______________________________ __________
السلام عليكم الحمد لله والصلاة ورحمة الله وبركاته: والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم: أما بعد فهذه فائدة من شرح الشيخ عبدالعزيز السدحان حفظه الله على مقدمة التفسير لشيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله, وقد تناول الشيخ حفظه الله لشرح معنى كلمة شيخ الإسلام وأول من تلقب به , قال الشيخ حفظه الله كما في الوجه الأول من الشريط: أولا:تلقب بهذا اللقب قبله ناس ومن بعده ناس,ومن أول ما وقفت عليه تأريخا أنه تلقب بهذا اللقب رجلان هما الصديق والفاروق رضي الله عنهما,فقد ذكر السيوطي رحمه الله في كتابه "تاريخ الخلفاء"أثرا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه ذكر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقال"هما شيخا الإسلام",ولكن في القرن السابع والثامن غلب هذا اللقب على إبن تيمية رحمه الله, وأما معنى كلمة شيخ الإسلام فيقول الشيخ حفظه الله: من أحسن ما تكلم حول هذا المصطلح حسب علمي القاصر,الإمام إبن ناصر الدين في كتابه "الرد الوافر",وقد عقد في أول كتابه معاني هذا اللقب, فذكر حوالي أربعة تعاريف ذكر منها:التعريف الأول: أن شيخ الإسلام معناه من شاب في الإسلام, وهذا تعريف واسع, يدخل فيه كل من شاب, فلا ينضبط, وذكر التعريف الآخر وعليه مأخذ وهو لعله عند بعض الفرق التي عندها خلل في مسألة التبرك أن شيخ الإسلام من أصبح له منزلة يتبرك بها عند الناس, وهذا التعريف فيه قادح وخلل, وذكر تعريفا آخر أن شيخ الإسلام من شاب رأسه في الإسلام ولم يمر بفترة صبوة ولا شرخ شباب من السفه والطيش, والتعريف الرابع وهو الأصح وهو المعتمد أنه من جمع وحصل كثيرا من العلوم النقلية وله حظ في العلوم العقلية, وكان مقتفيا لآثار من سلف من الصحابة والتابعين في عقيدته وفي عبادته وفي معاملاته وسلوكه, وقد أشار إلى قريب من هذا التعريف الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله في حاشيته على الروض المربع وبالتحديد في مبحث "اللحية" لما تكلم عن اللحية نقل الماتن صاحب الروض أثرا أو حكما عن شيخ الإسلام ثم عرف الشيخ عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله في الحاشية تعريفا قريبا مما ذكره الإمام إبن ناصر الدين الدمشقي انتهى والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات