تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: مشاركة حول السادة الغمارية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي مشاركة حول السادة الغمارية

    هذه مشاركة جديدة حول الغماريين نبداها أولا بإحصاء أتباع المدرسة الغمارية ونشاتها ,وإلى من ينتسبون ، رجاء أن نلتزم أولا بما اشترطناه فهذا الموضوع مطلوب فيه :
    أولا : إلى من ينسب الغماريين وأول من تلقب بالغمارى .
    ثانيا : التفريق بين نسلهم الشريف الحسنى وبين التشيع .
    ثالثا : فى أى المدن المغربية نشاوا وهل لهم تجمع فى مدينة واحدة.
    رابعا : كم عدد الغماريين من أبناء محمد بن الصديق الغمارى
    خامسا : هل لأبناء محمد بن الصديق الغمارى أبناء عمومة مثلهم فى العلم ، وهل من الغماريين غيرهم .
    سادسا : ما هى مراتب الغماريين هل أحمد الغمارى كان حافظا يحفظ مائة ألف حديث سندا ومتنا وكذا أخيه عبدالله.
    نسال الله أن يفيدنا ويعلمنا ويعفو عنا وعن المسلمين جميع أرجو الالتزام بما وضع من نقاط فى هذه المشاركة وسنتبعها بأخرى إن شاء الله وأظن أن النقاط فضفاضة وستدع المجال لمن أراد المشاركة كل فى مجاله وفى الجزئية التى يجيدها
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  2. #2

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    الشيخ أحمد بن الصديق الغمارى وبعض أشقائه لهم مخالفات عقيدية وليس معنى أنه اتبع الحق فى الكثير من منهج الفقه والأصول أننا نوافقه على أى باطل ... فالحق هو هدفنا أياً كان قائله ... والباطل ننهى عنه ونتبرأ منه أياً كان مصدره ...

    ترجمة السيد محمد بن الصدّيق الحسني : مقتطف من كتاب "تعريف المؤتسي بأحوال نفسي"
    لنجله السيد عبد العزيز بن الصدّيق : (قمت باختصارها لاشتمالها على ألفاظ مخالفة)
    هو محمد بن الصديق بن أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد مرتين بن عبدالمؤمن بن محمد بن عبدالمؤمن بن علي بن الحسن بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن عيسى بن سعيد بن مسعود بن الفضيل بن علي بن عمر بن العربي بن علال بن موسى بن أحمد بن داود بن إدريس بن إدريس بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    هذا هو النسب المعروف الشائع بين عائلتنا والموجود بأيديهم في بعض التقاييد القديمة .
    ولادته رضي الله عنه: ولد ليلة الجمعة خامس رجب سنة خمس وتسعين ومائتين وألف بتجكان من قبيلة بني منصور الغمارية، وحفظ القرآن وهو صغير برواية ورش، ثم شرع في حفظه بالروايات السبع فقرأ ختمة برواية المكي على شقيقه سيدي أحمد رحمه الله .
    طلبه للعلم : وبعد فراغه من حفظ القرآن، شرع في طلب العلم ببلده على أخيه العلامة البارع صاحب الأخلاق الحسنة سيدي محمد القاضي، وعلى ابن عمه العلامة المحقق زين العابدين بن محمد المؤذن فأخذ عنهما بعض المبادىء .
    رحلته للطلب : وبعد هذا رحل به والده إلى فاس سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وأنزله بمدرسة الشراطين. ولم يذهب به إلى زاوية أصحاب أبيه لينقطع للعلم ولايشغله الفقراء (المريدون) عن طلبه...إلخ

    سلوكه لطريق القوم : وفي هذه الأثناء حصل له مرض ألزمه الفراش، فبينما هو ذات يوم في بيته من المدرسة إذ دخل عليه الشيخ الإمام العارف القدوة، بقية السلف الصالح، القطب الرباني سيدي محمد بن إبراهيم رضي الله عنه ونفعني به فقال له: أنا بفاس وأنت وحدك بالمدرسة هذا لايمكن ، قم معي فأخذه إلى الزاوية وبرَ به وأكرمه غاية... ثم صار يكتب له المتون في لوح ويقول له: إن حفظته أعطيتك ربع ريال، فكان كلما حفظ لوحاً أعطاه إياه تحريضاً له على حفظ المتون. ثم لقنه الورد وجرده لسلوك الطريق مع طلب العلم، فكان يرتضع لبان الثديين في آن واحد. وقرأ معه أيضا الحكم لابن عطاء الله، والعهود المحمدية والمنن الكبرى للشعراني، ورسائل جده سيدي الحاج أحمد بن عبد المؤمن ، والتنوير لابن عطاء الله .
    وأمره بالحضور على علماء القرويين وعيَن له من يقرأ عليهم لصلاحهم وبركة علمهم ...إلخ
    ثم لما كانت الزاوية بعيدة عن القرويين صار يصوم أيام القراءة حتى لا يرجع وسط النهار إلى الزاوية لتناول الطعام ..
    وفي ربيع الثاني من سنة خمس عشرة رجع إلى وطنه ثم عاد إلى فاس فلزم شيخه بالزاوية إلى سنة ثمان عشرة .

    ولم يتزوج على زوجته الأولى إلى أن توفيت ثم أخذ بعدها زوجات متعددات، وكانت زوجته الأولى فاضلة عاقلة صالحة ذات مناقب وكرامات
    وفاته : كان رضي الله عنه مريضا بضعف القلب والخفقان مصحوبا معه من مدة طويلة، إلا أنه لم يكن ظاهرا فيه إلا في بعض الأحيان. ثم في أواخر شهر رمضان قوي فيه إلا أنه لم يلزمه الفراش فكان يخرج لمحل مقابلة الزوار والضيوف . ولما كان يوم عيد شوال قابل كثيرا من الناس على عادته...
    وعند قرب الانتقال اشتد به الحال فجمع أهله ومن كان حاضرا من أولاده وأوصاهم فحثهم على التقوى والتمسك بالدين والعمل بالسنة واجتناب البدعة وملازمة ذكر الله تعالى. ولما كان يوم الأربعاء سادس شوال اشتد عليه الحال أكثر مما كان وظهرت عليه علامة الانتقال، فأرسل إلى بعض الفقراء(المريدي ) فحضروا إليه فأمرهم بذكر الله تعالى أيضا إلى قرب المغرب، فأمر بخروجهم. فدخل عليه أهله وأنجاله ولم تمض إلا هنيهة حتى فاضت روحه وانتقلت إلى الرفيق الأعلى. وذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف. وكانت له جنازة لم تر طنجة مثلها منذ خلقها الله تعالى، وحضر الناس من سائر مدن المغرب، وذهب بجنازته إلى الجامع الكبير للصلاة عليه بها لكثرة الناس وازدحام الخلق. ثم رد إلى الزاوية ودفن ليلة الجمعة... والحمدلله رب العالمين
    أبو محمد المصري

  3. #3

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    ترجمة السيد أحمد بن محمد بن الصِّدِّيق الحسني
    (قمت بنقلها مع الاختصار لوجود بعض الألفاظ المخالفة)
    هو أبو الفيض السيد أحمد بن الصِّدِّيق بن أحمد بن قاسم بن محمد ابن محمد بن عبد المؤمن الغماري الحسني الإدريسي المغربي.
    وصاحب الترجمة ذكر نسبه وتراجم كثير من آبائه في كتبه التالية: "التصور والتصديق بأخبار الشيخ سيدي محمد بن الصِّدِّيق" المطبوع و "البحر العميق في مرويات ابن الصِّدِّيق" و"المؤذن بأخبار سيدي أحمد بن عبد المؤمن" و "سبحة العقيق".
    ولد صاحب الترجمة بقبيلة "بني سعيد" وهي قريبة من قبيلة غُمارة بشمال المغرب الأقصى وذلك في يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان سنة 1320، وبعد شهرين من ولادته رجع به والده إلى طنجة
    بداية الطلب:
    عندما بلغ الخامسة من عمره أدخله والده المكتب لحفظ القرآن الكريم على تلميذه العربي بن أحمد بو درة لحفظ المترجم القرآن عنده، ثم حفظ الآجرومية وبعض المتون المتداولة.
    ثم اشتغل بالطلب فحضر دروس شيخه بو درة في النحو والصرف والفقه المالكي والتوحيد ودروس والده في الجامع الكبير في النحو والفقه والحديث وكان والده رحمه الله تعالى معتنياً به أشد الاعتناء ويذاكره في شتى الفنون ويحثه على الطلب والتعب في التحصيل ويذكر له تراجم العلماء ليتخلق بأخلاقهم ويسعى مسعاهم وقرأ أيضاً على الفقيه أحمد بن عبد السلام العبادي.
    ولما أمر والده الإخوان المتجردين بالزاوية الصِّدِّيقية أن يحفظوا القرآن الكريم كتب كتاباً في فضل القرآن الكريم وحفظه وتلاوته سماه "رياض التنزيه في فضل القرآن وحامليه" وهو أول ما صَنَّفَ وكان دون العشرين.
    وأثناء ذلك حبب إليه الحديث الشريف فأقبل على قراءة كتبه خاصة الترغيب والترهيب، والجامع الصغير مع شرح المناوي عليه "التيسير".
    توجهه للقاهرة، والدراسة بالأزهر:
    وفي سنة 1339 وصل للقاهرة للدراسة على علماء الأزهر المعمور حسب توجيهات والده، فعاود قراءة الفقه المالكي ثم الشافعي.
    ومن شيوخه بمصر الشيخ محمد إمام بن إبراهيم السقا الشافعي قرأ عليه الآجرومية بشرح الكفراوي وابن عقيل والأشموني على الألفية والسلم بشرح الباجوري وجوهرة التوحيد وشرح التحرير لشيخ الإسلام في الفقه الشافعي، وسمع عليه مسند الشافعي وثلاثيات البخاري والأدب المفرد له ومسلسل عاشوراء بشرطه والمسلسل بالأولية، وغير ذلك، وكان يتعجب من ذكائه وسرعة فهمه وشدة حرصه على التعلم وكان أحياناً يقول له لما يرى حرصه على قراءة الكتب التي تدرس في أقرب وقت: "أنت تريد أن تشرب العلم".
    وله مشايخ آخرون بمصر منهم مفتي الديار المصرية ومفخرتها الشيخ محمد بخيت المطيعي حضر دروسه في شرح الإسنوي على المنهاج في الأصول وشرح الهداية في الفقه الحنفي وصحيح البخاري كما لازم دروسه في التفسير، وقرأ على المسند المحدِّث عمر حمدان التونسي المدني.
    وقد ترجم السيد أحمد بن الصِّدِّيق لمشايخه في الجزء الأول من كتابه "البحث العميق في مرويات ابن الصِّدِّيق

    عنايته بالحديث الشريف
    ثم انقطع في منزله لمطالعة الحديث واعتنى به حفظاً وتخريجاً ونسخاً ومكث في منزله سنتين لا يخرج إلا للصلوات ولا ينام الليل حتى يصلي الضحى وشرع أثناء ذلك في كتابة تخريجه الأول على مسند الشهاب الذي سماه "فتح الوهاب بتخريج أحاديث مسند الشهاب" في مجلدين واستمر على هذا الحال إلى أن قدم والده لحضور مؤتمر الخلافة سنة 1344 فشد الرحلة مع أبيه لدمشق لزيارة سيدي محمد بن جعفر الكتاني ثم رجعا إلى المغرب.
    بقي المترجم بالمغرب حوالي أربع سنوات أقبل فيها على الاشتغال بالحديث حفظاً ومطالعة وتصنيفاً وتدريساً فدرس نيل الأوطار والشمائل المحمدية.
    وأثناء ذلك كتب شرحاً كبيراً على رسالة ابن أبي زيد القيرواني يذكر فيه لكل مسألة أدلتها من الكتاب والسنة سماه "تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني في الفروع والمسائل" كتب منه مجلداً ضخماً إلى كتاب النكاح، ثم عدل عن التطويل فكتب كتاباً مختصراً سماه "مسالك الدلالة على متن الرسالة" وهو مطبوع في مجلد.
    رجوعه للقاهرة مرة ثانية:
    ثم رجع للقاهرة سنة 1349 وصحب أخويه سيدي عبد الله، والسيد الزمزمي للدراسة بالقاهرة وأثناء وجوده بالقاهرة هذه المرة كتب عدةً من المصنفات.
    وتردد عليه عددٌ من علماء الأزهر للزيارة والاستفادة من علومه رغم صغر سنه، وطلب جماعة منهم أن يقرأ معهم فتح الباري سرداً ويشرح لهم مقدمة ابن الصلاح ففعل، وجلس للإملاء بمسجد الإمام الحسين عليه السلام وبمسجد الكخيا.
    رجوعه ثانية للمغرب:
    وفي سنة 1354 رجع إلى المغرب بسبب وفاة والده رحمه الله تعالى فاستلم الزاوية ! وقام بالخلافة عن والده واعتنى بتدريس كتب السنة المطهرة مع بعض كتب المصطلح وأقرأ بعضاً من كتب التخريج والأجزاء والمشيخات والمسلسلات وأملى مجالس حديثية بالجامع الكبير بطنجة. وحث الناس على العمل بالسنة الشريفة. وكان يحارب السفور والمدارس العصرية والتشبه بالكفار وله في ذلك جزء سماه "الاستنفار لغزو التشبه بالكفار" جمع فيه الأحاديث التي تنهى عن التشبه بالكفار.
    ولم يكن صاحب الترجمة من الذين قصروا أنفسهم على العلم فقط ؛ بل حارب الاستعمار وسعى في إخراجه، وسجن بسبب ذلك لعدة سنوات.
    وبعد خروجه من المعتقل فضَّل أن يغادر المغرب فوصل القاهرة في ربيع النبوي سنة 1377 وحجَّ واعتمر وزار، وشدّ الرحلة لدمشق وحلب والسودان.

    وفاتـه:

    وبعد رجوعه من السودان مرض مرضاً شديداً وفي يوم الأحد غرَّة جمادى الثانية سنة 1380 انتقل إلى رحمه الله تعالى ودفن بالقاهرة .
    كان صاحب الترجمة من المكثرين من التصنيف، فله مصنفات في: العقائد، والتفسير والحديث، والفقه، والتصوف, والتاريخ، والتراجم، وهذه المصنفات فيها المطبوع والمخطوط.
    ونلاحظ من النظر في قائمة مصنفات صاحب الترجمة والتي تُعْنَى بالرواية فقط أنه جمع في تصانيفه فنوناً حديثية لم تجمع لغيره منذ قرون, وكان بها فرد وقته, فقد صَنَّفَ في: التخريج، والاستخراج، والمسند، والمسلسلات، والأمالي، والمشيخات، وعمل الأجزاء الحديثية، وفهارس الترتيب على الحروف الأبجدية، وهو ـ والله أعلم ـ انفراد تام.
    لم يقصر السيد أحمد اهتمامه بالرواية فقط, فإن كان متمكنا من علوم الآلة ودرس الفقه المالكي ثم الشافعي, ولازم شيخ علماء مصر الشيخ محمد بخيت المطيعي في دروس التفسير وفي شرح الهداية في الفقه الحنفي, وكان المترجم له واسع الاطلاع, ويدعو العلماء المتمكنين إلى الاجتهاد وترك التقليد, وهذه الأسباب أدت إلى كتابته في الفقه, وإظهار بعض اختياراته, ونلاحظ الآتي:
    - للمترجم له أكثر من عشرين مصنفاً في الفقه، وهذه المصنفات تنقسم إلى قسمين

    القسم الأول: المصنفات الجامعة كـ "شرح السنن الكبرى للبيهقي"، وصل فيه إلى كتاب الزكاة، يذكر فيه الأحاديث التي في الباب ورتبها والخلاف والترجيح، ثم الدليل عليه من غير تعرض للخلاف.
    وكذا في "تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل" الذي وصل فيه إلى كتاب النكاح، و "مسالك الدلالة في شرح متن الرسالة"، وقد أتمه وطبع مرات.
    القسم الثاني: ما أُفْرِدَ لمسألةٍ بعينها كـ "بيان الحكم المشروع" واختصاره "نفث الرُّوع ببيان أن الرَّكعة لا تُدْرَك بالركوع"، و "توجيه الأنظار لتوحيد المسلمين في الصوم والإفطار"، و "تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر والمال"، وغيرها.
    في هذين القسمين تظهر اختياراته التي يستدل لها، ويدافع عنها، ويعارض خصومه، وإن كانت في القسم الثاني أظهر.
    - وللمترجم في النوع الثاني طريقة في عرض الحجج ومناقشة الخصم، وتقرير اختياره، فيبدأ أولاً بعرض مذاهب الأئمة الفقهاء ـ رضي الله عنهم ـ ثم بعد ذلك يناقش ويعرض الأدلة فيقول في أحد مصنفاته الفقهية:"أمَّا مَنْ كان من أهل العلم والنظر وقبول الحجة والدليل، فليعلم أنَّ استدلالنا لهذه المسألة من وجوه". ثم ذكر هذه الوجوه.
    وهذه طريقة مطَّردة في كتبه التي يختار فيها ويعرض الأدلة, ويبين وجوه الاستدلال, ويناقش ويرجح.

    -وكان في وقته ومصره جيد المعرفة بالمذاهب وذكر أدلتها في وقت كان جلُّ الفقهاء في عصره في المغرب ـ فضلاً عن غيره ـ لا يعرفون من المذاهب إلا مذهب مالك عن طريق "المختصر" وشروحه, لذلك أثنى على معرفته الفقهية عدد من أهل العلم من ذلك:
    قال الفقيه العلامة مصطفى الزرقا رحمه الله تعالى، في كتابه "العقل والفقه في فهم الحديث النبوي": "كتاب تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال، للإمام الحافظ المحدِّث أبي الفيض الشيخ أحمد بن محمد بن الصِّدِّيق الغماري الحسني المتوفى سنة 1380، والغُمَاري (بضم الغين المعجمة) نسبة إلى قبيلة غمارة بالمغرب، وهو كتاب مستوف خاص بالموضوع أحاط به من كل أطرافه، وأيده بالأدلة والنقول، ويريد بكلمة (المال) في عنوان الكتاب: النقود".
    مؤلفات أحمد بن الصديق :
    1) إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون، أو المرشد المبدي لفساد طعن ابن خلدون في أحاديث المهدي.
    2) إتحاف الأديب بما في تعليق إعلام الأريب
    3) إتحاف الأذكياء بإثبات نبوة خالد بن سنان بين عيسى وبين سيد الأنبياء، أو إعلام الأذكياء بنبوة خالد بن سنان بعد المسيح وقبل خاتم الأنبياء.
    4) إتحاف الحفاظ المهرة بأسانيد الأصول العشرة، وهي: موطأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند أبي حنيفة، ومسند الإمام أحمد، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
    5) إتحاف الفضلاء والخلان بالكلام على حديث الممسوخين من النجوم والحيوان
    6) الإجازة للتكبيرات السبع على الجنازة
    7) الأجوبة الصارفة عن إشكال حديث الطائفة.
    8) الأحاديث المسطورة في القراءة في الصلاة ببعض السورة.
    9) إحياء المقبور بأدلة بناء المساجد والقباب على القبور.
    10) الأربعون البلدانية للطبراني، استخرجها من المعجم الصغير.
    11) الأربعون المتتالية بالأسانيد العالية.
    12) إرشاد المربعين إلى طرق حديث الأربعين، أي (من حفظ على أمتـــي
    أربعين حديثا...)الحديث.
    13) إزاحة الخطر عمن جمع بين الصلاتين في الحضر من غير مرض ولا مطر، أو إنالة الوطر برفع الحرج عمن جمع بين الصلاتين في الحضر من غير مرض ولا مطر.
    14) أزهار الروضتين فيمن يؤتى أجره مرتين.
    15) الأزهار المتكاثفة في الألفاظ المترادفة.
    16) الاستعاذة والحسبلة ممن صحح حديث البسملة، أي حديث: ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع).
    17) الاستعاضة بحديث وضوء المستحاضة.
    18) الاستنفار لغزو التشبه بالكفار.
    19) الاستئناس بتراجم فضلاء فاس.
    20) الأسرار العجيبة في شرح أذكار ابن عجيبة.
    21) إسعاف الملحين ببيان وضع حديث (إذا ألف القلب الإعراض عن الله ابتلي بالوقيعة في الصالحين).
    22) الإسهاب في المستخرج على مسند الشهاب.
    23) الإشراف على طرق الأربعين المسلسلة بالأشراف.
    24) إظهار ما كان خفيا من بطلان حديث (لو كان العلم بالثريا). وهو رد على الشيخ زاهد الكوثري في كتابه "تأنيب الخطيب".
    25) الإعلان بالبراءة من حديث(من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة)
    26) اغتنام الأجر من حديث"الإسفار بالفجر". حكم فيه بعدم تواتر هذا الحديث، الذي عده السيوطي متواترا في "الأزهار المتناثرة"، ومحمد بن جعفر الكتاني في "نظم المتواثر".
    27) الإفضال والمنة برؤية النساء لله في الجنة.
    28) إقامة الدليل على حرمة التمثيل.
    29) الإقليد بتنزيل كتاب الله على أهل التقليد.
    30) الإقناع بصحة صلاة الجمعة خلف المذياع.
    31) الإلمام بطرق المتواتر من حديثه عليه الصلاة والسلام. ألفه المؤلف بطلب من شيخه عمر حمدان المحرسي، في إطار تخريج أحاديث "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" كما صرح بذلك في البحر العميق.
    32) الأمالي الحسينية. وهي مجالس كان يمليها "بالمشهد الحسيني" بمصر كل يوم الجمعة.
    33) الأمالي المستظرفة على الرسالة المستطرفة في أسماء كتب السنة المشرفة. وهو تعقيبات على "الرسالة المستطرفة" لمحمد بن جعفر الكتاني، كتبها في مجلس واحد بمعتقله بآزمور.
    34) إياك من الاغترار بحديث (اعمل لدنياك) . وهو أصل كتاب "سبل الهدى" الآتي ذكره.
    35) الائتساء في إثبات نبوة النساء.
    36) إيضاح المريب من تعليق أعلام الأريب.
    37) البحر العميق في مرويات ابن الصديق، وهو هذا الكتاب. وسيأتي الكلام عنه.
    38) بذل المهجة، منظومة تائية في ستمائة بيت في التاريخ.
    39) البرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية إلى علي.
    40) بعر النعجة في أخبار طنجة.
    41) بلوغ الآمال في فضائل الأعمال.
    42) بيان الحكم المشروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع
    43) بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري
    44) بيان غربة الدين بواسطة العصريين المفسدين.
    45) البيان والتفصيل لوصل ما في الموطأ من البلاغات والمراسيل.
    46) بيصرة المقلعين في شرح طوائف المبتدعين
    47) تبصرة المخلصين على سيرة المقنعين
    48) تبيين البله ممن أنكر حديث (ومن لغا فلا جمعة له). وهو رد على الشيخ عبد الحي الكتاني في كتابه " عقد اليواقيت والزبرجد في أن (ومن لغا فلا جمعة له) مما نقب عنه في الأخبار فلم يوجد". إذ أنكر فيه وجود هذا الحديث. والحديث باللفظ المذكور خرج في تاريخ واسط لبحشل من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله  وآله: (من تكلم يوم الجمعة، والإمام يخطب فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له)
    49) تبيين المبدأ بتواتر حديث (بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ).
    50) تحسين الخبر الوارد في الجهاد الأكبر. وهو رد على سؤال ورد عليه من والده حول حديث "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر".
    51) تحسين السمعة بتعيين موقف المؤذن يوم الجمعة. ويسمى أيضا " تزيين السمعة بتعيين موقف المؤذن يوم الجمعة".
    52) تحسين الفعال بالصلاة في النعال.
    53) تحفة الإشراف بإجازة الحبيب محمد بن عبد الهادي السقاف. وهو نص إجازة الشيخ الحبيب محمد عبد الهادي السقاف.
    54) تحفة المريد بما ورد في حلة أهل التجريد.
    55) تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال.
    56) تخريج أحاديث الشفا.
    57) تخريج الدلائل لمـا في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل . كتب منه مجلدا إلى كتاب النكاح، ثم عدل عن التطويل فشرع في آخر مختصرا، وسماه "مسالك الدلالة على مسائل الرسالة".
    58) تذكرة الرواة.
    59) ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل، أو مفتاح مسند الإمام أحمد.
    60) تسهيل سبيل المحتذي بتهذيب وترتيب سنن الترمذي .
    61) تشنيف الآذان باستحباب ذكر السيادة عند اسمه عليه الصلاة والسلام في الأذان.
    62) التصور والتصديق بأخبار الشيخ سيدي محمد بن الصديق.
    63) تعريف الساهي اللاه بتواتر حديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولـوا لا إله إلا الله)
    64) التعريف لما أتى به حامد الفقي في تصحيح الطبقات من التصحيف والتحريف .
    65) تعريف المطمئن بوضع حديث (دعوه يئن).
    66) التقييد النافع لمن يريد مطالعة الجامع الصغير.
    67) التنكيل والتقتيل لمن أباح التمثيل.
    68) تنوير الأبصار والبصائر بتكفير ما تقدم وما تأخر من الكبائر والصغائر.
    69) تنوير الحلبوب في مكفرات الذنوب. وهو أول كتاب شرع فيه المؤلف، استدرك فيه على "شفاء الأسقام" لشيخة محمد بن جعفر الكتاني. وقد رتبه على الأبواب الفقهية.
    70) توجيه الأنظار إلى توحيد العالم الإسلامي في الصوم والإفطار.
    71) جزء في الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء.
    72) الجمع بين الإيجاز والإطناب في المستخرج على مسند الشهاب.
    73) جمع الطرق والوجوه لتصحيح حديث (اطلبوا الخير عند حسان الوجـوه)،
    أو نيل الطالب ما يرجوه من جمع الطرق والوجوه لحديث (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه).
    74) جهد الأيمان بتواتر حديث (الإيمان يمان)
    75) الجواب المفيد للسائل والمستفيد.
    76) جؤنة العطار في طرق الفوائد ونوادر الأخبار.
    77) الحسبة على من جوز صلاة الجمعة بلا خطبة.
    78) الحسن والجمال والعشق والحب من الأحاديث المرفوعة خاصة.
    79) حصول التفريج بأصول التخريج أو كيف تصير محدثا.
    80) الحنين بوضع حديث الأنين.
    81) درء الضعف عن حديث (من عشق فعف).
    82) دفع الرجز بإكرام الخبز وهو في طرق حديث (أكرموا الخبز).
    83) الرغائب في طرق حديث (ليبلغ الشاهد منكم الغائب).
    84) رفض اللي بتواتر حديث (من كذب علي).
    85) رفع المنار بطرق حديث (من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار).
    86) رفع شأن المنصف السالك وقطع لسان المتعصب الهالك بإثبات سنية القبض في الصلاة على مذهب مالك.
    87) رياض التنزيه في فضل القرآن وفضل حامليه.
    88) زجر من يؤمن بطرق حديث (لا يزني الزاني وهو مؤمن)
    89) الزواجر المقلقة لمن أنكر التداوي بالصدقة. ألفه بسبب أسئلة واردة عن والده حول حديث "داووا مرضاكم بالصدقة".
    90) سبحة العقيق في أخبار والده الشيخ سيدي محمد بن الصديق. وقد ألفه في ترجمة والده، ثم اختصره في كتابه "التصور والتصديق" وهو مطبوع ومتداول، وقد تقدم ذكره.
    91) سبل الهدى في بيان حديث (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا). وهو اختصار لكتابه "إياك من الاغترار بحديث اعمل لدنياك".
    92) سير الركائب النجيبة بأخبار الشيخ ابن عجيبة، عرف فيه بالشيخ أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني الشهير(ت1224هـ/1409م).
    93) السيف القلمي لإبادة جهل العمرتي والعلمي.
    94) شد الوطأة على منكر إمامة المرأة.
    95) شرف الإيوان في حديث " الممسوخ من الحيوان "
    96) شرح الترغيب والترهيب، شرع فيه ولم يتمه.
    97) شرح سنن أبي داود، شرع فيه ولم يتمه.
    98) شرح مسلم، شرع فيه ولم يتم.
    99) شرح منظومة الزرقاني فيمن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
    100) شمعة العنبر ببدعة آذان الجمعة على المنارة وعند المنبر، أو شن الغارة على بدعة الآذان عند المنبر وعلى المنارة.
    101) شهود العيان بثبوت حديث (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان).
    102) شوارق الأنوار المنيفة بظهور النواجيذ الشريفة.
    103) صدق اللهجة في أخبار طنجة.
    104) صرف النظر عن حديث( ثلاث يجلين البصر).
    105) صفع التياه لإبطال حديث (ليس بخيركم من ترك دنياه). ألفه ردا على الشيخ عبد الحي الكتاني كما صرح بذلك في البحر العميق. وقال في "صفع التياه": ( ذكر بعضهم في كتاب له في السيرة النبوية مقدمة في فضل الدنيا ومرحها والحث عليها...).
    106) صلة الوعاة بالمرويات والرواة، وهو معجمه الكبير كما صرح بذلك في البحر العميق. وهو من الكتب التي ألفها بالسجن. قال: كتب منه نحو عشرين كراسا وهو في فهرسة له مرتبة على رواة الكتب مع اتصاله بهم.
    107) الصواعق المنزلة على من صحح حديث البسملة، وهو رد على "الرحمة المرسلة" للشيخ عبد الحي الكتاني.
    108) طباق الحال الحاضرة بخبر سيد الدنيا والآخرة.
    109) الطرق المفصلة لحديث أنس في قراءة البسملة.
    110) العتب الإعلاني لمن وثق صالحا الفلاني، وهو رد أيضا على الشيح عبد الحي الكتاني.
    111) العقد الثمين في الكلام في حديث "إن الله يبغض الحبر السمين".
    112) عواطف اللطائف من أحاديث عوارف المعارف. وهو يتناول أحاديث "عوارف المعارف" لأبي حفص عمر بن محمد السهروردي. وهو عمل لم يسبق إليه إذ أنه تخريج ومستخرج في آن واحد كما قال الشيخ محمود سعيد ممدوح.
    113) غنية العارف بتخريج أحاديث " عوارف المعارف " ، وهو مختصر كتابه "عواطف اللطائف".
    114) فتح الملك العلي في صحة حديث "باب مدينة العلم علي".
    115) فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب .
    116) فصل القضاء في تقديم ركعتي الفجر على الصبح عند القضاء.
    117) فك الربقة بتواتر حديث الثلاث والسبعين فرقة
    118) فهرسة محمد بن الصديق(والد المؤلف).
    119) قطع العروق الوردية من أصحاب البروق النجدية .
    120) كتاب في استيعاب الأحاديث الواردة عن الرسول ، كتب منه مجلدا.
    121) الكسملة بتحقيق الحق في أحاديث الجهر بالبسملة.
    122) كشف الخبي بجواب الجاهل الغبي.
    123) كشف الرين بطرق حديث "مر على قيرين"
    124) لب الأخبار المأثورة في مسلسل عاشوراء
    125) لثم النعم بنظم الحكم لابن عطاء الله
    126) ليس كذلك في الاستدراك على الحفاظ
    127) المثنوني والبتار في نحر العنيد المعثار الطاعن فيما صح من السنن والآثار.
    128) مجمع فضلاء البشر من أهل القرن الثالث عشر. قال الشيخ عبد السلام ابن سودة: رتبه على حروف المعجم، ذكر فيه جل المشاهير في هذه المائة بالمغرب وغيره، يقع في مجلدين.
    129) مختصر الزهد للبيهقي سماه "طرفة المنتقي".
    130) مدارك الاستقالة من ضعيف مسالك الدلالة.
    131) المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي.
    132) مد الموائد لبسط ما في سنن البيهقي من الفوائد.
    133) مسالك الدلالة على مسائل الرسالة.
    134) مسامرة النديم بطرق حديث دباغ الأديم.
    135) المستخرج على الشمائل، مجلد كبير.
    136) المسك التبتي في طرق حديث (نضر الله امرءا سمع مقالتي).
    137) مسند الجن.
    138) المسهم بطرق حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم).
    139) مسند المجالسة، وهو ترتيب أحاديث كتاب "المجالسة" للدينوري على مسانيد الصحابة.
    140) المشيخة المجردة.
    141) مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البشرية.
    142) مطالع البدور في جوامع أخبار البرور.
    143) معجم الشيوخ.
    144) المعجم الصغير
    145) المعجم الوجيز للمستجيز.
    146) مغني النبيه عن المحدث والفقيه.
    147) المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير .
    148) مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب.
    149) مفتاح المعجم الصغير للطبراني.
    150) مناهج التحقيق في الكلام على سلسلة الطريق، مجلد متوسط.
    151) المناولة بطرق حديث المطاولة. وهو حديث "أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا".
    152) المنتده بتواتر حديث"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
    153) المنتقى من مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا، أو اختصار مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا.
    154) المنحة بما اختلف فيه من الوضع إلى الصحة.
    155) المنح المطلوبة في استحباب رفع اليدين في الدعاء بعد الصلوات المكتوبة، ألفه ردا على من يدعي أن رفع اليدين في الدعـاء بعد الصلوات
    بدعة مذمومة.
    156) منية الطلاب بتخريج أحاديث الشهاب، مجلد كبير، ألفه وهو لا زال في بداية الطلب.
    157) موارد الأمان بطرق حديث (الحياء من الإيمان) .
    158) المؤانسة بالمرفوع من أحاديث المجالسة للدينوري .
    159) المؤذن في أخبار جده سيدي أحمد بن عبد المؤمن.
    160) الموضوعات، كتب منه مجلد ضخم.
    161) الميزانيات، وهي الأحاديث التي أسندها الذهبي في الميزان.
    162) نصب الجرة لنفي الإدراج عن حديث إطالة الغرة. وهي حول حديث "إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل".
    163) نفث الروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع، وهو اختصار كتابه "بيان الحكم المشروع" تقدم في حرف "ب" مع زوائد أخرى.
    164) نيل الحظوة بقيادة الأعمى أربعين خطوة.
    165) نيل الزلفة بتخريج أحاديث التحفة المرضية. وهو من مؤلفاته التي ألفها في بداية الطلب كما صرح بذلك في هذا الكتاب "البحر العميق".
    166) هداية الرشد لتخريج أحاديث بداية ابن رشد.
    167) الهدى المتلقى في طرق حديث (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا).
    168) هدية الصغراء بتصحيح حديث (التوسعة على العيال يوم عاشوراء).
    169) وسائل الخلاص من تحريف حديث(من فارق الدنيا على الإخلاص).
    وشي الإهاب في المستخرج على مسند الشهاب، في ثلاثة مجلدات
    أبو محمد المصري

  4. #4

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    ترجمة السيد عبد الله بن محمد الصِّدِّيق بن أحمد بن محمد بن قاسم ابن محمد بن عبد المؤمن أبو الفضل الحسني الإدريسي الغماري. (الترجمة منقولة مع بعض الاختصار كما سبق)
    ولد رحمه الله تعالى بثغر طنجة بالمغرب الأقصى غرة رجب سنة 1328.
    نشأ في رعاية والده رضي الله عنه فحفظ القرآن الكريم برواية ورش وأتقن رسمه، ثم شرع في حفظ بعض المتون فحفظ الأجرومية، والألفية، ومختصر خليل في الفقه والأربعين النووية، وبلوغ المرام، والجوهر المكنون وغير ذلك.
    حضر على والده، وعلى ابن عمته الفقيه السيد محمد بن عبد الصمد وعلى شقيقه السيد أحمد.
    ثم سافر إلى فاس لقراءة العلم بالقرويين فحضر على أكابر علماء القرويين في النحو والصرف والبلاغة والمنطق والتفسير والحديث والفقه.
    وكانت قراءته عليهم قراءة بحث وتحقيق, ورأى المحدِّث محمد بن جعفر الكتاني وحضر دروسه بفاس وكان يقربه إليه، وأجازه جماعةٌ من أهل فاس.
    ثم رجع إلى طنجة ودرَس بالزاوية الصِّدِّيقية الآجرومية، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني مع بعض شروحهما وأثناء ذلك كان يسهر ليله في المطالعة والمراجعة، ويحضر دروس والده في رسالة ابن أبي زيد القيرواني، وصحيح البخاري، والأشباه والنظائر النحوية للسيوطي، ومغني اللبيب مع مراجعة شرح الدماميني وحواشي الأمير، والدسوقي، وعبد الهادي نجا الأبياري.
    وأثناء ذلك كتب أول مصنفاته وهو شرح موسع على الآجرومية سماه شقيقه الحافظ أبو الفيض "تشييد المباني لتوضيح ما حوته المقدمة الأجرومية من الحقائق والمعاني" وقام باختصار إرشاد الفحول للشوكاني.
    وفي سنة 1349 ذهب إلى مصر والتحق بالأزهر المعمور. فقرأ في علم الكلام والأصول، والمنطق، والبلاغة، وآداب البحث والمناظرة، وحضر الفقه المالكي على بعض علماء الأزهر، وكان والده قد أمره بالحضور في الفقه الشافعي، فحضر شرح المنهج، وشرح التحرير في الفقه الشافعي.
    وحضر دروس العلامة الكبير شيخ علماء مصر الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي في التفسير والهداية في الفقه الحنفي وفي حاشيته على شرح الأسنوي على منهاج الأصول وأجازه عامة.
    كما أجازه جماعة من علماء مصر ذكرهم في خاتمة كتابه "بدع التفاسير" ثم في ترجمته "سبيل التوفيق".
    وفي سنة 1350 تقدَّم لامتحان العالمية (عالمية الغرباء) ويكون الامتحان في اثني عشر فناً فنجح وحصل على عالمية الغرباء ثم حصل على عالمية الأزهر.
    وبعد حصوله على الشهادة العالمية بأيام التقى بالشيخ محمود شلتوت في منزله فهنأه بعض العلماء بالشهادة فقال له الشيخ شلتوت: "نحن نهنئ الأزهر والشهادة الأزهرية بحصول الشيخ عبد الله عليها، فإنه عالم من بلده".
    اشتغل بالتدريس في الأزهر المعمور عقب حصوله على عالمية الغرباء فدرس المكودي على الألفية، والجوهر المكنون في البلاغة، والسلم في المنطق، وسلم الوصول لابن أبي حجاب وتفسير النسفي، والأحكام للآمدي، والخبيسي على تهذيب السعد في المنطق وتفسير البيضاوي، ثم درس جمع الجوامع لكبار الطلبة بين العشائين.
    وكان يحتاج إليه بعض كبار علماء الأزهر كالشيخ بخيت، والشيخ يوسف الدجوي والشيخ عبد المجيد اللبان، والشيخ الخضر حسين التونسي لحلّ ما يعرض لهم من مشكلات حديثية.

    كان السيد عبد الله بن الصِّدِّيق مشتغلا بالعلوم العقلية, مقبلا عليها, بحكم دراسته في القرويين ثم في الأزهر, وكان شقيقه الأكبر السيد أحمد بن الصِّدِّيق يدعوه للاشتغال بالحديث, قال السيد أحمد في "سبحة العقيق": "وكان ميالا بطبعه إلى المعقولات, غير ملتفت إلى الحديث وفنونه, وكنت أدعوه إلى الاشتغال به المرة بعد الأخرى, وأقول له إن النحو وغيره من الآلات, لم توضع لذاتها, وإنما وضعت للتوصل بها إلى المقصود الأهم وهو علم الكتاب والسنة, ثم المشتغلون بها في الدنيا لا يحصون بل لا يوجد غالبا إلا من يشتغل بهذه العلوم, وأما السنة النبوية فعلماؤها أقل من القليل, فكان في بدايته يسلم هذه ويصر على الاشتغال بما هو فيه, وربما عارض ما قلت في بعض الأحيان إلى أن سافر معي إلى القاهرة ولازمني تلك المدة الطويلة فكانت سبب إقباله على الحديث وصرف وجهته إليه خصوصا لما صارت تتوارد الأسئلة عليه من بعض أصدقائنا المصريين بظنهم أنه من أهل الحديث كأخيه, فألجأه ذلك إلى الاشتغال بالحديث وصار يكتب فيه المقالات المتعددة وتدرب بكتبي وأجوبتي وملازمتي في معرفة رجال الحديث وصناعته مع ذكائه وسرعة إدراكه, وألَّف فيه رسائل..."
    وبقي بمصر إلى سنة 1391 حيث رجع إلى المغرب فسكن الزاوية الصِّدِّيقية، وكان يدرس بها تفسير النسفي، وشرح جمع الجوامع في الأصول، ونيل الأوطار في الفقه المقارن، مع التصدي للفتوى، وكتابة بحوث علمية.
    واستمر على حاله في النفع والإفادة إلى أن توفي في شعبان 1413 ودُفن بالزاوية الصِّدِّيقية، وكان له جنازة مشهودة مشهورة، ولم يعقب رحمه الله تعالى.

    السيد عبد الله بن الصِّدِّيق رحمه الله تعالى كان علامةً في المعقول والمنقول فكانت له مصنفات في التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والتصوف، والقراءات، والنحو، والمنطق، وكان يشتغل بالحديث ليس في الصناعة الحديثية، أو الرواية فقط، ولكن في الشرح، والبيان، والاستنباط أيضاً.
    تقدَّم أن السيد عبد الله رحمه الله تعالى دَرَسَ العلوم الشرعية وآلاتها بالقرويين ثم بالأزهر، بالإضافة إلى ما كان درسه بالزاوية الصِّدِّيقية بطنجة, وقد فتح الله عليه فقال عن نفسه: "وقد رزقني الله والمنة له التحقيق في علوم النحو والأصول والمنطق والحديث بفنونه الثلاثة مع المشاركة التامة في علوم الفقه والبلاغة وغيرها".
    ودَرَّس للطلبة بالأزهر في الأصول والمنطق والنحو والصرف والبلاغـة، وكـان رحمه الله مالكياً ثم صار شافعياً ثم ترك التقليد وعمل بالسنة وما صح لديه من الدليل وفي هذا قال: "كنت مالكياً ثم صرت شافعياً، ثم تركت التقليد، لا إزراء على الأئمة رضي الله عنهم، ولكن لأن التقليد إنما هو للعوام الذين لا يعرفون قواعد الاستنباط والاستدلال، ومن عرفها وتمكن من معرفتها، لا حاجة به إلى التقليد على أني لا أفتي إلا على مذهب مالك، أو الشافعي، لأني لا أحب أن أحمل أحداً على اجتهادي ورأيي، إلا في مسألة وضح دليلها، وعرف طريقها".
    وكان يدعو إلى ترك كل ما خالف السنة المطهرة فقال عند تفسير قوله تعالى: ﴿يَاأَيهَا الذِينَ آمنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ قال: "نهى عن التقدم بين يدي النبي صلـى الله عليه وسلم بقول أو فعل, واعتبار التقدم بين يديه تقدماً بين يدي الله سبحانه وتعالى. وعلى هذا لا يجوز لشخص أن يقدم رأياً من الآراء على حديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد وقع كثير من المقلدين في هذا المحظور، حيث قدموا آراء أئمتهم على ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مخالفة صريحة لكلام الله سبحانه وتعالى".
    وبسبب هذه المعارف والاتجاهات العلمية المتنوعة كانت له اهتمامات متعددة للعناية بالحديث دراية ورواية تدل عليها مصنفاته المتعددة في العلوم الشرعية وآلاتها.
    وهو ليس في تصانيفه ملخصا لأقوال السابقين. كلا إنه يحسن النظر استقلالا ويمشي مع القواعد ويحرر ويضبط, ويناقش فيأخذ ويدع, ويوافق ويخالف, ولا يقتصر على فن دون آخر, فهو البارع في التفسير والفقه والحديث, وهذه طريقة المتقدمين من الأئمة المجتهدين, ولذلك كان من تصانيفه الحديثية ما يعتبر انفرادا تاما لم يسبق إليه أو سبق إليه واندثر, من ذلك:

    1- الفوائد المقصودة ببيان الأحاديث الشاذة المردودة

    بيَّن في مقدمته وجوب العمل بالسنة المشرفة, ثم قال: "إن العمل بالحديث الصحيح السالم من العلة واجب, ولكن يظن كثير من أهل العلم أن الحديث إذا صح وجب العمل به مطلقا, وهذا غير صحيح, بل يشترط في وجوب العمل به أن لا يكون شاذا, وألا يكون له معارض, ونعني بالشذوذ مخالفة الحديث لما تواتر أو للقواعد المقررة".
    فبيّن أن الشاذ أعم من كونه مخالفة الثقة للثقة, أو لمن هو أوثق منه.
    وقد ذكر في جزئه هذا ثلاثة وأربعين حديثا, وذكر وجه الشـذوذ في كل حديـث – حسب نظره واجتهاده – وهو قد انفرد بين أهل العلم قاطبة في التصنيف في الحديث الشاذ.
    2- ومنها رسالته "حسن التفهم والدرك لمسألة الترك

    وهي مسألة تتعلق بالسنة المشرفة من حيث الاستدلال, وقد قال السيد عبد الله بن الصِّدِّيق: "نقصد بالترك الذي ألفنا هذه الرسالة لبيانه أن يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئا لم يفعله أو يتركه السلف الصالح من غير أن يأتي حديث أو أثر بالنهي عن ذلك الشيء المتروك يقتضي تحريمه أو كراهته". وانفصل في بحثه على أن الترك وحده إن لم يصحبه نصٌّ على أن المتروك محظور لا يكون حجة في ذلك بل غايته أن يفيد أن ترك ذلك الفعل مشروع, وأما أن ذلك الفعل المتروك يكون محظورا فهذا لا يستفاد من الترك وده, وإنما يستفاد من دليل دل عليه".
    3- في كتاب "الرؤيا في الكتاب والسنة" لم يكن جامعا أو مختصرا أو محررا لعبارة من سبقه, بل كان ناقدا بصيرا, فلما وجد بعض المعاصرين يقول لا ينبغي أن يكون السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقاله بصيغة المخاطب بل بصيغة الغائب, واستدل على ذلك بأثر عن ابن مسعود, وادعى أنه بتوقيف. فأجابه بقوله: "ودعوى التوقيف باطلة, بل ما فعله ابن مسعود ومن وافقه, كان اجتهادا منهم, والدليل عليه أمور
    الأول أن قول ابن مسعود: فلما قبض قلنا: السلام على النبي، نص, أو كالنص في أنهم قالوه رأيا, استنادا منهم إلى أن الوفاة, تناسبها الغيبة..

    الثاني أن التشهد يتعلق بالصلاة التي هي أهم أركان الإسلام, وكان الصحابة يتعلمونه, كما يتعلمون السورة من القرآن. فلو كان عندهم توقيف من النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بتغيير صيغة السلام عليه, بعد وفاته, لنقلوه إلينا, كما نقلوا ألفاظ التشهد. لأنه قيد متمم لها, وهم يعرفون: أن نقل المقيد بدون قيده لا يجوز
    الثالث ثبت في الموطأ وغيرها بأسانيد صحيحة عن عبد الرحمن بن عبد القاري: أنه سمع عمر رضي الله عنه يعلم الناس التشهد على المنبر وهو يقول: قولوا: التحيات لله, الزاكيات لله, الصلوات لله, السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته". ثم قال: "السادس: أن المسلمين المقيمين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بمكة واليمن وأطراف الجزيرة العربية, كانوا يسلمون على النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم في تشهد الصلاة, بصيغة الخطاب, ولم ينقل أنه أمرهم بتغيير صيغة السلام, لكونهم غائبين عنه.
    السابع أن وفاته صلى الله عليه وآله وسلَّم لا تقتضي تغيير الخطاب إلى الغيبة لأن سلامنا عليه يبلغه حيثما كنا.
    روى النسائي عن ابن مسعود, عن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم قال: "إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام" صححه ابن حبان" انتهى كلامه.
    1- وفي تخريجاته الحديثية كان ماهرا مستدركا على من سبقه, فها هو في كتابه "الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج" يستدرك على الحافظ العراقي في تخريجه لأحاديث المنهاج الصولي أكثر من عشرين حديثا مرفوعا لم يخرجها العراقي.
    2- ومن أعماله الحديثية التي لم يسبق إليها "أحاديث التفسير" أراد أن يذكر فيه الأحاديث التي تصلح للتفسير, وصل فيه – رحمه الله تعالى – إلى سورة الحج, وهو لا يورد الحاديث ويسكت, بل يتكلم عليها صحة وضعفا, ويذكر تعلق الحديث
    مؤلفات السيد عبد الله بن الصديق الحسني
    1) تشييد المباني لتوضيح ماحوته الأجرومية من الحقائق والمعاني
    2) إعلام النبيل بجواز التقبيل
    3) الابتهاج بتخريج أحاديث المناهج للبيضاوي
    4) إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء
    5) تنوير البصيرة ببيان علامات الكبيرة
    6) الصبح السافر في تحرير صلاة المسافر
    7) فتح المعين بنقد كتاب الأربعين الأبي إسماعيل الهروي
    8) خواطر دينية (3أجزاء)
    9) الرؤيا في القرآن والسنة
    10) المهدي المنتظر
    11) كمال الإيمان في التداوي بالقرآن
    12) الحجج البينات في التداوي بالقرآن
    13) واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن
    14) فتح الغني الماجد ببيان حجية خبر الواحد
    15) الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة المردودة
    16) بيان صحيح الأقاويل في تفسير آية بني إسرائيل
    17) عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى في آخر الزمان
    18) قرة العين بأدلة إرسال النبي إلى الثقلين
    19) نهاية الآمال في صحة حديث عرض الأعمال
    20) نهاية التحرير في حديث توسل الضرير
    21) المعارف الذوقية في أذكار الطريقة الصديقية
    22) الأربعين الصديقية
    23) تخريج أحاديث اللمع للشيرازي
    24) فضائل النبي في القرآن
    25) النفحة الإلهية في الصلاة على خير البرية
    26) تمام المنة في بيان الخصال الموجبة للجنة
    27) الأحاديث المختارة
    28) الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين
    29) جزء البيان المشرق بوجوب صيام المغرب برؤية المشرق
    30) كيف تشكر النعمة ؟
    31) رفع الإشكال عن مسألة المحال
    32) القول السديد في حكم اجتماع الجمعة والعيد ذوق الحلاوة ببيان امتناع نسخ التلاوة
    33) الحاوي في فتاوى الحافظ أبي الفضل عبد الله بن الصديق (طبع الجزء الأول والثالث)
    34) إعلام الراكع الساجد بمعنى اتخاذ القبور مساجد
    35) القول الجزل فيما لا يعتذر فيه بالجهل
    36) القول المسموع في بيان الهجر المشروع
    37) الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين
    38) سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق
    39) دفع الشك والارتياب عن تحريم نساء أهل الكتاب
    40) إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي
    41) الأربعين المنتقاة في فضائل مولانا رسول الله
    42) التحقيق الباهر في معنى الإيمان بالله واليوم الآخر
    43) الرأي القويم في وجوب إتمام المسافر خلف المقيم
    44) توضيح البيان لوصول ثواب القرآن
    45) أسانيد الكتب السبعة في الحديث
    46) قصة آدم عليه السلام
    47) قصة إدريس عليه السلام
    48) قصة هاروت وماروت
    49) قصة داود عليه السلام
    50) كشف أنواع الجهل فيما قيل في نضرة السدل
    51) السيف البتار لمن سب النبي المختار
    52) تعريف أهل الإسلام بأن نقل العضو الحرام
    53) إسماع الصم لتحريم غسل الابن للأم
    54) الأدلة الراجحة على فرضية قراءة الفاتحة
    55) أجوبة هامة في الطب
    56) غاية الإحسان في فضل زكاة الفطر وفضل رمضان
    57) بدع التفاسير
    58) الأربعين الغمارية في شكر النعمة
    59) التنصل والانفصال من فضيحة الإشكال
    60) حسن التلطف في بيان وجوب سلوك التصوف
    61) تنبيه الباحث المستفيد إلى ما في الأجزاء المطبوعة من التمهيد . صحح المؤلف رحمه الله تعالى فيه بعض الأخطاء التي وقعت في كتاب التمهيد للحافظ ابن عبد البر من طرف المصححين أو المحققين له
    62) جواهر البيان في تناسب سور القرآن
    63) إعلام النبيه بسبب براءة إبراهيم من أبيه
    64) سلسلة الطريقة الشادلية الصديقية
    65) الاستقصاء لأدلة تحريم الاستمناء
    66) حسن البيان في ليلة النصف من شعبان
    67) فضائل القرآن ـ جزءين ـ
    68) النفحة الذكية في أن الهجر بدعة شركية
    69) منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي
    70) الحجة البينة لصحة فهم عبارة المدونة
    71) إتحاف النبلاء بفضل الشهادة وأنواع الشهداء
    72) الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام
    73) الإحسان في تعقب الإتقان للسيوطي
    74) توجيه العناية لتعريف علم الحديث رواية ودراية
    75) قمع الأشرار عن جريمة الانتحار
    76) سمير الصالحين ـ جزءين ـ
    77) إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان
    78) التنصيص على أن الحلق ليس بتنميص
    79) إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة
    80) حسن التفهم والدرك لمسألة الترك
    81) استمداد العون لإثبات كفر فرعون
    82) كان قد بدأ في جمع أسماء الرجال الذين قال عنهم الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد لم أعرفه أو لم أجد ترجمة غير أنه لم يكمله

    ذوق الحلاوة ببيان امتناع نسخ التلاوة


    له تعليقات وتحقيقات عك كتب تربو على العشرين منها :
    تعليق على مسند أبي بكر للسيوطي
    تعليق على مسند عمر للسيوطي
    تعليق على مسند عثمان للسيوطي
    تعليق على بداية السول في تفضيل الرسول لعز الدين بن عبد السلام
    تعليق على شرح الأمير لمختصر خليل
    تعليق على كتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة لابن عراق
    تعليق على كتاب : تأييد الحقيقة العلية للسيوطي
    تعليق على المقاصد الحسنة للسخاوي
    أبو محمد المصري

  5. #5

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    ترجمة السيد محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق. : (منقولة)
    ينتهي نسبه إلى إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    مولده ونشأته العلمية:
    ولد الشيخ رحمه الله في بور سعيد في طريق والديه إلى الحج ليلة الخميس الثالث عشر من جمادى الأولى عام ثلاثين وثلاث مئة وألف .
    تعهده والده بالعناية والرعاية منذ صغره ،فدفع به لحفـظ القرآن وهو ابن خمس سنين كما هي عادة أهل المغرب ،حيث ختم حفظه على يد الشيخ الفقيه محمد الأندلسي المصوري – بفتح الواو المشددة – نسبة إلى قبيلة بني مصور .
    ولما فرغ من ذلك عكف على قراءة ما يجده في مكتبة والده مستفيدا من أخيه الأكبر أحمد .
    وفي سنة 1349 هـ شد الرحلة إلى الأزهر الشريف بالقاهرة ،وهو في رحلته قرأ على شيخه وأخيه العلامة السيد عبد الله بعضا من ألفية ابن مالك ،ومتن الآجرومية ،وورقات الحرمين ،وأوائل جمع الجوامع .
    وعند وصوله للقاهرة التحق بالجامع الأزهري للقراءة على شيوخه ، ولاسيما الأكابر ممن أدركوا كبار شيوخ الأزهر .
    شيوخـه :
    أخذ الشيخ رحمه الله العلم رواية ودراية عن جماعة من كبار العلماء الأفاضل من أشير إليهم بالأنامل أذكر بعضا منهم :
    - شقيقه أحمد بن الصديق ، قرأ عليه طرفا من الأجرومية .
    - وشقيقه عبد الله قرأ عليه جميع الأجرومية و طرفا من الألفية لابن مالك و ورقات إمام الحرمين و أوائل جمع الجوامع .
    - والشيخ بخيت المطيعي قرأ عليه التفسير وصحيح الإمام البخاري .
    - والعلامة عبد السلام غنيم الدمياطي الضرير قرأ عليه الألفية بشرح ابن عقيل والجوهرة في التوحيد بشرح الباجوري بمنزله.
    - والشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي درس عليه جمع الجوامع بشرح المحلي وتفسير البيضاوي .
    - والشيخ أبو طالب حسنين قرأ عليه زاد المقنع في الفقه الحنبلي .
    - والشيخ محمود إمام عبد الرحمن المنصوري درس عليه الألفية بالأشموني .
    - والشيخ مصطفى الصفوة قرأ عليه مختصر خليل بشرح الدردير .
    - والشيخ عبد المجيد الشرقاوي درس عليه الرحبية في الفرائض بشرح الشنسوري .
    نشاطه العلمي :
    لما توفي والده عام 1354 اضطر للرجوع إلى طنجة ،وإن كان في نفسه حب الاستزادة من العلم ،فشرع في إلقاء الدروس بالزاوية الصديقية وكذا الجامع الكبير في كثير من الفنون من تفسير وحديث وأصول ومنطق وغيرها . كما تولى الخطابة في الزاوية الصديقية وغيرها لسنين عديدة إلى أن اتخذ لنفسه وطريقته مسجدا خاصا عرف بمسجد هدي الرسول حيث بقي يخطب فيه ويلقي الدروس وينشر دعوته إلى أن توفي رحمه الله .
    وفاتــه .
    وبعد حياة مليئة بنشر العلم والتأليف والدعوة إلى السنة ونبذ التقليد توفي رحمه الله ، وذلك يوم الجمعة بعد صلاة الظهر 28 ذي الحجة عام 1408 هـ بطنجة .
    وصلي عليه يوم السبت بالجامع الكبير. وحضر تشييع جنازته جماهير من أتباعه من داخل المدينة وخارجها وكذا جماعة من أهل الفضل والعلم ،ودفن بمسجده الموسوم بجامع هدي الرسول بعد ظهر ذلك اليوم !
    *** أقول : الشيخ مخالف لآل الصديق في عقائدهم وعقيدته كعقيدة السلف الصالح ولا أعلم له مخالفات ومن يعرف غير هذا فليتفضل بطرحها
    أبو محمد المصري

  6. #6

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    ترجمة السيد عبد الحي بن محمد بن الصديق الحسني (منقولة مع الاختصار كما سبق)
    هو عبدالحي بن محمد بن الصديق رحمه الله تعالى ، ولد في طنجة وتعاهده والده منذ صغره بالرعاية والتعليم... شأنه شأن كل إخوانه ..
    رحل إلى مصر سنة 1355 ه مع شقيقه السيد عبدالعزيز فمكث في مصر 11 سنة ؛ تلقى فيها عن كثير من الشيوخ.. ومن جملة شيوخه : شقيقاه السيد أحمد والسيد عبدالله ، والشيخ عبدالرحمن قراعة مفتي الديار المصرية ، والشيخ بدرالدين الدمشقي ، والشيخ راغب الطباخ الحلبي ، والشيخ خليل بن بدر المقدسي ، والشيخ عبدالمعطي الشرشيني المصري ، والشيخ عبدالوهاب السيد سالم المصري ، والشيخ محسن نصر اليمني ...وغيرهم..
    ولصاحب الترجمة مؤلفات جليلة تدل على تبحر صاحبها في الفقه وعلم الأصول والحديث ، وكذلك معرفته الكاملة بعلم المناظرة.. فكانت مساهمة جليلة في تصويب أخطاء المقلدين المتزمتين في اتباع المذاهب.
    وبالتالي تشجع على البحث البعيد عن التقليد الذي يجمد الفكر، ويعطل كل القدرات العلمية التي تحرك آلة الاجتهاد...فما من مسألة فقهية – تزمت فيها المقلدون – وتناولها السيد عبدالحي رحمه الله في كتبه إلا وبسطها بين يدي القارىء ببحث قيم من جميع جوانبها... ويأتي بأدلة المقلدين ’’ المزعومة ’’ فيضعها على بساط التحليل والتمحيص ليسلط عليها الأضواء من كل زاوية ليكشف فسادها وعدم خضوعها لما هو مقرر في علم أصول الفقه ، ولما هو متفق عليه بين علماء الفقه والأصول من أنه لامجال لقول فقيه أو اجتهاد إمام مع ماهو ثابت حكمه بالنص القطعي الدلالة من كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
    لقد كان صاحب الترجمة شديد التمسك بالسنة النبوية داعيا إلى العمل بها ونبذ اتباع الأقوال المجردة في كل محفل ، وفي جميع كتاباته.
    اشتغل بتدريس العلوم الشرعية لاسيما أصول الفقه في المعهد الشرعي بمدينة طنجة ، ثم عين مديرا له..فكان من أحسن المعاهد الشرعية في بلاد المغرب بالإجماع ..ولما اختلط التعليم في المغرب ووصلت جرثومته إلى المعهد الشرعي قدم السيد عبدالحي رحمه الله تعالى استقالته..
    وكان له في إذاعة مدينة طنجة ركن خاص يجيب فيه عن أسئلة المستفتين من كل أنحاء المغرب..وقد درس لكثير من الطلبة مجموعة من الكتب العلمية في أصول الفقه والفقه والنحو والبلاغة ، في بيته العامر.
    لقي وجه ربه في شعبان 1415 ه. ودفن بجوار والديه رضي الله تعالى عنهم .
    وكان يوصي طلبته دائما بالتزام السنة النبوية وعدم الحياد عنها مهما كان الأمر ، وتقديمها على كل الأقوال مع العمل على نشرها والدعوة إليها قال رحمه الله تعالى في إجازته التي كان يقدمها للمستجيزين : ..وأوصيه أيضا بالاجتهاد والجد في نشر الدعوة للعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن العمل بهما والاجتهاد في تنفيذ أمرهما ونهيهما هو السبيل لنصر هذه الأمة كما نص عليه الحكيم الخبير في كتابه العظيم الذي لم يفرط في شيء فيه النفع والمصلحة إلا بينه أتم بيان . وما من شيء فيه المضرة والمفسدة إلا حذر منه كل التحذير. وما أوقع الأمة الإسلامية فيما وقعت فيه من ذل وهوان وتحكم الكفار أعداء الإسلام في المسلمين وأوطانهم وأموالهم إلا بتفريطهم ونبذهم لتعاليم القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أسأل الله سبحانه أن يوفق هذه الأمة للعمل بما كان عليه سلفها من الصحابة والتابعين حتى يعود لهم ما كان لسلفهم من النصر والسيادة والعز، وما تحقق لسلفهم مما هو مسطور في كتب السنة وكتب التاريخ وما ذلك على الله بعزيز. .

    مؤلفات السيد عبدالحي بن الصديق الحسني
    1- تبيين المدارك لرجحان سنية تحية المسجد وقت خطبة الجمعة في مذهب مالك .
    2- مؤلف كتاب أصول التشريع الإسلامي يبطل العمل بحديث رسول الله
    وبيان جهله بالقواعد الحديثية والأصولية والنصوص الفقهية.
    3- رسالة : ثبوت الأجر ببيان حكم صلاة الوتر بعد الفجر.
    4- الإقناع باعتبار خلاف داود في الإجماع
    5- رخص الطهارة والصلاة وتشديدات الفقهاء
    6- حكم التيمم في الكتاب والسنة
    7- رسالة : مفتاح الذريعة إلى معرفة حكم الاقتصاص من الذكر والأنثى في الشريعة.
    8- حكم اللحم المستورد من أوربا
    9- حكم الدخان وطابة والصلاة خلف متعاطيهما
    10- الإهلال بجواب السؤال عن حكم أغلال
    11- المجتبى (( وهو شبيه : جؤنة العطار لشقيقه السيد أحمد ، والسفينة لشقيقه السيد عبدالعزيز..))
    12- إقامة الحجة على أن الأئمة الأربعة لم يحيطوا بالسنة
    13- اختصار كتاب الترخيص بالقيام لذوي الفضل والمزية من أهل الإسلام على جهة البر والتوقير والاحترام ، لاعلى جهة الرياء والإعظام
    للإمام محيي الدين النووي رضي الله عنه
    14- نقد مقال (( في الرد على عبدالله كنون رئيس رابطة علماء رابطة المغرب )) .
    15- الحجة الدامغة على بطلان دعوى من زعم أن حالق اللحية ملعون وصلاته باطلة.
    16- أريج الآس في إبطال فتوى عالم فاس
    17- جزء في استحباب المصافحة عقب الصلوات المكتوبة
    18- إتحاف الطلاب الأماجد بأدلة جواز الصلاة على الميت في المساجد
    19- الإعلام بما خالف فيه الأئمة الأربعة السنة الصحيحة من الأحكام
    20- بذل الماعون في مسألة أ/أماوون.
    21- فتاوى شرعية
    22- رسالة حول حكم تولية المرأة القضاء
    23- البدائع ( جمع فيه فوائد مختلفة)
    أبو محمد المصري

  7. #7

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    ترجمة السيد عبد العزيز بن محمد بن الصديق الغماري (منقولة مع الاختصار كما سبق)
    هو السيد عبد العزيز بن محمد بن الصديق بن أحمـد بـن عبد المؤمن الغماري الإدريسي الحسني.
    مولده وبداية طلبه للعلم
    ولد في طنجة بالمغرب الأقصى في شهر جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، وتعاهده والده من صغره فبعد قراءة القرآن الكريم وحفظه على الفقيه سيدي محمد بودرة اشتغل بالطلب عليه، وكان والده مهتماً به غاية الاهتمام، وذلك بالرعاية والنصح والإرشادات التي قربت إليه الأقصى في كثير من المسائل لما كان عليه من سعة الاطلاع وحسن البيان والتعليم والتبليغ، وكان والده يوصيه وقت الطلب بألا يراجع شيئاً من الحواشي والتقريرات وقت الطلب ويقول له: إذا حصلت الملكة بالكتاب الصغير في أي فن من الفنون صار الفن كله بكتبه المطولة وحواشيها في متناول اليد يسهل فهمها، وأخذ عنه الطريقة الشاذلية الدرقاوية، وأذن له في تلقين وردها المعروف، فله منه الأخذ التام، والمدد الخاص والعام.
    سفره إلى مصر ودراسته بالأزهر
    وبعد وفاة والده رحمه الله تعالى سافر إلى القاهرة سنة 1355هـ، والتحق بالأزهر الشريف فأخذ عن عدد من علماء الأزهر، كالشيخ عبد المعطي الشرشيمي من كبار علماء الهيئة، والشيخ محمود إمام، والشيخ عبد السلام غنيم الدمياطي الشافعي، وانتفع به كثيراً، والشيخ محمد عزت، وآخرين من كبار شيوخ الأزهر، قرأ عليهم علوم الأزهر المتداولة والفقه على مذهب الإمام الشافعي وحضر في ألفية الحديث بشرح العراقي على شقيقه السيد عبد الله وحضر عليه شرح جمع الجوامع كاملاً في الأصول، وبالأخص في علم الحديث، وتدرب ببعض كتبه.
    اشتغاله بالحديث
    ذكر السيد عبد العزيز في ترجمته لنفسه، كيف كان ابتدأ في طلب الحديث وتدرجه فيه، قال رحمه الله تعالى فذكر أنه بعد أن قرأ الاصطلاح اتجه للتطبيق لأنه المقصود من علم الحديث، فاشتغل بكتاب "اللآلئ المصنوعة" للحافظ السيوطي وخرج منه بعلم عظيم جم وكتب جزءاً مستقلاً في الاستدراك عليه اسمه "الجواهر الغوالي".
    وذكر أنه تعلم من "اللآلئ" نقد الرجال، وسير الطرق، وتمييز الصحيح من الضعيف من الموضوع ثم أقبل على قرائة كتب التخريج فقرأ أعمال شقيقه السيد أحمد علي مسند الشهاب، ثم قرأ تخريجات الحفاظ: العراقي، والزيلعي، وابن حجر والسيوطي والتي أمكنه الوقوف عليها، وكان يكاتب شقيقه السيد أحمد ويستفيد منه وقرأ كتبه الحديثية، وكان له أنس خاص بكتاب فتح الملك العلي.
    ثم ذكر أنه بعد أن آنس من نفسه الخبرة بالفن كتب "بلوغ الأماني من موضوعات الصنعاني" ولما اطلع عليه شقيقه السيد أحمد وقال له كان ينبغي أن تسميه "هزيج الأغاني" لإطرابه بفوائده لقارئه.

    عودته إلى طنجة
    رجع إلى طنجة في شهر ربيع النبوي سنة ست وستين، وكانت مدة إقامته في مصر نحو اثني عشر عاماً.
    واشتغل في طنجة بالتدريس والخطابة والتصنيف وملازمة الزاوية الصديقية مع الاشتغال بالذكر والأوراد، وحجَّ واعتمر أكثر من مرة

    وفاته
    انتقل إلى رحمة الله سنة 1418 ودفن بجوار والده

    مؤلفات السيد عبد العزيز بن الصديق الحسني
    1) تسهيل المدرج إلى المدرج.
    2) التأنيس بشرح منظومة الذهبي في أهل التدليس
    3) البغية في ترتيب أحاديث الحلية
    4) إتحاف ذوي الهمم العالية بشرح العشماويةة
    5) القول المأثور بجواز إمامة المرأة بربات الخدور
    6) إتحاف دوي الفضائل المشتهرة بما وقع من الزيادة من نظم المتناثرة على الأزهر المتناثرة
    7) مفاتيح الدهيان لترتيب تاريخ أصبهان
    8) الباحث عن علل الطعن في الحارث
    9) التحذير مما ذكره النابلسي في التعبير
    10) الوقاية المانعة من وسوسة ابن العربي في قوله تعالى( خافضة رافعة)
    11) إثبات المزية بإبطال كلام الذهبي في حديث( من عادى لي وليا)
    12) الإنارة بما ورد في تحريك المصلي إصبعه عند الإشارة
    13) التحفة العزيزية في الحديث المسلسل بالأولية
    14) الإفادة بطرق حديث (النظر إلى علي عبادة) " مختصر"
    15) حسن السمعة بإبطال اشتراط العدد والمكان الخاص لصلاة الجمعة
    16) الجامع المنصف لما في الميزان من حديث الراوي المضعف(في ثلاث مجلدات)
    17) وثبة الظافر لبيان حال حديث( اترعون عن ذكر الفاجر)
    18) المجرب عن أدلة استحباب الركعتين قبل المغرب
    19) دوران الأرض عند علماء المسلمين
    20) رفع الضرر عمن يقول بإمكان الوصول إلى القمر
    21) حكم تحديد النسل
    22) النفحة الإلهية في شرح الوصية الصديقية
    23) التهاني في التعقب على موضوعات الصفاني
    24) محاضرة النشوان في الجواب عن سؤال عالم تطوان
    25) تنزيه الرسول عن افتراء الغبي الجهول
    26) القول الأسد في إبطال حديث( رأيت ربي في سورة شاب أمرد
    27) شد الوطئة على من أجاز مصافحة المرأة
    28) حكم الإقامة ببلاد الكفار وبيان وجوبها في بعض الأحوال
    29) وجوب اتحاد المسلمين في الصوم والإفطار
    30) الأربعون في ذم البخل والبخلاء
    31) ما يجوز ومالا يجوز في الحياة الزوجية
    32) بلوغ الأماني من موضوعات الصفاني
    33) التعريف بجهل من أنكر العمل بالحديث الضعيف
    34) تصحيح النية بما ورد في تخليل اللحية
    35) جزء في بيان حال حديث" أحبب حبيبك هو ناما"
    36) التعطف في تخرج أحاديث التعرف
    37) رفع العلم بتخريج أحاديث إيقاظ الهمم في شرح الحكم( قيد الطبع)
    38) قطع الوتين ممن يحب السمن ويغبط السمين
    39) جلاء الدامس عن حديث " لا ترديد لامس"
    40) الجواهر المرصوعة في ترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة
    41) المثير إلى ما فات للمغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير
    42) أزهار الكمامة في صحة أحاديث الغمامة
    43) تحذير الأغبياء من مذهب النشوء والارتقاء
    44) إحياء الموات بحكم القراءة للأموات
    45) تنبيه الغبي إلى طهارة المني
    46) المجموعة العزيزية (وصل فيها إلى الجزء الخامس)
    47) إيقاظ الوسنان بالتعقب على موضوعات بن سلطان
    48) ترتيب أحديث الزاهد الأمام أحمد
    49) دفع الجور عمن يقول بأن الحج واجب على الفور
    50) في الباكورة في طرق حديث " لا تدخل الملائكة بيت فيه كلب ولا صورة "
    51) الأجوبة ذات شأن عن الأسئلة الواردة من مرشان
    52) هداية المكتفي في تخريج أحاديث النسفي (لم يتم)
    53) جزء من طرف حديث " لا صلاة لجار مسجد إلا في المسجد"
    54) دفع الوصب على إمامة العزب
    55) السوانح ( مجلد)
    56) السفينة ( في مجلدين ضخمين)
    57) الجواهر العوالي في الاستدراك على الآلي
    58) الفتاوي
    59) نظم الآل فيما أخذه الشمس ابن طولون من كتب الجلال
    60) الإلماع بأدلة متن أبي شجاع
    61) المستدرك على مسند عمر بن عبد العزيز الباغندي
    62) تعريف المؤتسي بأحوال نفسي
    63) تزيين العبارة بتفسير سورة الكوثر بطريق الإشارة
    64) معجم الشيوخ
    65) تذكرة الأحاديث الموضوعة و التي لا أصل لها
    66) التبيان لحال حديث:" أنا ابن الذبيحين"
    67) الفتح الوهبي في الكلام على محمد بن السائب الكلبي
    68) كشف الدسيسة عن أحاديث فضل الهريسة
    69) ترتيب الضعفاء لابن حبان
    70) نتائج الأفكار الوهبية في شرح الدرر البهية
    71) المقتطف من حديث" المخصوص بكامل العز والشرف"
    72) إفادة الأتقياء بما ورد في اطلاع الميت على عمل الأحياء
    73) تخريج أحاديث البحث لابن أبي داوود، "سرقه مدير مكتبة الأزهروطبعة باسمه "
    أبو محمد المصري

  8. #8

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    نماذج من بحوثهم الفقهية والأصولية (مع التنبيه أن لهم مؤلفات أخرى تخالف العقيدة الصحيحة)

    رخص الصيام وتشديدات الفقهاء المقلدين
    للشيخ عبد العزيز بن الصدّيق الغماري
    إذا ابتعد المسلم عن منهاج السنة المحمدية السمحة؛ واتبع آراء الفقهاء وأقوالهم غرق معهم في البحر المظلم المتلاطم الأمواج بالخلافات والظنون التي لا يقوم عليها دليل ولا يؤيدها برهان، ولا تسندها حجة، كما ذكر ابن عبد البر في جامع بيان العلم و فضله 2/33 عن مالك رحمه الله تعالى أنه كان يقول: إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين. فهذه الآراء العارية عن الدليل، إنما هي مجرد فهم صدر عن خطأ من فرد ثم تسلسل الأخذ به حتى صار دينا عند جهلة الفقهاء البلداء، يرون الخروج عنه خروجا عن الجماعة، وبعدا عن شريعة الإسلام؛ وسلوكا لغير سبيل المؤمنين !! مع أنهم وأيم الله- هم أحق الناس بهذا الوصف؛ وألصق به من غيرهم !! . وإمامهم مالك رحمه الله تعالى الذي يزعمون تقليده، والتزام مذهبه كذبا وزورا، يتبرأ منهم ومن عملهم، وقولهم هذه برآة الذئب من دم يوسف.
    … (قال مالك رحمه الله تعالى إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه) رواه ابن عبد البر في جامع العلم 2/32.. فترك السنة الثابتة الصحيحة لقول المذهب خروج عن قول مالك، ونهيه عن ذلك؛ وقال أيضا (ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم). وقال ابن عبد البر في (جامع العلم) 2/82/ وفي سماع اشهب سئل مالك عمن أخذ بحديث حدثه الثقة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أتراه في ذلك في سعة ؟ فقال لا والله يصيب الحق، وما الحق إلا واحد، قولان مختلفان يكونان صوابين جميعا ما الحق والصواب إلا واحد. فها هو اشهب وهو من أفقه أصحاب مالك وأوثقهم ينقل عن إمامه أنه إذا صح الحديث فلا يسع أحدا أن يخالفه لأن الحق واحد وهو ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وأله وسلم، وما سواه خطأ غير صواب…
    وكل هذا رماه المقلدة المتأخرون وراءهم ظهريا، وتمسكوا بالمذهب رغم مخالفته للحديث؛ جهلا منهم بنهي إمامهم عن ذلك، وتعصبا بالهوى للباطل ومعاندة السنة وتركها بغير دليل ولا كتاب منير !! وبذلك – والعياذ بالله تعالى- وقعوا و أوقعوا من أتبعهم في الضلال والخسران؛ ومعصية الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ومخالفة إمامهم الذي يزعمون تقليده؛ واتباعه. قال الشيخ الأكبر في الفتوحات 1/499/ فأبت المقلدة من الفقهاء في زماننا أن توفى حقيقة تقليدها لإمامها باتباعها الحديث الذي أمرها بها إمامها، وقلدته في الحكم مع وجود المعارض فعصت الله تعالى في قوله ( وما آتاكم الرسول فخذوه) وعصت الرسول في قوله فاتبعوني، فإنه ما قالها إلا عن أمر ربه سبحانه؛ وعصت إمامها في قوله خذوا بالحديث إذا بلغكم، واضربوا بكلامي الحانط فهؤلاء في كسوف دائم مسرمد عليهم إلى يوم القيامة، فلا هم مع الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مع إمامهم فلا حجة لهم عند الله تعالى فانظروا مع من يحشروا هؤلاء. انتهى كلام الشيخ الأكبر. وهو في غاية الإفادة، والتحذير لمن بلغه الحديث الصحيح، ورده لقول إمامه؛ ومبينا لجهل المقلدة في هذا الصنيع المخزي بالمسلم في رد حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقول غيره، وماذا عسى أن يكون مقام هذا الغير؟ في العلم والدين، والرتبة العظيمة في الإمامة ؟ أظنه لو بلغ ما بلغ في كل ذلك فإنه لن يبلغ مقام كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام؛ ومع ذلك لما أتى عمر بأوراق من التوراة ليتذكر بما فيها غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: أمتهوك أنت يا عمر؟ ! لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي !!
    فمن يقدم بعد هذا على تقديم قول إمام ـ مالك أو غيره ـ على سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ولهذا احتاط الأئمة في هذا الأمر وأوصوا كلهم من أخذ عنهم أن يأخذ بالحديث إذا خالف قولهم؛ كما تجد ذلك عنهم بأسانيدهم في جامع بيان العلم لابن عبد البر وإيقاظ همم أولي الأبصار للفلاني والأحكام لابن حزم، وغيرها من الكتب التي ألفت في موضوع مخالفة المقلدة للسنة لأجل المذهب؛ بل بلغ الأمر بالإمام مالك في هذا الموضوع أن أبا جعفر المنصور أراد أن يحمل الناس على رأي مالك، ويلزمهم باتباع ما في المرطأ من فقه فقال: لا تفعل هذا فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث وروايات، وأخذ كل قوم منهم بما سبق إليهم وعملوا به ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه. وقال ابن كثير في مختصر علوم الحديث لابن الصلاح: وقد طلب المنصور الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه، فلم يجبه إلى ذلك، وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف، وقال: إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها. ولما ذكر الشعراني هذه القصة في الميزان 1/35/ قال عقبها: فانظر يا أخي إن كنت مالكيا إلى قول إمامك فكيف يجوز بعد هذا القول من مالك أن يلزم المقلدة الناس باتباع قوله، والتزام مذهبه. وقد قال ابن عبد البر لم يبلغنا عن أحد من الأئمة أنه أمر أصحابه بالتزام مذهب معين لا يرى صحة خلافه بل المنقول عنهم تقريرهم الناس على العمل بفتوى بعضهم بعضا لأنهم كلهم على هدى من ربهم؛ وقال أيضا: لم يبلغنا في حديث صحيح ولا ضعيف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر أحدا من الأئمة بالتزام مذهب معين لا يرى خلافه؛ انظر الميزان للشعراني1/33/ .
    فالتزام مذهب معين وإلزام الناس بالتدين به في جميع مسائله وفروعه، سواء صح دليلها أو لم يصح؛ من أقبح البدع التي ظهرت في الإسلام؛ وشر ما حدث في الأمة من المنكرات، لأن ذلك يدعو أولا إلى ترك السنة وإماتتها عمدا كما حصل من المقلدة، وذلك كفر صراح بواح يوجب اللعنة كما ورد في الحديث " ستة لعنتهم وكل نبي مجاب.. فذكر منهم: التارك لسنتي" ويدعو ذلك ثانيا إلى إبطال فرض من الفروض الواجبة في كل عصر وهو الاجتهاد فيما ينزل بالناس من النوازل التي تحتاج إلى ما يتعلق بها من حكم الشرع فيها؛ فما بلد الأفهام وصرف العقول عن الغوص في الكتاب والسنة لاستخراج أحكام ما يجدّ من أحداث وحواديث إلا التقليد الأعمى الذي اعتنقه المقلدة وجعلوه دينا لجهلهم؛ ونكوصهم عن الهمم العالية؛ والأمر لله تعالى. ولم يخترع القول بإلزام الناس بمذهب معين، ودعا إليه بعض حكام عصره إلا عبد الله بن المقفع المجوسي الأصل الذي قال فيه ابن مهدي ما رأيت كتابا في الزندقة إلا وأصله من ابن المقفع؛ انظر البدايةوالنهاية 10/96. ولعله وضع هذا القول ليصد الناس عن اتباع الإسلام الذي جاءت السنة بأحكامه وبيان أصوله وفروعه، ـ لا كان الله له ـ وقد قتل شر قتلة، والعياذ بالله جزاء له من الله تعالى على ما اخترع وافترى من حمل الناس على مذهب معين، سواء كان قول ذلك المذهب موافقا للحق والصواب أو مخالفا له.
    ومنذ ظهر هذا القول الباطل، والعلماء يصنفون الكتب في رده وإبطاله وبيان فساده، وإن العمل به يؤدي إلى ترك الكتاب والسنة، ويسد باب الاجتهاد الواجب في كل عصر وزمان، وقد ألف الحافظ السيوطي في هذا كتابا قيما سماه: ( الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض) وقد طبع مرتين. كما تناول الرد على الالتزام بمذهب معين ابن عبد البر وهو من أئمة المالكية في كتابه ( جامع بيان العلم)، وابن القيم الجوزية في ( أعلام الموقعين) وأبو شامة في كتابه ( المؤمل في الرد إلى الأمر الأول) وهو في غاية الإفادة، يجب على المسلم المتحرر من ربقة الجمود أن يكون ملازما لقراءته مجتهدا في حفظه.
    وبعد هذه المقدمة المختصرة الصغيرة التي نرجو أن تكون مرشدة هادية لمن أراد الله تعالى له سلوك سبيل الحق والرشاد، نقول إن الفقهاء أتوا بأحكام تتعلق بصيام رمضان فيها حرج، وضيق بعيد عن روح سماحة الشريعة المحمدية، وما ذلك إلا لبعدها عن السنة. من ذلك أنهم يُلزمون من أكل وشرب ناسيا في رمضان فعليه قضاء ذلك اليوم، وهذا مخالف للحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة مرفوعا " من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه. فإنما أطعمه الله وسقاه " وفي لفظ " إذا أكل الصائم ناسيا أو شرب ناسيا فإنما هو رزقه ساقه الله تعالى إليه ولا قضاء عليه " رواه الدارقطني وصححه. وفي لفظ عند الدارقطني " من أفطر يوما من رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة ". فإيجاب القضاء على من أكل أوشرب ناسيا مخالف لحكم من أرسله الله تعالى ليبين للناس دينهم؛ فهو تقدم بين يدي الله ورسوله، والحديث موافق لقول الله تعالى < ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم >. فالنسيان ليس من كسب القلوب، قال الحافظ: وموافق للقياس في إبطال الصلاة بعمد الأكل لا بنسيانه. ومن العجب أن المالكية يخالفون في إيجاب القضاء على الناسي العقل، وحكم الطبيعة، فيقولون أن الناسي معه ضرب من التفريط فهذا القول في الناسي لا يقول به من له معرفة وعلم كما لا يخفى، والحديث يشير إلى رد قولهم هذا فإن قوله: " فإنما أطعمه الله وسقاه " يستدل به على صحة صوم الذي أكل ناسيا أو شرب، لإشعاره بأن الفعل الصادر منه مسلوب الإضافة إليه، فلو كان أفطر لأضيف الحكم إليه، ولأجل هذا قال الحسن ومجاهد أن من جامع ناسيا فلا شيء عليه، قال الحسن هو بمنزلة من أكل وشرب ناسيا. والجماع وإن كان يخالف الأكل والشرب لأن نسيان المجامع نادر بالنسبة للأكل والشرب لكن في بعض طرق الحديث " من أفطر في شهر رمضان" لأن الفطر أعم من أن يكون بأكل أو شرب أو جماع، وإنما خص الأكل والشرب بالذكر في الطريق الأخرى لكونهما أغلب وقوعا ولعدم الإستغناء عنهما غالبا؛ وللمالكية في رد العمل بهذا الحديث تمحلات لا طائل تحتها ولا تحتوي على علم.
    ومما يكرهه الفقهاء للصائم: الغسل ودخول الحمام واستعمال الماء. وكل هذا مخالف لمنهاج السنة، ففي سنن أبي داود عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله و سلم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعرج يصب الماء على رأسه وهو صائم من العطش أو من الحر. وفي البخاري: بلّ عمر ثوبا فألقى عليه وهو صائم. ودخل الشعبي الحمام وهو صائم. وقالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدركه الفجر جنبا في رمضان من غير حلم فيغتسل ويصوم.وقال الحسن لا بأس بالمضمضة، والتبرد للصائم. وقال أنس: إن لي ( ابزن) وهو حجر منقوش شبه الحوض. وهو ما نسميه اليوم ( باالبانيو) قال أنس: أتقحم فيه وأنا صائم. قال عيسى بن طهمان: سمعت أنس بن مالك يقول: إن لي ابزن إذا وجدت الحر تقحمت فيه وأنا صائم.
    ويكره الفقهاء للصائم الاكتحال والتعطر ودهن الرأس، والقطرة في الأذن والأنف، والحقنة بجميع أنواعها في العرق وغيره، وفي الدبر، ووضع الدواء على الجرح، وكل هذا لا دليل على قولهم فيه إلا مجرد الرأي. والمحرم على الصائم هو الأكل والشرب متعمدا، وكذلك الجماع، وإلحاق شيء آخر بغير هذا فلا دليل عليه، ولهذا ورد عن جماعة من السلف استعماله والفتوى به بدون كراهة مطلقا. وقد أشار البخاري في صحيحه إلى بطلان هذه المكروهات بما يعلم بمراجعته، ويجوز للصائم أن يقبل امرأته سواء كان شابا أو شيخا؛ والمنع من ذلك مخالفة للسنة الصحيحة في ذلك. كما يجوز له أن يذوق شيئا من الطعام الذي يطبخ لأجل الملح أو غيره من غير أن يدخل شيء من ذلك إلى حلقه، وإنما يذوقه ثم يمجه. وإذا أصبح الصائم جنبا فلا شيء عليه ولا كراهة فيه، ولكن يجب عليه أن يبادر بالصلاة قبل طلوع الشمس ولا بد.. ومما ينبغي للصائم أن يعلمه أنه إذا كان يشرب ماء أو لبنا وسمع آذان الفجر فلا يترك شرابه حتى يستوفيه. وكذلك إذا ظن أن الغروب وجب فأفطر ثم ظهر خلاف ذلك. فلا شيء عليه. والمرضع التي تخاف على ولدها قلة اللبن في ثديها إذا صامت وهو لا يقبل غير ثديها ولا يشرب اللبن الاصطناعي في (الببرون) يجب عليها الفطر ولا قضاء عليها ولا فدية لأنها أفطرت لإنقاذ ولدها لا لمرض بها، والله تعالى أوجب القضاء على الصائم الذي يفطر لمرض به كما قال تعالى < فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر>
    وأما الفدية فلا معنى لها هنا، وكذلك الحامل إذا قال لها الطبيب الثقة أن الصيام يضر بحملها فيجب عليها أن تفطر ولا قضاء عليها، نعم إن أفطرت لأجل ضعف يصيبها بسبب الحمل فيجب غليها القضاء حينئذ، لأنهاأفطرت بسبب المرض، والشيخ الكبير الهرم الذي لا يستطيع الصوم يفطر، ولا فدية عليه.
    وإن كان بعض الفقهاء يقولون بوجوب الفدية عليه وذلك غير صواب. لان الفدية كانت واجبة عندما كان الأمر في صيام رمضان على التخيير من شاء صامه، ومن شاء أفطره، وأعطى الفدية عن كل يوم. كما قال تعالى:< وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين > ثم رفع الله تعالى هذا الحكم بقوله :< فمن شهد منكم الشهر فليصمه > إذا كان مطيقا لصيامه بدون أن يلحقه جهد أو ضرر في الصيام، ثم بين تعالى حكم المريض والمسافر بقوله: < فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر> ولم يزد تعالى أمرا آخر على القضاء، فالذين أوجبوا الفدية على الشيخ الهرم الكبير الذي لا يستطيع الصيام، لا دليل لهم فيما أوجبوه.
    فهذه أحكام تتعلق بالصيام يكثر السؤال عنها في رمضان، ويقع الكثير في حيرة من امرها لأجل ما أحاطه بها الفقهاء من آراء وأقوال، وفهوم ما انزل الله تعالى بها من سلطان. فيجب على المسلم والمسلمة أن يكونا على بينة منها وعلم بها، ليخرجا بسببها من تضييق الفقهاء المقلدة إلى سعة فقه السنة السمحة. والله تعالى الموفق
    أبو محمد المصري

  9. #9

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    هل يجب البحث عن المعارض قبل العمل بالسنة الصحيحة ... ؟؟
    للشيخ عبد الحي بن الصدّيق الغماري الحسني..
    من الأعذار التي يتعلل بها المقلدون لرد السنن الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أن العمل بالحديث يحتاج إلى البحث عن المعارض إذ ربما يكون الحديث دالا على الوجوب أوالحرمة أو الندب مع وجود معارض له يدل على خلاف مادل عليه أو على نسخه..
    ولايوجد من له أهلية التحقق من وجوده أو عدم وجوده سوى الأئمة..أما من جاء بعدهم من العلماء فلا سبيل لهم إلى معرفته..
    هذا أحد الأعذار التي يجعلها المقلدون وسيلة لرميهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وتقديمهم أقوال أئمتهم عليها ولو كانت نصا صريحا لايحتمل التأويل بحال من الأحوال...
    وعذرهم هذا عذر باطل ، وعن الدليل عاطل ، وإنما هو من هوس المقلدين وترهاتهم الناشئة عن جهلهم وجمودهم وتعصبهم كما تدل عليه الأدلة الآتية :
    – الدليل الأول على بطلانه وفساده ما قاله الإمام تقي الدين السبكي في رسالته التي أفردها للكلام على قول الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه : إذا صح الحديث فهو مذهبي : إن الأحاديث الصحيحة ليس فيها شيء معارض متفق عليه ، والذي يقوله الأصوليون من أن خبر الواحد إذا عارضه خبر متواتر أو قرآن أو إجماع أو عقل إنما هو فرض ، وليس شيء من ذلك واقعا ، ومن ادعى فليبينه حتى نرد عليه..
    وكذلك لايوجد خبران صحيحان من أخبار الآحاد متعارضان بحيث لايمكن الجمع بينهما. والشافعي قد استقرأ الأحاديث وعرف أن الأمر كذلك وصرح به في غير موضع من كلامه فلم يكن عنده ما يتوقف عليه العمل إلا صحته، فمتى صح وجب العمل به لأنه لامعارض له ، فهذا بيان للواقع. والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع ، وهذه فائدة عظيمة وإليها الإشارة بقوله : إذا صح الحديث ..حيث أطلقه ولم يجعل معه شرطا آخر. انتهى كلامه ص 84 من المثنوني والبتار ، لشقيقنا الحافظ أبي الفيض رحمه الله تعالى ، طبعة الأنوار.
    فبيَّن تقي الدين السبكي أنه لايوجد حديثان صحيحان متعارضان ، بحيث لايمكن الجمع بينهما ، وأن الشافعي صرح بهذا في غير موضع من كلامه . فلهذا علَّق العمل بالحديث على صحته لأنه لامعارض له وأن هذا بيان للواقع ، والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع..
    وهذا وحده كاف في الدلالة على بطلان عذرهم وفساده ، لأنه صادر من إمامين عظيمين لهما المكانة العظيمة في علوم الشريعة . ويؤيد ما قاله هذان الإمامان ،
    2 – الدليل الثاني وهو أن انتفاء المعارض هو الأصل لأن الله تعالى لم ينزل شريعته متناقضة ولاجعلها متعارضة بل أنزل القرآن والوحي يصدق بعضه بعضا .
    والسنة مثل القرآن إجماعا بل هي داخلة في مسمى كتاب الله كما بينه الحافظ في الفتح عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العسيف : لأقضين بينكما بكتاب الله ، وإنما قضى بينهما بسنته. إذ الكل من عند الله تعالى ، إن هو إلا وحي يوحى . فدل هذا على أن الأصل عدم المعارض وانتفاؤه فيجب استصحابه والتمسك به ، كما يجب التمسك بالنفي الأصلي واستصحابه عند عدم ورود النص على ماهو مقرر في أصول الفقه.
    3 – الدليل الثالث أن الحديث متيقن ، ومعارضه محتمل مشكوك في وجوده . ومن قواعد وأصول الشريعة أنه لايترك متيقن لموهوم محتمل.
    4 – الدليل الرابع أن عمل الصحابة رضي الله تعالى عنهم كان على خلاف هذا الشرط فإنهم كانوا يعملون بالأحاديث بدون توقف ولابحث عن معارض. فإذا وصلهم الحديث أخذوا به وعملوا بمقتضاه ، وقضاياهم في ذلك كثيرة لو تُتُبعت لجاء منها مجلد كما قال ابن القيم في اعلام الموقعين.
    5 – الدليل الخامس وعلى تسليم دعواهم وجوب البحث عن المعارض قبل العمل بالحديث فإن العلم بانتفائه في وقتنا أيسر كثيرا جدا من العلم به في زمن الأئمة لما هو موجود في وقتنا من كتب السنة التي لايحصى نوعها وعددها بسبب المطابع الحديثة ، بحيث يمكن للباحث أن يجزم بوجود المعارض أو انتفائه وهو مطمئن بذلك الحكم غير شاك ولامتردد فيه. وهذا شيء لايمكن في زمن الأئمة لما هو معلوم أن السنة لم تكن وصلت حينئذ طور الكمال في الجمع والتدوين بل كانت محفوظة في الصدور مفرقة بتفرق رواتها وحفاظها في البلدان والأقطار.
    وقد كان هذا هو عذر الإمام مالك لما دعاه المنصور إلى الموافقة على حمل الناس أن يعملوا بكتبه ولايتعدَّوها إلى غيرها ، فاعتذر الإمام عن قبول هذه الفكرة بأن الصحابة سمعوا أحاديث ورووا روايات وتفرقوا في البلدان ، ودعاه الرشيد إلى مثل هذا فاعتذر بالعذر نفسه، يؤيد هذا ويزيده ظهورا
    6 – الدليل السادس وهو أن الأئمة أصحاب المذاهب المتبوعة قد تمسكوا في كثير مما ذهبوا إليه من أحكام بعمومات أو مطلقات من القرآن أوالسنة مع وجود مخصصات أو مقيدات لها. وهذا شيء موجود بكثرة في أقوال الأئمة خصوصا أبا حنيفة ومالكا كما يعلمه من كانت له خبرة بأحاديث الأحكام ، وربما نبهت على شيء من ذلك في بحث خاص.
    وغير خاف أن وجود هذا في أقوالهم دليل واضح على أنهم كانوا لايرون البحث عن المعارض ولا العلم بانتفائه شرطا في العمل بالحديث.
    ولهذا كان يتغير اجتهادهم وتَرد عنهم أقوال متعارضة بحسب ما وقفوا عليه من المعارض بعد الاجتهاد الأول. وقد لاينفون على المعارض فيستمرون على القول بما دل عليه العام أو المطلق مع وجود مخصصه أو مقيده !!
    ومن رجع إلى المغني لابن قدامة والمجموع للنووي والفتح للحافظ ، ونيل الأوطار للشوكاني وسبل السلام للأمير الصنعاني وغيرها من الكتب التي تذكر أقوال الأئمة وأدلتها تحقق هذا وعلمه علما يقينا.
    وقد كان هذا من الأسباب التي دعت الشافعي إلى الرجوع عن مذهبه الذي وضعه بالعراق إلى مذهبه الجديد الذي وضعه بمصر !! يؤيد هذا
    7 – الدليل السابع وهو أن العلم بانتفاء المعارض يستلزم الإحاطة بالسنة ومدارك الأحكام إذ لايمكن العلم بانتفائه والقطع بعدم وجوده إلا لمن هذا وصفه ، والإحاطة متعسرة بل ممنوعة كما بينه الأئمة أنفسهم ، كما أوضحته في كتابي : إقامة الحجة.. على عدم إحاطة أحد من الأئمة الأربعة بالسنة.
    وهذا يستلزم ضرورة أنه لم يوجد في الأمة مجتهد صحيح الاجتهاد مقبوله!! واللازم باطل ، فالملزوم مثله..
    8 – الدليل الثامن أن هذا العذر البارد الذي يتعللون به لترك السنة والإعراض عنها لازم لهم في أقوال الإمام فإنها تتعارض كثيرا ، فيروى عنه في المسألة الواحدة قول بالحرمة وقول بالجواز ، وآخر بالكراهة وغيرها كما يعلمه الخبير بكتب الفقه وهذا شيء كثير جدا في المذاهب كلها ، وحيث ثبت عنه هذا التعارض في كثير من أقواله ، فجائز جدا أن يكون موجودا في جميعها..!!
    فيلزمهم أن لايعملوا بشيء منها إلا بعد البحث عن معارضه !! وهم غير أهل للبحث عنه كما أقروا به هم أنفسهم في البحث عن معارض الحديث. فقالوا إنهم غير أهل للبحث عنه وإن المؤَهَّل له هو الإمام!!
    وهكذا يتبين لمن له مسكة من العقل أن عذرهم هذا يستلزم تركهم العمل بشريعة الله كلها فلا يؤخذ حكم لما ينزل بالناس من الحوادث ولا العبادات والمعاملات لا من السنة ولا من أقوال الإمام لاحتمال وجود المعارض للسنة أو لقول الإمام!!
    وهذا كلام يغني سماعه عن بيان ما يتضمن من ضلال وخذلان!!
    9 – الدليل التاسع : إن من عجيب أمرهم وغريب تصرفهم أنهم يغفلون أو يتغافلون عما يستلزمه عذرهم هذا من ترك العمل بأقوال الإمام لاحتمال وجود المعارض على ما سبق بيانه ، فيذكرون في كتبهم الأقوال المتعارضة المتناقضة في المسألة الواحدة عن الإمام أو بعض أصحاب التخريج على أصوله ويرون أن العمل بها كلها على تعارضها جائز بل واجب!! خصوصا إذا كان القولان المرويان عن الإمام أو بعض أئمة مذهبه مشهورين فلا ضرر حينئذ في العمل بالقولين الوجوب والحرمة ، أو الجواز والحرمة في المسألة الواحدة في الوقت الواحد وبالنسبة للشخص الواحد !!
    فالعمل بالأقوال المتناقضة إذا كانت مشهورة في المذهب جائز بل واجب !! و إن كانت الضرورة العقلية تقضي باستحالة اجتماع النقيضين أو الضدين، لأنهم لايفكرون بعقولهم وإنما يفكرون بعقول غيرهم!!
    هذا عملهم و تصرفهم في الأقوال المتعارضة المروية عن إمامهم!!
    فإذا رأوا الحديث الصحيح مخالفا للمذهب زعموا أن العمل به غير جائز لاحتمال وجود معارض له!!
    فاعجب من عقول هؤلاء المعاندين للحق الجامدين على الباطل كيف عكسوا الأمر وقلبوا الوضع فحكموا بعقولهم التي عشش فيها الجهل بأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى يجب ترك العمل به لاحتمال معارض موهوم قد لايكون موجودا كما هو الواقع في كثير من الأحاديث التي ردوها وأعرضوا عن العمل بها معتذرين عن تصرفهم بهذا الهراء الذي علمت من الأدلة السابقة أنه أبطل من كل باطل!!
    أما أقوال الإمام أو بعض علماء مذهبه المتعارضة المتناقضة فلا يكون تعارضها موجبا لترك العمل بها !! مع أن هذا تعارض واقع مشاهد مقرر في كتب المذهب وذاك تعارض محتمل موهوم متخيل.
    فمن العجب الذي لا يدرى له السبب أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد ويترك العمل بها باحتمال المعارض الموهوم!!
    أما أقوال الإمام وعلماء مذهبه فهي مقبولة واجب العمل بها على تعارضها وتناقضها!!
    إن في عملهم الآثم لدليلا على أنهم يرون أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها التعارض والتناقض فلهذا لايجوز العمل بها إلا بعد البحث عن المعارض والجمع بينه وبين معارضه أو العلم بانتفائه .
    وأقوال أئمتهم سالمة من التعارض والتناقض فلهذا كان العمل بها لايتوقف عن البحث عن المعارض!!
    لو قيل لإنسان اجتهد ثم إيت بسخافة وضلالة لما أمكنه أن يأتي بأعظم من هذا سخافة وضلالة!!
    فهذه الأدلة تدل دلالة قطعية على بطلان ما اشترطوه في العمل بالسنة من وجوب البحث عن المعارض. وأن من بلغه الحديث ممن له علم بدلالة الألفاظ يستطيع أن يفهم بواسطتها ما يدل عليه من الأحكام بمنطوقه أو مفهومه أو إشاراته فواجب عليه المبادرة إلى العمل بذلك بدون توقف على البحث عن المعارض ، فإذا تبين بعد عمله به معارض له عمل بمقتضاه وسلك الطرق المقررة في أصول الفقه عند تعارض الدليلين.
    هذا هو ما كان عليه عمل الصحابة والتابعين فقد كانوا يبادرون إلى العمل بما سمعوه من الحديث بدون أن يبحثوا عن المعارض ثم إذا ظهر المعارض عملوا بمقتضاه. وقضاياهم في ذلك كثيرة لو تتبعت لجاء منها مجلد كما قال ابن القيم في اعلام الموقعين.
    فهذا الشرط الذي اشترطه أتباع المذاهب للعمل بالسنة والذي لم يسبقهم إلى اشتراطه أحد من الصحابة والتابعين الذين هم خير القرون وأعلم الأمة بالقرآن والسنة، إنما هو في الحقيقة وسيلة مكشوفة جدا وسعي مفضوح ودعوة خسيسة للإعراض عن السنة وإلقائها ظهريا وتقديم العمل بمذهبهم عليها!!
    وإلا فلماذا لم يشترطوا البحث عن المعارض عند العمل بأقوال إمامهم التي فيها التعارض والتناقض حقيقة وواقعا لامجازا وظاهرا ؟!
    وأقطع دليل على ذلك ما هو مقرر في كتب الفقه في كثير من المسائل التي يروى فيها كل مسألة منها قول الجواز وقول الحرمة وآخر بالكراهة ، أليس هذا دليلا واضحا على ما قلته من أن قصدهم بذلك الشرط هو نصر مذهبهم وتقديمه على العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلذلك اختلقوا للعمل بها هذا الشرط الواهن ، ولم يشترطوه في العمل بأقوال الإمام المتعارضة.!!
    فهل يرون أن العمل بالمتعارض الواقع في نفس الأمر من أقوال الإمام واجب، والعمل بالسنة محرم حتى يبحث عن المتعارض المحتمل الموهوم ؟!
    فإن كان هذا رأيهم ـــ وهو الواقع كما يدل عليه عملهم ـــ فقد بلغوا في الضلال والخذلان شأوا بعيدا جدا....
    أبو محمد المصري

  10. #10

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    كلام للشيخ أحمد بن الصديق الغمارى عن العلة من كتاب ((در الغمام الرقيق برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق لتلميذه عبد الله التليدي)) :
    يقول الشيخ رحمه الله وعفا عنه عن التعليل فى الشريعة ناصحاً أحد تلاميذه فى رسالة (( إنى أحبك أن لا تتبع المغفلين من خلق الله تعالى من الأولين والآخرين فى طلب علة التحريم والإباحة فإنه من الفضول والجهل بالدين .. فالعلة هى أمر الله فقط ، فإن بينها لك فذاك ، وإلا فكل من زعم أنها كذا ... فهو كاذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ... فآمن بها بما أمرك به مولاك ، ولا دخل لك فى العلة))
    ويقول فى رسالة أخرى من نفس الكتاب (( ...فإن البحث عن علل التشريع من الفضول والبحث الضائع ، بل قد يكون من الكذب على الله تعالى حيث قال (إنه تعالى أوجب كذا لأجل كذا ولحكمة كذا ) ....))
    ويقول الشيخ رحمه الله وعفا عنه فى كتاب ((در الغمام الرقيق برسائل الشيخ السيد أحمد بن الصديق لتلميذه عبد الله التليدي)) : فى رسالة له إلى أحد تلاميذه :
    (( حول القياس : وبعد :
    فالحق ما قاله ابن حزم وقد أطال فى تقريره أيضاً ابن العربي الحاتمى فى الفتوحات المكية ويكفى من ذلك كله قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله افترض فرائض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها " .. والقياس ما هو إلا البحث عما سُكِتَ عنه بطرق مخزية مضحكة مؤدية إلى تحريم الحلال وتحليل الحرام وتشريع ما لم يأذن الله بتشريعه والغلو فى الدين وتخطئة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإظهار تقصيرهما بالفعل..كأن أهل القياس يقولون : يا الله ويا رسول الله إنكما ما أحسنتما التشريع فى هذه المسألة وبقى عليكما كذا وكذا ، وهكذا هو القياس فى الحقيقة محاربة لله ورسوله وجرأة عليهما وكفر بهما .. ومع هذا فإنهم يعدون نفاة القياس مبتدعة غير معتبرين من أهل الحق ولا من أهل العلم !! حتى إنهم لا يعتبرونهم فى الإجماع لا وفاقاً ولا خلافاً !!)) أ.هـ
    أبو محمد المصري

  11. #11

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    قال الشيخ أحمد بن الصديق الغماري ، في " دُر الغمام الرقيق " ( ص : 171 ـ 172 ) :
    " أويس القرني أول ما تلقى فضائلة في " صحيح مسلم " الذي خرَّج فيه حديث " خير التابعين رجل يقال له أويس " وحديث أمره صلى الله عليه وسلم لعمر وعلي وأمثالهم أن يطلبوا منه الدعاء والاستغفار ، ثم في كُُتُبِ الحديث الأخرى ك " صحيح الحاكم " و " دلائل النبوة " لأبي نعيم والبيهقي وغيرهما ، ثم في " كنزل العمال " لابن المتقي الهندي " و " منتخبه " الذي بهامش " مسند أحمد " وفي " الحلية " لأبي نعيم ، و" التهذيب في تراجم الكتب السنة " و " الإصابة في اسماء الصحابة " ، في القسم الثالث منه ، ولعلي القاري ، " المعدن العدني في فضائل أويس القرني " كان عندنا في مجموعة من مؤلفاته .
    ومع هذا فقد أنكره مالك وقال : إنه لم يسمع بوجوده وإنه لا أصل له ... مما هو وصمة وعار في جبين جهلة المقلدة الذين يعتقدون أن مالكاً لا تخفى عليه خافية ، وأن علمه محيط بكل شيء ، وأن من عداه لا يحيطون بشيء من علمه إلَّا بما شاء ، تعالى الله عن قولهم علوًّ كبيراً ، ونزه الله مالكاً وبرأه من عقائدهم الفاسدة فيه ..
    والسنة أخبرت بأنه ـ يعني أويساُ ـ مجاب الدعاء وأنه يشفع يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر " .
    أبو محمد المصري

  12. #12

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    كشف أنواع الجهل فيما قيل في نصرة السدل...
    نضع بين يدي القراء الكرام ملخصا لكتاب: كشف أنواع الجهل فيما قيل في نصرة السدل، للشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق الذي ردَّ فيه على بعض المغاربة المتأخرين كالسيد محمد القادري، والسيد المهدي الوزاني، والشيخ محمد الخضر الشنقيطي. حيث تعصب هؤلاء للسدل في الصلاة، وأفرطوا في تعصبهم حتى قال بعضهم: إن القبض (وهو وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة) قيل بحرمته، بينما لم يقل أحد بحرمة السدل. فتبعهم كثير من الجهلة، فبدؤوا يطلبون من الأئمة أن يسدلوا في صلاتهم، وإلا أبعدوهم عن الإمامة. وليس لتعصبهم أي دليل أو حتى شبهة يستندون عليه،وإنما دعاوى ليس لها ما يسندها. فأبانوا عن جهل عريض بعلم الأصول وقواعد الاستدلال.. وقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى دعاواهم واحدة واحدة، وأتبع كل دعوى بما يبطلها من قواعد علم الأصول والحديث.
    بدأ رحمه الله تعالى بذكر حديث في السدل، لم يذكروه. وهذا الحديث موضوع. وهو: روى الطبراني عن معاذ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر في صلاته رفع يديه قبال أذنيه، فإذا كبر أرسلهما ثم سكت، وربما رأيته يمينه على يساره.
    في سند هذا الحديث: الخصيب بن جحدر، كذّبه شعبة والقطان وابن معين والبخاري والساجي وابن الجارود وغيرهم. فعلى هذا فالحديث موضوع لا يجوز العمل به.
    الدعوى الأولى والثانية: حديث أبي حميد الساعدي في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر القبض، فهو دليل على السدل. وكل حديث لم يذكر القبض في صفة صلاة النبي يدل على السدل. قال المؤلف رحمه الله تعالى: وهاتان الدعويان باطلاتان جدا. لأمور:
    الأول: عدم ذكر القبض لا يدل على عدم وجوده في الصلاة. لما تقرر أن عدم ذكر الشيء لا يدل على عدم وجوده.
    الثاني: أن السدل لم يذكر في الحديث أيضا. فكيف يكون الحديث دليلا عليه، وهو لم يذكره.
    الثالث: يتجلى من الأول والثاني تناقض واضح، لأن عدم ذكر القبض دليل عندهم على عدم مشروعيته، وعدم ذكر السدل دليل على مشروعيته.. هذا تهافت.
    الرابع: عند المالكية يستحب السدل، قال ابن عاشر في مستحبات الصلاة: سدل يد تكبيره مع الشروع. ولم يذكر السدل في أحاديث صفة الصلاة، مع أن المستحب هو ما طلبه الشارع طلبا غير جازم، وليس في الأحاديث طلب السدل، وإنما فيها سكوت عنهما. فأخذوا من عدم ذكره استحبابه أي أخذوا من العدم أمرا وجوديا، وهو باطل. لأن العدم لا يكون علة لأمر وجودي.
    قالوا: الأصل هو السدل. وهذا باطل أيضا، لأن الأصل لا يدل على الاستحباب لأنه ليس بأمر ولا طلب فيه.
    الخامس: القاعدة المقررة في الأصول: إن المطلق يحمل على المقيد فيقيد به. فأحاديث صفة الصلاة التي لم تذكر القبض، هي مطلقة، فتقيد بالأحاديث التي ذكر فيها القبض. فتكون الأحاديث منسجمة بعضها مع بعض، لا تعارض بينها ولا دلالة فيها على السدل إطلاقا. وهذا هو الاستدلال المبني على القواعد الأصولية لا قولهم المبني على قواعد سطحية.
    الدعوى الثالثة: السدل ناسخ للقبض، وهي باطلة من وجوه :
    الأول: إن القبض سنة وفضيلة. والفضائل لا تنسخ كما قال ابن عبد البر وغيره. والذي ينسخ من الأحكام: الواجب والحرام والمباح، وأما المندوب فلا ينسخ لأنه فضيلة والمكروه تابع له. وهذا مما يجهله كثير ممن لم يتقن علم الأصول.
    الثاني: النسخ هو رفع الحكم بعد ثبوته، والذي يرفع الحكم هو الشارع. ولايثبت النسخ باجتهاد صحابي، فضلا عمن دونه. كما هو مقرر في علم الأصول. قال الصيرفي: لا يقع النسخ إلا بدليل توقيفي.اهـ. أي عن الشارع.
    الدعوى الرابعة: السدل عمل أهل المدينة. وهي باطلة أيضا من وجوه:
    الأول: إن هذا العمل لم ينقله أحد ممن تخصص في نقل مذاهب الأئمة، مثل الترمذي وابن المنذر وابن جرير الطبري وابن حزم وابن قدامة والنووي. وإنما نقله الصاوي في حاشية أقرب المسالك عن مجهول ولم يعتمده لأنه حكاه بصيغة التضعيف، وهي: وقيل.
    الثاني: المنقول عن الخلفاء الأربعة فمن بعدهم من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين بالمدينة إلى عهد مالك، هو القبض. ما عدا سعيد بن المسيب.
    الثالث: المسائل التي عمل فيها مالك بعمل أهل المدينة عددها تسعون مسألة، ليس فيها مسألة السدل... وقد ذكرها صديقنا العلامة السيد محمد علوي المالكي في كتابه فضل الموطا.
    الرابع: قال العلامة السنوسي في إيقاظ الوسنان: وقد لهج المتأخرون من المالكية بترجيح القول والرواية بمجرد وجودهما في المدونة، ولو خالف الكتاب والسنة الصحيحة...كما في مسألة سدل اليدين في الصلاة، وردّوا الأحاديث السالمة من المعارضة والنسخ وتركوها لأجل رواية ابن القاسم في المدونة عن مالك. مع أن رواية القبض ثابتة عن مالك وأصحابه برواية ثقات أصحابه وغيرهم.اهـ.
    الخامس: ترجيح متأخري المالكية لرواية ابن القاسم في السدل، على رواية أصحاب مالك عنه سنية القبض. مخالف لما تقرر في علم الأصول والحديث. فالقاعدة المقررة: إن الثقة إذا روى ما يخالف رواية أوثق منه أو أكثر عددا، كانت روايته شاذة ضعيفة. وهكذا رواية ابن القاسم هذه. قال ابن عبد البر: وروى أشهب عن مالك: لا بأس بالقبض في النافلة والفريضة، وكذا قال أصحاب مالك المدنيون، وروى مطرف وابن الماجشون أن مالكا استحسنه، وقال أيضا: لم يأت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف، وهو قول جمهور الصحابة والتابعين، وهو الذي ذكره مالك في الموطأ، ولم يحك ابن المنذر وغيره عن مالك غيره.اهـ. فأيـــــن عمل أهل المديـــنة ؟؟؟
    الدعوى الخامسة: تضعيف حديث الصحيحين في القبض. وهي دعوى باطلة جدا، وردّها كالتالي:
    أولا : الطعن في حديث الصحيحين خرق للإجماع، وهو حرام وفاعله عاص، كما قال الإمام النووي في شرح مسلم، ومثله في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية، وعمدة القاري في شرح البخاري للعيني، وإرشاد الساري في شرح البخاري للقسطلاني.
    ثانيا: تضعيف حديث القبض في البخاري هو تضعيف للموطأ. لأن البخاري رواه من طريق مالك، وهو في الموطأ. وكتاب الموطأ تلقته الأمة بالقبول. فتضعيف حديث رواه البخاري ومالك وقاحة كبيرة وخرق للإجماع.
    ثالثا: لفظ حديث سهل بن سعد في البخاري والموطأ: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم: لا أعلمه إلا ينمى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.اهـ. قال الحافظ: هذا حكمه الرفع، لأنه محمول على أن الآمر هو النبي صلى الله عليه وسلم.
    رابعا: في صحيح مسلم عن وائل بن حجر: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل في الصلاة كبّر ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى.. الحديث. وقد ضعفه الخضر الشنقيطي وهو أشد المتعصبين للسدل تعنتا.
    الدعوى السادسة: ذكر صاحب الرحلة المراكشية حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: كأني أنظر إلى أحبار بني إسرائيل واضعي أيمانهم على شمائلهم في الصلاة.. فادعى أنه ذم للقبض لأنه من فعل بني إسرائيل.
    قلت: هذا حديث ضعيف رواه ابن شيبة في مصنفه مرسلا عن الحسن.. وهو يدل على أن القبض من شرائع الأنبياء، روى ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال: من أخلاق النبيين وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة.. وذكر القرطبي وغيره أنه إذا بلغنا شرع من قبلنا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم أو لسان من أسلم كعبد الله بن سلام، ولم يكن منسوخا ولا مخصوصا، فهو شرع لنا، وهو المقرر عند المالكية.
    الدعوى السابعة: إن السادل يشبه الميت وهو أقوى في تحقيق الخشوع.
    وهذه حكمة ميتة لا رواج لها في الميدان العلمي، وإليكم حكمة مشروعية القبض على لسان العلماء، قال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: والحكمة فيه أي القبض عند علماء المعاني: الوقوف بهيئة الذلة والاستكانة بين يدي رب العزة ذي الجلال والإكرام كأنه إذا جمع يديه يقول: لا دفع ولا منع ولا حول أدعى ولا قوة، وها أنا في موقف الذلة فأسبغ علي فائض الرحمة.اهـ. وقال الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: [ فصل لربك وانحر ] روي عن علي بن أبي طالب أنه فسر هذا النحر بوضع اليدين على النحر في الصلاة.
    قلت: روى ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ والحاكم والبيهقي في السنن عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى: [ فصل لربك وانحر ] قال: وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى ثم وضعهما على صدره في الصلاة.
    وقال الزرقاني في شرح الموطأ: قال العلماء: الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل، وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع. ومن اللطائف ما ذكره الحافظ في الفتح نقلا عن بعضهم: القلب موضع النية والعادة أن من حرص على حفظ شيء جعل يديه عليه..
    فهذا بعض مما في هذا الكتاب القيم من مسائل ردّ بها المؤلف على من يدعي جهلا وتعصبا سنية سدل اليدين في الصلاة.. والغرض هو بيان موضوع الكتاب لا غير، حيث أن الكتاب يضم غير ما ذُكر هنا مسائل أخرى مهمة كمسألة تواتر أحاديث القبض في الصلاة، والردّ على القادري الذي قال بحرمة القبض تعصبا.. وغيرها من المسائل والفوائد الحديثية والأصولية التي يتحفنا بها المؤلف رحمه الله تعالى على عادته في كتبه، أجزاء ورسائل كانت أو كتبا كبيرة.
    أبو محمد المصري

  13. #13

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    اغتنام الأجر من حديث الإسفار بالفجر...
    للشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله
    الحمد لله كما ينبغي لجلاله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله.
    هذا جزء سميته: اغتنام الأجر من حديث الإسفار بالفجر. دعاني إليه أن الحافظ السيوطي عدّه من الأحاديث المتواترة، وأورده في كتابه: الأزهار المتناثرة، [رقم الحديث 24 ص 14]
    وقال: (( أخرجه الأربعة: عن رافع بن خديج؛ وأحمد: عن محمود بن لبيد؛ والطبراني: عن بلال، وابن مسعود، وأبي هريرة، وحواء؛ والبزار: عن أنس وقتادة؛ والعدني في مسنده عن رجل من الصحابة )).
    وتبعه على ذلك شيخنا أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني في نظم المتناثر [ص 55 و 56]، وهو وهم ناشىء من التهور والتقليد، أما التهور فمن الحافظ السيوطي، وأما التقليد فمن شيخنا الذي يعتمد عزو المتقدمين وكلامهم، ولا يبحث في الأسانيد. وذلك أن أكثر هذه الطرق راجع إلى طريق واحد.
    ** ** ** ** ** ** **
    فحديث رافع بن خديج، ومحمود بن لبيد، وحواء، وأنس، ورجل من الصحابة، حديث واحد تعدد صحابيوه من اضطراب زيد بن أسلم، وعاصم بن عمر، أو من الرواة عنهما.
    ** ** ** ** ** ** **
    وحديث أبي هريرة غلط أيضا من أبي زيد الأنصاري، فلم يبق إلا حديث رافع بن خديج، وابن مسعود، وبلال، والأخيران ضعيفان. خصوصا حديث ابن مسعود، فليس في الباب إلا حديث واحد يعتمد عليه؛ على أن فيه مقالا أيضا. فالحديث لا يمكن أن يصحح إلا بعد اللَّتيا والّتي، بل غايته أنه حسن، فكيف يدعى فيه التواتر ؟؟
    ** ** ** ** ** ** **
    وبيان ذلك أن هذا الحديث رواه زيد بن أسلم واختلف عليه فيه على أقوال:
    القول الأول : عنه، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( نوّروا بالفجر فإنه أعظم للأجر )).
    هكذا رواه آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن أبي داود، عن زيد بن اسلم.
    قال الطحاوي في معاني الآثار [شرح معاني الآثار ج1 ص179]: ثنا بكر بن إدريس بن الحجاج، ثنا آدم بن أبي إياس.
    (ح) وقال القضاعي في (مسند الشهاب) : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الصفار، أنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: قرأنا على علي ـــ هو ابن داود القنطري ـــ ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، عن أبي داود، عن زيد بن أسلم، به.
    ورواه الخطيب في (( التاريخ)) [13: 45] من طريق موسى بن عبد الله بن موسى القراطيسي أبو عمران البغدادي، ثنا آدم بن أبي إياس، به؛ لكنه قال: حدثنا شعبة عن داود بدون أداة الكنية. وقال الخطيب: إنما يحفظ هذا من رواية بقية بن الوليد، عن شعبة، عن داود. وأما آدم فيرويه عن شعبة عن أبي داود، عن زيد بن أسلم.
    ** ** ** ** ** ** ** ** **
    القول الثاني: عن زيد بن أسلم، عن عاصم، عن محمود، عن رجال من قومه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    قال النسائي [1: 272] أخبرني إبراهيم بن يعقوب، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا أبو غسان، قال: حدثني زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من قومه من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( ما اسفرتم بالفجر فإنه أعظم للأجر )).
    ** ** ** ** ** ** ** ** **
    القول الثالث: عنه، عن عاصم، عن رجال من قومه بدون واسطة محمود، كذا رواه عنه حفص بن ميسرة، وهشام بن سعد.
    فرواية حفص أخرجها الطحاوي في ((معاني الآثار))[1: 179] : حدثنا روح بن الفرج، ثنا زهير بن عباد، ثنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن رجال من قومه من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أصبحوا بصلاة الصبح فما أصبحتم بها فهو أعظم للأجر)).
    ورواية هشام بن سعد أخرجها الطحاوي أيضا عن محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به مثله [ شرح معاني الآثار1: 179].
    ** ** ** ** ** ** ** **
    القول الرابع: عنه، عن محمود بن لبيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدون ذكر رافع بن خديج ولا عاصم أيضا.
    قال الإمام أحمد [المسند 5: 429]: ثنا إسحاق بن عيسى، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر)). إلا أن عبد الرحمن بن زيد ضعيف.
    ** ** ** ** ** ** ** **
    القول الخامس: عنه، عن أنس.
    قال أبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) [1: 95]: حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن يعقوب، ثنا أحمد بن مهران، ثنا خالد بن مخلد، ثنا يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل: سمعت زيد بن أسلم يحدث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( أسفروا بصلاة الغداة يغفر الله لكم)).
    وقال البزار في مسنده [كشف الأستار 1: 194، ومجمع الزوائد 1: 315 ]: حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، حدثنا خالد بن مخلد، ثنا يزيد بن عبد الملك، به.
    وقال ...في فوائده تخريج الدارقطني: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، ثنا محمد بن إشكاب، ثنا خالد بن مخلد، به.
    ثم قال: هكذا قال: عن زيد بن أسلم، عن أنس. وهو وهم، وإنما هو: عن زيد بن أسلم، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج.
    ورواه الديلمي في ((مسند الفردوس)) قال: أخبرنا أبو العلاء أحمد بن نصر، عن عبد الرحمن بن غزوان، عن ابن زرقويه، عن إسحاق بن صدقة، عن خالد بن مخلد، به. لكنه قال: عن سليمان بن بلال، عن يزيد بن عبد الملك ، به. ويزيد ضعفه احمد، والبخاري، والنسائي، وابن معين في رواية ووثّـقه في أخرى.
    ** ** ** ** ** ** **
    القول السادس: عنه، عن ابن بجيد، عن جدته حواء.
    قال ابن عبد البر في ((الاستيعاب)) [4: 272]: حدثنا يعيش بن سعيد، ثنا قاسم بن أصبغ، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم، ثنا أبو يعقوب الحنيني، عن هشام بن سعد، عن زيد بن اسلم، عن ابن بجيد، عن جدّته حواء ـــ وكانت من المبايعات ـــ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أسفروا بالصبح فإنه كلما أسفرتم كان أعظم للأجر.
    وقال الطبراني في ((الكبير)) [مجمع الزوائد 1: 316]: حدثنا أحمد بن محمد بن محمد الجمحي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني هو أبو يعقوب، به بلفظ: أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر. والحنيني ضعفه النسائي وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات.
    ** ** ** ** ** ** **
    فهذه خمسة طرق كلها رجعت إلى طريق واحد، وقد ورد حديث رافع بن خديج من غير طريق زيد بن أسلم، لكنه اختلف فيه أيضا على رواية عاصم بن عمر بن قتادة على قولين:
    (( القول الأول)): عنه، عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج، هكذا قال محمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق عنه.
    فرواية محمد بن عجلان: قال أحمد [المسند3: 465]: حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق أنبأنا ابن عجلان، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر.
    وقال الدارمي[ السنن1: 277]: اخبرنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان، عن ابن عجلان، به بلفظ: نوروا بصلاة الفجر فإنه أعظم للأجر.
    ورواه أبو داود [السنن1:294]: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن ابن عجلان، به بلفظ: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر.
    وقال النسائي[السنن1: 272]: أخبرنا عبيد الله بن سعيد ثنا يحيى، عن ابن عجلان، به بلفظ: أسفروا بالفجر. ولم يزد.
    وقال ابن ماجة[السنن رقم 672] ثنا محمد بن الصباح، أنبأنا سفيان بن عيينة، به بلفظ: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر أو لأجوركم.
    ومن هذا الوجه رواه الطحاوي في ((معاني الآثار))[1: 178].
    وقال ابن ثرثال في جزئه: حدثنا يوسف، حدثنا الفضل بن دكين، وعبيد الله بن موسى، قالا: حدثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، به بلفظ: أسفروا بالفجر فكلما أسفرتم كان أعظم للأجر أو أجركم.
    ورواية محمد بن إسحاق أخرجها أيضا الطيالسي في مسنده، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أسفروا بصلاة الصبح فإنه أعظم للأجر.
    ورواه الدارمي [السنن1: 277] عن حجاج بن منهال، عن شعبة، به مثله.
    وقال الترمذي: حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عن محمد بن إسحاق به . ثم قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
    وقال البيهقي في السنن: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، ثنا أحمد بن الوليد الفحام، ثنا يزيد بن هارون، أنا محمد بن إسحاق، به.
    وقال أبو نعيم في ((الحلية)) [7: 94]: حدثنا القاضي أبو أحمد، ثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب. (ح) وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، وسليمان بن أحمد الطبراني، قالا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا محمد بن المغيرة، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، به بلفظ: أسفروا بصلاة الفجر فإنه أعظم للأجر. وقال ابن شبيب: بصلاة الصبح. ثم قال: تفرد به النعمان عن سفيان.
    ورواه أبو نعيم أيضا في ((تاريخ إصبهان)) [2: 329] من هذا الوجه أيضا.
    ** ** ** ** ** ** ** **
    ((القول الثاني)): لعاصم عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان.
    رواه البزار والطبراني كلاهما من رواية فليح بن سليمان، عنه بهذا السند. وقال البزار: لا نعلم أحدا تابع فليح بن سليمان على روايته. وإنما يرويه محمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج.
    قال الطيالسي في مسنده: حدثنا أبو إبراهيم، عن هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبلال: أسفر بصلاة الصبح حتى يرى القوم مواضع نَبلهم.
    ورواه الدولابي في ((الكنى والأسماء)) لكنه لم يجاوز به هرير بن عبد الرحمن، فقال: أخبرني بعض أصحابنا عن أحمد بن يحيى الحلواني، قال: ثنا محمد بن الصباح الدولابي، ثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين بن إسماعيل المؤدب، ثنا هرير بن عبد الرحمن به مرسلا.
    ** ** ** ** ** ** ** **
    وحديث بلال أخرجه الطحاوي في معاني الآثار قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا شَبابة بن سَوّار، ثنا أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن أبي بكر الصديق، عن بلال.
    وقال البزار في مسنده[كشف الأستار1: 194]: ثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا شبابة بن سوار به إلى بلال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر. ثم قال البزار: أيوب بن سيار ليس بالقوي، وفيه ضعف.
    ** ** ** ** ** ** ** **
    وحديث أبي هريرة قال ابن حبان في ((الضعفاء))[1: 324] أخبرنا الحسين بن إسحاق بالكرخ، ثنا القاسم بن عيسى الحضرمي، ثنا سعيد بن أوس، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بلال أسفر بالصبح فإنه أعظم للأجر. أخرجه بترجمة سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري النحوي اللغوي، ثم قال: لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار، ولا الاعتبار إلا بما وافق الثقات، وليس هذا من حديث ابن عون ولا ابن سيرين ولا أبي هريرة، وإنما هو من حديث رافع بن خديج فقط، وهذا الإسناد إما مقلوب أو معمول.
    لكن قال الذهبي[ ميزان الاعتدال 2: 126] وثقه جزرة وغيره، وقال أبو حاتم: صدوق، وليّنه ابن حبان لأنه وهم في سند حديث: أسفروا بالفجر.
    ** ** ** ** ** ** ** **
    وحديث ابن مسعود رواه الطبراني في الكبير: حدثنا أحمد بن يحيى الحضرمي، ثنا أحمد بن سهل بن عبد الرحمن الواسطي، ثنا المعلى بن عبد الرحمن، ثنا سفيان الثوري، وشعبة عن معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أسفروا بصلاة الصبح فإنه أعظم للأجر. والمعلى بن عبد الرحمن ضعيف، بل قال الدارقطني إنه كذاب.
    ** ** ** ** ** ** ** **
    فلم يبق للحديث إلا طريق رافع بن خديج و بلال وأبي هريرة وابن مسعود على ما فيها من مقال، وهذا العدد لا يحصل به التواتر. والله تعالى أعلم.
    كتبه الفقير أحمد بن محمد بن الصديق صبيحة يوم السبت رابع ربيع النبوي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف.
    أبو محمد المصري

  14. #14

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    تنبيه هام لبعض من به وسواس أو تشنج :
    مع شدة عدائي لبعض عقائد آل الصديق فإنني أنصح بقراءة كتبهم الفقهية فإنها في غاية الأهمية والفائدة وأن نقوم فيهم بالعدل . فنأخذ منهم ما ينفعنا ونرد عليهم باطلهم .
    فالحق هو هدفنا أياً كان قائله ... والباطل ننهى عنه ونتبرأ منه أياً كان مصدره ...
    أبو محمد المصري

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    395

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    بارك الله فيك أخى أبى محمد المصرى ، وأرجو مزيدا من المشاركات بخصوص النشاة للغماريين أنفسهم وهل لهم بنى عمومة أم لا ، وأنا معك ، وقد نبت على أن القوم رغم علو كعبهم فى أمور كثيرة إلا أن لهم سقطات كبيرة ليست بالهينة والحق أحق أن يتبع ، وسيتم توضيح ذلك إن شاء الله فى مشاركة أخرى حسب ما أعلنت ، ولكن هذه مشاركة خاصة بالنقاط التى عرضتها سابقا
    دكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    بالنسبة للشيخ الزمزمي فقد تبرأ من القبورية بعامة و ان كان بقي على بعض من الأشعرية و التفويض كما هو ظاهر في مناظرته مع الشيخ الألباني الا انه لم يكن داعيا اليه بل و لم يكن يحبذ الخوض في الصفات بل كانت عامة خطبه و حهوده في بلدته لتطهيرها من عبادة القبور و الأولياء و الاستغاثة بالأموات و استهداف المنكرات و خاصة التبرج الذي كانت له صولات مشهورة في انكاره حتى كان يصف المتبرجة بألفاظ قاسية و يحتج لذلك من الشرع و قام عليه بسبب كل ذلك مقلدة الفقهاء من مالكية بلدته و شنعوا عليه حتى كانوا ينشؤون خطبا كاملة في التحذير منه و سعوا به غير ما مرة فيرفعه الله عليهم بحسن قصده و نيته حتى طغى ذكره على ذكرهم و حيثما ذكرت بلدته يذكر معها لانتصابه لتربية العوام و الارتقاء بهم و ما زالت آثار جهوده يلمسها المرء في بلدته الى عهد قريب عدا عن تلامذته

  17. #17

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور عبدالباقى السيد مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخى أبى محمد المصرى ، وأرجو مزيدا من المشاركات بخصوص النشاة للغماريين أنفسهم وهل لهم بنى عمومة أم لا ، وأنا معك ، وقد نبت على أن القوم رغم علو كعبهم فى أمور كثيرة إلا أن لهم سقطات كبيرة ليست بالهينة والحق أحق أن يتبع ، وسيتم توضيح ذلك إن شاء الله فى مشاركة أخرى حسب ما أعلنت ، ولكن هذه مشاركة خاصة بالنقاط التى عرضتها سابقا
    وفيكم بارك أخى الكريم
    أنا نبهت على أمر العقيدة أكثر من مرة حتى لا يستغلها بعض الكذابين أو المغفلين الذين تكلمهم أن فلاماً نفى القياس بأدلة فيردون بأنه جهمى في الأسماء والصفات!
    وما يدرون بأن من يتهمون أفضل عقيدة ممن يقدسون !
    أبو محمد المصري

  18. #18

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية مشاهدة المشاركة
    بالنسبة للشيخ الزمزمي فقد تبرأ من القبورية بعامة و ان كان بقي على بعض من الأشعرية و التفويض كما هو ظاهر في مناظرته مع الشيخ الألباني الا انه لم يكن داعيا اليه بل و لم يكن يحبذ الخوض في الصفات بل كانت عامة خطبه و حهوده في بلدته لتطهيرها من عبادة القبور و الأولياء و الاستغاثة بالأموات و استهداف المنكرات و خاصة التبرج الذي كانت له صولات مشهورة في انكاره حتى كان يصف المتبرجة بألفاظ قاسية و يحتج لذلك من الشرع و قام عليه بسبب كل ذلك مقلدة الفقهاء من مالكية بلدته و شنعوا عليه حتى كانوا ينشؤون خطبا كاملة في التحذير منه و سعوا به غير ما مرة فيرفعه الله عليهم بحسن قصده و نيته حتى طغى ذكره على ذكرهم و حيثما ذكرت بلدته يذكر معها لانتصابه لتربية العوام و الارتقاء بهم و ما زالت آثار جهوده يلمسها المرء في بلدته الى عهد قريب عدا عن تلامذته
    يؤيد هذا الكلام ما قاله الشيخ الفاضل الحبيب:طارق الحمودى حيث قال:
    والذي تميز به الشيخ الزمزمي وقد رأيت صورا له عند شيخنا بوخبزة وهي ميزة لم أر أحدا ذكرها واعتنى بها إلا شيخي بوخبزة وشيخي محمد محفوظ أحد تلامذة عبد الله بن الصديق وهو أنه كان داعية مناسبا للمساجد في الدروس العامة, يتحدث غالبا بالدارجة المغربية بلهجة الشمال. وكان سببا في رجوع الكثير من التصوف والتقليد.وللفائ ة فقد ذكر شيخنا أن من أعظم ما أهلك المغاربة في دينهم شيئان: التصوف والتقليد.
    وكان متفوقا في هذا وكثير من المشتغلين بالعلم كانوا من رواد مسجده.وأنا أعرف منهم في طنجة والدار البيضاء وغيرها. اوقد سئل شيخنا عنه كما في أجوبته لملتقى اهل الحديث فأجاب:
    ا لجواب:
    عن الشيخ الزمزمي ابن الصديق: لم تكن له عناية بالأسانيد والطرُق، وكان متفرغاً لدعوة العامة وأشباههم، وهؤلاء يحتاجون إلى من يخاطبهم بما يفهمون، فلذلك كانت خطبُه ودروسه باللهجة الدارجة، إلا إذا كان يُدَرس مع الطلبة، وهو في العلم أقل درجةً من شقيقيه: أحمد وعبد الله، أما الآخران فكان أحفظ منهما وأعرفَ بالفقه والمتون، ويُتقن حفظ القرآن دونهم.
    ومما أثر عنه رحمه الله تعالى أنه كان لا يعرف الكذب والمداهنة في أمور الشرع,
    ومن الأمور المعروفة التي وقعت له مناظرته للشيخ الألباني رحمه الله تعالى.سمعت بعضها وكان التسجيل ضعيفا وقد طبعت هذه المناظرة مفرغة من طرف السقاف الصوفي فجاءت مختلة ناقصة, محرفة ممسوخة, والشريط موجود, ولعل أحدهم يعتذر عنه بأن الصوت كان ضعيفا جدا وهكذا كان. وطار بها الدرقاويون المساكين فرحا, لأن السقاف أوهمهم بما أخرج أن الألباني أفحم, والذي يلاحظه المستمع أن الزمزمي كان عصبيا فيها يكثر من الحديث بالدارجة المغربية بلهجة الشمال فلا يفهمها إلا اهلها. وكان الزمزمي يكن العداء للشيخ الألباني رحمهما الله تعالى.
    وعلى كل . فقد كان الزمزمي شديدا على المقلدة ويتحرى الدليل, وهذه تحسب له حقا.
    رحمه الله تعالى.)) .أ.هـ
    ويقول الأخ أبو صهيب المغربي :
    ((قال لي الشيخ بوخبزة -حفظه الله - أن عقيدته في الأسماء والصفات تشبه أو قريبة من عقيدة المفوضة ....وكان يقول شيخي بوخبزة انه صاحب مذهب طنجوي في العقيدة ....أي ذو عقيدة مضطربة ...وقال لي الشيخ أنه طلق الزاوية والتصوف والأضرحة ))
    وبموقع الشيخ بوخبزة حفظه الله :
    سؤال: الغماريون الإخوة: عبد الله وأحمد وعبد العزيز، ما هي عقائدهم وأيهم أقوى علماً، ما هو المأخذ عليهم؟


    الجواب:

    الغُماريون الخمسة الأشقاء، هم على ترتيب أسنانهم:

    1- أحمد، 2- عبد الله، 3- الزمزمي، 4- عبد الحي، 5- عبد العزيز.

    أولهم أحمد، وهو أكبرهم سِنّاً وعلما، يليه عبد الله، ثم الزمزمي، ثم عبد الحي، ثم عبد العزيز، وقد ابتُلوا ببَليتين: التشيع، والتصوف، وكان فرطُهم إلى الحق في الجملة: الزَّمزمي الذي طلَّق الزاوية وتبرأ منها ومن طُقُوسها، وقد درجوا جميعاً رحمهم الله وعفا عنهم، ولولا هذا البلاء لكان سيدُهم وأعلم أحمد فردَ المغرب وعالمَه ومُحَدّثَه دون منازع، وقد قال عنه شيخنا الدكتور الهلالي: عالمُ الدنيا أفسَدَتهُ السُّبحة، ومنهم أخوهم المُفرد الحسن، فقيه أصولي مُطّلع على ذكاء وألمعية، وأصغرهم سِنا الدكتور إبراهيم وهو مُفرد أيضا، على معرفة واطّلاع، وكلهم صوفية خُرافيون كما ألمعنا ما عَدا الزمزمي رحمه الله تعالى.

    المصدر
    الرابط http://www.bokhabza.com/play.php?catsmktba=83


    ** يقول الشيخ الحبيب الفاضل حمزة الكتانى نقلاً عن أخيه الشيخ العلامة حسن الكتانى:
    تحدث أخونا الشيخ حسن الكتاني عن الشيخ محمد الزمزمي ابن الصديق في جوابه على الشبوكي...

    الشيخ الزمزمي رحمه الله كان أشعري الاعتقاد، أثري المذهب....غير أن كتبه الفقهية فيها فقر علمي واضح....

    ومما ينعى عليه في كتبه شدة لسانه، وتساهله في التنابز بالألقاب، والشتم، وكان خطيبا بمسجد له في طنجة واشتهرت عنه أعاجيب في هذا الباب ما زالت تنقل عنه إلى الآن..

    وله كتاب في الطوائف الضالة من المسلمين، ضمنه ذكر "الصوفية الخرافية"، و"الوهابية" والتبليغ...إلخ، ما يدل على أنه - رحمه الله - كان لديه كوكتيل غير منسج من الأفكار والعقائد والمذاهب...

    وهناك شهادة أحب ذكرها هنا لمولانا الجد الشيخ محمد المنتصر الكتاني الذي كان صديقا حميما للشيخ، وهو أنه: "أورع الغماريين"...رحمه الله تعالى ونفعنا به....
    أبو محمد المصري

  19. #19

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    قد يكون هذا من بنى عمومتهم والله أعلم:
    الشريف أبو الفتوح وأبو محمد، عبدالله بن عبدالقادر بن محمد التليدي
    شخصية فريدة، أشعرية، صوفية، تدرس على أيدي القبورية، ومتعصبة المالكية، بايع على الطريقة الشاذلية، الدرواقية، الصديقية، من طلبة المدرسة الصديقية الغمارية ..
    تربى في محيط بعيد عن السنة، ويلمز أهلها بمجانبة الملة، وجلس على هذا سنوات عديدة ..
    ومع هذا ففي شخصيته ذكاء ونبوغ، وجلد وصبر على الطلب، سريع الغضب، وعصبي المزاج، لكن ما يفيء إلى رشده إلى ويعيد النصاب إلى الميزان، فهو مع تلك الشخصية القوية، قوي على نفسه، رجاعٌ إلى الحق، متأسف على خطأه حالة تعصبه .. ثم يبحث بالدليل .. ويتبع ما يرى أنه الحق ..
    فمن يكون هذا العالم الفاضل ؟!!
    نشأ كأي ناشئ للعلم بحفظ كلام الله عز وجل، ثم ذهب إلى قرية [امجازليين] وقرأ عدد من المتون التي يبدأ بها الطالب، ثم التحق بمعهد طنجة الديني، ولم يعجبه سير الدراسة، وفي السنة الثانية بدأ يلتحق بأهل العلم داخل وخارج هذا المعهد، ويدرس ما رأى هو الأصلح والأنفع دون تقيد بدراسة المعهد .. ودام على هذا ثمان سنوات يقرأ على علماء طنجة .. وهي تعتبر دراسته الابتدائية والثانوية .. ورضع فيها الأشعرية والصوفية والتعصب للمذهب المالكي .. ومن صور هذا التعصب المقيت البعيد عن هدي طلاب العلم واتباع الهدي النبوي المحمدي، والذي يبين لك صور من صور التشكل الفكري للتربية الصوفية!! المسماه (أخلاقية) .. وآفة التعصب المذهبي!!
    يقول الشيخ أبو الفتوح عن نفسه:
    ( وبما أنه كان قد قرأ الفقه المالكي وتمكَّن فيه أصبح متعصباً للمذهب تعصُّباً مُزرياً بدينه وبأخلاقه؛ بل وبإنسانيته ... فقد كان كثير الخصام والجدال مع الطلبة المتفتحين الذين يراهم يحافظون على العمل بالسنن، كوضع اليمنى على اليسرى في الصلاة أو رفع الأيدي عند الركوع وعند الرفع منه ... وما إلى ذلك مما خالف به المالكية السنن الصحيحة.
    فكان لذلك ينكر عليهم ويعاديهم ويراهم في نظره مبتدعة كما كان يسمعه من شيوخه الذين تلقى عنهم الفقه. فقد كانوا كثيراً ما يحذرون الطلاب من أهل الحديث الذين يعملون بالدليل من غير تقيُّد بمذهب خاص، ويرمونهم بالزندقة والخروج من الإسلام، وسمع مراراً شيخاً له ينكر على الوضع ويقول مشيراً للعاملين به: {ويقبضون أيديهم، نسوا الله فنسيهم، إن المنافقين هم الفاسقون}؟!!

    فهذا وأمثاله هم الذين ربوه على التعصُّب وتقليد الإمام مالك وعلماء مذهبه، وإن كانوا مخالفين لصريح السنَّة الصحيحة، فتأثر بذلك ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للحق؛ بل كان قد رَسَخَ في مخيلته أن كلَّ ما في كتب الفقه مبنيٌّ على الكتاب والسنة، حسب ما كان يسمع من شيوخه القاصرين الذين لا صلة لهم بالحديث النبوي والسنة المحمدية إلا من جهة السماع والتبرُّك) [ذكريات من حياتي ص44-45].
    وهذه ما هي إلا صورة تكشف لك ما يعتقده متعصبة المذاهب من الصوفية وغيرهم لأهل السنة، وما وصل إليه هذا الطالب الذي غُرر به في بداية الطلب وحقن قلبه غلاً عليهم إلا التكفير!! والنظر إلى المهتدي بالسنة على أنه مجانب للحق، بل للإسلام!!
    ولا تنسى التأمل إلى حقيقة قراءتهم للسنة؛ فما هي إلا للتبرك فقط!!
    وتمعن تألم هذا الشيخ الفاضل ممن كان سبباً في تعصبه وحقده وبغضه وعدائه لأهل السنة!!
    وأنظر إلى استدلاله بالآية، وتأمل استدلالات أهل الأهواء المتعصبين وهذا غيض من فيض، تحريف للآيات والأحاديث وليّ لأعناق النصوص لتوافق مذهبهم المنكوس!!

    ومن تلك الصور العجيبة التي تدلك على تعصب أشياخه، قوله:
    ( كان مرة أيام عطلة الصيف قد اشترى "زاد المعاد" للحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى، واعتكف على قراءته ووجد لقراءته حلاوة ونشوة، وبعد أن قطع شوطاً ذكره لبعض شيوخه المشاركين الأتقياء، فقال له: ائتني به، فلما أتاه ونظر عنوانه ووجده يحمل اسم "زاد المعاد في هدي خير العباد" للإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن القيم الجوزية الحنبلي، قال له: إنَّ هذا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، ونحن مالكية فلا يجوز لنا العمل به أو نحو هذا) ص45

    ولقد كان لشيوخه المتعصبين الصوفيين المذهبيين أثراً سيئاً في مقتبل عمره، ولقد أبعدُهُ عن السنة، يقول في ذلك:
    ( واقتنى مرة شرح الإمام النووي رحمه الله تعالى على صحيح مسلم، فافتتح مطالعته، وقطع فيه شوطاً أيضاً، ووجد النووي يرجِّح ما في الأحاديث ويزيِّف ما سواها من المذاهب، فتحيَّر في ذلك.
    وبعد مدة مال إلى طريقة النووي في العمل بالحديث، فشاور الشيخ المتقدِّم في اقتناء الكتاب فحبَّذ له ذلك، ثم قال له: إن طريقته كيت وكيت فهل يمكن للإنسان أن يترك المذهب ويعمل بالحديث، فغضب غضباً شديداً وقال: لا لا إن فقهنا مغربل والحديث فيه الناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيَّد، والعام والخاص ... ونحن لا ندري تطبيق ذلك، وأئمتنا رحمهم الله قد كفونا المئونة في ذلك فخدموا لنا الدين وتركوه لنا صافياً ... أو كلاماً نحو هذا.

    فكان كلام هذا الشيخ عفا الله عنه مثبطاً له عن الاشتغال بعلم السنة والعمل به حتى منَّ الله تعالى عليه بذلك كما يأتي ذلك .. ) ص45-46.

    هذه هي صورة التعصب المقيت؛ فهذا المتعصب – ولا أظنه إلا من الصوفية- الذين يدرسون الحديث للبركة لا للعمل به، فيحجبون طلاب الحق عن رؤية الحق باسم المذهب، سواءً مالكية كانوا أو حنفية أو شافعية أو حنابلة .. والله المستعان.
    وهذا الشيخ حسبه الله فقد صرف عدداً من طلاب الحق عن إتباعه!!

    لقد كان في تلك الفترة زوايا وتكايا الصوفية ومساجدهم، يدرسون، (ثم بعد الدرس يذكرون الله تعالى ذكراً جماعياً، ثم يقرؤون بردة المديح يتخلَّلها سماع بعض المنشدين، ثم يختمون بقراءة دلائل الخيرات، هذا كان دأبهم) ص46.

    بعد ذلك رحل إلى فاس للالتحاق بجامعة القرويين، ولم يدم طويلاً بسبب الأوضاع الغير مستقرة في المنطقة من أثر الاستعمار، فاكتفى وعاد لبلده، وفي بلده بدأ يعلم، ويحضر لدى عدد من شيوخه، وقد (عرض احتفال ديني في بعض المساجد، فحضره مع أولئك الطلبة سوياً، فإذا به يفاجأ بالمنشدين مع استعمالهم آلات العزف، فأنكر ذلك واغتاظ، وقال لطلبته: الضرب بآلة العزف وبالمسجد حرام، فكيف يتعطاه هؤلاء؟ فطمأنوه، وقالوا له: إن هؤلاء فيهم علماء، وهم أعرف بذلك منا، فسكت مجاملةً لهم) ص51.

    وبعد هذا أتت نقلة نوعية للشيخ، فانقض على المذهبيين، والتزم بالحديث وأهله، وإن كانت نقله نوعية فيها ما فيها وعليها وما عليها، ولكنها زعزعت فيه جموده الفكري، وتعصبه المذهبي، فانتقل إلى المدرسة الصديقية القبورية البدعية الغير مذهبية، ومن خلالها تعرف على عدد كبير من الموافقين والمخالفين لهذه المدرسة الصديقية من طالبي علم الحديث، وانفتح على الخارج، ويقول عن هذه الفترة:
    ( وفي هذه الأثناء اتَّسعت دائرته العلمية، وذهب عنه جمود المقلدة المتعصِّبين، وحُبِّبَ إليه العمل بالسنة والدليل، ووجد عند هؤلاء العلماء من أنواع الثقافة الإسلامية الشاملة ما لم يسمع به عند المشايخ وما يسمون عند الناس في طنجة بالعلماء والفقهاء .. بل حتى علماء فاس.

    ووجد نفسه كأنه ولد من جديد، أو كأنه كان ساكناً في غرفة ضيقة فخرج منها إلى فضاء واسع فسيح) ص53.

    وبدأ مرحلة جديدة مقاطعاً الطاعنين في أهل الحديث، يقول عن ذلك:
    ( وعندما حَبَّبَ الله إليه الحديثَ النبويَّ، وهداه للعمل به دون ما سواه من الأقوال المخالفة له، وأصبح مخالفاً لما عليه الجماهير من أهل بلده، رماه جماعة من أهل العلم ومعارفه بالانحراف عن الحقِّ، وطعنوا فيه، وسلقوه بألسنتهم، وتنكَّروا له، فقاطعهم جميعاً، وانسحب من تلك الجمعية القرآنية، ولم يعد يتَّصل بغير أهل الحديث، والمنصفين من غيرهم، وأقبل على شأنه ومطالعة ما يهمُّه من كتب التفسير والحديث والفقه الإسلامي المقارن والرقائق والزهديات) ص53.
    ومثل هذا ما يرمى به من يتبع السنة تنفيراً منه بـ[ـالوهابية]، وأنظر كيف أن التعصب المذهبي مذموم، وإلى ماذا أضفى إليه .. طعنٌ ورميٌ وتنكرٌ ومقاطعةٌ لماذا؟! لأنه اتبع منهج الصالحين الصادقين الربانيين الذين مذهبهم الكتاب والسنة، يدرون معه حيث دار، نسأل الله أن يوفقنا لإتباع السنة ونبذ التعصب.

    وخلال هذه الفترة قد أنكر بعض البدع مثل الحداد، وعدم إقامة الأضحية لموت فلان من الناس، فيقول أنها (من البدع الضالَّة التي اعتادها أهل العصر خلافاً لما جاء به الهديُ النبوي) ص54.

    ثم شد الرحلة لرؤوس تلك المدرسة كأحمد بن الصديق في منفاه، ودرس عليه وتأثر به، وبايعه على طريقته الشاذلية وأجازه فيها!!

    عاد بعد ذلك لطنجة وتزوج، ومن العجيب الغريب أنه وصاحب له تعاهدا على أن لا يتزوجا أبداً!! وهذا من لوثته الصوفية!! حتى أنه أراد أن يخصي نفسه!! وقد شرب الكافور ليهلك شهوته وكاد أن يهلك!! ثم تزوج في هذه العودة!! وتأمل المخالفة الصريحة لقول النبي عليه الصلاة والسلام ((فأما أنا فأتزوج الناس)) وقوله (( فمن رغب عن سنتي فليس مني)).

    بعد عودته (في هذه الفترة التفَّ حوله جماعة من الشباب، وكانوا نِعْمَ المعين والمؤيِّد له ولدعوته، ونِعْمَ المساعد، وقبلوا دعوته التي كانت صعبه على النفوس، والتي لا يرضاها إلا من سبقت له من الله العناية، لأن دعوته كانت ولا تزال مؤسسة على العمل بالكتاب والسنة، وأخذ الشريعة من معدنها الصافي، ونَبْذ ما خالفها من الآراء التي لا يشهد لها دليل صحيح أيًّا كان مع الحض على ما كان عليه السلف عقيدة وعملاً وحالاً وسلوكاً ... والتحذير من الفرق الضَّالة الخارجة عن أهل السنة والجماعة) ص65.

    إن الشيخ يبين لك عقيدته وتدرجه إلى أن ترك عقيدة الأشاعرة وتاب وتمسك بعقيدة أهل السنة، حيث يقول:
    ( كان في بداية أمره على مذهب الأشاعرة المتأخِّرين الذين مَزَجوا عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى الحقَّة ببعض عقائد المعتزلة، لكنه كان له مَيْلٌ إلى مذهب السلف لقراءته أيام الطلب رسالة ابن أبي زيد القيرواني مراراً، وعقيدته المذكورة في رسالته سلفيَّةٌ مَحْضَة.

    ولما اتصل بشيخه الحافظ أبي الفيض أحمد الغماري رحمه الله تعالى أعطاه كتاب "التوحيد" لابن خزيمة، و"الاعتقاد" للبيهقي، و"الدرة المضيئة" وأمره بقراءتها، فلما قرأها، وقرأ معها "العلو للعلي الغفار"، و"اجتماع الجيوش الإسلامية"، و"الإبانة" للأشعري، و"الطحاوية"، و"لمعة الاعتقاد" خرج من قراءتها كلها باعتناق مذهب السلف، فأصبحت بفضل الله تعالى عقيدته سلفية محضة، وزاد تمكُّناً في ذلك، بعد أن قرأ كثيراً من كتب التفسير وشروح الحديث التي تتعرَّض لمذهب السلف والخلف.

    وهو ينصح أهل العلم بقراءة عقيدة ابن أبي زيد القيرواني، و"العقيدة الطحاوي"، و"الاعتقاد" للبيهقي، و"الإبانة" للأشعري ... رحمهم الله تعالى) ص96.

    وكذلك أثرت هذه النقلة على مذهبه الفقهي، ومنهجه في التلقي فيقول بأنه: (يأخذ بما دلَّ عليه الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة، دون تقيُّد بمذهب من المذاهب المعروفة، إلا إذا تعارضت الأدلة، وتشعَّبت الأقوال، فيختار أحوط ما قال به بعض الأئمة) ص97.

    ولقد تاب وآب مما تلقنه المدرسة الصديقية الغمارية من سب بعض الصحابة فيقول عن نفسه:
    (أنه كان يسبُّ معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وسَمُرة بن جندب، ثمَّ رجع عن ذلك، فحرَّق كتاب "النصائح الكافية" لابن عقيل الذي أُلِّف في معايوة وأضرابه وأتباعه ... وينصح بعدم قراءته للمُبْتدئين، لأنه مليءٌ بالأباطيل والأكاذيب التاريخية) ص106.

    نسأل الله لنا وله الثبات، ومزيداً من الهداية إلى الحق، وعطاءً لا ينضب، ومن هذا المعين، فقد ألف عدداً كبيراً من الكتب يزيد على الثلاثين مؤلفاً، تراجع عن عددٍ منها، وهو غير راضي عن عددٍ آخر .. ومن مؤلفاته:
    1- تهذيب جامع الترمذي.
    2- تهذيب الخصائص الكبرى
    3- جواهر البحار بصحاح الأحاديث القصار
    4- إتمام المنة بشرح منهاج الجنة في فقه السنة
    5- دلائل التوحيد انطلاقاً من القرآن والكون
    6- تهذيب الشفا
    7- الجواهر والآلئ المصنوعة بتفسير كتاب الله بالأحاديث الصحيحة المرفوعة
    8- نصب الموائد في الفتاوى والنوادر والفوائد
    9- أسباب هلاك الأمم
    10- المبشرون بالجنة
    11- الأنوار الباهرة في فضائل الذِّرية الطاهرة
    12- فضائل الصحابة في القرآن والسنة وموقف الشيعة منهم
    13- تهذيب الاستنفار في غزو التشبه بالكفار
    14- القدس وكيف احتله الصهاينة؟
    15- المرأة المتبرِّجة وأثرها السيء في الأمة.
    16- أهل السنة والشيعة بين الاعتدال والغلو.
    17- بداية الوصول بلُبِّ الأمهات والأصول.

    وقد دَرَسَ على عددٍ كبير من أهل العلم، وتخرج على يديه وأجاز عدداً كبيراً من طلبة العلم ..

    نسأل الله لنا وله حسن الختام، وإتمام الإنعام بحسن الإتباع، وتجريد القلب بحقيقة الإخلاص .. لقد كان منبراً وعلماً .. وما زال .. مقصداً ومرشداً .. نبذ التصوف، وحارب التقليد، وغزا التعصب وأهله، وتاب لعقيدة أهل السنة، وترك الأشعرية!!
    فهو نبراس .. وأسوة .. حياته جهاد وكفاح .. في طلب الحق .. وبعد عشرات السنين يصل لمبتغاه .. وها هو الآن وقد اكتمل عمره العقد ودخل المائة .. يعطيك من خبرته وتجربته .. فأين الذين ضاعت الوجه لديهم وحادوا عن الحق وأهله؟!!
    فحقيقٌ بهؤلاء أن يرشدوا ويعودا .. ويتأسوا بهؤلاء الأعلام .. أئمتكم وعلمائكم وكبرائكم الذين عادوا للحق، ونبذ الشرك والتأويل والتحريف، واحرقوا خِرقَ الإدعاء .. ليصفوا بصفاء السنة، ويتمسكوا بعقيدة أهل السنة .. فالله الله بأنفسكم خيراً، والعاقل يعقل ويتفكر .. وإن في قصص هؤلاء لعبرة وعظة .. فهل من معتبر؟!!
    * منقول مع الاختصار
    كتبه أبو عمر الدوسري – شبكة الدفاع عن السنة

    ** رجاء من الأخوة المغاربة مراجعة ما كتبه أبو عمر الدوسري أعلاه وإفادتنا بما لديهم
    أبو محمد المصري

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: مشاركة حول السادة الغمارية

    بارك الله في صاحب الموضوع الأخ المحبب الدكتور عبد الباقي ..،وفي كل من شارك ..،وعلى الخصوص الأخ الفاضل أبو محمد العمري..،فقد أجاد وأفاد حفظه الله..،

    وبخصوص نسبة الغماريين ..،فلأنهم ينحدرون من قبيلة غمارة البربرية..،وهي قبيلة واسعة الأطراف بشمال المغرب من مدنية تطوان غرباإلى مدنية الناظور شرقا تقريبا ..،وتعد مدينة شفشاون-أو الشاون- عاصمة لهذه القبيلة ..،وهي قبيلة ذات تاريخ مجيد..،كان لها دور كبير في قيام الدولة الموحدية وفي نصرة الدجال ابن تومرت..،كما لها مواقف ثورية ضد بعد الملوك والأمراء الذين ملكوا المغرب قديما..،

    والزاوية الصديقية الغمارية لازالت بطنجة وهي مشهورة هناك ..،

    وقد اشتهر آل ابن الصديق بنسبتهم إلى هذه القبيلة ..،حيث لا يعرفون إلا بالغماريين (نسبة إلى غمارة)..،

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •