والسنة، وما أتيتنا لا ببينة ولا غيره، فاتق الله يا خلوصي!
أسأل الله لي ولك الهداية والمغفرة، ولا حول ولا قوة الا بالله!