رُوي من حديث أنس بن مالك ، والحارث بن مالك ، وأبي هريرة ، والحسن البصري ، وزبيد الأيامي ، وصالح بن مسمار ، ومحمد بن صالح الأنصاري ، وزيد السلمي ، وعبد العزيز بن أبي رواد.

[حديث أنس بن مالك]

أخرج البزار (6948) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10106) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (362) ، والكلاباذي في "بحر الفوائد" (101/1) ، وابن أخي ميمي الدقاق في "فوائده" (518) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (650/1) ، والشحامي في "السباعيات" (80) ، وابن المقرب في "أربعون حديثاً" (ص69) ، وابن المهتدي في "جزئه" (3) ، وأبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (475) ، وابن الجوزي في "التبصرة" (212/1) ، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1421) ، وفي "رياضة النفس" (ص59) ، وفي "أدب النفس" (ص68) ، والعقيلي في "الضعفاء" (455/4) عن يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثابتٍ، عَن أَنَس؛ أَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم لَقِيَ رَجُلا , يُقَالُ لَهُ حَارِثَةُ فِي بَعْضِ سِكَكِ المدينة , فقال: "كيف أصبحت ياحارثة؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا , قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ إِيمَانٍ حَقِيقَةً , فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ؟ قَالَ: عَزَفَتْ نفسي عن الدنيا , فأظمأت وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي , وَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِّي بَادِيًا , وَكَأَنِّي بِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمُونَ , وَأَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: أَصَبْتَ فَالْزَمْ , مُؤْمِنٌ نَوَّرَ اللَّهُ قلبه".

قال البزار: ((تفرد به يوسف، وهو لين الحديث)).
وقال العقيلي: ((لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادٌ يَثْبُتُ)).
وقال البيهقي - كما نقله عنه ابن حجر في "الإصابة" (690/1) - :((هذا منكر وقد خبط فيه يوسف، فقال مرّة: الحارث … وقال مرة: حارثة))

ويوسف بن عطية ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال الفلاس: ((كثير الوهم والخطأ)) ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة ، وابن المديني: ((ضعيف)) ، وقال الدارقطني ، والنسائي ، والدولابي: ((متروك)) ، وقال الدارقطني أيضاً: ((ضعيف)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشئ)) ، وقال ابن عدي: ((له غير ما ذكرت وكلها غير محفوظة ، وعامة حديثه مما لا يتابع عليه)) ، وقال ابن حبان: ((يقلب الأخبار ، ويلزق المتون الموضوعة بالأسانيد الصحيحة ، لا يجوز الإحتجاج به)) ، وقال الساجي: ((ضعيف الحديث ، وكان صدوقا يهم ، كان يغير أحاديث ثابت عن الشيوخ فيجعلها عن أنس)) ، وقال الفسوي: ((لين الحديث)) ، وقال الحاكم: ((روى عن ثابت أحاديث مناكير)).

وأخرج القضاعي في "مسند الشهاب" (1028) ، وأبو نعيم في "الحلية" (242/1) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (182/4) ، وفي "أخلاق النبي" (779) ، والدارقطني في "الأفراد" ، وابن شاهين في "الخامس من الأفراد" (29) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (134) (135) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (416/58) ، والعقيلي في "الضعفاء" (291/2) ، عن إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «*كَيْفَ *أَصْبَحْتَ *يَا *مُعَاذُ؟» قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا بِاللهِ تَعَالَى، قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ مِصْدَاقًا، وَلِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةٌ، فَمَا مِصْدَاقُ مَا تَقُولُ؟»، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا أَصْبَحْتُ صَبَاحًا قَطُّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أُمْسِي، وَمَا أَمْسَيْتُ مَسَاءً قَطُّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أُصْبِحُ، وَلَا خَطَوْتُ خُطْوَةً إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أُتْبِعُهَا أُخْرَى، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى كُلِّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا مَعَهَا نَبِيُّهَا وَأَوْثَانُهَا الَّتِي كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عُقُوبَةِ أَهْلِ النَّارِ وَثَوَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: «عَرَفْتَ فَالْزَمْ»

قال العقيلي: ((وَقَدْ رَوَى قِصَّةَ حَارِثَةَ أَيْضًا عَنْ ثَابِتٍ يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، وَلَيْسَ لَهُمَا مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ أَصْلٌ ، وَأَصَحُّ النَّاسِ حَدِيثًا عَنْ ثَابِتٍ، حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَأَنْكَرُهُمْ حَدِيثًا عَنْ ثَابِتٍ مَعْمَرٌ. فَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ بُرْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا حَارِثَةُ، كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟» ، وَمَعْمَرٌ رَوَاهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحَارِثَةَ، وَكَانَ الْغَالِبُ عَلَى حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ هَذَا الْوَهْمُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ))
وقال الدارقطني: ((تفرد بِهِ إِسْحَاق بن عبد الله بن كيسَان عَن أَبِيه عَن ثَابت وَخَالفهُ يُوسُف بن عَطِيَّة عَن ثَابت وَتفرد بِهِ عبد الله بن عون عَن يُوسُف)).
وقال ابن شاهين: ((وهذا الحديث غَرِيبٌ حَسَنُ الإِسْنَادِ غَرِيبُ الْمَتْنِ فَأَمَّا الإِسْنَادُ فَحَدِيثٌ غَرِيبٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ لا أَعْلَمُ حَدَّثَ إِلا عَنْ أَبِيهِ وَلا حَدَّثَ عَنْهُ إِلا أَبُو الدَّرْدَاءِ الْمَرْوَزِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُنِيبِ وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ... وَأَمَّا الْمَتْنُ فَهُوَ مَشْهُورٌ مِنْ قِصَّةِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَأَمَّا عَنْ مُعَاذٍ فَلا أَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَلِعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى حَدَّثَنِيهِ أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحُلْوَانِيِّ )).

وإسحاق بن عبد الله بن كيسان ، قال أبو أحمد الحاكم: ((منكر الحديث)) ، وقال الذهبي: ((واه)).
وعبد الله بن كيسان المروزي ، قال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((يُتقى حديثه من رواية ابنه عنه)) ، وقال الدارقطني: ((لم يكن بالقوي)) ، وقال العباس بن مصعب: ((روي عن عِكرمَة أحاديث كثيرة، وروي عن ثابت وغيرهما، ولم يرو ابن المُبَارك عنه)) ، وقال ابن عدي: (له عن عِكرمَة عن ابن عباس أحاديث غير ما أمليت غير محفوظة، وعن ثابت، عن أَنَس كذاك)) ، وقال العقيلي: ((فى حديثه وهم كثير)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال الحاكم: ((هو من ثقات المراوزة ، ممن يجمع حديثه))

وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (274/38) عن جرير بن عتبة حدثني أبي أنا أنس بن مالك وأنا في القوم بالبصرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل المسجد والحارث بن مالك نائم فحركه برجله قال: "ارفع رأسك قال فرفع رأسه فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) *كيف *أصبحت *يا *حارث بن مالك قال أصبحت يا رسول الله مؤمنا حقا".
وعتبة بن عبد الرحمن ، قال الذهبي: ((تُكلم فيه، وقد روى عنه ولده جرير حديثين باطلين، فما أدرى الآفة منه أو من ولده..ثم ذكر هذا الحديث)).

[حديث الحارث بن مالك]
أخرج عبد بن حميد في "مسنده" (445) ، والطبراني (3367) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الأربعون" (44) ، وفي "معرفة الصحابة" (2069) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (133) ، وأخرج مسدد في "مسنده" كما في "المطالب" (291/12) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (75/2) ، وابن المحب الصامت في "الصفات" (530/3) ، والسلمي في "الأربعون في التصوف" (10/5) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (10107) عن زيد بن الحباب، ثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد السكسكي، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم، عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: «كيف أصبحت يا حارث؟» قال: أصبحت مؤمنا حقا. فقال: «انظر ما تقول؟ فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟» فقال: قد عزفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت لذلك ليلي، واطمأن نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها. فقال: «يا حارث عرفت فالزم» ثلاثا.

قال البيهقي: ((هذه القصة في الحارث بن مالك، ويقال: حارثة، وقصة الأم في الحارثة بن النعمان)).
وقال البغوي: ((لا أعلم بهذا الإسناد غير حارث)).
قلت: وابن لهيعة ، ضعيف الحديث.

وأخرج البيهقي في "الزهد الكبير" (973) عن أَبي حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ مِنْ كِتَابٍ عَتِيقٍ، ثنا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ به.
وأبو حامد أحمد بن علي ، ضعيف مُتهم. انظر ترجمته في "الروض الباسم" (241/1).

وأخرج أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2070) عن محمد بن الفضل بن عطية، عن غياث بن المسيب، عن سليمان بن سعيد بن أبي بردة، عن الربيع بن لوط، عن الحارث بن مالك الأنصاري به.

ومحمد بن الفضل ، قال ابن معين: ((كذاب)) ، وقال: ((ليس بشئ ، ولا يُكتب حديثه)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال أحمد: ((ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب)) ، وقال: ((ذاك عجب، يجيئك بالطامات)) ، وضعّفه ابن المديني ، وقال: ((روى عجائب)) ، وقال الفلاس: ((متروك الحديث ، كذاب)) ، وقال المفضل بن غسان: ((ليس بثقة)) ، وقال البخاري: ((سكتوا عنه)) ، وقال: ((ذاهب الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((ذاهب الحديث ، تُرك حديثه)) ، وقال: ((متروك الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشىء)) ، وقال النسائي ، وابن خراش: ((كذاب)) ، وقالا كذلك: ((متروك الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال مسلم ، والبيهقي: ((متروك)) ، وقال صالح جزرة: ((كان يضع الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((يروى الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار)) ، وقال ابن عدي: ((عامة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه)) ، وقال الخطيب: ((حدث بمناكير وأحاديث معضلة)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم: ((روى عن أبى إسحاق و داود بن أبى هند أحاديث موضوعة)).
وغياث بن المسيب ، وسليمان بن سعيد ، مجهولان.

وأخرج الطبري في "التاريخ" (588/11) عن الحجاج بن مهاجر، عن أيوب ابن خوط، عن ليث، عن زيد بن رفيع، عن الحارث بن مالك به.

وأيوب بن خوط ، قال ابن معين: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال الدارقطني ، والنسائي ، والسعدي ، ومسلم: ((متروك)) ، وقال النسائي أيضاً: ((ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه)) ، وقال ابن المديني: ((ضعيف)) ، وقال الأزدي: ((كذاب)) ، وقال الفلاس: ((كان أميا لا يكتب ، وهو متروك الحديث ، ولم يكن من أهل الكذب ، كان كثير الغلط والوهم)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ، واهى ، متروك ، لا يكتب حديثه)) ، وقال الساجي: ((أجمع أهل العلم على ترك حديثه ; كان يحدث بأحاديث بواطيل)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشئ)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)) ، وقال ابن عدي: ((له غَيْرُ مَا أَمْلَيْتُ مِنَ الْحَدِيثِ وَرَوَى عَنْهُ أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَن قَتادَة، عَن أَنَس أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ أَيضًا، وَهو عِنْدِي كَمَا ذَكَرَهُ عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ إِنَّهُ كَثِيرُ الْغَلَطِ والوهم وليس من أهل الكذب)) ، وقال ابن حبان: ((مُنكر الْحَدِيث جدا يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير كَأَنَّهُ مِمَّا عملت يَدَاهُ تَركه بن الْمُبَارك)).

وليث بن أبي سليم ، قال أحمد: ((مضطرب الحديث)) ، وقال: ((لا يفرح بحديثه)) ، وقال: ((ليس بالقوي)) ، وقال: ((ليس هو بذاك)) ، وقال: ((ضعيف الحديث جدًا، كثير الخطأ)) ، وقال جرير بن عبد الحميد: ((أكثر تخليطا)) ، وقال ابن معين: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس بذاك القوي)) ، وقال: ((مُنكر الحديث)) ، وقال أبو حاتم ، وابن سعد: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((لين الحديث ، لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث)) ، وقال أبو حاتم ، وأبو زرعة: ((لا يشتغل به ، هو مضطرب الحديث)) ، وقال البخاري: ((صدوق يهم)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم: ((مجمع على سوء حفظه)) ، وقال الجوزقاني: ((يُضعف حديثه)) ، وقال البزّار: ((كان أحد العباد إلا أنه أصابه اختلاط فاضطرب حديثه ، وإنما تكلم فيه أهل العلم بهذا ، وإلا فلا نعلم أحدا ترك حديثه)) ، وقال الساجي: ((صدوق فيه ضعف ، كان سىء الحفظ كثير الغلط)) ، وقال البيهقي: ((ضعّفه أهل العلم بالحديث)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ من الْعباد وَلَكِن اخْتَلَط فِي آخر عمره حَتَّى كَانَ لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل وَيَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم كل ذَلِك كَانَ مِنْهُ فِي اخْتِلَاطه تَركه يحيى الْقطَّان وَابْن مهْدي وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين)).

[حديث أبي هريرة]
أخرج ابن حبان في "المجروحين" (150/1) عن أحمد بن الحسن بن أبان المصري ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ حَارِثَةُ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره.

قال ابن حبان: ((أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ الْمِصْرِي ... كَذَّاب دجال من الدجاجلة يضع الْحَدِيث عَن الثِّقَات وضعا كتب عَنْهُ أَصْحَابنا ... لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال)) ، وقال: (([هذا] الحديث إنما هو عند الثوري، عن معمر، عن صالح بن مسمار، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-[أنه] قال لحارثة، ما حدث بهذا سلمة بن كهيل قط، ولا أبو سلمة، ولا أبو هريرة)).
وأحمد بن الحسن المصري ، كذاب متروك. انظر ترجمته في "إرشاد القاصي" (ص100).
وقال أبو الفضل المقدسي في "تذكرة الحفاظ" (ص251): ((هَذَا الْحَدِيثُ مَشْهُورٌ مَعْرُوفٌ مِنْ حَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ عَطِيَّةَ الصَّفَّارِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ)).

[حديث الحسن البصري]
أخرج قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب" (22) عن محمد بن أحمد بن البراء؛ ثنا المفضل بن حازم، حدثني عيسى بن عبد الله، ثنا ضمرة عن عبد الله بن شوذب، عن رجاء بن جميل الأيلي، عن الحسن قال: ((دخل حارثة الأنصاري صلاة الغداة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: *كيف *أصبحت *يا *حارثة؟ قال: فذكر الحديث)).

والمفضل بن حازم ، مجهول ، لم أجد من ترجمه.
ورجاء بن جميل ، قال البخاري: ((رَوَى عَنه: ضَمرة بْن رَبِيعة، مُنقَطِعٌ)) ، وقال أبو حاتم: ((شيخ)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وهو مرسل ، ومراسيل الحسن ضعيفة. قال أحمد: ((ليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رباح، فانهما يأخذان عن كل)) ، وقال العراقي: ((مراسيل الحسن عندهم شبه الريح)) ، وقال الذهبي: ((مِن أوهى المراسيل عندهم: *مراسيلُ *الحَسَن)).

[حديث زبيد الأيامي]
أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (30425) ، وفي "الإيمان" (115) عن مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ , عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَ بْنَ مَالِكٍ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا , قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ ذَلِكَ؟» قَالَ: أَصْبَحْتُ عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي ; وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي قَدْ أُبْرِزَ لِلْحِسَابِ , وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِي الْجَنَّةِ , وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهْلِ النَّارِ , قَالَ: فَقَالَ لَهُ: «عَبْدٌ نُورُ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ , إِنْ عَرَفْتَ فَالْزَمْ»
وهذا منقطع ، زبيد (ت 122 هـ).

[حديث صالح بن مسمار]
رواه عبد الرزاق ، واختُلف عليه:
- فرواه إسحاق بن إبراهيم الدبري ، وأحمد بن منصور الرمادي ، عنه ، عن معمر ، عن صالح بن مسمار، وجعفر بن برقان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث بن مالك: فذكره.
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف ط التأصيل" (21181) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10108) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (206).

- ورواه سلمة بن شبيب ، وعبد الله بن المبارك ، عنه ، عن معمر ، عن صالح بن مسمار ، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2942) ، وابن المبارك في "الزهد" (314) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (227/54).

قال ابن صاعد: ((ولا أعلم صالح بن مسمار أسند إلا حديثا واحدا ، وهذا الحديثُ لا يثبتُ موصولًا)).

وقال البيهقي: ((هذا منقطع)).
قلت: وهو كما قال ، فإن صالحاً ، وجعفر كلاهما من أتباع التابعين.

[حديث محمد بن صالح الأنصاري]
أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (30423) ، وفي "الإيمان" (114) عن يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ فَقَالَ: فذكره.

وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال: ((ليس بِقَويٍّ في الحديث)) ، وقال: ((يُكتب من حديثه الرَّقائق)) ، وقال أحمد: ((صدوق، ولكنه لا يُقيم الإسناد)) ، وقال: ((كان رجلا لا يضبط الإسناد)) ، وقال: ((حديثه مضطرب لا يُقيم الإسناد، ولكن أكتب حديثه أعتبر به)) ، وقال ابن مهدي: ((تعرف وتنكر)) ، وقال أبو حاتم: ((صالح ، لين الحديث ، محله الصدق)) ، وقال أبو زرعة: ((صدوق فى الحديث ، وليس بالقوى)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال: ((لا أروى عنه شيئا)) ، وقال ابن المديني ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن سعد ، والدارقطني ، والبيهقي: ((ضعيف)) ، وقال صالح جزرة: ((لا يسوى حديثه شيئا)) ، وقال ابن عدي: ((حدث عنه الثورى ، وهشيم ، والليث بن سعد ، وغيرهم من الثقات ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه)) ، وقال الساجي: ((منكر الحديث ، وكان أميا صدوقا ، إلا إنه يغلط)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالمتين عندهم)) ، وقال الخليلي: ((له مكان فى العلم والتاريخ ، وتاريخه احتج به الأئمة ، وضعفوه فى الحديث ، وكان ينفرد بأحاديث. أمسك الشافعى عن الرواية عنه ، وتغير قبل أن يموت بسنتين تغيرا شديدا)) ، وقال أبو نعيم: ((روى عن نافع و ابن المنكدر و هشام بن عروة و محمد بن عمرو الموضوعات ، لا شىء)) ، وقال ابن حبان: ((كان ممن اختلط في آخر عمره وبقي قبل أن يموت سنتين في تغير شديد لا يدري ما يحدث به فكثر المناكير في روايته من قبل اختلاطه فبطل الاحتجاج به)).
ومحمد بن صالح التمار (ت 168 هـ). فهو منقطع كذلك.

[حديث زيد السلمي]
أخرج عبد الرزاق في "تفسيره" (2940) عن الثوري ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن زيد السلمي ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للحارث بن مالك: فذكره.
وزيد السلمي ، قال أبو حاتم: ((مجهول)). وهو من التابعين ، فهو منقطع كذلك.

[حديث عبد العزيز بن أبي رواد]
أخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1420) عن أبيه، قال: نا محمد بن يزيد الخنيسي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة حارثة؛ حيث قال له: ((كيف أصبحت يا حارثة؟)).
وهذا منقطع ، عبد العزيز بن أبي رواد (ت 159 هـ).

[فوائد]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاستقامة" (194/1): ((رَوَاهُ ابْن عَسَاكِر مُرْسلا وروى مُسْندًا من وَجه ضَعِيف لَا يثبت)).
وقال ابن رجب: ((رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ مُرْسَلَةٍ، وَرُوِيَ مُتَّصِلًا، وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ)).
والله أعلم.