تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    لا يتوقَّف النظرُ في مسألةِ الاستفادةِ مِن كُتُب أهل البدع ومؤلَّفاتهم على صِدْقِ المبتدِع أو عدَمِه بقَدْرِ ما يُنْظَر فيها إلى نوعِ العلم الذي يُلْقيه أو يسطِّره في كتابه، ومدى تأثُّرِ الناس به وببدعته، ومِن زاويةِ هذه الرؤية يُفرَّق بين مَن يمتلك آلةَ التمييز بين الحقِّ والباطل وبين فاقِدِ أهليةِ التمييز. فإن كان نوعُ العلم الذي تضمَّنه مؤلَّفُهم يحتوي على فسادٍ محضٍ مِن زيغٍ وضلالٍ وخرافةٍ في الاعتقادِ وتحكيمٍ للهوى وعدولٍ عن النصوص الشرعية وانحرافٍ عن الأصول المعتمَدة: ككُتُبِ أهل الكلام والتنجيم، سواءٌ صَدَرَ مِن رافضيٍّ أو خارجيٍّ أو مرجئٍ أو قَدَرِيٍّ أو قُبوريٍّ؛ فإنَّ نصوص الأئمَّةِ في كُتُبِ السِّيَرِ والاعتصامِ بالسُّنَّة حافلةٌ بمُنابَذةِ المُبْتَدِعة والتخلِّي عن الاستفادةِ مِن مؤلَّفاتهم وكُتُبِهم خشيةَ الافتتان بآرائهم المُخالِفة للسُّنَّة والتأثُّرِ بفساد أفكارهم والانزلاقِ في بدعتهم وضلالهم، وقد حَذَّروا مِن النظرِ في كُتُب أهلِ الأهواء، وحثُّوا على إبعادها وإتلافها تعزيرًا لأهل البدع، وتفاديًا لمَفْسَدةِ التأثُّر بها على دينهم، ويدلُّ عليه قصَّةُ عمر بنِ الخطَّاب رضي الله عنه الذي أتى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بكتابٍ أصابه مِن بعضِ أهلِ الكتاب، فقرأه على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فغَضِبَ وقال: «أَمُتَهَوِّكُو نَ فِيهَا يَا ابْنَ الخَطَّابِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي»(١).
    وضمن هذا المعنى يقول ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «وكلُّ هذه الكتبِ المتضمِّنةِ لمُخالَفة السُّنَّةِ غيرُ مأذونٍ فيها بل مأذونٌ في مَحْقِها وإتلافها، وما على الأمَّةِ أَضَرُّ منها، وقد حرَّق الصحابةُ جميعَ المصاحف المُخالِفةِ لمصحفِ عثمان لمَّا خافوا على الأُمَّةِ مِن الاختلاف، فكيف لو رأَوْا هذه الكُتُبَ التي أوقعَتِ الخلافَ والتفرُّق بين الأمَّة؟»(٢)، ويقول أبو القاسمِ الأصبهانيُّ: «ثمَّ مِن السنَّة: تَرْكُ الرأيِ والقيـاسِ في الدين، وتركُ الجدال والخصومات، وتركُ مُفاتَحةِ القدرية وأصحابِ الكلام، وتركُ النظرِ في كُتُب الكلام وكُتُبِ النجوم، فهذه السنَّةُ التي اجتمعَتْ عليها الأئمَّةُ»(٣).
    أمَّا إذا كان نوعُ العلمِ في كُتُبِهم ومصنَّفاتهم ممتزِجًا بين الحقِّ والباطل مِن كُتُب الأصول، فإن كان طالِبُ العلمِ فاقدًا أهليةَ النظر، لا يقتدر على التمييز بين الممزوج ولا يعرف حدودَ الحقِّ مِن الباطل؛ فحكمُه تركُ النظرِ ـ أيضًا ـ في هذه المصنَّفات والكُتُبِ خشيةَ الوقوعِ في تلبيساتهم وتضليلاتهم.
    وأمَّا إن كان طالِبُ العلمِ الناظرُ فيها متشبِّعًا بالعلم الشرعيِّ الصحيح، ويملك آلةَ التمييزِ بين الحقِّ والباطل والهدى والضلال، واحتاج إلى الاطِّلاع عليـها: إمَّا لدراستها وتحقيقِ صوابها مِن خطئها، وإمَّا للردِّ على ما تتضمَّنه مِن انحرافٍ وزيغٍ وخرافةٍ؛ فله أن يُقْبِل عليها، ويَقْبَلَ الحقَّ مِن أيِّ جهةٍ كان، فقَدْ كان مِن عَدْلِ سَلَفِنا الصالحِ قَبولُ ما عند جميعِ الطوائف مِن الحقِّ ولا يتوقَّفون عن قبوله، ويردُّون ما عند هذه الطوائفِ مِن الباطل، فالمُوالي منها والمعادي سواءٌ؛ إذ لا أَثَرَ للمتكلِّم بالحقِّ في قبـوله أو رَفْضِه، وفي هذا السياقِ قال ابنُ القيِّم ـ رحمه الله ـ: «فمَن هداه اللهُ سبحانه إلى الأخذ بالحقِّ حيث كان ومع مَن كان ولو كان مع مَن يبغضه ويعاديه، وردِّ الباطل مع مَن كان ولو كان مع مَن يحبُّه ويواليه؛ فهو ممَّن هُدِيَ لِما اختُلِفَ فيه مِن الحقِّ»(٤).
    وعليه، فلا يجوز الإحالةُ على كُتُبِ المبتدِعةِ ومصنَّفاتهم إن كان ضررُها يُماثِلُ نَفْعَها أو هو أَعْظَمُ منه، بل الواجبُ التحذيرُ منها وهَجْرُها، أمَّا إن كان نَفْعُها أَعْظَمَ مِن ضرَرِها فله أن يُحيل عليها في البحوث والمقالات، مع بيانِ ما حَوَتْه مِن شرٍّ أو فسادٍ إن أمكن، أو التنبيهِ على جوانبِ ضرَرِها ولو في الجملةِ قَصْدَ الاحتراز منها على حدِّ قولهم: «اجْنِ الثمارَ وألقِ الخشبةَ في النار»، وفي هذا المعنى مِن تحصيلِ النفع ممَّن فيه بدعةٌ يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «فإذا تعذَّر إقامةُ الواجباتِ مِن العلم والجهاد وغيرِ ذلك إلَّا بمَن فيه بدعةٌ مَضَرَّتُها دون مَضَرَّةِ تركِ ذلك الواجبِ؛ كان تحصيلُ مصلحةِ الواجبِ مع مفسدةٍ مرجوحةٍ معه خيرًا مِن العكس؛ ولهذا كان الكلامُ في هذه المسائلِ فيه تفصيلٌ»(٥).
    هذا، ولا يقال في حقِّ هذه المصنَّفات: «خُذِ الحقَّ منها واتْرُكِ الباطلَ» مطلقًا إلَّا لمن كان محصَّنًا بالعلم الشرعيِّ النافع، قادرًا على محاصَرة كُتُبِ أهلِ البدع المُخالِفين لمنهج أهل الحقِّ، وتطويقِ آرائهم وشُبُهاتهم؛ حفظًا لعقيدة المؤمنين مِن الفساد العقديِّ، وحمايةً لقلوبهم مِن الشُّبَهِ والتلبيس، وصيـانةً لعقولهم منها، علمًا أنَّ مشروعية تركِ النظر في كُتُبِ المُخالِفين لمنهجِ أهلِ الحقِّ إنما تندرج تحت قاعدةِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تُعَدُّ مِن أهمِّ أُسُسِ هذا الدين وقواعده.
    (١) أخرجه أحمد في «مسنده» (١٥١٥٦) مِن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. وحسَّنه الألبانيُّ في «ظلال الجنَّة» (١/ ٢٧) وقال: «إسنادُه ثِقَاتٌ غير مُجَالِدٍ ـ وهو ابنُ سعيدٍ ـ فإنه ضعيفٌ، ولكنَّ الحديث حَسَنٌ له طُرُقٌ أَشَرْتُ إليها في «المشكاة» (١٧٧)، ثمَّ خَرَّجْتُ بَعْضَها في «الإرواء» (١٥٨٩)».

    (٢) «الطُّرُق الحكمية» لابن القيِّم (٢٣٤).

    (٣) «الحجَّة في بيان المحجَّة» للأصبهاني (١/ ٢٥٢).

    (٤) «الصواعق المُرْسَلة» لابن القيِّم (٢/ ٥١٦).

    (٥) «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢٨/ ٢١٢).



    [للشيخ محمَّد علي فركوس]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    أخذ العلم عن المبتدع : إما أن يكون في الأمور التي تدخل في نطاق بدعته أو لا ؟
    فإن كان العلم الذي ستأخذه منه مما تلحقه بدعته ، ويظهر أثرها فيه :
    ففي هذه الحالة لا شك في النهي عن الأخذ عنه ؛ لأن في أخذ العلم عنه تحقيقا لمفسدتين ؛ مفسدة مخالطة المبتدع وتوقيره ؛ ومفسدة تعريض النفس للشبهات وأخذ العلم الذي يختلط فيه الحق بالباطل .
    وربما يستثنى من ذلك : من كان له أداة كاملة ، في تمييز مواقع هذه البدعة ، وغلب على ظنه السلامة من تأثير المأخوذ عنه ، واحتاج إلى شيء من الأخذ عنه لأجل دراسة ، أو معرفة ما عند القوم ، أو نحو ذلك ، فنرجو ألا يكون على مثل ذلك حرج في الأخذ عن هؤلاء، وإن كان الظاهر أن يقيد ذلك بمن لم تكن بدعته مغلظة ، مع أن الاحتياط : الترك مطلقا .
    أما إذا كان العلم الذي ستأخذه منه من العلوم التي لا تدخلها بدعته ؛
    كعلم النحو واللغة وتجويد القرآن الكريم ، بل وغالب الفقه ـ كذلك ـ ؛
    فهنا تعارضت مفسدة مخالطة المبتدع ، مع مصلحة العلم النافع ، ففي هذه الحالة يرجح بينهما ،
    وينظر أيهما أقل مفسدة : أخذ العلم عنه ، أو تركه ؟
    فإذا كانت هناك حاجة ماسّة لعلمه ، ولا يوجد غيره ، وأمنت فتنته : ففي هذه الحالة يجوز الأخذ عنه .
    أما إذا كان العلم المراد تعلمه ليس هناك حاجة شديدة إليه ،
    أو كان يوجد غير هذا المبتدع يمكن التعلم على يديه ، أو كانت فتنة بدعته أشد من فوات علمه ؛
    ففي هذه الحالة ينهى عن الأخذ عن هذا المبتدع .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
    " فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ، ولا انتهاء أحد ؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها : لم تكن هجرة مأمورا بها ، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك : أنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية [أي : لم يكونوا يستطيعون أن يظهروا العداوة للجهمية ] .
    فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة ، وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف ، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي .
    وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة [أي : بدعة نقي القدر] ، فلو ترك رواية الحديث عنهم ، لا ندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم .
    فإذا تعذر إقامة الواجبات ، من العلم والجهاد وغير ذلك ، إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب = كان تحصيل مصلحة الواجب ، مع مفسدة مرجوحة معه : خيرا من العكس .
    ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل " انتهى . " مجموع الفتاوى " ( 28 / 212 ) .
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    روى ابن عبد البر في "التمهيد" والذهبي في "السير" أنَّ الإمامَ مالكًا - رحمه الله تعالى - كان يقول:
    "إن هذا العلم دينٌ، فانظروا عمن تأخذونه ... ولقد أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم -
    سبعينَ ممَّن يقول: قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّ أحدَهم لوِ اؤتُمِنَ على بيتِ مالٍ لكانَ به أمينًا،
    فما أخذت منهم شيئًا؛ لأنهم لم يكونوا من أهل هذه الشأن،
    فلما قدِم علينا محمد بن شهاب الزهري، ازدحمنا على بابه، وكان شابًّا". اهـ.
    وقال الخطيب البغدادي:
    "ينبغي للمتعلِّم أن يقصد مِن الفقهاء مَن اشتهر بالديانة، وعُرِفَ بالستر والصيانة".
    وفي سنن الدارمي عن أسماء بن عبيد قال:
    "دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر: نُحَدِّثُكَ بحديث؟ قال: لا، قالا: فنقرأ عليكَ آيةً من كتاب الله؟ قال: لا، لَتَقُومانِّ عَنِّي أو لأقومَنَّ، قال: فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر: وما كان عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله تعالى؟!
    قال: إني خشيت أن يقرآ علي آية فيُحَرِّفانِها فيقرَّ ذلك في قلبك".
    وهذا هو مكمن الخطر في التلقي عند المبتدع حتى في غير تخصصه؛
    لأنه مشغول بدس بدعته في كل ما يتكلم فيه،
    والأمثل على ذلك أكثر من تحصى، فعلماء الكلام الذين صنفوا في أصول الفقه نقلوا بدعهم لهذا العلم الشريف، وأصلوا مسائل كثيرة من أجل بدعهم،
    وكذلك من صنف منهم في اللغة وغيرها، حرصوا على تأصيل بدعهم في اللغة، وهكذا.
    والسبب في هذا؛ أن أصل البدعة اتباع الهوى، وهي أبرز صفاتهم التي تدفعهم إلى تحريف العلوم: اتباع الهوى: ،
    قال الله تعالى في وصفهم: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23]، ثم اتباع المتشابه كما في قوله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7].
    قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه "حلية طالب العلم" (ص: 165): تحت عنوان التلقي عن المبتدع :
    "احذر أبا الجهل المبتدع، الذي مسَّه زيغُ العقيدة، وغَشِيَتْهُ سُحُبُ الخرافة، يُحَكّم الهوى ويسمِّيه العقلَ، ويعدل عن النص،
    وهل العقل إلا في النص؟! ويستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح،
    ويقال لهم أيضًا: أهل الشبهات، وأهل الأهواء".
    وقال (ص: 166-168): "فيا أيها الطالب! إذا كنت في السعة والاختيار؛ فلا تأخذ عن مبتدعٍ: رافض، أو خارجيٍّ، أو مرجئ، أو قَدَرِيٍّ، أو قُبُورِيٍّ، وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال - صحيحَ العَقْدِ في الدين، مَتِينَ الاتصالِ بالله، صحيحَ النظر، تقفو الأثر إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.
    وكُتُبُ السِّيَرِ والاعتصام بالسنة حافلة بإجهاز أهل السنة على البدعة، ومنابذة المبتدعة، والابتعاد عنهم، كما يبتعد السليم عن الأجرب المريض،
    ولهم قصص وواقعيات يطول شرحها، لكن يطيب لي الإشارة إلى رؤوس المقيَّدات فيها:
    فقد كان السلف - رحمهم الله تعالى - يحتسبون الاستخفاف بهم، وتحقيرهم ورفض المبتدع وبدعته،
    ويحذرون من مخالطتهم، ومشاورتهم، ومؤاكلتهم، فلا تَتَرَاءَى نارُ سُنِّيٍّ ومبتدِعٍ. وأخبار السلف متكاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم؛ حَذَرًا من شرهم،
    ومنْعًا منَ انتشار بدعهم، وكسْرًا لنفوسهم حتى تضعف عن نشر البدع،
    ولأن في معاشَرة السني للمبتدع تزكيةً له لدى المبتدئ والعاميِّ، والعاميُّ بيد من يقوده غالبًا.
    قال: أما الأخذ عن علماء السنة، فالعقِ العسل ولا تسل. وفقك الله لرشدك لتنهل منميراث النبوة صافيًا،
    وإلا ؛ فليبك على الدين من كان باكياً". اهـ.
    مختصرا من "حلية طالب العلم"

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان

    ماهو حكم الدراسة عند أهل البدع وتلقي العلم وطلبه عليهم ؟
    الاجابة:
    علماء الضلال وأهل البدع لا يجوز تلقي طلب العلم عندهم أو تلقي العلم عنهم لأنهم يضلون عن سبيل الله ويدسون بدعهم وضلالهم على تلاميذهم , يقول بعض السلف : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " فلابد أن يكون المعلم مستقيما على طاعة الله , يكون من أهل العلم النافع والعمل الصالح هؤلاء هم الذين يجب أخذ العلم عنهم والتتلمذ عليهم والإقتداء بهم وأما علماء الضلال والمبتدعة فيجب الحذر منهم , يجب الإبتداع عنهم , يجب التحذير منهم يجب قطع الصلة بهم , يجب انكار عليهم حتى تسلم الأمة من شرّهم , إذا تتلمذ عليهم أحد فإنه يتغذى من بأفكارهم وبأرائهم وضلالتهم , ويتأثر بها لأن القاعدة التربوية المعروفة " أن الطالب يتأثر بمدرسة " دائماً وأبداً , الطالب دائماً يتأثر بمدرسة وبمعلمه فإذا تعلم على مبتدع أو صاحب خرافات فإنه يتأثر به ويتقبل ما عنده من البدع والخرافات ولو كان يزعم أنه لا يتأثر بها . نعم . إ.هـ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عند شرحه للكلام التالي في كتاب "حلية طالب العلم" لبكر أبي زيد:
    (عن مالك -رحمه الله تعالى- قال: "لا يؤخذ العلم عن أربعة:
    سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس،
    وصاحب بدعة يدعو إلى هواه،
    ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنتُ لا أتهمه في الحديث،
    وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به".
    فيا أيها الطالب إذا كنت في السعة والاختيار، فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، ...
    وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال، صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر، إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.)
    انتهى كلام بكر أبي زيد.
    فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين شارحاً الكلام:
    (وظاهر كلام الشيخ -وفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته. فمثلاً إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً، لكنه جيد في اللغة العربية: البلاغة والنحو والصرف. فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذ العلم الذي هو جيد فيه أم نهجره؟ ظاهر كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه لأن ذلك يوجب مفسدتين:
    1-المفسدة الأولى: اغتراره بنفسه ، فيحسب أنه على حق.
    2-المفسدة الثانية: اغترار الناس به ، حيث يتوارد عليه الناس وطلبة العلم ويتلقون منه، والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة.
    لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً ، حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة والصرف إلا فيهم، فسيجعل الله له خيراً منه، لأنا كوننا نأتي لهؤلاء ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم.
    وقال رحمه الله : حذر المؤلف من أهل البدع هذا التحذير البليغ وهم جديرون بذلك ولا سيما إذا المبتدع سليط اللسان فصيح البيان لإن شره يكون أكبر .
    ثم قال رحمه الله : وقد مر علينا في الدرس الماضي أنه وإن كان المبتدع عنده علوم لا توجد عند أهل السنة و لا تعلق بالعقيدة كمسائل النحو والبلاغة وماأشبهها فلا تأخذ منه لأنه يتولد من ذلك مفسدتان
    الأولى : اغتراره بنفسه والثاني اغترار الناس به لأن الناس لا يعلمون ، لذلك يجب الحذر .) اهـ
    المصدر: الشريط الخامس من شرح كتاب "حلية طالب العلم"
    وقال رحمه الله:
    (فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقة في اللسان وسحر في البيان فإن لا يجوز أن يجلس إليه لأنه مبتدع لأننا نخشى من شره لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من البيان لسحرا ، قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته ، الثانية أن فيه تشجيعا لهذا المبتدع ثالثا : إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين ولهذا يجب على طالب العلم أن يتجنب الجلوس إلى أهل البدع ، فإن قال قائل : إذا كنت أجلس إليه أتلقى عنده علما لا علاقة له بالبدعة كعلم النحو أو علم البلاغة فماذا نقول ؟ نقول وعلم النحو وعلم البلاغة قد يكون فيه بلاء.
    ثم قال: احذر أن تجلس إلى صاحب بدعة ولو في الفنون التي لا علاقة لها ببدعته لأنه لابد أن يدس السم في العسل.) اهـ
    المصدر: الشريط الثاني عشر من شرح حلية طالب العلم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    السؤال
    هل يجوز لي تعلم تجويد القرآن عند شخص صوفي يضلل الناس بكلامه ويؤثر فيهم، ولا يسمح لأحد بالرد عليه، مع العلم أني لا أملك لنفسي اختيار الشخص الذي أتلقى منه هذا العلم؟ وجزاكم الله خيراً.
    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
    فالأصل أن يحرص المتعلم على تلقي العلم على يد أهله الموثوق بهم من أصحاب العقيدة الصحيحة النقية الصافية، وإذا كان تعلم التجويد عند الشخص المذكور يستلزم الاستماع إلى ما يثيره من شبهات وضلالات وتزيين لبدع وعقائد فاسدة، فلا يجوز لك ذلك إلا إذا كنت راسخ القدم في فهم العقيدة الصحيحة ومنهج السلف الصالح في الاتباع والاستدلال، وكنت قادراً على دفع الشبهات عن نفسك وعدم التأثر بها، لما تقرر في القواعد من أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
    أما إذا كان التعلم عنده لا يستلزم التعرض لتلك الشبهات والفتن، فلا بأس بأن تتعلم عنده علم التجويد ونحوه من العلوم التي لا مدخل فيها لضلالاته، مع أهمية التسلح عموماً بدراسة العقيدة الصحيحة وما كان عليه السلف الصالح،
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    الاولى للمسلم أن يحذر على دينه وعقيدته من أن يشوب ذلك شائب أو يكدر صفوه كدر، ولا يأخذ العلم الشرعي إلا عمن يثق في دينه وعقيدته، وسلم من البدع والخرافات، فإذا لم يتيسر له ذلك وكان قد تحصن وعلم العقيدة الصحيحة فله أن يأخذ عن أولئلك القوم ما ليس له مساس بعقيدتهم وبدعهم، فيتعلم منهم الفقه وعلوم الآلة كالنحو والصرف والبلاغة ونحو ذلك، وليكن على حذر أن يدسوا له بعض السموم فيتشربها من حيث لا يدري.
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    هل يجوز التعلّم على يدي معلم غير مسلم ؟
    السؤال
    أنا معلمي في المدرسة غير مسلم ، فهل يجوز لي التعلم منه ؟
    الجواب
    الحمد لله.
    العلم علمان :
    الأول :علم شرعي :
    فهذا لا يؤخذ عن غير المسلمين ، بل لا يؤخذ إلا عن ثقات المسلمين ، الذين يؤتمنون على الأديان .
    والثاني : علم دنيوي ،
    كالرياضيات وعلوم الكيمياء والفيزياء والعلوم الحربية ونحو ذلك ،
    فهذا يؤخذ عن المسلمين وعن غير المسلمين ، من غير حرج ، وما زال عمل الناس على ذلك .
    روى الإمام أحمد (2216) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
    قَالَ: " كَانَ نَاسٌ مِنَ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
    فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ ، قَالَ: فَجَاءَ غُلَامٌ يَوْمًا يَبْكِي إِلَى أَبِيهِ ،
    فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: ضَرَبَنِي مُعَلِّمِي قَالَ: الْخَبِيثُ، يَطْلُبُ بِذَحْلِ بَدْرٍ ، وَاللهِ لَا تَأْتِيهِ أَبَدًا " .
    وحسنه محققو المسند .
    قال ابن القيم رحمه الله :
    " ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَسْرَى أَنَّهُ قَتَلَ بَعْضَهُمْ ، وَمَنَّ عَلَى بَعْضِهِمْ، وَفَادَى بَعْضَهُمْ بِمَالٍ ...
    وَفَادَى بَعْضَهُمْ عَلَى تَعْلِيمِ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْكِتَابَةَ "
    انتهى من "زاد المعاد" (5/ 59-60) .
    وقال الإمام الشَّافِعِيّ رحمه الله :
    " لاَ أَعْلَمُ عِلْماً بَعْدَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ أَنْبَلَ مِنَ الطِّبِّ إلَّا أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ غَلَبُوْنَا عَلَيْهِ " .
    وقَالَ حَرْمَلَةُ :
    " كَانَ الشَّافِعِيُّ يَتَلَهَّفُ عَلَى مَا ضَيَّعَ المُسْلِمُوْنَ مِنَ الطِّبِّ
    وَيَقُوْلُ: " ضَيَّعُوا ثُلُثَ العِلْمِ وَوَكَلُوهُ إِلَى اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى " .
    انتهى من "سير أعلام النبلاء" (8/ 258) .
    قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
    " الكتب التي ألفها الأقدمون من المسلمين , أو ألفها غير المسلمين وتنفع المسلمين وتعينهم على الإعداد للعدو ,
    وهم في شتى العلوم الدنيوية : يُعتنى بها أيضا ,
    إن كانت تنفع المسلمين وتعينهم على إعداد القوة والاجتهاد فيما ينفعهم في دينهم ويقوي جندهم وجهادهم ضد عدوهم
    " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (6 /212).
    على أن الواجب على مسؤولي التعليم في بلادكم : مراعاة أثر ذلك في نفس الصغار ،
    والاجتهاد في تخير المعلم المسلم ، الذي يحافظ على النشء ، ويربيه على دينه
    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    سئل الامام ابن باز رحمه الله :
    ما رأيكم فيمن أخذ العلم الشرعي من إنسان فاسق، ودرس على يديه؟

    الجواب:
    طالب العلم يأخذ العلم ممن هو عنده، إذا جاء العلم أخذه، إذا جاء الحق أخذه، ولو من كافر، العلم يطلب، ويؤخذ ممن جاء به من فاسق، وكافر، وتقي. لكن ينبغي أن يتحرى الطيبين، والعلماء الصالحين؛ حتى يتخلق بأخلاقهم، وحتى يأخذ عنهم العلم، ولكن متى وجد الفائدة عند الفاسق، أو عند الكافر؛ يأخذها، ولا يردها، الحق ضالة المؤمن، متى وجده؛ أخذه.
    الموقع الرسمى للامام ابن باز

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    السؤال:
    هل أخذ العلم عن شخص غير مسلم حرام أم حلال، وهل تعلم العلوم الدنيوية بحجة التقدم يجوز للمسلمين مع العلم أننا ندرس نظرية دارون، ونظرية الخلق الخاص، والتوالد الذاتي في مادة البيولوجيا (الأحياء) ؟
    الجواب:
    تعليم العلوم الإسلامية من غير المسلم لا يجوز؛ لأن الشأن فيه أنه غير مأمون في ذلك، فليس أهلا لتلقيها منه. أما تعلم العلوم الدنيوية فما كان منها نافعاً غير ضار، كالحساب والهندسة ونحوهما، فللمسلم أن يتعلم منه بقدر حاجته وحاجة أمته، إلى جانب تعلم شؤون دينه، وأما ما كان فتنة أو مضرة أو مضيعة للوقت فلا يجوز تعلمه، ومن ذلك نظرية دارون، والتوالد الذاتي ونحوهما؛ لما في ذلك من الخطر على المسلم في دينه ودنياه. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    المصدر:
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: فلا يجوز لك السفر إلى الدول الكافرة للدراسة بها، إلا فيما لا يتيسر لك دراسته على المسلمين في البلاد الإسلامية من العلوم الدنيوية كالطب, والهندسة, ونحوهما، ولم يتيسر استقدام من يضطر إليه من المتخصصين الأمناء في العلوم الكونية إلى الدولة الإسلامية للقيام بتدريسها للطلاب المسلمين، وكانت أمتك مضطرة إلى هذه العلوم، لتكتفي بأبنائها بعد التخرج في القيام بما تحتاج إليه عن استقدام كفار يقومون به، وكنت في نفسك محصنًا في دينك بالثقافة الإسلامية، لا يخشى عليك من الفتن أيام دراستك في بلاد الكفار، وإقامتك مدة الدراسة بين أظهرهم، فيجوز لك حينئذ أن تسافر للدراسة في بلاد الكفار. اهـ. وقال الشيخ ابن باز: السفر إلى بلادهم مع قلة العلم وقلة البصيرة فيه ضرر كبير وخطر عظيم، فإن الشرك بالله بينهم ظاهر والمعاصي بينهم ظاهرة من الزنا وشرب الخمور وغير ذلك، فالسفر إلى بلادهم ولا سيما مع قلة العلم وقلة الرقيب من أعظم الأسباب في الوقوع في الباطل واتباع ما يدعو إليه الشيطان من الشبهات الباطلة والشهوات المحرمة، وقد سافر كثير إليهم من أجل الدراسة أو السياحة أو العمل أو غير ذلك فرجعوا بشر عظيم وانحراف شديد، وربما رجع بعضهم بغير دينه إلا من سلمه الله ورحمه، وهم القليل، فالواجب على المسلمين أن يكون عندهم نفور من أعداء الله وحذر من مكائدهم أينما كانوا، وأن لا يقربوهم إلا دعاة إلى الحق وموجهين إلى الخير وناصحين حتى يتميز هؤلاء عن هؤلاء. اهـ.
    وسئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم السفر إلى بلاد الكفار؟ فقال: السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:

    الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
    الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
    الشرط الثالث: أن يكون محتاجا إلى ذلك. اهـ.
    وبناء عليه، فإن كنت واثقا من قدرتك على التمسك بدينك فلا بأس أن تذهب إليها، واحرص على أن تسافر بزوجتك، واحرص كذلك على الاتصال بالعلماء في بلاد الإسلام واسألهم عن أحكام دينك واحرص على استماع دروسهم وحاول أن تخدم الدين هنالك بما تستطيع من تعليم المحتاجين وإرشادهم وبيان العقيدة الصحيحة لهم.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    الإقامة في بلاد الكفار فيها خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه، ولذلك ينبغي الحذر من ذلك والتحفظ منه، ووضع الشروط التي تمنع من الوقوع في ذلك الخطر المتحتم، فلابدّ لمن يقيم في بلاد الكفر
    أن يتوفر فيه شرطان هما:
    1- أن يأمن على دينه بأن يكون عنده من العلم والإيمان ما يقوى على الثبات على دينه والبعد عن الانحراف والزيغ.
    2- أن يتمكن من إظهار دينه المتمثّل في إقامة شعائر الإسلام دون وجود مانع، وإلاّ لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ،
    قال ابن قدامة رحمه الله في الكلام على أقسام الناس في الهجرة:
    (أحدها من تجب عليه، وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه، ولا تمكنه إقامة واجبات دينه مع المقام بين الكفار، فهذا تجب عليه الهجرة لقوله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) النساء /97،
    وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب، ولأن القيام بواجب دينه واجب على من قدر عليه، والهجرة من ضرورات الواجب وتتمته، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) . انظر: المغني (8/457) ومجموع فتاوى ابن عثيمين (3/25–30) .
    وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وهناك حالات يجوز فيها للمسلم أن يقيم في بلاد الكفار وللأهمية راجع سؤال رقم (13363)
    ثانياً:
    أن الذي يقيم هناك بين الكفار لحاجة كالدراسة مثلاً فإن الخطر أعظم، لأن المتعلم سيشعر بحاجته إلى معلمه مما يؤدي إلى التودد إليه بل ومداهنته فيما هو عليه، وكذلك فإن المتعلم يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة مدرسه ومعلمه فيحصل تعظيمه والاقتناع بآرائه، ثم إن المتعلم لابد وأن يكون له في مقر دراسته أصدقاء يتخذهم، ولهذا كله كان وجوب التحفظ أكثر والحذر أشد،
    فيشترط فيه بالإضافة لما سبق شروط منها:
    1- أن يكون المتعلم على مستوى كبير من النضوج العقلي، حتى يميز بين الحق والباطل،
    ولهذا كان بعث صغار السن فيه خطر عظيم على دينهم وأخلاقهم وتصوراتهم ومعتقداتهم
    .2- أن يكون لديه علم بالشريعة يتمكن به من مقارعة الباطل بالحق، لئلا يلتبس عليه وينخدع بهم
    .3- أن يكون عنده دين وإيمان يحميانه من الكفر والفسوق، فضعيفهما لا يسلم.
    4- أن تكون عنده حاجة إلى العلم الذي أقام من أجله، بأن يكون في تعلمه مصلحة للمسلمين ولا يوجد مثله في مدارس المسلمين،
    وإلا لم تجز الإقامة عندهم.ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين) رواه أبو داود (2645) والترمذي (1604) وصححه الألباني في الإرواء (1207) .
    ولهذا كله وجب التحفظ والحذر في هذا الأمر،
    خاصة في بعث الأحداث وصغار السن للانضمام في مدارسهم أو حتى ما يسمى بروضة الأطفال، إذ فيه خطر على سلوكهم وتصوراتهم وأخلاقهم ولا يخفى عليك أن الخطر الذي يلحق أولادك غير مقتصر بمشاركتهم لهم في أعيادهم، بل إنه حاصل بمجرد المخالطة والتعايش معهم،
    فعليك أيها الأب الكريم أن تكون فطناً في ذلك كله مدركاً لهذه الأخطار
    قائماً على وقاية أبنائك من أن يتلوثوا بأفكارهم ويتأثروا بهم،
    والله تعالى يقول:
    (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً)
    .وأبناؤك أمانة في عنقك،
    فإن استطعت ألا يدرسوا إلا بمدرسة إسلامية وألا يتعلموا إلا من معلمين مسلمين فافعل،
    والسلامة لا يعدلها شيء،
    فكن حذراً من كل ما يضر دينهم وسلوكهم،

    الإسلام سؤال وجواب

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية،
    يقول السائل
    :
    ما حكم أن يأخذ الرجل ابنه أو ابنته ويسجله في مدرسة فرنسية أو انجليزية، المخالفين لتعاليم الدين، مع زعمه أنه مسلم، وأنه يختار لهم مستقبلاً حسناً؟
    الجواب:
    يجب على الوالد أن يربي أولاده ذكوراً وإناثاً تربية إسلامية، فإنهم أمانة بيده، وهو مسؤول عنهم يوم القيامة، ولا يجوز له أن يدخلهم مدارس الكفار، خشية الفتنة، وإفساد العقيدة والأخلاق، والمستقبل بيد الله
    عز وجل، يقول تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء



  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ضوابط الاستفادة من كتب المبتدعة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    يجب على الوالد أن يربي أولاده ذكوراً وإناثاً تربية إسلامية، فإنهم أمانة بيده، وهو مسؤول عنهم يوم القيامة،


    قال القاضي أبو بكر بن العربي -رحمه الله-:
    إن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة،
    وهو قابل لكل نقش وقابل لكل ما يُمَال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة يشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب،
    وإن عُوِّد الشر وأهمل شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيِّم به والوالي عليه.
    ومهما كان الأب يصون ولده من نار الدنيا فينبغي أن يصونه من نار الآخرة وهو أولى
    ، وصيانته بأن يؤدبه ويهديه ويعلمه محاسن الأخلاق ويحفظه من قرناء السوء.
    انتهى كلامه رحمه الله.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •