تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 31 من 31

الموضوع: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ثم يا أخي ارجو ان تتفهم أنني وضعت على عقلي سياج حديدي لا يسمح الا بمرور آية كريمة او حديث صحيح رفيع الصحة ..

    .
    هل ستفهم الكتاب والسنة بفهم فقط أم بفهم الصحابة والتابعين وأئمة الدين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    بقية الأمور اذا كان هناك عمر ننظر فيها .. ولو كان لي فيها حصة فقد تنازلت لكم عنها . .
    .

    .
    السلف هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبِعَهم بإحسان ،
    قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
    تُطْلَق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام ، والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مِن المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان . اهـ .
    وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر فهما ، وأعْمَق عِلْمًا ، وأبعد عن اللحن في اللغة ، وأسْلَم مِن الْعُجْمَة .
    قال ابن عمر رضي الله عنهما : مَن كان مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنّ بِمَن قد مات ؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ؛ أبرّها قلوبا ، وأعمقها عِلما ، وأقلّها تَكَلّفا ، قَوم اختارهم الله لِصُحْبَة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ، ونَقْل دِينه ؛ فَتَشَبّهوا بأخلاقهم وطَرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم . رواه أبو نُعيم في " الحلية " .
    وقال عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه : إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ . رواه الإمام أحمد ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط .
    قال حذيفة رضي الله عنه : اتقوا الله يا معشر القُرّاء ، خذوا طريق من قبلكم ، فو الله لئن استقمتم لقد سَبقتم بعيدا ، ولئن تَركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا . رواه الإمام اللالكائي .
    وقال إبراهيم النخعي : لم يُدَّخَر لكم شيء خُبّئ عن القوم لِفَضْل عندكم .
    وامْتَاز أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم بِما لم يتَميَّز به غيرهم ؛ مِن مُعايَشَة التَّنْزِيل ، والأخذ مُشافهة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع بُعْدِهم عن التكلّف ، وسلامتهم مِن البِدَع والْمُحْدَثَات . ولذلك فإن الصحابة ثِقات عُدول ، لا يُبْحَث عن عدالتهم كما يُبْحَث عن عدالة غيرهم ؛ لأن الله أثنى عليهم ومَدَحَهم وزكّاهم ، ومَدَحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزكّاهم .
    قال بن سيرين رحمه الله :
    كانوا لا يسألون عن الإسناد ، فلما وَقَعت الفتنة قالوا : سَمُّوا لنا رجالكم ، فننظر إلى أهل السنة فنأخذ حديثهم ، وإلى أهل البدعة فلا يُؤخَذ حَديثهم .
    ويعني بالفتنة مَقْتَل عثمان رضي الله عنه .
    ولذلك كان الْمُرَجَّح عند الْمُحقّقِين من العلماء : أن أقوال الصحابة رضي الله عنهم حُجّة ما لم تُخالِف النصّ ؛ لِمَا امْتَازُوا به عن غيرهم ، ولِمَا خُصّوا به مِن الفَضْل والخيرية .
    قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ خَيْرَكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ عِمْرَانُ : فَلا أَدْرِي أَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَرْنِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً - ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ ، وَيَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ ، وَيَنْذِرُونَ وَلا يُوفُونَ ، وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ ، وَيَحْلِفُونَ وَلا يُسْتَحْلَفُونَ . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لِمسلم .
    ومِن هنا فإن الْمُرجَّح عند الْمُحقّقين من العلماء : أن أقوال الصحابة رضي الله عنهم حُجّة ، ما لم تُخالِف النصّ ، وأما أقوال التابعين فإنها مما يُستأنس بها ، وليست حُجّة ؛ لَمّا تَخَلّفوا في الفضل والمَنْزِلة والمكانة عن مكانة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، إلاّ أن يَجْتَمِعوا على قول ، أو ما كان في التفسير ؛ لأنهم أهل لُغَة ، واللغة مِن أدوات التفسير ، كما سيأتي لاحِقًا.
    وقد حدّ أهل اللغة سنة ( 150 ) من الهجرة حدًّا لِمن يُعتَمَد قوله في اللغة .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال شعبة بن الحجاج وغيره : أقوال التابعين في الفروع ليست حُجّة ، فكيف تكون حجة في التفسير ؟ يعني أنها لا تكون حُجة على غيرهم ممن خالَفهم ، وهذا صحيح ، أما إذا أجْمَعُوا على الشيء فلا يُرْتَاب في كونه حُجّة ؛ فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ، ولا على مَن بَعدهم . اهـ .
    و ما بُلِيَت الأُمَّة بالبِدَع والضلالات والأهواء والتفرّق والانحرافات العقدية والفقهية بل والسلوكية ؛ إلاّ يوم اعتمَدَتْ على أفهام الرَِجال في كل عصر ومِصْر ! وحينما تَرَكْت فَهْم خير القرون ، خاصة صحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وتَخَلَّت عنه بِحُجّة أنهم رِجال وهم رِجال، وأن لهم أفْهَامًا لا تَقِلّ عن أفهام الصحابة

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    هل ستفهم الكتاب والسنة بفهم فقط أم بفهم الصحابة والتابعين وأئمة الدين
    لاشك أخي وكررت هذا الف مرة بفهم السلف . . وهو عموما تحصيل حاصل عند تنوير العقل بالنورين "الكتاب وصحيح السنة"

    ولكن كم لكم وانتم ترددون كلام الخلف !! الاحاديث الضعيفة "المحسنة" والموضوعة هي الغالبة . . وتذكر تعقيبي مثلا لا حصرا في موضوع المعازف! الخلف يحتجون بالواهيات!
    . .
    وهنا أنتم مقرون أن "المطلق" "خشت للكتب" من خلال الفلاسفة!
    .
    هل تعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان بيننا سيفهم ماذا تعني؟ واعف اسم 5000 سلفي لا أظن أحدا منهم يفهم "المطلق" "المطبق"
    .
    والكتاب والسنة أخي اذا كانت هي "سبيل الله" . . فإن كتبكم هذه التي انتم عاكفون عليها ليل ونهار وتنسبونها للسلف مما يصد عن سبيل الله! عدة الصابرين ومحنة الغابرين ومدي ايش!!

    كيف وجدتم الوقت لها؟ تصدقوا علينا بشيء من وقتكم هذا؟
    . .

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    . . فإن كتبكم هذه التي انتم عاكفون عليها ليل ونهار وتنسبونها للسلف مما يصد عن سبيل الله! عدة الصابرين ومحنة الغابرين ومدي ايش!!


    . .
    لا ليس محنة الغابرين بل هو عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين،
    واليك مضمون الكتاب الذى جعلته محنة
    وهو فى الحقيقة منحة
    - وهى نفس مشكلة اليهود مع حرف النون- بدلوا القول الذى يهديهم وقالوا حنطة سبحان الله لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى فى حرف النون قلبتم المنحة والطاعة الى محنة
    قال الامام ابن القيم
    أُمِرَ اليهودُ بأن يقولـوا: حطَّةٌ ** فَأبَوا وقالوا: حِنطةٌ، لِـهَوانِ

    وكذلك الجهميّ قيل له: استوى ** فـأبى وزادَ الحَرفَ للنقصـانِ

    نـون اليهود ولام جهميٍّ, همـا ** في وَحيِ ربَّ العرشِ زائدتـانِ

    وكذلك نون ابو لمى قيل له منحة** فأبى وأخر النون للبهتان
    ***
    أتمنى أن يضاف هذا البيت الأخير الى نونية ابن القيم


  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    التعريف بكتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
    لمَّا كان الإيمان نصفين: نصف صبر ونصف شكر, كان حقيقًا على من نَصَح نفسَه, وأحبَّ نجاتَها, وآثرَ سعادتها أن لا يُهملَ هذين الأصلين العظيمين,
    فكذلك وضَعَ الإمام ابن القيِّم هذا الكتاب «عِدَةُ الصابرين وذخيرةُ الشاكرين»
    للتعريف بشدة الحاجة والضرورة إليهما,
    وفيه ذِكْر أقسام الصبر ووجوه الشكر وأنواعه, وفصل النِّزاع في التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر, وذِكْر حقيقة الدنيا وما مثَّلَها الله ورسوله والسلف الصالح به, وذِكْر ما يُذَم من الدنيا ويُحمد, وما يُقرب منها إلى الله ويُبعِد, وكيف يشقى بها من يشقى, ويَسعَدُ بها من يَسعَد,
    وغير ذلك من الفوائد التي لا تكادُ تظفرُ بها في كتاب سواه.، يشتمل على تفسيرات حسان من تفسير القرآن، وعلى أحاديث نبوية معزوة إلى مظانها، وآثار سلفية منسوبة إلى قائليها، ومسائل فقهي مقررة بالدليل، ودقائق سلوكية على سواء السبيل، لا تخفى معرفة ذلك على من فكّر وأحضر ذهنه،
    فهذا الكتاب جيد نفيس نافع جدا"بل من أفضل الكتب في المكتبة الإسلامية،فى بيان الصبر، والرضا، والشكر عند المصيبة.
    تكلم فيه عن: الصبر، والشكر،
    وعن الصبر قال الامام ابن القيم
    " فإن الله سبحانه جعل الصبر جواداً لا يكبو , وجنداً لا يهزم , وحصناً حصينا لا يهدم ، فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد .
    ولقد ضمن الوفي الصادق لأهله في محكم الكتاب أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب .
    وأخبر أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين ، فقال تعالى : ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) .
    وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين ، فقال تعالى : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) .
    وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً باليمن فقال تعالى : ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) .
    وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط ، فقال تعالى : ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعلمون محيط ) .
    وأخبر عن نبيه يوسف الصديق أن صبره وتقواه وصلاه إلى محل العز والتمكين فقال : ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) .
    وعلق الفلاح بالصبر والتقوى ، فعقل ذلك عنه المؤمنون فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
    وأخبر عن محبته لأهله ، وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين ، فقال تعالى : ( والله يحب الصابرين ) .
    ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون ، فقال تعالى : ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
    وأوصى عباده بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين فقال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) .
    وجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به إلا الصابرون ، فقال تعالى : ( إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ) .
    وأخبر أن الرغبة في ثوابه والإعراض عن الدنيا وزينتها لا ينالها إلا أولو الصبر المؤمنون ، فقال تعالى : ( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ) .
    وأخبر تعالى أن دفع السيئة بالتي هي أحسن تجعل المسيء كأنه ولي حميم ، فقال : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وأن هذه الخصلة ( لا يلقاها إلا الذين صبروا . وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) .
    وأخبر سبحانه مؤكدا بالقسم ( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .
    وقسَّم خلقه قسمين : أصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة ، وخص أهل الميمنة أهل التواصى بالصبر والمرحمة .
    وخص بالانتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييزاً لهم بهذا الحظ الموفور ، فقال في أربع آيات من كتابه : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) .
    وعلَّق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر ، وذلك على من يسره عليه يسير ، فقال : ( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) .
    وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور ، فقال : ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) .
    وأمر رسوله بالصبر لحكمه ، وأخبر أن صبره إنما هو به وبذلك جميع المصائب تهون فقال : ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) ، وقال : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) .
    والصبر ساق إيمان المؤمن الذي لا اعتماد له إلا عليها , فلا إيمان لمن لا صبر له وإن كان فإيمان قليل في غاية الضعف وصاحبه يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به ، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ، ولم يحظ منهما إلا بالصفقة الخاسرة .
    فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم , وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم ، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم " انتهى .
    " عدة الصابرين " لابن القيم ( ص 3 – 5 ) .
    قال ابن القيم في " طريق الهجرتين " (1/417) بعد أن ذكر نحوا من هذه الأسباب التي تعين العبد على الرضا بقضاء الله تعالى : " فهذه الأسباب ونحوها تثمر الصبر على البلاء ، فإن قويت أثمرت الرضا والشكر " انتهى .
    نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين الراضين الشاكرين .
    ******
    وقال الامام ابن القيم فى مدارج السالكين وايضا فى عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

    الشكر: اسم لمعرفة النعمة. لأنها السبيل إلى معرفة المنعم. ولهذا سمى الله تعالى الإسلام والإيمان في القرآن: شكرا.
    فمعرفة النعمة: ركن من أركان الشكر. لا أنها جملة الشكر، كما تقدم: أنه الاعتراف بها، والثناء عليه بها، والخضوع له ومحبته، والعمل بما يرضيه فيها. لكن لما كان معرفتها ركن الشكر الأعظم، الذي يستحيل وجود الشكر بدونه: جعل أحدهما اسما للآخر.
    قوله: لأنه السبيل إلى معرفة المنعم.
    يعني أنه إذا عرف النعمة توصل بمعرفتها إلى معرفة المنعم بها.
    وهذا من جهة معرفة كونها نعمة، لا من أي جهة عرفها بها. ومتى عرف المنعم أحبه. وجد في طلبه. فإن من عرف الله أحبه لا محالة. ومن عرف الدنيا أبغضها لا محالة.
    وعلى هذا: يكون قوله: الشكر اسم لمعرفة النعمة. مستلزما لمعرفة المنعم. ومعرفته تستلزم محبته. ومحبته تستلزم شكره.
    فيكون قد ذكر بعض أقسام الشكر باللفظ. ونبه على سائرها باللزوم. وهذا من أحسن اختصاره. وكمال معرفته وتصوره، قدس الله روحه.
    قال: ومعاني الشكر ثلاثة أشياء: معرفة النعمة. ثم قبول النعمة. ثم الثناء بها. وهو أيضا من سبل العامة.
    أما معرفتها: فهو إحضارها في الذهن، ومشاهدتها وتمييزها.
    فمعرفتها: تحصيلها ذهنا، كما حصلت له خارجا. إذ كثير من الناس تحسن إليه وهو لا يدري. فلا يصح من هذا الشكر.
    قوله: ثم قبول النعمة.
    قبولها: هو تلقيها من المنعم بإظهار الفقر والفاقة إليها. وأن وصولها إليه بغير استحقاق منه، ولا بذل ثمن. بل يرى نفسه فيها كالطفيلي. فإن هذا شاهد بقبولها حقيقة.
    قوله: ثم الثناء بها.
    الثناء على المنعم، المتعلق بالنعمة نوعان: عام، وخاص. فالعام: وصفه بالجود والكرم، والبر والإحسان، وسعة العطاء، ونحو ذلك.
    والخاص: التحدث بنعمته، والإخبار بوصولها إليه من جهته. كما قال تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: 11] .
    وفي هذا التحديث المأمور به قولان.
    أحدهما: أنه ذكر النعمة، والإخبار بها. وقوله: أنعم الله علي بكذا وكذا. قال مقاتل: يعني اشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة: من جبر اليتم، والهدى بعد الضلال، والإغناء بعد العيلة.
    والتحدث بنعمة الله شكر. كما في حديث جابر مرفوعا «من صنع إليه معروف فليجز به. فإن لم يجد ما يجزي به فليثن. فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره. وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور» .


    الفرق بين الشكر والصبر:
    واعلم أن الشكر والصبر جماع الإيمان، كما روي في الخبر، وقد روي: " الصبر نصف الإيمان".
    لكن قد قال بعض المتصوفة: الشكر أفضل من الصبر، فإن الصبر حبس النفس على مسالمة البلاء، والشكر أن لا تلتفت إلى البلاء، بل يراه من النعماء، فمن صبر فقد ترك إظهار الجزع، ومن شكر فقد تجاوز إلى إظهار السرور بما جزع له الصابر، وأيضًا فالصبر هو ترك للعمل السئ، والشكر إظهار الفعل الحسن، وليس من ترك قبيحًا كمن فعل حسنًا وجميلًا، وقابل تعالى الشكر بالمجازاة، فعل الحبيب بحبيبه، فقال تعالى: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145]


    وقابل الصبر بالأجر؛ فعل المستأجر بأجيره، فقال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10] وأين الأجر وإن كثر حتى صار بغير حساب من الجزاء، ثم قال في الصبر: (يُوَفَّى) ، فلم يسم فاعله، وقال في الشكر: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145]، {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] فانظر إلى هذا اللطف في المقال قبل الانتهاء إلى الفعال ولم يذكر من أنبيائه بالشكر إلا اثنين كما تقدم ووصف جماعتهم بالصبر فقال: {كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الأنبياء: 85] وقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5] فجعل الصبر مبدأ والشكر منتهى؛ ولأن الصبر محمول عليه قهرًا والشكر مؤدى تطوعًا
    وكل من الصبر والشكر داخل في حقيقة الآخر، لا يمكن وجوده إلا به، فإن الشكر هو العمل بطاعة الله، وترك معصيته، والصبر أصل ذلك، فالصبر على الطاعة وعن المعصية هو عين الشكر.

    وإذا كان الصبر مأموراً به فأداؤه هو الشكر.
    وحقيقة الشكر إنما تلتئم من الصبر والإرادة والفعل.
    وصبر الطاعة لا يأتي به إلا شاكر، ولكن اندرج شكره في صبره، فكان الحكم للصبر، كما اندرج صبر الشكور في شكره، فكان الحكم للشكر.
    ومقامات الإيمان لا تعدم ولا تزول بالتنقل فيها، بل تندرج ويطوى الأدنى في الأعلى كما يندرج الإيمان في الإحسان، وكما يندرج الصبر في الرضا، ويندرج الرضا في التفويض، لا أن ذلك يزول والمقدور الواحد يتعلق به الشكر والصبر، سواء كان محبوباً أو مكروهاً.
    فالفقر مثلاً يتعلق به الصبر، وهو أخص به؛ لما فيه من الكراهة.
    والغنى يتعلق به الشكر؛ لما فيه من النعمة، فمن غلب شهود نعمته في الفقر وتلذذ به عده نعمة يشكر عليها، ومن غلب شهود ما فيه من الابتلاء والضيق عده بليّة يصبر عليها، وعكسه الغنى.
    والله تبارك وتعالى ابتلى العباد بالنعم كما ابتلاهم بالمصائب، وعد كل ذلك ابتلاء فقال: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء: 35].
    والله سبحانه خلق العالم العلوي والسفلي، وخلق ما على الأرض للابتلاء والاختبار.
    وهذا الابتلاء إنما هو ابتلاء صبر العباد وشكرهم في الخير والشر، والسراء والضراء، والعافية والبلاء.
    والابتلاء بالنعم من الغنى والعافية والجاه والقدرة أعظم الابتلائين، والنعمة بالفقر والمرض وفيض الدنيا وأسبابها، وأذى الخلق له، قد يكون أعظم النعمتين، وفرض الشكر عليها أوجب من الشكر على أضدادها.

    فالرب تعالى يبتلي بنعمه وينعم بابتلائه، غير أن الصبر والشكر حالتان لازمتان للعبد في أمر الرب ونهيه، وقضائه وقدره، لا يستغني عنهما طرفة عين.
    والسؤال عن أيهما أفضل كالسؤال عن الطعام والشراب أيهما أفضل؟ وكالسؤال عن خوف العبد ورجائه أيهما أفضل؟
    فالمأمور لا يؤديه العبد إلا بصبر وشكر، والمحرم لا يترك إلا بصبر وشكر.
    وأما المقدور الذي يقدَّر على العبد من المصائب فمتى صبر عليه اندرج شكره في صبره كما يندرج صبر الشاكر في شكره.
    والله عزَّ وجلَّ امتحن كل عبد بنفسه وهواه، وأوجب عليه جهادها في الله، فهو في كل وقت في مجاهدة نفسه حتى تأتي بالشكر المأمور به، وتصبر عن الهوى المنهي عنه، فلا ينفك العبد عنهما غنياً أو فقيراً، معافى أو مبتلى.
    والله سبحانه لم يفضل أحداً بالفقر والغنى، كما لم يفضل أحداً بالعافية والبلاء، وإنما فضل بالتقوى كما قال سبحانه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].


    وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لأحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَاّ بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟» قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، «قَالَ: فَإِنَّ الله قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ، (قَالَ: وَلَا أَدْرِي قَالَ: أَوْ أَعْرَاضَكُمْ أَمْ لَا) كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَبَلَّغْتُ؟» قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: «لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» أخرجه أحمد

    والناس من آدم، وآدم خلق من تراب، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، والتقوى مبنية على أصلين:
    الصبر .. والشكر .. وكل من الغني والفقير لا بدَّ له منهما، فمن كان صبره وشكره أتم كان أفضل، فأتقاهما لله في وظيفته ومقتضى حاله هو الأفضل.
    فإن الغني قد يكون أتقى لله في شكره من الفقير في صبره، وقد يكون الفقير أتقى لله في صبره من الغني في شكره.
    والفقراء وإن كانوا يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، فهذا لا يدل على فضلهم على الأغنياء في الدرجة وعلو المنزلة، وإن سبقوهم بالدخول إلى الجنة.
    فقد يتأخر الغني والسلطان العادل في الدخول لحسابه، فإذا دخل الجنة كانت درجته أعلى ومنزلته أرفع كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» أخرجه مسلم
    وقد جمع الله سبحانه لرسوله بين المقامين: الصبر والشكر على أتم الوجوه، فكان سيد الأغنياء الشاكرين، وسيد الفقراء الصابرين.
    فحصل له من الصبر على الفقر ما لم يحصل لأحد سواه، وحصل له من الشكر على الغنى ما لم يحصل لغني سواه.
    فكان - صلى الله عليه وسلم - أصبر الخلق في مواطن الصبر، وأشكر الخلق في مواطن الشكر، وربه عزَّ وجلَّ كمل له مراتب الكمال، فجعله في أعلى مراتب الأغنياء الشاكرين، وفي أعلى مراتب الفقراء الصابرين.
    فصلوات الله وسلامه عليه عدد المخلوقات والذرات والأنفاس.
    وقد جعل الله نبيه غنياً شاكراً بعد أن كان فقيراً صابراً كما قال له سبحانه: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    . .مما يصد عن سبيل الله! عدة الصابرين
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ومحنة الغابرين!!
    . .
    هل ما نقلته لك محنة الغابرين أم ذخيرة الشاكرين
    أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ


  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    هل ما نقلته لك محنة الغابرين أم ذخيرة الشاكرين
    أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
    ولو أنه معاد . . اي شيء تنقله أكثره قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , , ذخيرة وما سوى ذلك . . اتنازل لك عنه . .
    . .
    ردك عن القواعد والضوابط والاصول ذكرني كتاب قديم بحثت عنه حتى وجدته .. تبين أنه للنووي!!
    https://al-maktaba.org/book/6285/5#p1
    لا تكاد تجد "وصوليا" يأنس المسلم له . .
    . .
    ولي عتب . . احتجاجك بالآية ضد أخ مسلم لمجرد انه نبذ بعض الاراء التي فيها حق وفيها ضلالة . .
    . .

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    وفيه:
    فِيهِ مذهبان لاصحابنا الْمُتَكَلِّمين حَكَاهُمَا امام الْحَرَمَيْنِ وَغَيره
    قَالَ امام الْحَرَمَيْنِ فِي الارشاد مِمَّا اخْتلف اهل الْحق فِي اطلاقه وَمنع اطلاقه الْمحبَّة وَالرِّضَا
    فَقَالَ بعض أَئِمَّتنَا لَا يُطلق القَوْل بَان الله تَعَالَى يحب الْمعاصِي ويرضاها لقَوْله تَعَالَى {وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر}
    قَالَ وَمن حقق من أَئِمَّتنَا لم يلْتَفت الى تهويل الْمُعْتَزلَة لَهُ بل قَالَ الله تَعَالَى يُرِيد الْكفْر وَيُحِبهُ ويرضاه والارادة والمحبة وَالرِّضَا بِمَعْنى وَاحِد.
    .
    .
    أتمنى أخي تركز على نبذ مايقوله علماء الخلف!
    !
    الإمام العظيم النووي!! ذو التصانيف النافعة!! والناس فعلاً غرقوا في كتب الخلف! استهلكت اعمارهم ومطابعهم ومحابرهم وأموالهم! وخثرت عقولهم وأوهنتها وزادتها قتامة . . وكلها مما يصد عن سبيل الله . .
    !!
    لا نور الا في النورين الكتاب والسنة فقط . .
    . .
    حسبي الله عليهم استنزفوا عمر ابن تيمية في "خثاريقهم" وعندما تفطن ابن تيمية فإذا العمر قد مضى!!
    هو كان الوحيد المؤهل ليحسم أموراً كثيرة ولكن من خلقه يخلق غيره والخير في الأمة الى قيام الساعة!!
    . .

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    وفي شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك:

    "فإن قلت: إنما يمتنع نفي النقيضين عما يكون قابلاً لهما، وهذان يتقابلان تقابل العدم والملكة، لا تقابل السلب والإيجاب، فإن الجدار لا يقال له أعمى ولا بصير، ولا حي ولا ميت، إذ ليس بقابل لهما. قيل لك: أولاً: هذا لا يصح في الوجود والعدم، فإنهما متقابلان، تقابل السلب والإيجاب، باتفاق العقلاء، فيلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر. وأما ما ذكرته من الحياة والموت، والعلم والجهل؛ فهذا اصطلاح اصطلحت عليه المتفلسفة المشاؤون، والاصطلاحات اللفظية ليست دليلاً على نفي الحقائق العقلية، وقد قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَيَدْ عُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ " [النحل: ٢٠ - ٢١]فسمى الجماد ميتاً وهذا مشهور في لغة العرب وغيرهم.".

    قوله:" فإن قلت إنما يمتنع نفي النقيضين
    ...
    " إلخ.
    هذا اعتذار ممن ينفي النقيضين عن إلزامه تشبيه الله -تعالى- بالممتنعات حيث قال: إن هذا الإلزام يلزم من ينفي النقيضين عن القابل لهما، أما ما ليس قابلاً لهما فيجوز نفيهما عنه، فالجدار -مثلاً- لما كان غير قابل للحياة والموت، والعمى والبصر، ونحو ذلك صح نفي هذين المتقابلين عنه، فيقال ليس بحي ولا ميت، ولا أعمى ولا بصير ونحو ذلك، والله تعالى غير قابل للاتصاف بالصفة ولا ضدها فيصح نفيهما عنه.

    وقبل
    ذكر الرد عليه نبين بعض المصطلحات الواردة في كلام المؤلف:

    فالنقيضان
    هما: المتقابلان اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان معاً في شيء واحد مثل: السلب والإيجاب، والوجود والعدم.

    والضدان هما: الأمران الوجوديان اللذان لا يجتمعان وقد يرتفعان كالسواد والبياض، فإنه يمتنع أن تكون نقطة سوداء وبيضاء في وقت واحد لكن يمكن أن تكون حمراء.

    والعدم
    والملكة هما: الأمران المتقابلان اللذان، أحدهما وجودي والآخر عدمي، وهو عدم ذلك الوجودي عما من شأنه أن يقبله كالحياة والموت بالنسبة للإنسان فيمتنع نفيهما عنه.

    فهذا النافي للصفة وضدها كالحياة والموت، والبصر والعمى، لما قيل له إنه يلزم من ذلك نفي النقيضين وهو ممتنع، قال: إن هذا الإلزام إنما يلزم في النقيضين، وهذه المتقابلات من قبيل العدم والملكة لا من قبيل السلب والإيجاب، والمتقابلان تقابل العدم والملكة يجوز نفيهما عمّا ليس قابلاً لهما.

    ويرد على من نفي النقيضين عن الله -بنفيه الصفة وضدها- بحجة أن الله غير قابل للاتصاف بذلك يرد عليه بجوابين:
    الجواب الأول: المنع، والجواب بالمنع من ناحيتين:

    أ- سلمنا صحة نفي النقيضين عن الله تعالى على أنهما يتقابلان تقابل العدم والملكة، فلو صح ذلك في الصفات، فإنه لا يصح في الوجود والعدم، لأنهما متقابلان تقابل السلب والإيجاب، لا تقابل العدم والملكة، باتفاق العقلاء، فإنه يلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر في أي شيء.

    ب ـ أن ما ذكرته من أن الحياة والموت والعلم والجهل يصح نفيهما عما ليس قابلاً لهما فهذا اصطلاح اصطلح عليه الفلاسفة المشاؤون -أتباع أرسطو وسموا بذلك لأنهم يتعلمون فلسفتهم حال مشيهم- فهو اصطلاح فلسفي، وليس حكماً
    عقلياً ولا شرعياً، والاصطلاحات اللفظية لا تدل على نفي الحقائق العقلية، ولا تغير منها شيئاً.

    فدعوى أنه يجوز نفي هذه المتقابلات عما ليس قابلاً لها كما مثلوا في نفي الحياة والموت عن الجدار، هذا اصطلاح فلسفي أما عند العقلاء وفي لغات العالم فالجدار ميت، والحجر ميت، والعصا ميتة، ودعوى أن الجدار غير قابل للحياة وكذا العصا غير مسلّم، فالعصا قبلت الحياة كما في عصى موسى، والطين قابل للحياة، كما سيأتي في القاعدة الأولى.

    واستشهد الشيخ هنا بقول الله تعالى عن أصنام المشركين: (( وَالَّذِينَيَدْ عُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ" [النحل: ٢٠ - ٢١] .
    فسمى الجماد ميتاً، وهذا معروف في لغة العرب وغيرهم.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    . .
    ولي عتب . . احتجاجك بالآية ضد أخ مسلم لمجرد انه نبذ بعض الاراء التي فيها حق وفيها ضلالة . .
    . .
    معاذ الله أخى الفاضل ابو لمى أن احتج بالاية على تكفيرك أو تكفير أى اخ مسلم ولكن احتج بالاية على مشابهة اهل الباطل
    قال شيخ الإسلام «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ) :
    وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المُتَشَبِّه بهم ...فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر...
    .وبكل حال يقتضي تحريم التشبه" "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/270 )
    ***
    فالصفات المتعلقة بخطاب الكفار ـ سواء كانوا أهل الكتاب, أم وثنيين, أم منافقين ـ في القرآن نوعان‎ :‎
    النوع الأول : صفات ‏مكفرة - كتكذيب الرسل, وعبادة غير الله, وتعظيم الأوثان - فبهذه الصفات استحقوا وصف الكفر في ‏الدنيا, والخلود في النار في الآخرة، فالآيات الدالة على هذه الصفات لا يجوز إسقاطها على غير الكفار؛ لئلا يلزم تكفير ‏المسلمين, وقد قال النّبيّ صَلَى اللّه عليه وسَلّم: ‎إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ ‏بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا‎. ‎ متفق عليه.

    وهذه طريقة الخوارج, كما قال ابن عمر فيهم في البخاري تعليقًا: "إنهم انطلقوا إلى آيات ‏نزلت ‏في الكفار فجعلوها ‏على المؤمنين‎"‎
    والنوع الثاني: صفات غير مكفرة - كالغفلة, وقسوة القلب,
    والجدال بالباطل, واتباع الهوى, وقتل الصالحين - فهذه ‏الصفات ‏والأفعال لا تستوجب كفر صاحبها, لكن القرآن حذرنا منها؛ وقد قال نبينا ‏صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ ‏مِنْهُمْ. ‎رواه أحمد, وصححه الألباني.

    فإذا دلت آية أو بعض آية على ‏شيء من صفات الكفار من النوع الثاني
    جاز إسقاط الصفة ‏ـ دون إنزال وصف الكفر, أو حكمه ـ على من اتصف بها ‏من المسلمين، تحذيرًا له من مغبة ذلك‎.
    وقد دل على ذلك عدة أدلة:‏‎
    ـ منها: الإجماع السكوتي -كما قرره القرطبي في تفسيره- فقال في قول الله تعالى‎: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ‏الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا‎ ‎{الأحقاف:20‏‎}: وهذه الآية نص في الكفار، ومع ذلك ففهم منها عمر ـ رضي الله عنه ‏ـ الزجر عما يناسب أحوالهم بعض المناسبة، ولم ينكر عليه ‏أحد من الصحابة‎.
    ـ ومنها: فعل النّبيّ صَلَى اللّه عليه وسَلّم حيث خاطب عليًّا - رضي الله عنه - كما في البخاري بقوله تعالى: وَكَانَ ‏الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا {‎الكهف:54} والآيات مكية, وسياقها في الكفار‏‎.
    ـ ومنها: فعل الصحابة: فقد كانوا ينزلون آيات الكفار في المبتدعة, وليسوا كلهم بكفرة: ففي تفسير ابن كثير عن ابن ‏عباس في قَوْلُهُ ‏تَعَالَى: ‎يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ‎} ‎آل عمران:106‏‎}: حِينَ تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعة وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ البِدْعَة وَالْفُرْقَةِ‎.

    ‎وقال أيضًا ‏في تفسير آية سورة الكهف: ‎قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بالاخسرين أَعْمَالًا {‎الكهف:103‏‎}: قال علي بن أبي طالب, والضحاك, وغير واحد:هم الحرورية. ‎انتهى. وكان ‏علي لا يكفر الخوارج.‏‎
    ـ ويدل له أيضًا: تنزيل الصحابة آيات الكفار على أنفسهم, ففي الترمذي, وحسنه الألباني, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا ‏نَزَلَتْ ‏هَذِهِ الآيَةَ‎: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [‎التكاثر: 8‏‎} قَالَ‎ ‎النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ‏عَنْ أَيِّ النَّعِيمِ نُسْأَلُ, فَإِنَّمَا هُمَا الاسودان وَالْعَدُوُّ حَاضِرٌ، وَسُيُوفُنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا؟ قَالَ: ‏‏إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ‎.


    وقد روى الطبري عن ابن عباس في قوله: ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {‎التكاثر:7‏} ‎يعني: أهل الشرك‎.
    وقوله تعالى: ‎إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ ‏وأيمانهم ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ {‎آل عمران:77} نزلت في أهل الكتاب، واستدل ‏بها الصحابة على ‏الوعيد الوارد في اليمين الغموس، كما رواه البخاري عن ‏ابن مسعود - رضي الله عنه -، وهذا له أمثلة كثيرة.‏‎
    وهكذا درج على هذه الطريقة أهل العلم قديمًا وحديثًا, ففي جامع بيان العلم لابن عبد البر استدلالات عدة منه - رحمه ‏الله - على تحريم التقليد في الفقه بآيات في ‏تقليد الكفار ‏لآبائهم،
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    . .
    ولي عتب . . احتجاجك بالآية ضد أخ مسلم
    . .
    لا تعتب على اخى الفاضل أبو لمى فقد ألجأ الى استخدام بعض الايات تحذيرا وزجرا على مخالفة الحق وحثا على الرجوع الى الحق- ولم ألجأ على الاطلاق الى الاستدلال بالايات الى تكفير اخ مسلم فى أى نقاش- وأنا اعلم جيدا أن قولك عن إجتهاد منك وتأويل وهذا واضح جدا فى قولك
    قال الله عز وجل وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , , ذخيرة وما سوى ذلك . . اتنازل لك عنه . .
    انا اعلم جيدا وجهة نظرك واعلم ان تريد الرجوع الى الاصلين القرآن والسنة الصحيحة فقط ورد الضعيف فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم حتى ولو كان فى كلام الامامين الجليلين ولذلك اناقشك لأردك الى الحق وابين لك أن شيخ الاسلام والامام ابن القيم عقيدتهم مبنية على الاتباع وهم رافعى لواء الاتباع قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن المشكلة بينى وبينك فى فهم الكتاب والسنة- نفهمه بفهم من ؟- وما اقرره اننا نفهمه بفهم الصحابة والتابعين لهم باحسان- وأنت تقول
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ثم يا أخي ارجو ان تتفهم أنني وضعت على عقلي سياج حديدي لا يسمح الا بمرور آية كريمة او حديث صحيح رفيع الصحة ..
    بقية الأمور اذا كان هناك عمر ننظر فيها .. ولو كان لي فيها حصة فقد تنازلت لكم عنها . .
    ........................ ذخيرة وما سوى ذلك . . اتنازل لك عنه . .
    .
    أنا اتفهم رأيك جيدا وما تبنى عليه سياجك وأتفهم قولك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    ثم يا أخي ارجو ان تتفهم أنني وضعت على عقلي سياج حديدي لا يسمح الا بمرور آية كريمة او حديث صحيح رفيع الصحة ..
    بقية الأمور اذا كان هناك عمر ننظر فيها ..
    .
    انا اناقشك اخى الفاضل أبو لمى فى هذا الفهم وأتفهمه جيدا من مواضيعك
    فالمشكلة بينى وبينك فى قولك [ عمر ؟] [ وتقصد طبعا بعمر كل ما سوى النبى صلى الله عليه وسلم حتى الصحابة ] فنظرتك فى هذا مختلفه عن نظر المحققين من اهل العلم- كلام المحققين لا شك في وجوب تقديم كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على كل كلام يخالفه، والأدلة مستفيضة من الكتاب والسنة على هذا، وانعقد عليه إجماع المسلمين. والنقاش ليس محصورا فى حجية قول الصحابى- بل اوسع من ذلك بكثير فالخلاف فى منهج التلقى والاستدلال عموما
    وما تسميه انت[عصور الظلام]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    العصور الوسطى (وأنا هنا قصدي استفزازك
    هل وصلتك الرسالة

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    لا شك في وجوب تقديم كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على كل كلام يخالفه، والأدلة مستفيضة من الكتاب والسنة على هذا، وانعقد عليه إجماع المسلمين.
    نعم الادلة على ذلك مستفيضة
    ومن ذلك: قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الحجرات:1}، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَوْلَهُ: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات:1] يَقُولُ: «لَا تَقُولُوا خِلَافَ الْكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ». اهــ.
    قال السعدي في تفسير هذه الآية: وفي هذا النهي الشديد عن تقديم قول غير الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله، فإنه متى استبانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجب اتباعها، وتقديمها على غيرها، كائنًا ما كان.. اهــ.ومن ذلك: قوله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب:36}، قال في أضواء البيان: فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ، وَأَمْرَ رَسُولِهِ، مَانِعٌ مِنَ الِاخْتِيَارِ، مُوجِبٌ لِلِامْتِثَالِ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى اقْتِضَائِهِ الْوُجُوبَ، كَمَا تَرَى، وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ مُخَالَفَتَهُ مَعْصِيَةٌ بِقَوْلِهِ بَعْدَهُ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا. اهــ.ومن ذلك: قوله تعالى: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {الأعراف:3}، قال ابن كثير: {وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} أَيْ: لَا تَخْرُجُوا عَمَّا جَاءَكُمْ بِهِ الرَّسُولُ إِلَى غَيْرِهِ، فَتَكُونُوا قَدْ عَدَلْتُمْ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ إِلَى حُكْمِ غَيْرِهِ. اهــ.ومن ذلك: قوله تعالى: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {البقرة:147}، وقوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ {الأنعام:57}، وقوله تعالى منكرًا على من قال في الأنبياء قولًا خلاف قوله تعالى فيهم: أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {البقرة:140}.ومنه قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {الحشر:7}، قال السعدي: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"، وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به، واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد، ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله. اهــ.ومنه قوله تعالى في سورة النساء: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء:65}، قال ابن كثير: وَقَوْلُهُ: {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}، يُقْسِمُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ الْمُقَدَّسَةِ: أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ أَحَدٌ حَتَّى يُحَكم الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، فَمَا حَكَمَ بِهِ، فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي يَجِبُ الِانْقِيَادُ لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا؛ وَلِهَذَا قَالَ: {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، أَيْ: إِذَا حَكَّمُوكَ يُطِيعُونَكَ فِي بَوَاطِنِهِمْ، فَلَا يَجِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا حَكَمْتَ بِهِ، وَيَنْقَادُونَ لَهُ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، فَيُسَلِّمُونَ لِذَلِكَ تَسْلِيمًا كُلِّيًّا مِنْ غَيْرِ مُمَانِعَةٍ، وَلَا مُدَافِعَةٍ، وَلَا مُنَازِعَةٍ، كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ". اهــ.



  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أتمنى أخي تركز على نبذ مايقوله علماء الخلف!
    !
    الإمام العظيم النووي!! ذو التصانيف النافعة!! والناس فعلاً غرقوا في كتب الخلف! استهلكت اعمارهم ومطابعهم ومحابرهم وأموالهم! وخثرت عقولهم وأوهنتها وزادتها قتامة . . وكلها مما يصد عن سبيل الله . .
    !!
    لا نور الا في النورين الكتاب والسنة فقط . .
    . .

    هو كان الوحيد المؤهل ليحسم أموراً كثيرة ولكن من خلقه يخلق غيره
    والخير في الأمة الى قيام الساعة!!
    . .
    نعم بارك الله فيك
    يقول الجوينى
    ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺨِﻀَﻢَّ، ﻭﻏُﺼﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻬﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻫﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ، ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳُﺪﺭﻛﻨﻲ ﺍﻟﺤﻖُّ ﺑﻠﻄﻴﻒ ﺑﺮِّﻩ، ﻓﺄﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ‏[ يعنى دين ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ‏ الصحيحة]، ﻭﻳﺨﺘﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ: ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ ‏ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٤٧١/١٨‏)،
    وﻗﺎﻝ الجوينى:‏ "ﻟﻮ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖُ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻱ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﺑﺮﺕُ، ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٤٧٣/١٨‏)،
    ﻗﺎﻝ : "ﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ، ﻻ ﺗَﺸﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ، ﻓﻠﻮ ﻋﺮَﻓﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻲ ﻣﺎ ﺑﻠﻎ، ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﻪ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٤٧٤/١٨‏)، ﻭﺍﺑﻦ أﺑﻲ ﺍﻟﻌﺰ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻓﻲ‏ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻄﺤﺎﻭﻳﺔ ‏(ﺹ ٢٠٩‏).
    وﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺮﺽ ﻣﻮﺗﻪ: "ﺍﺷﻬﺪﻭﺍ ﻋﻠﻲَّ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺗُﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺃﻧﻲ أﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺠﺎﺋﺰ ﻧﻴﺴﺎﺑﻮﺭ"؛ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ‏(٤٧٤/١٨‏)،
    ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: عن الغزالى " ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺻﻨَّﻒ ﺇﻟﺠﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ِّﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ"؛ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ (٧/٤)
    قال فخر الدين الرازى
    ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ: "ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻣَّﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘُﻬﺎ ﺗُﺸﻔﻲ عليلًا، ﻭﻻ ﺗﺮﻭﻱ غليلًا، ﻭﺭﺃﻳﺖُ أﻗﺮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻃﺮﻳﻖ القرآن، أقرأ ﻓﻲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ ﴾ [فاطر: 10]، ﻭأﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، ﻭﻣﻦ ﺟﺮﺏ ﻣﺜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻋﺮَﻑ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ"؛ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ اﻟﻨﺒﻼء للذهبي


  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بيان طرق أهل الضلال الحائدين المائلين عن طريقة الرسل في صفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    أتمنى أخي تركز على نبذ مايقوله علماء الخلف!
    !
    أركز جيدا على الفرق بين مذهب السلف ومذهب الخلف
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
    السلف معناه المتقدمون، فكل متقدم على غيره فهو سلف له، ولكن إذا أطلق لفظ السلف فالمراد به القرون الثلاثة المفضلة: الصحابة، والتابعون، وتابعوهم، هؤلاء هم السلف الصالح، ومن كان بعدهم وسار على منهاجهم فإنه مثلهم على طريقة السلف، وإن كان متأخراً عنهم في الزمن؛ لأن السلفية تطلق على المنهاج الذي سلكه السلف الصالح رضي الله عنهم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ،كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة». وفي لفظ: «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي». وبناء على ذلك تكون السلفية هنا مقيدة بالمعنى، فكل من كان على منهاج الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان فهو سلفي وإن كان في عصرنا، نعم.
    **"
    السلف" يُقصد بها: الصحابة رضي الله تعالى عنهم، والتابعون، وتابعوهم؛
    أهلُ القرون الثلاثة المفضَّلة، الذين زكَّاهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ. رواه البخاري ومسلم.
    وهؤلاء السلف الصالحون لهم منهج في الاعتقاد والعمل يميزهم عمَّن عداهم،
    وكلُّ مَن وافقهم وسار على منهجهم ممن جاء بعدهم،
    فهذا هو السلفي.
    ويُطلَقُ الخلف على من جاء بعد السلف مطلقا،
    فإن خالفهم في منهجهم في الاعتقاد والعمل فهو خلف مذموم، كما قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا
    {مريم:59}.
    ****************
    وليس المعيار اخى لمى فى معنى الخلف ان يأتى متأخرا
    فكل من خالف عقيدة السلف فهو يسمى من الخلف وإن كان في الزمن المتقدم ،
    فواصل بن عطاء من جلساء الحسن البصري ، والحسن من أفاضل التابعين ، وواصل بن عطاء رأس المعتزلة - فمذهب الخلف يطلق على من خالف منهج السلف في الاعتقاد والعمل
    وكل من جاء متأخرا وكان على منهج السلف فهو سلفى فالمتأخِّر ينال فضيلة المتقدِّم إذا وافقه في الاعتقاد والعمل. فلا يكون الخلفُ مذموما في كل حالة، إلا إذا تنكَّب منهج السلف الصالحين وحاد عنه.
    فشيخ الاسلام ابن تيمية من أئمة السلف المحققين إن جاء متأخرا لانه محقق لعقيدة السلف فى الاعتقاد والعمل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •