تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )





    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :



    فإن هذا هو عصر العجائب بحق ، فمع شدة افتتان المسلمين بالكفار حتى أن كثيراً من المسلمين يعتقدون بالكفار كل فضيلة ويعتقدون بأهل الإسلام كل رذيلة حتى قاد هذا الاعتقاد كثيراً منهم إلى ترك الدين بالكلية نجد فتاوى سطحية عجيبة هم أصحابها مجاراة المزاج العام


    لن تجد قبل عصر الاستعمار رجلاً يتكلم محاولة الطعن في حد الردة مثلاً أو الرجم


    ولن تجد من هم أهون من السابق ممن يحاول تجويز بعض مظاهر التشبه بالكفار مثل الاحتفال بأعيادهم الخاصة


    والعجيب أنهم يحاولون إسباغ صفة علمية على أبحاثهم عن طريق إقحام بعض أسماء الفقهاء ومحاولة الطعن في بعض الأحاديث المشهورة


    ولو نظر العاقل لوجد أن تشبه المسلمين بالكفار بلغ مبلغاً مستفزاً ولو لم يرد أي حديث في النهي عنه لكان خليقاً بالعاقل أن يقف أمام هذا


    وقد رأيت بحثاً لمابعدي شن هجوماً على حديث ( من تشبه فهو منهم ) ليخلص لجواز الاحتفال بعيد الأم !


    والذي ما فكر مسلم طوال القرون الماضية به ولو اعتبرته من البر فأنت داخل في باب الإحداث في الدين والابتداع ولو اعتبرته من العادات فهذه مكابرة فأنتم تعدون الأمر براً وسأتحدث عن حديث من تشبه بقوم فهو منهم ثم أذكر شواهده الموقوفة والمرفوعة معنوياً واعتماد الفقهاء على أمثاله في الكثير من الأحكام ونبين لك عجلة هؤلاء القوم


    ففي الوقت الذي يدعون فيه المذهبية وتقدير العلماء يقدمون على الطعن في أمور كبار كما فعل كمال المرزوقي حين طعن في قاعدة سيارة على ألسنة العلماء لا صغيرة مع الإصرار .


    وكل هذا فقط ليراعي المزاج العام الذي تكتنفه نزعة إباحية


    قال أحمد في مسنده 5114 - ثنا محمد بن يزيد يعنى الواسطي أنا بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم.


    هذا الحديث شنوا عليه حرباً عجيبة في عصرنا وقد استنكره غير واحد مع العلم أنه مخرج في مسند أحمد وسنن أبي داود والحديث مشهور فلو كان منكراً لتكلم الأئمة في نكارته


    نعم ابن ثوبان متكلم فيه غير أنه هنا ما سلك جادة


    وأحاديثه عن حسان بن عطية ما رأيت فيها ما يستنكر


    وقال ابن أبي شيبة في المصنف 19783- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ بن جبلة ، عَنْ طَاوُوسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيَ السَّاعَةِ ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَنِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ


    وسعيد بن جبلة شبه مجهول غير أن الخبر رواه سفيان الثوري والأوزاعي وهما من أئمة الفقه الذين لا يروون المنكر


    وقال البزار في مسنده 2966 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ حُذَيْفَةَ مُسْنَدًا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ غُرَابٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ مَوْقُوفًا


    الحديث المرفوع ضعيف لحال علي بن غراب ولكن الموقوف على حذيفة يكون قوياً وهو في الورع لأحمد بسند قوي عن يحيى القطان عن أبي عبيدة بن حذيفة ( ولا أحسبه أدركه وأن في السند سقطاً ولكن القطان كل شيوخه ثقات )


    وليس سند الموقوف ممن ينظر في شأنه سوى أبي عبيدة بن حذيفة قال عنه أبو حاتم ( لا يسمى ) بمعنى أن اسمه كنيته


    ويكفي لتعديله رواية ابن سيرين عنه فابن سيرين لا يروي إلا عن ثقة


    قال ابن عبد البر في التمهيد (8/301):« أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة وأن مراسله صحاح كلها ليس كالحسن وعطاء في ذلك والله أعلم ».
    قال ابن حجر في النكت (2/557):« صحح ابن عبد البر مراسيل محمد بن سيرين قال:لأنه كان يتشدد في الأخذ ولا يسمع الا من ثقة 0000 ».
    وقال العلائي في جامع التحصيل (ص90):« وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين أنه قال:إذا روى الحسن ومحمد – يعني ابن سيرين – عن رجل وسمياه فهو ثقة ».
    وانظر تعليق العلائي على هذه الكلمة في ترجمة الحسن البصري من هذا الفصل.
    وقال ابن رجب رحمه الله تعالى في شرح العلل (1/355):« وابن سيرين رضي الله عنه هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيرهم، وقد روي عنه من غير وجه أنه قال:إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، وفي رواية عنه أنه قال:إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه؛ قال يعقوب بن شيبة:قلت ليحيى بن معين:تعرف أحداً من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم ؟ فقال برأسه أي لا ». ( مستفاد من بحث محمد خلف سلامة )


    فما بالك وأبو عبيدة هذا هو ابن صحابي أصلاً ويروي عن أبيه قوله ومعلوم النهج في التسمح في الموقوفات


    فاستبان أن خبر ابن ثوبان قد اعتضد بموقوف حذيفة وبمرسل طاووس وقد روي أيضاً هذا عن عمر من رواية قتادة عنه وقتادة لم يسمع عمر ولكنه فقي
    فإذا كان كل من الأوزاعي ويحيى بن سعيد وسفيان وقتادة وغيرهم يروون هذه الألفاظ ولا يرون فيها رائحة النكارة فما بال المعاصرين ظهر لهم ما لم يظهر للمتقدمين


    كان يكفي الانفصال لتضعيف الحديث إسنادياً ولكن الطعن في دلالته المتنية هنا الباقعة


    والشواهد لمعنى هذا الخبر عديدة في التحري والحذر من التشبه بالكفار


    قال الترمذي في جامعه 2761 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا» وَفِي البَابِ عَنْ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ


    وهذا الحديث بمعنى حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم ) لو تأمل المرء فإن عدم الأخذ من الشارب هي سمة أهل الإشراك ولا فرق بين ( ليس منا ) و ( فهو منهم )


    ولو احتججنا بقوله تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فإنه منهم )


    لتثبيت دلالة الحديث لما كان ذلك بعيداً فإن التولي له صور من أهمها التشبه بالخصائص


    قال ابن أبي حاتم في تفسيره 6512 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «1»
    أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَبَائِحِ نَصَارَى الْعَرَبِ فَقَالَ: كُلْ. قَالَ اللَّهُ: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ نَحْوُ ذَلِكَ.


    ونصارى بني تغلب يسمون أنفسهم نصارى وهم لا يتمسكون من النصرانية بشيء سوى شرب الخمر فاعتبرهم ابن عباس بانتحالهم الاسم متولين للنصارى


    قال ابن المبارك في الزهد [578]:
    أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى الطَّوِيلُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ:
    بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَأْكُلُ أَلْوَانَ الطَّعَامِ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ يَرْفَأُ:
    إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ حَضَرَ عَشَاؤُهُ فَأَعْلِمْنِي، فَلَمَّا حَضَرَ عَشَاؤُهُ أَعْلَمَهُ، فَأَتَى عُمَرُ، فَسَلَّمَ، وَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَرَّبَ عَشَاءَهُ، فَجَاءَ بِثَرِيدَةِ لَحْمٍ، فَأَكَلَ عُمَرُ مَعَهُ مِنْهَا، ثُمَّ قَرَّبَ شِوَاءً، فَبَسَطَ يَزِيدُ يَدَهُ، فَكَفَّ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ يَا يَزِيدُ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، أَطْعَامٌ بَعْدَ طَعَامٍ؟ وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَئِنْ خَالَفْتُمْ عَنْ سُنَّتِهِمْ لَيُخَالِفَنَّ بِكُمْ عَنْ طَرِيقَتِهِمْ.


    هذا إسناد صحيح وتأمل كيف أن عمر جعل التشبه بهذا المستصغر ذريعة للتشبه بما هو أكبر كما هو مشاهد اليوم


    قال مسلم في صحيحه 5487- [28-...] حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمُوصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : أَأُمُّكَ أَمَرَتْكَ بِهَذَا ؟ قُلْتُ : أَغْسِلُهُمَا ، قَالَ : بَلْ أَحْرِقْهُمَا.


    وقال أيضاً : 5485- [27-2077] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يَحْيَى ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ ابْنَ مَعْدَانَ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَخْبَرَهُ ، قَالَ : رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ فَلاَ تَلْبَسْهَا.


    انظر التعليل بأنها من لباس الكفار ، وانظر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أأمك أمرتك بهذا ) وهذه نبرة غضب يؤكدها قوله ( بل احرقهما )
    قال أبو نعيم في الحلية حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، أَنَّ زِيَادَ بْنَ حدير الْأَسَدِيَّ، قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيَّ طَيْلَسَانُ وَشَارِبِي عَافٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ [ص:198] إِلَيَّ وَلَمْ يَرُدَّ السَّلَامَ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُ ابْنَهُ عَاصِمًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ رَمَيْتَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الرَّأْسِ، فَقَالَ: سَأَكْفِيكَ ذَلِكَ. فَلَقِيَ أَبَاهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخُوكَ زِيَادُ بْنُ جَرِيرٍ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ. فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهِ طَيْلَسَانًا، وَرَأَيْتُ شَارِبَهُ عَافِيًا قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيَّ فَأَخْبَرَنِي، فَانْطَلَقْتُ فَقَصَصْتُ شَارِبِي، وَكَانَ مَعِي بُرْدٌ شَقَقْتُهُ فَجَعَلْتُهُ إِزَارًا وَرِدَاءً، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى عُمَرَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، هَذَا أَحْسَنُ مِمَّا كُنْتَ فِيهِ يَا زِيَادُ.


    لاحظ عمر يغضب على رجل إلى درجة عدم رد السلام لأمور في هيئته الظاهرية وهيئته إنما فيها تشبه بالكفار


    والتعليل في الأحكام الشرعية بمخالفة أهل الكتاب كثيرة جداً وسأذكر مجموعة من آثار الصحابة في ذلك


    قال ابن أبي شيبة في المصنف [6542]:
    حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ:
    أَنَّ عَلِيًّا رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ وَقَدْ سَدَلُوا، فَقَالَ: كَأَنَّهُمَ الْيَهُودُ خَرَجُوا مِنْ فِهْرِهِمْ


    فهنا علي عاب عليهم مشابهتهم لليهود


    قال عبد الرزاق في المصنف 3338 - عن معمر والثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة نهت أن يجعل الرجل أصابعه في خاصرته في الصلاة كما يصنع اليهود قال معمر في حديثه فإنه معشر اليهود.


    وقال ابن أبي شيبة في المصنف 13712- حدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَنَّهُ كَرِهَ قِيَامَ الرَّجُلِ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، إِذَا أَرَادَ الانْصِرَافَ إلَى أَهْلِهِ مُنْحَرِفًا نَحْوَ الْكَعْبَةِ ، يَنْظُرُ إلَيْهَا وَيَدْعُو ، وَقَالَ : الْيَهُودُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ.
    13713- حدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ وَرَأَى رَجُلاً يَلْتَفِتُ إلَى الْكَعْبَةِ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فَنَهَاهُ ، وَقَالَ : الْيَهُودُ يَفْعَلُونَ هَذَا.


    وكلام الفقهاء كثير جداً في هذا فإذا كان في لبسهم فكيف بالأعياد وأمرها أعمق فعامة أعياد الناس لها متعلقات بأديانهم والأعياد هي أخص خصائص الأمم
    وإذا كان هذا صنيع السلف مع أهل الكتاب وهم أقرب الناس إلى أهل الملة فما عسى يكون صنيعهم مع سنن الملاحدة وما تيقنا أنه محدث حتى في دين أهل الكتاب


    قال الإمام البخاري في صحيحه [3834]:
    حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ بَيَانٍ أَبِي بِشْرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْمَسَ يُقَالُ لَهَا زَيْنَبُ فَرَآهَا لَا تَكَلَّمُ فَقَالَ: مَا لَهَا لَا تَكَلَّمُ؟
    قَالُوا: حَجَّتْ مُصْمِتَةً , قَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ هَذَا مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ .
    فَتَكَلَّمَتْ فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: امْرُؤٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ .
    قَالَتْ: أَيُّ الْمُهَاجِرِينَ ؟ قَالَ: مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَتْ: مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ أَنْتَ؟ قَالَ: إِنَّكِ لَسَئُولٌ.
    أَنَا أَبُو بَكْرٍ. قَالَتْ: مَا بَقَاؤُنَا عَلَى هَذَا الْأَمْرِ الصَّالِحِ الَّذِي جَاءَ اللَّهُ بِهِ بَعْدَ الْجَاهِلِيَّةِ ؟
    قَالَ: بَقَاؤُكُمْ عَلَيْهِ مَا اسْتَقَامَتْ بِكُمْ أَئِمَّتُكُمْ. قَالَتْ وَمَا الْأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَمَا كَانَ لِقَوْمِكِ رُءُوسٌ وَأَشْرَافٌ يَأْمُرُونَهُمْ فَيُطِيعُونَهُم ْ؟ قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: فَهُمْ أُولَئِكِ عَلَى النَّاسِ.


    فهذا أبو بكر الصديق ينكر على امرأة تتعبد بالصمت ويعلل ذلك أنه من عبادة أهل الجاهلية مع أن الصمت يكون عن غيبة ونميمة وغير ذلك وهو محمود بالجملة


    وهذا المفتي مشتفع يدعي أنه شافعي


    قال الرملي في حاشية أسنى المطالب :" قَوْلُهُ: وَإِطْلَاقُ كَثِيرِينَ أَوْ الْأَكْثَرِينَ يَقْتَضِي أَنَّهُ يُعَزَّرُ) يُعَزَّرُ مُوَافِقُ الْكُفَّارِ فِي أَعْيَادِهِمْ وَمَنْ يُمْسِكُ الْحَيَّةَ وَيَدْخُلُ النَّارَ وَمَنْ قَالَ لِذِمِّيٍّ يَا حَاجُّ وَمَنْ هَنَّأَهُ بَعِيدٍ وَمَنْ سَمَّى زَائِرَ قُبُورِ الصَّالِحِينَ حَاجًّا"


    وقال ابن حجر الهيتمي في الإقناع :" (خَاتِمَةٌ) يُعَزَّرُ مَنْ وَافَقَ الْكُفَّارَ فِي أَعْيَادِهِمْ"


    قال الخطيب الشربيني في الإقناع :" وَلَا يجوز تَركه إِن كَانَ لآدَمِيّ عِنْد طلبه كَالْقصاصِ على الْمُعْتَمد وَإِن خَالف فِي ذَلِك ابْن الْمقري وَيُعَزر من وَافق الْكفَّار فِي أعيادهم وَمن يمسك الْحَيَّة وَيدخل النَّار"


    وجاء في حاشية القليوبي وعميرة :" فَرْعٌ: يُعَزَّرُ مَنْ وَافَقَ الْكُفَّارَ فِي أَعْيَادِهِمْ وَمَنْ يُمْسِكُ الْحَيَّاتِ، وَمَنْ يَدْخُلُ النَّارَ، وَمَنْ يَقُولُ لِذِمِّيٍّ يَا حَاجُّ، وَمَنْ سَمَّى زَائِرَ قُبُورِ الصَّالِحِينَ حَاجًّا"


    وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي في ( باب الردة ) :
    (ثم رأيت بعض أئمتنا المتأخرين ذكر ما يوافق ما ذكرته فقال : ومن أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه بأكلهم والهدية لهم وقبول هديتهم فيه وأكثر الناس اعتناء بذلك المصريون وقد قال صلى الله عليه وسلم { من تشبه بقوم فهو منهم } بل قال ابن الحاج لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانيا شيئا من مصلحة عيده لا لحما ولا أدما ولا ثوبا ولا يعارون شيئا ولو دابة إذ هو معاونة لهم على كفرهم وعلى ولاة الأمر منع المسلمين من ذلك ومنها اهتمامهم في النيروز بأكل الهريسة واستعمال البخور في خميس العيدين سبع مرات زاعمين أنه يدفع الكسل والمرض وصبغ البيض أصفر وأحمر وبيعه والأدوية في السبت الذي يسمونه سبت النور وهو في الحقيقة سبت الظلام ويشترون فيه الشبث ويقولون إنه للبركة ويجمعون ورق الشجر ويلقونها ليلة السبت بماء يغتسلون به فيه لزوال السحر ويكتحلون فيه لزيادة نور أعينهم ويدهنون فيه بالكبريت والزيت ويجلسون عرايا في الشمس لدفع الجرب والحكة ويطبخون طعام اللبن ويأكلونه في الحمام إلى غير ذلك من البدع التي اخترعوها ويجب منعهم من التظاهر بأعيادهم) ا.هـ


    الفتاوى الفقهية الكبرى (4/238-239)


    فهذا كلام الشافعية فيمن يوافق المشركين في أعيادهم


    وكلام الفقهاء في هذا كثير ومن أراد البسط فليراجع اقتضاء الصراط المستقيم


    وقبل الختم أود التنبيه على أمرين هامين


    الأمر الأول : أنه على المفتي قراءة الحالة العامة قراءة إصلاحية وليس قراءة انبطاحية من المشاهد اليوم أن قومنا متأثرون إلى حد كبير ومرضي بالثقافة الغربية بل كبير من أبناء المسلمين لا يفرق بين المزاج الغربي والعقل والفطرة


    حتى أنك لو ذكرت له أن الأمر الفلاني يحدث في الغرب فإن ذلك يغنيك عن كثير من الاحتجاج بالآيات والأحاديث والآثار والله المستعان


    والغرب ما استغنى بشكل كلي عن ميراثه المسيحي ( النصراني ) فقد بقيت فيه بقايا منه


    والمزاج المتأثر بالنصرانية بين كثير من أبناء المسلمين واضح جداً


    فانظر إلى موقف الكثيرات من تعدد الزوجات تجدها محجبة وتصلي ولم تتزوج بعد وتتكلم عن تعدد الزوجات كأي كاهن في كنيسة بل قصص الحب والغرام بين شابين مقبولة في المزاج العام أكثر من تعدد الزوجات


    والنصرانية لها موقف شديد في باب تعدد الزوجات حتى أنهم اليوم قبلوا بكل شيء حتى المثلية وتعدد الزوجات لا زالوا يرفضونه بشدة وفهم هذا عسير إلا إذا كانوا يتقربون للنساء بمثل هذا


    وكثير من أبناء المسلمين في باب الحدود والحكم على الأشخاص يتمثل ( أما أنا فلا أدينك ) و ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ) وإن كانوا لا يطلقونها بهذه الألفاظ الانجيلية إلا أنهم يقررون معناها بألفاظ متعددة


    فهذا أمر يحتاج إلى علاج ودراسة لا إلى مداهنة وتعايش


    الأمر الثاني : يلاحظ في كثير من الشباب الذين لهم حظ في علم الحديث أنهم أصابهم غرور عجيب بمجرد أن يجد علة في السند يطرح الحديث ويقدم على استنكاره دون النظر إلى الشواهد من بقية الأحاديث والآثار والتفاسير ومقالات الفقهاء وقد ذكر الشافعي في كتابه الرسالة من عواضد المرسل آثار الصحابة وقول عامة الفقهاء
    والإقدام على استنكار أحاديث مروية في المصادر المشهورة وكثيرة التداول بين العلماء بدون أي مستنكر لها أمر لا يقدم عليه إلا متعجل

    تنبيه : بعد تدوين الكلام السابق وفي ظل هجمة مسعورة على الإسلام رأيت فتيا لصاحبه المتنحبل يجيز عيد الميلاد ويحتج بالطائرات والسيارات التي جاءت من الكفار والمصيبة أن هذا الأخرق ينتسب لمذهب أحمد

    وكلامه كلام من لم يشم رائحة الفقه فأين ما قام داعيه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله من أمر ما قام داعيه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ودعت إليه الحاجة بل الضرورة في عصرنا وغايته أنه نظير لأمر كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس ينتقلون بوسائل المواصلات ويشترون الأسلحة من الكفار

    وهذا القياس نظير قياسه الدخان على المشروبات الغازية وهذا قياس فاسد فالدخان سم مخفف والمشروبات الغازية وغيرها هي طعام في الأصل طعام نافع وإنما يأتي ضرره من الإكثار

    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    كتبه / عبدالله الخليفي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    3561 - حديث ابن عمر رفعه "من تشبه بقوم فهو منهم"
    قال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند حسن" (1)
    حسن
    ورد من حديث ابن عمر ومن حديث حذيفة ومن حديث أنس ومن حديث الحسن البصري مرسلا
    فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 313 و 12/ 351) وأحمد (5114 و5115 و 5667) وعبد بن حميد (848) وأبو داود (4031) والدينوري في "المجالسة" (147) وابن الأعرابي (1137) والطبراني في "مسند الشاميين" (216) وتمام (770) والخطيب في "الفقيه" (2/ 73) وابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 67) والهروي في "ذم الكلام" (ق 49/ب) وابن الجوزي في "التلبيس" (ص212) والمزي في "التهذيب" (34/ 324 - 325) والذهبي في "سير الأعلام" (15/ 509) والحافظ في "تغليق التعليق" (3/ 445) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجُرَشي عن ابن عمر مرفوعا "بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصَّغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم" (2)
    قال الذهبي: إسناده صالح"
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا إسناد جيد، حسان بن عطية ثقة مشهور، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال ابن معين وأبو زرعة والعجلي: ليس به بأس، وقال دحيم: ثقة، وقال أبو حاتم: مستقيم الحديث، وأبو منيب الجرشي قال العجلي: هو ثقة وما علمت أحدا ذكره بسوء" اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 236 - 237
    وقال العراقي: سنده صحيح" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 676
    وقال الحافظ: عبد الرحمن بن ثابت مختلف في توثيقه، وأبو منيب لا يعرف اسمه" الفتح 6/ 438
    قلت: أبو منيب ذكره ابن حبان في "الثقات" (3) أيضا، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر أبو منيب سماعا من ابن عمر فلا أدري أسمع منه أم لا.
    وعبد الرحمن بن ثابت قواه أيضا ابن المديني ويعقوب بن شيبة وأبو داود وصالح جزرة وابن حبان وغيرهم، وضعفه أحمد والنسائي وغيرهما، واختلف فيه قول ابن معين.
    ولم ينفرد به بل تابعه الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي المنيب عن ابن عمر به.
    أخرجه الطحاوي في "المشكل" (231) وابن حذلم في "حديث الأوزاعي" (31) من طرق عن الأوزاعي به.
    واختلف فيه على الأوزاعى:
    - فرواه صدقة بن عبد الله السمين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
    أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (ق 49 / ب) والذهبي في "سير الأعلام" (16/ 242)
    وصدقة ضعيف.
    - ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس مرسلا، منهم:
    1 - عيسى بن يونس.
    أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 349 و5/ 322)
    2 - سفيان الثوري.
    أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 350)
    3 - عبد الله بن المبارك (الجهاد 105)
    وأخرجه القضاعي (390) من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا ابن المبارك به.
    قال الحافظ: إسناده حسن" تغليق التعليق 3/ 446 - فتح الباري 6/ 438
    قلت: سعيد بن جبلة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا الأوزاعي، والباقون ثقات.
    وأما حديث حذيفة فله عنه طريقان:
    الأول: يرويه هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه موفوعا "من تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه البزار (2966) عن محمد بن مرزوق الباهلي أنا عبد العزيز بن الخطاب أنا علي بن غُراب أنا هشام بن حسان به.
    وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8323) عن موسى بن زكريا التستري ثنا محمد بن مرزوق به.
    قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن حذيفة مسندا إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير علي بن غراب عن هشام عن محمد عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا"
    وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا علي بن غراب، ولا عن علي إلا عبد العزيز، تفرد به محمد بن مرزوق"
    قلت: وإسناده حسن.
    الثاني: يرويه محمد بن الوليد الزبيدي ثنا نمير بن أوس أنّ حذيفة بن اليمان كان يرده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال "من تشبه بقوم فإنه منهم"
    أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1862) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي به.
    وإسناده ضعيف، نمير بن أوس الأشعري عن حذيفة مرسل (تهذيب الكمال)
    وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود وغيره.
    وعمرو بن الحارث هو الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة.
    وعبد الله بن سالم ومحمد بن الوليد ثقتان.
    وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 129) والهروي (ق 49/ ب) من طريق الحجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني ثنا بشر بن الحسين الأصبهاني ثنا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا "بعثت بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم"
    وإسناده واه، بشر بن الحسين قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الزبير بن عدي بنسخة موضوعة.
    وأما حديث الحسن فأخرجه سعيد بن منصور (2370) عن إسماعيل بن عياش عن أبي عمير الصوري عن الحسن مرفوعا "إنّ الله بعثني بسيفي بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم"
    أبو عمير ما عرفته، وإسماعيل والحسن ثقتان.
    __________
    (1) 12/ 385 (كتاب اللباس- باب القباء)
    (2) علق البخاري منه "جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري"
    كتاب الجهاد- باب ما قيل في الرماح
    (3) ووثقه الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب"


    الكتاب: أنِيسُ السَّاري في تخريج وَتحقيق الأحاديث التي ذكرها الحَافظ ابن حَجر العسقلاني في فَتح البَاري
    المؤلف: أبو حذيفة، نبيل بن منصور بن يعقوب بن سلطان البصارة الكويتي
    المحقق: نبيل بن مَنصور بن يَعقوب البصارة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )



    (1269) - (حديث: " من تشبه بقوم فهو منهم " (ص 303) .
    * صحيح.
    أخرجه أحمد (2/50 و92) وعبد بن حميد فى " المنتخب من المسند " (ق 92/2) وابن أبى شيبة فى " المصنف " (7/150/1) وأبو سعيد ابن الأعرابى فى " المعجم " (ق 110/2) والهروى فى " ذم الكلام " (ق 54/2) عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان حدثنا حسان بن عطية عن أبى منيب الجرشى عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعثت بين يدى الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له , وجعل رزقى تحت ظل رمحى , وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى , ومن تشبه بقوم فهو منهم ".
    قلت: وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات غير ابن ثوبان هذا , ففيه خلاف وقال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق , يخطىء , وتغير بآخره ".
    وقد علق البخارى فى " صحيحه " (6/72) الجملة التى قبل الأخيرة , والتى قبلها , ولأبى داود منه (4031) الجملة الأخيرة.
    ولم يتفرد به ابن ثوبان , فقال الطحاوى فى " مشكل الآثار " (1/88) : حدثنا أبو أمية حدثنا محمد بن وهب بن عطية حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعى عن حسان بن عطية به.
    قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبى أمية واسمه محمد بن إبراهيم الطرسوسى.
    قال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق , صاحب حديث , يهم ".
    والوليد بن مسلم ثقة محتج به فى الصحيحين , ولكنه كان يدلس تدليس التسوية , فإن كان محفوظا عنه , فيخشى أن يكون سواه!
    وقد خالفه فى إسناده صدقة فقال: عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم به.
    أخرجه الهروى (ق 54/1) من طريق (عمر وابن أبى سلمة) [1] حدثنا صدقة به.
    وصدقة هذا هو ابن عبد الله السمين الدمشقى وهو ضعيف.
    وخالفهما عيسى بن يونس فقال: عن الأوزاعى عن سعيد بن جبلة عن طاوس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
    أخرجه ابن أبى شيبة (7/152/1) .
    قلت: وهذا مرسل , وقد ذكره الحافظ فى " الفتح " (6/72) من رواية ابن أبى شيبة عن سعيد بن جبلة مرسلا , لم يذكر فيه طاوسا وقال: " إسناده حسن ".
    كذا قال , ورجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن جبلة , وقد أورده ابن أبى حاتم (2/1/10) من رواية الأوزاعى عنه وقال عن أبيه: " هو شامى ".
    ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا , وهو على شرط ابن عساكر فى " تاريخه " ولم يورده فيه.
    ثم أخرجه الهروى (54/1 ـ 2) وأبو نعيم فى " أخبار أصبهان " (1/129) من طريق بشر بن الحسين الأصبهانى حدثنا الزبير بن عدى عن أنس بن مالك مرفوعا به.
    قلت: وبشر هذا متروك متهم فلا يفرح بحديثه.وقد روى من حديث ابن عمر وبنحوه , وهو المذكرو فى الكتاب بعده.
    __________


    [تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
    [1] {كذا فى الأصل , والصواب: عمرو بن أبى سلمة}

    الكتاب : إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل
    المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    كان يكفي الانفصال لتضعيف الحديث إسنادياً ولكن الطعن في دلالته المتنية هنا الباقعة
    لا تقل هذا الكلام أخي الفاضل
    "وجعل رزقي تحت ظل رمحي" تكشف لك قصة الحديث من أوله الى آخره.
    ولابد تفهم سياق الظروف التي ولدت فيها مثل هذه الأحاديث الشامية الخالصة وهي كثيرة على هذا النحو. كأنهم كانوا يتنافسون فيها لسبب لا يخفى علي وإن خفي على غيري.
    وصنيع ابي داود في سننه بحذف ماينكر وبقاء المعنى المقبول, ليس بالأمر المحمود, فما بالك وطريقه عند ابي داود و احمد وغيرهما خطأ..
    .
    أنار الله بصائرنا وبصائركم بنور الحق

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو لمى مشاهدة المشاركة
    لا تقل هذا الكلام أخي الفاضل
    "وجعل زقي تحت ظل رمحي" تكشف لك قصة الحديث من أوله الى آخره.
    ولابد تفهم سياق الظروف التي ولدت فيها مثل هذه الأحاديث الشامية الخالصة وهي كثيرة على هذا النحو. كأنهم كانوا يتنافسون فيها لسبب لا يخفى علي وإن خفي على غيري.
    وصنيع ابي داود في سننه بحذف ماينكر وبقاء المعنى المقبول, ليس بالأمر المحمود, فما بالك وطريقه عند ابي داود و احمد وغيرهما خطأ..
    .
    أنار الله بصائرنا وبصائركم بنور الحق
    اللهم آمين .. وإياكم أخي المفضال .
    في هذا الرابط ممكن تناقش صاحب التحقيق والتخريج :
    https://www.facebook.com/permalink.p...00008040305529

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالسيف بين يدي الساعة
    ابن رجب الحنبلي
    https://down.ketabpedia.com/files/bk...bpedia.com.pdf

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    اللهم آمين .. وإياكم أخي المفضال .
    في هذا الرابط ممكن تناقش صاحب التحقيق والتخريج :
    https://www.facebook.com/permalink.p...00008040305529
    إن كنت تقصد الخليفي, حيث أن الرابط لم يفتح عندي, فأظنه لم يقرأ آية سورة الأنعام "إنما يستجيب الذين يسمعون, والموتى يبعثهم الله, ثم إليه يرجعون"
    إنما يعي ويفهم من يسمع مستخدما أذنيه التي أطرافها سميكة ولايمكن غلقها, بينما يستخدم لسانه أكثر رغم أن حوله شفتين يمكن أن يزم بها هذا اللسان.
    الآية تقول: لن يصيب الحق أطرش! إن تحدث تحدث مع نفسه فقط.
    لي تجربة حوار سابقة معه, حامي ومحتكر للفهم والحقيقة, ومتأثر بأحداث هذا الزمان.
    لا نظلمه, ولكن الاستجابة عنده صعبة.
    هدانا الله جميعاً

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    وهو على كل حال ابن بيئتنا "نجد" فاحذر قروننا, بعد زوال قرن الشيطان مسيلمة الكذاب الى الأبد ان شاء الله,
    فقبل نحو من 30 سنة, انتشر لدينا في "الدوادمي" من تشبه بقوم فهو منهم وكان هناك مطويات ورسائل تنشر في المدارس, حتى محدثك هنا الطفل وقتها تأثر بها,
    وكنا نرى من يضع على رأسع "قبعة" فهو كافر متشبه, هو منهم!
    انت فقط ضع على رأسك قبعة, تتحات كلمة التوحيد وكل ماتربيت عليه من أمور الشريعة من قلبك!

    وأحد الكهول أمام عيني, حيث كنت في الصف, سحب الإمام المصري--مدرس دين في المتوسطة- بحجونه عندما تقدم للإمامة, لأنه لابس ينطلون.

    ولدينا في القصيم ذكروا رجلا صالحا لا يركب السيارة ابدا, ولو أصفه لك على وصفهم, فكأننا نتحدث عن أحد الصحابة! وجعل البعض فهمه هذا مفهوم الصحابة. ووضع طبيعي حدوث بعض الصراعات وقتها, خصوصا مع الانشطار النفسي الذي حدث بين أفراد الأمة بعد احتلال صدام للكويت آخر الليل!
    والقصص كثيرة ومردها سذاجة الناس!
    .
    لا أعلم متى سيدركون ان ايات كتاب الله التي كانت تنزل مهابة من السماء تحفها الملائكة لها هيبتها
    تقرأ القرآن الآن وكأن الله يكلمك دون واسطة من جبريل أو نبي! هل تستشعر هذا؟
    إذا ادركوا هذا قد يبدأون الارتقاء لهذا المستوى!
    أما ان يفهم الخليفي على فهم بيئته, ويفهم شقيقي المغربي على فهم بيئته وشقيقي المصري على فهم بيئته!
    فيحب أن تنسب لهم!
    لا أرى الا تعسفاً يشبه تعسف الخوارج!

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    نأتي للحكمة
    ونأتي للشياطين التي تحرش, وربما هي أحذية تنتعلها مخابرات العالم عندما تلتحي!
    والشرور كل الشرور في لِحىَ المخابرات! خصوصا المرفهين من بشرتهم تدل على الرخاء يجانب قاعدة العيديد! يتحدثون ضدهم ولا يلحقهم شر!!
    .
    فعندما نعق ناعق الشيطان في منى في آخر حجة حجها عمر, لو مات عمر لاخترت فلان!
    التفت عمر ووجد بجانبه عبد الرحمن بن عوف.
    وبعد 14 سنة, وبعد مقتل عثمان, التفت علي بن ابي طالب فوجد بجانبه الأشتر النخعي!
    وفرق حكم هذا عن هذا, يعبر عنه الفرق بين عبد الرحمن بن عوف و الأشتر النخعي الذي لطم بغلة
    صفية أم المؤمنين فقالت: ردوني لايفضحني هذا الكلب.
    يعني كالفرق بين الإنسان وبين الكلب.
    .
    نوى عمر أن يخطب أمام الحُجاج صحابة وأعراب وموالي, فمنعه ابن عوف حتى يرجع للمدينة ويخلص الى صحابة محمد, ويقول خطبته الشهيرة التي قالها.
    رضي الله عن الصحابة أجمعين.
    الحكمة هنا تجنب ما يؤدي للشحناء والفرقة والحذر من نواعق الشيطان! وتعسف وتأويل ايات كتاب الله من أجل إنجاح "الفكرة الشخصية"
    وبهذا التأويل قتل عثمان وتم التثنية بعلي. رسول الله يزوجهم والمتأولة يقتلونهم.
    وأشباه من يقتل عثمان وعلياً, لن نهون عليه أنا وأنت!

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    ولأن الشيطان يدور بيننا,
    فبعضنا شياطين! ولعلهم ممن التحى!!
    فنحن في خلسة من الآخرين, الأهل الأم والأب, ننفرد بالأطفال والمراهقين, ونحدثهم عن الجهاد! ولكن محال أن نقول لهم ان سول الله صلى الله عليه وسلم رد ابن عمر وابي سعيد الخدري عن الجهاد لأنهم صغار! أهون علينا أن نرد اية كريمة او نتأولها, لكن لايمكن ان نذكر للأطفال هذا!
    .
    وايضا نحدثهم بحديث عبد الله بن المبارك, في صحيح مسلم, من مات و لم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق.
    وعن عمد لا نذكر تمام الحديث, وتفسير من اخذته الأمة عنه عبد الله بن المبارك. عن عمد نخفي هذا! طبعنا طبع شياطين! نأخذ المقاسات التي توافق الهوى! فنحن تربية مخابرات ذكية!! وإن لم يكن, فندربي رؤسنا هكذا! ودون ثمن!
    .
    فقول ابن المبارك: قال مسلم: قَالَ ابْنُ سَهْمٍ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : فَنرَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. محال أن نقوله للمراهقين الذين نختلي بهم!
    .
    ولا يتساءلون , لماذا لم تتبارك جهودهم!
    حقاً البركة من الله
    هي أمنية فقط عند التصدي للاحتجاج لوجهات نظر بيئتنا بكتاب الله, إدراك أنه كلام الله وأن آياته كانت تنزل مهابة! بدلا من هذا التعسف, للوصول لمقدمة قد تقررت! تبقى فقط انتزااع الأدلة لها.
    .
    لا يمكن أن نهرب من حقيقة عصرية: مصادر التشريع 1) القرآن 2) السنة 3)
    بيئتنا
    .
    آية ولا تلقوا بأيديكم للتهكة! كانت نزلت للتحذير من ترك الجهاد! أثخناها نحن المجتهدون بمعاني مقلوبة! فاختفى المعنى الأصلي!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    وفينا وقاحة عجيبة, لم أرى مثلها
    فبعضنا من الفقهاء والشيوخ يحتج بـ "وليس الذكر كالأنثى" في الأمور التي تخبرها, وربما أوحوا بالانتقاص من بعض خلق الله, وكأن هذه الاية من صميم قول الله عز وجل وليس من دعوات المرأة الصالحة, التي نذرت أن يكون مافي بطنها محرراَ -- وكانت تتمناه ذكراً, لأنه لايخدم المسجد وقتها الا الذكور!

    امرأة صالحة دعت الله بقلب صادق, فاستجاب الله دعوتها ولكن جعلها أنثى! يعني على طريقتهم يفترض ان يحتجوا بالآية للانتقاص من الرجل وليس المرأة!

    الشيطان يمشي بيننا ويبدل ويغير! يبيض ويفرخ! وأقصى ما نبحث عنه "قيل وقال" في كتاب هنا أو هناك.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    فاحذر أخي من مثل هذه البحوث! تعامل معها بحذر!
    .
    ومن تربى على 6236 اية كريمة و قل ان شئت 6236 حديث صحيح, يقينا سيسلم, لنورانية عقله المُؤَسَّس على نور الالوهية ونور النبوة: الكتاب والسنة.
    .
    لا تخدعك التنميقات.
    ولا تأخذ دينك عن كل من هب ودب,
    ولا تبني ارائك على اراء فلان وعلان!
    .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    ضرورة العناية بالمكاسب الطيبة والإنفاق الطيب

    فالخلاصة مما ذكره المشايخ في هذا المقام أن الواجب النظر في الكسب وفي المصرف، وأن تكون طيب الكسب طيب المصرف، وأن تحذر أن تكون خبيث الكسب أو خبيث المصرف، أو خبيثهما جميعًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلا بد أن يكون الكسب طيبًا، من طرق أحلها الله عز وجل، سئل عليه الصلاة والسلام: أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور، وقال: ما أكل أحد طعامًا خير من أن يأكل من عمل يده، وكان نبي الله داود يأكل من عمل يده عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم. فالغنائم أفضل المكاسب، الغنائم التي أباحها الله لهذه الأمة من الكفار هي أفضل المكاسب الناشئة عن الجهاد الشرعي في سبيل الله، وكانت هي كسب النبي عليه الصلاة والسلام، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وليست المقصود من الغنائم أن يقاتل الكفار لأجلها لا، المقصود من الجهاد أن يسلموا وأن يدعوهم إلى دين الله، وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور، هذا المقصود، لكن الغنائم تأتي بالأمر الثانوي تبعًا غير مقصودة، المقصود أن نعرفهم أمر الله، وأن نبلغهم دين الله، وأن ندعو الناس إلى ما خلقوا له من طاعة الله وعبادته، فإن أجابوا ودخلوا في دين الله فهذا هو المطلوب كما قال النبي لعلي : لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم، وأمره أن يدعو إلى الله قبل كل شيء، فإن أجابوا فالحمد لله، وإن أبوا سلبوا الجزية، وهي مال يضرب عليهم كل سنة بدلًا من تركهم وعدم جهادهم لعلهم ينيبون، لعلهم ينظرون في أمرهم لعلهم يهتدون، إذا كانوا من أهل الجزية كاليهود والنصارى والمجوس فإن أبوا وجب قتالهم مع القدرة، وجب على المسلمين أن يقاتلوهم مع القدرة إذا استطاعوا ذلك، وتكون أموالهم وذرياتهم ونساؤهم بعد الظهور عليهم غنيمة للمسلمين وحل للمسلمين، الأموال للمسلمين تقسم بينهم، وخمسها لبيت المال، ونساؤهم وذرياتهم أرقاء للمسلمين توزع فيما بينهم، والمسلم يستعمل ذرياتهم ونساءهم، يستخدمهم ينتفع بهم، يعلمهم دين الله، يعلمهم الإسلام، يخرجهم من الظلمات إلى النور، فسبيهم خير لهم إذا سبوا صار خير لهم؛ لأنهم يعلمون الإسلام، ويوجهون إلى الدين، ويعلمهم ساداتهم ويستخدمونهم وينتفعون بهم فيكون ذلك خير لهم من بقائهم على الكفر والضلال، فالإسلام رحمة لهم يدعوهم إلى الله، إذا أبى رجالهم وأبى كبارهم وعاندوا قتل أولئك الكبار والمعاندون، وأخذ النساء والذرية غنيمة يعلمون الإسلام، ويوجهون إلى الإسلام، ويعلمون دين الله، ويستفيدون من المسلمين، ويخرجهم الله بالمسلمين من الظلمات إلى النور. فأنواع المكاسب كثيرة من البيع والشراء وأنواع الكسب باليد من صناعات متنوعة التي لا تحصى كلها من كسب اليد مع النصح ومع عدم الخيانة والغش من أفضل الكسب، إذا كان ذا صنعة يعمل بيده ولا يغش ولا يخون بل يستعمل الصدق والبيان صار هذا من أفضل المكاسب، صناعة حدادة نجارة كتابة أي كسب من أنواع الصناعة، كذلك الزراعة من أفضل المكاسب؛ لما فيها من التعب وعمل البدن والسمع والبصر كل شيء ولما فيها من نفع المسلمين، وهكذا البيع والشراء والتجارة وهي عمل أصحاب النبي ﷺ، كان الغالب على أصحاب النبي ﷺ من المهاجرين الغالب عليهم التجارة، والغالب على الأنصار الزراعة، وفي الجميع من هو ذا صنعة من الصناعات التي تنفع، فالواجب على أهل الإسلام أن يعنوا بالمكاسب الطيبة التي ليس فيها خيانات ولا غش ولا كذب، بل صنعة بريئة بعيدة عن الغش والخيانة وعن الكذب، بل يعامل إخوانه بالصدق والبيان والنصح في كل أعماله، في زراعته في تجارته في صناعته في كل جميع أكسابه، ويأكل منها، وينفق يستعين بها على طاعة الله، وينفق على من تحت يده، ويؤدي ما عليه من زكاة، ويواسي الفقير والمسكين، ويعطي السائل والمحروم هذا خير عظيم.

    الشيخ عبدالعزيز بن باز ( رحمه الله )

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    حديث: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف) وأقوال العلماء فيه


    عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    {بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ }

    أخرجه أحمد(5114،5115،5667) ، والخطيب في" الفقية والمتفقه" (2/73)، وابن عساكر(19/96/1) ؛ من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان:حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عنه.
    قال الإمام الألباني رحمه الله : " وهذا إسناد حسن ، وفي ابن ثابت كلام لا يضر ، وقد علق البخاري في صحيحه بعضه ، ..." (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م) ، (والارواء 1269) ، وحكم عليه بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم : 2831.

    هذا الحديث الثابت كما تبين آنفا ، قد تعسف برده وتضعيفه البعض ممن دأب على اللهاث وراء سراب الغرب ، وتعلق بأذيالهم أملا في اللحاق بركب حضارتهم المادية، الخالية من القيم والإنسانية ، وقد عمد هؤلاء إلى لَيِّ أعناق النصوص ، ورد الثابت من قول النبي صلى الله عليه وسلم –ولو كان في الصحيحين – تبعا لأذواقهم السقيمة ، وعقولهم القاصرة ظنا منهم أنهم يُحسِّنون صورة الإسلام ، ويقدمونه بصورة تناسب روح العصر -زعموا ! - ونسوا أو تناسوا قول الله عز وجل:
    ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)) البقرة:120
    وقوله:
    ((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ)) البقرة:145

    وهناك من أهل العلم المعاصرين –ممن هم على يقين من صحة الحديث- من لا يحبذ ذكر هذا الحديث ، وإثارته في وقت تداعت فيه أمم الكفر على أمة الإسلام ، تحت شعار ما يسمى بمحاربة الإرهاب ، فاستباحوا البلاد والعباد ، وتبادلوا الأدوار ، فمنهم من سير الجيوش ، ومنهم من زود ودعم ، ومنهم من روج وآزر ، ومنهم من شهر وتطاول على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، متخذين ذرائع باطلة ، وحجج داحضة ، لكنهم في ذات الوقت استغلوا فئات من حدثاء الأسنان ، نبتت في ديار الإسلام، سفهت أحلامهم ، وتورطوا في ممارسات رعناء، تفتقر إلى العلم والحكمة ، وفئات أخرى ممن طمعوا في الشهرة وحطام الدنيا فباعوا دينهم بثمن بخس ، واشتروا الضلالة بالهدى، وناصبوا دينهم وأمتهم العداء ، وتحالفوا مع أعداء الإسلام يحركونهم كيف شاءوا ومتى أرادوا؛ كأمثال سلمان رشدي ، وتلك الصومالية التي شتمت الإسلام ، فكافأها الغرب بأن عينها نائبة في برلماناته ، وهذه الملعونة (وفاء سلطان) التي أطلت علينا من تلك القناة التي احترفت إثارة الفتن ، وضمت كوادر مشبوهة تبث سمومها بين الفينة والأخرى . تلك المرأة (والتي يقال إنها نصيرية حاقدة متزوجة من يهودي) تفوهت على مسمع الملايين بما آذى كل مسلم-شل الله فاها- .
    ولكن ثمة تساؤلات تبرز هنا وهي:

    هل سينتهي عداء الغرب لنا لو أخفينا هذا الحديث؟ وهل هو حقا خاف عنهم؟
    أليس هنالك مستشرقون ، وباحثون ومخططون؟
    ألم تقل تلك الموتورة (وفاء) "محمد الذي يقول: وجُعل رزقي في حد سيفي (هكذا قالت) لا يليق به عمامة سلام ,وإنما العمامة التي رسمت على شكل قنبلة"!!


    فما فائدة مواراة الحديث إذا ؟ وما ضابط الاستمرار في المواراة والمداراة ؟ وما مداها ومساحتها؟
    فالأولى أن يتم تناول هذا الحديث مقرونا بفقهه كما بينه أهل العلم ، وإظهار شروحاتهم وتعليقاتهم عليه ، ودفع أي شبهة تثار حوله ، أو تأويل باطل يجانب مفهومه.
    والذي يهمنا هنا في هذه العجالة جملتان وردتا في الحديث ، يدور حولهما الجدل والطعن والتشكيك؛ ألا وهما:

    1- بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ

    إن انتشار الإسلام كان بأسباب شتى ، منها ما كان بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبالقدوة العملية من خلال أخلاق المسلمين في معاملاتهم وتجارتهم ، وغدوهم ورواحهم . ومنها ما كان بعرض الإسلام على الملوك والزعماء من خلال الرسل والرسائل ، ومنها ما كان بتوجه الجيوش للبلدان لعرض رسالة الإسلام على أهلها وكانوا يخيرون بين ثلاثة أمور؛ إما أن يدخلوا في الدين طواعية ، ولهم حينئذ ما للمسلمين وعليهم ما عليهم - وهذا قمة العدل الذي لن ترتقي إليه الحضارة الغربية التي تسوق مبادئها بتدمير البلاد والعباد واستباحة كل أموالها وثرواتها ناهيك عما يرتكبونه من مجازر وانتهاك لكل الأعراف والمثل، ثم يتشادقون بعد ذلك بأن الإسلام انتشر بالسيف !!- أو أن يبقوا على دينهم وإدارتهم لديارهم على أن يدفعوا الجزية للمسلمين ، وإن أبوا فلهم السيف حينئذ. وليس للمسلمين في كل تلك الأحوال من دوافع ومطامع إلا نشر الدين الذي ارتضاه الله لعباده ، والذي فيه كل الخير للبشرية في دنياهم وأخراهم.

    فلماذا تكون القوة والسيف-والتي هي آخر ما يلجأ إليه من الوسائل لنشر ما يصلح شؤون البشر- عيبا في حق الإسلام المسلمين ؟ بينما تكون في حق الأعداء مكرمة سامية ، ونشرا للحرية والديموقراطية؟ مع التفريق بين أخلاق المسلمين وأحكامهم في القتال وبين أخلاق مجرمي الحرب وجورهم وبطشهم.
    فالرائي بعين الإنصاف يرى أن استخدام المسلمين للسيف بالضوابط التي شرعها لهم ربهم هو من مزايا ومحاسن هذا الدين ؛فهو يلزم البشر بما فيه نفعهم في الدارين، فلا يترك الناس وشأنهم وفيهم قاصروا العقل ومن لا علم عندهم ولا حكمة ، فهؤلاء لو تركوا لضلوا عن الحق ولفسدت دنياهم وضاعت أخراهم ، فكان لا بد من استخدام وسيلة خاصة بهم فيها الردع والقوة لردهم إلى الفطرة وإعادتهم إلى الجادة، فالسفيه لا يترك ليضر بنفسه وغيره بل يجب منعه وحمله على ما فيه صلاحه ونفعه.

    وهذة باقة من أقوال أهل العلم في هذه الجملة:

    قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي  بعثت بالسيف بين يدي الساعة ":

    (فقوله صلى الله عليه وسلم : " بعثت بالسيف " :
    يعني أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة ، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف ، قال الله تعالى :
    { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره بالغيب ورسله إن الله قوي عزيز } .
    وفي الكتب السالفة وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يبعث بقضيب الأدب ، وهو السيف . ووصى بعض أحبار اليهود عند موته باتباعه وقال : انه يسفك الدماء ، ويسبي الذراري والنساء ، فلا يمنعهم ذلك منه . وروي أن المسيح عليه السلام قال لبني إسرائيل في وصف النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه يسل السيف فيدخلون في دينه طوعا وكرها " .
    وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف بعد الهجرة لما صار له دار وأتباع وقوة ومنعة ، وقد كان يتهدد أعداءه بالسيف قبل الهجرة ، وكان صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت وأشراف قريش قد اجتمعوا بالحِجر وقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل ، قد سفه أحلامنا ، وشتم آباءنا ، وعاب ديننا ، وفرق جماعتنا ، وسب آلهتنا . لقد صبرنا منه على أمر عظيم . فلما مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم غمزوه ببعض القول ، فعرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم ، وفعلوا ذلك به ثلاث مرات ، فوقف وقال : " أتسمعون يا معشر قريش ؟ أما والذي نفس محمد بيده ، لقد جئتكم بالذبح " . فأخذت القوم كلمته ، حتى ما فيهم رجل إلا وكأنما على رأسه طير واقع ، وحتى أن أشدهم عليه قبل ذلك ليلقاه بأحسن ما يجد من القول ، حتى انه ليقول : انصرف يا أبا القاسم راشداً ، فوالله ما كنت مجهولا .
    [قال أبو معاذ: من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. أورده الإمام الألباني في (صحيح السيرة ص148)]

    وقال محمد بن كعب : بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا جهل يقول : إن محمداً يزعم أنكم ما بايعتموه عشتم ملوكا فإذا متم بعثتم بعد موتكم ، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن ، وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه الذبح ، ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تعذبون فيها ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم قوله . فقال :"وأنا أقول ذلك إن لهم مني لذبحاً ، وإنه لآخذهم" .
    [قال أبو معاذ : لم أجده]
    وقد أمر الله تعالى بالقتال في مواضع كثيرة:
    قال تعالى :{ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد } التوبة:5
    وقال : { فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق ، فإما منّاً بعد وإما فداء } محمد:4
    ولهذا عوتبوا على أخذ الفداء منهم أول قتال قاتلوه يوم بدر ونزل قوله تعالى :
    { ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض.تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة}. الأنفال:67
    وكانوا قد أشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ الفداء من الأسارى وإطلاقهم .

    قال ابن عيينة : أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بأربعة سيوف :
    سيف على المشركين من العرب حتى يسلموا .
    وسيف على المشركين من غيرهم حتى يسلموا أو يسترقوا أو يفادوا بهم.
    وسيف على أهل القبلة من أهل البغي .
    وفيما ذكر نزاع بين العلماء . فإن منهم من يجيز المفاداة والاسترقاق في العرب وغيرهم ، وكذلك يجيز أخذ الجزية بين الكفار جميعهم . والذي يظهر أن في القرآن أربعة سيوف : سيف على المشركين حتى يسلموا أو يؤسروا ، {فإما منّاً بعد وإما فداء} ، وسيف على المنافقين وهو سيف الزنادقة ، وقد أمر الله بجهادهم والإغلاظ عليهم في سورة براءة وسورة التحريم وآخر سورة الأحزاب ، وسيف على أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية ، وسيف على أهل البغي ، وهو المذكور في سورة الحجرات . ولم يسل صلى الله عليه وسلم هذا السيف في حياته ، وإنما سله علي رضي الله عنه في خلافته . وكان يقول : " أنا الذي علمت الناس قتال أهل القبلة " .
    وله صلى الله عليه وسلم سيوف أخر ، منها : سيفه على أهل الردة وهو الذي قال فيه : " من بدل دينه فاقتلوه " . وقد سله أبو بكر الصديق رضي الله عنه من بعده في خلافته على من ارتد من قبائل العرب .
    ومنها سيفه على المارقين ، وهم أهل البدع كالخوارج . وقد ثبت عنه الأمر بقتالهم مع اختلاف العلماء في كفرهم . وقد قاتلهم علي رضي الله عنه في خلافته مع قوله : " انهم ليسوا بكفار " .
    وقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال المارقين والناكثين والقاسطين .وقد حرق علي طائفة من الزنادقة، فصوب ابن عباس قتلهم ، وأنكر تحريقهم بالنار. فقال علي : " ويح ابن عباس ، لبحاث عن الهنات " . )أهـ

    وقال في موضع آخر من كتابه آنف الذكر:
    (وكان صلى الله عليه وسلم إنما يقاتل على دخول الناس في التوحيد كما قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام " .
    وكان إذا بعث سرية للغزو يوصي أميرهم بأن يدعو عدوه عند لقائهم إلى التوحيد ، وكذلك أمر علي ابن أبي طالب حين بعثه لقتال أهل خيبر . )

    وقال البقاعي في "الدرر" عند تفسير الأية :
    {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}الحديد:25
    "(بعثت بين يدي الساعة بالسيف) فبيان الشرائع بالكتاب ، وتقويم أبواب العدل بالميزان ، وتنفيذ هذه المعاني بالسيف ، فإن مصالح الدين من غير هيبة السلطان لا يمكن رعايتها ، فالملك والدين توأمان ، فالدين بلا ملك ضائع ، والملك من غير دين باطل ، والسلطان ظل الله في الأرض ، فظواهر الكتاب للعوام ، ووزن معارفه لأهل الحقائق بالميزان ، ومن خرج عن الطائفتين فله الحديد وهو السيف ، لأن تشويش الدين منه - نبه عليه الرازي ."

    قال المناوي في فيض القدير:
    (بعثت بين يدي الساعة) مستعار مما بين يدي جهة الإنسان تلويحا بقربها والساعة هنا القيامة وأصلها قطعة من الزمان (بالسيف) خص نفسه به وإن كان غيره من الأنبياء بعث بقتال أعدائه أيضا؛ لأنه لا يبلغ مبلغه فيه ، أقول: ويحتمل أنه إنما خص نفسه به؛ لأنه موصوف بذلك في الكتب، فأراد أن يقرع أهل الكتابين، ويذكرهم بما عندهم أخرج أبو نعيم عن كعب: خرج قومٌ عُماراً ، وفيهم عبد المطلب ورجل من يهود، فنظر إلى عبد المطلب، فقال : إنا نجد في كتبنا التي لم تبدل أنه يخرج من ضئضئى هذا من يقتلنا وقومه قتل عاد.)

    وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/14) :
    "الإسلام انتشر بالحجة والبيان بالنسبة لمن استمع البلاغ واستجاب له ، وانتشر بالقوة والسيف لمن عاند وكابر حتى غُلِب على أمره ، فذهب عناده فأسلم لذلك الواقع"

    أقوال أهل العلم في الجملة الثانية:

    2- وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي

    قال الحافظ ابن كثير في البداية :
    "...ثم لما شرع الله الجهاد بالمدينة، كان يأكل مما أباح له من المغانم التي لم تبح قبله، ومما أفاء الله عليه من أموال الكفار التي أبيحت له دون غيره، كما جاء في المسند والترمذي عن ابن عمر قال:..." الحديث

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى :
    " فصل / الأموال السلطانية التى أصلها فى الكتاب والسنة ثلاثة أصناف الغنيمة والصدقة والفئ*:
    فأما الغنيمة فهى المال المأخوذ من الكفار بالقتال ذكرها الله فى سورة الأنفال التى أنزلها فى غزوة بدر وسماها انفالا؛ لأنها زيادة فى أموال المسلمين فقال: {يسألونك عن االأنفال قل الأنفال لله والرسول...} إلى قوله {...واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل...} الآية ، وقال: { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم}
    وفى الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما ان النبى [صلى الله عليه وسلم] قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن نبى قبلى؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا؛ فأيما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، واعطيت الشفاعة، وكان النبى يبعث الى قومه خاصة ،وبعثت الى الناس عامة)
    وقال النبى [عليه السلام] بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقى تحت ظل رمحى وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى ومن تشبه بقوم فهو منهم رواه أحمد فى المسند عن ابن عمر واستشهد به البخارى"

    *[قال الفقهاء ان الفىء هو ما أخذ من الكفار بغير قتال وسمى فيئا لأن الله افاءه على المسلمين اى رده عليهم من الكفاروهذا مثل الجزية التى على اليهود والنصارى والمال الذى يصالح عليه العدو او يهدونه الى سلطان المسلمين كالحمل الذىيحمل من بلاد النصارى ونحوهم وما يؤخذ من تجار اهل الحرب وهو العشر ومن تجار اهل الذمة اذا اتجروا فى غير بلادهم وهو نصف العشر(ابن تيمية –الفتاوى)]

    وقال ابن القيم في الزاد:
    "...فإن قيل : فما أطيب المكاسب وأحلها ؟ قيل هذا فيه ثلاثة أقوال للفقهاء
    أحدها : أنه كسب التجارة.
    والثاني : أنه عمل اليد في غير الصنائع الدنيئة كالحجامة ونحوها.
    والثالث : أنه الزراعة ، ولكل قول من هذه وجه من الترجيح أثرا ونظرا ، والراجح أن أحلها الكسب الذي جعل منه رزق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو كسب الغانمين ، وما أبيح لهم على لسان الشارع ، وهذا الكسب قد جاء في القرآن مدحه أكثر من غيره ، وأثني على أهله ما لم يثن على غيرهم ، ولهذا اختاره الله لخير خلقه وخاتم أنبيائه ورسله ، حيث يقول :بعثت... [ الحديث ] وهو الرزق المأخوذ بعزة وشرف وقهر لأعداء الله وجعل أحب شئ إلى الله فلا يقاومه كسب غيره والله أعلم"

    قال الحافظ في الفتح:
    " وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى فَضْلِ الرُّمْحِ وَإِلَى حِلِّ الْغَنَائِمِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِلَى أَنَّ رِزْقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ فِيهَا لَا فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَكَاسِبِ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِنَّهَا أَفْضَلُ الْمَكَاسِبِ وَالْمُرَادُ بِالصَّغَارِ وَهُوَ بِفَتْح الْمُهْمَلَةِ وَبِالْمُعْجَمَ ةِ بَذْلُ الْجِزْيَة وَفِي قَوْلِهِ " تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ظِلَّهُ مَمْدُودٌ إِلَى أَبَدِ الْآبَادِ وَالْحِكْمَةِ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى ذِكْرِ الرُّمْحِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ آلَاتِ الْحَرْبِ كَالسَّيْفِ أَنَّ عَادَتَهُمْ جَرَتْ بِجَعْلِ الرَّايَاتِ فِي أَطْرَافِ الرُّمْحِ فَلَمَّا كَانَ ظِلّ الرُّمْح أَسْبَغَ كَانَ نِسْبَةُ الرِّزْقِ إِلَيْهِ أَلْيَقَ وَقَدْ تَعَرَّضَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ لِظِلِّ السَّيْفِ كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " فَنُسِبَ الرِّزْقُ إِلَى ظِلّ الرُّمْح لِمَا ذَكَرْتُهُ أَنَّ الْمَقْصُودَ بِذِكْرِ الرُّمْحِ الرَّايَةُ وَنُسِبَتْ الْجَنَّة إِلَى ظِلِّ السَّيْفِ لِأَنَّ الشَّهَادَةَ تَقَعُ بِهِ غَالِبًا وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْفِ يَكْثُرُ ظُهُورُهُ بِكَثْرَة حَرَكَة السَّيْفِ فِي يَدِ الْمُقَاتِلِ ؛ وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْف لَا يَظْهَرُ إِلَّا بَعْدَ الضَّرْبِ بِهِ لِأَنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ مَغْمُودًا مُعَلَّقًا ."

    قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "الحكم الجديرة بالإذاعة ":
    "قوله صلى الله عليه وسلم : " وجعل رزقي تحت ظل رمحي " :
    إشارة إلى ان الله لم يبعثه بالسعي في طلب الدنيا ، ولا بجمعها واكتنازها ، ولا الاجتهاد في السعي في أسبابها وإنما بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف ، ومن لازم ذلك أن يقتل أعداءه الممتنعين عن قبول التوحيد ، ويستبيح دماءهم وأموالهم ، ويسبي نساءهم وذراريهم ، فيكون رزقه مما أفاء الله من أموال أعدائه ، فإن المال إنما خلقه الله لبني آدم ليستعينوا به على طاعته وعبادته ، فمن استعان به على الكفر بالله والشرك به سلط الله عليه رسول واتباعه فانتزعوه منه وأعادوه إلى من هو أولى به من أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته ، ولهذا يسمى الفيء لرجوعه إلى من كان أحق به ولأجله خلق .
    وكان في القرآن المنسوخ : { إنما أنزلنا المال لاقام الصلاة وإيتاء الزكاة } .
    فأهل التوحيد والطاعة لله أحق بالمال من أهل الكفر به والشرك ، فانتزع أموالهم ، وجعل رزق رسوله من هذا المال لأنه أحل الأموال كما قال تعالى { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } وهذا مما خص الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته فإنه أحل لهم الغنائم .

    وقد قيل : ان الذي خصت بحله هذه الأمة هو الغنيمة المأخوذة بالقتال دون الفيء ، والمأخوذ بغير قتال فإنه كان حلاً مباحاً لمن قبلنا وهو الذي جعل رزق رسوله منه ، وإنما كان أَحلُّ من غيره لوجوه :
    ( منها ) انه انتزاع مال[ممن] لا يستحقه لئلا يستعين به على معصية الله والشرك به ، فإذا انتزعه ممن لا يستعين به على غير طاعته وتوحيده والدعوة إلى عبادته كان ذلك أحب الأموال إلى الله وأطيب وجوه اكتسابها عنده .
    ( ومنها ) انه كان صلى الله عليه وسلم إنما كان يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا ، ودينه هو الظاهر لا لأجل الغنيمة فيحصل له الرزق تبعا لعبادته وجهاده في الله ، فلا يكون فرغ وقتا من أوقاته لطلب الرزق محضا ، وإنما عبد الله في جميع أوقاته وحده فيها وأخلص له ، فجعل الله له رزقه ميسراً في ضمن ذلك من غير أن يقصده ولا يسعى إليه . وجاء في حديث مرسل أنه صلى الله عليه وسلم قال : " أنا رسول الرحمة ، وأنا رسول الملحمة ، إن الله بعثني بالجهاد ولم يبعثني بالزرع " . وخرج البغوي في معجمه حديثا مرسلا : " إن الله بعثني بالهدى ودين الحق ولم يجعلني زراعاً ولا تاجراً ، ولا سخابا بالاسواق ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي " . وإنما ذكر الرمح ولم يذكر السيف لئلا يقال : انه صلى الله عليه وسلم يرتزق من مال الغنيمة : إنما كان يرزق مما أفاءه الله عليه من خيبر .
    والفيء ما هرب أهله منه خوفا وتركوه ، بخلاف الغنيمة فإنها مأخوذة بالقتال بالسيف ، وذكر الرمح أقرب إلى حصول الفيء لأن الرمح يراه العدو من بعد فيهرب فيكون هرب العدو من ظل الرمح ، والمأخوذة به هو مال الفيء ، ومنه كان رزق النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف الغنيمة فإنها تحصل من قتال السيف . والله تعالى أعلم .
    وقال عمر بن عبد العزيز : إن الله تعالى بعث محمداً هاديا ولم يبعثه جابيا ، فكان صلى الله عليه وسلم شغله بطاعة الله والدعوة إلى التوحيد ، وما يحصل في خلال ذلك من الأموال من الفيء والغنائم يحصل تبعاً لا قصداً أصلياً ، ولهذا ذم من ترك الجهاد واشتغل عنه باكتساب الأموال . وفي ذلك نزل قوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } لما عزم الأنصار على ترك الجهاد والاشتغال بإصلاح أموالهم وأراضيهم .
    وفي الحديث الذي خرجه أبو داود وغيره : " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه الله من رقابكم حتى تراجعوا دينكم " ولهذا كره الصحابة رضي الله عنهم الدخول في أرض الخراج للزراعة فإنها تشغل عن الجهاد .
    وقال مكحول : إن المسلمين لما قدموا الشام ذكر لهم زرع الحولة ، فزرعوا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبعث إلى زرعهم وقد ابيض وأردك فحرقه بالنار ، ثم كتب إليهم : إن الله جعل أرزاق هذه الأمة في أسنة رماحها ، وتحت أزجتها ، فإذا زرعوا كانوا كالناس . خرجه أسد بن موسى .
    وروى البيضاوي بإسناد له عن عمر أنه كتب : من زرع زرعا واتبع أذناب البقر ورضي بذلك وأقر به جعلت عليه الجزية .
    وقيل لبعضهم لو اتخذت مزرعة للعيال ؟ فقال : والله ما جئنا زراعين ، ولكن جئنا لنقتل أهل الزرع ونأكل زرعهم .
    فأكمل حالات المؤمن أن يكون اشتغاله بطاعة الله والجهاد في سبيله ، والدعوة إلى طاعته لا يطلب بذلك الدنيا ، ويأخذ من مال الفيء قدر الكفاية ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ لأهله قوت سنة من مال الفيء ثم يقسم باقيه ، وربما رأي محتاجا بعد ذلك فيقسم عليه قوت أهله بلا شيء .
    وكذلك من يشتغل بالعلم ، لأنه أحد نوعي الجهاد فيكون اشتغاله بالعلم للجهاد في سبيل الله والدعوة إليه ، فليأخذ من أموال الفيء أو الوقوف على العلم قدر الكفاية ليتقوى على جهاده ، ولا ينبغي أن يأخذ أكثر من كفايته من ذلك..."

    قال في فيض القدير :
    " (وجعل رزقي تحت ظل رمحي) قال الديلمي : يعني الغنائم وكان سهم منها له خاصة يعني أن الرمح سبب تحصيل رزقي قال العامري : يعني أن معظم رزقه كان من ذلك وإلا فقد كان يأكل من جهات أخرى غير الرمح كالهدية والهبة وغيرهما وحكمة ذلك أنه قدوة للخاص والعام فجعل بعض رزقه من جهة الاكتساب وتعاطي الأسباب وبعضه من غيرها قدوة للخواص من المتوكلين وإنما قال تحت ظل رمحي ولم يقل في سنان رمحي ولا في غيره من السلاح لأن رايات العرب كانت في أطراف الرماح ولا يكون في إقامة الرماح بالرايات إلا مع النصر وقد نصر بالرعب فهم من خوف الرمح أتوا تحت ظله ولأنه جعل السنان للجهاد وهو أكبر الطاعات فجعل له الرزق في ظله أي ضمنه وإن كان لم يقصده كذا ذكره ابن أبي جمرة ولا يخفى تكلفه..."

    وقال القرطبي :
    "...فجعل الله رزق نبيه صلى الله عليه وسلم في كسبه لفضله ، وخصه بأفضل أنواع الكسب ، وهو أخذ الغلبة والقهر لشرفه "

    "ومن أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما كان عليه من جهاد أعداء الله فمن سلك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم عز ، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل . وقد سبق حديث : " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه من رقابكم حتى تراجعوا دينكم " . ورأى النبي صلى الله عليه وسلم سكة الحرث فقال : " ما دخلت دار قوم إلا دخلها الذل " . فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة حصل له من الذل فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدنيا من وجوهها المحرمة ؟" الحافظ ابن رجب الحنبلي (الحكم الجديرة بالإذاعة)

    إعداد
    أبي معاذ زياد محمد الجابري



  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    أخرجه أحمد(5114،5115،5667) ، والخطيب في" الفقية والمتفقه" (2/73)، وابن عساكر(19/96/1) ؛ من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان:حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عنه.
    قال الإمام الألباني رحمه الله : " وهذا إسناد حسن ، وفي ابن ثابت كلام لا يضر ، وقد علق البخاري في صحيحه بعضه ، ..." (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م) ، (والارواء 1269) ، وحكم عليه بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم : 2831.

    هذا الحديث الثابت كما تبين آنفا ، قد تعسف برده وتضعيفه البعض ممن دأب على اللهاث وراء سراب الغرب ، وتعلق بأذيالهم أملا في اللحاق بركب حضارتهم المادية، الخالية من القيم والإنسانية
    .
    يا ليته رحمه الله - أي الألباني - طالما عرف ما لم يعرفه غيره عن ابن ثوبان, أخبرنا ايضا عن حسان بن عطية وعن ابي المنيب الجرشي!!
    ومتى التقى بابن عمر؟
    وليته أخبرنا سبب جهل ابناء ابن عمر ونافع الى ما الله به عليم من الثقات المعروفين بهذا الأثر!!
    يا له من حديث عجيب, أخذ منه أحد الستة فقط خُمْسُه! فصححه الألباني!
    صحح حديث رجل بينك وبينه رجلان أحدهما ضعيف والآخر قدري متخبط في رواياته ! فكيف عرف أنه ثقة؟
    أن العين لتدمع!! فأي علم شانوا!! ؟
    ولو قدروا لصححوا 1000 حديث في اليوم!
    .
    ٩٥٦ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو ابن أبي سَلَمة ، عن صَدَقَة بن عبد الله، عَنِ الأوزاعيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ قَالَ: بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَنِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ؟
    قَالَ أَبِي: قَالَ لِي دُحَيم : هَذَا الحديثُ ليسَ بشيء؛ الحديثُ حديثُ الأوزاعيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَبَلَة، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ النبيِّ
    .
    .
    ونتساءل 1000 مرة: صحح حديث رجل اسمه ابو المنيب الجرشي بينك وبينه رجلان أحدهما ضعيف والآخر قدري متخبط في رواياته ! فكيف عرف أنه ثقة؟ هل يوحى إليهم؟

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    !
    اليك حديثه هذا, لكي تعرف بمن تحتجون:


    16061 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا جَرِيرٌ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ ، قَالَ : خَطَبَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ حِينَ وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، اللَّهُمَّ أَعْطِ لِآلِ مُعَاذٍ حَظَّهُمْ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ
    .
    هل من يروي مثل هذا أهل لائتمانه على شاة ؟
    هل الطاعون هو دعوة نبينا؟
    هل جعل رزقي تحت ظل رمحي منهج نبينا؟
    هذه أحاديث الشوام أخي الخالصة!
    .
    فلا يعمي بصائركم عن الحق مجرد الشنآن على الغرب أو غيرهم!
    تستطيعون فعل هذا, دون استخدام الواهيات! أقل للوزر.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ ، قَالَ : خَطَبَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ
    خطبنا معاذ بن جبل؟؟
    محال أن يكون لقي معاذ, والروي عنه هنا ثقة!
    وكان من خطبته: وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ
    !
    وتحليلي الشخصي هو على ماتقدم:
    أن الوليد بن مسلم أخذه عن ابن ثوبان بطريقه ودلس اسمه, وكان لديه الحديث الآخر عن الأوزاعي, (أو العكس)
    وأن رواية الأوزاعي الأصلية عن طاوس عن النبي, أن طاوس احتمال سمعة من الجرشي!
    (لأن الحديث شامي صرف وعلى سياق أكثر الأحاديث التي ظهرت في الشام تحت هذا المعنى مثل التعيير بألة الحرث أو اذا تبايعتم بالعينة الخ وأهمها ان الراتب من الخليفة لمن جعل رمحه تحت أمر عبد الملك بن مروان و ينتظم في سلك الجهاد على الثغور)
    وجعل الذلة والصغار على من خالف أمر يزيد الناقص او شخص غيره! ولكن أغلب هذه الأحاديث فيها إيهام وتعريض!

    نحوم حول الحقيقة!

    لابد أخي تفهم التاريخ بشكل دقيق, وتفهم طبائع الناس!


  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    وجعل الذلة والصغار على من خالف أمر يزيد الناقص او شخص غيره! ولكن أغلب هذه الأحاديث فيها إيهام وتعريض!
    ونذكر في هذا الصدد الحديث الصحيح عند البخاري, الذي رواه معاوية رضي الله عنه وهو على المنبر, فانبرى أحد المتزلفين وقال "وهم بالشام يا أمير المؤمنين, حدثنا بذلك معاذ"
    منع الورع الصحابي معاوية ان يقول له, نعم سمعت هذا وهو لم يسمع-رغم أنه راوي الحديث-, وكان رده: وهذا مالك بن يخامر يزعم أنهم بالشام. فتعامل مع الأمر بورع وسياسة.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: تثبيت دلالة حديث ( من تشبه بقوم فهو منهم )

    7062 حدثنا الحميدي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، حدثني عمير بن هانئ ، أنه سمع معاوية ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، ما يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ، فقال مالك بن يخامر ، سمعت معاذا ، يقول : وهم بالشأم ، فقال معاوية : هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول : وهم بالشأم. ( صحيح البخاري - - 7062 )
    .
    3473 حدثنا الحميدي ، حدثنا الوليد ، قال : حدثني ابن جابر ، قال : حدثني عمير بن هانئ ، أنه سمع معاوية ، يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك قال عمير : فقال مالك بن يخامر : قال معاذ : وهم بالشأم ، فقال معاوية : هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول : وهم بالشأم. ( صحيح البخاري - - 3473 )

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •