مكائد غربية!









كتبه/ سامح بسيوني


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمحاولات التيارات العالمانية وأرباب النسوية صَبَغت المجتمع المصري بالتخلي عن قِيَمِه الدينية والأخلاقية تحت شعارات الحرية المزعومة، عن طريق الصوت العالي على الميديا الموجَّهة والمدعومة باستخدام أصوات شاذة وأشخاص يتكلمون بلسانٍ مناهض للدِّين متدثرين بغطاء علمي، كما يفعل مثل هذا "الهلالي" في برامج "التوك شو".

وما هذا إلا تكتيك مفضوح باستخدام أسلوب طرح لأقبح الصور في أقصى اليسار للوصول إلى ما هو أقل منه كأسلوب مِن أساليب الضغط على الهيئات المعنية بالمحافظة على المرجعية الدينية والقيم الإسلامية؛ كي تتبنى خطابًا أقل تمسُّكًا بالثوابت الشرعية والأصول الدينية لتفادي الوصم بالتشدد والرجعية، أو لمحاولة إرضاء مثل هذه الطبقات المتشبعة بالنمط الغربي، والوصول معها ومع الطرف الآخر من المجتمع المحب لدينه والمتمسك بثوابته إلى منطقة وسط دافئة بين الطرفين -في زعمهم- والظهور في ثوب مواكبة العصر.

فهذه المحاولات الفجة ليس المقصود الأول منها الوصول لما يُطرح بمثل هذه الفجاجة، وإنما يقصد بها تحريك الماء للتنازل عن بعض الأحكام أو تعديلها بعد هذا الضغط؛ كخطوة أولية متوسطة في طريق التغريب المراد للمجتمع؛ تمهيدًا للذوبان والتحلل من أحكام الشريعة، لكن هذه المحاولات البائسة ستصطدم -بإذن الله- شاءوا أم أبوا بحبِّ الشعب لدينه وقيمه الأخلاقية التي تربَّى عليها الآباء، وأورثوها للأبناء.

وما هذا الصياح والمحاولات المتتالية العالية النبرة إلا دليلًا على قوة الممانعة، وإن حاولوا إيهام الناس بأن الأمرَ صار ظاهرةً مجتمعية، وأمرًا واقعيًّا؛ تسكينًا لوغز الضمير الديني للمتشبعين بأنماط الحياة الغربية، أو إظهارًا لأسيادهم الممولين بنجاح مهمتهم لزيادة عطاياهم، أو لمنع الناس وتخويفهم من القيام بواجب النصيحة، والأمر بالمعروف في مجتمعاتهم؛ فيتحقق لهم ما أرادوا من نشر مخططات مموليهم من المنظمات الغربية بتدمير البنية الدينية والقيمية والأخلاقية المصرية -والتي تُعد أحد مقومات الأمن القومي- في نوعٍ مِن أنواع الحروب الاجتماعية.