الوقت لا تضيعه



- قال - صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ» فهذه دعوة من النبي - صلى الله عليه وسلم - لاستغلال الصحة التي أنعم الله بها على الإنسان، ووقت الفراغ. والمغبون هو الخاسر في بيعه أو شرائه.

- وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك».

- والفراغ إذا لم يُشغل بحق، فإن النفوس تشغله بالباطل، فلا بد من سد الفراغ بما ينفع ويفيد. ولا ينبغي للمسلم أن يكون عنده وقت للفراغ؛ لأنه يتقلب من طاعة إلى طاعة، فإن لم يخرج من طاعة إلى أختها، خرج إلى المباح.

- وهذا حال كثير من الناس مع انتهاء الدراسة وبداية العطلة، فمن المهم استثمار الأوقات بما يفيد. فهناك من لا يعمر صحته بطاعة الله، ولا بما ينفعه في الدنيا والآخرة، ولا يعمر فراغه بما ينفعه في دينه ودنياه، بل فراغه وصحته ضائعة في أمور لا فائدة تذكر منها.

- وينبغي على الإنسان المسلم الواعي المدرك استغلال صحته ووقته في جوانب مهمة هي:

1- أداء ما أوجبه الله: فعليه القيام بأداء ما أوجب الله عليه من صلاة وصيام وحج وزكاة وبر والدين وصلة أرحام، وإنفاق على الزوجة والأبناء.

2- ترك ما حرم الله: من الاعتداء على الآخرين، وأكل أموالهم بالباطل، والتعامل بالربا واقتراف الفواحش، وانتهاك الأعراض، وتعاطي المسكرات، وغير ذلك مما حرمه الله.

3- فعل المستحبات: من صلاة النوافل، وقيام الليل وقراءة القرآن، وقراءة الأحاديث النبوية، وطلب العلم من الكتب المعتمدة والميسرة، وغير ذلك.

4- الحرص على كل خير: من الأذكار المشروعة من: تسبيح واستغفار وتهليل وتحميد وتكبير، ودعاء، وعيادة مريض، ومساعدة على خير، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وصلة رحم، وزيارة الإخوة في الله، إلى غير هذا من وجوه الخير.

5- كسب الرزق المباح: وهو أن يطلب الرزق بما هو مباح من الأعمال، ولا يقول: أنتظر حتى أتخرج أو أحصل على شهادة معينة بل يعمل في وقت فراغه بحسب الحاجة والاستطاعة.

6- الصحبة الصالحة: بأن يكون للمسلم صحبة صالحة تعينه على الصبر في طلب العلم والإفادة من وقته وتذكيره بما يفيده في الدنيا والآخرة.

7- التطوع في العمل الخيري: يمكن للمسلم أن يهب وقته لنفع الناس، ومساعدتهم في تبني المشاريع الإسلامية والدعوة إليها أو المساهمة فيها.

- ويجب أن نعلم أن الوقت أغلى من الذهبٍ، فينبغي ألا يضيع هكذا دون فائدة ترجى. والمؤمن البصير، هو الذي يحفظ أوقاته، ويحفظ فراغه، ويحفظ صحته بما ينفعه في الدنيا والآخرة.



سالم الناشي